1 / 37

الغزوات التى نزل بشأنها قرآن ج 2

الغزوات التى نزل بشأنها قرآن ج 2. إعداد جنات عبد العزيز دنيا. غزوة خيبر – 7 هـ. بعد أن عقد الرسول صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية وأصبح فى مأمن من ناحية الجنوب جاءته أنباء مقلقة من ناحية الشمال فقد وصلته الأخبار بأن يهود خيبر بدأوا يكونون جبهة مناوئة للإسلام

ifama
Download Presentation

الغزوات التى نزل بشأنها قرآن ج 2

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. الغزوات التى نزل بشأنها قرآن ج 2 إعداد جنات عبد العزيز دنيا

  2. غزوة خيبر – 7 هـ بعد أن عقد الرسول صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية وأصبح فى مأمن من ناحية الجنوب جاءته أنباء مقلقة من ناحية الشمال فقد وصلته الأخبار بأن يهود خيبر بدأوا يكونون جبهة مناوئة للإسلام بالتعاون مع غطفان والأعراب الضاربين حولهم فكان على الرسول والمسلمين أن يتحركوا بسرعة لضرب هذا المخطط الجديد قبل أن يتم إعداده. وهكذا لم يأخذ المسلمون قسطا من الراحة بعد الحديبية بل أرغمهم يهود خيبر ومن تآمر معهم على أن يتوجهوا بعد عودتهم من الحديبية آخر السنة السادسة ليستأنفوا القتال في شهر المحرم من السنة السابعة على القول الراجح. وكانت خيبر مستعمرة يهودية ،

  3. تابع – غزوة خيبر – 7 هـ تضم قلاعا حصينة وقاعدة حربية لليهود وقد تجمع فيها كثير من يهود قينقاع وبني النضير الذين أجلاهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن ديارهم ولذلك كانت خيبر تعتبر آخر معقل من معاقل اليهود فى جزيرة العرب، وقد كانوا يضمرون الحقد والكراهية للإسلام والمسلمين ، وأرادوا أن يتزعموا لواء التصدي والعداء للرسول بعد أن قامت قريش بصلح الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه وكانوا ألفا وستمائة مقاتل منهم مائتا فارس ، وكان مع الجيش نساء خرجن لمداواة المرضى وخدمة الجرحى . ولما كان المنافقون ضعفاء الإيمان تخلفوا عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في غزوة الحديبية ، قال تعالى فيهم الله تعالى :‏ ‏

  4. تابع – غزوة خيبر – 7 هـ { سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً‏ } ‏[ ‏الفتح‏ :‏  15‏] ‏‏. فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى خيبر أعلن ألا يخرج معه إلا راغب في الجهاد ، فلم يخرج إلا أصحاب الشجرة 1400.‏ واستعمل على المدينة سِبَاع بن عُرْفُطَةَ الغفاري ، وقال ابن إسحاق‏:‏ نُمَيْلَة بن عبد الله الليثي ، والأول أصح عند المحققين قسم الرسول الجيش إلى قسمين أعد القسم الأكبر لمهاجمة حصون اليهود حصنا حصناوأنطلق القسم الآخر إلى الطريقبين خيبرإلى الطريق بين خيبر وغطفان ‏

  5. تابع – غزوة خيبر – 7 هـ لقطع الاتصال بينهما وليحول بين غطفان ومساعدتها ليهود خيبر. ولما أشرف المسلمون على خيبر وتراءت لهم حصونها المنيعة الكثيرة دعا الرسول صلى الله عليه وسلم وسأل الخير واستعاذ من شرها وشر أهلها فقال:( اللهم رب السماوات وما أظللن، ورب الارضين وما اقللن، ورب الشياطين وما اضللن، ورب الرياح وما اذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها، ثم قال أقدموا بسم الله ) واقتحم المسلمون يفتحون حصون اليهود واحدا بعد الآخر ويستولون على ما فيها من أموال وسلاح.وهكذا حتى لم يبق غير الحصنين الأخيرين (الوطيح والسلالم) فحاصرهم الرسول بضع عشرة ليلة حتى أيقن اليهود بالهلكه ويئسوا من المقاومة

