جامعة سوهاج كلية التربية الدراسات العليا الدبلومة الخاصة قسم المناهج وتكنولوجيا التربية

1. جامعة سوهاج كلية التربية الدراسات العليا الدبلومة الخاصة قسم المناهج وتكنولوجيا التربية بحث في ثقافة الطفل في عصر المعلوماتية إعداد عطيه السيد أحمد على رشا فرغلي رمضان إشراف أد.د / حسام محمد مازن أستاذ المناهج وتكنولوجيا التدريس 2009/2010

2. مقدمة • لقد عرفت المجتمعات البشرية وحضاراتها تطورا كبيرا فانتقلت من العصر الحجري إلي العصر ألفلاحي إلي الصناعي إلي الخدمي ثم أخيرا عصر المعرفة أو عصر المعلوماتية. • حيث أصبح المشتغلون بمختلف ميادين المعرفة في تزايد مستمر وهو ما أثر علي كل مجالات الحياة في المجتمع المعاصر بما في ذلك حياة الأطفال. • لهذا نلاحظ تطور اهتمامات وممارسات الأطفال، وبالتالي تطور ثقافتهم، فلم تبق ثقافة منحصرة في بعض الألعاب التقليدية في الشارع من خلال التفاعل مع الطبيعة والمحيط واللعب مع الإقران، أو قراءة قصص الأطفال والألعاب التربوية التقليدية بل تعدتها إلي الألعاب الالكترونية واستعمال الانترنت. • وعرفت ثقافة الطفل تطورات كبيرة، ليس بمقدار أي أب أو أم أبنائهم من الاستفادة منها وممارستها، ونظرا الكون التكنولوجيا الجديدة لها ايجابيات، كما لها سلبيات لذا لابد من ضبط استعمال لها من طرف الأطفال. أما سبيل ذلك فهو النوعية وتقديم النصائح والإرشادات للأطفال، والسهر علي توفيرها في البيت إن أمكن حتى تكون استعمالاتها تحت المراقبة.

3. وقد عرفت أساليب لعب الأطفال قفزة كبيرة وتحولات جذرية بعد ظهور الإعلام الآلي وتوسع استعمالات الحاسوب وما رافقتها من ألعاب الكترونية وتسخير خدمات الانترنت في ألعاب أطفال أيضا وهي مجالات سريعة الانتشار والتطور. • قال علي بن طالب " كرم الله وجهة " ربوا أبناءكم تربية غير تربيتكم. لأنهم خلقوا الزمن غير زمنكم زمنهم لا يمكن أن يكون إلا زمن المعلوماتية وغيره من الأزمنة الأخرى المتطورة. وقد تحدثت في هذا البحث في الموضوعات الآتية :- • مفهوم الثقافة وأهمية الثقافة، ومفهوم اللعب وأهميته عند الطفل ثم تحدثت عن أهداف اللعب ثم تطور ثقافة الطفل واهتماماته والأطفال ، والأهداف القيمة لبرمجيات اللعب الالكترونية للأطفال، ثم تناولت السلبيات الأساسية في الألعاب الالكترونية واستعمال الشبكة العنكبوتية ثم تناولت أيضا دور الثقافة المحلية في مواجهة القيم الداخلية ثم تناولت أيضا شروط التفاعل الايجابي مع ثقافة المعلوماتية.

4. مفهوم الثقافة :- • تعتبر الثقافة مجموعة مركبة من العوامل المؤثرة علي الفرد، وتشمل كلا من التاريخ والمعتقدات والعادات والتقاليد والاهتمامات، وهو ما يؤدي إلي ظهور عند الأفراد تشكل اتجاهاتهم وأساليب تصرفهم ومعاملاتهم. • ومن أشهر تعار يف الثقافة وأشملها تعريف تايلور "1972 Tayor" حيث يري أن الثقافة هي ذلك الكل المركب، الذي يتضمن المعارف، والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات، وأية قدرات وخصال يكتسبها الإنسان، نتيجة لوجود كعضو في المجتمع" يشمل هذا التعريف خمسة عناصر أساسية وهي: العقيدة والأخلاق والاكتساب والكل المركب والمجتمع. • ومن هذا نستخلص إن الثقافة تشمل الصناعات والمهارات وقضاء أوقات الفراغ واللباس والطقوس الدينية، بل إنها تشمل كل جوانب الحياة الاجتماعية للفرد، كما أنها تدل علي الفطنة والذكاء واستقامة الأمور والعمق والجدية والبداهة في القول والإتقان في العمل. (1)غياب بوفلجة "تحولات ثقافية (وهران الجزائر : دار الغرب ) 2005. صـ54-60.

