180 likes | 377 Views
الدوافــع. الدوافع. يمتاز الإنسان بكونه سلوكاً غرضياً ينبع عن دوافعنا وحاجاتنا الملحة، وما البحث عن الطعام والشراب وطلب الأمن والسعي وراء المطامح العالية، إلا أمثلة على الدوافع المستثارة لمختلف النشاطات البشرية.
E N D
الدوافع يمتاز الإنسان بكونه سلوكاً غرضياً ينبع عن دوافعنا وحاجاتنا الملحة، وما البحث عن الطعام والشراب وطلب الأمن والسعي وراء المطامح العالية، إلا أمثلة على الدوافع المستثارة لمختلف النشاطات البشرية. إن للسلوك الإنساني مهما تعددت صوره دوافع معينة تثيره وتوجهه إلى تحقيق بعض الأغراض، فما هي الدوافع، وكيف تؤثر في السلوك الإنساني ؟ وما هي أنواع هذه الدوافع؟ إن الإجابة على مثل هذه الاسئلة من الأمور المهمة التي يعني علماء النفس بدراستها. أهمية دراسة دوافع السلوك :- يعتبر موضوع الدوافع من أكثر موضوعات علم النفس أهمية وإثارة لاهتمامات الكثير من الناس، حيث أن دراسة الدوافع مهمة في زيادة فهم الإنسان لنفسه ولغيره من الناس، فموضوع الدوافع محل اهتمام الأب والأم في المنزل، أو سرعة الانفعال أو التخريب أو الانطواء على نفسه أو الاستسلام لأحلام اليقظة
كما يهتم به المعلم الذي يحتاج إلى التعرف على ميول ودوافع تلاميذه ليتسنى له حسن استغلالها فيما يعود بالنفع على تلاميذه من خلال حفزهم على التعلم، فكثيراً ما يكون تقصير بعض التلاميذ، ليس سببه نقص في ذكائهم أو قدراتهم وإنما يرجع إلى انعدام ميلهم نحو ما يدرسون. كذلك دراسة الدوافع مهمة في مجال الصناعة، فصاحب العمل يهمه أن يعرف ما يدفع العمال ويحفزهم على رفع مستوى الكفاية الانتاجية، كما أن الطبيب النفسي يتطلع إلى التعرف على الدوافع النفسية التي تكمن وراء الأمراض والاضطرابات النفسية، ورجل القانون يهمه أن يتعرف على الدوافع وراء ارتكاب الجرائم. يضاف إلى لذك أن جهل الفرد بدوافعه الحقيقية يعتبر مصدراً لكثير من متاعبه ومشاكله وأزماته النفسية، بل أن كثيراً من ألوان السخط والشقاء فيما يكابده الفرد، يرجع إلى عجزه عن تحديد الأغراض والبواعث التي تحرك سلوكه تحديداً واضحاً. فلا شك أن معرفة الانسان بدوافعه الحقيقية تعينه على ضبط تلك الدوافع والتحكم فيها وتوجيهها الوجهة السليمة.
كما أن موضوع الدوافع لا تقتصر أهميته على فهم الدوافع وضبطها والتنبوء بها، بل أن يتصل بجميع موضوعات علم النفس، فهو وثيق الصلة بعمليات الانتباه والادراك والتفكير والتذكر والتعلم، كما أنه له علاقة مباشرة بالانفعالات، وهو أساس دراسة الشخصية، وعامل مهم من عوامل التوافق السوي. وخلاصة القول: أن الدوافع لابد منها لتفسير السلوك الذي يصدر عن الانسان، إذا لا سلوك بدون دافع. تعريف الدوافع يعرف الدافع بأنه: حالة داخلية – جسيمة أو نفسية – تثير السلوك في ظروف معينة، وتوصله حتي ينتهي إلى غاية معينة. ويعرف الدافع بأنه: القوة التي تجعل الكائن الحي ينشط الاصدار سلسلة من الأساليب السلوكية، حيث تتجه هذه الأساليب نحو تحقيق هدف معين، ثم تتوقف إذا تتحقق الهدف. والدافع في واقع الأمر مصطلح عام وشامل، فاللغة العربية تحتوي على ألفاظ أخرى قد تحمل معنى الدافع، من بين هذه المصطلحات ( الباعث – الحافز – الحاجة) وبعض هذه الألفاظ يكاد يكون مرادفاً للآخر، كما يحتاج بعضها إلى تحديد وتمييز، نحدده فيما يلي :
أولاً: الباعث :- الدافع هو حالة داخلية، أمام الباعث فهو حالة خارجية، أما الباعث فهو حالة خارجية مادية كانت أو اجتماعية، يستجيب لها الدافع، فرؤية الطعام مثلاً باعث يستجيب له دافع الجوع.
