340 likes | 794 Views
القيادات الادارية الشابة ودورها الريادي فى العراق الجديد.
E N D
القيادات الادارية الشابة ودورها الريادي فى العراق الجديد المقدمة :يشهد مجتمعنا المعاصر موجةٌ غير مسبوقة من التطور والتغيير تمتد بظلالها لتشمل كافة الأبعاد السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والتكنولوجية، ولم يعد هناك ما يمكن وصفه بأنه ثابت؛ فكل ما حولنا أصبح يدور في فلك التطور والتغيير.وأمام هذه الموجه الكبيرة من التغيير والتطوير كان لابد للأساليب الإدارية أن تُغير فلسفتها الإدارية الحاكمة لتكون مناسبة مع الواقع الإداري الجديد الذي أفرزته هذه التغيرات والتطورات السريعة، الأمر الذي يتفق عليه المحللون وخبراء الإدارة العامة فيما يواجه البيئة المحيطة بأن نتائج هذه التغيرات سوف يؤدى حتماً في شكل مجموعة من الفرص والتهديدات ؛ والتي بدورها يمكن أن تشكل ما يمكن أن نطلق عليه عنق الزجاجة الذي تجعل الكيانات الإدارية في مفترقالطرق... فإما إلي تقدم وازدهار، وإما إلي تدهور وانحدار، فإذا لم تسعى الدوائر الحكومية المختلفة إلى استغلال الفرص ومواجهة التهديدات أصيبت بالاختناق، وإذا نجحت في استغلال ما يتاح لها من فرص بلا شك أنها اهتدت إلى المسار الصحيح وخرجت من العنق الضيق إلى مجال أوسع وأرحب.
وقد أدى هذا التغير والتطوير إلى تحولات أساسية في إطار المفاهيم الخاصة بإدارة الدوائر الحكومية، فقد تحول الحديث من الإدارة إلى الريادةEntrepreneurship، ومن السيطرة المهنية والإدارية إلى سيادة العميل، ومن ضبط أو مراقبة التكاليف إلى إدارة الأداء، ومن زيادة كمية المخرجات إلى تحسين جودة الخدمات، ومن تقييم مدى سلامة الإجراءات إلى المساءلة عن النتائج ومستويات الأداء.ونظراً للنجاح الملحوظ الذي سجله تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في القطاع الخاص في ظل التنافس الاقتصادي والإداري بين الدوائر الحكومية ومنظمات إدارة الأعمال، فقد دفع ذلك إلى تبنى نفس معايير هذا النظام، ويعالج نظام إدارة الجودة الشاملة في الدوائر الحكومية المشكلات المزمنة التي تعانى منها الأجهزة البيروقراطية ، والتكلفة المتعاظمة لتقديم الخدمات للجمهور وما يصاحبها من إهدار للمال العام ، فالدوائر الحكومية على وجه الخصوص تواجه تحديات حرجه أخرى مؤثرة يقع على قمة هذه التحديات الصورة الذهنية السلبية لدى المواطن العميل الرئيسي للدائرة الحكومية بشأن مستوى جودة الخدمة التي تقدمها هذه الدائرة، وتتكون تلك الصورة الذهنية من خلال تراكمات تاريخية مستمرة ومتصلة بأداء الدوائر الحكومية وسلوكيات موظفيها ومخرجاتها.
إلا أنه بتوسع الخدمات التي تقدمها الدولة للفرد مثل ( التعليم – الصحة – الأمن وغيرها)، كان من الضروري أن تلجأ الدولة إلى البحث عن دور جديد تستطيع أن تكون أكثر فاعلية في دعم التنمية المستديمة في مختلف المناحي ؛ بهدف تحقيق تطلعاتهم وحقوقهم الاجتماعية والثقافية والصحية، وتهدف الحكومات من اهتمامها بالدوائر العامة الخدمية إلى تحقيق ما يسمى في النهاية بالرضاء العــام public consent أي رضاء الجماهير.ولقد أصبحت التنمية البشرية اليوم محور اهتمام دول العالم المختلفة، سواءً كانت الدول على درجة كبيرة من التقدم أم نامية، وينبع هذا الاهتمام من أنها أساس التنمية بصفه عامة لذا أصبح من المسلمات أن التعليم عليه العبء الأكبر في إحداث التنمية باعتباره يشكل القاسم المشترك في عملية التخطيط لإعداد القوى البشرية.
