880 likes | 1.37k Views
بسم الله الرحمن الرحيم. فضائل النبي. . من صحيح مسلم. الحديث الأول: في فضل نسب الرسول .
E N D
بسم الله الرحمن الرحيم فضائلالنبي
من صحيحمسلم
الحديث الأول: في فضل نسب الرسول عن واثلة بْن الْأَسْقَعِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ : فائدة: فائدة: إن نسب رسول الله لم يدخله زنى.
الحديث الثاني باب: تفضيل نبينا على جميع الخلائق: عن أبي هريرة رضي الله عنه "قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ".
س/ هل قال "أنا سيد ولد آدم" فخراً؟ • لم يقله فخراً بل صرح بنفي الفخر "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان وإنما قاله لوجهين: • [1]/امتثال قوله تعالى: ﴿وأما بنعمة ربك فحدث ﴾. • [2] أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله تعالى، وهذا الحديث دليل لتفضيله على الخلق كلهم لأن مذهب أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة وهو أفضل الآدميين وغيرهم.
الحديث الثالث: • 11 - باب فِى شَجَاعَةِ النَّبِىِّ - وتَقَدُّمِهِ لِلْحَرْبِ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحْسَنَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَاجِعًا وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِى طَلْحَةَ عُرْىٍ فِى عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ « لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا ». قَالَ « وَجَدْنَاهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ ». قَالَ وَكَانَ فَرَسًا يُبَطَّأُ.
الصفات الخُلقية التي في الحديث • أحسن الناس، • أجود الناس، • أشجع الناس): قوله: ”لم تراعوا“ أي روعاً مستقراً،أو روعاً يضركم. آية • الكرامة التي لرسول الله هي إسراع الفرس (وجدناه بحراً) وقد كان معروفاً بالبطء والعجز.
الحديث الرابع: • عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَشْرَ سِنِينَ وَاللَّهِ مَا قَالَ لِى أُفًّا. قَطُّ وَلاَ قَالَ لِى لِشَىْءٍ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَهَلاَّ فَعَلْتَ كذا) باب كثرة حيائه : عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِى خِدْرِهَا وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِى وَجْهِهِ.
"لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً" فيه أقوال: السادس: عن عبد الله بن عمرو قال:(لم يَكُنْ رسول الله فَاحِشًاوَلاَمُتَفَحِّشًا) وَقَالَ:قَال رَسُولُ اللَّهِ-- « إِنَّ مِن خِيَارِكُمْ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا» • أصل الفحش الزيادة والخروج عن الحد • الفاحش البذيء. • الفواحش عند العرب القبائح. • الفاحش ذو الفحشوالمتفحش الذي يتكلف الفحش ويتعمده لفساد حاله. وقد يكون المتفحش الذي يأتي الفاحشة
باب: مُبَاعَدَتِهِ -صلى الله عليه وسلم- لِلآثَامِ وَاخْتِيَارِهِ مِنَ الْمُبَاحِ أَسْهَلَهُ وَانْتِقَامِهِ لِلَّهِ عِنْدَ انْتِهَاكِ حُرُمَاتِهِ. عن عَائِشَةَ قَالَتْ مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ خَادِمًا إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَىْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلاَّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَىْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
الثامن: باب طيب ريحه : • عن أَنَسٌ رضي الله عنه قال:مَا شَمِمْتُ عَنْبَرًا قَطُّ وَلاَ مِسْكًا وَلاَ شَيْئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلاَ مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ دِيبَاجًا وَلاَ حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. التاسع: عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَزْهَرَ اللَّوْنِ كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ وَلاَ مَسِسْتُ دِيبَاجَةً وَلاَ حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلاَ شَمَمْتُ مِسْكَةً وَلاَ عَنْبَرَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللَّهِ .
العاشر: -باب طِيبِ عَرَقِ النَّبِىِّ --وَالتَّبَرُّكِ بِهِ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِىُّ -فَقَالَ عِنْدَنَا فَعَرِقَ وَجَاءَتْ أُمِّى بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا فَاسْتَيْقَظَ النَّبِىُّ فَقَالَ: « يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِى تَصْنَعِينَ ». قَالَتْ:هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ في طِيبِنَا وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ. • الحادي عشر: باب صفة النبي وأنه كان أحسن الناس وجهاً: عن الْبَرَاءَ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ عَظِيمَ الْجُمَّةِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ -صلى الله عليه وسلم-.
