210 likes | 424 Views
السيدة عائشة - رضي الله عنها - ووقعة الجمل. إعداد جنات عبد العزيز دنيا. مقتل عثمان رضى الله عنه. كان مقتل سيدنا عثمان – رضى الله عنه - في 18 من ذي الحجة 35هـ على أيدي جماعة مارقة قارب عددهم الألفين، اختلفت أغراضهم وأهواؤهم غير أنهم اتفقوا جميعاً على عزله
E N D
السيدة عائشة - رضي الله عنها - ووقعة الجمل إعداد جنات عبد العزيز دنيا
مقتل عثمان رضى الله عنه كان مقتل سيدنا عثمان – رضى الله عنه - في 18 من ذي الحجة 35هـ على أيديجماعة مارقة قارب عددهم الألفين، اختلفت أغراضهم وأهواؤهمغير أنهم اتفقوا جميعاً على عزله أولاً ثم على قتله بعد ذلك . كان يقرأ القرآن ضربه أحدهم بالسيف وركل المصحف برجله فسقط في حجره، وسقطت قطرة دم على قوله تعالى:(فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ) [البقرة:137]. وقد كفى الله تعالى عثمان رضي الله عنه كل من شارك في قتله فمات مقتولاً حتى قتل آخر رجلين منهم بعد أربعين سنة من ذلك؛ قتلهما الحجاج بن يوسف الثقفي من أجل قتلهما عثمان . وقد نسبوا إلى عثمان جملة أمور :
تابع - مقتل عثمان رضى الله عنه فقد أخذوا عليه توليتهلعدد من أقاربه الولايات كمعاوية ومروان بن الحكم، وإنفاقه الأموال الضخمة على أقاربه من بني أمية.. وقد أثبت لهم أنه كان ينفق عليهم من ماله الخاص وكان أغنى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ونقموا عليه أنه عاقب عدداً من الصحابة كأبي ذر نفاه إلى الربذة، وضرب ابن مسعود وغيره، وأخذوا عليه جمع الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة للقرآن، وتحريقه المصاحف المختلفة، وأنه علا درجة في المنبرعلى درجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من كان يرى أنه خدع علياً وتولى مكانه وكان علي الأحق بالخلافة!.
تابع - مقتل عثمان رضى الله عنه ثم إنه دخلت دوافع ومطامع شخصية كثيرة.. فمن هؤلاء من كان عاقبهعثمان بحد أو تعزير فنقم عليه، ومنهم من طمع في المال، ومنهم من أغراه لين عثمان ورحمته وإحسانه إليه، ومنهم من كان ناقماً على الدين مثل عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادعى الإسلام وهو الذي قاد هذه الفتنة من خلف الأستار، وثبت أنه جاء مع أهل مصر لقتل عثمان، وكان يرمز لنفسه بالموت الأسود، والسبئية اتباعه هم الذين كانوا سبباً في نشوب أكثر الفتن وظهور البدع والمقالات المخالفة للإسلام. والله أعلم.
قال الإمام أبوبكر بن العربي المالكي-رحمه الله صاحب كتاب "العواصم من القواصم": لما بويع لعلي بن أبي طالب استأذن طلحة والزبير علياً – رضي الله عنه - في الذهاب إلى مكة فأذن لهما، فالتقيا هناك بأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها-، وكان الخبر قد وصل إليها أن عثمان قد قُتل، فاجتمعوا هناك في مكة وعزموا على الأخذ بثأر عثمان.فجاء يعلى بن منبه من البصرة، وجاء عبد الله بن عامر من الكوفة، واجتمعوا في مكة على الأخذ بثأر عثمان . فخرجوا من مكة بمن تابعهم في البصرة يريدون قتلة عثمان،
وسار الناس صحبة عائشة في ألف فارس.وقيل: تسعمائة فارس من أهل المدينة ومكة، وتلاحق بهم آخرون، وأم المؤمنين عائشة تحمل في هودج على جمل. وكان عليّ – رضي الله عنه - في المدينة، وكان عثمان بن حنيف والياً على البصرة من قبل عليّ بن أبي طالب فلما وصلواإلى البصرة أرسل إليهم عثمان ابن حنيف: ماذا تريدون؟قالوا: نريد قتلة عثمان.فقال لهم: حتى يأتي عليّ، ومنعهم من الدخول. ثم خرج إليهم جبلة وهو أحد الذين شاركوا في قتل عثمان
فقاتلهم في سبعمائة رجل فانتصروا عليه وقتلوا كثيراً ممن كان معه، وانضم كثير من أهل البصرة إلى جيش طلحة والزبير وعائشة. عند ذلك خرج عليّ - رضي الله عنه - من المدينة إلى الكوفةوذلك لما سمع أنه وقع هناك قتال بين عثمان بن حنيف وهو والي عليّ على البصرة وطلحة والزبير وعائشة ومن معهم، فخرج عليّ - رضي الله عنه - إلى الكوفة وجهز جيشاً قوامه عشرة آلاف، وخرج لمقاتلة طلحة والزبير، وهنا يظهر لنا جلياً أن عليّ بن أبي طالب هو الذي خرج إليهم، ولم يخرجوا عليه، ولم يقصدوا قتاله كما يدعي الشيعة .