وتحتل الخدمات التعليمية مكانة خاصة بين سائر الخدمات التي تتعلق بحياةالإنسان ؛ فالخدمات التعليمية حق دستوري لكل مواطن، كما أن ارتفاع المستوى التعليمي للفرد يساعد على تحقيق أهداف التنمية، فالتعليم يحظى بعناية فائقة ومتزايدة من قبل الإدارات الحكومية والدولية على حدٍ سواء نتيجة لازدياد الوعي بدورة وأثره في مستقبل الشعوب والأفراد ؛ ومع ترسخ الوعي بأهميته تدريجياً بين غالبية المجتمعات خاصة بعد أن تركزت عليه عملية التنمية البشرية، ويعتبر التعليم دعامة الأمن لأنه يسهم في بناء المواطن المستنير القادر على الإسهام بفاعلية في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولذلك فإن هناك إجماعاً رسمياً وشعبياً يؤكد أن التعليم أحد أبرز المدخلات لمستقبل أفضل، فلا يمكن تحقيق ديمقراطية بلا تعليم ولا يتصور أيضا تحقيق تقدم اقتصادي، وزيادة معدلات الإنتاج بدون تعليم ذات جودة عالية.
أهمية البحث:يشكل البحث الحالي دليلاً إرشادياً يُمكن من خلاله إعادة النظر في إمكانية التعرف على مفاهيم القيادات الشابة، ودراسة إمكانية تطبيقها في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فى العراق الديمقراطي الجديد بما يسهم في تطوير وتحسين مستوى الخدمات التعليمية ، وتستمد هذه الدراسة أهميتها من الاعتبارات الآتية:1- -تنصب هذه الدراسة على إحدى الوزارات الحكومية الإستراتيجية وهى وزارة التعليم العالي في العراق، وهى تمثل قطاعاً إستراتيجياً من قطاعات الخدمات العامة الأساسية نظراً لما تقوم به من مهمة كبيرة في التنمية لبلدنا الحبيب.2- -توجيه نظر القائمين على الإدارة بوزارة التعليم العالي نحو هذا المدخل الحديث، وكذلك إمكانية استخدامه وتطبيقه علي مستوي الإدارة التعليمية والمدرسية باعتباره أحد المداخل الحديثة التي جاء بها الفكر الإداري المعاصر.
- لفت نظر القيادات الإدارية بوزارة التعليم العالي على أن هذا المدخل تم استخدامه وتطبيقه في العديد من الدول المتقدمة والنامية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان ودول الخليج العربي، وقد أثبت كفاءة عالية وفاعلية عندما وضع موضع التطبيق والممارسة العملية في مؤسسات التعليم.4- -تساهم هذه الدراسة في تأكيد فَعالية القيادة الإدارية ودورها في تطبيق إدارة القيادات الشابة لمفهوم الجودة الشاملة، فالقائد يعرف بأنه الشخص الذي لدية قدرة التأثير على الآخرين من خلال مهارته القيادية في تفعيل المشاركة وروح الفريق وتمكين العاملين ، لذلك يعتمد تطبيق هذا النظام على قيادة فعالة.
أهـداف البحث:1- التعرف على مفهوم واتجاهات القيادات الإدارية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نحو المفاهيم الأساسية القائم عليها تطبيق مبدأ القيادة الشابة؛ بهدف معرفة مدى فعالية القيادة الإدارية لتطبيق هذه المبادئ وتحقيق الجودة في الخدمة.2- التعرف على دور القيادة الإدارية في تحقيق متطلبات تطبيق مبدأ القيادات الشابة في وزارة التعليم كوزارة حكومية ، وتتمثل المتطلبات في المشاركة الإدارية – المساءلة والشفافية – تفويض السلطة - اللامركزية والتحسين المستمر.3- التعرف على أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه تطبيق مبدأ ومفهوم القيادة الشابة في وزارة التعليم العالي العراقية، ووضع الاعتبارات والحلول اللازمة لها.4- التعرف على الطرق والأساليب الحديثة التي من شأنها الارتقاء بجودة الخدمة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية حتى تستطيع مواجهة المتغيرات.
