170 likes | 618 Views
بسم الله الرحمن الرحيم. المحاضرة الثانية. اجتماعيات التربية. الباب الثاني. التعريف بالتربية المدرسية: هي التي تتم في إطار المؤسسات المدرسية .أو بعبارة أدق (النظام التعليمي الرسمي) حيث ينتظم الطلاب حسب أعمارهم في صفوف ومراحل متعاقبة.
E N D
بسم الله الرحمن الرحيم المحاضرة الثانية اجتماعيات التربية
التعريف بالتربية المدرسية: هي التي تتم في إطار المؤسسات المدرسية .أو بعبارة أدق (النظام التعليمي الرسمي) حيث ينتظم الطلاب حسب أعمارهم في صفوف ومراحل متعاقبة. وكل مرحلة تهدف الى أعداد الطلاب للمرحلة التي تليها وتمنحهم (شهادة) رسمية بذلك . ويتسم التعليم هنا بالتنظيم وفق قواعد مقننة في الدراسة والتقويم وممارسة الأنشطة التربوية داخل المدرسة بحيث لا يتم تجاوزها أو الخروج عليها . وتعولالمجتمعات على التعليم المدرسي بالذات في القيام بوظائف أساسية في حياة الأفراد لعل في مقدمتها إعداد الأفراد للعيش في الثقافة والالتزام بفروضها ,وإعدادهم من اجل العمل والمهنة التي تناسبهم. فالتعليم المدرسي هو المنوط به تنمية قيم الانتماء الوطني وصيانة وتعزيز الهوية الثقافية للمجتمع . ومن التعريفات التي تؤكد على وظيفة المدرسة الاجتماعية: (تعريف فردينانبويسون) : هو عبارة عن مؤسسة اجتماعية ضرورية تهدف إلى ضمان عملية التواصل بين العائلة والدولة من أجل إعداد الأجيال الجديدة, ودمجها في إطار الحياة الاجتماعية . ومن التعريفات التي تنظر للمدرسة من الناحية البنيوية : (تعريف أرنولد كلوس): هو عبارة عن نسقا منظما من المعارف والقيم والتقاليد وأنماط التفكير والسلوك التي تتجسد في بنية المدرسة وفي أيديولوجيتها الخاصة . *فغرض المدرسة في الأصل في أي مجتمع هو دمج الناشة في نشاط اجتماعي تربوي ينمي شخصياتهم ويعود بالفائدة على مجتمعهم . ومن التعريفات والمفاهيم السابقة التي تناولت المدرسة يتضح انها تأتي في صدارة المؤسسات المجتمعية.
وقد أشار أحد المربين إلى ذلك بقولة :هناك خمس مؤسسات رئيسية تتولى أمر الحضارة محتفظة بماضيها وصائنة حاضرها وراعية مستقبلها التقدمي هذه المؤسسات هي: • الدين • الأسرة • المدرسة • الدولة • مؤسسة العمل .
ثانيا : التطور التاريخي لنشأة المدرسة : 1- في العصور القديمة ( قبل ظهور المدرسة ) : مع ظهور الحياة على سطح الأرض لم تكن هناك حاجة ملحة لوجود المدرسة فقد كانت الحياة بسيطة عمادها الأسرة حيث لا مؤسسات ولا منظمات ولا دولة ولا قانون , فالثقافة لم تكن بعد قد تعقدت وتشابكت . وفي هذه الظروف قامت الأسرة بكل الوظائف التي يتطلبها استمرار الحياة في هذه الأزمنة البعيدة ومنها وظيفة تعليم الأبناء وتربتهم فلا الحياة كانت تحتاج إلى فنين أو مهنيين ولا كانت هناك دولة أو حكومة تحتاج إلى موظفين وإداريين وبالتالي لم تكن هناك حاجة إلى وجود مؤسسة متخصصة لإعداد أفراد المجتمع بالصورة المطلوبة حاليا . وكانت العملية التربوية تتم بصورة عفوية في سياق الحياة دون أن يشعر بوجودها أحد وإنما كانت تجري وتناسب متطلبات الحياة . ففي تلك الأزمنة كان الأبوين هما المعلمان , والمدرسة هي البيئة التي يعيش فيها جميع أفراد الأسرة بكل ظروفها وأوضاعها ومكوناتها وكانت وسيلة التربية الموجودة آنذاك هي الممارسة العلمية والمحاولة الخطأ أما نتيجة التعليم فكانت عبارة عن خبرات مباشرة يكتسبها الأولاد مما يواجهونه من مواقف ومشكلات حياتية مباشرة .
