380 likes | 800 Views
نبذة تاريخية عن المرأة في عــدن. الماضي والحاضر. المقدمــــة.
E N D
نبذة تاريخية عن المرأة في عــدن الماضي والحاضر
المقدمــــة • تميزت عــدن من بين المدن اليمنية بمشاركة ملموسة للمرأة في تطوير حياة المجتمع , حيث أمتدت المشاركة عبر أجيال من الرائدات في كلٍ من المجالات الإجتماعية حملت الرائدات مشعل العطاء الخصب الذي أثمر مسيرة مستمرة للمرأة على المستوى الساحة اليمنية , وكان لرائدات تعليم الإناث في عدن بصمات واضحة في شق ظلام الجهل. • ويمكن أن نسجل هنا مارواه لنا التاريخ وحفظته الأجيال لرائدة الرائدات اليمنيات في مجال تعليم اليمنيات في مجال تعليم الإناث, إنها السيدة المربية الفاضلة نور حيدر سعيد عثمان , كما إننا لاننسى من تتلمذن على يديها مدرساتنا القديرات المجوهرات النادرات اللاتي رصعن مع الجوهرة الأم نور خاتم بصمة الأنثى اليمنية في مسيرة العطاء اليمني الذي لاينبض منذ بلقيس وأروى الصليحية وغيرهن كثيرات.
المرأة في عقد العشرينات • في حوالي فترة العشرينات ومن ظلام الجهل والفقر أنبثق نور العلم تحمل مشعلة نور بنت حيدر , طفلة لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها علمها أبوها أبجديات التعليم , فجمعت حولها تحت شجرة السمر بنات في عمرها تهديهن ماحصلت عليه من مبادئ القرأة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم. • إن البعض الأخر يراه عيباً أو خارجاً عن التقاليد , ولكن ألتفت حول نور مجموعة من عطاشى العلم , ساندتها بل وأصبحن يؤيدن مهمة التدريس معها . • أمام هذا الإصرار للفتيات تجاوب المجتمع , فكان أن جاءت المساندة في تشييد مدرسة في منزل صغير عام 1925 م بالشيخ عثمان أو ماسميأنذاك ” بالمنضرة ” يمتلك هذه المنضرة حمود حيدر. • كانت هذه المدرسة تعد معانة من إدارة المعارف , وقد أدارتها نور حيدر بمساعدة أختها لولو , ودرسن معها تلميذاتها , إضافة إلى أخريات أنضمن إلى الركب لتلقي العلم والتدريس .
المرأة في عقد الأربعينات • في عام 1941م تطور الحلم إلى مدرسة إبتدائية للبنات بناها رجل الأعمال الأجنبي المعروف آنذاك ” البس ” فكانت أول مدرسة حكومية تشرف عليها مباشرة ماسميت بإدارة المعارف , وسميت المدرسة الشمالية بالشيخ عثمان. • كانت الرائدة نور مديرتها ومساعدتها أختها لولو , ودرسن معها مدرسات المدرسة الأهلية , كما أنضمن إليهن أخريات يعرفهن جيلنا اليوم كمدرسات وتربويات قديرات منهن : لولوباحميش – نجيبة حاتم – خوله معتوق. • وقد عملن هؤلاء كمدرسات مع التعلم في الصف الرابع الذي كان أعلى صف للمرحلة الإبتدائية آنذاك. • وفي منطقة كريتر جاءت المساندة من سلطان لحج , حيث أفرد السلطان العبدلي من قصر المسمى ” قصر الشكر ” جزء أنشئت به أول مدرسة إبتدائية للبنات في كريتر عرفت بين الأهالي بمدرسة البراق , ورسمياً في بعض المراجع بالمدرسة العربية , وكان هذا العمل الجليل دعماً لإستمرار تطور وإنتشار تعليم الفتاة في عــــدن.
المرأة في الخمسينات • بفضل المثابرة للرائدات الأوائل في طلب العلم , أمكن للفتيات أن ينتزعن مدارس متطورة للتعليم المتوسط في مناطق الشيخ عثمان والمعلاوكريتر. • ففي المدرسة الشمالية بالشيخ عثمان أرتفع عدد السنوات الدراسية إلى الصف الخامس عام 1950م وعدد الطالبات ( 163 ) طالبة تدرسهن و (6) مدرسات يمنيات. • في كريتر فتحت مدرسة للبنات وأنتقلت إليها الصفوف الأربعة الإبتدائية من المدرسة العربية ” مدرسة البراق بقصر الشكر ” وتولت إدارتها التربوية المعروفة حليمة خليل وبهذا صارت المدرسة العربية تضم الصفين الخامس والسادس كنواة لمدرسة متوسطة تستقبل خريجات المرحلة الإبتدائية من مختلف المناطق , وتولت إدارة هذه المدرسة ” مس ووكر ”وهي بريطانية الأصل ومعها مدرسات مصريات.