ثانياً: الدافع أو الحافز الدافع عبارة عن استعداد ذو وجهين، وجه داخلي محرك للسلوك ووجه خارجي هو الغاية أو الهدف الذي يتجه إليه السلوك الصادر أصلاً عن الدافع، يسمى الوجه الداخلي للدافع بالحافز، فالحافز منشط فقط وليس له خاصية التوجيه. ثالثاً: الدافع والحاجة :- الحاجة هي حالة من النقص والعوز واختلال التوازن، يقترن بنوع من التوتر ى يلبث أن يزول متى قضيت الحاجة، وكثيراً من علماء النفس يستخدمون مصطلح الحاجة على أنه مرادف لمصطلح الدافع. تصنيف الدوافع دوافع فطرية ( أولية ) دوافع مكتسبة. دوافع شعورية دوافع لا شعورية
أولاً: الدوافع الفطرية يقصد بالدوافع الفطرية، التي يولد بها الانسان مزوداً بها، ولم يكتسبها من بيئته عن طريق الخبرة والمران والتعليم. ومن هذه الدوافع، الدوافع المرتبطة بالطعام والماء والراحة والنوم والاخراج والاشباع الجنسي والأمومة. ومن خصائص الدوافع الأولية أنها فطرية وعامة وتنشأ نتيجة اختلال التوازن العضوي والكيميائي، وبإشباعها يستعيد الفرد توازنه العضوي والكيميائي، كما انها تحافظ على بقاء النوع.
وفيما يلي عرض لبعض الدوافع الفطرية :- دافع الجــوع يعتبر هذا الدافع من أهم الدوافع البيولوجية الأولية الضرورية لحياة الانسان، وقد خضعت الدوافع البيولوجية الضرورية لحياة الانسان، ولقد خضعت لكم هائل من الدراسات العلمية، ومن البحوث التي أجريت لتبيان أثر افتقار الجسم إلى الطعام، بحيث أجرى على مجموعة من الشبان الاصحاء فقذ غذي أفراد المجموعة تغذية جيدة لمدة ثلاثة أشهر، أعقبها فترة ستة أشهر من الصوم، اعتمدوا فيها على أقل فترة الستة أشهر من الذي يكاد يسد رمقهم. وقد وصفوا حالاتهم أثناء فترة الستة أشهر من الصوم بعدم القدرة على ضبط النفس وكبح جماح الغضب والتردد والقلق والحساسية الزائدة وعدم القدرة على تركيز الانتباه. ويتضح من ذلك أثر افتقار الدم إلى المواد الغذائية في دافع الجوع ، ومن ثم يضعف الجسم ولا يستطيع القيام بوظائفه الحيوية المعتادة، وليس أدلى على أهمية هذا الدافع من قوله تعالى: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) قريش (3 -4 ) فإشباع دافع الجوع يعطي الجسم الطاقة التي تلزمه بمختلف وظائفه الحيوية
دافع العطش يقوم دافع العطش بعملية تنظيم وضبط دخول الماء إلى جسم الانسان بحيث تحافظ على نسبة ثابتة منه، فكلما انخفضت نسبة الماء في جسم الانسان جفت أنسجة الفم والحلق، وهذا الجفاف ينبه الأطراف العصبية التي تؤدي إلى الاحساس بالعطش، وليس ادل على أهمية الماء الجسم الانسان مما أثبته الدراسات العلمية، فالماء يشكل حوالي ثلثي وزن الجسم، ويدخل في تركيب أنسجة الجسم بما فيها العظام. كما أنه ضروري لحدوث العمليات الحيوية في الجسم كالهضم والامتصاص ويساعد الجسم في التخلص من الفضلات الزائدة عن حاجته على شكل عرق، إذن باختصار شديد الماء يعني الحياة، كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ
3- دافع النوم والراحة يعتبر هذا الدافع أيضاً من الدوافع الأولية الضرورية للإبقاء على الكائن الحي، فكل فرد يشعر من حين إلى أخر بحاجتة إلى الراحة إلى النوم. كما أن متوسط ساعات النوم التي يحتاجها الانسان العادي يومياً (7) ساعات، لذلك فإنه خلق الله سبحانه وتعالى الليل آية من آياته الكبرى مصداقاً لقوله تعالى وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا الاسراء الآية 12 وقوله تعالى وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا سورة الفرقان الآية 47