عن البراء رضي الله تعالى عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -:أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُمْ خَلْقًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الذَّاهِبِ وَلاَ بِالْقَصِيرِ. الثاني عشر: • باب صِفَةِ شَعْرِ النبي -: الثالث عشر: عن أنس رضي الله عنه قال: "كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَعَرًا رَجِلاً لَيْسَ بِالْجَعْدِ وَلاَ السَّبِطِ بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ). قوله: (كان شعراً رجلاً): هو بفتح الراء وكسر الجيم وهو: الذي بين الجعودة والسبوطة. قاله الأصمعي وغيره.
الرابع عشر: • باب فِى صِفَةِ فَمِ النبي -- وَعَيْنَيْهِ وَعَقِبَيْهِ.. عن جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ضَلِيعَ الْفَمِ أَشْكَلَ الْعَيْنِ مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْنِ. قَالَ قُلْتُ لِسِمَاكٍ مَا ضَلِيعُ الْفَمِ قَالَ عَظِيمُ الْفَمِ. قَالَ قُلْتُ مَا أَشْكَلُ الْعَيْنِ قَالَ طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ. قَالَ قُلْتُ مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ قَالَ قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ. قال القاضي: هذا وهم من سماك باتفاق العلماء وغلط ظاهر وصوابه ما اتفق عليه العلماء ونقله أبو عبيد وجميع أصحاب الغريب أن الشكلة حمرة في بياض العينين وهو محمود
الخامس عشر: باب كان النبي أبيض مليح الوجه: عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله وما على وجه الأرض رجل رآه غيري، قال "أي الجريري": فقلت له فكيف رأيته؟ قال كان أبيض مليحاً مقصداً". قوله ( مقصَّداً): هو بفتح الصاد المشددة وهو: الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير وقال شمر: هو نحو الربعة
السادس عشر: باب في صفة النبي ومبعثه وسنه: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلاَ بِالْقَصِيرِ وَلَيْسَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ وَلاَ بِالآدَمِ وَلاَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلاَ بِالسَّبِطِ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً وَلَيْسَ فِى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ. الأمهق: بالميم هو شديد البياض كلون الجص وهو كريه المنظر وربما توهمه الناظر أبرص. الآدم: الأسمر معناه ليس بأسمر ولا أبيض كريه البياض بل أبيض بياضاً نيراً.
السابع عشر: باب في أسمائه: • عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- • قَالَ « أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِى الَّذِى يُمْحَى بِىَ الْكُفْرُ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِى يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِى وَأَنَا الْعَاقِبُ » • والعاقبالذي ليس بعده نبي. وفي رواية: "وقد سماه الله رؤوفاً رحيماً". الثامن عشر: عن أبي موسى الأشعري قال كان رسول الله يسمي لنا نفسه أسماء فقال: "أنا محمد وأحمد والمقفِّى والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة". المقفى: 1- هو بمعنى العاقب. 2.هو المتبع للأنبياء يقال: قفوته أقفوه وقفيته أقفيه إذا تبعته وقافيه كل شيء آخره .
باب إثبات حوض نبينا وصفات الحوض من (فتح الباري): باب في الحـــــوض • الحوض في اللغة:الحوض في اللغة يطلق ويراد به مجمع الماء، وجمعه: حياض وأحواض. • المراد بالحوض في الشرع:هو ما جاء الخبر به، من أن لنبينا محمد حوضاً ترد عليه أمته يوم القيامة، جعله الله غياثاً لهم، وإكراماً لنبينا محمد والعلماء قاطبة على أنه الحوض الموعود به في الآخرة. الأدلة على ثبوت الحوض: لقد ثبت الحوض بالنصوص الصحيحة الصريحة المتواترة، واعتقد بصحته وثبوته جميع سلف الأمة. (من كتاب الحياة الآخرة د. غالب العواجي).
أحاديث الحوض (من صحيح مسلم) • عن جُنْدَب قال: سمعت النبي يقول: "أنا فرطكم على الحوض". • وعن سهل يقول: سمعت النبي يقول: "أنا فرطكم على الحوض، من ورد شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، وليردن أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم". • وفي رواية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ”إنهم مني“. فيقال: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، فأقول:“ سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص_رضي الله عنهما_ قال: قال رسول الله : "حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء، وماؤه أبيض من الورق، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبداً". • وقالت أسماء بنت أبي بكر: قال رسول الله " إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليَّ منكم، وسيؤخذ أناس دوني، فأقول:“يا رب! مني ومن أمتي“.فيقال: أما شعرت ما عملوا بعدك؟ والله! ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم". قال: فكان ابن أبي مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا".
