90 likes | 315 Views
ت أثير الجفاف على منسوب المياه الجوفية بالمملكة العربية السعودية.
E N D
تأثير الجفاف على منسوب المياه الجوفية بالمملكة العربية السعودية
وجود الإنسان وعمارته للبيئة في ظل نظام بيئي مناخه صحراوي يتكون من الغطاء النباتي, والحيواني, بالإضافة للعوامل الطبيعية الأخرى, كالتربة, والمياه, والهواء, يشكل ضغوطاً على الموارد الطبيعة التي يؤدي استنزافها إلى تدهور ونشوء ظاهرة التصحر والجفاف . وهناك علاقة طردية قوية بين كمية الأمطار, والغطاء النباتي, وتعامل الإنسان معها. فقد أدى الجفاف , والرعي والصيد الجائرين, وقطع الأشجار, وتزايد النشاط العمراني, والزراعي, والصناعي إلى التصحر في كثير من المناطق بالمملكة (الوليعي, 1421). ويعد التصحر من أهم المشكلات البيئية التي تواجه المناطق ذات المناخ الصحراوي, ومن بين اهم أسبابه: الاحتطاب, وكذلك الرعي المفرط في المناطق الجافة بالمملكة, والذي يسبب انجراف لسطح التربة وكثرة ظاهرة الغبار والأتربة (العمرو, الريش, 1415هـ). لذا يلعب التعليم وتغيير السلوك دور حيوي في المحافظة على البيئة ( الشايع, 2011) .
وبناءاًعلى ندرةِ مصادرِ المياه العذبة في المملكة العربية السعودية، ونتيجة للتنمية الزراعيةِ والصناعية والتوسُّع السريع للحياة الحضرية، فإن ذلك قد أدى إلى زيادة الاحتياج للمياه العذبة خاصة وتسبب في تدهورَ نوعيتها. وقد أعطيت الأولويةً بالمملكة لمُوَاجَهَة تحديات مصادرِ المياه المحدودةِ وتَحسين نوعيةِ المياه. من جهة أخرى زاد الاتجاه نحو تطوير مصادر جديدة للمياه والمحافظة على مخزون المياه الجوفية غير المتجددة والمحافظة على البيئة من المياه المصروفة . وقد زاد الطلب على المياه للأغراض الزراعية من 2000 مليون م3 في عام 1400 هـ إلى 14580 مليون م3 في عام 1410هـ، ويمثل ذلك نسبة 90% من الاستهلاك الكلي للمياه مما يشكّلُ قلق بيئي نظراً لندرة مصادرِ المياه في المملكة. مما أدى لبذل الحكومةِ السعوديةِ الجهود لتطوير مصادر مياه جديدة والمحافظة على مخزون المياه الجوفية .
وقد اظهرت الدراسات أن للجفاف تأثير كبير على كل من المنظومة البيئية والزراعة في المنطقة المتضررة. وعلى الرغم من أن فترات الجفاف قد تستمر لسنوات عديدة، فإن فترة قصيرة من الجفاف الشديد كفيلة بإلحاق أضرار هائلة وإنزال خسائر بالاقتصاد المحلي. ولهذه الظاهرة العالمية تأثير واسع النطاق في مجال الزراعة. فوفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، تعادل مساحة الأراضي الخصبة التي يتم إهدارها كل عام بسبب الجفاف وإزالة الغابات وعدم استقرار المناخ مساحة دولة أوكرانيا.
اما أسباب الجفاف ففي مقدمتها ندرة الأمطار التي أدت إلى عدم وجود زراعة مطرية، وكذلك ارتفاع درجات الحرارة مع زيادة نسبة التبخر حيث ترتفع نسبة التبخر بمعدل سنوي يتراوح ما بين 3000 ـ 4000 ملم في العام، كما أن طبيعة التربة و مكوناتها لا تساعد على الاحتفاظ بالمياه لذا تكون عملية التبخر سريعة مما يزيد من كمية المياه المتبخرة.
أما آثار الجفاف فقد ظهرت بشكل واضح على المزارع والمحاصيل فالكثير من المزارع جفت آبارها وارتفعت نسبة الأملاح الذائبة في مياهها وتحولت إلى أراضي قاحلة . • وكذلك أدى الجفاف إلى تفاقم مشكلة الري غير المنتظم واستخدام المزارعين غير المتخصصين الطرق القديمة في ري المناطق الزراعية مما نتج عنه عجز مائي أدى إلى تصحر أجزاء من المناطق المزروعة. • وكان لتزايد معدلات الجفاف أثرها الكبير على الأشجار المثمرة التي تتعرض للجفاف, وعلىالمحاصيل الحقلية حسب موعده وشدته وفترة دوامه ، كما يؤدي إلى قصر النبات وصغر حجمه. • كما ساعد جفاف التربة على تفكك ذراتها مما جعلها عرضة للمؤثرات الخارجية مثل الرياح والمجاري المائية والسيولشديدة الانحدار خاصة التي تنحدر من المناطق الجبلية . مما يجعل الاستفادة منها في مجال الزراعة محدودا، وكذلك الحال بالنسبة للمياه الجوفية.
استراتيجيات للتخفيف من آثار الجفاف * تلقيح السحب (Cloud seeding) - من الأساليب الاصطناعية المتبعة للمساعدة في سقوط الأمطار. * تحلية مياه البحار (Desalination) لاستخدامها في الري أو في الأغراض الاستهلاكية. * رصد الجفاف - من الممكن أن تساعد الملاحظة المستمرة لمستويات سقوط الأمطار ومقارنة ذلك بمستويات الاستخدام الحالية للمياه في الحماية من الجفاف * استخدام الأراضي - يمكن أن تساعد الدورة الزراعية (crop rotation) المخطط لها بشكل جيد في تقليل تعرية التربة (erosion) كما أنها تتيح الفرصة أمام المزارعين لزراعة محاصيل أقل استهلاكًا للمياه في السنوات الأكثر جفافًا. * تجميع مياه الأمطار (Rainwater harvesting) - تجميع وتخزين مياه الأمطار من الأسطح أو غيرها من أماكن التجميع المناسبة. * المياه المعالجة (Recycled water) - يُقصد بها مياه الصرف المتخلفة عن الأنشطة الصناعية (مياه الصرف الصحي) التي تمت معالجتها وتنقيتها.