ماأن أنتصف عقد الخمسينيات حتى ظهر ت نواة التعليم الثانوي للبنات في اليمن ” ثانوية البنات بخورمكسر ” عام 1955م وعملت بها مدرسات عربيات وبريطانيات ويمنيات من عدن . • مع نهاية العقد الخامس كان إجمالي المدارس الإبتدائية للبنات (7) مدارس ضمت حوالي ( 3170 ) تلميذة. • تدريب المعلمات في الداخل والخارج توازي تطور تعليم الإناث مع تأهيل المعلمات اليمنيات في معاهد التدريب في عدن , إلى جانب إيفاد بعض الفتيات إلى الخارج فقد بلغ عدد المتدربات في الداخل عام 1950م ( 11) متدربة. وفي عام 1947م غادرت عدن أول دفعة مكونه من ( 4 ) طالبات إلى مصر للتدريب في مدرسة المعلمات الأولية , وكما أرسلت مجموعة من الفتيات عام 1948م إلى السودان للتدريب في كلية المعلمات بام درمان.
المرأة في عقد الستينات • في عقد الستينات أشتدت رياح الثورة والكفاح المسلح لإخراج المستعمر البريطاني. • ونظراً لهذه الأحداث فقد شهدت عــدن تباطؤ في التوسع المباني المدرسية الحكومية حيث لم تضاف إلى المدارس الإبتدائية للبنات سوى مدرسة واحدة , فواصل عددها إلى ثمان مدارس هي: الميدان , الطويلة , الشيخ عثمان الشمالية , الشيخ عثمان الجنوبية , التواهي الشمالية , التواهي الجنوبية , المعلا وعــدن الصغرى. • ضمت مستهل عام 1967م (5803) تلميذة تدرس لهن (210) معلمة , بدأ نظام الدراسة على فترتين في المبنى الدراسي الواحد. • وبالنسبة للمدرسة المتوسطة للبنات فلم يزداد العدد عن ثلاث مدارس ضمت حوالي (2044) تلميذة في يناير 1967م تدرس في (925) معلمة , وكان عدد المدارس الثانوية بها حوالي (1145) طالبة.
المرأة في عقد السبعينات • إذا كان حجم القبول للفتيات في المدارس لم يتوافق والطموح عشية الإستقلال الوطني وجلاء المستعمر إلا إنه في بداية عقد السبعينات شهدت عــدن إرتفاعاً كبيراً لمشاركة الفتاة في التعليم , حيث بلغت نسبة مشاركة الفتيات في التعليم الإبتدائي عام 71/72م (67.9%) في المرحلة الإبتدائية , وفي المرحلة الإعدادية (22.4) , وفي النصف الثاني من هذا العقد بلغت النسبة ( 83%) عام 77/78م فاقت بذلك ماحققة الذكور من نسبة إلتحاق بالمدرسة الموحدة (71%) كما شهد التعليم الثانوي بداية توسع حيث زادت مدرسة البنات إلى (4) مدارس في العام الدراسي 74/75م. • كان من ملامح عقد السبعينات ظهور التعليم العالي الجامعي , حيث أنشأت كلية التربية العليا في العام الدراسي 70/71م وكانت نواة الجامعة عدن التي أسست في العام 1975م , ولم تتخلف الفتاة اليمنية في عدن عن الإلتحاق بالتعليم الجامعي وإن بدأت مشاركتها بإعداد ضئيلة في الأعوام الأولى إلا أنها اليوم تقتحم جميع الكليات بتخصصاتها المختلفة طالبة ومدرسة , وبذلك أصبح طلب التعليم من قبل الفتاة سواء في الداخل أم في الخارج مكفولاً لها.