  6. تابع – غزوة خيبر – 7 هـ فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح وحقن الدماء، وأراد الرسول ان يجليهم من ديارهم فسألوه أن يبقهم بأرضهم وقالوا نحن أعلم بها منكم وأعمر لها فصالحهم رسول الله على النصف على أنه إذا شاء أن يخرجهم أخرجهم . وكان من بين الغنائم التي غنمها المسلمون في عزوة خيبر صحائف متعددة من التوراة فلما جاء اليهود يطلبونها أمرالنبي صلى الله عليه وسلم بتسليمها لهم. وكانت صفية بنت حيي بن أخطب النضري بين أسرى اليهود يومئذ فأكرمها النبي لمكانتها بين قومها وأعتقها ثم تزوجها بعد تمام الفتح. وبرغم سماحة النبى صلى الله عليه وسلم فى معاملة اليهود

  7. تابع – غزوة خيبر – 7 هـ وإبقائهم فى أرضهم إلا أنهم غدروا به وحاولوا قتله وقد تمثل ذلك فيما فعلته إمرأة يهودية فقد أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلمذراع شاة مسمومة فأخذ منها مضغة ثم لفظها، حيث أعلمه الله تعالىأنها مسمومة، وقد اعترفت تلك المرأة بما فعلت، وقالت: قلت إن كاننبياًّ لن يضر، وإن كان كاذباً أراحنا الله منه. وبعد رجوع المسلمين منخيبر قدم من الحبشة بقية من كان فيها من المهاجرين، منهم جعفر بنأبي طالب وأبو موسى الأشعريوقومه، بعد أن أقاموا بها عشر سنين. وقد أسلم بعد غزوة خيبر إثنين من عظماء الرجال: خالد بن الوليد وعمرو بن العاص فى السنة الثامنة الهجرية قبل فتح مكة بستة أشهر .

  8. تابع – غزوة خيبر – 7 هـ قال المفسرون ‏:‏ إن خيبر كانت وعدا وعدها الله تعالى بقوله‏ :‏{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُم صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا } ‏[ ‏الفتح‏ :‏ 20 ‏]‏ . قال إبن كثير: قال مجاهد في قوله تعالى "وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها" هي جميع المغانم إلى اليوم " فعجل لكم هذه" يعني فتح خيبر . وروى العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما : " فعجل لكم هذه ” ؛ يعني صلح الحديبية ، وبالمغانم الكثيرة ؛ خيبر‏ . ‏

  9. لما كان من بنود صلح الحديبية أن من أراد الدخول في حلف المسلمين دخل ، ومن أراد الدخول في حلف قريش دخل ، دخلت خزاعة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودخلت بنو بكر في عهد قريش ، وقد كانت بين القبيلتين حروب وثأرات قديمة ، فأراد بنو بكر أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم ، فأغاروا عليها ليلاً ، فاقتتلوا ، وأصابوا منهم ، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح والرجال ، فخرج عمرو بن سالم الخزاعي وقدم على رسول الله فى المدينة يسأله المعونة والنجدة ويخبره بأن قريشا اخلفوه الموعد ونقضوا الميثاق ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نصرت يا عمرو ابن سالم).

  10. تابع اقتنعت قريش أن المسلمين الآن قد أصبحوا قوة لا يمكن مواجهتها وأن فيهم الآن من أبطالهم السابقين خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وقبائل كثيرة قد اعتنقت الإسلام، فبعثوا أبا سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجدد العهد ويزيد من المدة ويدارك الأزمة قبل استفحال خطرها . وأتى أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يرد النبي شيئا فذهب ابو سفيان إلى أبي بكر فأعرض عنه كما أعرض عُمَر و علي فعاد أبو سفيان دون ان يحصل من النبي على وعد باستمرار المسالمة . فلما قدم على قريش أخبرهم بما حدث . التأهب لفتح مكة :اضطربت الأحوال فى مكة عقب عودة أبى سفيان