5. أهمية الثقافة عند الطفل:- • وأهمية الثقافة عند الأطفال في كونها تطبع شخصياتهم وتصرفاتهم حتى بعد رشدهم وكبرهم، ومما يسهم في تميز تصرفاتهم وممارستهم الاجتماعية والمهنية، وذلك تطبيقا للمثل الشائع " من شب علي شيء شاب عليه". إذ يتأثر الأفراد بممارسات طفولتهم وتكون أساس حياتهم المستقبلية ودراستهم وتحدد مهنهم ومدي نجاحهم في الحياة. مفهوم اللعب عند الطفل:- • إن اللعب هو أحد الغرائز الطبيعية عند الأطفال، وهو ضروري ومساعد علي تنمية مختلف قدراتهم العضلية والنفسية والاجتماعية. • كما يراه الأخصائيون النفسيون والأطباء :هو نشاط ضروري للنمو الجسمي والعقلي والوجداني للطفل.(2) (2) حسان عطوان "اللعب ودوره في اكتساب المهارات وتنميتها، مجلة التربية، اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، ع125، يونيو 1998،صـ233،338

6. أهمية اللعب عند الطفل:- • اللعب يزيد في اكتساب الخبرات والمهارات والمعارف لدي الأطفال وينمي مداركهم ويقوي الملاحظة لديهم ويصقل شخصياتهم وملكات البحث والتفكير عندهم. • ذلك إن ذكاء الفرد واهتماماته وميوله ورغباته، كلها عوامل تحدد في فترة الطفولة من حياة الفرد. وحتى يكون الطفل متوازيا لابد من توفير الظروف لتنوع الألعاب التي يؤديها ومن أهمها الألعاب البدنية، والألعاب الاجتماعية والألعاب العقلية. • فالألعاب البدنية تسمح بالجري والقيام بالحركات والنشاطات التي تتطلب مجهودات عضلية وبدنية وتسهم في النمو الجسمي والعضلي للطفل. أما الألعاب الاجتماعية فتسهم في ربط العلاقات مع الإقران، وتنمي مهارات التعامل الاجتماعي والاتصال في حين تسهم الألعاب العقلية في تنمية مختلف القدرات الذهبية منها الذكاء والتعلم المعرفي والقدرة علي الفهم والإبداع وحل المشاكل وهي جوانب تسهم الألعاب الالكتروني كذلك في تنميتها.(3)

7. الهدف من اللعب عند الأطفال:- • إذا الهدف من اللعب بالنسبة للأطفال: هو قضاء وقت الفراغ، وتجنب الضيق والملك لا أكثر. • كما يؤدي اللعب إلي نمو مختلف قدرات الطفل ومهاراته النفسية والاجتماعية، ويسهم في تشكيل شخصية وميوله واتجاهاته ويحدد معالم ثقافته تطور ثقافة الطفل واهتماماته:- • تطورت ثقافة الطفل تطورا كبيرا، تماشيا مع ثقافة المجتمع ككل وتفاعلات مع التطورات العملية المسارعة وقد أصبحت الثقافة صناعة في حد ذاتها. ولكل مرحلة ألعابها إذا كان الجري والحركة، والمغامرات في الطبيعة هي الشغل الشاغل للأطفال. • وتحديد مدي تطور ثقافة الطفل والألعاب السائدة في المجتمع بخصائصها ومميزاتها في المراحل الآتية.

