420 likes | 576 Views
54ـ بـاب فضل البكاء من خشية الله تعالى وشوقا إليه. قال الله تعالى : ( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) [الإسراء: 109] . وقال تعالى : ( أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ ) [لنجم: 59 ، 60].
E N D
54ـ بـاب فضل البكاء من خشية الله تعالى وشوقا إليه . قال الله تعالى : ( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) [الإسراء: 109] . وقال تعالى: ( أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ ) [لنجم: 59 ، 60] . www.fatemaelshikh.info
www.fatemaelshikh.info باب فضل البكاء من خشية الله عز وجل ، يعني خوفاً منه وشوقاً إليه تبارك وتعالى ، وذلك أن البكاء له أسباب : تارة يكون الخوف ، وتارة يكون الألم ، وتارة يكون الشوق ، وغير ذلك من الأسباب التي يعرفها الناس . ولكن البكاء من خشية الله إما خوفاً منه وإما شوقاً إليه تبارك وتعالى ، فإذا كان البكاء من معصية فعلها فهذا البكاء سببه الخوف من الله عز وجل ، وإذا كان عن طاعة فعلها ، كان هذا البكاء شوقاً إلى الله سبحانه وتعالى . آية فيها الثناء على الذين يبكون من خشية الله وهي قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ) [الإسراء: 107] أي أوتوا العلم من قبل القرآن ، وهم أهل الكتاب ( إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ) [الإسراء: 107 ، 108] ، يعني إن وعد ربنا واقع لا محالة ، فإن هنا للتوكيد . (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ) يعني عليها ، والمراد المبالغة في السجود ، حتى تكاد أذقانهم تضرب بالأرض من شدة المبالغة في سجودهم ( وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) خشوعاً في القلب يظهر أثره وعلامته على الجوارح .
البكاء لغة: • مصدر قولهم بكى يبكى بكاء وبكى، فهو باك، • والجمع بكاة وبكيّ، • وفي أصل اللّغة على معنيين: • الأوّل: بمعنى خروج الدّمع، • والاخر: نقصان الشّيء وقلّته . • ويرجع البكاء هنا إلى المعنى الأوّل، • وذكر ابن منظور عن الفرّاء وغيره: أنّ البكاء بالمدّ يكون إذا أردت الصّوت الّذي يكون مع البكاء، وإذا قصرت أردت الدّموع وخروجها. • ويقول الكفويّ: البكاء يمدّ إذا كان الصّوت أغلب، ويقصر إذا كان الحزن أغلب، • وقيل:هو بالقصر خروج الدّمع فقط، وبالمدّ خروج الدّمع مع الصّوت، والمرء إن تهيّأ للبكاء قيل: أجهش، فإن امتلأت عينه دموعا قيل: اغرورقت، فإن سالت قيل: دمعت وهمعت. www.fatemaelshikh.info
البكاء اصطلاحا: • هو إراقة الدّموع من أثر الخوف من الله أو للتّعبير عن حزن في الفؤاد. • والبكاء أنواع: • (1) بكاء خشية من الله تعالى. • (2) بكاء عند سماع القرآن. • (3) بكاء الاعتبار والتّدبّر والخوف من الوعيد. • (4) بكاء الرّحمة لفقدان عزيز. • (5) بكاء التّصنّع وهو غير مستحبّ. • (6) بكاء الاعتراض وهو المصحوب بحركات وأصوات تدلّ على الاعتراض على قدر الله. وهذا مذموم ومحرّم. • (7) بكاء الخوف من حوادث الدّنيا وتغيّراتها وتقلّباتها. وهو يولّد المرض والاكتئاب. www.fatemaelshikh.info
البكاء بين المدح والذم: • المفروض أن يكون البكاء خشية من الله تعالى، وخوفا منه، وطمعا في رحمته، فهذا هو البكاء المحمود، • أو أن يكون البكاء من سماع القرآن وما فيه بعد تدبّره وتأمّله، أو أن يكون لمعنى إنسانيّ نبيل كما فعل سيّد البشر صلّى الله عليه وسلّم حين مات ابنه إبراهيم، وهذا كلّه من البكاء المحمود المشروع. • أمّا بكاء التّصنّع وما فيه، سواء كان ذلك لإثبات صدق قول أو دعوى أو ما إلى ذلك كما فعل إخوة يوسف، فهذا من البكاء المذموم؛ لأنّه لا يكاد يدلّ على صدق الإنسان في فعله أو فعاله، www.fatemaelshikh.info
وقد ذهب العلماء إلى القول بأنّ البكاء إنّما يكون عند تلاوة القرآن، يقول القرطبيّ: «ينبغي لمن قرأ سجدة أن يدعو فيها بما يليق باياتها، فإن قرأ سورة السّجدة الم تَنْزِيلُ ... قال: اللهمّ اجعلني من السّاجدين لوجهك، المسبّحين بحمدك، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك، • وإن قرأ سجدة سبحان قال:اللهمّ اجعلني من الباكين إليك، الخاشعين لك، • وإن قرأ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا قال: • اللهمّ اجعلني من عبادك المنعم عليهم، المهديّين السّاجدين لك الباكين عند تلاوة آياتك» www.fatemaelshikh.info
