الوحدة الرابعة : قضايا معجمية ( 3 ) خامس عشر : المصطلحات المعجمية سادس عشر : أنواع المعاجم

1. الوحدة الرابعة : قضايا معجمية ( 3 ) • خامس عشر : المصطلحات المعجمية • سادس عشر : أنواع المعاجم • سابع عشر : أساس الترتيب المعجمي • ثامن عشر : إمكانات الترتيب المعجمي

2. خامس عشر : المصطلحات المعجمية أولاً : الألفاظ ، ومنها : 1- المادة المعجمية أو الجذر اللغوي (انظر العنصر 17) . 2- المعنى المعجمي: المعنى الذي يعطيه المعجم مقابلا للَّفظ ، لكنه ليس كلَّ شيء في فهم الجملة ، ذلك أن فهم المعنى لا يمكن أن يتم بمعزل عن السياق ( مقاليًّا أم سياقا مقاميًّا )

3. كلمة « طويل » لها معنى محدَّد في المعجم ، لكنه لا يكفي في بيان المقصود : قلم طويل – رجل طويل – حبل طويل – طريق طويل – عمر طويل – لسان طويل.

4. 3- المستعمل والمهمل : الأول هو ما استعمله العرب من ألفاظ اللغة والتي دُوّنت في معاجمنا العربية . والمهمل : ما أهمله العرب ولم يستعملوه ، وهو ثلاثة أنواع :

5. الأول : لا يجوز ائتلاف حروفه : اجتماع الكاف مع الجيم ـــ العين مع الغين ــــ الحاء مع الهاء أو العين . الثاني : يجوز تآلف حروفه لكن العرب لم تستخدمه ، نحو عضخفهذا يجوز تآلفه وليس بالمتنافر ألا تراهم قد قالوا في الأحرف الثلاثة خضع .

6. الثالث :مكون من خمسة أحرف أصلية فأكثردون أن يكون فيه شيء من حروف الذَّلَق (ف ر م ن ل ب) .

7. 4- التصحيف : الخطأ في الضبط أو النقط (نقط الإعجام) : اختلاط الحرف المُعْجَم (المنقوط) بالمهمل ، واختلاط ذي النقطة بذي النقطتين أو الثلاث (نحو نـ بـيـتـثـ) ، وما كانت نقطته تحتيَّة بما كانت نقطته فوقيَّة ( نحو ج خ ). 5- المولَّد : اللفظ الذي استعمله الناسُ قديما بعد عصور الاحتجاج . 6- المعرب : اللفظ الأجنبي الذي غيرَّه العرب بالنقص أو الزيادة، أو القلب.

8. 7- الدخيل : اللفظ الأجنبي الذي دخل العربية دون تغيير كالأكسجين والتليفون. 8- المحدث : اللفظ الذي استعمله المحدثون في العصر الحديث .

9. ثانياً : المختصرات : حصر الكلمات كثيرة الدوران في المعاجم رجال الحديث والتفسير هم السابقون « حَدَّثَنا » إلى « ثنا » وأنبأنا أو أخبرنا إلى « نا ». المعاجم فقد استعملت المختصرات مؤخَّرًا ، وأشهرها: القاموس المحيط ، والمعجم الوسيط . أ- القاموس المحيط : وضع خمسة مختصرات هي : ع = موضع ، د = بلد ، ة = قرية ، ج = جمع ، م = معروف . جمع الجمع = جج ، وجمع جمع الجمع = ججج.

10. وصاغها أحدهم شعرا فقال : وما فيه من مَرْمُوزِ حَرْفٍ فَخَمْسةٌ فميمٌ لمعروفٍ ،وعينٌ لموضعِ وجيمٌ لجمعٍ ،ثُمَّ هاءٌ لقريةٍ وللبلدِ الـدالُ التي أُهْمِلَتْ، فَعِ

11. ب- المعجم الوسيط : خمسة اختصارات: ج : الجمع مو : المولد مع : المعرب . د : الدخيل مج : اللفظ الذي أقره المجمع

12. سادس عشر : أنواع المعاجم العربية تتنوع المعجمات بتنوع أهدافها ومناهجها ونوعية مادتها ومن حيث العموم والخصوص:

13. أولاً : بحسب الهدف : البحث عن معنى اللفظ أو البحث عن معرفة اللفظ المناسب لمعنىً يُدْرِكُه أو البحث عن الأبنية . ثلاثة أنواع: أ- معجمات الألفاظ : هدفها بيان معاني الألفاظ ، فاللفظ هنا معلوم لكن المعنى مجهول ، وهذا ما هو عليه الحال في أغلب المعجمات العربية

14. ب- معجمات المعاني : هدفها بيان الألفاظ المناسبة للمعاني، فالمعنى هنا معلوم، لكن اللفظ الدقيق الدالّ عليه هو المجهول. ومنها كتاب « البئر » لابن الأعرابي، و الوحوش للأصمعي ، وغيرهما مما يعرف «بالكتيبِّات» أو«الرسائل اللغوية » ، ومن أهم معاجم المعاني : المُخَصَّص لابن سيده وهو أكبرها.

15. ﺠ ـمعجمات الأبنية : حصر الألفاظ العربية موزَّعة على أبنيتها « الأوزان الصرفية »، فالأبنية هنا هي أساس العمل ثم تأتي المفردات تابعةً لهذا البناء أو ذاك. فبناء الثلاثي المجرد مثلا ينتظم كل الأفعال المجردة وهكذا الأسماء، وهكذا في الرباعي والخماسي. ومن أشهر تلك المعجمات "ديوان الأدب" للفارابي، وكتاب أبنية الأفعال لابن القطَّاع.

16. ثانيًا: بحسب العموم والخصوص : بعض الألفاظ يستعمله المتكلم العادي في أحاديثه وكتاباته ، وبعضها لا يستعمله عادة إلا المتخصصون في مجالاتهم ذات الاهتمام الخاص ، علميةً أو ثقافيةً : أ- معجمات عامة : ب- معجمات متخصصة :

17. ثالثًا : بحسب الزمن : معلوم أن المعاني تتطور من زمنٍ إلى زمنٍ، ومن النادر أن تحافظ المفردات على معانيها الأصلية: أ- معجمات لا زمنية : وهى التي لا تهتم بتطور معاني المفردات زمنيا ، وتقتصر على ذكر معاني الكلمة دون تمييز بين المعنى الأصلي والمعنى المتطوِّر.

18. ب- معجمات تاريخية : تلك التي تعنى بالتسجيل التاريخي لمعاني كلِّ كلمة مع محاولة ذكر تواريخ هذه المعاني حسب ظهورها واستعمالاتها . وغالبا ما توضح هذه المعجمات كيفية استعمال الكلمة خلال المراحل الزمنية. والمكتبة العربية تخلو من هذا النوع ، وإن كان مجمع اللغة العربية بالقاهرة قد أولاهاهتمامه وخصص له أحد مؤتمراته الأخيرة ، وشكَّل له لجنة تضع خطته ومنهجه وطرائق تنفيذه.

19. رابعًا : بحسب وحدة اللغة وتعددها : أ- أحادية اللغة : ب- معجمات متعددة اللغة : ظهرت في الآونة الأخيرة معجمات يُطْلَق عليها :المعجمات الحاسوبية ،وتتألف مادتها بتخزين مفردات لغةٍ ما في الحاسوب مع ما يقابلها من لغة أو لغات أخرى ، تتجاوز سبع لغات أحيانا ، والكشف في هذه المعجمات يتم بطريقة البحث الآلي.

20. ومن هذا النوع نموذج آخر أكثر تطورا وهو ما يسمى بالمعجم الناطق بالإضافة إلى ما قد يقدمه من طريقة كتابتها.

21. سابع عشر : أساس الترتيب المعجمي أساس الترتيب المعجمي هو المادة اللغوية (أو الجذر اللغوي) فنحن إذا نظرنا إلى : عَلَمٌ ومُعَلِّمٌ وتعليمٌ ، وعالمٌ وعوالمُ وإعلامٌ واستعلامٌ ومُتَعَلِّمٌ . فسنجد أنها تشترك في حروف أساسية هي : « ع ل م » ثم تزيد على هذه الحروف حروف أخرى تحدّد المعنى المراد ، هذه الحروف : ع ل م ، تسمّى المادة أو الجذر ، لأنها هي التي بُنِيَتْ منها كل هذه الكلمات .