القيادات الشابة ودورها التاريخى بعد مرحلة التغيير بالعراق : الشباب هم طليعة المجتمع ،وعموده الفقري ، وقوته النشطة والفاعلة والقادرة على قهر التحديات وتذليل الصعوبات وتجاوز العقبات ، " لذا لا تنهض أمة من الأمم غالبا إلا بمشاركتهم في البناء المجتمعي " .وتتعاظم أهمية تنمية هذه الموارد والطاقات البشرية واستثمارها في مجالات النهوض ؛ في ظل التحديات الراهنة سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي، ومن هذا المنطلق تبرز لنا أهمية دور مؤسسات الدولة المختلفة في قضية تأهيل القيادات الشابة في الجانب الفكري تحديداً؛ كدور تكاملي مهم مع مؤسسات القطاع الخاص.وعندما نتناول قضية (الشباب والقيادة) يتبادر إلى الذهن سؤال.. هل جميع الشباب مطالبون بأن يكونوا قادة؟فأقول: سنة الحياة أن هناك قائدا ومقودا ، فكل ميسر لما خلق له.
ولكن في ظل هذه التحديات والتطورات التي تحيط بنا يجب تأهيل الشباب تأهيلا كفائيا أدنى يتمثل في أن يكونوا قادة لأنفسهم أولا في عالم يموج بالصراعات الفكرية ، وقد أشار احد المتخصصين لمشكلة الفرد فذكر: (إن مشكلة أو أزمة الفرد الآن، تكمن في جمود عالم فكره، وتعطيل ملكات عقله، التي أورثته العجز عن التعامل مع مبادئ دينه، ومستجدات وأحداث يومه ومعطيات عصره ). بينما أشار آخر إلى مشكلة المجتمع اليوم فقال: ( إن مشكلة المجتمع والأمة الإسلامية اليوم هي : مشكلة فكرية فلا بد أن تقوم جهود جبارة لصناعة منهج لأصول الفكر لاستنباط قضايا الفكر وقضايا البناء الحضاري والنهضة من الكتاب وسنة النبىالاكرمواهل بيته عليهم السلام.فنلمس مما سبق معالم المشكلة( مشكلة الفكر) التي نعيشها على صعيد الأفراد والتي تنعكس بظلالها لا محالة على المجتمع ..
ولا نستطيع بالطبع أن نحصر مشاكلنا المجتمعية بهذه المشكلة ، فحتى نكون موضوعيين لدينا الكثير من المشاكل التي تحتاج لحلول عاجلة، ولكن أيضا من خلال معرفتي بعالم الشباب ألمس أن مشكلتهم الأهم هي مشكلة بالفكر. مما لا شك فيه أننا بحاجة - على المستوى الفكري - إلى جهاز مناعة من أجل حماية فكر الأمة .. والشباب خاصة لأنهم البناء الذي إن صلح ؛ صلح البناء المستقبلي التنموي للأمة، ولا يخفى على المتتبع للأوضاع المجتمعية على الصعيد الدولي والإقليمي الحاجة الماسة لتأهيل الفكر وتكوينه من أجل إبقائه في حالة من النشاط المكافئ للتحديات التي تواجهنا. يقول الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون وهو يصف معركة أمريكا مع الآخرين: " إن الولايات المتحدة تخوض معركة الأفكار في أحوال كثيرة جدا وهي غير مسلحة...وينبغي لنا أن نكشف السبل لاستغلال التكنولوجيا والمعلومات الحديثة، والحواسب الآلية، والأقمار الصناعية، وأجهزة الفيديو، لخوض معركة الأفكار".
- ومن خلال ما سبق يجدر بنا عرض أهم التحديات المعاصرة التي تواجه الشباب بما يلي:التحديات على المستوى العالمي: 1- الصدمة الحضارية التي ترتبت على انفتاح العالم العربي للتأثيرات الأوربية :الغربية ، مما أحدث تطورات حادة من أهمها-أزمة عند الموقف من التراث العربي الإسلاميب- الاحباطات التي يحس بها الشباب - بصفة خاصة- نتيجة للتخلف الفكري والاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشونه في بلدانهم قياساً مع الدول المتقدمة في العالم الوعي بالأزمة " والبحث عن الهوية" التي ولدها الصراع والإحباطات والالتقاء الحضاري. 2- صدمة المستقبل التي يعيشها الجيل الجديد وهي: ظاهرة زمنية من نتاج المعدل المطرد السرعة للتغيير في المجتمع، وهي تنشأ من عملية التركيب لثقافة جديدة فوق أخرى قديمة، إنها صدمة الثقافة للفرد في نفس مجتمعه وليس في مجتمع أجنبي، ومن ثم فإن آثارها أخطر وأسوأ.