8. اللعب مع الأقران والتفاعل مع المحيط:- إضافة إلي الجري واللعب مع أصدقاء، كان الأطفال يقومون بألعاب موسيقية وفصلية، كالغضروف والكرويات عند الذكور، والقفز علي الحبل والدمى عند البنات وهي العاب متجددة ومتنوعة تساير نشاطات تجارية، تسعي لتوفير وسائل اللعب. • قراءة القصص والألعاب التربوية :- عرفت ثقافة الأطفال في الجزء الثاني من القرن العشرين انتشار وازدهار قصص الأطفال برسوماتها الملونة الجذابة وأبطالها التاريخيين والمغامرين. كما كانت كتب الأشرطة المرسومة شائعة حيث اشتهرت أسماء مثل " طرزان، وران تان تان وكان فيها البطل كلبا وغيرها من الرسوم، كما شاعت الأفلام السينمائية ومسارح الكراكوز. • انتشار أجهزة التلفزيون والرسوم المتحركة:- انتشرت أجهزة التلفيزيون وغزت كل بيت تقريبا، وظهرت برامج خاصة للأطفال ومنها الرسوم المتحركة والبرامج التربوية والثقافية التي تعددت وتنوعت، خاصة بعد ظهور أجهزة التلفزيون الملونة وبعد ذلك القنوات الفضائية، كل ذلك سمح بتوسع ثقافة الطفل، الذي أصبح يشاهد برامج عربية وفرنسية، حسب ثقافة الدين، كما ظهرت قنوات خاصة بالأطفال، دون انقطاع تقدم مختلف الألعاب والبرامج التربوية والثقافية ومنها الإشغال اليدوية والرسم والدروس التجريبية المخبرية البسيطة، التي تتناسب سن الأطفال، من خلال أساليب ووسائل مشوقة.

9. انتشار أجهزة الحاسوب والألعاب الالكترونية :- يتميز هذا العصر خاصة في نهاية القرن العشرين انتشار أجهزة الحاسوب وتطور قدراتها وسهولة استعمالها يتعدد مهامها. علي خلاف أجهزة التلفزيون التي تقدم البرامج المختلفة ومنها برامج الأطفال حيث يكون دور الطفل سلبيا مقتصرا علي التلقي، فإن أجهزة الإعلام الآلي تسمح بتفاعل الطفل مع البرمجيات أثناء اللعب ويكون دوره ايجابيا، كما تطورت البرمجيات تطورا كبيرا خاصة بعد ظهوره الوندوز" windows" الذي سهل عمليات استعمال الحاسوب في الكتابة والحساب والرسوم وتخزين وسائق. كما ساعد رواج برمجيات الأطفال، وخاصة الألعاب الالكترونية التي أصبحت تؤدي فردية أو ثنائية أو جماعية من خلال شبكة الانترنت، وقد تطورت الألعاب الالكترونية وأصبح الأطفال يتفاعلون معها حيث تطورت في برامج تربوية بسيطة إلي قصص الكترونية إلي العاب قيادة مختلفة السيارات والشاحنات والدرجات النادية في مسالك صعبة إلي برمجيات الصراعات التي تدخل فيها الأطفال بعقولهم وعواطفهم ووجدانهم، في صراعات عفيفة علي الشاشة بين أفراد وكأن الطفل طرفا فيها ومن احدث الألعاب الالكترونية في الألعاب الإستراتيجية حيث يستعمل الطفل ذكاءه واستراتيجياته وعوامل مختلفة من محيط اللعبة الالكترونية من اجل إحراز الانتصارات من خلال اللعب وهو ما يساعد دون شك علي تنمية الطفل لذكائه واستراتيجيات تصرفه.

10. شبكة الانترنت :- • إن اكبر انجاز عرفته البشرية في السنوات القليلة الماضية وهو الانترنت وقد ظهرت خلال الستينات من القرن العشرين من خلال استعمالات الجيش الأمريكي، ولأهمية وقد تطورت وتوسعت هذه الشبكة وأصبحت أداة مسيطرة علي الاتصال في القطاعات الصناعية والخدمية والاجتماعية فالانترنت " يمثل الشبكة العالمية الضخمة التي تربط الشبكات الصغيرة. • ويتصل بشبكة الانترنت مئات الملايين من الأشخاص ويتواصلون معا عبر الشبكة، وينتفعون بخدمة الاطلاع علي المعلومات وتبادل البيانات والبرامج. • وقد أحدثت شبكة الانترنت " طفرة عظيمة في عالم الاتصال والإعلام والبحث وأنماط التعليم، بما اشتملت عليه من مصادر معرفية تفوق الحصر، ومحركات بحث تساعد الإنسان في الوصول إلي ما يريد بسهولة وخدمات الاتصال المباشر "المحادثة" والبريد الالكتروني وغير لك من الخدمات الجليلة التي يسر شبكة الانترنت، وهي شبكة عنكبوتية للاتصال الفوري، بمختلف مناطق العالم وبأدنى النفقات. • نحن لا نتطرق لموضوع الانترنت كمجال مرن وسريع الاتصال بل نهتم به هنا كمجال لاهتمامات الأطفال واستعمالاتهم له في ألعابهم وقضاء بعض أوقاتهم في زيارة بعض المواقع التي تجلب فضولهم واهتماماتهم، وآثار ذلك ثقافة الطفل وانعكاساتها علي قيمهم وتصرفاتهم.(1) (1) الصوفي حمدان عبد الله تصور تربوي مقترح لمواجهة أخطار استخدام الانترنت لدي فئة الشباب، المؤتمر التربوي الأول حول " التربية في فلسطين ومتغيرات العصر" الجامعة الإسلامية: كلية التربية ) 24نوفمبر 2004صـ951.