الدور الذي لعبته المرأة • أي دور لعبته المرأة في عدن وأستطاعت أن تقدم من خلاله خدمات إجتماعية لأبناء وبنات جنسها سواء في النطاق الضيق لمدينة عــدن أو على طريق اليمن الواحد. • ماذا قدمت لبلادها في ميدان التعليم وفي حقل الثقافة داخل الحركة الوطنية وعلى طريق المساواة مع الرجل في الحقوق السياسية والإقتصاديةوالإجتماعية والثقافية , منذ ان نشطت حركة التعليم في عــدن أثر عودة الكثير من الخريجين ممن درسوا على نفقتهم الخاصة في الخارج خلال الثلث الأول من هذا القرن , حتى أخذوا يطالبون بإصلاح التعليم في البلاد. • مادور المرأة في عــدن في مجال العمل والإبداع سواء في التعبير عن وجودها,أو في ممارسة نشاطها الإجتماعي والثقافي للنهوض بمكانتها في سياق تعزيز مكانة ودور المرأة اليمنية , ورفع مستوى الوعي في محيطها الإجتماعية بما يمنحها دور الريادة ؟
النهضة العربية والحديثة وإنعكاساتها على تحرير المرأة • خلال مراحل متعددة وبطيئة من نمو القوى الإقتصادية في مجتمع متخلف كالمجتمع العربي يليه اليمني أن تحظى جميع القيم والتقاليد السائدة بتطور سريع للإنتقال إلى واجهة العصر . . . وذلك لما للقيم الإنسانية التي شكلت طبيعة الظروف الإقتصادية في المجتمعات الغربية من دور رئيسي في النهضة الأوروبية الحديثة , وقد تميزت بإستيعاب كافة الطاقات العاملة بما في ذلك المرأة التي هيأت لها تلك الظروف حظا وافراً من التعليم التعالي الذي أفضى إلى الكشف عن قدراتها ومواهبها لتأخذ مكانتها من خلال مشاركتها للرجل جنباً إلى جنب في معركة صنع الحياة. • إن تعزيز مكانة ودور المرأة العربية , مثلما كان دور المرأة اليمنية في عـدن خلال النصف الأول من القرن العشرين , إنما يخضع لقوانين حركة تطور المجتمع.
الحياة الإقتصادية والإجتماعية في عــدن وإنعكاسها على الثقافـة • في عدن , كان نمو الطبقة البرجوازية الصغيرة ( العربية ) في الحقبة الممتدة بين الأربعينات والخمسينات قد حلت محل الطبقة البرجوازية الإنجليزية الأجنبية. • كان قد شكل عاملاً من عوامل النهوض الإقتصاديوالإجتماعي . . . فبرزت القوى الإجتماعية إلى سطح الحياة وفي هذا الوقت يكتب السيد أحمد زين السقاف : ” إن عدن قد تقدمت كثيراً عما كانت عليه منذ عشرين عاماً في ناحيتين فقط هما الناحية الثقافية والناحية العمرانية. • فقد كانت قبل عشرين عاماً خلوا من الصحافة والشباب المثقف والحركة الفكرية والمدارس ذات الأهمية . • أما اليوم فالحركة الفكرية تبشر بخير عميم ومن بوادرها هذه الصحف النشيطة ذات الأهداف والمبادئ. • ومن بوادرها هذا التسابق في طلب للعلم وإغتراب الشباب في سبيله وإنشاء المدارس من أجله.
ومن بوادرها الأندية الكثيرة والجمعيات والمؤسسات الخيرية , كل هذا يدل دلالة قاطعة على أن عدن قد تقدمت ثقافياً أما الناحية العمرانية وأن من مظاهر تقدمها هذه البيوت الأنيقة والمحلات التجارية الفخمة والعمارات ذات الطبقات الكثيرة . • بالإضافة إلى بعض المؤسسات الحكومية ككلية عدن ومسبح البلدية بحقات وغيرها من المؤسسات العامة. • كان هذا العرض والتحليل الواعي لمظاهر الريادة في التقدم الذي لمسته عدن وتميزت به عن غيرها من المدن اليمنية قد سطره ”السيد أحمد السقاف“ في منتصف الخمسينات... عير أن الدكتور طه حسين الأديب العربي يكتب قبل هذا التاريخ (في منتصف الأربعينيات) فيقول:
” أما اليمن فهي أشد البلاد العربية محافظة على قديم القرون الوسطى, ومن غريب أمر اليمن إنها ظلت طوال القرون الوسطى أكثر البلاد العربية حظاً من العلم والأدب في حواضرها , وكان يرجى أن تكون أسرع البلاد العربية إلى الأخذ بأسباب الحياة الجديدة. • لكنها الآن ربما كانت أشد البلاد الإسلامية كلها تمثيلاً للحضارة القديمة والأدب القديم , ولكن الحضارة الحديثة المادية قد أستقرت على سواحل اليمن ولابد من أن تقتحم الأبواب المغلقة ولن تستطيع اليمن منذ الآن أن تقاوم هذه الحضارة. • والحقيقة إن طه حسين كان يشير إلى النهضة الإقتصادية التي أخذت تشهدها مدينة عــدن في مطلع تلك الحقبة المبكرة من الأربعينيات وهي حضارة تسير بإنفتاح ثقافي على الحضارة الأوروبية بكل وجوهها ويعزي ذلك إلى الوسائل الحديثة التي بدأت تفردها لسائر بلدان العالم كالسيارات والبخار والتلغراف والتليفون والكتب المطبوعة والصحف والمجلات والسينما.