- تزايد مخاطر الغزو الثقافي والتقني للوطن العربي، دون أن تقوم جهود جادة من أجل مواجهة خطر هذا الضرب من الاستعمار الجديد، استعمار العقول واغتيال الهويات الذاتية للشعوب.4- الثورة الإعلامية المتمثلة بشبكة الانترنت والقنوات الفضائية التي تروج للثقافة الغربية، وتدعو إلى أنماط جديدة للحياة، وزرع القيم والأفكار الغربية في المجتمعات العربية والإسلامية والترويج لثقافة الاستهلاك بعيداً عن القيم السامية والمثل العليا.5- انتشار بعض القيم الغريبة في مجتمعاتنا؛ كالاختلاط والإجهاض، والاستنساخ، وبيع الأعضاء وغيرها.6- تهديد الّلغة العربية من خلال التركيز على استخدام الّلغة الإنجليزية في الجامعات والمعاهد، والمدارس
وحتى في التعاملات التجارية بين الدول العربية والإسلامية وداخل الدولة الواحدة نفسها، كما أن لغة التخاطب في الشبكة الدولية(الانترنت) هي الّلغة الإنجليزية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن شيوع الّلغة العامية أصبح يهدد بقاء الّلغة العربية لدرجة أن من يتكلم الفصحى يلقب بـ: "النحوي" على سبيل التهكم.7- الدعوة إلى فصل الدين عن الأمور الأخرى وإهمال الجوانب الروحية وتهميشها، والتركيز على الجوانب المادية، والحيلولة دون عودة الإسلام إلى واقع الحياة من خلال تصويره بالرجعية، ووسمه بالإرهاب، وأنه عدو التقدم والعلم، ومن أراد السير في ركب الرأسمالية فلا بد له من أن يتخلص من أوهام الماضي على حد قولهم.
التحديات على المستوى الإقليمي:1- غياب فلسفة واضحة ومكتوبة للتربية ومحددة بوثيقة في أقطار الوطن العربي ، والأرضية المشتركة لتكوين الناشئة، وحماية الحاضر العربي وتحرير موارده وقراره وإرادته، والانتقال به إلى مستقبل تكون فيه أكثر أمنا واقتدارا على التفاعل بعيدا عن التبعية والاستلاب.2- تشكل نمط فريد من التبعية الداخلية المضادة للتبعية الخارجية في التعامل مع التاريخ العربي الحضاري والاجتماعي، فأفضى تفاعل النمطين من التبعية الداخلية والخارجية، إلى مزيد من العجز في البنية الاجتماعية المعاصرة، مما كرس الازدواجية الزمانية والحضارية، التي تعكسها معايشة الأفراد والجماعات لأنماط ثقافية وقيم ما قبل " الحداثة" و "الحداثة" و"ما بعد الحداثة" في لحظة تاريخية واحدة، ولقد أثر هذا الوضع التاريخي والحضاري في الأداء العام والأداء النوعي في كثير من مجالات الحياة وكان أكثرها حساسية وتأثراً التعليم والعمل والإعلام، مما أدى إلى إرساء طريقة حياة لاهي غربية ولا هي عربية في طابعها العام، وإنما آنية موقفية مستسهلة ، مستهلكة الزمان والمكان المادي والبشري والحضاري.
