210 likes | 549 Views
بعد الكلام على القضايا وأقسامها: ( شخصية، مهملة، جزئية، كلية وكل منها موجب وسالب ) . يأتي الحديث عن أحكام هذه القضايا ، أي طريقة الاستدلال بتلك القضايا وإقامة الدليل لإثبات المطلوب التصديقي، وذلك عن طريق إبطال ”نقيضه“ وصدق ”عكسه“ فصدق الملزوم يستلزم صدق لازمه.
E N D
بعد الكلام على القضايا وأقسامها: ( شخصية، مهملة، جزئية، كلية وكل منها موجب وسالب ). يأتي الحديث عن أحكام هذه القضايا، أي طريقة الاستدلال بتلك القضايا وإقامة الدليل لإثبات المطلوب التصديقي، وذلك عن طريق إبطال ”نقيضه“ وصدق ”عكسه“ فصدق الملزوم يستلزم صدق لازمه. فإذا بطل النقيض ثبت مقابله. وإذا صدق أحد العكسين تعين صدق الآخر. فالتناقض والعكس من أحكام القضايا، وقدم التناقض على العكس لأنه يعم سائر القضايا، إذ كل قضية لها نقيض، بخلاف العكس فبعض القضايا لاتنعكس كما سيأتي. أحكام القضايا
تَنَاقُضٌ خُلْفُ القَضِيَّتيْنِ فِـيْ كَيْـفٍ وَصِـدْقُ واحِـدٍ أَمْــرٌ قُـفِـيْ التناقض هو حكم من أحكام القضايا، ذكره المناطقةلأن: إقامة الدليل على صحة القضية لاتمكن أحيانا إلا بإبطال نقيضها، أو لأن إقامة الدليل على بطلان القضية لا يمكن إلا ببيان صحة نقيضها. وتعريف التناقض : هو اختلاف قضيتين في ”الكيف“، بحيث تصدق إحداهما وتكذب الأخرى. والمراد بالكيف أي الإيجاب والسلب فتنقض الموجبة لتصبح سالبة، وتنقض السالبة لتصبح موجبة. فصل في التناقض
فَإِنْ تَكُنْ شَخْصِيَّةً أَوْ مُهْمَلَـةْ فَنَقْضُـهـا بِالْـكَـيْـفِ أَنْ تُـبَــدِّ لَــهْفَإِنْ تَكُنْ شَخْصِيَّةً أَوْ مُهْمَلَـةْ فَنَقْضُـهـا بِالْـكَـيْـفِ أَنْ تُـبَــدِّ لَــهْ وَإِنْ تكُنْ مَحْصُورَةً بالسُّــــورِ فَانْقُضْ بِضِـدِّ سُورِهـا المَذْكُـــورِ فَــإِنْ تَـكُــنْ مُـوجـبَـةً كُـلِّـيَّـةْ نـقِـيـضُـهـا سَــالِــبَــةٌ جُــزْئِــيَّـةْ وَإِنْ تَــكُــنْ سَـالِـبــةً كُـلِّـيَّــةْ نَـقِـيـضُـهـا مُـوجــبَــة جُـزْئــيَّــةْ ولابدلتحقيق التناقض في كل القضايا من الاختلاف في ” الكيف“ أي الإيجاب والسلب. وفي القضايا المسورة (كلية وجزئية) لابد من إنضمام شيء آخر وهو الاختلاف في ” الكم“ أي الكلية والجزئية. وهذا لأن حقيقة التناقض تكمن في صدق قضية وكذب الأخرى ويتضح هذا بالأمثلة:
1- الشخصية الموجبة: عمر قائم تنقض عمر ليس بقائم 2-الشخصية السالبة: عمر ليس بقائم تنقض عمر قائم 3- المهملة الموجبة: الانسان حيوان تنقض الانسان ليس حيوان 4- المهملة السالبة: الانسان ليس حيوان تنقض الانسان حيوان 5-الكلية الموجبة : (تنقض جزئية سالبة) كل ماء سائل تنقض ليس بعض الماء سائل 6-الكليةالسالبة:(تنقض جزئية موجبة) لاشيء من الصلوات واجب تنقض بعض الصلوات واجب 7-الجزئية الموجبة :(تنقض كلية سالبة) بعض الماء سائل تنقض لاشيء من الماء سائل. 8- الجزئية السالبة:(تنقض كلية موجبة) ليس بعض الصلوات واجب تنقض كل الصلوات واجبة
العكس هو حكم آخر من أحكام القضايا، ذكره المناطقة لأن إقامة الدليل على المقصود لاتمكن أحيانا إلا ببيان صدق معكوسه ، فإذا صدق أحد العكسين تعين صدق العكس، ولأن بعض القضايا لا يتبين وجه انتاجها إلا بالعكس. فالعكس: هو القلب والتبديل، وعكس القضية عند المناطقة هو قلبها؛وذلك بجعل الموضوع محمولا والمحمول موضوعا في الحملية، وبجعل المقدم تاليا والتالي مقدما في الشرطية. مثال للحملية: عبدالله بن أبي قحافة هو أبو بكر. أبو بكر هو عبدالله بن أبي قحافة. مثال للشرطية:إذا جاءني المذنب تائبا سامحته. إذا سامحت المذنب جائني تائبا. فَصْلٌ في العَكْس
