360 likes | 570 Views
ورقة علمية بعنوان واقع التعليم الالكتروني في الجامعة الجزائرية - دراسة ميـدانية - إعداد الباحثـان د. إبراهيــم بوالفلفــل / أستاذ محاضـر أ. عــادل شيـهب / أستاذ مساعـــد. بجامعة جيجل / الجـزائر مُقدمـة للمؤتمر الدولي الثالـث حول التعلم الالكتروني والتعليم عن بعد 1434هـ - 2013 م
E N D
ورقة علمية بعنوانواقع التعليم الالكتروني في الجامعة الجزائرية - دراسة ميـدانية -إعداد الباحثـاند. إبراهيــم بوالفلفــل / أستاذ محاضـرأ. عــادل شيـهب/ أستاذ مساعـــد بجامعة جيجل/ الجـزائر مُقدمـة للمؤتمر الدولي الثالـث حول التعلم الالكتروني والتعليم عن بعد 1434هـ - 2013 م الريـاض
مقدمــة عندما تم إطلاق الشبكة العالمية في عام 1991، كان هناك موجة من الاهتمام حول إمكانيات التعلم الإلكتروني (أو التعليم الإلكتروني). والإشادة بإستخدام الشبكة العنكبوتية كوسيط في العملية التعليمية باعتبارها نذيرا للتغيرات عميقة في المنظمات، المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمعات. حتى الآن، أكثر من عقدين من الزمان قد يتوقع المرء أن مفهوم التعلم الإلكتروني أصبح واضح المعالم ويختلف بشكل واضح عن الأشكال الأخرى من التعلم. إلا أنه ما زال هناك عدم وجود توافق في الآراء حول ما يمثله التعلم الإلكتروني وكل ما حصل في السنوات الأخيرة، لا يزال يشير الى أن التعليم الإلكتروني شيئا من الألغاز وحدودها لا تزال بعيدة عن الوضوح، على الأقل في الوطن العربي ذلك كونه يتقاطع في العديد من مجالات الفكر والممارسة، كما وضحته العديد من الكتابات النظرية حول التعليم الإلكتروني، فهو يشمل مجموعة واسعة من وجهات النظر العلمية: التدريب، التعليم والتعلم، المعرفة والتكنولوجيا...الخ.
- مشكلة الدراسة إن إستخدام التعليم الإلكتروني في العمليات التعليمية على جميع المستويات عموما وفي مستوى التعليم العالي خصوصا، هو بمثابة غاية وهدفا تسعى له جميع المؤسسات التعليمية المتقدمة بما فيها الجامعات الجزائرية، حيث بدأ العمل على إعداد البنية التحتية، تهيئة الكوادر البشرية، كما عمدت الدولة الى تزويد الجامعات الجزائرية بخطوط الانترنت ومراكز الحوسبة والمعلومات في جميع مواقع الكليات، على الرغم من ذلك كله إلا أن التواصل ما زال ضعيفا بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة، وعدم توفر محتوى المقررات على الانترنت في كل وقت وبشكل يشجع على الدراسة، فما زال كثيرا من أعضاء هيئة التدريس يعتمدون التعليم التقليدي في تقديم المحاضرات والدروس كطريقة للتعلم، وهذا يستدعي معرفة واقع استخدام هذا النوع من التعلم في الجامعات الجزائرية، من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية:
- ما مفهوم التعلم الالكتروني من وجهة نظر الأستاذ بالجامعة الجزائرية؟ - ما هي البيئة المناسبة لتطويره من وجهة نظر الأستاذ الجامعي ؟ - ما سلبيات وإيجابيات التعلم الالكتروني من وجهة نظر الأساتذة بالجامعة الجزائرية؟ - كيف يرى الأستاذ الجامعي دوره ودور الطالب في ظل التعلم الالكتروني؟ - ما هو واقع التعلم الالكتروني بالجامعة الجزائرية؟
- أهداف وأهميـة الدراسة تهدف الدراسة الحالية للكشف عن: - مفهوم التعليم الالكتروني من وجهة نظر الأساتذة، وتحديد الدور الذي يلعبه الأستاذ الجامعي في ظل هذا النوع الجديد من التعليم. - إبراز سلبياته و مميزاته، وما مدى تطبيقه في الجامعة الجزائرية و الصعوبات التي تواجهه من وجهة نظر الأساتذة. أما عن الأهمية التي تكتسيها هذه الدراسة فجاءت من كون أن هذا النوع من التعليم هو الاتجاه الجديد لدى كثير من المؤسسات الأكاديمية من حيث التركيز بشكل كبير على توظيف تقنيات المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية رغم أنها في بداياتها في الجزائر، ومن جانب أخر عملي، تطبيق هذه التقنية بصورة إيجابية ومنظمة لا يمكن بحال من الأحوال أن ينجح دون التركيز على الجوانب الإنسانية فيه خاصة المتعلقة بالأستاذ، وبالتالي فمعرفة أراء أساتذة التعليم العالي نحو هذه الطرق الجديدة للتعليم و استشراف نقاط القوة و الضعف في تطبيقها في جامعاتنا تعد من أهم التحديات المطروحة أمام التعليم في مجتمع المعلومات.