4- دافع الاخراج الاخراج من الدوافع الفطرية الملحة، وعد اشباعه قد يضر بالانسان ضرراً بالغاً وربما يؤدي به إلى الهلاك، وهو دافع ينشط منذ بداية الحياة ويرتبط مع عملية الكل والشرب، ونتيجة تفاعل عناصر الطاقة مع الأكسجين تتراكم نتائج أكسدتها في الجسم، ومن هنا تنشأ الحاجة إلى إفراز الفضلات كالتبول والتبرز والعرق. 5-دافع الجنس إن الدافع للجنس من الدوافع الأولية التي لها أهمية خاصة في حياتنا الاجتماعية، ذلك لأن هذا الدافع يقوم بوظيفة حيوية، وهي بقاء النوع، فلولا التناسل لا انقرضت الكائنات الحية من الوجود، ورغم أن هذا الدوافع أولي إلا أننا نلاحظ أن العوامل النفسية واخمادها وفي ضبطها وتوجيهها. وقدر فرضت على هذا الدافع الكثير من القيود وأصبح مغلفاً بالكثير من المعايير الاجتماعية والتعالييم الدينية والقيم الاخلاقية، فالتربية الجنسية تلعب دوراً هاماً في تهذيب التعبير السلوكي والدافع الجنسي
6-دافع الأمومة :- تبدي الأمهات في مجتمعنا الانساني وفي المجتمع الحيواني اهتماماً خاصاً بنسلهن، فهي يقمن بتغذية صغارهن والعناية بهم ورعايتهم والدفاع عنهم، ولما كان هذا السلوك شائعاً بين معظم الأمهات، فقدر أقر العلماء بوجود دافع خاص بالأمومة يصدر عنه سلوك الأمومة المتعلق بتغذية الصغار ورعايتهم وحمايتهم. وقد اهتم علماء النفس بدراسة دافع الأمومة عن هذا الدافع، ودلت التجارب المعملية على أن نشاط دافع الأمومة عند الحيوانات الثدية، واستطاعوا بذلك الحصول على معلومات مهمة عن هذا الدافع.
الدوافع المكتسبة ( الثـانوية يقصد بها تلك الدوافع التي يكتسبها الإنسان من البيئة من خلال التفاعل بين الإنسان وبيئته التي يعيش فيها, كالدافع إلى الانتماء, الانجاز والتحصيل, السيطرة وحب الاستطلاع وغيرها. وهناك العديد من الدوافع النفسية المكتسبة، نذكر منها :- الدافع إلى الأمن :- الأمن يعني التحرر من الخوف، والانسان يكون في حالة أمن، متى كان مطمئناً على صحته وعمله ومستقبله وأولاده وحقوقه ومركزه الاجتماعي فإن حدث ما يهدد هذه الأشياء أو توقع الفرد هذا التهديد فقد شعوره بالأمن وانتبابه الخوف.
الدافع إلى الأنتماء:- من الدوافع الهامة أن يشعر الفرد بأنه ينتمي إلى أسرة وينتمي إلى جماعة من الأصدقاء وينتمي مهنة معينة وينتمي إلى وطن معين، وأن يعتز بانتمائه لهذه الجماعات، كما تعتبر الجماعة بانتمائه إليها. ودافع الانتماء يعتبر من الدوافع الهامة للنمو النفسي السليم، وخاصة في السنوات الأولى من حياة الطفل، إلا أنه في بعض الأحيان يلجأ بعض الآباء في الأسرة إلى أنماط من السلوك تدفع الأبناء إلى الشعور بأنهم غير مرغوب فيهم سواء عن طريق اهمال مطالبهم أو نبذهم أو تفضيل أحد الأخوة على الآخر. فإذا شعر الطفل بعد الانتماء للأسرة أو الجماعة، اعتراه القلق والضيق والحزن؛ لأن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي ويفضل أن يعيش مع الجماعة، وهذا ما يفسر الاغتراب النفسي الذي يعتري بعض طلاب البعثات الدراسية الخارجية، وذلك لعدم الانتماء إلى المجتمعات الجديدة التي انتقلوا إليها بقصد الدراسة من جهة واحساسهم الشديد بالحنين للوطن من جهة اخرى.
