الجهر والهمس

1. الجهر والهمس • تعريف الجهر : ((حرف أشبع الاعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجري الصوت)) . الكتاب ج 4 ص 434. • وقد فسر الدكتور ابراهيم أنيس هذا التعريف بقوله : ((قد تبين لنا من تعريف سيبويه أمران متميزان : عبر عن أولهما بعبارة إشباع الاعتماد ٬التي أراد بها أن يصف المجهور بأنه صوت متمكن مشبع فيه وضوح٬ وفيه قوة وليس للاعتماد معنى في كلام سيبويه سوى عملية إصدار الصوت ؛ تلك العملية التي تلازم النَّفَس منذ خروجه من الرئتين إلى انطلاقه إلى الهواء الخارجي .

2. ألا ترى أن سيبويه ذكر في حالة النون والميم أن الاعتماد لهما يكون في الفم والخياشيم ٬ بمعنى أنه تتم في الفم عملية عضوية في حالة هذين الصوتين ٬ وفي الوقت نفسه تتم في الخيشوم عملية عضوية أخرى ...كذلك مما يدل على أن الاعتماد معناه العملية العضوية المطلوبة في إصدار الصوت٬ إن سيبويه اعتبر أن في المهموس اعتمادا أيضا ولكنه اعتماد ضعيف لأنه يقول: فأما المهموس فحرف أضعف الاعتماد في موضعه »[الأصوات اللغوية 123و124] . • والدكتور هنا يعرض لتفسير عبارة «إشباع الاعتماد» وهي عبارة غامضة فسرها بعملية إصدار الصوت ٬ التي تلازم النفس منذ خروجه من الرئتين إلى انطلاقه في الهواء ٬ ولعل الدكتور استنتج ذلك من الفهم الحديث لمعنى الجهر موفقا بينه وبين العبارة . وعلى هذا الأساس فسر عبارة (منع النفس)٬ قائلا : «إن الحس المرهف لدى سيبويه جعله يشعر مع المجهور باقتراب الوترين الصوتيين أحدهما من الآخر حتى ليكادان يسدان طريق التنفس .

3. لرؤية الأوتار الصوتية وهي تهتز أو تتذبذب أنقر فوق هذه الأيقونات . وتلك هي الصفة التي وضحها لنا المحدثون حين وصفوا ما يجري في الحنجرة مع المجهورات إذ قالوا : إنه مع المجهور يقترب الوتران الصوتيان أحدهما من الآخر٬ مما يضطر هواء النفس إلى الاندفاع من بينهما في قوة تحرك الوترين الصوتيين وتجعلهما يتذبذبان»[ الأصوات اللغوية 124-125] .

4. تعريف الهمس : (( حرف أُضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى معه النفس )) . ( الكتاب4/ 434 ) . لقد عرَّف المبرد الهمس قائلاً: (( ومنها حروف إذا ردَّدتها في اللسان جرى معها الصوت )) وهي المهموسة . [ المقتضب 1/193]. فالهمس عنده جريان الصوت عند النطق بالحرف. حروف الهمس مجموعة في قوله ( سكت فحثه شخص ) . أما بقية الحروف فهي مجهورة .