المؤسسيـة وضبـط الجـودة في مؤسسـات التعليم العالي بإشارة خاصة للتجربة السودانية

1. المؤسسيـة وضبـط الجـودة في مؤسسـات التعليم العالي بإشارة خاصة للتجربة السودانية بروفيســور /عـوض حـاج علـي أحمـد مدير جامعة النيلين

2. مقــدمـــة: تهدف هذه الورقة المختصرة إلى التعريف بأهمية المؤسسية في ضبط جودة مخرجات التعليم العالي.بإشارة خاصة للتجربة السودانية وتأتي هذه الأهمية لسببين أولهما أنها من أفضل الأساليب في التقويم الذاتي وثانيهما أنها من الثغرات ونقاط الضعف التي يشكو منها الاكاديميون والمقومون في كثير من مؤسسات التعليم العالي العربية والأفريقية على نحو الخصوص .

3. تتكون هذه الورقة من عشر نقاط علي النحو التالي : أولاً:التعليم العالي والتعليم العام ثانياً: نظام القبول ثالثاً: المجلس القومي أو المجلس الأعلى لمؤسسات التعليم العالي رابعاً: الإدارة الأكاديمية خامساً: مؤسسية الجامعة سادساً: المؤسسات الإقليمية والعالمية سابعاً : الطلاب ثامناً : المؤسسات الطلابية تاسعاً : الواقع السوداني عاشراً : المقترح أو التوصيات

4. أولاً: إن ارتباط التعليم العالي بالمؤسسية وضبط الجودة في التعليم العام يتحقق من خلال: أ- عضوية أساتذة الجامعات المختصين في كل اللجان الدائمة في التعليم العام . ب- الاجتماع السنوي لجمعية كليات التربية السودانية والذي من أهم أهدافه تقويم التعليم في مرحلتي الأساس والثانوي . ج- النشاط البحثي والعلمي لاساتذة الجامعات وطلاب الدراسات العليا في مجال التعليم العام . د- الاستشارات المتكررة لاساتذة الجامعات الخبراء في مشكلات التعليم العام عموماً .

5. ثانياً: المؤسسية وضبط الجودة في نظم القبول بالتعليم العالي: يتم التقويم للقبول في مؤسسات التعليم العالي من خلال : أ- المنافسة الحره والعادلة للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي . ب- ضبط وتنفيذ سياسات القبول بواسطة لجنه مركزية برئاسة وزير التعليم العالي ، وأن كل مديري الجامعات أعضاء في هذه اللجنة . ج- عضوية عدد من الجامعات في لجنة الامتحانات المركزية التي تشرف على امتحانات الشهادة المدرسية الثانوية السودانية . د- تصميم وإدارة الامتحانات بواسطة أساتذة من الجامعات.

6. ثالثاً: دور المجلس القومي للتعليم العالي ووزارة التعليم العالي : أ- هناك لجنة أكاديمية لكل تخصص جامعي أسسها المجلس القومي للتعليم العالي لمراجعة المناهج والمقررات والاستعدادات لكل برنامج درجة علمية أو دبلوم مقترح بواسطة أي مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي ، وذلك للتأكد من أن المؤسسة قادرة على تنفيذ برامج هذه الدرجة العلمية أو الدبلوم والإ فأن المؤسسة الحكومية لن تخصص لها ميزانيات ، كما أن المؤسسة الخاصة لا يصدق لها برخصة لقيام الدرجة العلمية قبل موافقة هذه اللجنة . ب- توجد وحدة في وزارة التعليم العالي بأسم وحدة نظم ضبط الجودة والأعتمادية لتنسيق عمل هذه اللجان ومتابعة تقارير الممتحنين الخارجيين ، ودراسة مذكرات وآراء الأساتذة والطلاب ، وعكس كل ذلك للمجلس القومي للتعليم العالي . ج- أنشأ المجلس القومي للتعليم العالي مجلساً للتعليم الخاص والأجنبي لضمان قدرات المؤسسة الخاصة المالية الإدارية والكفاءة الأكاديمية قبل التوصية بالمصادفة على إنشائها . وهناك أيضاً وحدة إدارية بالوزارة للمتابعة والتنسيق والكتابة عن التزام المؤسسة بضبط الجودة والمؤسسية.