وعن أم سلمة زوج النبي قالت:كنت أسمع الناس يذكرون الحوض، ولم أسمع ذلك من رسول الله ، فلما كان يوماً من ذلك. والجارية تمشطني فسمعت رسول الله يقول: "أيها الناس“! فقلت للجارية: استأخري عني. قالت: إنما دعا الرجال ولم يدع النساء، فقلت: إني من الناس، فقال رسول الله : "إني لكم فرط على الحوض، فإياي لا يأتين أحدكم فيذب عني كما يذب البعير الضال، فأقول: فيم هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول: سحقاً".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول، وهو بين ظهراني أصحابه: "إني على الحوض أنتظر من يرد عليَّ منكم، فوالله ليقتطعن دوني رجال، فلأقولن: أي يا رب! مني ومن أمتي. فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعد. ما زالوا يرجعون على أعقابهم".
عن عقبة بن عامر أن رسول الله خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت. ثم انصرف إلى المنبر، فقال: • "إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني، والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله! ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها".
قوله: (صلى رسول الله على قتلى أحد)أي خرج إلى قتلى أحد ودعا لهم دعاء مودع ثم دخل المدينة فصعد المنبر فكانت آخر خطبة مودع. • وفي هذا الحديث دليل على أن الحوض موجود في زمن النبي كما أن الجنة كانت موجودة وثبت أن النبي دخل الجنة ووصل إلى سدرة المنتهى.
وحديث عقبة وفيه ”أنا فرطكم على الحوض. وإن عرضه كما بين أيلة، إلى الجحفة، إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها، وتقتتلوا، فتهلكوا، كما هلك من كان قبلكم". قال عقبة: فكانت آخرما رأيت رسول الله على المنبر.
وعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله : "أنا فرطكم على الحوض، ولأنازعن أقواماً ثم لأغلبن عليهم، فأقول يا رب أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". • وعن حارثة أنه سمع النبي قال: "حوضه ما بين صنعاء والمدينة، ترى فيه الآنية مثل الكواكب". • وعن عبد الله بن عمر قال: عن النبي : "إن أمامكم حوضاً، ما بين ناحيتيه كما بين جربا ،وأَذْرُح". • وعنه أن رسول الله قال: "إن أمامكم حوضاً كما بين جربا وأذرح فيه أباريق كنجوم السماء من ورده فشرب منه، لم يظمأ بعدها أبداً.
وعن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله! ما آنية الحوض؟ قال: "والذي نفس محمد بيده لآنتيه أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها. ألا في الليلة المظلمة المصحية، آنية الجنة من شرب منه لم يظمآ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عمان إلى أيلة ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل.
قوله (ألا في الليلة المظلمة المصحية) فهو بتخفيف ألا، وهي التي للاستفتاح، وخص الليلة المظلمة المصحية لأن النجوم ترى فيها أكثر، والمراد بالمظلمة التي لا قمر فيها، مع أن النجوم طالعة، فإن وجود القمر يستر كثيراً من النجوم.
وعن ثوبان أن نبي الله قال: "إني لبعُقْر حوضي أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفَضَّ عليهم" فسئل عن عرضه فقال: "من مقامي إلى عمان" وسئل عن شرابه فقال: "أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب والآخر من ورق".
قوله: (إني لبُعقْر حوضي)– رواية ثوبان – وهو بضم العين وإسكان القاف، وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردته، وقيل مؤخره. • قوله : (أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفضَّ عليهم) معناه: أطرد الناس عنه غير أهل اليمن ليرفَضَّ على أهل اليمن، وهذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه، مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدمهم في الإسلام، والأنصار من اليمن، فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي أعداءه والمكروهات، ومعنى (يرفضّ عليهم) أي: يسيل عليهم.
