لامية الصفدى ( شعر )

1. لامية الصفدى ( شعر ) إعداد جنات عبد العزيز دنيا

2. الشاعر هو : صلاح الدين أبو الصَّفاء خليل بن أيبك بن عبد الله الألبَكِي الفاريالصَّفديّ الدِّمشقيّ الشَّافعيّ ، وُلِدَ لواحدٍ من أمراء المماليك، في صفد (صفد من أقدم المدن فى فلسطين ) ،سنة ستٍّ وتسعين وست مئة، ونشأ في أُسرة ثريَّة نشأةً مرفَّهة، فحفظ القرآن العزيز في صغره، ثُمَّ طلب العلم، وبرع في النَّحو واللُّغةوالأدب والإنشاء، وكتب الخطّ المنسوب، وقرأ الحديث وكتبه. وتعانى صناعة الرَّسم على القماش، ثُمَّ حُبِّب إليه الأدب فولِعَ به، وذكر عن نفسه أنَّ أباه لم يمكِّنه من الاشتغال حتى استوفى عشرين سنة، فطلب بنفسه وقال الشعر الحسن .

3. أخذ الصَّفدي عن العديد من العُلماء • في صفد ودمشق والقاهرة وحلب وله مؤلفات كثيرة • منها :«الوافي بالوفيات» و«نكت الهميان»، • و«كشف الحال في وصف الخال»، و«ديوان الفصحاء • وترجمان البلغاء» و«تصحيح التَّصحيف وتحرير التَّحريف»، و«لوعة الشَّاكي ودمعة الباكي» و «ألحان السَّواجِع» • و « الغيثالمُسجَم في شرح لاميَّة العجم ». وأما القصيدة: فهي قصيدة لامية الصفدي ,وتعد من أروع قصائده والتي يقول فيها :

4. الجَدُّ في الجدِّ والحِرمانُ في الكَسَلِ * * * فانصبْ تُصِبْ عنْ قريبٍ غايةَ الأملِ واصبرْ على كلِّ ما يأتي الزَّمانُ بهِ * * * صبرَ الحُسامِ بكفِّ الدّراعِ البَطَلِ وجانبِ الحرصَ والأطماعَ تحظَ بما * * * ترجو من العزِّ والتأييدِ في عَجَلِ ولا تكونَنْ على ما فاتَ ذا حَزَنٍ * * * ولا تظلَّ بما أُوتيتَ ذا جَذَلِ واستشعرِ الحِلمَ في كلِّ الأمورِ ولا * * * تُسرع ببادرةٍ يوماً إلى رجلِ

5. وإنْ بُليتَ بشخصٍ لاَ خَلاقَ لهُ * * * فكُنْ كأنَّكَ لمْ تسمعْ ولمْ يَقُلِ ولا تُمارِ سفيهاً في مُحاورَةٍ * * * ولا حليماً لكيْ تنجو منَ الزَّلَلِ وَلاَ يغرَّنكَ منْ يُبدي بشاشَتَهُ * * * إليكَ خِدعاً فإنَّ السُّمَ في العَسَلِ وإنْ أردتَ نَجاحاً أو بلوغَ مُنىً * * * فاكتُمْ أمورَكَ عن حافٍ ومُنتعلِ إنَّ الفتى من بماضي الحَزْمِ مُتَّصفٌ * * * وَمَا تعوّدَ نقصَ القولِ والعمل

6. وَلاَ يقيمُ بأرضٍ طابَ مسكنُها * * * حتى يقدَّ أديمَ السَّهلِ والجَبَلِ وَلاَ يضيعُ ساعاتِ الزَّمانِ فلنْ * * * يعودَ مَا فاتَ مِنْ أيامهِ الأولِ وَلاَ يُراقِبُ إلاَّ مَنْ يُراقِبُهُ * * * وَلاَ يُصاحبُ إلاَّ كلَّ ذي نُبُلِ وَلاَ يعدُّ عُيوباً في الوَرَى أبداً * * * بل يعتني بالذَّي فيهِ من الخَلَلِ وَلاَ يظُنُّ بهمْ سُوءاً وَلاَ حَسَناً * * * بل التجاربُ تَهديهِ عَلَى مَهَلِ

7. وَلاَ يُؤَمِّلُ آمالاً بصبحِ غدٍ * * * إلاَّ على وَجَلٍ من وثبةِ الأجلِ ولا يَصدُّ عـن التقـوى بصيرتَـهُ *** لأنهـا للمعالـي أوضـحُ السُّـبُـلِ فمنْ تكنْ حُلـلُ التقـوى ملابسَـهُ *** لمْ يخشَ في دهرهِ يوماً من العَطَـلِ منْ لمْ يصنْ عِرضَهُ ممـا يُدَنِّسـهُ *** عارٍ وإن كانَ مغموراً مـنَ الحُلَـلِ مَنْ لم تُفدهُ صُروفُ الدهر تجربـةً *** فيما يحاولُ فليرعـى مـع الهَمَـلِ

8. مَنْ سالَمتهُ الليالي فليثِقْ عَجِلاً * * * منها بحَرْبِ عدوٍّ جاءَ بالحِيَلِ منْ ضيَّعَ الحَزْمَ لم يظفرْ بحاجتِهِ * * * ومنْ رمى بسهامِ العُجْبِ لمْ ينَلِ منْ جادَ سادَ وأحيا العالمونَ لهُ * * * بديعَ حمدٍ بمدحِ الفِعلِ مُتَّصِلِ منْ رامَ نيلَ العُلى بالمالِ يجمعُهُ * * * من غيرِ جُودٍ بُلي منْ جهلهِ وَبُلي منْ لمْ يصُنْ نفسَهُ ساءَتْ خليقتُهُ * * * بكلِّ طَبْعٍ لئيم غيرِ مُنتَقلِ

9. منْ جالسَ الغاغَة النُّوكَى جَنَى نَدَماً * * * لنفسهِ ورُمي بالحادثِ الجَلَلِ فخُذْ مقالَ خبيرٍ قد حَوى حِكَماً * * * إذ صغتُها بعدَ طولِ الخُبر في عَمَلي ---------------------------------------------- من موقع صيد الفوائد:  شاعر وقصيدة (7)، د. بدر عبد الحميد هميسه gannatdonya@gmail.com