الآيات الواردة في «البكاء» • البكاء دليل الإيمان: • 1- قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً (107)وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا (108)وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) «الإسراء» • 2- أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (58) «مريم» www.fatemaelshikh.info
الآيات الواردة في «البكاء» • البكاء من الله: • 3- وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (42)وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (43) «النجم» • البكاء ندما: • 4- فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (82) «التوبة» • البكاء الكاذب (التباكي) : • 5- وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (16) «يوسف» www.fatemaelshikh.info
الآيات الواردة في «البكاء» معنى • 6- وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) «المائدة» • 7- وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (92) «التوبة» • 8- وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) يوسف) www.fatemaelshikh.info
الأحاديث الواردة في (البكاء) • 1-* (عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «طوبى لمن ملك نفسه ووسعه بيته وبكى على خطيئته» ) * «رواه الطبراني» . • 2-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: بلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أصحابه شيء. فخطب فقال: «عرضت عليّ الجنّة والنّار، فلم أر كاليوم في الخير والشّرّ، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» ، قال: فما أتى على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم أشدّ منه، قال: غطّوا رءوسهم ولهم خنين «صوت البكاء» ) * «البخاري» . www.fatemaelshikh.info
الأحاديث الواردة في (البكاء) • 3-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «عينان لا تمسّهما النّار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله» ) * «الترمذي» . • 4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم)) رواه الترمذي(301). وقال حديث حسن صحيح . • (5) المعنى أنه من المحال أن يدخل النار من بكى من خشية الله. • (6) المعنى أن من غبّر نفسه في سبيل الله فلن يغبر بدخان جهنم، وكل ذلك مبني على فضل الله. www.fatemaelshikh.info
الأحاديث الواردة في (البكاء) معنى • 5-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: الإمام العادل، وشابّ نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلّق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إنّي أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» ) * «البخارى» www.fatemaelshikh.info
www.fatemaelshikh.info والمراد بالظل هنا : ظل يخلقه الله عز وجل يوم القيامة يظلل فيه من شاء من عباده ، وليس المراد ظل نفسه جل وعلا ؛ لأن الله نور السموات والأرض ، ولا يمكن أن يكون الله ظلاً من الشمس ، فتكون الشمس فوقه وهو بينها وبين الخلق ، ومن فهم هذا الفهم فهو لا يفقه شئ ؛ لأنه لا يمكن أن يكون الله عز وجل تحت شيء من مخلوقاته ، فهو العلي الأعلى ، ثم هو نور السموات والأرض .
www.fatemaelshikh.info قال النبي عليه الصلاة والسلام (( حجابه )) يعني حجاب الله (( النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ))(303) ، يعني لو كشف هذا الحجاب ـ والحجب أيضاً من نور ، لكنها نور دون نور البارئ عز وجل . لو كشف الله هذا النور لأحرقت سبحات وجهه أي بهاؤه وعظمته ونوره ، ما انتهى إليه بصره من خلقه ، وبصره ينتهي إلى كل شيء . والمعنى لو كشفه لأحرق هذا النور كل شيء ، كيف يكون المراد بالظل ظل الرب عز وجل ؟!
