150 likes | 573 Views
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للّه الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه، وأدب نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم فأحسن تأديبه، وبعد:
E N D
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للّه الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه، وأدب نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم فأحسن تأديبه، وبعد: فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
فحُسن الخلق.. يوجب التحاب والتآلف، وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد والتدابر. وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: {أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق}
وحُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى. وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: { يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟ قال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك} وتأملي أختي الكريمة : الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة، فقد قال :{ إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم }
وعدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً } وعليك بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: { أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً } والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام: { والكلمة الطيبة صدقة } بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر:{ وتبسمك في وجه أخيك صدقة }
والتوجيهات النبوية في الحث على حسن الخلق واحتمال الأذى كثيرة معروفة، وسيرته صلى اللّه عليه وسلم نموذج يُحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين، ومع جهلتهم، بل وحتى مع الكافر، قال تعالى: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8]. وقد جُُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة، فاعرفها - أخي المسلم - وتمسَّك بها. وهي إجمالاً: أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.
أصل الأخلاق المذمومة كلها: الكبر والمهانة والدناءة، وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة. فالفخر والبطر والأشَر والعجب والحسد والبغي والخيلاء، والظلم والقسوة والتجبر، والإعراض وإباء قبول النصيحة والاستئثار، وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة، وأن يُحمد بما لم يفعل وأمثال ذلك، كلها ناشئة من الكبر. وأما الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل والذل لغير اللّه واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس وإذا بحثتَ عن التقي وجدتَهُ ... رجلاً يُصدِّق قولَهُ بفعالِ وإذا اتقى اللّه امرؤٌ وأطاعه ...فيداه بين مكارمٍ ومعالِ وعلى التقي إذا ترسَّخ في التقى ... تاجان: تاجُ سكينةٍ وجلالِ وإذا تناسبتِ الرجالُ فما أرى ... نسبًا يكون كصالحِ الأعمالِ
الحياء من أعظم الأخلاق التي رفع الإسلام شأنها وأجل قدرها فقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم { خلق الإسلام فقال إن لكل دين خلقاً، وإن خلق الإسلام الحياء } فهو علامة على الإيمان قال صلى الله عليه وسلم { الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار } وقال صلى الله عليه وسلم { إن الحياء والإيمان قرنا جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر }
كفى بالحياء فضلآ أن يكون على الخير دليلاً قال صلى الله عليه وسلم { الحياء لا يأتي إلا بخير } فهو مشتق من الحياة فبه حياة الدنيا والآخرة فمن لا حياء له فهو ميت في الدنيا شقي في الآخرة الحياء ..عنوان العفة ورمز الطهارة ودليل الفضيلة بالحياء تمدح المرأة وتصير بالفضل مشهورة وبالجميل مذكورة الحياء يمنع صاحبه من إقتراف الرذائل ويحول بينه وبين القبائح ورب قبيحة ماحال بيني .. وبين ركوبها إلا الحياء إذا رزق الفتى وجهاً وقحاً .. تقلب في الأمور كما يشاء
الحياء من أعظم ماتكنزه المرأة من خصال المروءة وصفات الكرامة وما تزينت المرأة بزينة هي أجمل ولا أبهى من حلة الحياء الحياء يحفظ المرأة عرضها ويصون كرامتها ويبقي شرفها مصوناً لا تلوكه الألسن ولا تتناقله المجالس الحياء كساء يستر القبيح ويغطي المعيب ويظهر الجميل قال العرب : ( من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه ) إن المرأة حين تفقد حيائها تتدرج من سيء إلى أسوأ وتهبط من رذيلة إلى أرذل ولا تزال تهوي حتى تنحدر إلى الدركات السفلى
ليس لمن سلبت الحياء صاد عن قبيح ولا زاجر عنن محظور فهي تقدم على ما تشاء وتأتي ما تهوى قال صلى الله عليه وسلم { إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فأصنع ما شئت } رواه البخاري يعيش المرء ما استحيا بخير .. ويبقى العود ما بقي اللحاء فلا والله ما في العيش خير .. ولا الدنيا إذا ذهب الحياء إذا أنت لم تخش عاقبة الليالي .. ولم تستحي فأصنع ما تشاء
تأملي أختي المسلمة هذه النماذج العظيمة في الحياء : يصف لنا أبو سعيد الخدري حال النبي صلى الله عليه وسلم يقول { لرسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه } ففي هذا الحديث دلالة على أن حي الضمير ونقي المعدن يظهر أثر تأثره في وجهه بعكس الصفيق البليد الذي لاتزيده الفواحش إلا بذاءة وإجتراء على الله وعلى الناس
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أدخل البيت الذي دفن فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبي رضي الله عنه وأقول : إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر رضي الله عنه فوالله ما دخلته إلا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه
نسأل الله العزيز القدير ذا العرش المجيد أن يعصمنا من قبائحنا وأن يستر عوراتنا ويغفر زلاتنا ويقينا شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين Muslmh.com