قوله : (ويغت فيه ميزابان يمدانه) معناه: يدفقان فيه الماء دفقاً متتابعاً شديداً قالوا: وأصله من اتباع الشيء الشيء، وقيل: يصبان فيه دائماً صباً شديداً ووقع في بعض النسخ (يعُب) بضم العين المهملة وبباء موحدة، وفسره بمعنى ما سبق أي: لا ينقطع جريانهما، قال والعبُ الشرب بسرعة في نفس واحد. قال القاضي: ووقع في رواية (يثعب) بمثلثة وعين مهملة، أي: يتفجر]. إذن الروايات: 1/ يغت.2/ يعب 3/يثعب. وأما قوله : (يَمُدانه) فبفتح الياء وضم الميم أي: يزيدانه ويكثرانه.
عن أبي هريرة أن النبي قال: "لأذودن عن حوضي رجالاً كما تذاد الغريبة من الإبل". • عن أنس بن مالك قال أن رسول الله قال:" قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن. وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء". • عن أنس بن مالك أن النبي قال: "ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني، حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي، اختلجوا دوني، فلأقولن: أي رب، أصيحابي، فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
قوله:(لأذودن عن حوضي رجالاً كما تذود الغريبة من الإبل) معناه: كما يذود الساقي الناقة الغريبة عن إبله إذا أرادت الشرب مع إبله. • أما (اُختلجوا) فمعناه: اُقتطعوا، وأما (أُصيحابي) فوقع في الروايات مصغراً مكرراً، وفي بعض النسخ(أصحابي أصحابي) مكبراً ومكرراً،قال القاضي: وهذا دليل لصحة تأويل أنهم أهل الردة، ولهذا قال فيهم (في الذين اختلجوا):“سحقاً سحقاً“، ولا يقول ذلك في مذنبي الأمة بل يشفع لهم ويهتم لأمرهم. لفظ أصيحابي: دليل على قلتهم فهم، أي الذي يختلجون ويطردون قليل.
وعن أنس قال: قال نبي الله :"ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء". (...) (أو أكثر من عدد نجوم السماء). • وعن جابر بن سمرة عن رسول الله قال: "ألا إني فرط لكم على الحوض، وإن بُعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة، كأن الأباريق فيه النجوم"، • في لفظ (أنا الفرط على الحوض).
إذاً روى هذا الحديث:في مسلم أكثر من(14 صحابياً): جندب، وسهل، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأسماء بنت أبي بكر، وعائشة، وأم سلمة، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن مسعود، وحارثة، وأبو ذر، وثوبان، وأبو هريرة، وأنس بن مالك رضي الله عنهم. ومن خلال الروايات يتبين طعم ومكان ومسافة الحوض، الشيخ محمد -رحمه الله -في شرحه العقيدة الواسطية استظهر أن الحوض مستدير شهر ذاهب وشهر راجع, والله أعلم.
1- جُنْدَب رضي الله عنه: جُنْدَب بن عبد الله بن سفيان البجلي ثم العلقي، أبو عبد الله، وربما نُسِبَ إلى جدّه، له صحبة، ومات بعد الستين. ع. تراجم الرواة: 2- سهل رضي الله عنه: سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي، أبو العباس، له ولأبيه صحبة، مشهور، مات سنة ثمان وثمانين، وقيل: بعدها ، وقد جاز المئة. ع. 3- عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم السهمي، أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن، أحدُ السابقين المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة الأربعة الفقهاء، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح بالطائف على الأرجح.ع
4- أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخدري، له ولأبيه صحبة، استصغر بأحد ثم شهد ما بعدها، روى الكثير، مات سنة 63هـ أو 64هـ، أو 65هـ، وقيل 74هـ. م4 5- أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: زوج الزبير بن العوام، من كبار الصحابة، عاشت مئة سنة وماتت سنة ثلاث أو أربع وسبعين. ع 6- عائشة بن أبي بكر الصديق رضي الله عنها: أم المؤمنين، أفقه النساء مطلقاً، وأفضل أزواج النبي إلا خديجة ففيها خلاف شهير، ماتت سنة سبع وخمسين على الصحيح. ع