www.fatemaelshikh.info حتى الرواية التي وردت في ظل عرشه فيها نظر ؛ لأن المعروف أن العرش أكبر من السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم ، السموات السبع والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة ، فكيف يكون العرش تحت الشمس يظل الناس ؟! لو صح الحديث لقلنا : ربما يكون طرف العرش مثلاً ، والله عز وجل على كل شيء قدير ، لكن هذه اللفظة في صحتها نظر ، والصواب أنه ظل يخلقه الله عز وجل في ذلك اليوم ؛ إما من الغمام أو من غير ذلك ، الله أعلم ، لكنه ظل يستر الله به من شاء من عباده حر الشمس . وإنما قال : (( يوم لا ظل إلا ظله ))؛ لأننا في الدنيا نستظل بالبناء الذي نبنيه ، ونستظل بالأشجار التي تغرس ، ونستظل بسفوح الجبال ، وبالجدران ، وبغير ذلك ، نستظل بأشياء نحن نصنعها بأيدينا وبأشياء خلقها الله عز وجل .
www.fatemaelshikh.info لكن في الآخرة ليس هناك ظل ، قال الله تعالى : ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً )[طـه:105]، كل الجبال تنسف مهما عظمت، أكبر الجبال وأعظمها تنسف ؛ تكون رملاً ، هباءً منثوراً ، تطير في الجو ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ) [النمل:88] ، تطير في الهواء وإن كنت تظنها جامدة لا تتحرك . وقد سمعت عن بعض الناس المتأخرين يقول : (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) يعني في الدنيا ، وأن هذا دليل على أن الأرض تدور ، وعلل ذلك بان يوم القيامة يقين ليس فيه شيء من الحسبان . وهذا من جهله وعدم معرفته ؛ لأن الله تعالى قال : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (ا1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) [الحج: 1 ، 2] ، هذا من يراهم على خلاف الواقع ، فالأمر إذا ذهل الإنسان ولو كان أمامه شيء متيقن ، فإنه تضيع حواسه وإدراكا ته
www.fatemaelshikh.info المهم أن قوله (( يوم لا ظل إلا ظله ))أي : إلا الظل الذي يخلقه الله عز وجل ، يظل به من شاء من عباده . وهذا هو الشاهد . قوله : (( ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ))فإذا ذكرت الله فاذكر ربك خالي القلب ، لا تفكر في شيء ، إن فكرت في شيء لم يحصل لك أن تبكي من خشية الله أو الشوق إليه ؛ لأنه لا يمكن أن يبكي الإنسان وقلبه مشغول بشيء آخر ، كيف تبكي شوقاً إلى الله وخوفاً منه وقلبك مشغول بغيره؟! ولهذا قال:(( ذكر الله خالياً))يعني : خالي القلب مما سوى الله عز وجل ، خالي الجسم أيضاً، ليس عنده أحد حتى يكون بكاؤه رياء وسمعه، فهو مخلص القلب ، فهذا أيضاً ممن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . أسأل الله أن يظلني وإياكم في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
الأحاديث الواردة في (البكاء) معنى • 6-* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «ليس شيء أحبّ إلى الله من قطرتين وأثرين. قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله. وأمّا الأثران، فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله» ) * • تهراق: بمعنى تراق. «الترمذي» . • . (8) المراد المبالغة في كتمان الصدقة. www.fatemaelshikh.info
الأحاديث الواردة في (البكاء) معنى • 7-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «من ذكر الله ففاضت عيناه «3» من خشية الله حتّى يصيب الأرض من دموعه لم يعذّبه الله تعالى يوم القيامة» ) *ففاضت عيناه: فبكى. «صحيح الإسناد» . • 8-* (عن العرباض بن سارية- رضي الله عنه- قال: وعظنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما بعد صلاة الغداة «5» موعظة بليغة ذرفت «6» منها العيون، ووجلت «7» منها القلوب. فقال رجل: إنّ هذه موعظة مودّع فبماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟. قال: • «أوصيكم بتقوى الله، والسّمع والطّاعة وإن عبد حبشيّ؛ فإنّه من يعش منكم ير اختلافا كثيرا، وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين، عضّوا عليها بالنّواجذ «8» » ) * «الترمذي » • (5) صلاة الغداة: الصبح. • (6) ذرفت: انصب الدمع منها. • (7) وجلت: خافت وفزعت. • (8) النواجذ: آخر الأضراس، والمعنى استمسكوا بها.. www.fatemaelshikh.info
المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (البكاء) • 9-* (عن عبد الله بن الشّخّير- رضي الله عنه- قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي وفي صدره أزيز كأزيز الرّحى من البكاء صلّى الله عليه وسلّم) * أزيز: صوت كصوت الرحى في التحرك والاضطراب. «حديث صحيح.» . • 1/446 ـ وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : اقرأ علي القرآن )) قلت: يا رسول الله أقرأ عليك ، وعليك أنزل ؟ ! قال : (( إني أحب أن أسمعه من غيري )) فقرأت عليه سورة النساء ، حتى جئت إلى هذه الآية : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً )[النساء:41] قال : (( حسبك الآن )) فالتفت إليه ، فإذا عيناه تذرفان . متفق عليه(299) . www.fatemaelshikh.info
ـ وعن أنس رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط : (( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )) قال فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين . متفق عليه (300) ، وسبق بيانه في باب الخوف www.fatemaelshikh.info
وقوله تعالى : ( أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ) [لنجم: 59 ، 60] ، وهذا ذم لهم أن يضحك الإنسان من القرآن ويعجب منه عجب استنكار وسخرية ولا يبكي منه ، والقرآن أعظم واعظ ، يعظ الله به القلوب ، لكنه إذا ورد على قلوب كالحجارة والعياذ بالله ؛ فإنها لا تلين ولكنها تزداد صلابة . نسأل الله العافية . ثم حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه أن يقرأ عليه القرآن ، فقال : يا رسول الله ، كيف أقرؤه عليك وعليك أنزل ؟ يعني : أنت أعلم به مني ، فكيف أقرؤه عليك ؟ . قال : (( إني أحب أن أسمعه من غيري )) . هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ، وفيه إشارة إلى أن الإنسان قد يكون إنصاته لقراءة غيره أخشع لقلبه مما لو قرأ هو ، وهو كذلك أحياناً ، فأحياناً إذا سمعت القرآن من غيرك خشعت وبكيت ، لكن لو قرأته أنت خشعت على هذه الهيئة . www.fatemaelshikh.info
فقرا عليه سورة النساء ، فلما بلغ هذه الآية العظيمة : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً ) [النساء:41] ، يعني ماذا تكون حالك ؟ ! وماذا تكون حالهم ؟ ! كيف هنا للاستفهام ، والاستفهام يشد النفس وينبه القلب ( إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيد ) يوم القيامة . • والشهداء طائفتان من الناس : الطائفة الأولى : الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، كما قال تعالى : ( وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) [البقرة: 143] . والثانية : أهل العلم الذين ورثوا الأنبياء ، فإنهم شهداء بعد ميراث الأنبياء بعد أن يموت الأنبياء ، فالشهداء على الخلق هم العلماء بعد الرسل يشهدون بأن الرسل بلغوا، ويشهدون على الأمة بأن الرسالة قد بلغتهم ، ويالها من ميزة عظيمة لأهل العلم ، أن يكونوا هم شهداء الله في أرضه . يقول : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً ) ، وقد ذكر الله في سورة الجاثية (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ) على ركبها ( كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا ) كتاب الأعمال ، أو إلى كتابها الذي نزل عليها بالوحي ( تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) . www.fatemaelshikh.info