مفهوم التعلم الالكتروني هناك تعريفات عديدة للكلمة "التعليمالالكتروني". فهو نوع من التعليم حيث لغة التدريس فيه هي تكنولوجيا الكمبيوتر، أي استخدام الحاسب الآلي في عملية منهجية تتكون من أربع مراحل كالأتي: عرض، ممارسة، تقييم، مشاركة (Brown & Voltz 2005). كما أن التعليم الإلكتروني هو مفهوم أوسع من التعلم عبر الإنترنت، ويشمل مجموعة واسعة من التطبيقات والعمليات التي تستخدم جميع وسائل الإعلام الإلكترونية المتاحة لتقديم تعليم وتدريب أكثر مرونة. و"التعلمالإلكتروني" تستخدم فيه مجموعة واسعة من وسائل الإعلام الإلكترونية (الإنترنت، والشبكات الداخلية والشبكات الخارجية والبث عبر الأقمار الصناعية، الأشرطة الصوتية، الفيديو، التلفزيون التفاعلي والأقراص المدمجة CD-ROM) لجعل التعلم أكثر مرونة للمتعلمين. (2003b, p. 5ANTA).
كما أن مصطلح التعليم الإلكتروني يجعلنا نتوقف عند كلمة "الالكترونية" التي تمنح التعلم تميزا عن عيره من سبل التعلم،فهو يتضمن جميع الأنشطة التعليمية التي يقوم بها الأفراد أو الجماعات كان متصلا بالانترنت أو غير متصل، ومتزامن أو غير متزامن عبر شبكات الكمبيوتر بإستخدام كل الأجهزة الإلكترونية. (2004 ،Romiszowski) أما تعريف الموسى والمبارك ( 2005 م،ص113) للتعليم الإلكتروني بأنه " طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ، ورسومات , وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم والمقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكثر فائدة ".
الملاحظ في سياق التعاريف الواردة أن كلها اتفقت في الوسائل و التقنيات التي تستخدم في التعليم الالكتروني إلا أنها اختلفت في رؤيتها للتعليم الالكتروني كطريقة تدريس فقط أو كنظام متكامل له مدخلاته ومخرجاته و هو المعمول به في كثير من الجامعات الغربية، ومنه يمكن القول إن التعلم الالكتروني المقصود به في هذه الدراسة هو أسلوب التعليم الذي يستخدم فيه تكنولوجيات الاتصال الحديثة من حاسب، وشبكاته، ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواء أكان عن بعد أم في الفصل الدراسي.