دور المرأة في تنمية المجتمع • حين ننظر إلى الدور الذي تقوم به المرأة في التنمية، لا بد أن ننظر إليه في إطار التنمية الشاملة بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وفي إطار التنمية المستهدفة القائمة على الأصالة والتجديد الحضاري. و تجزئة الدور في هذا الفصل إلى عدة أدوار هو بغرض التوضيح، وتفسير إلى أي مدى تستطيع المرأة أن تشارك وتساهم بفعالية في التنمية، وما العوامل التي تؤثر في معدلات إسهام المرأة في التنمية في ظل المتغيرات والتطورات التي طرأت على هذه المجتمعات ؟ وما العوامل التي تواجه المرأة للقيام بهذه الأدوار وتعوق اندماجها والتزامها بالمشاركة الحضارية الكاملة في صناعة الحياة بكل أبعادها بدءاً من حقها الطبيعى في حرية الحركة والانتقال، إلى ذروة التأثير في صنع القرار والإسهام في تحديد المسار.
المرأة في الإقتصاد • سطّرت المرأة في العصور القديمة والحديثة وخاصة في المجتمعات الإسلامية أسطراً من نور في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة وراوية للأحاديث النبوية الشريفة. • وإلى الآن ما زالت المرأة في المجتمعات الإسلامية تكد وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، فهي الأم التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه اقتصادياته، وهي بنت أو أخت أو زوجة، وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل من خطورته. • ولكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع، وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها، وعلى دخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة(2).
ومنذ بداية العقد العالمي للمرأة (1985-75) وحتى مؤتمر بكين 1996، بدأ الاهتمام العالمي بقضية تنمية المرأة وتمكينها من أداء أدوارها بفعالية مثل الرجل، والمشاركة في اتخاذ القرار في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد واكب هذا الاهتمام العالمي اهتمام كثير من الدول والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية، وذلك من خلال عقد سلسلة من الندوات والمناقشات وأوراش العمل والمؤتمرات، كان آخرها منتدى قمة المرأة العربية بالمنامة في أبريل 2000، مروراً بمؤتمر القمة الأول للمرأة العربية "القاهرة 2000"، ومؤتمر القمة الاستثنائية للمرأة العربية بالمغرب "نوفمبر 2001"، بالإضافة إلى عدة منتديات حول المرأة والسياسة، والمرأة والمجتمع، والمرأة والإعلام، والمرأة والاقتصاد، والمرأة في بلاد المهجر، التي عقدت في عدة دول عربية. • ولقد أكدت وأوصت جميع هذه المنتديات بكافة صورها على ضرورة دعم دور المرأة ومكانتها ومنحها حق العمل في الميادين كافة، انطلاقاً من أهمية مكانة المرأة في المجتمع ودورها في تحقيق استقرار الأسرة. • هو كل نشاط اقتصادى تؤديه المرأة داخل أو خارج المنزل بهدف إشباع احتياجات الأسرة أو المجتمع من خلال تحقيق فائدة اقتصادية، بمعنى أن هذا النشاط له قيمة اقتصادية يمكن قياسها أو تقديرها.