  11. تابع وإبلاغهم بما حدث ، لكن النبى لم يتركها طويلا فى اضطرابها فقد عقد العزم على فتح مكة . تجهز النبى والمسلمون للخروج . كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد الدماء ويريد دخول مكة فى سلام حتى لا تمس حرمتها وأن يدخل أهلها في الإسلام . وبينما الرسول والمسلمون على أمرهم من الاستعداد والكتمان حدثت محاولة من أحد الصحابة كادت أن تكشف نية المسلمين لمشركي مكة ، فقد كتب حاطب بن أبى بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزو، ثم أعطى حاطب الكتاب لامرأة وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا . وأتى رسول الله الخبر من السماء

  12. تابع بما صنع حاطب فبعث النبى بعلى بن أبى طالب والزبير بن العوام ليدركا المرأة قبل أن تصل بالكتاب إلى قريش فخرجا حتى أدركاها بالحليفة فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته إليهم . دعا رسول الله حاطبا. (فقال يا حاطب ما حملك على هذا ؟) فقال حاطب : يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكنى كنت امرأ ليس لى فى القوم أصل ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم ، فقال عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب عنقه فإنه قد نافق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنه قد شهد بدرا وما يدريك يا عمر لعل الله أطلع على أهل بدر فقال أعملوا

  13. تابع ما شئتم فقد غفرت لكم) . وهكذا شفع لحاطب ماضيه الطيب مع الإسلام والمسلمين . ونزل فيه قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ}(الممتحنة 1) (البخارى ، فى تفسير ابن كثير). أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالاستعداد ، وأعلمهم أنه سائر إلى مكة ، كما أمر بكتمان الأمر عن قريش من أجل مباغتتها في دارها .

  14. تابع وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة . في عشرة آلاف من الصحابة بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن استخلف على المدينة أبا ذر الغفاري رضي الله عنه . رأى العباس بن عبد المطلب قوة جيش المسلمين ففكر فى أمر قريش وتمنى أن يدخل الرسول مكة من غير أن تسفك دماء. بعثت قريش بأبى سفيان وبديل بن ورقاء ليستطلعا الأمر ، فقابلهما العباس. أتى العباس بأبى سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: (ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله ) . أسلم أبو سفيان وشهد شهادة الحق ، وقال العباس للرسول : إن أبا سفيان رجل

  15. تابع يحب الفخر فاجعل له شيئا ، قال: ( نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن )، وبذلك أرضاه رسول الله - كما يقول الشيخ الغزالي - بما لا يضر أحد ولا يكلف جهدا . تحركت كتائب الفتح ، فمرّت القبائل على أبي سفيان ، و العباس يخبره بها ، حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء ، فيها المهاجرون والأنصار ، فقال أبو سفيان : سبحان الله ؟ ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة . ثم أسرع إلى قومه ، وصرخ بأعلى صوته :(يا معشر قريش ، هذا محمد ، قد جاءكم فيما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن) قالوا: قاتلك الله وما تغني عنا دارك

  16. تابع ،فقال : (ومن أغلق عليه بابه فهو آمن) . فتفرق الناس إلى الكعبة وإلى دورهم وأغلقوا أبوابهم ينتظرون ما يراد بهم . دخل رسول الله مكة متواضعاً لله الذي أكرمه بالفتح ، وكان قد وزع جيشه إلى كتائب احتياطاً لأي مواجهة ، وقسم المسلمين إلى عدة فرق تدخل كل فرقة ناحية من نواحي مكة حتى يضع يده على المدينة كلها فى وقت واحد، وأصدر أوامره للفرق ألا تقاتل أو تسفك دما إلا إذا أكرهت على ذلك إكراها، وأن يعف الجيش عن أموال أهل مكة وممتلكاتهم وأن يكفوا أيديهم عنها . وروى أن سعد بن عبادة قال فى ذلك : (اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشا) .