أنـواع التعلم الالكتروني قام كل من مايروكلارك (2008) بتقديم قائمة لمجموعة من أنواع التعلم الالكتروني: • دورات مستقلة: الدورات المصممة للمتعلم منفردا. يتكون من التدريب الذاتي مع عدم وجود أي مدرب أو زملاء الدراسة. • الفصول الدراسية الافتراضية، والمحاضرات: هيكلة مشابهة للفصول الدراسية العادية على الانترنت. يمكن أن تشمل الاجتماعات المتزامنة عبر الإنترنت، وتتضمن التفاعل مع المدرب نوعا ما. • التعلم بالألعاب والمحاكاة: تعلم الأنشطة التي تنطوي على المحاكاة. • التعلم المختلط: كما يوحي الاسم، هو مزيج من مختلف أشكال أنشطة التعلم. قد تشمل الفصول الدراسية، وخبرات التعلم، والتعلم الإلكتروني بأشكاله. • التعلم الجوال: المقررات التي تستخدم الأجهزة المحمولة مثل أجهزة المساعد الرقمي الشخصي والهواتف الذكية. • إدارة المعرفة: دورات التعلم الإلكتروني المستخدمة لتثقيف مجموعات كبيرة بدلا من عدد من الأفراد. و لكل نوع من أنواع التعليم الالكتروني مزاياه وعيوب خاصة.
أهداف التعلم الإلكتروني يهدف التعليم الإلكتروني إلى تحقيق الأهداف التالية: إدخال تقنية المعلومات كوسيلة لتعزيز مقدرة الطالب على التعلم إلى أقصى حدود طاقاته، وبذلك يجتاز التعليم والتعلم الطريقة التقليدية. • يستطيع التعليم الإلكترونية أن يقدم للطلاب من المعلومات والمعارف مالا تستطيع وسائل التعليم التقليدية تقديمه، بغرض الاستفادة القصوى من التقنية الحديثة، واستخدام مهارات تدريسية تشبع الاحتياجات والتوقعات المتنوعة والمتباينة للطلاب. • توفير بيئة تعليمية مرنة، وإعداد هيئة تعليمية مؤهلة وماهرة في استخدام استراتيجيات وأساليب تدريسية حديثة. • توفير مصادر متعددة ومتباينة للمعلومات تتيح فرص المقارنة والمناقشة والتحليل والتقييم. • استخدام وسائط التعليم الإلكتروني في ربط وتفاعل المنظومة التعليمية (المُعلم، المُتعلم، المؤسسة التعليمية، البيت، المجتمع). • تبادل الخبرات التربوية من خلال وسائط التعليم الإلكتروني. • تنمية مهارات وقدرات الطلاب وبناء شخصياتهم لإعداد جيل قادر على التواصل مع الآخرين وعلى التفاعل مع متغيرات العصر من خلال الوسائل التقنية الحديثة. • نشر الثقافة التقنية بما يساعد في خلق مجتمع إلكتروني قادر على مواكبة مستجدات العصر.
الجـانب الميدانـي للدراسـة • منهج الدراسـة • بما أن دراستنا الحالية هي دراسة الغرض منها استكشاف وجهات النظر لأساتذة الجامعة حول التعلم الالكتروني فإن المنهج الوصفي هو المنهج الملائم لهذه الدراسة حيث تم إستخدامة من أجل تقصي وجهات النظر لمختلف أساتذة التعليم العالي من بعض الجامعات الجزائرية حول واقع التعلم الالكتروني في الجامعة الجزائرية، ومنه فقد أدى غرض الإجابة على تساؤلات المقابلة ومن ثم تحليلها والتعليق على نتائجها.
أدوات الـدراسـة من أجل الإجابة على تساؤلات الدراسة اعتمدنا على تقنية المقابلة الموجهة باعتبارها تقنية تتلاءم مع العمل الاستكشافي وتصل إلى تفاصيل لا يمكن الوصول إليها من خلال المنتديات، وإيمانا منا بأهمية المنهج الكيفي وأهم تقنياته فقد استخدمنا المقابلة كأداة لجمع البيانات اللازمة والضرورية لمثل هذه الدراسة. وقد قمنا بتقسيم دليل المقابلة إلى خمسة (05) محاور تتضمن كل منها مجموعة من الأسئلة المفتوحة، حيث نجد المحور الأول كمركز حول مفهوم التعلم الالكتروني وبعض المفاهيم ذات العلاقة، كما تناول المحور الثاني البيئة المناسبة لتطور التعلم الالكتروني. وقد ركزنا في المحور الثالث على سلبيات وايجابيات التعلم الالكتروني، وأخيرا تناول المحور الخامس واقع التعلم الالكتروني في الجامعة الجزائرية من وجهة نظر أساتذتها.