7. رابعاً:دور مدير الجامعة ونائبه والعميد ورئيس القسم وعضو هيئة التدريس في ضبط الجودة بالجامعة : أ-لمدير الجامعة دور هام في ضبط الجودة وذلك بالالتزام الصارم بمعايير وتقاليد الجامعة ، وإعطاء الجامعة قوتها الكاملة ، وبناء علاقات عالمية قوية وربـط الجامعة بحاجات المجتمع وتوسـيع الشوري بالاستفادة من مجموعات العلماء في الجامعة عبر لجان فنية طارية تدعم قرارات السلطات المختلفة بالجامعة . ب- يكون نائب مدير الجامعة حسب قانون الجامعة مسؤولا عن ضبط الجودة الأكاديمية في الجامعة ، وعليه أن يكون ذا إرتباط وثيق بالكليات والأقسام . ج- لعميد الكلية دور أساسي في مراعاة ضبط الجودة بالكلية وذلك بالتأكيد على الالتزام بضوابط وتوجيهات وتوصيات الكلية والجامعة ، والحصول على المتطلبات المالية والدعم اللازم للاقسام وتمكين مجلس الكلية ومجالس الاقسام من ممارسة صلاحياتها .

8. د- إن رئيس القسم يمثل أهم حلقات تنفيذ ضبط الـجودة والمؤسسية في الجامعة . فهو مسؤول ومن خلال مجلس القسم وأعضاء هيئة التدريس بتطوير المناهج والمقررات والالتزام بالنظم واللوائح والتدريس وإكمال التجهيزات اللازمة لتنفيذ البرامج ، وتنمية قدرات الطلاب وتأهيلهم ، وإقامة علاقات عالمية مع اساتذة مميزين ، وإنشاء علاقات مع الأقسام النظيرة وانفاذ سياسات وأهداف الجامعة . هـ - أن عضو هيئة التدريس هو أساس ضبط الجودة وعليه أن يكون أستاذاً جيداً في تحديث مادته، وربطـها بمتطلبات المجتمع ، كما عليه أن يـحدد كـل المتطلبات والاحتياجات لـمادته ( مثال : المعامل و الفنيون و المعدات و العمل الميداني وما إلى ذلك ) وأن يجتهد للحصول عليها ، مثلما عليه أن يجد تماماً لتقييم آداء طلابه . وأخيراً فإن على عضو هيئة التدريس أن يشارك في كل الأنشطة ذات الصلة بقسمة وكليته والجامعة والمجتمع . ومن أجل ضبط الجودة فإن هذه الأنشطة تؤخذ في الاعتبار كاساس من أسس ترقي هيئة التدريس إذ تمنح حوالي 50% من الدرجات وتعطي بقيه الدرجات (50% ) للبحث العلمي والإشراف على الدراسات العليا . من جهة أخرى لابد من الإشارة أن عضو هيئة التدريس يمثل سلطة قوية في منظومة التعليم فهو الذي يعلم ويقوم وله الحرية والسلطة العاملة في ذلك .

9. خامساً: دور الجامعة ومؤسسات التعليم العالي في ضبط الجودة والمؤسسية بالتعليم العالي : أ- استناداً على قانون الجامعة فإن القسم والكلية ومجلس الأساتذة ومجلس الجامعة تقع عليهم مسؤلية تأكيد وتنفيذ ضبط الجودة بالجامعة ب- أنه وحسب التقاليد الجامعية فإن تقارير الممتحنين الخارجيين والأساتذة الزائرين العالميين وتوصيات اللجان الأكاديمية غير الدائمة تعطي اعتباراً وأهمية كما ، وأن الجامعة حسب نظم ولوائح التعليم العالي ملزمة بالاخذ بتوصيات المجلس القومي للتعليم العالي واللجان الأكاديمية المتخصصة ووحدة ضبط الجودة فيما يخص ضبط الجودة .