7- عقبة بن عامر رضي الله عنه: صحابي مشهور، اختلف في كنيته على سبعة أقوال أشهرها أنه أبو حماد، ولي إمرة مصر لمعاوية ثلاث سنين، وكان فقيهاً فاضلاً، مات قرب الستين. ع. 8- عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: عبد الله بن مسعود بن غافلبن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن: من السابقين الأولين، ومن كبار العلماء من الصحابة، مناقبه جمة، وأمَّره عمر على الكوفة، ومات سنة اثنين وثلاثين، أو في التي بعدها بالمدينة. ع. 9- حارثة رضي الله عنه: حارثة بن وهب الخزاعي، صحابي، نزل الكوفة، وكان عُمر زوج أمه أم كلثوم. ع
10- ابن عمر رضي الله عنه: عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عبد الرحمن، ولد بعد المبعث بيسير، واستصغر يوم أحد، وهو ابن أربع عشرة، وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة، وكان من أشد الناس اتباعاً للأثر، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها أو أول التي تليها. ع 11- أبو ذر رضي الله عنه: أبو ذر الغفاري، الصحابي المشهور، اسمه جُندب بن جنادة على الأصح، واختلف في أبيه، تقدم إسلامه، وتأخرت هجرته، فلم يشهد بدراً، ومناقبه كثيرة جداً، مات سنة اثنين وثلاثين في خلافة عثمان. ع 12- أبو هريرة رضي الله عنه: أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل، حافظ الصحابة، اختلف في اسمه واسم أبيه، قيل عبد الرحمن بن صخر وهو الأرجح، وقيل غيرها، مات سنة سبع وقيل ثمان وقيل تسع وخمسين وهو ابن 78 سنة. ع
13- أنس بن مالك رضي الله عنه: أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله ، خدمه عشر سنين، صحابي مشهور، مات سنة اثنين، وقيل 93، وقد جاوز المئة. ع 14- جابر بن سمرة رضي الله عنه: جابر بن سمرة بن جُنُادة السُّوائيُّ، صحابي ابن صحابي، نزل الكوفة، ومات بها بعد سنة 70هـ. ع 15- أم سلمة رضي الله عنه: هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومية، أم سلمة، أم المؤمنين، تزوجها النبي بعد أبي سلمة، سنة أربع، وقيل ثلاث، وعاشت بعد ذلك ستين سنة، ماتت سنة اثنتين وستين. ع
16- ثوبان رضي الله عنه: ثوبان الهاشميُّ، مولى النبي ، صحبه ولازمه، ونزل بعده الشام، ومات بحِمص سنة 54هـ. بخ م4. • من شرح النووي على مسلم: • باب إثبات حوض نبينا وصفاته: قال القاضي عياض رحمه الله: أحاديث الحوض صحيحة، والإيمان به فرض، والتصديق به من الإيمان، وهو على ظاهره (أنه حوض فعلاً ويشرب منه فعلاً) عند أهل السنة والجماعة، ولا يتأول ولا يختلف فيه.
وحديثه متواتر النقل، رواه خلائق من الصحابة، فذكره مسلم من رواية: ابن عمرو بن العاص، وعائشة وأم سلمة، وعقبة بن عامر، وابن مسعود، وحذيفة • وحارثة بن وهب والمستورد • وأبي ذر وثوبان وأنس • وجابر بن سمرة، • ورواه غير مسلم من رواية :أبي بكر الصديق وزيد بن أرقم وأبي أمامة وعبد الله بن زيد وأبي برزة وسويد بن حبلة وعبد الله بن الصنابحي، والبراء بن عازب، وأسماء بنت أبي بكر.
قلت(أي النووي): ورواه البخاري ومسلم أيضاً من رواية أبي هريرة ورواه غيرهما من رواية عمر بن الخطاب وعائذ بن عمر وآخرين، وقد جمع ذلك كله الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب البعث والنشور بأسانيده وطرقه المتكاثرات، قال القاضي: "وفي بعض هذا ما يقتضي كون الحديث متواترا". (ويترتب على ذلك وجوب الإيمان به وكفر من كذب به أو جحده إذا قامت عليه الحجة وانتفت الموانع، والله أعلم). قوله :(أنا فرطكم على الحوض) قال أهل اللغة: الفرط بفتح الفاء والراء، والفارط هو الذي يتقدم الوارد ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوها من أمور الاستقاء، فمعنى فرطكم على الحوض: سابقكم إليه كالمهيئ إليه.