3- اتجاه الإعلام إلى برامج قتل الوقت والترفيه دون رؤية ومراجعيه من الأمة وعقيدتها وتراثها، ونظرتها إلى المستقبل الذي يجب أن تنتقل فيه من موقف المتفرج والتابع إلى موقف المنتج والمبدع والمشارك بندية في صياغة حركة المجتمع الدولي ومتغيراته.4- الاكتفاء بفتح مؤسسات للتعليم تستوعب الطلاب والتلاميذ، ولا تقدم لهم فرصا حقيقية في تنمية التفكير وصناعة الجديد بامتلاك ناصية الإبداع والابتكار وما يتصل بهذه الحالة من حدوث فجوة كبيرة بين التعليم والتنمية، وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على الناشئة والشباب في ميادين العمل والإنتاج.5- انشغال الهيئات الرسمية وغير الرسمية ومراكز الدراسات وقطاع واسع من الباحثين والدارسين بدوامة المصطلح، لدرجة الاستغراق، والدخول في دوامة من الاحتراب اللفظي والتفسيرات على أرضيات متباينة في الموقف السياسي والأيدلوجي مما أدى إلى تكوين خصومات وعداوات كان أساسها ورأسها المفهوم.
-الانشغال أيضا، بكيفية قراءة التحديات، وتحديد طبيعتها ونوعها والتحديد النظري لكيفية التعامل معها، وعدم التحرك قليلاً إلى الأمام باتجاه تكييف الواقع لمواجهة التحديات ومن ثم إزالتها بمنهجية وموضوعية، بتزامن مدروس وبعمل يؤدي إلى بناء الحاضر، والانتقال إلى المستقبل بأمان وتنمية.7-العيش في مناخ من الانومي ( (anomie على حد بعض التعبيرات السسيولوجية-تضعف فيه القيم التي استقرت طويلا حتى لتمتلئ الحياة بالمتناقضات – وبخاصة تناقض أنساق القيم بين الأجيال المختلفة وتناقض الحياة اليومية مع نسق القيم والمعايير- إلى حد يتعذر الاتفاق على شيء مشترك يلتزم به المجتمع.
- وبالنظر للتحديات التي سبق ذكرها سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي يتضح لنا ضرورة تأهيل الشباب بصورة تكاملية وخصوصا من الناحية الفكرية، ليستطيعوا تجاوز وتخطي هذه العقبات والتحديات بدراية ووعي لكيفية مواجهتها، وكيفية تطويعها لصالحهم، وكيفية الاندماج مع هذه التطورات من غير تماهي معها، ومن غير فقدان للخصوصية الدينية والحضارية.- فتعقيدات العصر الذي نعيش فيه جعلت من دور الشباب دوراً غير عادي ومختلفاً إلى حد كبير عن الدور الذي اضطلع به الشباب في مراحل تاريخية سابقة، نتيجة لطبيعة المرحلة وما تشهده من تغيرات وثورات متسارعة في المعرفة والاتصال والتكنولوجيا، والتي تعني إجمالا..تنمية علمية متسارعة في شتى المناحي والمناشط العلمية المختلفة.
- وبالنظر للتحديات التي سبق ذكرها سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي يتضح لنا ضرورة تأهيل الشباب بصورة تكاملية وخصوصا من الناحية الفكرية، ليستطيعوا تجاوز وتخطي هذه العقبات والتحديات بدراية ووعي لكيفية مواجهتها، وكيفية تطويعها لصالحهم، وكيفية الاندماج مع هذه التطورات من غير تماهي معها، ومن غير فقدان للخصوصية الدينية والحضارية.- فتعقيدات العصر الذي نعيش فيه جعلت من دور الشباب دوراً غير عادي ومختلفاً إلى حد كبير عن الدور الذي اضطلع به الشباب في مراحل تاريخية سابقة، نتيجة لطبيعة المرحلة وما تشهده من تغيرات وثورات متسارعة في المعرفة والاتصال والتكنولوجيا، والتي تعني إجمالا..تنمية علمية متسارعة في شتى المناحي والمناشط العلمية المختلفة.- وهكذا فان شخصية الشباب الفكرية والنفسية إنما يتكامل معظم نسيجها عن طريق المجتمع بوساطة عوامل تؤثر فيه بشكل مباشر أو غير مباشر، فلا جرم أن الشباب يكون بذلك أدق لوحة تنعكس عليها حالة المجتمع الذي هو فيه إن خيراً فخير أو شراً فشر، ولا جرم أن ما نراه من مظهر الخير أو الشر على هذه اللوحة، إنما هو صورة للحالة السليمة أو الفاسدة التي يتسم بها المجتمع لا أكثر.