يقول : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ ) يعني يا محمد ( عَلَى هَؤُلاء ) الأمم ( شَهِيداً ) ماذا تكون الحال . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( حسبك الآن )). قال ابن مسعود : فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. يبكي عليه الصلاة والسلام خوفاً من هذه الحالة الرهيبة العظيمة . ففي هذا دليل على البكاء من قراءة القرآن وأن الإنسان يبكي من قراءة القرآن . وذكر المؤلف حديثاً آخر سبق لنا شرحه وهو أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : (( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )) يعني لو تعلمون ما أعلم من حقائق الأمور التي أخفاها الله عنكم وعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه أخفاها عن الخلق رحمة بهم وعلمها النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يؤمر بإبلاغها للناس ، وقد يكون المراد بذلك حقائق ما أخبره أنه يعلم شيئاً من الحقائق لا يعلمها الناس ، فالله أعلم www.fatemaelshikh.info
ولما قال صلى الله عليه وسلم : (( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قيلا ً ولبكيتم كثيراً )) غطى الصحابة وجوههم ولهم خنين . يعني أصوات بكاء . يبكون لأن المراد بقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (( لو تعلمون ما أعلم ))التحذير مما علمه عليه الصلاة والسلام ، فجعلوا يبكون رضي الله عنهم وأرضاهم ، وهذا يدل على كمال إيمانهم ، وكمال تصديقهم بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم . ثم حديث أبي هريرة المشهور ، وقد سبق أيضاً ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))وذكر منهم : (( رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ))ذكر الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ، وأحكامه وآياته ، ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ، إما شوقاً إليه ، وإما خوفاً منه ، فهذا من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . www.fatemaelshikh.info
ـ وعنه قال : قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما ، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنهما نزورها كما كان رسول الله يزورها ، فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها : ما يبكيك ؟ أما تعلمين أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني أبكي أن الوحي قد أنقطع من السماء ؛ فهيجتهما على البكاء ، فجعلا يبكيان معها. رواه مسلم(306) . وقد سبق في باب زيارة أهل الخير . www.fatemaelshikh.info
8/453 ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه ، قيل له في الصلاة ، فقال (( مروا أبا بكر فليصل بالناس )) فقالت عائشة رضي الله عنها : إن أبا بكر رجل رقيق ، إذا قرأ القرآن غلبه البكاء ، فقال : (( مروه فليصل )) . وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء . متفق عليه(307) . www.fatemaelshikh.info
9/454- وعن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عّوف أنَّ عبدَ الرحمنِ بن عَوف رضي الله عنهُ أتي بطَعام وكان صائماً ، فقال قُتل مًُصعب بن عُمير رضي الله عنه وهو خير مني. فلم يوجد له ما يكفنُ فيه إلا بُردة إن غطي بها رأسهُ بدت رجلاه وإن غُطي بها رجلاهُ بدا رأسُه، ثم بسط لنا من الدنيا ما بُسِط - أو قال : أعطينا من الدنيا ما أُعطينا- وقد خشينا أن تكُون حسناتنا عُجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعامَ. رواه البخاري www.fatemaelshikh.info
وكان مصعبٌ رجلاً شاباً، كان عند والديه بمكة وكان والداه أغنياء، وأمه وأبوه يلبسانه من خير اللباس : لباس الشباب والفتيان، وقد دلّلاه دلالاً عظيماً، فلما أسلم هجراه وأبعداه، وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان مع المهاجرين، وكان عليه ثوب مرقع بعدما كان في مكة عند أبويه يلبس أحسن الثياب، لكنه ترك ذلك كله مهاجراً إلى الله ورسوله. وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم أحد ، فاستشهد رضي الله عنه، وكان معه بردة- أي ثوب- إذا غطوا به رأسه بدت رجلاه- وذلك لقصر الثوب- وإن غطوا رجليه بدا رأسه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يستر به رأسه وأن تستر رجلاه بالإذخر؛ نبات معروف. فكان عبد الرحمن بن عوف يذكر حال هذا الرجل ، ثم يقول: إنهم قد مضوا وسلموا مما فتح الله به من الدنيا على من بعدهم من المغانم الكثيرة، كما قال تعالى : (وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا) (الفتح:19) . www.fatemaelshikh.info