  17. تابع فشكا أبو سفيان إلى رسول الله ما سمعه من سعد بن عبادة فاستنكر رسول الله ذلك وقال: (بل اليوم يوم المرحمة اليوم يعز الله قريشا ويعظم الله الكعبة ). ودخلت الجيوش كلها مكة فلم تلق منها مقاومة إلا مناوشات قليلة ،وأصيب من المشركين - كما يقول ابن اسحق - ثلاثة عشر رجلا ، ثم انهزموا، وتم الاستيلاء على جميع أطراف مكة وضواحيها ،ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو خافض رأسه تواضعا لله عز وجل حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح ودخل وهو يقرأ سورة الفتح، وكان ذلك صبح يوم الجمعة لعشرين ليلة خلت من رمضان سنة ثمان من الهجرة .

  18. تابع انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وصل البيت فطاف بالبيت سبعا، وكان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجعل كلما مر بصنم طعنها بالقوس ويقول:" جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد " ( رواه البخارى ) . رأى فى الكعبة الصور والتماثيل فأمر بالصور فطمست وبالتماثيل فكسرت وكان مما رآه صور الملائكة وغيرها فرأى إبراهيم عليه السلام مصورا فى يده الأزلام ويستقسم بها فقال : " قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام ما شأن إبراهيم والأزلام " . قال تعالى : {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً

  19. تابع وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(آل عمران67) . - { جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً } ( الإسراء :81) ، { قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد} (سبأ : 49) . ولما قضى عليه الصلاة والسلام طوافه دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له ودخل ثم أعادها لعثمان قائلا :"خذوها يا بنى طلحة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ". وتكاثر الناس حول الرسول فى المسجد حتى امتلأ وهم ينظرون ماذا سيصنع الرسول بهم وقد مكنه الله منهم ، فنظر إليهم الرسول ثم قال: "لا اله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده

  20. تابع وهزم الأحزاب وحده يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء ، الناس من آدم وآدم من تراب ” ، ثم تلا هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ( الحجرات 13) ، ثم قال :" يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ " ،قالوا:خيراً ؛ أخ كريم وابن أخ كريم. قال : "فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته : لا تثريب عليكم اليوم إذهبوا فانتم الطلقاء" . وأمر بلالا أن يصعد فيؤذن على الكعبة ورؤساء قريش وأشرافهم يسمعون كلمة الله تعلو وصداها يتردد فى أرجاء مكة ،

  21. تابع وبهذه الكلمات والتصرفات عفا الرسول وتجاوز عن جرائم قريش الماضية . وفي اليوم الثاني قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وألقى خطبته الشهيرة الطويلة ومنها :"إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يوم القيامة ....” (رواه البخاري) . وأقام بمكة تسعة عشر يوماً ، يجدد معالم الإسلام ، ويرشد الناس إلى الهدى ، ثم أنصرف راجعا إلى المدينة. وبهذا الفتح دخل الناس فى دين الله أفواجا وأشرقت الأرض بنور الهداية .

  22. 8 هـ وافقت أحداث هذه الغزوة السابع من شهر شوال، من السنة الثامنة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم . ودارت رحاها في وادي حنين، وهو وادٍ بينه وبين مكة سبعة وعشرون مترًا تقريبًا، من جهة عرفات‏. وكان عدد المسلمين الذين اجتمعوا في هذه المعركة اثنا عشر ألفًا . سبب الغزوة : لقد كان فتح مكة كما قال ابن القيم الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمـين، واستنقذ به بلده وبيته من أيدي الكفار والمشركين. وكان لهذا الفتح الأعظم رد فعل معاكس لدى القبائل العربية الكبيرة القريبة من مكة، وفى مقدمتها قبيلتا هوزان و ثقيف . غزوة حنين