- وجيل الشباب المسلم، كما هو مهيأ لتقبل الفكر الإسلامي، والانتماء إليه بقوة وحيوية وإخلاص متناه، فإنه عرضة للانتماء إلى التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة في ظل ما نشهده في المرحلة الحاضرة من تحولات هائلة في عالمنا الإسلامي، تحولات الصراع الفكري والسياسي والاجتماعي ، ذلك المشهد الذي يستوجب منا تأهيلا للشباب وتحصينهم فكرياً ضد هذه التحولات،وإكسابهم القدرة على التعامل مع التحديات المعاصرة بثقة .- فنحتاج إلى تشخيص واقع الأمة تشخيصا يكافئ هذه التحديات والتحولات، و تجدر الإشارة إلى أن تشخيص واقع الأمة، وتحديد مواطن التهديد، ومواقع التحدي لم يعد مشكلة في حد ذاته، قدر ما تكمن المشكلة في مدى مصداقية التعامل مع التشخيص، والجدية في التعاطي مع النتائج، والتحليلات والإرادة السياسية في تحويل ما تصل إليه الجهود من مختلف مصادرها إلى واقع معاش، وفعل يسير على الأرض.
كيف نعد قادة المستقبل: عند إعداد برامج لصناعة قادة المستقبل يجب أنْ تُراعي هذه البرامج ثلاثة جوانب أساسيّة هي 1-الجانب النفسي:ّ وهو ما يتعلق بالصّفات والسّمات الذاتيّة للأفراد، والتي يجب أنْ تُراعى في البرامج التدريبيّة2-الجانب الفنّيّ: وهو ما يتعلّق بالمهارات والقدرات الذاتيّة للأفراد3-الجانب الاجتماعيّ: وهو ما يتعلّق بالقدرة الاتصاليّة مع النفس والآخرين فهذه هي ثالوث صناعة قادة المستقبل التي يجب أنْ تنطلق منها برامج إعداد قادة المستقبل، وإنّ إغفال جانب من هذه الجوانب سوف يؤدي إلى تخريج قادة لا يتمتّعون بالتوازن مما يؤدّي إلى قيادات عديمة الفائدة. إنّ القيادات الأوتوقراطيّة أصبحت قياداتٍ باليةً لا تنفع في هذا العصر الذي يتطلب مرونة لعمليّة التّغيير والاستعداد المستمر للطوارئ والأَزَمَات؛ لذا فنحن بحاجة إلى القيادات الديمقراطيّة ( الشّوريّة) التي تهتمّ " بالتكاثر القيادي"؛ فتنقلب المنظمة إلى "منظمة تعليميّة" يتدرب ويتعلم فيها العاملون لكي يكونوا سنداً قويًّا لقياداتهم.
ويذكر احد المتخصصينفي كتابه "دليل المديرين في قيادة الأفراد وفرق العمل" خطوات إعداد القيادات الإدارية الشابّة عبر عِدّة خُطُوات وهي: . 1- حصر القيادات الشابّة سابقة التأهيل. انتقاء القادة الإداريين الشباب وإلحاقهم بالدّورات2-. 3- تحضير البرامج والمناهج والوسائل التعليميّة والتدريبيّة4- توفر وسائل دعم ومساندة تدريب القياداتالشابة . 5- إيجاد معايير تقييم نجاح تدريب القيادات الشابّة. 6- نتائج أعمال تدريب وتطوير القيادات الشابّة. 7- مطابقة النتائج بأهداف البرنامج8- التّغذية الراجعة لتعويض النّقص في تطوير القيادات الشابّة
دور الشباب في التقسيمات الادارية إذا مالاحظنا التقسيمات الإدارية لمؤسسات التعليم العالي في العراق فإنها موزعة بين أربعة محاور وهي : القيادات العليا .. الاستشاريون .. القيادات التنفيذية ... الكوادر الوسطية • فأما ( القيادات العليا ) فيشترط توافر عنصر الخبرة الطويلة والكفاءة العلمية الرصينة بالإضافة إلى التجربة وهنا يفضل دائماً كبار السن من ذوي التجربة إذ إنهم بحكم الواقع يتمتعون بعنصر المقبولية في ظل ظروف المجتمع العراقي الشرقي للعب دور القيادة أكثر من العناصر الشابة لاسيما إذا ماتوافرت لدى من يشغل هذا المركز رؤية إستراتيجية ونظرية عمل واضحة وذات الأمر ينطبق على المستشارين. ومفهوم القيادات العليا في التعليم العالي في العراق ينصرف إلى رؤساء الجامعات ووكلاء الوزير عادةً إذ إن دورهم في الغالب الأعظم من الحالات والكوادر الوسطية هي المسؤولة عن تنفيذها