2- ارتباط ظهور المدرسة بظهور الأديان: مع معرفة الإنسان للأديان واعتناقه لها,ومعرفته للكتابة قبل 5000 إلى 6000 سنه قبل الميلاد, ومنذ بزغ نظام الدولة والحكومة, ظهرت الحاجة إلى وجود مدارس تعمل على تدريب وإعداد الكتاب الذين تحتاجهم الدولة لتسيير الأمور الدينية والإدارية, وذلك تحت إشراف الكهنة ورجال الدين,وتعتبر المدارس السومرية والأكادية من أقدم المدارس التي عرفتها الإنسانية في تاريخها القديم,كما عرفت مصر الفرعونية أنواعا عديدة من المدارس,والتي كانت تسعى إلى إعداد طبقة رجال الدين وموظفي البلاط والدولة. وفي هذه المرحلة بدأت تظهر تنظيمات اجتماعيه تعلو فوق الأسرة كالقبيلة والعشيرة, وازداد معها كم ومحتوى الثقافة من اللغة والعادات والتقاليد والدين والقيم والفنون والآداب,وبدأت تظهر داخل العشيرة والقبيلة حاجه إلى المتخصصين بعضهم للوظائف الدينية والبعض الآخر للوظائف الاقتصادية والثالث للوظائف العسكرية والأمنية, وفي نفس الوقت بدأ الأب والأم ينشغلان بعض الشيء بأمور الحياة ويشعران بعجزهما عن تعليم الأبناء كل شئون الحياة, وأنهما إن استطاعا توفير حاجاتهم من المأكل والملبس والمسكن,فإنهما غير قادرين لتلقينهم شئون الحياة المختلفة والإجابة ع كثير من التساؤلات التي تعتصر عقولهم عن الحياة والكون وظواهره والأرواح وخالقها والخير والشر والحلال والحرام لهذا كله بدأ الآباء يبحثون عن جهة أو مؤسسه تقوم على استكمال تربيه وتعليم أبناءهم فكانت المدرسة هي هذه الجهة ولكن كانت في صوره بدائيه وليست بالصورة التي نعرفها الآن.
3- المدرسة في العصر الإسلامي: كان المسجد في صدر الإسلام هو المدرسة الأولى التي تلقى فيها المسلمون دروسهم الدينية والدنيوية ومن أشهر المساجد في التاريخ الإسلامي التي كانت تقدم التعليم لأبناء الأمة الإسلامية المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمسجد الحرام بمكة المكرمة والجامع الأزهر بمصر والجامع الأموي بدمشق وإلى جانب المسجد كانت هناك الكتاتيب وهي عبارة عن مؤسسات تربوية أدت وتؤدي دوراً تربوياً رئيسياً في تعليم النشء فنون القراءة والكتابة وأيضاً المحافظة على القران الكريم ومن غرائب الأمور أن يظل الكتاب هو المؤسسة التربوية ربما الوحيدة الذي أقيم في كل وقت وفي كل مكان وتحت أي ظروف أو نظام دونما تدخل حقيقي أو أشراف رسمي من قبل الكثير من الحكومات أو الدول الحاكمة وهذا ما يؤكد عظمة الكتاب الذي كان وما يزال من صنع الأفراد ومن جهدهم الخاص ومع تقدم الدولة الإسلامية وتطورها ظهرت الحاجة إلى المدارس وأول مدرسة بالمعنى المعروف أنشئت في الدولة الإسلامية هي المدرسة النظامية التي أنشأها الوزير السلجوقي <نظام الملك > في مدينة بغداد سنة 459هـ -1067هـ
المدرسة في أوربا الحديثة نشأة المدرسة في أوربا / • يمكن القول بأن نشأة المدرسة في أوروبا بدأت داخل قصور الملوك والأمراء تلبية لحاجاتهم الإدارية ومآربهم السياسية أو في ظل المعابد تلبية لحاجات الدينية والطائفية وأبلغ مثال على تلك النشأة هو ما قام به ملك الفرنجة ( شارلمان ) في أوائل العصور الوسطى من إحياء ( مدرسة القصر ) لتعليم الأمراء والأميرات وسائر أفراد البلاط الملكي وموظفيه كما عمل على إحياء المدارس القامة في ظل الكنائس والأديرة لتعليم رجال الدين الذين كان الجهل قد تفشي في صفوفهم إلى حد بعيد . • وفي مرحلة الثورة الصناعية الأولى التي ظهرت في أوروبا مع نهاية عصر النهضة بدأ تاريخ الإنسانية يشهد تطورا كبيرا في وجود المدارس الحديثة بالمعنى المعروف والذي نشهده بشكل كبير الآن ولقد ارتبطت هذه المدارس وما تزال بتأمين الكوادر البشرية واليد العاملة القادرة على مواكبة الإنجازات التكنولوجية والصناعية المتنامية في القرن الثامن والتاسع عشر . • أما المدرسة في القرن العشرين فقد تطورت بشكل سريع لتلاق التطور المذهل في المجتمع في كافة نواحيه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتكنولوجية والمعرفية وغيرها من مجالات الحياة حتى أن وصلت إلى الوضع والتكوين والهيئة التي نشاهدها عليها الآن ومن المنتظر أن تشهد حركة التطور الحادثة في المجال المدرسي العديد من التغيرات والتطورات وخاصة أننا بدأنا الألفية الثالثة وهناك العديد من التصورات العلمية لشكل وطبيعة المدرسة في المستقبل والتي سوف يرد تفصيلها لاحقا .
