1 / 7

نزاعات عائلية حلول ومعالجات

نزاعات عائلية حلول ومعالجات. بقلم/ فؤاد أبو سعيد.

daryl
Download Presentation

نزاعات عائلية حلول ومعالجات

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. نزاعات عائلية حلول ومعالجات بقلم/ فؤاد أبو سعيد

  2. الزوجات المشاكسات المعاندات منهن من تجلبُ المشاكل لزوجها، وتحوِّلُ البيتَ الهادئَ إلى بيتٍ يعجُّ بالنكد والصراخِ والزعيق، وترفع صوتَها على زوجِها، وربما خرجت إلى بيت أبيها، تاركةً وراءَها أطفالَها ورضيعَها، لتضغطَ على زوجهِا وأهلِه؛ فإن تأخَّروا عن الجريِ وراءَها يوماً أو يومين، ليطلبوا رضاها ورجوعَها؛ فلا تسألْ عن حزنِها وندمِها، وبكائها على فراق أطفالهِا، فكيف لو علمت أنَّ زوجها يسعى للخلاصِ منها، وحدَّد موعداً عند المحكمة لفراقِها وطلاقِها؟! وكيف حالُها عند استلامها ورقةَ طلاقِها، ثم تعلمُ بعد ذلك أن زوجَها الذي كان زوجَها قد خطب وتزوج غيرها؟! كيف حالُ أطفالِها وأولادِها عند زوجة أبيهم، فأمُّهم هي السبب في الفراق والطلاق؟ وربما تبعث من طرفٍ خفيٍّ مَنْ يسعى لإرجاعها إلى أطفالها! عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى الْحَسَنِ، فَقَالَتْ:(يَا أَبَا سَعِيدٍ لا وَاللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ زَوْجِي، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ مَا فِي الأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، فَهَلْ تَأْمُرُنِي أَنْ أَخْتَلِعَ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: "كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الْمُخْتَلِعَاتِ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ",قَالَ: فَضَرَبَتْ رَأْسَهَا بِيَدِهَا، فَقَالَتْ:"إِذًا أَصْبِرُ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ تَعَالَى"؛فَقَالَ الْحَسَنُ: "يَرْحَمُهَا اللَّهُ! مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ تَفْعَلَ"),مصنف عبد الرزاق الصنعاني[6/ 514، رقم 11890],حقًّا؛ "المُخْتَلِعَاتُ هُنَّ المُنَافِقَاتُ".سنن الترمذي (1186)

  3. أما المنازعات الغريبة، والمخاصمات العجيبة، أن تحصل بين الابن وأبيه، أو البنت وأمها؛ فالوالد الذي لا يعدلُ بين أولاده؛ فقد خالف أمر رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمُ، اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ)[سنن أبي داود (3544) والنسائي (3687)]،وأوغَر صدورَ أولادِه، وأفسدَ قلوبهم، وأحدثَ بينهم العداوةَ والبغضاء. فهذه بنتٌ تدعو على والدِها لأنه كتبَ كلَّ أموالِه ظلماً لأبنائِه الذكور وحرم الإناث، ولم يُبْقِ لهنَّ شيئاً, وأخرياتٌ حرمهنَّ آباؤهنَّ وإخوانُهنَّ من الزواج؛ حتى لا تذهبَ التركاتُ والأموالُ من بين أيدهم، مخالفين بذلك نداء الله وأمرَه جلَّ جلاله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}.[النساء19] وشكا إليّ موظَّفٌ يقهرُه والده فيأخذ من مال ابنه الموظف لابنه المتقاعسِ الكسول؛ لا لحاجةِ الوالدِ للنفقة؛ فهي واجبة على الأولاد تجاه والديهم، فيعيش الولدُ المقهورُ في غُصَّةٍ من حياته، وحقدًا على أخيه، ويرحمُ والدَه الذي خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعدلِ بين الأولادِ ذكوراً وإناثاً.