وهي مراكز عمل تتطلب الفاعلية والقدرة على الانجاز لذا نلاحظ هذا التوزيع قائماً ألان في التعليم العالي في العراقيرتكز على ( رسم نظرية ) ووضع ( إستراتيجية ) تكون القيادات التنفيذية إذا ماافترضنا إن القيادات الشابة هي ماكان عمرها دون سن ال (50) عاماً إذ تجد جميع رؤساء الجامعات ووكيلي الوزير هم ممن تجاوزوا هذا السن بكثير على خلاف المدراء العامين في مركز الوزارة إذ 100% من المدراء العامين في مركز الوزارة هم من دون هذا السن أما الوكلاء والمستشارين فهم 100% ممن تجاوزوا هذا السن وذات التمايز اومايقاربه على صعيد الجامعات ويفضل دائماً هذا التوزيع في المراكز لكون العنصر الشاب هو أكثر حيوية واندفاعاً للعمل لكن يجب دائماً أن يعمل ضمن نظرية صنعتها التجربة والحكمة وتراكم المعرفة .
الخلاصة: لقد كشفت هذه الدراسة عن العديد من المآزق والمشكلات الادارية التي تعوق حركة التعليم العالي والبحث العلمي بالعراق الجديد. يمكن تلخيصها بمايلى. ·عدم توفر معايير واضحة فيمن يتم اختيارهم لشغل المناصب القيادية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فضلاً عن نقص العديد من المقومات في عملية الاختيار لهذه القيادات الإدارية والتربوية، الأمر الذي يقلل من كفاءتها وفاعليتها.·مازالت الأنماط الإدارية التقليدية سائدة في حقل الإدارة التعليمية، من حيث مركزية اتخاذ القرارات الإدارية والخلط بين مفاهيم الولاء الشخصي والولاء المؤسسي مع إن معالي وزير التعليم العالي الأستاذ ( على محمد الحسين الأديب) لديه التوجهات اللازمة لتوزيع صلاحيات الوزارة على تشكيلاتها المختلفة لكننا نلاحظ لحد الان التلكؤ باستخدام هذه الصلاحيات ونرى الاستفسارات ترد إلى الدائرة القانونية والاداريه بوزارتنا من كافة تشكيلات الوزارة مع وضوحها ووجود اعمامات صريحة حولها.
·تمسك بعض القيادات الإدارية بالسلطة ، وعدم تفعيل الأساليب الحديثة المعاصرة مثل المشاركة – اللامركزية – الشفافية بين جميع العاملين.·الاعتماد على أنماط ومعايير تقليدية عفا عليها الزمن في التنظيم، وبناء الهياكل التنظيمية على أساس المجموعات الوظيفية المتباعدة بدلاً من الاعتماد على فكرة العمليات المترابطة.·عدم الوعي بمواطن القوة والضعف داخل وزارة التعليم العالي، وبالتالي عدم التعرف على الفرص والتحديات لتعظيم الاستفادة من الفرص في مواجهة التحديات.·القصور في تدريب القيادات الإدارية مما أدى ذلك إلى قصور في مستواهم الوظيفي.كل هذه السلبيات توثر بشكل ملحوظ على مستوى أداء الوزارة بصورة تجعلها لا ترقى إلى مستوى المنافسة.ومن هنا يثار التساؤل ما هو دور القيادات الإدارية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي؟ وما هي الأداة المناسبة للنهوض بها وجعلها وزارة متميزة ذات جودة عالية في تقديم خدماتها للجماهير؟ كما يتفرع منه التساؤلات التالية:
1-كيف يمكن أن تسهم الإدارة العليا بوزارة التعليم العالي في تطوير وتحسين الأداء بالوزارة ؟2-إلى أي مدى تؤثر المشاكل والمعوقات الإدارية على متطلبات نجاح القيادات الشابة بالوزارة ؟ وما هي الاعتبارات التي يجب اتخاذها لمواجهة هذه المعوقات ؟
مقولات شهيرة في القيادة هذه بعض مقولات شهيرة من مشاهير و عظماء أحببت أن أعرضها هنا في هذه المساحة،بعض هذه المقولات بسيط ومفهوم ومباشر ،والبعض الآخر عميق وغير مباشر وقد لا تدرك معناها إلا بعد حين،أو بعد أن تواتيك الفرصة لتطبيقها المقولة الأولى : القيادة تبدأ من المنزل وفي هذا يقول روبن شارما صاحب كتاب دليل العظمة "الثمرة لا تسقط بعيدا”عن شجرتها أبدا”،فأطفالك سيشبهونك حتما”أكثر مما تتخيل.يمكنك أن تعين أبناءك على تحقيق العظمة،بأن تصبح دليلهم في الطريق إليها" المقولة الثانية : "إعتن بنفسك وكن في حالة رائعة"، وفي هذا يقول روبن شارما الخبير القيادي قيادة الشركة تبدأبقيادتك لذاتك،ولا يمكن أن تكون عظيماً في العمل إلا عندما تشعر بالعظمة الشخصية"" أي بإعتناءك بنفسك ستكون قادرا” على منح المزيد للآخرين
المقولة الثالثة : تحمل المسؤلية المطلقة وفي هذا يقول روبرت جوس عميد كلية ستانفورد لإدارة الأعمال "القيادة في رأيي هي تحمل المسؤلية المطلقة عن سلامة المؤسسة وإزدهارها والسعي لتغييرها للأفضل،القيادة الحقيقية ليست مسألة مقام أو نفوذ او منزلة رفيعة ولكنها مسألة تحمل مسؤلية" المقولة الرابعة : أهمية إتخاذ القرارات الصحيحة، وهذه نصيحة قيادية من احد المتخصصين الحياة لا شك عبارة عن قرارات والعظماء فقط هم من يملكون القدرة على إتخاذها،أبحر نحو جزيرة النجاح وجدف مسرعاً لها, وإستعن بصحبة طيبة تعينك على الخير وتشد من أزرك وتقوي من عزيمتك) المقولة الخامسة : سلوك طرق جديدة ،كما يقول الكاتب الإنجليزي وأحد قادة الثورة العلمية فرانسيس بيكون "إذا أردت الوصول إلى ما لم يصل إليه أحد،فإسلك طرقاً لم يسلكها أحد"
المقولة السادسة : إستغلال الفرص العظيمة،يقول الأمريكي جون جاردنر "سبق لنا جميعا” أن واجهتنا سيولا” من الفرص العظيمة التي راوغتنا بدهاء،فبدت وكأنها مشكلات عصية على الحل" االمقولة السابعة : الأمل في غد أفضل، وفي هذا يقول هارولد سيمور (القادة العظماء يوقظون في نفوس أتباعهم الإيمان بالماضي،والعمل للحاضر،والأمل في غد أفضل) المقولة الثامنة: الطموح مهم للقيادة وهذا المثل الألماني يؤيد هذه المقولة. "يستطيع الطموح أن يصنع من المفك الصدئ ما لا يستطيع أن يصنعه الكسول من متجر مليء بالأدوات الجديدة"
المقولة التاسعة : "تمنحك الحياة ما تتوقعه منها"،وهذه يشير إليها بريستونبرادلي في قوله "ما تمنحه لك الحياة هو ما تتوقعه منها،فإذا كنت خائفا”من الفشل فسوف يدركك بغض النظر عن الجهد الذي تبذله لتفاديه،توقع خيراً تجد خيراً المقولة العاشرة :"أن تفعل ما تؤمن أنه صواب" ،وكما بدأنا بروبن شارما نختم به أيضا حيث يقول "القيادة ليست أن يحبك الناس ولكن أن تفعل ما هو صواب" هذا ونسال الله العلى القدير ان يتقبل منا هذا الجهد خدمة لعراقنا الذى سيكتب له مستقبلا زاهرا بإرادة أبنائه المخلصين. د. أحمد سلمان شهيب مدير عام الدائرة القانونية والإدارية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي