160 likes | 685 Views
منهج الحاكم في المستدرك. إعداد: الأستاذ الدكتور المكي اقلاينة. نسبه وولادته:. نسبه: هو محمد بن عبدالله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم، الإمام الحافظ، الناقد العلامة، شيخ المحدثين، أبو عبدالله بن البيع الضبي الطهماني النيسابوري، الشافعي. مولده:
E N D
منهج الحاكم في المستدرك إعداد: الأستاذ الدكتور المكي اقلاينة
نسبه وولادته: نسبه: هو محمد بن عبدالله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم، الإمام الحافظ، الناقد العلامة، شيخ المحدثين، أبو عبدالله بن البيع الضبي الطهماني النيسابوري، الشافعي. مولده: ولد في يوم الاثنين ثالث شهر ربيع الأول، سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة بنيسابور.
طلبه العلم: طلب الحديث في صغره بعناية والده وخاله، وأول سماعه كان في سنة ثلاثين، وقد استملى على أبي حاتم بن حبان في سنة أربع وثلاثين وهو ابن ثلاث عشرة سنة. ولحق الأسانيد العالية بخراسان والعراق وما وراء النهر، وسمع من نحو ألفي شيخ، ينقصون أو يزيدون، فإنه سمع بنيسابور وحدها من ألف نفس، وارتحل إلى العراق وهو ابن عشرين سنة، فقدم بعد موت إسماعيل الصفار بيسير.
شيوخه: من شيوخه: والده، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن يعقوب الشيباني بن الأخرم، ومحمد بن أحمد بن بالويه الجلاب، ومحمد بن عبدالله بن أحمد الصفار، وإسماعيل بن محمد الرازي، ومحمد بن القاسم العتكي، وأبو جعفر محمد ابن محمد بن عبدالله البغدادي الجمال، ومحمد بن المؤمل الماسرجسي، وأحمد بن محمد بن عبدوس العنزي، وأبو أحمد بكر بن محمد المروزي الصيرفي، وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه، وأبو علي الحسين بن علي النيسابوري الحافظ، وعلي بن حمشاد العدل، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وخلق كثير.
تلاميذه: من تلاميذه: له تلاميذ كثيرون، منهم: الدارقطني وهو من شيوخه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب، وأبو ذر الهروي، وأبو يعلى الخليلي، وأبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وأبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وخلق سواهم.
من كتبه: الأربعون في الحديث, الإكليل في الحديث, تراجم الشيوخ, السياق في ذيل تاريخ نيسابور, فضائل العشرة المبشرة, فضائل فاطمة الزهراء رضي الله عنها, فوائد الشيوخ, كتاب المبتدأ من اللآلئ الكبرى, المدخل إلى الصحيح, المستدرك على الصحيحين, مناقب الإمام الشافعي, مناقب الصديق رضي الله عنه.
تشيعه: ذكر الحافظ الذهبي، عن ابن طاهر أنه سأل أبا إسماعيل عبدالله بن محمد الهروي عن أبي عبدالله الحاكم، فقال: ثقة في الحديث، رافضي خبيث. قال الذهبي: قلت: كلا، ليس هو رافضيا، بل يتشيع. ويؤكد بعض الباحثين على أن موقف الحاكم رحمه الله من معاوية - رضي الله عنه- لا يبلغ درجة الرفض، والفرق بينه وبين الرفض كبير، فالأول أصحابه لا يقدحون في الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولا في عثمان رضي الله عنه، ويقدمون الشيخين رضي الله عنهما في الفضل والخلافة، ويقدمون عثمان رضي الله عنه في الخلافة ونقطة الخلاف الوحيدة بينهم وبين أهل السنة الخلص أنهم يقدمون عليا رضي الله عنه على عثمان في الفضل، وهذا وإن كان مما يخالف فيه هؤلاء إلا أنه لا يوجب تفسيقاً أو تضليلاً، وإنما الذي يوجب الفسق والتضليل هو تقديم علي رضي الله عنه في الفضل أو الخلافة على الشيخين رضي الله عنهما، أو تقديمه رضي الله عنه على عثمان في الخلافة لا الفضل. وأما الثاني، فهو مذهب خبيث يقتضي الطعن في الشيخين رضي الله عنهما وعثمان رضي الله عنه والقدح في إمامتهم، وهو الذي يوجب التفسيق.
ثناء العلماء عليه: قال العبدويي: سمعت أبا عبدالرحمن السلمي يقول: كتبت على ظهر جزء من حديث أبي الحسين الحجاجي الحافظ، فأخذ القلم، وضرب على الحافظ، وقال: أيش أحفظ أنا ؟ أبو عبدالله بن البيع أحفظ مني، وأنا لم أر من الحفاظ إلا أبا علي النيسابوري، وأبا العباس بن عقدة. وسمعت السلمي يقول: سألت الدارقطني: أيهما أحفظ: ابن منده أو ابن البيع؟ فقال: ابن البيع أتقن حفظاً. قال ابن طاهر: سألت سعد بن علي الحافظ عن أربعة تعاصروا: أيهم أحفظ؟ قال: من؟ قلت: الدار قطني، وعبدالغني، وابن منده، والحاكم. فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبدالغني فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن منده فأكثرهم حديثا مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا.