صدق الأداة وثبـاتها: قام الباحثان بعرض الأداة على مجموعة من المحكمين من ذوي الاختصاص في جامعة قسنطينة بحكم أنها من الجامعات التي بدأت تعتمد التعليم الالكتروني للتأكد من الصدق الظاهري للأداة، وطلب منهم تعديل أو حذف، أو إضافة أي فقرة، وقد تم الأخذ برأي غالبية المحكمين بحذف وإضافة وتعديل بعض أسئلة المقابلة في صورتها النهائية، وأعتُبِر رأي المحكمين صدقا ظاهريا كافيا لتطبيق الأداة. وقد تم التأكد من حساب ثبات الأداة باستخدام معادلة كرونباخألفا للاتساق الداخلي الكلي حيث حصلت على معامل ثبات للمقياس الكلي بلغ:(83%) وهو ما يجعلها مناسبة لإجراء الدراسة.
عينــة الدراســة تم إجراء الدراسة الميدانية ببعض الجامعات الجزائرية متكونة من (24) أستاذ من الأقسام العلمية والاجتماعية والشرعية (كلية الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية، كلية التسيير والاقتصاد، كلية العلوم، كلية العلوم الإسلامية). ولقد تم اختيار العينة بطريقة عرضية مع الأساتذة الذين توفر لهم الوقت لإجراء المقابلة، وقد توزع الأساتذة بالشكل التالي: 7 أساتذة من كلية الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية، 5 أساتذة من كلية العلوم، 3 أساتذة من كلية الحقوق والعلوم السياسية، 4 أساتذة من كلية التسيير والاقتصاد، 5 أساتذة من كلية العلوم الإسلامية. وقد أخذت المقابلة بين 25-30 دقيقة من أجل الإجابة على أسئلتها من طرف المبحوثين.
عرض معطيات الدراسة وتحليل نتائجهـا المحور الأول: مفهـوم التعلم الإلكتروني كانت أجوية المبحوثين عن أسئلة هذا المحور متقاربة ومتفقة على إعطاء مفهوم للتعلم الإلكتروني يرتبط باستخدام الوسائل التكنولوجية كوسائط تعليمية في نقل المعلومة وتلقين المهارات للمتعلمين بإستخدام الشبكة العنكبوتية (إنترنت). ومن بين أهم المفاهيم ذات الصلة بالتعلم الإلكتروني نجد مفهوم التعلم عن بعد، التعلم المباشر، التعلم المفتوح، التعلم عن طريق شبكة الانترنت بإستخدام الدروس المتزامنة أو المسجلة، تقنيات الفيديو (الصورة والصوت) ، تقنيات العرض الإلكتروني. ( المحاضرات المصورة التي تبث عبر الإنترنت). من خلال أجوبة المبحوثين يتبين لنا أنهم على دراية كافية بمفهوم التعلم الإلكتروني كما يتوفر لديهم إطلاع جيد على أهم المفاهيم ذات العلاقة ما يسمح بالقول أن المعرفة النظرية بهذه التقنية الحديثة لا تمثل مشكلة بالنسبة للأساتذة وهذا لكونهم إما مطلعين على ما ينشر عنها في المجلات العلمية والكتب أو لكونهم مستخدمين لهذه التقنيات في التدريس وكذا في العمل البحثي.
المحـور الثانـي: البيئـة المناسبة لتطـوره لقد تم التطرق لهذا المحور بغرض معرفة مدى اطلاع الأساتذة على متطلبات التقنية البشرية اللازمة من أجل تطبيق التعلم الالكتروني في الجامعة الجزائرية، ولقد كانت إجابات المبحوثين كالتالي: في الجانب التقني: يرى أغلبية الأساتذة ضرورة توفير: • توفير الأجهزة الالكترونية ( الحواسيب) للطلاب والأساتذة. • توفير البيئة الملائمة للتعلم الالكتروني، الى جانب تمديد وتوسيع دائرة شبكة الانترنت على نطاق واسع ما يسمح للمعلم وللمتعلمين في أي مكان بإستخدامها. • تحسين سرعة تدفق الانترنيت داخل الجامعات وخارجها. • مواكبة التطور السريع لأنظمة التحميل. • توفير أجهزة العرض والفيديو كونفرس. *أما في الجانب البشري: فقد تلخصت إجابات المبحوثين في: • توفير التكوين المناسب منذ المراحل العلمية الأولى. • توفير تكوين مناسب للأساتذة لمواكبة وتحديث المعلومات وتأهيلهم وتوجيههم لاستخدام الانترنيت وتقنيات الإعلام الآلي، خاصة في التخصصات الأدبية والإنسانية. • إقامة دورات تدريبية عن التعلم الالكتروني وتقنياته لكل من المعلم والمتعلم.