صفات الحوض ومزاياه: • 1 .(أنه حوض عظيم، ومورد كريم، لا يعلم سعته على الحقيقة إلا الله تعالى. 2.ماؤه: (أ) أشدُّ بياضاً من اللبن، (ب) وأحلى من العسل، (ج) وأشد برداً من الثلج، (د) وأطيب ريحاً من المسك. • 3.من يشرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً. • 4.وهو في غاية الاتساع، كلما شرب منه زاد واتسع. 5.ينبت من خلاله المسك والرضراض من اللؤلؤ (والرضراض: ما دق من صغار الحصى.) وينبت قضبان الذهب، ويثمر ألوان الجواهر • 6.وفيه من الأباريق كعدد نجوم السماء في الليلة المظلمة المصحية آنيته من ذهب وفضة)
صفات الحوض ومزاياه: وكل هذه الصفات أمور سمعية ينبغي الإيمان بها كما وردت ونحن نعلم أن أحوال الآخرة مختلفة عن أحوال الدنيا والاسم هو الاسم والحقيقة غير الحقيقة. وقد يقال: إذا ثبت أن الحوض من شرب منه من المؤمنين شربة لم يصبه الظمأ أبداً فأي حاجة بعد ذلك إلى الشرب في الجنة من نهر الكوثر؟ وقد أجاب العلماء عن هذا بأن أهل الجنة لا يشربون نتيجة لعطش يصيبهم، وإنما يشربون تلذذاً وشهوة لا لدفع الجوع والعطش.
قوله : "من ورد شرب“ هذا صريح في أن الواردين كلهم يشربون، وإنما يمنع منه الذين يذادون ويمنعون الورود لارتدادهم. قوله :(ومن شرب لم يظمأ أبداً) أي: شرب منه، والظمأ منه مهموز مقصور كما ورد به القرآن العزيز، وهو العطش يقال:ظَمِئَ ظَمَاً يظمأُ فهو ظمآن، وهم ظِمَاء بالمد كعطش يعطش عطشاً فهو عطشان وهم عِطَاش
س1/ متى يكون الشرب من الحوض ؟ • قال القاضي: ظاهر هذا الحديث أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار، فهذا هو الذي لا يظمأ بعده، قال: وقيل: لا يشرب منه إلا من قدر له السلامة من النار، قال: ويحتمل أن من شرب منه من هذه الأمة وقدر عليه دخول النار لا يعذب فيها بالظمأ، بل يكون عذابه بغير ذلك، لأن ظاهر هذا الحديث أن جميع الأمة يشرب منه، إلا من ارتد وصار كافراً. • قال ابن كثير رحمه الله:(في النهاية): • (الحوض المورود قبل الصراط الممدود وما فهم منه غير ذلك ضعيف أو مردود أو مؤول).
(من كتاب الحياة الآخرة د. غالب العواجي). س:هل يردون على الحوض حين خروجهم من القبور، عطاشاً فيشربون منه؟ أم يردون عليه ويشربون منه بعد أن يتجاوزوا الصراط، أم يكون بعد نصب الميزان، أم أن ذلك يكون قبل فصل القضاء أو بعده؟ • أن كل تلك الأقوال قد قيلت، فإن الذي يبدو أنه الراجح – فيما أراه –الحوض يكون قبل الصراط وقبل فصل القضاء، وقبل الميزان أيضاً لأن ليس بعد الصراط إلا دخول الجنة أو النار، ولأنه ورد كذلك أن ناساً يذادون عن الحوض، والذين نجوا من الصراط وتجاوزه هم من أهل الجنة، فلا يذادون وإن القول بوجود حوضين إنما هو من باب تغليب تسمية الكوثر بالحوض للاتصال الذي بينهما وإنما حمل القائل به التوفيق بين الروايات وتسميته للكوثر حوضاً.
وكذلك الميزان فإنه معلوم أنه يكون في الموقف، ويبعد القول بأن الحوض يكون بعد وزن الأعمال؛فإنه ليس بعد وزنها إلا إعطاء النتيجة: إما الجنة، وإما النار كما تفيده النصوص. والحاصل من هذا كله أن الحوض يكون في الموقف، وقبل الصراط، وقبل الميزان، وقبل فصل القضاء أيضاً، كما يستفاد من مجموع النصوص، ولا يمنع أن يكون الحوض أيضاً ممتداً إلى ما وراء الصراط حسبما ذهب إليه بعض العلماء والله أعلم.
قوله : (سحقاً سحقاً): أي بعداً لهم بعداً [ونصبه على المصدر، وكرر للتوكيد). قوله : (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء) قال العلماء: معناه طوله كعرضه . كما قال في حديث أبي ذر المذكور في الكتاب: (عرضه مثل طوله). قوله: (ماؤه أبيض من الورق) :هكذا هو في جميع النسخ . (الورِق) بكسر الراء، وهو الفضة.