400 likes | 640 Views
سرّ الزواج. الزّواج في حقل الكتاب المقدّس: دعوة الهية. عهد إذا كان اللّه قد خلق الإنسان، ذكرًا وأنثى خلقهم (تك 1: 27؛ مت 19: 4)، لكي ينموا ويكثروا ويملأوا الأرض (تك 1: 28)،.
E N D
الزّواج في حقل الكتاب المقدّس: دعوة الهية • عهد • إذا كان اللّه قد خلق الإنسان، ذكرًا وأنثى خلقهم (تك 1: 27؛ مت 19: 4)، لكي ينموا ويكثروا ويملأوا الأرض (تك 1: 28)،
أصبح الانسانُ مدعوًّا الى البقاء، بحيث عندما يصف لنا سفر التّكوين كيف أن الله خلق المرأة عونًا لآدم (تك 2: 18)، فسمّى الانسانُ امرأته حوّاء لأّنها أمّ كلّ حيّ (تك 3: 20).
فهذا الوصف لسفر التّكوين حول علاقة الانسان الرّجل بالمرأة يطبع الزّواج بالبعد الكوني؛ فبما أنّ الله قد سلّط الانسان على كل شيء (تك 1: 26ب)، أصبح الإنسان مسؤولا عن الخلق واستمراريّته، لأنّه خُلِق على صورة الله ومثاله (تك 1: 26أ، 27). • مفهوم الخلق هو قيام عهد
فعندما خطئ الإنسان تجاه الله (تك 6: 13) عاد إلى اللاوجود (تك 7: 21-23)، وفقدَ بالتالي العهد مع خالقه. لكن الله في كل مرة كان يدعوه للدخول بالشركة من جديد معه لان الله امين ولا ينكر ذاته.
المساواة بين الرّجل والمرأة • . ترد فكرة المساواة بين الرّجل والمرأة في مدرسة مار بولس، الذي يدافع عن حقوق الاثنين ويذكّر بواجبات الواحد نحو الآخر: " فليكن لكل واحد امرأته، ولكل واحدةٍ رجلُها. وليوفِّ الرّجلُ امرأته حقّها، والمرأةُ رجلَها. ليس للمرأةِ سلطانٌ على جسدها، بل لرجلِها، ولا للرّجل سلطانٌ على جسدِه، بل لامرأته. لا يمنع أحدُكُما الآخر إلاّ بالتراضي، إلى وقت، لكي تتفرّغا للصلاة، ثمّ عودا فكونا معا " (1قو 7: 2-5).
الأمانة الزّوجيّة • ترد فكرة المساواة من خلال الأمانة الزّوجيّة، لأنّ التّساوي ليس بالكيان الطبيعي فقط بل بالتّضحية وبقبول الآخر كما هو: "أمّا المتزوّجون فآمرهم، لا أنا بل الربّ، ألاّ تفارق امرأةٌ رجلها" (1قو 7: ( 10
التنوّع والتكامل • في هذا التمايز الجنسي بين ذكر وأنثى قصد إلهي يعبرّ عن التنوّع والتكامل في الطبيعة البشرية في آن. • الله باركهم، أي قدّس هذه الحال من التمايز، ودعاهم لكي ينموا ويكثروا ويملأوا الأرض، وذلك باتحادهما مع بعضهما البعض (راجع: تكوين 1/28). ويؤكّد سفر التكوين على طبيعة الإنسان هذه المبنيّة على التمايز والتكامل بين الجنسين في آن. • الله لا يريد الوحدة للإنسان. وكل المخلوقات لا تكفي الإنسان طالما لم يتحد بشريك له. فيبيّن لنا الكتاب المقدس الفرق بين علاقة آدم بالمخلوقات وهي علاقة سلطة، وعلاقته بالشريك المدعو للإتحاد به وهي علاقة شركة وتكامل.
الزواج هودعوة مقدَّسة • "يترك الرجل أباه وأمه ويتحد بامرأته، فيصيران جسداً واحداً." (تكوين 2/ 24) أكّد ا المسيح على هذا الواقع الكياني لدى الإنسان بجوابه على الفريسيين مؤكداً قول الكتاب عن اتحاد الرجل والمرأة ومشدّداً على ذلك بقوله: "لا يكونان اثنين بل جسد واحد. وما جمعه الله لا يفرّقه الإنسان" (مرقس 10/ 8-9).