إن هذه الإجابات تبين مدى وعي الأساتذة المبحوثين بمتطلبات التعلم الالكتروني من جهة، ومن جهة أخرى تبين النقائص التي تطبع الجامعة الجزائرية فيما يخص توفير الأرضية المناسبة والبيئة الملائمة من أجل تبني وإنجـاح التعلم الالكتروني كشكل جديـد من أشكـال التعليم لتجاوز مفهـوم التعلم التقليدي في العديد من الجوانب. • وعن سؤالنا عن وضع التعلم الالكتروني في الجامعات العالمية كانت أغلب إجابات المبحوثين تفيد أن التعلم الالكتروني في مرحلة متقدمة وأنه يستغل بشكل جيد، غير أن بعض الأساتذة رؤوا أن هناك جامعات يوجد فيها تعليم الكتروني راق وأخرى في بداياته، طبعا هذا إذا ما أخدنا بعين الاعتبار أن الدول ليست بنفس الإمكانيات من حيث القدرات البشرية والعلمية أو التقنية والتكنولوجية.
المحـور الثـالث: سلبيـات وإيجابيـات التعلم الالكتروني فيما يخص نظرة الأساتذة لايجابيات التعليم الالكتروني، يرى أحد الأساتذة أن التعليم الالكتروني " يتيح للطالب سرعة الاستيعاب والحصول على المعلومة في أي وقت وبأبسط جهد كما يسهل على الأستاذ عمله ويغنيـه عن كثير من الجهد الذي يضيع في الشرح"، ويركز البعض منهم على القدرة على اختصار الوقت، تحقيق المساواة في التعليم، و إعطاء فرصة للتوفيق بين العمل والدراسة ، تجاوز الحواجز الجغرافية التي يعاني منها التعليم التطبيقي، ولخص أحد الأساتذة المتخصصين في مجال الإعلام والاتصال إيجابيات التعليم الالكتروني بأنها التعليم في أي مكان، أي زمان، أي وسيلة، أي مجال، أي مستوى تعليمي . أما فيما يتعلق بسلبياته فيمكن تلخيصها حسب إجابات المبحوثين في النقاط الآتية:
لا يعطي فرصة التفاعل المباشر بين الطلبة فيما بينهم وبين الطلبة والأساتذة. • فقدان العامل الإنساني في التعليم. • صعوبة التقويم والتقييم وتطوير المعايير الملائمة لتحقي جودة التعلم الالكتروني. • ارتباطه بالبنية التحتية. • ضرورة وجود مختصين في هذا المجال. • نقص الممارسة باعتبار التعلم افتراضيا. • صعوبة التأكد من دقة ونوعية المعلومات في حالة توفرها بشكل كبير. • قد يؤدي استخدام التعليم الإلكتروني إلى ضعف الدافعية نحو التعلم والشعور بالملل نتيجة الجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر وشبكات الإنترنت والتعامل معها لفترة طويلة من الزمن، وخاصة إذا كانت المادة العلمية المعروضة خالية من المؤثرات السمعية والبصرية التي تجذب المتعلم نحو التعلم.
