أخطأت يا أبي

أخطأت يا أبي أخطأت .... أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقا ً بعد أن أ ُدعى لك إبنا ً ... إجعلني كأحد أجرائك (لو15: 18-19 )

آه يا أبتي ... لقد تشوهت ولم أعد أحمل ملامحك وشبهك لقد دمرت نفسي حينما تنازلت عن شبهك الذي وهبتني إياه وخرجت من بيتي

تعال ... تعالى أحكي لك يا أبي عن كل آلالامي في زمان العبودية وزمن الأسر

تعال أطلعك على كل جروحي ... ولكن لا تسألني عن ثوبك الذي وهبتني إياه ... إنها تؤلمني لأني فقدته بجهلي وشهوتي ...

نهشته الذئاب التي أحببتها أنا... ويا للعجب وأدخلتها إلى بيتي لتريحني ...

إن الخزي يملأ كياني ... لقد بعت وجودك فيَّ بأرخص ثمن ... دخلت وسط الأشرار بإرادتي ... أهنت إسمك سلمت ميراثي لأعدائك ...

لقد شوهت وجهك بالطين ...

نسيت حبك وصليبك ، الجروح والمســمار... بماذا أجيبك حين تســألني عن عريّ ..؟؟

تعال وافحص ما صرت إليه تراب ورماد... لا يمكن أبدا أن أراك من خزيّ .. ولا يمكنني أن أتركك وأجري ...

ولا أعرف طبيبا ً سـواك ... فهل بقي لي حب داخلك ؟ هل بقيت لي نعمة في عينيك ؟ هل يمكنني أن أرى وجهك وأنا في هذه الحالة ؟

أنا اعرف إنك تحبني رغم ضعفي وبعادي ... رغم جروحي وأمراضي رغم ملامحي المشوهة أتيت إليك كي تعيد شكلي وتصلح ُخطايّ

فهل تقبلني ...؟ هل تفتح لي حضنك كي أرتاح فيه ؟ هل تعود أحضانك تحويني وأنفاسك تدفئني ؟

إسمح لي ان أرجع إلى بيتي ...فأنا مشتاق إلى مكاني فيه ..

إصنعني جديدا ً .... إرجعني إنسانا ً كما خلقتني ...

بكى الأب على حال إبنه، فقد كان مشوها ً جدا ً وجروحه ملوثة وكانت تؤلمه جدا ً .. آه يا إبني حول عينيك عني فإنهما قد غلبتاني ...

قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك إرجع إلي ّ لأني فديتك .... ( أش 44 :22 ) سأدفع عنك الحساب ...سأعطيك حياة جديدة ... سأ ُ عيد شبهي فيك ...

سأعطيك ثوبي لتلبسه وتشرق فيه قوتي وسلطاني حريتك ستعود إليك

وسوف تأكل معي على مائدتي لأعوضك عن جوع السنين والألم والزمن الحزين

وسأمسح دموعك ... وأكون لك أب وتكون لي إبنا ً

إرجع إليّ فأنا أحبـك

تعالوا ... إفرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال ( لو6:15) وجدت الدرهم الذي أضعته (لو19:15) إبني هذا كان ميتا ً فعاش ... ضالا ً فوجد (لو 32:15 )

أحمدك يا رب لأنك استجبت لي وصرت لي خلاصا ً (مز 21:118) ما أعظم رحمة الرب وعفوه للذين يتوبون إليه (سيراخ 13:25 )