وبعض من تأثر بهم.وأرسل المقداد بن الأسود، والقعقاع بن عمروليتكلما مع طلحة والزبير واتفق المقداد والقعقاع من جهة، وطلحة والزبير من جهة أخرى على عدم القتال، وبيّن كل فريقوجهة نظره. فطلحة والزبير يريان أنه لا يجوز ترك قتلة عثمان، وعليّ يرى أنه ليس الآن بل حتى تستتب الأمور، فقتلُ قتلة عثمان، متفق عليه والاختلاف إنما هو في متى يكون ذلك. بعد الاتفاق نام الجيشان بخير ليلة وبات السبئية (وهم قتلة عثمان) بشر ليلة؛ وهذا ما ذكر المؤرخون الذين أرخوا لهذه المعركة
أمثال الطبريوابن كثيروابن الأثيروابن حزموغيرهم. عند ذلك أجمع السبئيون رأيهم على أن لا يتم هذا الاتفاق، وفي السِّر والقوم نائمون هاجم مجموعة من السبئيين جيش طلحة والزبير وقتلوا بعض أفراد الجيش وفروا، فظن جيش طلحة أن علياً غدر بهم ، فناوشوا جيش عليّ في الصباح ،فظن جيش عليّ أن جيش طلحة والزبير قد غدروا فاستمرت المناوشات بين الفريقين حتى كانت الظهيرة فاشتعلت المعركة. وقد حاول الكبار من الجيشين وقف القتال، ولكن لم يُفلحوا فكان طلحة يقول: ( يا أيها الناس أتنصتون؟) فأصبحوا لا ينصتونه
وعليّ يمنعهم ولايردونعليه ، وأرسلت عائشة كعب بن سوار بالمصحف لوقف المعركة ، فرشقه السبئيون بالنبال حتى أردوه قتيلاً. وقد ذكر البخاري أبياتاً من الشعر لامرئ القيس: الحـرب أول ما تكـون فتيــة / تسعـى بزينتها لـكل جهول حتى إذا اشتعلت وشـب ضرامها / ولّت عجوزاً غيـر ذات حليل شمطاء ينكـر لونـها وتغــيرت / مكروهـة للـشـم والتقـبيل كانت وقعة الجمل في سنة ست وثلاثين من الهجرة أي في بداية خلافة علي - رضي الله عنه -. بدأت بعد الظهر وانتهت قبيل مغيب الشمس من نفس اليوم.
كان مع عليّ عشرة آلاف وأهل الجمل كان عددهم ما بين الستة والخمسة آلاف . وقُتل في هذا اليوم كثير من المسلمين . وقتل طلحة والزبير ومحمد بن طلحة،أما الزبير فلم يشارك فيهذه المعركة ولا طلحة، وذلك أن الزبير - رضي الله عنه - لما جاء إلى المعركة. يُروى أنه لقي عليّ ابن أبي طالب فقال له علي: أتذكر أن رسولالله -صلى الله عليه وسلم- قال: (تقاتلني وأنت لي ظالم )، فرجعالزبير في ذلك اليوم ولم يقاتل. و الصحيح أنه لم يقاتل. ولكنهل وقع هذا بينه وبين عليّ؟ الله أعلم؛ لأنه ليس للرواية سند قوي،
والمشهور فى كتب التاريخ أكثر أنالزبير لم يشارك في هذه المعركة، وقتل الزبير غدراً على يد رجل يُقال له ابن جرموز. وقتل طلحة بسهم غرب (سهم غير مقصود) أصابه في قدمه مكان إصابة قديمة فمات منها ، ، وهويحاول منع الناس من القتال. ولما انتهت هذه المعركة وقُتل الكثير وبخاصة في الدفاع عن جمل عائشة؛ لأنها كانت تمثل رمزاً لهم فكانوا يبسلون في الدفاع عن عائشة، ولذلك بمجرد أن سقط الجمل هدأت المعركة وانتهت وانتصر علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. وإن كان الصحيح أنه لم ينتصر أحد، ولكن خسر الإسلام وخسر المسلمون في تلك المعركة.