22. فالمادة أو الجذر : هي تلك الحروف الأساسية التي يؤخذ منها كثيرٌ من الكلمات ترتبط معا ارتباطا دلاليا عامًّا. وهذا الجذر يكتب بحروف مفردة . الجذر هو أساس الترتيب المعجمي في المعاجم العربية .

23. ظهر في العصر الحديث مَنْ طَرَحَ فكرة الجذر، ورغب في ترتيب المفردات كما هي دون تجريد ، فلفظ استعلامات مثلا يوضع في باب الهمزة ، وتَعَلَّمَ في باب التاء ، وعلم في باب العين ، ومعلِّم في باب الميم وهكذا . حجة أصحابه صعوبة الوصول إلى الجذر وبخاصة عند الأجانب.

24. « جبران مسعود » في معجمه :الرائد وأيده أنيس فريحة ويرفضد. إبراهيم مدكور هذا الاتجاه لأنه لا يُعِينُ على تحقيق الثقافة اللغوية التي ننشدها ، ولا يَسُدّ حاجة من يريدون تذوُّق اللغة وفَهْمَها على وجهها الصحيح.

25. والمعجم اللغوي لا يمكن أن ينزل عند مستوى فهرس الألفاظ ومعانيها ، أو أن يصبح أشبه ما يكون بدليل للتليفون . الدكتور إبراهيم أنيس:هذا الترتيب يجعل المعجم أشبه بأرشيف المكتبات » وأنه بدعة لبنانية وتجربة يجب ألا تتكرر في ترتيب معاجمنا العربية » .

26. أما التيسير على الأجانب فيكفى تأليف كتيب صغير يتضمن مجموعةً من أشهر الكلمات العربية استعمالا وأكثرها شيوعاً ثم تُصّنَّف تلك الكلمات في أي ترتيب ميسَّر ، دون أن نسميه معجما فهؤلاء الأجانب بعد أن يقطعوا شوطا في تعلُّم لغتنا يتبيَّنون الظاهرة الاشتقاقية للألفاظ العربية ، ويدركوا أهميتها في الربط بين الألفاظ ذات الجذر المشترك ، وحينئذ يَرَوْن أنه لا مَفَرَّ من الالتجاء إلى الطريقة التقليدية في تصنيف المعجم .

27. أما أبناء العربية، فقد لُقِّنوا ألفاظَها منذ طفولتهم وقد ارتبط بعضها ببعض من حيث الجذر اللغوي ارتباطا وثيقا ، أحيانا يجدون صعوبة في الوصول إلى أصول بعض الكلمات ، لحلَّ هذه المشكلة يكون بأحد ثلاث وسائل : 1- وضع قائمة بالكلمات التي يَصْعُب معرفةُ جذورها • 2 ـكثرة تدريب الناشئ على استعمال المعجم حتى تتكون لديه ما يمكن أن يُسَمَّى بالحاسَّة المعجمية التي تمكِّنه من الوصول إلى جذر الكلمة فورًا دون اتّباع أية قواعد..

28. 3 ــ الإحالة ؛ فصانع المعجم يمكنه أن يتوقع خطأ القارئ في أصول بعض الألفاظ، فيأتي إلى الموضع المتوقع فيضع إحالة إلى الموضع الصحيح. النقاش السابق كان خاصًّا بالمعاجم الورقية، أما المعاجم الحاسوبية فالقضية لا تعنيها، لأن الباحث عن الكلمة يكتبها، ثم تأتيه نتيجة ما يبحث عنه فقط وهذا ما ننصح به غير المتخصصين ،أما الباحث اللغوي فلابد أن يكون على صلة دائمة بالمعاجم الورقية، دون أن يمنعه هذا من الإفادة من المعاجم الحاسوبية والإلكترونية.

