أخلاقيات مهنة التدريس والتقاليد الجامعية

1. أخلاقيات مهنة التدريس والتقاليد الجامعية الاستاذ الدكتور عبد الرزاق عبد الجليل العيسى

2. أخلاق مهنة التعليم : أقوال قدسية في العلم والتعليم قال تعالى مخاطبا نبيه (ص) :(( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)) وقال تعالى : (( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)) وقال الرسول الأعظم (ص) : (( طالب العلم تظلله الملائكة ما دام سائرا فيه )) . وقال الإمام علي (ع) : (( مؤدب الناس بعلمه وعمله خير من مؤدب الناس بعلمه )) . وفي المعلم قال الشاعر : قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

3. هناك مصطلحات تعودنا على التدرج فيها فيما يخص السلم التعليمي وهي : المعلم – المدرس – ثم المعلم ثانية وأعني به الأستاذ الجامعي

4. فما التعليم ؟ التعليم صفة إنسانية لا يمكن شمولها بتعريف محدد فهو ليس مجرد نقل المعارف من الكبار الى الصغار ، وليس مجرد تنظيم المعارف وإيجاد الظروف المناسبة لنقلها الى الى عقول المتعلمين . بل تتطلب نشاطا ت أكثر من مجرد تنظيم المعارف ، إنها تعني المهمات والعمليات التي تحقق بصورة إجرائية الأهداف التربوية والنمو الشامل المتكامل للمتعلم والنمو الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع . إذن ليس المهم أن نضع تعريفا جامعا مانعا للتعليم بقدر أهمية معرفة الكيفية في التأتي الى هذه الصناعة .

5. ولابد لأي مهنة من أخلاقيات تنظم السلوك العام لأعضاء المهنة مع بعضهم بعضا ومع غيرهم من العاملين في مجالات المهن الأخرى ، فهناك أخلاقيات خاصة بالتعليم مثلما هناك أخلاقيات مختصة بالمهن الأخرى . وقد صدر في عام 1405هـ (( إعلان مكتب التربية العربي لأخلاق مهنة التعليم )) ويتكون من تسعة عشر بندا وهي بشكل موجز كما يأتي :

6. أ- التعليم رسالة : ومن نقاطها : 1- التعليم رسالة ذات قداسة خاصة توجب أداء حق الانتماء إليها إخلاصا وصدقا وعطاء . 2- المعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها ويؤمن بأهميتها . 3- الحرص على نقاء السيرة وطهارة السريرة اعتزازا بالمهنة وقدسيتها .

7. ب-المعلم وطلابه :ومن محاورها ما يأتي : 4- العلاقة بين المعلم وطلابه صورة من علاقة الأب بأبنائه ، هدفها تحقيق خير الدنيا والآخرة للجيل المأمول للنهضة والتقدم . لذا ينبغي النظر في سيرة المعلم وماضيه في تربيته وطبيعة أدائه في تربية أبنائه وخبرته في الحياة العملية في هذا الشأن . 5-المعلم قدوة لطلابه خاصة وللمجتمع عامة ، وهو حريص على أن يكون أثره في الناس حميدا باقيا ، لذلك فهو متمسك بالقيم الأخلاقية والمثل العليا يدعو اليها ويبثها بين طلابه ، أضف الى ذلك التزامه بنكران الذات والمبدئية في الصدق والأمانة ، ومن جانبنا نحن طالبنا أن لا يبقى في التعليم العالي من كان كاذبا .

8. 6- المعلم أحرص الناس على نفع طلابه ، يبذل جهده كله في تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم ، يدلهم بكل طريق على الخير ويرغبهم فيه ، ويبين لهم الشر ويدفعه عنهم بناء على القيم الإسلامية وما آمنت به من شرائع الأديان الأخرى . 7-المعلم يساوي بين طلابه في عطائه ورقابته وتقويمه لأدائهم ويحول بينهم وبين الوقوع في براثن الرغبات الطائشة ، ويشعرهم دائما أن أسهل الطرق وإن بدا صعبا هو أصحها وأقومها ، وأن الغش خيانة وجريمة لا يليقان بطالب العلم ولا المواطن الصالح .

9. 8- المعلم ساع دائماً إلى ترسيخ مواطن الاتفاق والتعاون والتكامل بين طلابه , تعليماً لهم وتعويداً على العمل الجماعي والجهد المتناسق وهو ساع دائماً إلى إضعاف نقاط الخلاف وتجنب الخوض فيها , ومحاولة القضاء على أسبابها دون إثارة نتائجها .