  4. وهذه أمٌّ تحتقر إحدى بناتها وتحترم وتفضِّل غيرَها، فتخصّهن بالعطايا والهبات دونها، وهذا من الظلم. وهذا أب ترك أولاده مع أمهم المطلقة، لا يرعاهم ولا يسأل عنهم، ولا يحنو عليهم انتقاماً من أمهم، فربما لو رآهم أو رأوه؛ لا يعرفونه ولا يعرفهم إلاّ بالنفقة، وهذا ظلم عظيم من الوالد. أما نزاعات الأولاد مع آبائهم؛ فنعلم من شرعنا وديننا؛ أن طاعة الوالدين وإن ظلموا فريضةٌ على الأولاد، فريضةٌ بعد طاعة الله ورسوله، قال سبحانه:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}. [الإسراء: 23، 24] فإن أمراك بما حرم الله؛ فـ (لا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ)[مسلم (1840)]،{وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.[العنكبوت8] وقُرِن العقوقُ بالشركِ والقتل، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ) . [البخاري (6675)]

  5. وكما جُمِعَ الطائعُ لوالديه مع أهل الصلاة وأهل الجهاد، وأنه يدخل من أوسط أبواب الجنة، كما في صحيح الترغيب (2486)، فـ (من سرَّه أن يُمَدَّ له في عُمُرِه ويُزادَ في رزقه؛ فلْيَبَرَّ والديه، وليَصِلْ رحمَه) .[حسنه لغيره في صحيح الترغيب (2488)] وإن أردت رضا الله فعليك بإرضائهما، فـ (رضا اللهِ في رضا الوالد، وسَخَطُ اللهِ في سخط الوالد). [حسّنه لغيره في صحيح الترغيب (2501)] فقد جُمِع العاقُّ لوالديه في الحديث مع أهلِ الكبائر، والقتلةِ والحلاّفينَ أيمانَ الغموس،والفرَّارين من الجهاد في سبيل الله يوم الزحف، والذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات، ويذْكَرُ العاقُّ مع السَّحَرَة، وأَكَلَةِ الرِّبا، وأكلةِ أموالِ اليتامى ظلماً، ومدمني الخمر، والمنانين في عطائهم، إن العاقَّ من الثَلاثَةٌ الذين(لا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى) .[سنن النسائي (2562)] لقد وصل العقوقَ نهايته عندما يعصي الولد أبويه اللذين يأمرانه بعبادة الله جلَّ جلاله، ويُكذِّب بيوم القيامة:{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِين}. [الأحقاف17]