الإسلام وعمل المرأة : • تتمتع المرأة في الإسلام منذ أربعة عشر قرناً بشخصيتها الاقتصادية المستقلة وحريتها الكاملة في التصرف بأموالها دون إذن زوجها، لأنها في هذا كالرجل سواء بسواء، وكذلك لها أن تبيع وتُتاجر وتعقد الصفقات وتؤجر البيوت وترهنها، ولها الحق في أن تمتهن أي مهنة تحبها وتختارها، ولها أن تنتخب وتُنتخب في أي مجلس تشريعي أو سياسي أو اقتصادي، ولها أن تتولى القضاء بل لها أن تفتي في الناس بأحكام الشريعة إذا كانت عليمة بها، مثلما كانت السيدة عائشة أم المؤمنين تفتي الصحابة في المسائل التي عرفتها وغابت عنهم، أي أن الدين الإسلامي أجاز عمل المرأة في كافة المهن بما يصون كرامتها ولا يسيئ إلى أنوثتها، وأن الله يثني على من يتلقى أجراً نظير عمل، فالعاملون والعاملات لهم عند ربهم أجر عظيم، وفضلاً عن ذلك فإن الله يساوي بين الجنسين إذ يقول : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجز ينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } (سورة النحل، الآية 97)، والحديث الشريف يقول : >إنما النساء شقائق الرجال<، فالمرأة في الشريعة شقيقة الرجل، لها مثل حقوقه داخل الأسرة وخارجها، ولها مثل الذي عليها بالمعروف، تلك هي بعض المعالم الرئيسة في نظرة الإسلام إلى المرأة.
معدلات مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي : • إن المعلومات والبيانات المتاحة عن عمل المرأة لا يمكن اعتبارها كاملة، وليس كل المتاح ملائماً لكل أنواع التحليل والدراسة، ومن المعروف أن دولاً كثيرة لا تتوفر لديها البيانات الضرورية عن إسهام المرأة في قوة العمل حسب التصنيفات التي تعكس هذه الإسهامات. • وتشير الإحصاءات إلى أن المرأة المسلمة تسهم في تطوير بلدها رغم أن نشاطها الاقتصادي أقل من نشاط النساء في البلدان المتقدمة وذلك لأن الإحصاءات الرسمية في البلدان الإسلامية لا تعكس إسهام المرأة الفعلي نظراً لاستناد هذه الإحصاءات إلى تقديرات، ولا تأخذ في اعتبارها إسهام المرأة الفعلي في النشاط الاقتصادي، وخاصة في المجال الزراعي والرعوي والحرفي وتهميش هذا النشاط لأنه خارج القطاع المنظم.
وتأخذ أشكال إسهامات المرأة الاقتصادية من خلال الأنشطة والأعمال التي تؤديها سواء داخل المنزل أو خارجه صوراً عديدة، منها إسهامات مباشرة وهي تبدو في شكل مادي كأجور أومرتبات تحصل عليها أو أثمان سلع ومنتجات تبيعها، أو ربح تحصل عليه من صناعة بعض المصنوعات اليدوية، أما الإسهامات غير المباشرة فتمثل قيمة المواد التي تنتجها المرأة وتستهلك داخل المنزل، وهذا يعد قيمة نقدية تساهم بها المرأة في ميزانية الأسرة وتشارك في تحسين مستوى الأسرة المعيشي. • وينبغي الإشارة إلى أن معدلات إسهام المرأة في النشاط الاقتصادي داخل قوة العمل تتباين بشكل كبير بين بلدان العالم الإسلامي، وتتباين أيضاً في الأقطار العربية في نطاق قطاعات النشاط الاقتصادي المنظم وغير المنظم، بالإضافة إلى أنها تختلف في الدول نفسها بين الحضر والريف، وبين فئات العمر، وترجع هذه الاختلافات إلى العوامل الاجتماعية والثقافية الخاصة بهذه المجتمعات.
معدلات مساهمة المرأة في القطاع الاقتصادي غير المنظم : • من المعروف أن كثيراً من الأنشطة التي تؤديها المرأة تستثنى عادة من إحصاءات القوى العاملة والدخل القومي، وخصوصاً الأعمال التي تقوم بها المرأة في الريف وفي التجمعات البدوية والرعوية، وهي أنشطة اقتصادية تسهم في دخل الأسرة والدخل القومي، ويتراوح معدل عمل المرأة في بلدان العالم الإسلامي والدول العربية في المجال التجاري والزراعي والحرفي والرعوي، وتحضير الطعام وحفظه بين 60%، ويمثل أيضاً 70% في المشاريع الاجتماعية الصغيرة وكل الأعمال المنزلية تقريباً التي تتضمن في بعض البقاع حمل الماء والإنتاج الزراعي والحطب وغيرها من الأنشطة في القطاعات غير المنظمة.