11. الآثار النفسية والتربوية لثقافة المعلوماتية علي الأطفال:- • لقد أصبح استعمال الحاسوب، من طرف الأطفال في تزايد مستمر. وهكذا نجد قلة من الأطفال من لا يقومون بالعاب الكترونية، خاصة مع توسع امتلاك الأسر الأجهزة الحاسوب، وقد أصبح الأطفال يقضون ساعات في اللعب حيث تحول الكثير منهم من شاشة التلفزيون إلي شاشة الحاسوب. • وقد تعددت الألعاب الالكترونية وتنوعت وتعقدت وأصبح الأفراد يتفاعلون مع موضوع اللعب، حيث ظهرت ألعاب يستعمل فيها الأطفال استراتيجيات للتعامل مع أحدث اللعب، وهو ما يساعد دون شك في تنمية ذكائهم. • وان عدد الأطفال الذين يستعملون الأساليب الالكترونية وشبكات الانترنت في تزيد مستمر، وقد أصبح عدد الأطفال الذين يترددون علي مقاهي الانترنت بعد ظهورها وانتشارها- غريبا تردد مدرسيهم وأوليائهم عليها.

12. وهكذا لم يعد غريبا مطالبة المعلمين للتلاميذ البحث، عن مواضيع وبحوث دراسية عن طريق الانترنت، وهذا توسعت مصادر المعرفة عند التلاميذ وتنوعت مواضيع بحوثهم وهو يزيد من توسع ثقافة التلاميذ وتعميم الفائدة. ورغم أهمية استعمال الوسائل الالكترونية في الحصول علي المعرفة إلا أن الإفراط في استعمالها قد يؤدي إلي نتائج سلبية، حيث يمكن تأكيد المثل الشائع "بان الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلي ضده "فاللعب علي الحاسوب واستعماله والتحكم في مختلف تطبيقاته"، من ذلك الكتابة واستعمال لوحة المفاتيح شيء ايجابي لا يمكن الاستغناء عنه كما يجب استعمال الشبكة العنكبوتية واستغلالها في مختلف المجالات، إلا إنه يجب التحفظ علي بعض الاستعمالات اللا أخلاقية، أو الاستعمال المفرط لها لان ذلك يكون علي حساب نشاطات مهمة آخري .

13. وقد لخص الصوفي مجموعة من الآثار السلبية لاستعمال الانترنت تتمثل:- 1) التبعية الثقافية 2) العنف والجريمة 3) انحسار اللغة الثقافية 4) إهمال مصادر المعلومات الأخرى 5) إدمان ارتياد المواقع الإباحية 6) الاغتراب والعزلة 7) الأخطار الصحية 8) التشكيك العقائدي والتردي السلوكي(1) وذهب الخطيب حيث استخلص أن مستخدمي الحاسوب هم الأكثر عرضة للتأثيرات النفسية والاكتئاب والتوتر ومع ذلك تبقي الدراسات النفسية الميدانية التي تهدف إلي الكشف عن ايجابيات وسلبيات استعمال الحواسب والإدمان علي الانترنت محدود جدا(2) (1)الصوفي حمدان عبد الله تصور تربوي مقترح لمواجهة أخطار استخدام الإنترنت لدي فئة الشباب، المؤتمر تربوي الأول حول "التربية في ف5لسطين ومتغيرات العصر" ( الجامعة الإسلامية :كلية التربية) 24 نوفمبر 2004) (2) الخطيب هشام إبراهيم، المخاطر الصحية لاستخدام الحاسوب، المجلة الثقافية، الجامعة الأردنية،41، 1997،صـ501،504.