طبعا من خلال نظرة الأساتذة لايجابيات وسلبيات التعلم الالكتروني نرى أن هناك إطلاع من طرفهم على احتياجات تطبيق هذا النوع من التعليم وبالتالي استعداد مسبق للتعامل معه، أي من خلال الاستفادة من مزاياه أو تجنب وتحاشي الوقوع في سلبياته حيث أشار أحدهم إلا أن كلا النوعين من التعليم التقليدي أو الالكتروني يتكاملان وبالتالي يمكننا من تجاوز بعض سلبيات الأول بما يوفره الثاني من أفضليات والعكس صحيح، وهذا ما نلاحظه في الكثير من الجامعات التي أبقت على التعليم التقليدي جنبا إلى جنب مع التعليم الالكتروني.
المحـور الرابـع: دور الأستـاذ والطـالب من خلال هذا المحور عن دور الأستاذ في التعلم الالكتروني نلاحظ أن أغلب الأساتذة لا يملكون تصور واضح عن دورهم في ظل هذا النوع من التعليم، حيث يرى أحدهم أن دور الأستاذ يقتصر على "تلقين المهارات"، ويرى آخر أن دور الأستاذ يتحدد في التعليم وتقديم الدروس، وآخر في توفير مناهج التعليم المناسبة، هذا ما يؤكد أن هناك خلط بين الدور التقليدي للأستاذ ودوره في ظل التعلم الالكتروني. في حين نجد أساتذة آخرين يدركون نوعا من هذا الدور غير أنه يخلط بين الدور التقليدي والحديث حيث يرى أحد المبحوثين أن هذا الدور يتمثل في " تكثيف المعارف والمهارات بالوسائل الالكترونية للأنترنيث" غير أن هناك من لديه تصور واضح عن هذا الدور حيث يحدده في " استخدام الوسائل في التعليم، نشر المحاضرات عبر الانترنيت، تحفيز الطلبة، والمساهمة في تحسين نوعية التعليم، التخطيط للعملية التعليمية وتصميمها وإعدادها.
أي أن الأستاذ في ظل التعلم الالكتروني يتجاوز دوره التقليدي في تلقين الطلبة وكونه المصدر الوحيد للمعرفة، إلى كونه محفز ومرشد للطالب حتى يحصل على المعرفة من مصادر أخرى فهو بمثابة منشط وموجه وليس ملقن. • أما فيما يتعلق بدور الطالب في ظل التعلم الالكتروني يرى أحد الأساتذة المبحوثين أن دور الطالب هو التلقي أي نفس دوره في إطار التعليم التقليدي، غير أن أغلب الأساتذة عبروا عن دور الطالب الذي يتناسب مع هذا النوع من التعليم، بحيث يرى أحد الأساتذة أن " على الطالب أن يتكيف مع المرحلة والتطور الذي يعيشه وأن يبدل جهدا في تطوير مداركه التقنية من أجل سرعة استيعاب هذا النوع من التعلم"، في حين أشار آخر إلى إيجابيات التعلم الالكتروني على الطالب والتي حددها في: " زيادة خبرات الطلبة، خلق الاعتماد على النفس، زيادة النقاشات وتبادل المعـارف". • فرصة التأكـد منها وليس قبولها كما هي، كذا إضافة معارف تحصل عليها من مصادره الخاصة، ما يجعل الطالب أكثر ميلا للبحث والتنقيـب عن المعلومة وعدم الاكتفاء بتلقيها من الأستاذ فقط.
أي أن الأستاذ في ظل التعلم الالكتروني يتجاوز دوره التقليدي في تلقين الطلبة وكونه المصدر الوحيد للمعرفة، إلى كونه محفز ومرشد للطالب حتى يحصل على المعرفة من مصادر أخرى فهو بمثابة منشط وموجه وليس ملقن. أما فيما يتعلق بدور الطالب في ظل التعلم الالكتروني يرى أحد الأساتذة المبحوثين أن دور الطالب هو التلقي أي نفس دوره في إطار التعليم التقليدي، غير أن أغلب الأساتذة عبروا عن دور الطالب الذي يتناسب مع هذا النوع من التعليم، بحيث يرى أحد الأساتذة أن " على الطالب أن يتكيف مع المرحلة والتطور الذي يعيشه وأن يبدل جهدا في تطوير مداركه التقنية من أجل سرعة استيعاب هذا النوع من التعلم"، في حين أشار آخر إلى إيجابيات التعلم الالكتروني على الطالب والتي حددها في: " زيادة خبرات الطلبة، خلق الاعتماد على النفس، زيادة النقاشات وتبادل المعـارف".