والخلاصة أن المشتغلات من النساء تتركزن في قطاعات اقتصادية معينة ومهن محددة في قطاع الخدمات، كما أن نصيبهن من بعض الأعمال التي تدر أجراً عالياً ما زال هزيلاً وغير متساو مع أجور الرجال. وعلى وجه التحديد يتركزن في أعمال التشييد والبناء والأعمال الزراعية وأعمال النظافة في البيوت. • ويختلف إقبال المرأة على العمل أو حتى الرغبة فيه وفقاً لبعض الاعتبارات الاجتماعية والثقافية، فالمرأة غير المتزوجة قد تقبل أعمالاً لا تقبلها المرأة المتزوجة، أو بالأحرى لا يسمح لها اجتماعياً أن تمارسها، بالإضافة إلى أن الوضع الطبقي يلعب دوراً أساسياً في قبول العمل أو رفضه. وعلى الرغم من ذلك فقد أكدت الدراسات إخلاص المرأة في مجالات العمل المختلفة ومساهمتها الفعالة في التنمية. • ونظراً إلى أن المساهمة في سوق العمل ليست المقياس الوحيد لقياس مدى المساهمة في التنمية عموماً، فإننا نحتاج إلى إيجاد مفهوم مختلف تماماً لتقييم مساهمة المرأة المسلمة في الأنشطة الاقتصادية والتخطيط لمستقبلها في هذا الإطار.
وقد شجعت البرجوازية العدنية مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي والتجاري، وكان معظم النساء اللاتي شاركن في الأنشطة الاقتصادية والتجارية والثقافية في مدينة عدن من قريبات البرجوازية العدنية ذات الأصول غير العربية ومن قريبات كبار موظفي الإدارة الاستعمارية. • ومع ذلك فإن البرجوازية العدنية لم تطالب بمنح المرأة حق المشاركة السياسية، ويمكن الإشارة هنا على سيبل المثال إلى كتاب محمد علي لقمان "لماذا تقدم الغربيون" والذي يشير فيه إلى أن تقدم الغربيين يرجع إلى رقيهم الأخلاقي وإلى تخلصهم من العادات والتقاليد الجامدة، وأن تخلف الشرق يرجع إلى تمسكه بالتقاليد المعوقة للتطور، وقد أشار إلى التقاليد المرتبطة بقضايا وأوضاع ومكانة المرأة، ومع ذلك لم يشر إلى المشاركة السياسية للمرأة ولم يطالب بها.
التعليم والتدريب : • لاشك أن التعليم يسهم في تغيير أوضاع المرأة بشكل كبير، ويضمن لها مستقبلاً أفضل. ويتوقف مدى إسهام المرأة في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على ما حصلت عليه من تثقيف وتأهيل، حيث يزيد التعليم والتدريب من إمكانية المرأة على العمل ورفع مستوى توقعاتها في الحياة، ويخفّض نسبة الخصوبة، ويزيح التقاليد الخاطئة، وهذا ما تبرزه الإحصائيات إذ تبين أن نسبة مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي ترتفع مع ارتفاع المؤهل العلمي الذي تحصل عليه، وأن انتشار التعليم والحاجة إلى عمال مهرة على حد سواء للاضطلاع بالمشاريع الواسعة التي يجري تنفيذها في كل البلدان الإسلامية سوف ييسران انضمام المرأة إلى قوة العمل، ففي البحرين لم تشترك المرأة بصورة فعالة في القوى العاملة، إلا بعد أن منحت فرصة التعليم ثم العمل بمهنة التدريس ثم العمل في مجال التمريض.
مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن أنشئ عام 1998م بمثابة مدماك علمي لمنظومة المراكز العلمية في الجامعة ، وله تخصص علمي مختلف جدير بالاهتمام كونه يهتم بمجال كاد يكون مفقوداً قبل الوحدة ويُعنى بمستقبل شريحة اجتماعية مهمة في المجتمع وهي المرأة - نصف المجتمع - التي ظلت طاقة معطلة أسيرة الاقتصاد المنزلي والخدمي الذي لا يمت بصلة للاقتصاد الوطني والقومي .. كما جاء هذا المركز ليضع حداً لعملية الإهمال والقصور الذي سببه بالأساس المرأة نفسها التي ظلت مترددة في الأخذ بالمبادرة لنيل حقوقها وتفعيل طاقتها المعطلة.بدعم من الحكومة بادرت جامعة عدن وبمساعدة المنظمات الدولية المانحة ومسئولي التعليم العالي في اليمن ودول مثل هولندا بإقامة هذا المركز المتخصص بتطوير قدرات المرأة اليمنية، وبدأت ثمراته الايجابية تظهر جلياً وبصورة ايجابية في تطوير المرأة وتهيئتها لأخذ دورها الفاعل في المجتمع والتنمية بشكل عام بعد أن ظلت فترة طويلة غارقة في السلبية مترددة في اخذ زمام المبادرة وجاء إنشاء المركز ليجسد طموحاتها ..هناك بعض الثغرات التي تقف أمام هذا المركز وأهمها غياب التجاوب والتنسيق من بعض المؤسسات النسوية والعلمية بالتفاعل والعمل المشترك مع المركز في مجال تفعيل قدرات المرأة والمشاركة في عملية التنمية.
مساهمة المرأة في التنمية الاجتماعية والثقافية • يرجع اهتمامنا بالدور الاجتماعي والثقافي للمرأة إلى إيماننا بالبيئة التي يعيش فيها الطفل في السنوات الأولى من عمره، وعلى نموه مستقبلاً، فالمرأة تلعب دوراً رئيساً في تنمية الموارد البشرية الصغيرة، فالأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى لتربية الطفل وتنشئته، فيها يوضع حجر الأساس التربوي حيث يكون الطفل عجينة طيعة يتقبل التوجيه ويتعوده ويلتقط ما يدور حوله من صور وعادات وتقاليد وثقافة البيئة التي يعيش فيها، وفيها أيضاً يتعلم مبادئ الحياة الاجتماعية والمعارف والعادات الصحية السليمة. • ورعاية المرأة لأبنائها تبدأ قبل ميلادهم، وذلك من خلال اختيارها التغذية السليمة المتكاملة التي تفيد صحتها أثناء الحمل والرضاعة، وذلك وقاية وحماية للأطفال، حتى لا يتعرضون في هذه المرحلة إلى تأخر النمو أو قلة الحيوية ونقص المناعة، وزيادة القابلية للأمراض المعدية، ليعيشوا رجالاً أصحاء أقوياء.
وتنمي المرأة طاقات أبنائها عن طريق إشراكهم في ممارسة الرياضة، وكذلك تنمية الوعي الفكري والثقافي لديهم، وتوعيتهم دينياً وسياسياً حتى لا يقعوا فريسة لموجات التطرف، وترسخ فيهم القيم والسلوك والعادات الإسلامية المطلوبة، وهذه التنمية والتربية تقوم على أساس المساواة بين الذكور والإناث، فكل ما يتلقاه الطفل من عناية ورعاية وتنمية في السنوات الأولى من عمره يشكل أقصى حد ما سيكون عليه عند بلوغه. ودور المرأة لا ينحصر في ذلك فقط بل يتعداه إلى ما تقوم به من أعمال الاقتصاد المنزلي الخاصة بترتيب المنزل وتنظيفه، وتصنيع الغذاء، وتوزيع دخل الأسرة على بنود الإنفاق المنزلي، كما أنها في بعض الأحيان تتحمل المسؤولية كاملة في حالة غياب الزوج أو وفاته، هذا بالإضافة إلى عملها خارج المنزل. • وتعتمد درجة إسهامات المرأة الاجتماعية والثقافية على مدى الخدمات المقدمة من المجتمع التي تساعدها على القيام بهذه الأدوار، وتتمثل في منشآت للخدمات الاجتماعية كالوحدات الاجتماعية، ودور الحضانة، ومراكز التدريب والتكوين المهني، ومكاتب التوجيه والاستشارات الأسرية، ومراكز الخدمات الصحية المتمثلة في المستشفيات العامة ومستشفيات الولادة، ومراكز رعاية الطفولة والأمومة، والمستوصفات، ومراكز تنظيم الأسرة، ومنشآت الخدمات الثقافية التي تمثلت في وسائل الإعلام، والمكتبات، والأندية الرياضية والاجتماعية.