10. سادساً : دور الاتحادات الأقليمية والمنظمات الأكاديمية العلمية : أ- هناك لجنة دائمة مكونة من أساتذة متميزين من اتحاد الجامعات العربية اقترحت حديثاً مـن أجل ضبط الجودة والمؤسسية في الجامعات العربية . تضع هذه اللجنة معياراً عاماً وحداً أدنى لمتطلبات الجودة لكل برنامج دراسي وتقوم بزيارة مؤسسات التعليم العالي لأعضاء بالاتحاد ، كما يمكن أن نقوم بعمليات تقويم للبرامج الأكاديمية متى طلب منها ذلك . ب- كذلك لاتحاد الجامعات الأفريقية لجنه على غرار تلك في الجامعات العربية . ج- يمكن لاتحاد الجامعات العربية واتحاد الجامعات الأفريقية أن تنسق مع المنظمات الأكاديمية العالمية في أمر ضبط الجودة والأعتمادية .

11. سابعاً :ـ دور الطالب في ضبط الجودة : يمثل الطالب اداة هامة في ضبط الجودة من خلال : أ - التأكد ومراقبة تنفيذ المنهج تنفيذاً دقيقاً حسب وثيقة المنهج ومقرراته تدريساً نظرياً وعملياً وتدريباً خارجياً . ب – مراقبة تنفيذ الجدول وتنفيذ التقويم الدراسي من قبل ادارة القسم تنفيذاً صارماً . ج- تقويم عضو هيئة التدريس من خلال استمارة التقويم بعد اكمال أي مقرر في قدرته التدريسية وتحديث مادته العلمية ومتابعته في تقويم طلابه . د – تقويم عضو هيئة التدريس ومساعديه في التدريب العملي المعملي والتدريس الخارجي والتمارين الدراسية من خلال استمارة تقويم معدة لذلك .

12. هـ- تقويم التجهيزات المعملية والبيئة التعليمية عموماً من خلال استمارة خاصة بذلك. و – تقويم البيئة الثقافية والحريات الفكرية والممارسات الديمقراطية في اختيار المؤسسات الطلابية من خلال استمارة معدة لذلك . ز – تقويم النشاطات الرياضية والنشاطات الفنية والفلكلورية والمسرحية من خلال استمارة معدة لذلك . ح- تقويم الادارة الاكاديمية في القسم والكلية والشئون العلمية من خلال استمارة معدة لذلك . ط - تقويم الخدمات الطلابية الأخري مثل استخراج البطاقة والرعاية الاجتماعية وغيرها مما يلي عمادة الطلاب من خلال استمارة معدة لذلك .

13. ثامناً : دور المؤسسات الطلابية في ضبط الجودة : تمثل المؤسسات الطلابية اداة هامة في ضبط الجودة من خلال : أ‌-   التعاون مع الادارة في معالجة القضايا الطلابية الساخنة والمهددة للعملية التدريسية والانشطة الجامعية الاخري حتي تتمكن الجامعة التفرغ لواجباتها . ب - مراقبة المؤسسات الاكاديمية والتروبوية للجامعة بحكم عضويتها في هذه المؤسسات . ج- رعاية النشاط غير التدريسي للطلاب رعايةً مباشرةً خاصةً فيما يلي المشاركات القومية والاقليمية والعالمية بإعتبارها هدفاً أساساً من أهداف التعليم الجامعي .