كما يعطي أستاذ آخر دورا جديدا للطالب من خلال " التأكد والتدقيق في صحة المعلومات وكذلك توسيعها وهذا اعتمادا على شبكة الأنترنيت"، وهو ما يعني أن الطالب لم يصبح ذلك المتلقي السلبي وإنما أصبح دوره إيجابيا أكثر ومساهما في صنع المعرفة التي يتلقاها ليس من مصدر وحيد الذي هو الأستاذ كما هو الأمر عليه في السابق، وإنما مصادر أخرى، وهو ما يتيح له فرصة التأكـد منها وليس قبولها كما هي، كذا إضافة معارف تحصل عليها من مصادره الخاصة، ما يجعل الطالب أكثر ميلا للبحث والتنقيـب عن المعلومة وعدم الاكتفاء بتلقيها من الأستاذ فقط.
المحور الخامـس: واقـع التعلم الالكتروني في الجامعة الجزائرية من خلال وجهة نظر المبحوثين تبين لنا أن تطبيق التعليم الالكتروني في الجامعة الجزائرية ضعيف جدا، وفي بعض الأحيان منعدم تماما. غير أن بعض الأساتذة قـد توسعوا في الإجابة على هذا العنصر حيث يفصل أحد الأساتذة في هذا الواقع كالتالي: " يختلف تطبيقه من قسم إلى آخـر ومن كلية إلى أخرى يزيد استخدامه في التخصصات العلمية والتقنية، في حين يقل في التخصصات الأدبية، كما أنه يزيد استخدامه في التخصصات العلمية والتطبيقية أكثر من التخصصات العلمية النظرية. واستخدامه بصفة عامة متوسط، حيث أن تقنيات العرض مثل تقنية " الداتاشوDataChowأي عرض المعلومات" وتحضير المحاضرات بشكل الباوربونتPowerPoint تطورت بشكل لافت، غير أن إتاحة الدروس وتوفرها على الانترنت لازال محتشما نوعا ما، حيث يلجأ بعض الأساتذة إلى عـرض دروسهم في مدونـاتهم الخاصة بدلا من موقع الجامعـة وذلك لضعفه وعدم تحيينه. وفيما يخص أشكال تطبيقاته في الجامعة الجزائرية فيمكن عرضها كالتالـي:
توفير الدروس على مواقع الجامعات. • إستخدام تقنية البحث الالكتروني في المكتبة، وتوفي سبل تحميل بعض الرسائل والمجلات العلمية...الخ. • استخدام تقنيات العرض الحديثة للمحاضرات بدلا من الطرق التقليدية . • وجود قواعد بيانات لتحميل الأبحاث العلمية والرسائل والكتب. • المنتديـات. • التواصل مع الطلبة عن طريق البريد الإلكتروني . أما فيما يخص الصعوبات التي يواجهها تطبيق التعلم الإلكتروني في الجامعة الجزائرية فيمكن تلخيصها في النقاط التالية : • ضعف الأنترنت ،حيث يجب توفر سرعة تدفق عالية ، وهذا ما تفتقر إليه الجزائر ، حيث أن سرعة التدفق حسب أخر الإحصائيات تعتبر من بين الأضعف في العالم. • ضعف مواقع الجامعات وعدم تحيينها بشكل دائم وعدم تنظيمها، نظرا لعدم وجود متخصصين في هذا المجال. • قلة وعي الأستاذ وكذا قلة إهتمامه بهذا النوع من التعليم نظرا لنقص الاهتمام من طرف المسؤولين بهذا النوع من التعليم لكونهم من جيل التعليم التقليدي.