أسس التربية المدرسية: أن المدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع لتقابل حاجاته الأساسية,والمدرسة وهي تقوم بوظيفتها التربوية تستند إلى عدة أسس من بينها الاجتماعي, والأساس الاقتصادي,والأساس السياسي والأساس الأخلاقي, والأساس الثقافي, ويمكن تناول هذه الأسس بشي من التفصيل فيما يلي: 1-الأساس الاجتماعي: المدرسة(( تنظيم المجتمع)) أساسي وضروري للمجتمع الحديث,والمدرسة كتنظيم اجتماعي ربما يكون تأثيرها أكثر وضوحاً من باقي المؤسسات الاجتماعية الأخرى المشاركة في بنية المجتمع العام,وذلك نظرا ًلأهدافها المحددة, وضوابطها المنظمة, وقياداتها المباشرة,وتأثيرها الواعي والمقصود على الأفراد. فالعلاقات الاجتماعية داخل المجتمع المدرسي تتسم بنزعة إنسانية وأخلاقية, وهي في الغالب تأخذ منحيين أ-منحي التغير والتطور. ب-منحي الثبات والتمسك بالقيم والمبادئ التي تعطي المدرسة كتنظيم اجتماعي له شخصيته المتميزة. ومن ناحية أخرى فالمدرسة كتنظيم اجتماعي يطلع بوظائف مهمة في حياة الأفراد الذين يعيشون داخلة,ويشتركون معاً في صفات معينة,تجمعهم مصالح مشتركة تجعلهم يقومون بألوان محددة من التفكير والتفاعل والنشاط يستهدف إعدادهم وفق معايير وثقافة المجتمع الذي تتواجد فيه المدرسة, وتؤدي إلي إحساس بالانتماء والولاء لهذا المجتمع.
2- الأساس الاقتصادي: • نشأة المدرسة وتطورها ارتبط كثيراً بالعامل الاقتصادي, وقد بدا هذا جلياً مع قيام الثورة الصناعية الأولي في بريطانيا, التي تطلبت وجود أيدي عاملة ماهرة قادرة على استخدام عناصر التكنولوجيا الحديثة والمتطورة, وكان على المدرسة أن تنفعل بهذه المستجدات وأن تعمل على إعداد الأيدي العاملة المؤهلة والمدربة اللازمة لقطاعات العمل والإنتاج. • وتقوم المدرسة حالياً بتلبية حاجات المجتمع في مجال إعداد قوة العمل في القطاعات المختلفة, ولا نعتقد أن دور المدرسة سوف يتغير كثيراً في المستقبل في هذا المجال, ولكن سيظل دوماً دورها في إعداد العمالة البشرية المدربة والتي تحتاجها سوق العمل والإنتاج دوراً مؤثرا ووظيفة أساسية لها. • وغني عن البيان أن الأساس الاقتصادي للمدرسة هو أحد الأسس الهامة التي تستند عليها المدرسة الحديثة, وقد كان للاقتصاد الإنجليزي (( آدم سميث)) فضل السبق على المعاصرية في الإشارة إلى أهمية دور التعليم في رفع إنتاجية المتعلمين وزيادة الدخل القومي, فتنتشر نتائج إحدى هذه الدراسات أن إنتاجية العامل الأمي ترتفع بنسبة 30% بعد عام واحد من الدراسة الابتدائية وحوالي320% بعد دراسة 13 عاماً, وتصل إلى 600%بعد الدراسة الجامعية.