  23. تابع - غزوة حنين – 8 هـ فقد اجتمع رؤساء هذه القبائل، وسلموا قيادة أمرهم، إلى مالك بن عوف سيد (هوزان) ،وأجمعوا أمرهم على المسير لقتال المسلمين قبل أن تتوطد دعائم نصرهم، وتنتشر طلائع فتحهم . علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ يجهز جيشه، ويعد عدته لمواجهة هذا الموقف. وكان مالك بن عوف قد استبق زمام المبادرة وتوجه إلى حنين، وأدخل جيشه بالليل في مضائق من ذلك الوادي، وفرق أتباعه في الطرق والمداخل، وأصدر إليهم أمره، بأن يرشقوا المسلمين عند أول ظهور لهم، ثم يشدوا عليهم شدة رجل واحد ‏.‏ وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قد عبأ جيشه بالسَّحَر، وقبل أن يبزغ فجر ذلك اليوم، استقبل المسلمون وادي حنين، وهم لا يدرون بما كان قد دُبِّر لهم بليل.

  24. تابع - غزوة حنين – 8 هـ وبينما هم ينحطون على ذلك الوادي، إذا بالنبال تمطرعليهم من كل حدب وصوب، وإذا بكتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد، فانهزم المسلمون راجعين، وكانت هزيمة منكرة . فانحاز الرسول صلى الله عليه وسلم ذات اليمين وهو يقول‏:“إلي يا عباد الله، ‏أنــا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ”، وقد روى العباس رضي الله عنه هذا الموقف العصيب: أنه لما التقى المسلمون والكفار ولَّى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله يركض بغلته قِبَلَ الكفار، ونادى العباس وطلب منه أن ينادى أصحاب السَّمُرَة - أي أصحاب بيعة العقبة- فأجابوا مسرعين ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته، فقال:“حمي الوطيس ”، ثم أخذ صلى الله عليه وسلم حصيات،

  25. تابع - غزوة حنين – 8 هـ ‏فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال:“انهزموا ورب محمد ”، قال ابن عباس : فذهبت أنظر ، فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلاً، وأمرهم مدبرًا - يعني قوتهم ضعيفة، وأمرهم في تراجع وهزيمة . (رواية مسلم في صحيحه). وقد فرَّ مالك بن عوف ومن معه من رجالات قومه، والتجأوا إلى الطائف، وتحصنوا بها، وقد تركوا وراءهم مغانم كثيرة، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أثرهم فريقًا من الصحابة، حاصروهم، وقاتلوهم حتى حسموا الأمر معهم . وقد أشار تعالى إلى هذا الحدث فى سورة التوبة ، بقوله‏:‏ ‏{‏ لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين *

  26. تابع - غزوة حنين – 8 هـ ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين * ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم }‏ (‏التوبة‏:‏25- 27) . لقد كان موقف رسول الله وثباته في هذه المعركة مع قلة من الصحابة دليلاً ناصعًا، على عمق إيمانه بالله، وثقته بنصره وتأييده ، وبأن النتيجة سوف تكون إلى جانب الحق. فثبت ثباتًا عجيبًا، امتد أثره إلى نفوس أولئك الفارين، فعادت إليهم من ذلك المشهد رباطة الجأش، وقوة العزيمة . ومن المواقف المشرفة في هذه المعركة موقف الصحابية أم سُليم رضي الله عنها، وكانت مع زوجها أبي طلحة ؛ وقد إتخذت خنجرا ؟ ولما سألها رسول الله ،قالت: اتخذته، إن دنا مني

  27. تابع - غزوة حنين – 8 هـ أحد من المشركين بقرت به بطنه. ومن تداعيات هذه المعركة، ما كان من مسألة تقسيم الغنائم ؛ فقد غنم المسلمون مغانم كثيرة في هذه المعركة،وكانت هذه القسمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، مبنية على سياسة حكيمة، لكنها لم تُفْهَم أول الأمر فأُطْلِقتْ ألسنة شتى بالاعتراض‏ . وروى ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال‏:‏ لما أعطى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ما أعطى من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء فدخل عليه سعد بن عبادة ، فقال‏:‏ يا رسول اللّه، إن هذا الحي من الأنصار قد وَجَدُوا عليك في أنفسهم، لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ؛ قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب،