ثم قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه :" قد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا"؛ لأن الكافر يجزى على حسناته في الدنيا، وله في الآخرة عذاب النار، والمؤمن قد يجزى في الدنيا وفي الآخرة، لكن جزاء الآخرة هو الأهم. فخشي رضي الله عنه أن تكون حسناتهم قد عجلت لهم في هذه الدنيا، فبكى خوفاً وفرقاً، ثم ترك الطعام رضي الله عنه. ففي هذا دليلٌ على البكاء من خشية الله ومخافة عقابه www.fatemaelshikh.info
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (البكاء) • 1-* (عن عرفجة قال: قال أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه-: من استطاع منكم أن يبكي فليبك ومن لم يستطع فليتباك «4» ) يتباكى: يتكلف البكاء ويتصنعه. • * «الزهد لابن المبارك » . • 2-* (قرأ ابن عمر- رضي الله عنهما-وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ فلمّا بلغ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (المطففين/ 1- 6) بكى حتّى خرّ وامتنع من قراءة ما بعده) * «الزهد للإمام وكيع بن الجراح » . • 3-* (بكى أبو هريرة في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أما إنّي لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بعد سفري وقلّة زادي، وإنّي أمسيت في صعود على جنّة أو نار، لا أدري إلىأيّتهما يؤخذ بي) * «شرح السنة للبغوي» www.fatemaelshikh.info
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (البكاء) • 4-* .(خرج عمر يوما إلى السّوق ومعه الجارود «7» ، فإذا امرأة عجوز فسلّم عليها عمر، فردّت عليه، وقالت: هيه يا عمير، عهدتك وأنت تسمّى عميرا في سوق عكاظ تصارع الصّبيان فلم تذهب الأيام حتّى سمعت عمر، ثمّ قليل سمعت أمير المؤمنين. فاتّق الله في الرّعيّة، واعلم أنّه من خاف الموت خشي الفوت. فبكى عمر، فقال الجارود: لقداجترأت على أمير المؤمنين وأبكيته، فأشار إليه عمر أن دعها، فلمّا فرغ قال: أما تعرف هذه؟ قال: لا، قال: • هذه خولة ابنة حكيم الّتي سمع الله قولها، فعمر أحرى أن يسمع كلامها، أشار إلى قوله تعالى قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها (المجادلة/ 1) وهي خولة هذه) * «الشفاء لابن الجوزي» . • (7) الجارود: رجل من الصحابة واسمه بشر بن عمرو من عبد القيس وسمي الجارود؛ لأنه فر بإبله إلى أخواله من بني شيبان وبإبله داء ففشا ذلك الداء في إبل أخواله فأهلكها. • 5-* (عن حفص بن عمر- رضي الله عنهما- قال: بكى الحسن، فقيل: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني غدا في النّار ولا يبالي) * «التخويف من النار لابن رجب» . www.fatemaelshikh.info
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (البكاء) • 6-* (عن القاسم بن عبد الرّحمن قال: قال رجل لابن مسعود: يا أبا عبد الرّحمن أوصني قال:ليسعك بيتك، وابك من ذكر خطيئتك، وكفّ لسانك) * «الزهد لابن المبارك » . • 7-* (عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، أنّه بكى يوما بين أصحابه فسئل عن ذلك، فقال: • فكّرت في الدّنيا ولذّاتها وشهواتها فاعتبرت منها بها، ما تكاد شهواتها تنقضي حتّى تكدّرها مرارتها، ولئن لم يكن فيها عبرة لمن اعتبر، إنّ فيها مواعظ لمن ادّكر) ادّكر: تذكّر. * «تفسير ابن كثير» . • 8-* (قالت فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر ابن عبد العزيز للمغيرة بن حكيم: يا مغيرة، إنّه قد يكون في النّاس من هو أكثر صلاة وصياما من عمر، وما رأيت أحدا قطّ كان أشدّ فرقا «7» من ربّه من عمر، كان إذا صلّى العشاء قعد في مسجده ثمّ رفع يديه، فلم يزل يبكي حتّى تغلبه عيناه، ثمّ ينتبه فلا يزال يبكي حتّى تغلبه عيناه) * فرقا: خوفا. «شعب الإيمان للبيهقي» . www.fatemaelshikh.info
