Download
1 / 18
E N D
حوار الشيطان الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبى المهتدى محمد.......وبعد قال عبد الله بن آدم: حاورت الشيطان الرجيم فى الليل البهيم ؟سمعت آذان الفجر ، أردت الذهاب ألى المسجد فقال لى :عليك ليل طويل فارقد. قلت: أخاف أن تفوتنى الفريضه . قال: الأوقات طويلة وعريضه . قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة. قال: لاتشدد على نفسك فى الطاعة.
فما قمت حتى طلعت الشمسفقال فى همس :لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات.
وجلست لآتى بالأذكار ففتح لى دفتر الأفكار. فقلت:أشغلتنى عن الدعاء. قال: دعه للمساء. وعزمت على المتاب . فقال:تمتع بالشباب. قلت :أخشى الموت. قال :عمرك لا يفوت. وجئت لأحفظ المثانى. قال :روح عن نفسك بالأغانى. قلت:هى حرام. قال:لبعض العلماء فيها كلام. قلت:أحاديث التحريم عندى فى صحيفة . قال: كلها ضعيفة.
ومرت حسناء فغضضت البصر قال: وماذا فى النظر قلت: فيه خطر قال:تفكر فى الجمال فالتفكير حلال . وذهبت الى البيت العتيق،فوقف لى فى الطريق . قال: ما سبب هذه السفرة ؟ قلت:لآخذ عمره ؟ قال:ركبت الأخطار بسبب هذا الأعتمار وأبواب الخير. كثيرة والحسنات غزيرة . قلت:لابد من أصلاح الأحوال . قال: الجنة لا تدخل بالأعمال.
فلما ذهبت لألقى النصيحة قال: لا تجر لنفسك الفضيحة. قلت: هذا نفع للعباد. قال: أخشى عليك الشهرة فهى رأس الفساد. قلت: فما رأيك فى بعض الأشخاص . قال: أجيبك عن العام والخاص. قلت أحمد بن حنبل. قال: قتلنى بقوله عليك بالسنة والقرآن المنزل. قلت: فالبخارى. قال: أحرق بكتابه دارى.
قلت:فالحجاج قال:ليت فى الناس ألف حجاج فلنا بسيرته. ابتهاج ونهجه لنا علاج. قلت: ففرعون قال:له منا كل نصر وعون. قلت: فصلاح الدين بطل حطين. قال:دعه فقد مرغنا بالطين. قلت: محمد عبدالوهاب.
قال:أشعل فى صدرى بدعوته الالتهاب وأحرقنى بكل شهاب. قلت:فأبو جهل . قال: نحن له أخوة وأهل. قلت: فأبو لهب. قال: نحن معه أينما ذهب. قلت: فالمجلات الخليعه. قال: هى لنا شريعه.
قلت:فالدشوش. قال: نجعل الناس بها كالوحوش. قلت: فالمقاهى.قال: نرحب فيها باللاعب واللاهى. قلت: ما هو ذكركم؟ قال:الأغانى. قلت: وما هو عملكم؟ قال:الأمانى.
قلت: وما رأيكم فى الأسواق؟ قال: علمنا فيها وفيها يجتمع الرفاق . قلت : كيف تضل الناس؟ قال: بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات . قلت: كيف تضل النساء ؟ قال: بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور.
قلت: فكيف تضل العلماء؟ قال: بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور. قلت: فكيف تضل العامه؟ قال: بالغيبه والنميمه والأحاديث السقيمه وماليس له قيمه. قلت: وكيف تضل التجار؟ قال: بالربا فى المعاملات ومنع الصدقات والأسراف فى النفقات.
قلت: فكيف تضل الشباب؟ قال: بالغزل والهيام والعشق والغرام والأستخفاف بالأحكام وفعل الحرام. قلت: فما رأيك فى أسرائيل؟ قال: أياك والغيبه فأنها مصيبه وأسرائيل دوله حبيبه ومن القلب قريبه . قلت: فالجاحظ؟ قال: الرجل بين أمره لا يستبين كما فى البيان والتبيين.
قلت: فأبو فراس؟قال: على العين والراس لنا فى سفره أقتباس. قلت: فأهل الحداثه؟ قال:أخذوا علمهم منا بالوراثه. قلت: فالعلمانيه؟ قال:ايماننا علمانى وهم أهل الرجل والأمانى ومن سماهم فقد سمانى.
قلت: فما رأيك فى واشنطن؟قال:خطيبى فيها يرطن وجيشى بها يقطن وهى لى موطن. قلت: فما رأيك فى الدعاه؟ قال:عذبونى وأتعبونى وبهدلونى وشيبونى يهدمون مابنيت ويقرأون أذا غنيت ويستعيذون أذا أتيت. قلت:فما تقول فى الصحف؟ قال:نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف.
قلت: فما تقول فى هيئة الأذاعة البريطانية؟ قال: ندخل بها السم فى الدسم ونفسد بها بين العرب والعجم ونثنى على المظلوم ومن ظلم. قلت: فماذا فعلت بقابيل؟ قال: سلطته على أخيه فقتله ولولا الغراب ما دفنه. قال: فماذا فعلت بقارون؟ قلت: له احفظ الكنوز وافرح فلم يدر من فعل ذلك ما أفلح.
قلت: فماذا فعلت بفرعون؟قال: قلت له ياعظيم القصر قل أليس لك ملك مصر فسوف يأتيك النهر. قلت: ماذا قلت لشارب الخمر؟ قال: قلت له اشرب بنت الكروم فأنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم. قلت: فماذا يقتلك؟ قال آية الكرسى منها تضيق نفسى ويطول حبسى وفى كل البلاد أمسى.
قلت: فمن أحب الناس أليك ؟ قال: المغنون والشعراء والغاوون وأهل المعاصى المخبون وكل خبيث مفتون. قلت: فمن أبغض الناس أليك؟ قال: أهل المساجد والزهد والمجاهد والعالم أشد على من العابد. قلت: أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساح فى التراب.
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴿22﴾