29. ثامن عشر : إمكانات الترتيب المعجمي لدينا في العربية نوعان من المعاجم من حيث إمكانية الترتيب وعدمها، وهما : أولاً : معاجم الموضوعات : ويطلق عليها أحيانا معاجم المعاني ، أو المعاجم المبوبة أو المجنسة وهى مدوَّنات لغوية تُقّسَّم إلى مجموعات من الموضوعات ترتب فيها الألفاظ بحسب معانيها وما تدل عليه .

30. وقد بدأ هذا النوع في العربية بطائفةٍ من الرسائل والكتب الصغيرة ، كل رسالة منها تتناول الألفاظ الخاصة بموضوعٍ محدَّد في النبات أو الحيوان أو مَظْهَرٍ من مظاهر الطبيعة أو الإنسان وتحتوي على كثيرٍ من الشواهدِ والأشعارِ.

31. ويذهب كثير من الباحثين إلى أن هذه الرسائل الصغرى هي التي كانت تمثل الخطوة الأولى في تنظيم مواد اللغة . وبعد ذلك جاء المعجم الذي يجمع كل الألفاظ في جميع موضوعاتها . لكن هذا لا يعني أن هذه الرسائل قد توقَّفت بعد ظهور معاجم الألفاظ ، بل ظلت موجودة حتى بعد ظهور أكبر المعجمات العربية كالعين والجمهرة وتهذيب اللغة.

32. ويُعَدّ كتاب << المخصص >> لابن سيده من أكمل الكتب التي ألفت على حسب المعاني.

33. برز من معاجم الموضوعات اتجاه متميز يُشَار إليه على قِلَّةٍ في المؤلفات العربية ، وهو : التَّسَلْسُل.

34. التسلسل : اتجاه خاص في تصنيف الألفاظ لم يَشِعْ عند العرب اتبعه بعضُ المعاجم ، لا نعرف منها غيرَ ثلاثة : 1- المُدَاخَل لأبى عمر المطرز (ت : 345ﻫ) . 2- شجر الدر لأبى الطيب اللغوي (ت : 351ﻫ) . 3- المُسَلْسَل لأبى طاهر محمد طاهر التميمي السرقسطي (ت : 538ﻫ) .

35. طريقته: ليس هناك ترتيب للمفردات سوى ما يدعو إليهالتسلسل بين معاني الألفاظ أو التشاجر أو : التداخل الذي يعنى أن يؤدى ذِكْرُ الكلمة الأولى إلى ذِكْرِ الكلمة الثانية والثانية إلى الثالثة، والثالثة إلى الرابعة، وهكذا تُصَنَّف الألفاظ في سلسلة متشابكة متشاجرة يأخذ بعضها بعُنُقِ بعض

36. مثال : لُؤَىّ : تصغير لأَىْ–واللأى : الثور • والثور : فحل البقر – والبقر : الفرق والفرق : تباعد ما بين الثنايا – والثنايا العقاب و العقاب الموالاة – والموالاة : المظاهرةوالمظاهرة : لبس ثوب على ثوب – والثوب : الرجوع ،والرجوع : الكسر ، والكسر...

37. وهكذا إلى آخر الباب وآخر الباب ينتهي حيث ينتهي نَفَسُ المؤلف ، ويقف به علمه ، وليس حيث تنتهي المعاني والألفاظ 1) عددَ ألفاظِ كلِّ بابٍ غيرُ متساوٍ 2) احتمالات تكرار اللفظ الواحد كثيرة، 3) صعوبة معرفة مكان ورود الكلمات.

38. ثانيا : معاجم الألفاظ : وهى معاجم تُرَتَّب المفردات وفق الجذر اللغوي خمسة أنواع: 1- الترتيب الصوتىالتقليبى. 2- الترتيب الألفبائىالتقليبى. 3- الترتيب الألفبائىالأوائلى. 4- الترتيب الألفبائىالدائرى. 5- الترتيب الألفبائىالأواخرى (القافوى) . يصبح لدينا خمسُ مدارس معجمية، يُضَاف إليها معاجم الموضوعات. وسنسمح تجوُّزًا بانضمام معاجم الموضوعات إلى المدارس الخمس ليصبح لدينا ست مدارس