3/ الأساس السياسي : لكل مجتمع سياسته الخاصة بة والتي ارتضاها لنفسه والتي تحقق في النهاية أهدافه وغايته في مختلف ميادين الحياة والسياسة هي أداة المجتمع في توجيه طاقات وفعاليات أفراده نحو تحقيق أهداف منشودة ومحددة وهي بالتالي معنية بتحقيق التوازن بين جوانب الحياة الاجتماعية ومؤسساتها المختلفة والمدرسة كمؤسسة تربوية لاشك أن لها علاقة بشكل أو بآخر بالسلطة السياسية علاقات جوهرية وجدلية عميقة فالسلطة السياسية هي التي تحدد استراتيجيات العمل المدرسي ومناهجه لتحقيق أغراض سياسية واجتماعية إما قريبه المدى أو بعيدة المدى والسلطة السياسية وهي تقوم بكل هذه المهام فإنها تنظر إلى المدرسة على اعتبار أنها الوسيط بينها وبين المجتمع لتحقيق الأهداف والغايات السابقة والمتأمل للتاريخ البشري وخاصة بعد ظهور المدرسة الحديثة سوف يجد أن هناك ارتباطا كبيرا بين شكل المدرسة ومهامها وبين شكل النظام السياسي في مجتمع ومعتقداته بحيث تحولت المدرسة في كثير من الأحيان إلى أداة في يد الدولة لتنفيذ أهدافها السياسية فمثلا في المجتمعات الغربية المعاصرة تعلي المدرسة من أهداف وقيم الديمقراطية والحرية بمفهومها الشامل كما تؤكدها الدساتير والمواثيق الخاصة بتلك المجتمعات بينما في مجتمعاتنا العربية فان المدرسة غالبا ما تنطلق من أهداف وثيقة الصلة بالإسلام الحنيف وبالقيم والتراث العريق لامتنا العربية الإسلامية ونستطيع أن نجمل القول في هذه النقطة بان النظام السياسي لآي مجتمع من المجتمعات يضفي بدوره طابعه العام على النظام التربوي لهذا المجتمع ويحدد شكل ودور المدرسة السائدة فيه بل الأكثر من ذالك فانه يحدد للمدرسة وظائفها وأدوارها ويحدد مناهجها بما ينسجم مع التوجيهات السياسية والفكرية للمجتمع فالسياسة التربوية والتعليمية لمجتمع ما تحدد في إطار السياسة العامة لهذا المجتمع وتسعى هذه السياسات إلى تعزيز المعتقدات الاجتماعية السائدة وتحقيق الوحدة السياسية لكل فئات المجتمع وطوائفه
4/ الأساس الأخلاقي: • يستند عمل المدرسة إلى أساس أخلاقي يتمثل فيما تضطلع به من دور في تنمية وتعزيز القيم الخلقية لدى الناشئة ويتم ذالك إما بطرق مباشره أو بطرق غير مباشرة على النحو التالي • الطرق غير المباشرة للتربية الخلقية والتي من بينها: • أسلوب القدوة من المعروف تربويا أن الأطفال والمراهقين يتعلمون كثيرا من الأخلاقيات عن طريق تقليدهم ومحاكاتهم الكبار بطريقة واعية وتستطيع المدرسة أن تقوم بدور مؤثر في إكساب التلاميذ القواعد الأخلاقية وذالك من خلال القدوة التي تتمثل في نموذج المعلم أو من حلال القدوة التي توجد في المناهج التعليمية المختلفة أو من خلال قدوة العلاقات الاجتماعية السائدة داخل المجتمع المدرسي ففي هذه العلاقات تتجسد نماذج كثيرة للقدوة التي يمكن للتلاميذ تمثلها والاقتداء بها. • التوجيه إلى النماذج الخلقية وتستطيع المدرسة القيام بدور رئيس في هذا المجال من خلال النماذج الحية الملموسة والمستمدة من المواقف الحياتية التي تقدم للتلاميذ في مراحل التعليم المختلفة بحيث تتفق هذه النماذج2مع مستوى النمو العقلي والوجداني للتلاميذ فتبدأ بالنماذج الحسية في المراجل الأولى إما في مرجله المراهقة حيث تتسع دائرة معارف الفرد فيمكن أن تكون النماذج المقدمة للتلاميذ من خلال وسائل أكثر تجريدا وعمومية • طريقة التقييم الذاتي وتتم هذه الطريقة من خلال تنمية القيم الأخلاقية لدى التلاميذ بدعوة معلميهم لهم بأن يقوموا بتقويم ذواتهم عن طريق تقدير انجازاتهم الخلقية سواء في المجتمع العام أو في المجتمع المدرسي وتقدير علاقاتهم ببعض بهدف أن يصل المتعلم بنفسه إلى تحديد مواطن القوة ومظاهر الضعف في أدائه الخلقي والاجتماعي.