فلما انتهت المعركة صار عليٌّ – رضي الله عنه - يمر بين القتلى فوجد طلحة بن عبيد الله فقال بعد أن أجلسه ومسح التراب عن وجهه: (عزيزٌ علي أن أراك مجدَّلاً تحت نجوم السماء أبا محمد، وبكى علي - رضي الله عنه -، وقال: وددت أني مِت قبل هذا بعشرين سنة(1).وكل الصحابة بلا استثناء الذين شاركوا في هذه المعركة ندمواعلى ما وقع، وكذلك رأى عليّ - رضي الله عنه– محمد بن طلحة فبكى، وكان محمد بن طلحة يُلقَّب بالسّجاد من كثرة عبادته . ----------------------------------- (1) تاريخ دمشق لابن عسكر المختصر (11/207) أسد الغابة (3/88
ودخل ابن جرموز على عليّ ومعه سيف الزبير يقول: قتلت الزبير، قتلت الزبير) ،فلما سمعه عليّ ظهر عليه الغضب والحزن وقال: إن هذا السيف طالما فرج الكرب عن رسول – صلى الله عليه وسلم- ثم قال:( بشر قاتل ابن صفية بالنار، ولم يأذن له بالدخول عليه) هذا رواه ابنسعد بسند حسن. لماذا لم يقتل عليّ قتلة عثمان؟ كان عليّ ينظر نظر مصلحة ومفسدة، فرأى أن المصلحة تقتضي تأخير القصاص لا تركه، رأى أن تأخير القصاص أقل مفسدة من تعجيلهلأن الأمن غير مستتب، وما زالت فتنة، ومَنْ يقول إنهم لن يقتلوا علياً - رضي الله عنه -؟ وقد قتلوهبعد ذلك.
ولذلك لمَّا وصلت الخلافة إلى معاوية لم يقتل قتلة عثمان أيضاً؟ لماذا؟ لأنه صار يرى ما كان رآه عليّ، نعم معاوية أرسل من قتل بعضهم، ولكن بقي آخرون إلى زمن الحجاج يعني إلى زمن عبد الملك بن مروان حتى قُتل آخرهم. المهم أن علياً - رضي الله عنه - ما كان يستطيع أن يقتلهم لا عجزاً، ولكن خوفاً على الأمة. ولما انتهت المعركة أخذ عليٌّ أمالمؤمنين عائشة وأرسلها معززة مكرمة إلى المدينة.
عن عليّ رضى الله عنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (سيكون بينك وبين عائشة أمر، قال عليّ فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: لا ولكن إذا كان ذلك فاردها إلىمأمنها)(1). ففعل - رضي الله عنه - ما أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(2) . قال الإمام أبوبكر بن العربي المالكي: ولما ظهر عليّ - رضي الله عنه - جاء إلى أم المؤمنين - رضي الله عنها- فقال: (غفر الله لك) قالت: (ولك، ما أردتُ إلا الإصلاح). --------------------------------- (1) مسند أحمد 6/393، وقال الحافظ في الفتح سنده حسن 13/60. (2) نقلاً من كتاب حقبة من التاريخ (97-102) دار الإيمان.
ثم أنزلها دار عبد الله بن خلف وهي أعظم دار في البصرة على سنية بنت الحارثأم طلحة الطلحات، وزارها ورحبت به وبايعته وجلس عندها. وقال ابن العربي المالكي: أما خروج عائشة - رضي الله عنها – فهو اجتهاد منها لتحقيق غاية طلحة والزبير، والتعاون مع عليّ من أجل إطفاء الفتنة، والقضاء على المنافقين من قتلة عثمان - رضي الله عنهم جميعاً. فأين هذه البراءة مما زعمه بعض المفترين بأن خروج عائشة رضي الله عنها - يوم الجمل كان انتقاماً من عليّ - رضي الله عنه - من أنه حض الرسول -صلى الله عليه وسلم- على طلاقها في حادثة (الإفك)، لما رأى من حزنه من كلام بعض الناس...
وقد قال غير واحد أنها اجتهدت، ولكنها أخطأت في الاجتهاد، ولا إثم على المجتهد المخطئ، بل له أجر على اجتهاده، وكونها رضي الله عنها- من أهل الاجتهاد مما لا ريب فيه(1). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في المنتقى (ص223):" إن عائشة لم تقاتل، ولم تخرج لقتال، وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين، • -------------------------- (1)العواصم من القواصمللقاضي أبي بكر بن العربي المالكي، (164).
ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانت كلما ذكرت تبكي حتى تبل خمارها. وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال، فندم طلحة والزبير- رضي الله عنهم – أجمعين، ولم يكن لهؤلاء قصد في القتال، ولكن وقع القتال بغير اختيارهم.”(1) والحمد لله رب العالمين. ----------------------- (1) - نقلاً عن كتاب العواصم من القواصم (ص164).
من موقع إسلام ويب : http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=29774 من موقع نبى الإسلام : http://www.islamprophet.ws/ref/121