الدافع إلى التقدير الاجتماعية :- هي حاجة الفرد إلى أن يكون موضع قبول وحب وتقدير واعتبار واحترام من الآخرين، وإلى أن تكون له مكانة اجتماعية، وأن يكون بمنأى من استهجان المجتمع او نبذه، وكما يبدوا هذا الدافع في حب الانسان للثناء وشوقه الى الظهور، و أن يحوز على اعجاب الجماعة وتقديرها، ونحن كمسلمين نعتقد أن الله قد عزز هذا الدافع بالدعوة إلى العمل الصالح وقرن ذلك بالأيمان ووعد المؤمنين بالثواب والأجر، فقد قال تعالى في كتابة العزيز: إنا لا نضيع أجر من احسن عملا
الدافع إلى الاستطلاع والنجاح والتفوق :- يميل الفرد الى الاستطلاع الاشياء والمواقف والخبرات الجديدة، وهذا الدافع لدى الانسان منذ طفولته، فالطفل يستطلع ويستكشف العالم المحيطة به وينتقل من خبرة إلى أخرى، إناه يمسك بكل ما اتصل اليه يداه ويسأل عن كب شيء. والدافع للاستطلاع من اهم الدوافع التي أدت إلى نمو وأطراد العلم والمعرفة. كما أن هذا الدافع مرتبط بالحاجة إلى النجاح والتفوق، وهي الحاجات التي يسعى الفرد لاشباعها في أي مرحلة من مراحل العمر، وعن طريق النجاح يتحقق الاحساس بالأمن وتزداد ثقته بنفسه، فيصبح أكثر فهماً لإمكانياته ودوافعه وقدراته ويستطيع حل المشكلات التي تواجهه ويتخذ القرارات المناسبة.
ثانيا: الدوافع الشعورية والدوافع اللاشعورية يمكن في تصنيف الدوافع إلى دوافع شعورية وهي ما نفطن إلى وجودها كالرغبة في السفر إلى بلد معين . ومن أمثلة الدوافع الشعورية , الدوافع والحاجات الأولية كدافع الجوع والعطش والنوم و.. إلخ , والدوافع النفسية المكتسبة كدافع الأمن والانتماء والتقدير والنجاح . ودوافع لا شعورية لا يشعر الفرد بوجودها وهدفها , كالدافع الذي يحمل الفرد على نسيان موعد هام أو الذي يحمله على الإسراف في غسل يديه . وتؤثر هذه الدوافع في سلوك الإنسان بطريقة خفية , فيكون في أغلب الأحيان غير واعي للدوافع المحركة لسلوكه ,فكم من أناني لا شعر بأنانيته , وكم من بخيل لا يفطن إلى بخله , وكم مكن متكبر لا يدرك غروره . أذن الدوافع اللاشعورية تكون مكبوتة فيما يسمى بالعقل الباطن أو اللاشعورية .
وأحيانا قد يعجز الفرد في مواجهه المشكلات التي تقابله في حياته اليومية , مما يدفعه إلى اتخاذ أساليب مختلفة وغير سوية من التكيف سواء مع نفسه أو مع بيئته التي يعيش فيها بقصد التخفيف من حدة التوتر الناتج عن فشله في مواجهة تلك المشكلات . وهذه الأساليب المتعددة التي يلجأ إليها الفرد , رغم تنوعها إلا أنها تشترك في أنها نوع من تشويه الحقيقة , لذلك يطلق عليها " بالحيل الدفاعية" . وتعرف حيل الدفاع النفسي بأنها : مجموعة من الوسائل والأساليب اللاشعورية , وظيفتها تشويه ومسخ الحقيقة حتى يتخلص الفرد من حالة التوتر والقلق الناتجة عن الأحباطات والصراعات التي لم تحل وتهدد أمنه النفسي ,كما أنها تسمح بالتنفيس الانفعالي والتخفيف من الضغوط الواقعة على الفرد وهي حيل عادية تحدث لدى كل الناس , السوي و اللاسوي , السليم والمريض , ولكن الفرق بينهما هو نجاح الأول وإخفاق الثاني , ووجودها بصورة معتدلة عند الأول وبصورة مفرطة عند الثاني , وما زاد عن الحد أنقلب إلى الضد .