14. د – التعاون مع عمادة الطلاب في رعاية الطلاب اجتماعياً وصحياً ومعنوياً وبيئياً ليتمكنوا من الاستيعاب العلمي الجيد . هـ - التعاون مع ادارة الجامعة وعمادة الطلاب في ممارسة تبادل قيادة هذه المؤسسات بصورة ديمقراطية وبروح وطنية بإعتبار ذلك تدريباً هاماً للطلاب في ممارسة تبادل السلطة في الدولة لاحقاً . و- التعاون مع الكليات وعمادة الطلاب من خلال الجمعيات العلمية والروابط الاجتماعية في ربط الطلاب بمجتمعهم بالقيام بالقوافل الصحية والتثقيفية والاجتماعية وعرض ابداعاتهم العلمية وابداعات مجتمعاتهم المحلية الفلكلورية وغيرها .

15. تاسعاً :ـ الواقع السوداني :ـ • أ- شكاوي كثير من أعضاء هيئة التدريس من تغول الإداريين علي حقوقهم في كثير من الجامعات . • شكاوي كثير من الإداريين من تغول الإدارات الأعلي علي سلطاتهم وسلطات مجالسهم . • التدخلات السياسية والإجتماعية السافرة في القبول والتعيين وإنشاء البرامج عدم متابعة تنفيذ التوصيات الجيدة من الجهات المختصة فيما يلي ضبط الجودة وتوكيدها . • إعتماد الجامعات الحكومية كلياً علي الدعم الحكومي

16. و- لا تدعم مؤسسات القطاع العام والخاص الجامعات من بحوثه في دعم القرار ورفع الإنتاجية . ز - غياب المؤسسات الطلابية في بعض الجامعات . ح – غياب التقويم الطلابي للآداء الاكاديمي والاداري في بعض الجامعات . ط – غياب الحريات الفكرية في بعض الجامعات . ي – التدخلات الخارجية من الاحزاب السياسية في عملية اختبار قيادات المؤسسات الطلابيةوإفسادها للممارسة الديمقراطية .

17. عاشراً :ـ المقترح أو التوصيات :ـ أ- إنشاء هيئة للاعتمادية وضبط الجودة في أي جامعة يكون من مسئوليتها التأكد من الالتزام الصارم بالمؤسسية فيما يلي ضبط وتوكيد الجودة وتنسق مع هيئة الاعتماد المركزية بالوزارة. ب - الشفافية والوضوح الكامل لتقارير الجهات ذات الصلة عن مدي الاعتمادية ضبط الجودة والالتزام بالقياسية . ج- الإلتزام بالمنافسة وعبر لجان تحكيم في تعيين كل الوظائف الإدارية وخاصة الوظائف العليا د-سعي الجامعة في الاعتماد علي ذاتها في التمويل حتي لا يكون للجهات الداعمة تأثيراً في قراراتها وتشجيع القطاع المنتج في الدولة علي الاعتماد علي بحوث الجامعات في رفع الإنتاجية ودعم القرار . .

18. هـ التنسيق مع الجهات الإقليمية والعالمية في امر ضبط الجودة وتوكيدها . و – اعتماد الجامعة نظام تقويم الطلاب لآداء الهيئة التدريسية والادارة الجامعية . ز- تشجيع المؤسسات الطلابية في المشاركة الايجابية في مؤسسات الجامعةمثل مجلس الكلية ومجلس الاساتذة ومجلس شئون الطلاب ومجلس الجامعة ح – تشجيع المؤسسات الطلابية في قيام الطلاب بدورهم في الارتباط بالمجتمع والقضاياالقومية والاقليمية والعالمية . ط – رعاية الممارسة الديمقراطية للطلاب في انتخاب مؤسساتهم وتشجيع الحوار الفكري والنشاط السياسي الايجابي . ي – تشجيع المؤسسات الطلابية في القيام بدورها في الرعاية الاجتماعية والصحية للطلاب بحل قضاياهم . ك – الاهتمام بالنشاط الادبي والثقافي والرياضي للطلاب .