  28. تابع - غزوة حنين – 8 هـ ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء ‏.‏ فقال‏ رسول الله :‏“‏ فأين أنت من ذلك يا سعد‏ ؟‏ ، قال ‏:‏ يا رسول اللّه، ما أنا إلا من قومي‏، قال‏: “ ‏فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة‏ ”‏‏ .‏ فخرج سعد ، فجمع الأنصار، فلما اجتمعوا له أتاهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فحمد اللّه، وأثنى عليه، وبعد حديث طويل قال لهم : “ ...ألا ترضون يا معشر الأنصار، أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول اللّه إلى رحالكم‏؟‏ فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شِعْبًا، وسلكت الأنصار شعباً لسلكتُ شِعب الأنصار ،وإنكم ستلقون أثرة من بعدي، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض . اللّهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار ) .

  29. تابع - غزوة حنين – 8 هـ فبكي القوم ،وقالوا‏:‏رضينا برسول اللّه صلى الله عليه وسلم قَسْمًا وحظاً، ثم انصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وتفرق الجمع‏ . ومن هنا نجد حكمة سياسة النبي صلى الله عليه وسلم في تقسيم الغنائم وتوزيعها، فقد اختص في هذه المعركة الذين أسلمواعام الفتح بمزيد من الغنائم عن غيرهم، ، فتصرف بما يراه الأنسب والأوفق . سأل صلى الله عليه وسلم أصحابه عن مالك بن عوف سيد فقالوا: إنه بالطائف مع ثقيف، فقال لهم: أخبروه، أنه إن أتى مسلمًا رددت عليه أهله وماله وأعطيته مئة من الإبل . فأُخبر مالك بذلك، فجاء يلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدركه، فرد عليه أهله وماله، وأعطاه مئة من الأبل، وأسلم فحسن إسلامه . (ابن إسحاق)

  30. غزوة تبوك 9 هـ حدثت غزوة تبوك في رجب (سنة 9هـ) ، وهى آخر غزوة للنبي – صلى الله عليه وسلم ، وكانت بين المسلمين والروم . بعد استقرار الوضع الداخليّ في مكّة ، توجّه النبي - صلى الله عليه وسلم – بالنظر إلى الخارج لإكمال مهمّة الدعوة والبلاغ ، خصوصاً وأنّ الأنباء كانت قد وصلت إليه أنّ الروم بدأت بحشد قوّاتها لغزو المسلمين ، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يبادرهم بالخروج إليهم ، في غزوة عرفها التاريخ باسم " غزوة تبوك " .وقد جاءت تسمية هذه الغزوة من " عين تبوك " التي مرّ بها المسلمون وهم في طريقهم إلى أرض الروم ، وسُمّيت أيضاً بــ" غزوة العُسرة "

  31. تابع - غزوة تبوك - 9 هـ لِما اجتمع فيها من مظاهر الشدّة والعسرة، حيث حرارة الجوّ ، وندرة الماء ، وبعد المكان ، وفوق هذا وذاك كان المسلمون يعيشون  حالة من الفقر وضيق الحال ، وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك الحال في قوله تعالى :{لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ( التوبة : 117 ) . ونظراً لتلك الظروف الصعبة ، استقرّ رأي النبي - صلى الله عليه وسلم  - على التصريح بجهة الغزو على غير عادته ، وذلك لإدراكه بعد المسافة وطبيعة العدوّ وحجم إمكاناته ، مما يُعطي الجيش الفرصة الكاملة لإعداد ما يلزم لهذا السفر الطويل ، إضافةً إلى أن وضع الدولة الإسلامية قد اختلف

  32. تابع - غزوة تبوك - 9 هـ عن السابق ، حيث تمكّن المسلمون من السيطرة على مساحاتٍ كبيرةٍ من الجزيرة العربية ، ولم يعد من الصعب معرفة وجهتهم القادمة . وهكذا أعلن النبي - صلى الله عليه وسلم  - النفير ، وحث الناس على الإنفاق في سبيل الله قائلاً : ( من جهّز جيش العُسرة فله الجنة ) رواه البخاري ، فاستجاب الصحابة لندائه ، وضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء ، وكان لفقراء المسلمين نصيبٌ في هذا الإنفاق، حيث قدّموا كل ما يملكون في سبيل الله مع قلّة ذات اليد ، فمنهم من أتى بصاعٍ من تمر ، ومنهم من جاءّ بنصف صاعٍ أو أقلّ . واستغلّ المنافقون هذه المواقف المشرّفة وأخذوا يسخرون من صدقات الفقراء ونوايا الأغنياء ، وقد كشف القرآن عن خباياهم فقال سبحانه :