  6. إنَّ مَن شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّى الْخَمْسَ، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِه، وَصام شَهْرَ رَمَضَانَ؛ فَقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حقِّه:(مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا، كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَكَذَا وَنَصَبَ إِصْبَعَيْهِ؛ مَا لَمْ يُعَقَّ وَالِدَيْهِ) .[مسند أحمد (39/ 522، رقم 24009/ 81)، انظر صحيح الترغيب (2/ 334، رقم 2515)] وعَنْ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ:(نَزَلْتُ مَرَّةً حَيًّا، وَإِلَى جَانِبِ الْحَيِّ مَقْبَرَةٌ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ انْشَقَّ مِنْهَا قَبْرٌ؛ فَخَرَجَ رَجُلٌ رَأْسُهُ رَأْسُ حِمَارٍ، وَجَسَدُهُ جَسَدُ إِنْسَانٍ، فَنَهِقَ ثَلاَثَ نَهْقَاتٍ، ثُمَّ انْطَبَقَ عَلَيْهِ الْقَبْرُ، فَإِذَا عَجُوزٌ تَغْزِلُ شَعْرًا أَوْ صُوفًا، وَقَالَتِ امْرَأَةٌ: (تَرَى تِلْكَ الْعَجُوزَ؟) قُلْتُ: (مَا لَهَا؟!) قَالَتْ: (تِلْكَ أُمُّ هَذَا)، قَالَ: (وَمَا كَانَ قِصَّتُهُ؟!) قَالَتْ: كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، فَإِذَا رَاحَ تَقُولُ لَهُ أُمُّهُ: (يَا بُنَيَّ! اتَّقِ اللَّهَ، إِلَى مَتَى تَشْرَبُ هَذَا الْخَمْرَ؟) قَالَ: فَيَقُولُ لَهَا: (إِنَّمَا أَنْتِ تَنْهَقِينَ كَمَا يَنْهَقُ الْحِمَارُ)، قَالَتْ: (فَمَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ)، قَالَتْ: (فَهُوَ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ بَعْدَ الْعَصْرِ كُلَّ يَوْمٍ؛ فَيَنْهَقُ ثَلاَثَ نَهْقَاتٍ، ثُمَّ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْقَبْرُ) . [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي (المتوفى: 418هـ)  (6/ 1218، رقم 2157)، وحسَّنه موقوفا في صحيح الترغيب (2/ 335، رقم 2517)] قال المنذري عبد العظيم بن عبد القوي(المتوفى: 656هـ) في الترغيب: (رواه الأصبهاني وغيره، وقال الأصبهاني: حدّث أبو العباس الأصمُّ إملاء بنيسابورَ بمشهدٍ من الحفَّاظ فلم ينكروه)قلت: ورواه في(الترغيب والترهيب)لقوام السنة: إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطليحي التيمي الأصبهاني، أبو القاسم, (المتوفى535هـ) (1/ 292، رقم 471)، إلاّ أنه قال: (نزل جباً) مكان (نزل حيّاً), عافانا الله من العقوق، ورزقنا السمع والطاعة.

  7. وينشأ التنازع بين الإخوة بسبب الغيرة بين النساء، أو الأطفال والأولاد، ونحو ذلك؛ فتتفرق الأسرة وتتشتتُ العائلة، فهذا أخٌ يعتدي بسبب ذلك على أخيه، فيحصل رفعُ الأصوات، وتخريبُ الممتلكات، والضربُ ورفعُ السلاح، وقد يصلُ إلى القتل، ثم السَّجنُ ودفعُ التعويضات، وتكمنُ في النفوسِ المريضةِ الأخذُ بالثأرِ, ولو بعد حين. والتحصُّنُ من ذلك قبلَ وقوعِه؛ فالوقايةُ خيرٌ من العلاج، إذا نَقل إلينا نساؤنا وأولادُنا ما غابَ عنَّا من أخبار؛ فنولي هذا الأمر باهتمام في الظاهر، حتى نمتصَّ غضَبَهم، والعزمُ على الإصلاحِ في الباطن، دونَ تصديقِ كلِّ ما يُقال، فإن تعسَّر أَمرُ الإصلاح داخليّاً؛ نتَّجِهُ إلى أهل الحلِّ والعقد من أهل الخير والإصلاح، فيسودُ الحبُّ والوئام؛فإن صلحت النوايا صلحت الأعمال. وهذه أخت ترفع القضيةَ تِلْوَ القضيةِ على إخوانها الذين يريدون أكل ميراثها من والدها، فالمحاكمُ المدنِيَّة تغصُّ بملفاتٍ ومجلداتٍ من هذا النوع من القضايا، وأصحابُ الدواوين وأهلُ الإصلاح يسعونَ مواصلينَ ليلَهم بنهارهم، ليفضُّوا مثلَ هذه النزاعات، وأبناءُ الأخوات يطالبون بحقوقِ أمَّهاتِهم من أخوالهم، فحصلَ التنافرُ والتقاطعُ والتدابر، بلْ وصلَ الأمرُ في بعض الأحيان إلى جرائم التزوير، أو الاعتداءِ بالضربِ أو حتى القتل, فما أحسن الصفح وأجمل العفو، فاسترداد الحقوق بالحسنى أولى من استردادها بالسيِّء أو الأسوأ.

More Related