الزواج هودعوة مقدَّسة بها يتقدّس الزوجان ويحققان كمال دعوتهما الإنسانيّة في الحب والعطاء. ويؤكّد القديس بولس في رسالته إلى أهل أفسس على كرامة هذه الدعوة البشريّة وقدسيّتها بتشبيهه علاقة الرجل والمرأة بالعلاقة التي تجمع المسيح والكنيسة. فالكنيسة هي جسد المسيح السرّي بما يعني ذلك من إتحاد ووحدة بينهما، كما يصبح الرجل والمرأة بالزواج جسداً واحداً. وهذه العلاقة تتميّز بالإحترام والحرية والتضحية والحب والقداسة (راجع أفسس 5/ 25-32)
الأبعاد اللاهوتيّة لسر الزواج • 1. الزواج : سرّ الحب • يقول قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في رسالته العامة "الله محبة" بأنّ الحب الزوجيّ هو نموذج للحب الإلهي الموجّه للبشريّة. • الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله لا يحقق ذاته ودعوته إلا بالحب. والزواج يشكل إحدى تجلّيات هذه الدعوة إلى الحب والطريق الذي يحقق من خلاله الرجل والمرأة ذاتيهما بالإتحاد ببعضهما البعض اتحادا كاملا.
لهذا السبب ترفع الكنيسة الزواج إلى مستوى السرّ. ونعمة هذا السرّ "تكرّس الأزواج المسيحيّين ليجسّدوا محبة الله في حياتهم اليوميّة عبر الحياة البشرية، في تأسيس أسرة، وتعضدهم ليتمّوا ما يليق واجبات حالتهم".
2. الزواج: عهد مثلّث • يشكل سر الزواج عهداً ثابتاً ونهائياً مؤسس على الحرية التامة دون ضغط او اكراه ومتمحور حول امانة القلب والفكر والجسد.
3. أبديّة الزواج إستباق الأبديّة • الزواج عهدٌ أبدي لا طلاق فيه وتعدّد.إنَّ أبديّة الزواج هي تذكير بأبدية الملكوت، لا بل تذوُّقٌ لها، هذا ما يرمز إليه وضع الإكليل على الرؤوس، إنَّه علامة الملكوت، وكأنَّهما في هذا السرّ المقدَّس ينطلقا للعيش في حقيقة الله الأبديّة. لذلك يصبح الحبّ دواء الأنانيّة، فهو مصالحة مزدوجة، مع الله ومع الآخر، وبذلك تصبح "العائلة كنيسة"، والكنيسة ما هي إلاّ صورة أرضيّة للملكوت.
وبما أنَّها جماعة منفتحة، يركِّز لاهوت الزواج على فيض الحبّ بإنجاب الأولاد تأكيداً على حضور الأبدية في مشاركة الله عمل الخلق والنمو والرعاية والاستمرار. ويمثِّل الزوجان صورة أبوَّة الله وأمومته، صورة الحبّ المطلق، الحبّ المستمر، المجاني، وكأن الأولاد يقولون لحبّ أبويهما: نحن علامة الاستمرار لهذا الحبّ الذي يبقى إلى الأبد، وبالمقابل يتذوَّق الأبوان من خلالهم علامة من علامات الأبدية المنفتحة وقد دشَّنوها معاً، ومجدَّداً بسرّ الزواج المقدَّس.
الأبعاد الليتورجية لسرّ الزواج • دخول العروسين الى الكنيسة: • يدخل العروسان إلى الكنيسة ولكلّ منهما موقعه، وذلك بحسب التقليد الكنسيّ المتّبع. وبحسب التقليد المارونيّ، تكون العروس من على يمين العريس. أمّا لماذا جهة اليمين، ولماذا العروس هي التي من على يمين العريس؟
هذا هو موقع أهل اليمين، كما يقول الربّ، أهل اليمين هم من يباركهم الله وهم من يرثون الملكوت، لذلك تكون المرأة من الجهة اليمنى للعريس، أي هي ستكون الامينة على الكثير أي العائلة الذي ستؤلّفها مع العريس، هي من سيباركها الله وهي تتبارك بعريسها ومن عريسها.
المرأة رمز البركة والخير: • "مثل كرمة مثمرة تكون امرأتك في جوانب بيتك. • ومثل أغراس الزّيتون يكون بنوك حول مائدتك. • هكذا يبارك الرّبّ الذين يتّقونه" (مز 128: 3-4)
الرتبة عهد إيمان مُثَلّث بالله والكنيسة والذات • إيمان باللّه: يُعبِّر عنه العروسان بالوقوف أمامَ مذبَح الربّ ليُقَدِّم كُلٌّ منهما ذاته مُحرقة مَرضيّة للرّب حسب قول القديس بولس:" أسألكم أيّها الإخوة أن تُقدّموا أَجسادكم ذبيحَةً حيَّةً مُقدَّسة مَرضيّة عندَ الله عبادةً منكم عقليّة"(روم12\1).