14. الأهداف القيمية لبرمجيات اللعب • إن توفير خدمات المعلوماتية والانترنت لأجيالنا الصاعدة بطريقة شبه مجانية، من طرف المجتمعات الغربية المادية التي تبني كل تعاملاتها علي الربح والخسارة، لأبناء المجتمعات العربية الإسلامية تدفعنا إلي التساؤل، والبحث عن الأهداف من وراء ذلك. • وهناك يتبادل إلي ذهننا موضوع الصراع الثقافي الحضاري بين الإسلام والغرب حيث يسعي الغرب إلي السيطرة علي عقول الأطفال والشباب في المجتمعات الإسلامية مستغلا تفوقه التكنولوجيا في مجالات المعلوماتية والاتصال.(1) (1) فهيم مصطفي محمد مصطفي التكنولوجيا وثقافة الطفل المسلم، مجلة التربية. اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم، ع 146، يونيو 2004، ً250 275.

15. السلبيات الأساسية في الألعاب الالكترونية واستعمال الشبكة العنكبوتية وتتمثل في :- • تخليص الأطفال من الرقابة بكل أشكالها، الو الدية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية بما في ذلك رقابة الدولة، وهو ما يسمح بولوج البيوت والعقول للبعث بها دون رقابة • توفير مواقع تشجع علي مشاهدة مظاهر قد تدفع إلي التطرف والعنف وكره الآخر، وهو ما قد يصل إلي تشجيع الجريمة ونشر الإرهاب والترويج له عن قصدا أو غير قصد. • توفير مواقع تشجع علي الإباحية والتفسخ وألا أخلاق وهو ما يؤدي إلي تشجيع عمليات إشباع الغرائز والنزوات بأساليب لا يقبلها المجتمع وتساهم في تفشي الانحلال الأخلاقي. • بث الثقافة الغربية في المجتمعات العربية الإسلامية، حيث أن الطفل يدفع إلي تعلم لغة المعلوماتية كما أن برامج الانترنت تؤثر علي الطفل، بحيث انه يتعود علي القيم والعادات والتقاليد والسلوكيات الغربية من خلال اللعب، وهو ما قد يسهم في اغتراب الطفل عن مجتمعة وثقافته. وهي انعكاسات يجب مواجهتها من خلال تدعيم الثقافة المحلية.(1) (1) الخطيب هشام إبراهيم " المخاطر الصحية لاستخدام الحاسوب "المجلة الثقافية الأردنية. ع41، 1997 ص 501 - 504

16. دور الثقافة المحلية في مواجهة القيم الداخلية:- • هناك ضرورة كبيرة لتعزيز القيم الثقافية المحلية، لمواجهة الهجمة الثقافية القوية علي قيمنا وثقافتنا وعقيدتنا وقد عدد السويدي ( 1991، صـ9209) عشرة وظائف للثقافة، فيما يلي ست منها مناسبة لثقافة الأطفال وتتمثل في كونها. • تعطي الفرد قدرة علي التصرف في مختلف المواقف حيث يتعلم الأساليب تلبية الحاجات محددة ومعروفة عند أفراد المجتمع. • تزويد الفرد بطرق إشباع حاجاته البيولوجية، فأساليب تلبية الحاجات محددة ومعرفة عن أفراد المجتمع. • تحدد مختلف المفاهيم الأساسية السائدة في المجتمع حتى يتمكن الأفراد من تحديد ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي، وما هو منطقي وما هو غير منطقي. • تكسب أفراد الجماعة الضمير الجماعي الذي ينبثق عن الإجماع مما يؤدي إلي انبثاق قيم مشتركة. • تمنح أفراد الجماعة الواحدة الشعور بالانتماء والاعتزاز بالثقافة المشتركة. • تساعد أفراد الجماعة علي التكيف مع المكانة الاجتماعية والاندماج المجتمع مما يسهم في بلورة شخصيات أفراد المجتمع. وهذه الجوانب الستة تسعي الثقافة المعلوماتية إلي تعطيلها، من خلال الألعاب الالكترونية وما تحتويه من قيم ثقافية، ويطغي عليها البعد الغربي. وهو ما يتطلب منا جهودا لتدعيم الثقافة المحلية في مواجهة القيم الداخلية. إن الآثار السلبية الناتجة عن استعمال الانترنت لا يجب أن تكون سببا في منع أبنائنا من استعماله، لان في ذلك خسارة لا تعوض، بل يجب علينا إيجاد وظروف مناسبة تساعد علي التقليل من سلبيات استعماله

