110 likes | 303 Views
الداعية في حياة فتياتنا. بقلم/ د. قذلة القحطاني. فتياتنا في هذا الزمن وفي ظل هذه الفتن بحاجة ماسة لمن ينير لهن الطريق ويكون خير موجه لهن بأسلوب طيب ودعوة بالحكمة والموعظة الحسنة, ولاسيما أن الداعية إلى الله هي خير من يقوم بهذا العمل. من أجل أن نحبب الفتيات في النصيحة:
E N D
الداعية في حياة فتياتنا بقلم/ د.قذلةالقحطاني
فتياتنا في هذا الزمن وفي ظل هذه الفتن بحاجة ماسة لمن ينير لهن الطريق ويكون خير موجه لهن بأسلوب طيب ودعوة بالحكمة والموعظة الحسنة, ولاسيما أن الداعية إلى الله هي خير من يقوم بهذا العمل
من أجل أن نحبب الفتيات في النصيحة: ينبغي للأخوات المعلمات والمربيات مدّ جسور المحبة بينهن وبين الطالبات وأعظم باب لذلك تقديم النصيحة مع الابتسامة والكلمة الطيبة وإظهار مشاعر الحب والشفقة وهذا كان له أكبر الأثر في هداية كثير من الطالبات.
من أجل أن نرغب الفتيات في حضور الدروس الدعوية الترغيب هنا مسألة مهمة للداعية,وينبغي-كما أوضحت سابقاً-التحلي بحسن الخلق,وإظهار البشاشة والابتسامة والكلمة الطيبة ثم يعقب ذلك ابتكار الأساليب المشوقة فيما يقدم في هذه الدروس والمحاضرات التنويع والتشويق من خلال اختيار الموضوعات التي تهمهن وتعالج قضاياهن ,ومن خلال أسلوب العرض والرعاية والإعلان لهذه الدروس الدعوية,, وما يصاحب ذلك من حوافز تشجيعية مادية ومعنوية ,ومسابقات هادفة,ولقاءات مفتوحة يقدم فيها الجديد والمفيد ويشارك فيها نخبة من المعلمات والطالبات المتميزات,وبعض الداعيات من خارج المدرسة.
دور البيت في توجيه النشء للبيت دور كبير في توجيه النشء فهو المحضن الأول ,وهو منبع التربية وكما هو إجماع من علماء التربية على أن الفترة الأولى من حياة الطفل هي التي تشكل حياته أي ما بين( 3- 7 ) سنوات لذا أهيب بأولياء الأمور والمربين أن يولوا التربية لأبنائهم جل عنايتهم وخصوصاً غرس العقيدة الصحيحة ومحبة الله تعالى, وتعويدهم على العبادات وغرس القيم والمبادئ ومكارم الأخلاق,وهذه لا يمكن أن تؤتي ثمارها إلا بتضحيات,وبذل وعطاء لا ينقطع إلى الممات.
لتحفيز الداعيات الصغيراتهؤلاء ينبغي احتوائهن وتشجيعهن على الدعوة,وتوجيههن لطلب العلم الشرعي لتكون دعوتهن على بصيرة,وينبغي أن تفتح لهن معاهد شرعية لطلب العلم,وأن يدربن على أساليب الدعوة,وتفتح لهن قلوبنا ونأخذ بأيديهن لتحقيق أهدافهن,وأن يستمر التواصل معهن,والعمل تحت راية واحدة,لا اختلاف ولا تشاحن,والحرص كل الحرص على غرس مبادئ الأخوة والمحبة الإيمانية فيما بينهم.
عندما ترى الداعية الصواب من غيرها لا ينبغي أن تتحرج الأخت الداعية مهما بلغت من العلم والمكانة عن قبول الحق والرجوع إليه إذا استبان ولو كان ممن يصغرها علما ومكانه وذلك لا يعد مأزق؛بل إن كان حقاً فلا تجد في نفسها حرج من الاعتراف به والرجوع عن الخطأ وكان هذا منهج السلف فقد روي عن الشافعي رحمه الله قوله: " ما جادلت أحداً إلا وددت أن يسدد وأن يعان,وأن يظهر الله الحق على يديه ” والعلماء على جلالة قدرهم ومنزلتهم كانوا يرجعون عن أقوالهم إذا ظهر لهم الحق في خلافها.
من شروط الدعوة الناجحة بعد الصبر والذكاء وحسن الخلق والتواضع قال تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (24) سورة السجدة ,ويقول سفيان الثوري رحمه الله:"بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ” ؛لذا على الداعية: • أن تجاهد نفسها. • أن تتحلى بالصبر وتسأل الله العون والتوفيق. • أن تراقب أعمال القلوب. • كثرة العبادات والنوافل والذكر. • الاستزادة من الزاد الإيماني الذي يعينها على مواجهة الصعاب. • كثرة الإطلاع على أحوال السلف وسيرهم,وما نالهم في سبيل نشر الدين ورفع راية الدعوة؛فإن ذلك من أسباب الثبات
كيف تبدأ الداعية النصيحة من المعصية مباشرةً؟أم من حولها مراعاة نفسيات الفتيات؟ لابد للأخت الداعية من معرفة نفسيات الطالبات,وإذا استطاعت أن تعرف ما يدور في أنفسهن استطاعت - بعون الله وتوفيقه لها - أن تعالجه ,ولكن لا يعني ذلك تمييع الدين والمداهنة والشعور بالذلة والضعف,والأخذ بالنظريات الغربية التي تبرر الشذوذ والفسق؛ بل ينبغي إتباع الأساليب النبوية,ومعالجة هذه المشكلات بالحزم أحياناً والترغيب أحياناً,والتلميح أحياناً أخرى؛كما كان منهجه صلى الله عليه وسلم في قوله ( مابال أقوام ..)
( عن عائشة رضي الله عنها قالت : " جاءت بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي على تسع أواق- في كل عام أوقية فأعينيني- فقالت عائشة: إن أحب أهلكِ أن أعدها لهم عدة واحدة وأعتقكِ فعلت, ويكون ولاؤك لي؟ فذهبت إلى أهلها فأبوا ذلك عليها! فقالت : إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم!فسمع بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألني فأخبرته!فقال: خذيها فأعتقيها,واشترطي لهم الولاء, فإنما الولاء لمن أعتق! قالت عائشة: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فما بال رجال منكم يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله؟ فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل, وإن كان مائة شرط؛ فقضاء الله أحق, وشرط الله أوثق! ما بال رجال منكم يقول أحدهم أعتق يا فلان ولي الولاء؟! إنما الولاء لمن أعتق!).رواه البخاري ومسلم
والموقف هو الذي يحدد,وقد يتطلب من الأخت الداعية أن تتصرف بأسلوب معين؛لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ,كما هو معروف عند الأصوليين؛فينبغي الوضوح وبيان الخطأ مع إيراد الأدلة,ومن هنا فالأخت الداعية ينبغي لها أن تسلح نفسها بسلاح العلم؛فمن يخوض غمار الدعوة بلا علم كمن ينزل ساحة المعركة بلا سلاح.