الطرق المباشرة لتربية الخلقية: هناك مجموعة من الطرق المباشرة تستطيع المدرسة إن تقوم بها لتنمية القيم الخلقية لدى تلاميذها ومن بين هذه الطرق ما يلي: 1-المناهج التعليمية: حيث تعد أهم أوجه وسائل إكساب التلاميذ الأخلاقيات الفاضلة ويتلخص دور المناهج التعليمة في هذا الشأن في توفير المواقف المربية التي ترمي إلى تشكيل قواعد السلوك الاجتماعي فتعليم الأخلاقيات من خلال المواد الدراسية المختلفة يتيح للتلاميذ فرصا شتى لاكتساب هذه الأخلاقيات فعن طريق العلوم الطبيعية والبيولوجية مثلا تتاح مواقف كثيرة يمكن إن يتعلم منها التلاميذ أخلاقيات المحافظة على الصحة من الأمراض المختلفة الناجمة عن الزنا كالزهري والسيلان والايدز وغيرها من الإمراض الفتاكة بالإنسان كما تتيح الدراسات التاريخية ولاجتماعية للمتعلمين إكسابهم أخلاقيات الحرية والجهاد ومعرفة سنن الله في تصاعد وانطفاء الحضارات. 2-المواقف التعليمة الأخلاقية المخططة: وفيها يستخدم خطاب تربوي موجه هدفه أن يتبادل المعلمون فيما بينهم التأثير في البناء الخلقي وفي السلوك العملي لتلاميذ وذلك بإتاحة الفرصة لتعميم خبرات تربوية مخططة وهادفة إلى تنمية قيم خلقية بعينها يتوخاها المجتمع.
رابعا : خصائص المجتمع المدرسي ومكوناته: تنبثق خصائص وسمات المجتمع المدرسي من طبيعة الوظيفة التي يقوم بها ,وتستهدف في نهاية تنمية شخصية ذلك الإنسان في إطار ثقافة مجتمعه ومن هنا يمكن تحديد خصائص وسمات المجتمع المدرسي على النحو التالي : • أن المجتمع بيئة تربوية مبسطة تعمل على تبسيط الثقافة وتنظيمها في شكل برامج .. • إن المجتمع المدرسي بيئة تربوية ضابطة يعمل على تنقية الثقافة مما يعلق بها من شوائب.. • إن المجتمع المدرسي بيئة تربوية موسعة للخبرات تزود التلاميذ بمجموعة من الخبرات .. • كما وان المجتمع بيئة تربوية صاهره تعمل على تحقيق الانسجام بين الأفكار ومشاعر أفراده بغض النظر عن خلفياتهم الطبقية او الاجتماعية .. • هذا بالإضافة على إن المجتمع المدرسي بيئة تربوية إنسانية تسود فيها العلاقات الاجتماعية الموجة بين أفراد والجمعات المدرسية المختلفة ...
5- الأساس الثقافي: تستند المدرسة إلى مجموعه من الأفكار والمفاهيم والقيم والتقاليد التي تشكل في مجموعها الإطار الثقافي أو الأساس الثقافي الذي تتحرك المدرسة بداخله ولهذا السبب فان المدارس تختلف وتتنوع بحسب إطارها الثقافي الذي تنشا فيه,وكما سبق ذكره فان المدرسة تأخذ شكلها العام من الثقافة العامة للمجتمع الذي توجد فيه, فالمدرسة الأمريكية تتطبع بالثقافة الأمريكية و المدرسة العربية فهي بلا شك لها طابعها الخاص الذي يميزها عن الباقي المدارس في الثقافات الأخرى,وذلك على الرغم من محاولات تغريبها ألا انه سيظل لهذه المدرسة خصوصيتها التي تنبع من الثقافة العربية بعناصرها المعروفة : دينا ولغة وقيما وأسلوبا للعيش والحياة . هذا وتعتمد الدول على اختلاف مستوياتها وأنظمتها على المدرسة في نشر الثقافة الأم التي يشترك فيها كافة طوائف المجتمع وعناصره وهي في هذا تعمل على إزالة التناقضات الاجتماعية والعرقية والجغرافية , وهي التناقضات التي تعيق تحقيق وحدة المجتمع السياسية والاجتماعية والثقافية , ولهذا فان كافة الدول حريصة على تقديم ثقافة وطنيه واحدة لكافة أبناء الأمة خاصة في المراحل الأولى من العمر.
إشراف : إعداد الطالبات: أبرار العبيد آلاء البراك بلسم العتيبي. حصة الخميس. خلود الجحلان. رابعة الربيعة. راوية الفرحان. ريم الاحيدب. سناء المطيري. عهد العتيبي. مرام الدوسري.