إيمان بالكنيسة: وهي نبع العطايا المجّانيّة" كالمغفرة والمعونة"، كما يُتلى في صلاة وضع الإكليل على رأس العريس:"وبِما أنّك قصدت إلى البيعة المقدّسة تطلُب مِنها المغفرة والمعونَة، فليُعطِك الرّب مراحم نعمتِه، ويحفظكَ ويُباركك لِتحيا بالسعادة جميع أيّام حياتِك". فالكنيسة هي مُنطلَق الحياة الزوجية وهي نبع العطايا الإلهية، إليها يركُن الزوجان في مسيرة حياتهما اليومية، ويتزودان من المذبَح المُقدّس كُلّ عطايا الربّ وبركاتِه.
إيمان بأنّهما يؤلِّفان كنيسةً بيتيّة، هي تجسيد لاتّحاد المسيح بالكنيسة على ما يقول بولس الرسول:"أيُّها الرجال أَحبّوا نساءَكم كما أحبَّ المسيح الكنيسة...حتّى يزُفّها إليه كنيسةً مجيدة"(أفسس5) .
صلاة الغُفران • صلاة الغُفران هي رتبة توبة يتميَّز بها الطقس الماروني. ففي بداية كُلِّ رتبة هُناك صلاة غفران تُدخِل المؤمن في جوّ من التوبة يُحضِّره للمُشاركة في السرّ. هذه الرتبة ترتكز على: • رفع التسبيح والتمجيد والإكرام إلى العريس السماوي يسوع المسيح الذي خطب البيعة (الكنيسة) إبنة الشعوب (العالَم) بحُبِّه، وطهّرها وقدَّسها بصليبه. فالعروسان يتَّحِد أحدهما بالآخر ليؤلِّفا كنيسةً بيتيّة. • تذكير بِسِفر التكوين (فصل1و2)، وعمليّة الخلق بِخاصّةٍ آدم وحوّاء وطلب الله إليهما أن :" انميا واكثُرا واملآا الأرض". • الطلب إلى الله أن يُثَبِّت العروسين في الرجاء والحُبّ والإيمان ليكون زواجهما مباركاً.
القراءات أو كلمة الله • كلمة الله الخالقة، هي ذاتها اليوم تُوجِّه العروسين مع ما تحمِل في طيّاتِها ما يُمكن عيشه في الحياة الزوجية مثل العطاء بدون حساب والمُسامحة والخضوع المُحبّ وتحمُّل المسؤولية. إنّها كلمة الله التي تُنير الضمائر وتوجِّه الإنسان إلى ما فيه خيرُه.
تبادل الرِضى والعهد ومُباركة الزواج • أيُّها الإبن الحبيب... أتُريد أمة الله هذه... الواقفة هُنا زوجَةُ لك بحسب تعاليم الكنيسة المُقدَّسة؟ • الجواب: " نعم يا أبانا". • وأنتِ أيَّتها الإبنة المؤمنة... أتُريدين عبدالله هذا... الواقف هُنا زوجاً لك بحسب تعاليم الكنيسة المُقدَّسة؟ • الجواب: "نعم يا أبانا".
وكلمة"نعمتتحوّل، بنعمة سرّ الزواج، من وعدٍ بشري يتأثَّر بالظروف والأَحوال، إلى عهدٍ أبدي يُمكن تحقيقه رُغم محدودية الإنسان. • ومن ثُمَّ يُعلِن العروسان عهدهما أمام الله والكنيسة الحاضرة، ويَعدان بأن يكونا أمينَين له مدى الحياة.
مُباركة الزواج على اسم الثالوث الأقدس: يُبارك الكاهن باسم الثالوث الأقدس الآب والإبن والروح القدس العروسين بما أعطاه الله من سُلطان، فبعد كلمة العروسين تكون كلمة الكاهن كلمة الله، ويمين الكاهن يمين الله.
عندما يلقي الكاهن بالبطرشيل على يديّ العروسين، اللذين يسلّمان بيمينهما على بعضهما ويديهما فوق الانجيل، إنّما هما يسلّمان أمرهما لسلطة الكنيسة، إذ إنّ الكاهن يضع رمز السّلطة، البطرشيل، على يديّ العروسين. هو يختم ويبارك بالصليب المقدّس العروسين، بالسّلطان المعطى له من الكنيسة وباسم الثّالوث الاقدس لا باسمه
أمّا الصّليب، فهو ختم الكنيسة، لذلك يقول الكاهن المكلّل: "باسم الثّالوث الاقدس، ...، نسم ونختم (+) هذين العروسين. ونحن بالسّلطان المعطى لنا، ... ، نبارك زواج ابننا (فلان) على ابنتنا (فلانة)بيد الله، وكلمته، ... ، على أنّ لا فراق لأحدهما عن الآخر، طوال أيام حياتهما."
بركة الخاتمين • رمزية الخاتَم: الخاتم هو عنصر مُشترك بين الحضارات كافّة وبين طقوس الخطبة على تنوّع انتمائها الكنسي. والخاتم أو المحبَس، هو عبارة عن دائرة من معدَنٍ حديد أو فضّة أو بلاتين أو ذهب...، يرمز بشكله المستدير إلى الكمال على حسب قول الرب: "كونوا كاملين كما أنَّ أباكم السماوي كامِلٌ هو" (متى5\48). ويدُلّ استعمال الخاتم في الإصبع على علاقةٍ وارتباط، لا بل انتماء إلى حالة معيَّنة والتزام بمسؤولية شخص من قِبل العهد أو النذر، فإذاً هو بمثابة ختم العهد.
صلاة مباركة الخاتمين: "أيّها الآب الخالق والصانع الكُلّ، يا مَن بنعمتك جعلت الخاتم رمزاً للأمانة المتبادلة، أُبسط الآن يمينك القديرة وبارك هذين الخاتمين اللذين نُعطيهما لولديك... و... علامةً لزواجهما وسوراً لجسديهما. قدِّسهما ولتُشرِق عليهما نعمتك، فيفرحا ويُرتِّلا المجد والشكر لك ولابنك وروحك القدوس، الآن وإلى الأبد".
. صلاة عند لبس الخاتمين: "لِتحُلّ عليكما أيّها العروسان، يمين ربِّنا يسوع المسيح مع خاتم زواجكما ولتفض عليكما بركة نعمته التي تُغني جميع المُحتاجين، وليكن هذا الخاتم سوراً لكُما، وعلامة الإتحاد والحُبِّ بينكما طوال أيّام حياتكما، يا ربَّنا وإلهنا لك المجد إلى الأبد".
الإكليلَين • . تكليل الحُبّ الزوجي بالمجد والكرامة. • رمزٌ للنضوج الروحي الذي وصل إليه العروسان؛ لقد أصبَحا أهلاً لعيش الدعوة الروحية في الزواج، لِذا يُكلّلان أمام الكنيسة كلّها. • رمزٌ للسلطة الملكيّة (ملِك وملِكة في المملكة الجديدة: العائلة). • رمزٌ لإكليل الألم الذي كُلِّل به رأس المسيح، فالزوجان سيمُرّان حتماً في ظروفٍ صعبة (إقتصادية، إجتماعية، نفسية، عائلية، روحيّة، تربويّة...)، دعوتهما أن يتحمّلا الآلام المتنوعة، وينتصرا عليها بالرب الذي انتصر على الآلام والموت بالقيامة.
حضور الكاهن • إنّ حضور الكاهن تجسيد وتتميم لحضور الرب يسوع في عرس قانا الجليل، إنّه حضور مُصلٍّ ومبارك ومعلِن وشاهد على سرّ الزواج.
الإشبينان • الإشبين والإشبينة هما شاهدان رسميّان، باسم الكنيسة، على العهد الذي يلتزم به العروسان أمام جماعة المؤمنين الحاضرة والمُصلّيَة. أضف إلى ذلِك، أنّه على الشاهدين واجب حماية هذا الزواج والوقوف إلى جانب الزوجين في مسيرة زواجهما وما يعترضها من صعوبات ومشاكِل:" بارك بنعمتك وحنوِّ لاهوتِك هذين الإشبينَين الشاهدين على هذا التكليل، إحفظهما بصليبك الظافر وساعدهما في كلِّ شيء فيستحقّا منك المُكافأة الصالِحة عندما يُدعى كُلُّ إنسان أمامَ عدلِكَ، ويخرُجا للقائِك بالفرح ومصباحهما مُضيئان بأعمال البِرّ، يا ربّنا وإلهنا لك المجدُ والشكر إلى الأبد".
توقيع السّجلات • ٳنَّ "الزواج عقد رقَّاه المسيح ٳلى مرتبة الأسرار، لذلك فزواج المعمَّدين الصّحيح هو عقدٌ وسرٌّ معاً. هو عقدٌ لأنّه تتوافر فيه كلّ عناصر العقد المتبادل، هناك متعاقدان رجلٌ وامرأة، هناك موضوع ، الرّضى الخالي من العيب، والسّبب في ٳبرام العقد وهو ٳنجاب البنين وتربيتهم والمساعدة المتبادلة". عقد الزّواج هو ميثاقٌ متبادل.
خاتمة • بالزواج المسيحي الغاية هي ان نصل الى الربّ، صار الزواج مع يسوع طريق قداسة. اليوم الزواج بمفهوم الكنيسة هو طريق قداسة. فيصبح الآخر طريقك الى الله. وعليك تأدية الحساب اذا وصلت بدون الشريك، اين الأمانة التي تسلمتها بسرّ الزواج.