قلة اهتمام الجامعة بهذا النوع من التعليم، وعدم تفعيله من طرف الدول وذلك بعدم تسخير كل الإمكانات لهذا النوع من التعليم. • قلة رغبة الطالب في هذا النوع من التعلم لأنه يرغب في المحاضرات الجاهزة، ويفضل الطريقة التقليدية بحيث أن هذه الأخيرة تتميز بعدم بدل جهد من طرف الطالب الذي يكتفي فقط بالتلقي. • وبالنسبة لما يجب القيام به من طرف الجزائر، من أجل النهوض بهذا الشكل الحديث من التعلم، فيمكن عرضها كالتالـي:
وبالنسبة لما يجب القيام به من طرف الجزائر، من أجل النهوض بهذا الشكل الحديث من التعلم، فيمكن عرضها كالتالـي: • تحديث شبكة الأنترنت ورفع سرعة التدفق التي تتيح تحميل الدروس بسهولة وكذا توفيرها على جميع المستويات . • يجب تأهيل الأساتذة وتوجيههم لإستخدامالأنترنت وتقنيات الإعلام الآلي . • خلق فضاءات إلكترونية لخلق التفاعل بين الأستاذ والطالب . • تكوين مختصين في هذا المجال. • خلق ما يسمى بالجامعات الإفتراضية . • توسيع قاعدة نشر البيانات والمحتوى العلمي والمعرفي، ما يسهل على الطالب الوصول إليها. • تشجيع الطالب على الاعتماد على الوسائل الإلكترونية وترسيخ ثقافة التعلم الإلكتروني لديه منذ مراحل التعليم الابتدائي. • فتح فضاءاتللأنترنيث خارج المؤسسات التعليمية. • تسهيل فتح المؤسسات التعليمية الخاصة المختصة في هذا النوع من التعلم.
- نتائج الدراســة من بين أهم النتائج التي خلصت إليها هذه الدراسة هي كالآتي: • إلمام أغلب الأساتـذة المبحوثين بمفهوم التعلم الإلكتروني وكـذا اطلاعهم على أهم المفاهيم ذات العلاقـة. • وعي الأساتـذة بمتطلبات التعليم الالكتروني وإشـارتهم إلـى نقص هذه المستلزمات في الجامعة الجزائريـة. • ارتبطت نظرة الأساتذة المبحوثين لايجابية وسلبية التعلم الالكتروني بما يتوفر عنها في أدبيات الموضوع مما يبين اطلاعهم ولو نظريا على هذا النوع من التعلم. • غياب تصور واضح عن دور الأستاذ في ظل التعلم الالكتروني قد يرجع إلى نقص الممارسة وضعف انتشار هذا النوع من التعلم في الجامعات الجزائرية. • تحديد دور الطالب بما يتناسب مع ما يقتضيه التعلم الالكتروني. • ضعف تطبيق التعلم الإلكتروني في الجامعة الجزائرية، ويرجع هذا الضعف إلى عوامل تقنية متعلقة بتأخر البنية التحتية للشبكة العنكبوتية، وعوامل بشرية تتعلق بنقص المهارات والكفاءات البشرية ونقص الثقافة الإلكترونية، وقلة الوعي والتحفيز لاستخدام هذا النوع الحديث من التعلم سواء من طرف الأستاذ أو من طرف الطالب.
توصيات الدراسة خلصت الدراسة الى التوصيات الآتية والمستخلصة من الصعوبات التي رآها المبحوثين على أنها عراقيل في وجه تطبيق التعلم الالكتروني: • تطوير شبكة الانترنيت وزيادة سرعة التدفق من شأنه أن يدعم التوجه نحو تطبيق التعلم الالكتروني في الجامعة الجزائرية. • زيادة اهتمام الجامعة الجزائرية بهذا النوع من التعلم باعتبار أن التعلم الالكتروني مكمل للتعلم التقليدي. • العمل على زيادة وعي الأساتذة وكذا الطلبة بهذا النوع الحديث من التعلم وتحفيزهم على الانخراط فيه من خلال شرح أفضلياته وإيجابياته. • تنظيم المواقع الالكترونية للجامعات وتحيينها بشكل دائم. • نشر الثقافـة الالكترونية بين أوساط الطلبة وهذا منذ المراحل الأولى من التعليم الابتدائي. • وضع إستراتيجية وطنية من أجل النهوض بالتعلم الالكتروني في الجامعـة الجزائرية بحيث تأخذ بعين الاعتبار الواقـع بما فيه من سلبيـات وإيجابيـات.