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (البكاء) • 9-* (عن الحسن أنّه قرأ هذه الاية أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ* وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (النجم/ 59- 60) ، قال: والله إن كان أكيس القوم في هذا الأمر لمن بكى، فأبكوا هذه القلوب، وابكوا هذه الأعمال؛ فإنّ الرّجل لتبكي عيناه وإنّه لقاسي القلب) * «الزهد لابن المبارك » . • 10-* (قال الحسن البصريّ: «إنّ المؤمنين قوم ذلّت والله منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتّى حسبهم الجاهل مرضى، وهم والله أصحاب القلوب، ألا تراه يقول: وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ (فاطر/ 34) ، والله لقد كابدوا في الدّنيا حزناشديدا، وجرى عليهم ما جرى على من كان قبلهم، والله ما أحزنهم ما أحزن النّاس، ولكن أبكاهم وأحزنهم الخوف من النّار» ) * «التخويف من النار لابن رجب» . www.fatemaelshikh.info
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (البكاء) • 11-* (عن ابن أبي مليكة قال: مرّ رجل على عبد الله بن عمرو وهو ساجد في الحجر وهو يبكي، فقال: أتعجب أن أبكي من خشية الله، وهذا القمر يبكي من خشية الله؟! قال: ونظر إلى القمر حين شفّ أن يغيب) * «الزهد للإمام وكيع بن الجراح » . • 12-* (قال مالك: دخل عمر بن عبد العزيز على فاطمة امرأته فطرح عليها خلق ساج «3» عليه، ثمّ ضرب على فخذها، فقال: يا فاطمة لنحن ليالي دابق أنعم منّا اليوم، فذكّرها ما كانت نسيته من عيشها، فضربت يده ضربة فيها عنف، فنحّتها عنها، وقالت: لعمري لأنت اليوم أقدر منك يومئذ، فقام وهو يقول بصوت حزين: يا فاطمة، إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم، فبكت فاطمة وقالت: • اللهمّ أعذه من النّار) * «سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي» . • خلق ساج: ضرب من الملاحف قديم. www.fatemaelshikh.info
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (البكاء) • 13-* (قال أبو سليمان: عوّدوا أعينكم البكاء، وقلوبكم التّفكّر. • وقال: «الفكر في الدّنيا حجاب عن الاخرة، والفكر في الاخرة يورث الحكمة ويحيي القلوب» ) * «الإحياء للغزالي» . • 14-* (عن عبد الأعلى التّيميّ قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ألّا يكون أوتي علما ينفع، لأنّ الله تعالى نعت العلماء فقال: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ- إلى قوله- وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ (الإسراء/ 107- 109) » ) * «الزهد لابن المبارك» . • 15-* (عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال عيسى عليه السلام: طوبى لمن بكى على خطيئته، وخزن لسانه، ووسعه بيته) * «حسن السمت في الصمت» . www.fatemaelshikh.info
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (البكاء) • 16-* (قال سريّ السّقطيّ: للخائف مقامات منها الحزن اللّازم، والهمّ الغالب، والخشية المقلقة وكثرة البكاء، والتّضرّع في اللّيل والنّهار، والهرب من مواطن الرّاحة، ووجل القلب) * «الزهد، هناد بن السريّ الكوفى» . • 17-* (عن يزيد بن ميسرة قال: «البكاء من سبعة أشياء: البكاء من الفرح، والبكاء من الحزن، والفزع، والرّياء، والوجع والشّكر، وبكاء من خشية الله تعالى، فذلك الّذى تطفأ الدّمعة منها أمثال البحور من النّار» ) * «حلية الأولياء لابن نعيم » . www.fatemaelshikh.info
من فوائد (البكاء) • (1) البكاء دليل على خشية الله ومراقبته. • (2) البكاء دليل على صلاح العبد واستقامته. • (3) البكاء يورث الخوف من الله وهو علامة على صحّة الإيمان. • (4) البكاء طريق موصّل إلى محبّة الله ورضوانه. • (5) البكاء دليل على رقّة القلب واستجابته. • (6) البكاء سمة من سمات الخاشعين. www.fatemaelshikh.info
المراجع • نزهة المتقين فى شرح رياض الصالحين • نضرة النعيم لابن القيم • الزهد لابن المبارك • الشفاء لابن الجوزي. • شرح السنة للبغوي. • التخويف من النار لابن رجب www.fatemaelshikh.info