المستدرك: معنى المستدرك، وبعض المؤلفات فيه: هو كِتابٌ استدرك صاحبُه على غيره أمرا، ويُقْصَد به ما استدرك به صاحبه في كتابه أحاديثَ على غيره لم يُخرجْها في كتابه وهي على شَرْطِهِ، مُرَتَّبٌ على تَرْتيبه، مثل: المستدرك على الصحيحين للحافظ أبي ذَرِّ بنِ أحمد الأنصاري الهَرَوِيِّ (ت 434 هـ). قال فيه الذهبي: "له مستدرك لطيفٌ – في مجلد – على الصحيحين، عَلَّقْتُ منه، يَدُلُّ على معرفته". مستدرك الحاكم النيسابوري. وعن سبب تأليفه هذا الكتاب، قال: ”قد نبغ في عصرنا هذا جماعة من المبتدعة يشمتون برواة الآثار بأن جميع ما يصح عندكم من الحديث لا يبلغ عشرة آلاف حديث وهذه الأسانيد المجموعة المشتملة على الألف جزء أو أقل أو أكثر كلها سقيمة غير صحيحة“.
منهج الحاكم في المستدرك: المستدرك مرتب على ترتيب الجامع، اعتنى الحاكم فيه بالزائد على الصحيحين مما لم يخرجاه، فيأتي به ثم يُعَقِّبُ عليه بقوله: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين – أو ”شرط البخاري“، أو ”شرط مسلم“ – أو يكون صحيحا بالجُمْلَة، ويُعَبِّرُ عنه بقوله: "هذا حديث صحيح". وأخرج أحاديث أخرى يرى أنها مستوفية للشروط العامة للصحة من اتصال السند وثقة الرواة وعدم الشذوذ وعدم العلة. وأورد في كتابه بعض الأحاديث التي لا يرى أنها صحيحة، ولكنه أوردها لبعض الاعتبارات وصرح بخروجها عن شرط الكتاب. وقد أخرج أحاديث بلغت (8956) ثم رتبها على الكتب، مبتدئا بـ "كتاب الإيمان"، وختمها بـ "كتاب الأهوال"، وشرع يفحصها وينقحها ويهذب مادة الكتاب. وعليه تَعَقُّبَات، إذ أخرج أحاديثَ ضعيفةً في الكتاب، وقد اعتذر له العلماءُ بأنه وافَتْهُ المَنِيَّةُ قبلَ أن يتَمَكَّنَ من تَبْيِيضِهِ.
منهج الحاكم في المستدرك (تابع): وهو في جميع الأحوال مُتَسَاهِلٌ في التَّصْحِيح. وقد ذكر في كتابه ثلاثةَ أنواعٍ من الأحاديث: النوع الأول: الأحاديثُ الصحيحةُ التي هي على شَرْطِ الشيخين أو أحدِهما ولم يُخَرِّجَاها. والنوع الثاني: الأحاديثُ التي صَحَّتْ عنده، وإن لم تكن على شرط الشيخين أو أحدِهما، يُعَبِّرُ عنها عادة بقوله: "صحيح الإسناد". والنوع الثالث: أحاديث لم تَصِحَّ عنده، ذَكَرَها في مَعْرِضِ التَّنْبِيه عليها. وقد تَعَقَّبَه الذَّهَبِيُّ (ت 748 هـ) في كتابه "التلخيص" منَبِّها على أحاديث حَكَمَ عليها بالضَّعْفِ والنَّكارَةِ، فجَمَعَ من ذلك نحوا من مائة حديثٍ عدّها من الأحاديث المَوْضُوعَة. وقد يخرج المؤلف النص بسند، ثم يعقبه بسند آخر، أو أكثر من سند، وهذا إنما يفعله غالبًا إذا كان بالسند وجه من وجوه الضعف.
منهج الحاكم في المستدرك (تابع): وقد قسم الذهبي أحاديث المستدرك إلى الأقسام الآتية: 1- شيء كثير على شرطهما على شرط الشيخين. 2. وشيء كثير على شرط أحدهما, ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب؛ بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما وفي الباطن لها علل خفية مؤثرة. 3. وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد, وذلك نحو ربعه. 4. وباقي الكتاب مناكير وعجائب. 5. وفي غضون ذلك أحاديث نحو المائة يشهد القلب ببطلانها, كنت قد أفردت منها جزءاً, وحديث الطير بالنسبة إليها سماء.
عناية العلماء بمستدرك الحاكم: اعتنى العلماء بهذا الكتاب تلخيصًا واستدراكًا وتعقيبًا؛ منهم: أ - الحافظ الذهبي، له كتاب "تلخيص المستدرك". ب - الحافظ ابن الملقِن، له كتاب "النكت اللطاف في بيان الأحاديث الضِّعاف المخرجة في مستدرك الحافظ النيسابوري" ذكره فؤاد سيزگين في تاريخ التراث العربي. جـ - الحافظ العراقي له أمالي على المستدرك سماه "المستخرج على المستدرك" مطبوعة بمكتبة السنة بالقاهرة، سنة 1410هـ. د- ضمنه الحافظ ابن حجر العسقلاني أطرافه في كتابه: ”إتحاف المهرة“. هـ - سبط ابن العجمي له حواش على "تلخيص المستدرك"، ذُكر في ذيل تذكرة الحفاظ ص: 314. و - جمع الحافظ الذهبي, منه جزءاً من: الموضوعات يقارب مائة حديث.