17. شروط التفاعل الايجابي مع ثقافة المعلوماتية :- لقد أصبح الحاسب الآلي وتكنولوجيا الاتصال ضرورية للحصول علي المعرفة وقد أصبحت حاجة ضروريان في التربية والتسوق والاتصالات الاجتماعية بل حتى ضرورة مهنية. لهذا أصبح من شبه المستحيل الاستغناء علي هذه التكنولوجيا المعاصرة. وكما إننا لا نستطيع منع مشاهدة التلفزيون في البيت لأنه يقدم أفلاما خليعة ولا أخلاقية أبو برامج لا نريدها. ومهما حاولنا منع أبنائنا فلن نفلح في ذلك، وقد يشاهدون ما نمنعهم عنه في مكان آخر. لذلك لابد من تحصين أبنائنا بالأخلاق الحميدة والتوعية مما يجعلهم يقتنعون ويفرضون قيودا بأنفسهم علي أنفسهم. كذلك الحال بالنسبة لاستعمال الألعاب الالكترونية أو شبكات الانترنت فلا يمكن منع أبنائنا من الاستفادة من ايجابياتها وهي متعددة. أهم شيء يمكن القيام به هو قيام باحثين في الإعلام الآلي من الغيورين علي ثقافتهم بوضع برمجيات ووسائط الكترونية للعب الأطفال للاستفادة منها وذلك لرفع الحرج عن استعمال أطفالنا للألعاب الالكترونية خوفا من آثارها السلبية.

18. وهو ما يمكن لهيئات وطنية وقومية تحمل مسؤوليته لما يتطلبه من تقنيات مرتفعة قد يعجز الأفراد عن تحقيقه. وأدني شيء يمكن القيام به هو توعية الأطفال بمخاطر استعمال الألعاب الالكترونية من أجل إيجاد من المناعة ضد مخاطر الإدمان علي الألعاب الالكترونية أو ولوج مواقع لا أخلاقية للانترنت وغير مناسبة لثقافة المجتمع وقيمة. كما يجب علي المربيين والأخصائيين النفسيين التعرف علي ايجابيات وسلبيات استعمالات تكنولوجيا الاتصال واللعب وتكاتف الجهود من أجل عدم توعية الأطفال فقد يسمع التلميذ لمعلمه، ويقبل نصائحه، في حين قد يرفضها من الأب، وقد أجل صيانة أبنائنا من الانزلاق إلي عالم الرذيلة والانحراف(1) (1) الخطيب هشام إبراهيم " المخاطر الصحية لاستخدام الحاسوب " المجلة الثقافية، الجامعة الأردنية، ع 41،1997، ص 501-504

19. المصــادر والمراجــع • غياب بوفلجة" تحولات ثقافية " وهران" الجزائر : دار الغرب 2005 ًصـ54-60. • حسان عطوان" اللعب ودوره في اكتساب المهارات وتنميتها، مجلة التربية، اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافية والعلوم، ع152،1998صـ233. • الصوفي حمدان عبد الله، تصور تربوي مقترح لمواجهة أخطار استخدام الانترنت لذي فئة الشباب، المؤتمر التربوي الأول حول : التربية في فلسطين ومتغيرات العصر" الإسلامية لكلية التربية 241نوفمبر 2004 صـ951 • الخطيب هشام إبراهيم" المخاطر الصحية لاستخدام الحاسوب، المجلة الثقافية، الجامعة الارونية، ع 41،1997، صـ501 – 504 . • فهيم مصطفي محمد مصطفي: التكنولوجيا وثقافية الطفل المسلم، مجلة التربية، اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، ع 149، يونيون 2004، صـ250- 275. • السويدي محمد" محمد " مفاهيم علم الاجتماع الثقافي ومصطلحا ته إلي الجزائر: المؤسسة الوطنية للكتاب 1991م صـ90-92.

20. الفهــرس