  33. تابع - غزوة تبوك - 9 هـ {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .( التوبة : 79) . أما المنافقون فقد تخلّف معظمهم عن الغزو ، وقاموا بادّعاء الأعذار الكاذبة وأنزل الله تعالى قوله فيهم :{ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لو اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُون}(التوبة 42) . وقال تعالى أيضا {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قليل*إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

  34. تابع - غزوة تبوك - 9 هـ (التوبة: 38 ـ 39) . اجتمع مع النبي - صلى الله عليه وسلم  - ثلاثون ألف، ودفع باللواء إلى أبي بكر الصديق ، وقام بتقسيم الجيش إلى عددٍ من الألوية، وعيّن على كلٍ منها قائداً ،ثم استخلف علي بن أبي طالب على أهله فشقّ علي على أن تفوته هذه الغزوة ، فذهب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم  - يستأذنه في الخروج ، فقال له عليه الصلاة والسلام: “ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ غير أنه لا نبي بعدي ” رواه البخاري . وجاء الفقراء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم  - يطلبون منه أن يعينهم بحملهم إلى الجهاد ، والنبي يعتذر بأنّه لا يجد ما يحملهم عليه من الدوابّ ، فانصرفوا وقد فاضت أعينهم أسفاً على ما فاتهم من شرف الجهاد مع رسول الله ، فخلّد الله ذكرهم

  35. تابع - غزوة تبوك - 9 هـ إلى يوم القيامة ، وأنزل فيهم قوله: {ليْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} ( التوبة : 91 – 92 ) . وكانت رغبتهم الصادقة في الخروج سبباً لأن يكتب الله لهم الأجر كاملاً ، فقد جاء في صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم  - قال : “ إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم ؛ حبسهم العذر ” . انطلق الجيش بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم  - وبدأت المعاناة .

  36. تابع - غزوة تبوك - 9 هـ قطع المسلمون آلاف الأميال عانوا خلالها العطش والجوع والحر وقلّة وسائل الركوب، ولذلك سميت الغزوة "غزوة العسرة"، وعندما وصل الجيش إلى تبوك ، لم يجدوا أثراً للروم ؛ فإن الروم وحلفاؤهم لما سمعوا بزحف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذهم الرعب فلم يجترئوا على التقدم واللقاء، بل تفرقوا في البلاد في داخل حدودهم، فكان لذلك أحسن أثر بالنسبة إلى سمعة المسلمين . استقر هرقل، بهدف استدراج القوات الإسلامية إلى الداخل والانقضاض عليها، ولكنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أفشل مخططهم وعسكر في تبوك، وجعلها آخر نقطة في توغله شمالاً، وراح يُراقب تحرّكات الروم . أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يتصل بالقبائل العربية

  37. تابع - غزوة تبوك - 9 هـ المجاورة ويعقد معهم معاهدات الصلح والتعاون . رجع المسلمون من تبوك مظفرين منصورين، لم ينالوا كيداً، وكفى اللَّه المؤمنين القتال وحصل بذلك المسلمون على مكاسب سياسية كبيرة وخطيرة بما لم يكونوا يحصلون عليها لو وقع هناك اصطدام بين الجيشين . مكث النبي - صلى الله عليه وسلم  - في تبوك عشرين يوماً ، يستقبل الوفود التي جاءت للمصالحة ودفع الجزية . وبعد أن تحقّق المقصود من الغزو ، عاد الجيش الإسلاميّ إلى المدينة ، واستطاع  إسقاط هيبة الروم ، وتوطيد سلطان الإسلام في الجزيرة . gannatdonya@gmail.com

More Related