10. ج - المعلم والمجتمع : 9-المعلم موضع تقدير المجتمع واحترامه وثقه وهو لذلك حريص على ان يكون في مستوى هذه الثقة وذلك التقدير والاحترام يعمل في المجتمع على ان يكون له دائماً في مجال معرفته وخبرته والمرشد والموجه , يمتنع عن كل ما يمكن ان يؤخذ عليه من قول او فعل ويحرص على ان لا يؤثر عنه الا ما يؤكد ثقة المجتمع به واحترامه له . 10- تسعى الجهات المختصة إلى توفير اكبر قدر ممكن من الرعاية للعاملين في مهنة التعليم , بما يوفر لهم حياة كريمه تكفهم عن التماس وسائل لا تتفق ما ورد في هذا الإعلان لزيادة دخولهم او تحسين ماديات حياتهم

11. 11- المعلم صاحب رأي وموقف من قضايا المجتمع ومشكلاته بأنواعها كافة ويفرض ذلك عليه توسيع نطاق ثقافته وتنويع مصادرها والمتابع الدائمة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ليكون قادر على تكون رأي ناضج مبني على العلم والمعرفة والخبرة الواسعة يعزز مكانه الاجتماعية ويؤكد دوره الرائد في المدرسة وخارجها . 12- المعلم مؤمن بتميز هذه ألامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو لا يدع فرصه لذلك دون ان يفيد منها اداء لهذه الفريضة الدينية وتقوية لأواصر المودة بينه وبين جماعات الطلاب خاصة والناس عامه وهو ملتزم في ذلك بأسلوب اللين في غير ضعف والشدة في غير عنف يحدوه اليها وده لمجتمعه وحرصه عليها وأيمانه بدوره البناء في تطويره وتحقيق نهضة.

12. د - المعلم رقيب نفسه : 13- يدرك المعلم من ان الرقيب الحقيقي على سلوكه بعد الله سبحانه وتعالى هو ضمير يقظ ونفس لوامة , وان الرقابة الخارجية مهما تنوعت اساليبها لا ترقي الى الرقابة لذلك يسعى المعلم بكل وسيلة متاحة الى بث هذه الروح بين طلابه ومجتمعه ويضرب بالاستمساك بها في نفسه المثل والقدوة . 14- المعلم في مجال تخصصه طالب وباحث عن الحقيقة لا يخر وسعاً في التزود من المعرفة والإحاطة بتطورها في حقل تخصصه , وتقويمه لإمكاناته المهنية موضوعاً وأسلوبا ووسيلة.

13. 15- يسهم المعلم في كل نشاط يحسنه ويتخذ من كل موقف سبيلا الى تربية قومية او تعليم عادة حميدة ايماً بضرورة تكامل البناء العلمي والعقلي والجسماني والعاطفي للإنسان من خلال العملية التربوية التي يؤديها المعلم . 16- المدرس مدرك ان تعلمه عبادة وتعليمه زكاة فهو يؤدي واجبه بروح العبد الخاشع الذي لا يرجو سوى مرضاة الله سبحانه وتعالى وبالأخص الموقن ان عين الله ترعاه وان قوله وفعله شهيد له او عليه .

14. هـ - المدرسة والبيت : 17- الثقة المتبادلة واحترام التخصص والإخوة المهنية هي اساس العلاقة بين المعلم وزملائه وبين المعلمين جميعاً الادارة المدرسية المركزية , ويسعى المعلمون الى التفاهم في ظل هذه الاسس فيما بينهم , وفيما بينهم وبين الادارة المدرسية حول جميع الامور التي تحتاج الى تفاهم مشترك او عمل جماعي او تنسيق للجهود بين مدرسي المواد المختلفة او قرارات ادارية لا يملك المعلمون اتخاذها بمفردهم . 18- المعلم شريك الوالدين في التربية والتنشئة والتقويم والتعليم لذلك فهو حريص توطيد اواصر الثقة بين البيت والمدرسة وإنشائها اذا لم يجدها قائمة وهو يتشاور كلما اقتضى الامر مع الوالدين حول لكل امر يهم مستقبل الطلاب او يؤثر في مسيرتهم العلمية . 19- يؤدي العاملون في مهنة التعليم واجباتهم كافة ويصبغون سلوكهم كله بروح المبادئ التي تضمنها هذا الاعلان ويعملون على نشرها وترسيخها وتأصيلها والالتزام بين زملائهم وفي المجتمع بوجه عام .