وليست المرأة في حاجة إلى الخدمات فقط، ولكنها في حاجة أيضاً إلى إعدادها الإعداد الجيد وتمكينها من القيام بكل هذه الإسهامات، فإذا كان المجتمع يريد الاستفادة من مساهمة النساء كاملة في التنمية، فعليه أن يساعدهن على أداء دورهن بالإعداد والإجراءات التي تساعدهن على تحمل مسؤوليتهن، ويتضمن هذا الإعداد إلمامهن بالمعلومات الكافية في النواحي الصحية والثقافية والبيئية، كما يتضمن هذا الإعداد تنمية مهاراتهن على استخدام هذه المعلومات في كل نواحي الحياة، وتدعيم اتجاهاتهن، وإيمانهن بأهمية دورهن في تنمية مجتمعهن وتنمية الوعي الثقافي لديهن لتتعرفن على ما يدور حولهن في العالم المحلي والخارجي، ولتعرفن حقوقهن وواجباتهن، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق المزيد من الخدمات التعليمية والبرامج الثقافية المقدمة للمرأة.
قبلة محمد سعيد أوراس سلطان ناجي
راقية حميدان هدى علي البان
إعتدال ديريه رضية شمشير
د.إسمهانالعلس خوله محمد شرف
مشاركة أوسع و تمكين أكبر للمرأة في كافة الميادين أولا: تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية و العامة 1- تشجيع زيادة مشاركة المرأة في الحياة السياسية بما يمكنها من الفوز بنصيب أكبر في المقاعد البرلمانية و المحلية. 2- زيادة نصيب المرأة في شغل المناصب الوزارية و الدبلوماسية و القيادية في مؤسسات وأجهزة الدولة و منظمات المجتمع المدني. 3- إزالة مظاهر التمييز و الاختلالات المؤسسية و التشريعية التي تحد دور المرأة في عملية التنمية. 4- دعم القدرات المؤسسية للمنظمات غير الحكومية المعنية بالمرأة.
ثانيا: توسيع الفرص الاجتماعية للمرأة 1-تشجيع تعليم الفتاة تقليص الفجوة التعليمية بين الذكور والإناث في مراحل التعليم الأساسي والثانوي والجامعي . 2- التوسع في برامج محو الأمية وتنمية المهارات الحياتية للمرأة الريفية . 3- العمل على إنجاز التشريعات القانونية الكفيلة بحماية المرأة من كافة أشكال التعسف والاستغلال والتمييز و بما ينسجم مع أحكام الشريعة الإسلامية ومبادئ حقوق الإنسان .
ثالثا : تمكين المرأة اقتصاديا 1- الاهتمام بالمرأة العاملة والعمل على زيادة مساهمتها في النشاط الاقتصادي وتوسيع الفرص الاقتصادية لها في كافة القطاعات . 2- بناء القدرات الفنية والمهنية والحرفية للمرأة لتمكينها من دخول سوق العمل من خلال إنشاء معاهد تدريب مهني تخصصية . 3- توفير التمويل للمشاريع المدرة للدخل الموجه للمرأة والاهتمام بالأسر المنتجة والفقيرة . 4- زيادة فرص استفادة المرأة من القروض التي تقدمها الجمعيات وبرامج الإقراض 5- التوسع في إنشاء دور الحضانة للاهتمام بالأطفال وتمكين النساء العاملات من الاستقرار الوظيفي .
الاستراتيجية الوطنية لتنمية المرأة حملت في مصفوفتها العديد من القضايا • أولا: اتساع فجوة النوع الاجتماعي في مختلف مراحل و مجالات التعليم و ارتفاع نسبة الامية بين النساء و الفتيات. • ثانيا: عدم المساواة في تلقي الرعاية و الخدمات الصحية و ضعف حوافز و ضمانات عمل المرأة في القطاع الصحي . • ثالثا: فقر المرأة و تبعيتها الاقتصادية وضعف مشاركتها في إدارة الموارد الاقتصادية و البيئية. • رابعا: ضعف مستوى تمثيل النساء كما و نوعا في كافة مواقع صنع القرار وفي الهيئات المنتخبة وغير المنتخبة على المستويين المركزي و المحلي. • خامسا:العنف ضد المرأة وضمان الحقوق الانسانية المكفولة لها . • سادسا: تكريس الصورة النمطية للمرأة في الاعلام وضعف إدماج قضايا النوع الاجتماعي في السياسات و البرامج الاعلامية.
إعداد إدارة التنمية الاقتصادية المحلية بديوان عام محافظة عدن