العَكْسُ قَلْبُ جُـزْأَيِ القَضِيَّـةْ مَـــعَ بـقَــاءِ الـصِّـدْقِ وَالكَيْـفِـيَّـةْالعَكْسُ قَلْبُ جُـزْأَيِ القَضِيَّـةْ مَـــعَ بـقَــاءِ الـصِّـدْقِ وَالكَيْـفِـيَّـةْ وَالـكَـمِّ إِلاّ المُـوجِـبَ الكُلِّـيَّـةْ فَعَوَّضُوهـا المُوجِـبَ الـجـزْئِـيَّــةْ العكس عند المناطقةهو: تبديل طرفي القضية مع لزوم بقاء الصدق والكيف و الكم. إذا يشترط في العكس عند المناطقة: 1- تبديل الطرفين . 2- بقاء الصدق،أي: (لا يكون تبديل الطرفين موجبا لكذب القضية الثانية) 3- بقاء الكيف، أي : (الإيجاب والنفي ) 4- بقاء الكم، أي:(الكلية والجزئية)
والقضايا كلها تنعكس مع بقاء ضابط الصدق والكيف والكم، إلا الكلية الموجبة يبقى الصدق والكيف ولا يبقى الكم، فتنعكس إلى جزئية موجبة.
وَالعَكْسُ لازِمٌ لِغَيْرِ مَا وُجِـدْ بِـهِ اجْتِمَاعُ الخِسَّتـيْـنِ فَاقْتَـصِـدْوَالعَكْسُ لازِمٌ لِغَيْرِ مَا وُجِـدْ بِـهِ اجْتِمَاعُ الخِسَّتـيْـنِ فَاقْتَـصِـدْ وَمِثْلُهـا المُهْمَلةُ السَّــلْبِيَّة لأَّنــهَا فِــي قُــــوَّةِ الجُـزْئِيَّـــــة العكس يتحقق في كل قضية لم يجتمع فيها خستان؛ وهما السلب والجزئية، فتخرج الجزئية السالبة، أماالمهملة السالبة فهي في قوتها فتخرج معها أيضا. وبهذا تكون القضايا الحملية التي يصح عكسها هي: - الشخصية الموجبة -والشخصية السالبة - الكلية الموجبة -والكلية السالبة - الجزئية الموجبة -والمهملة الموجبة
ويتضح هذا بالأمثلة: 1- الشخصية الموجبة: عمر هو الفاروق تنعكس الفاروق هو عمر 2-الشخصية السالبة: زيد ليس بفرس تنعكس الفرس ليس بزيد 3- الكلية الموجبة : (تنعكس موجبة جزئية) كل ماء سائل تنعكس بعض السائل ماء 4-الكليةالسالبة: لاشيء من الحيوان جماد تنعكس لا شيء من الجماد حيوان 5-الجزئية الموجبة : بعض الماء سائل تنعكس بعض السائل ماء. 6-المهملة الموجبة: الإنسان ناطق تنعكس الناطق إنسان
وَالعَكْـــــسُ في مُرَتَّبٍ بِالطَّبْعِ وَلَيْـسَ فـي مُـرَتَّــبٍ بِالـوَضْـعِ القضايا ذات الترتيب الوضعي وهي الشرطيات المنفصلة لايفيدعكسها، فأي اختلاف يكون عندما نقول العدد إمازوج أو فرد أو عندما نعكسها. وسمي ترتيبها وضعيا لأنه ترتيب ذكري أي في مجرد الوضع والذكر وليس له أثر في المعنى كما سبق. فالعكس لا يكون إلا في القضايا ذات الترتيب الطبيعي ؛ وهي الحمليات والشرطيات المتصلة. وسمي ترتيبها طبيعيا لأن المعنى يتغير بتغير ترتيب: الموضوع والمحمول والمقدم والتالي، فهناك التزام في المعنى بين الطرفين أيهما يحمل على الآخر.
فالفرق إذا بين التناقض والعكس: أن التناقض يقتضي صدق إحدى القضيتين وكذب الأخرى، أما العكس فيقتضي صدق القضيتين معا. أيضا أن التناقض يدخل في كل قضية أما العكس فلا يدخل في بعض القضايا لأنه لا يمكن فيها عكس صحيح كما ورد.
إِنَّ القِياسَ مِنْ قَضايا صُـــوِّرا مُسْتَلْـزِمـاً بِـالـذَّاتِ قَـــوْلاً آخَـــراإِنَّ القِياسَ مِنْ قَضايا صُـــوِّرا مُسْتَلْـزِمـاً بِـالـذَّاتِ قَـــوْلاً آخَـــرا القياس أحد طرق الاستدلال غير المباشر، بل هو غاية المقاصد أو هو المقصود الأهم عند المناطقة، إذ به تدرك الأحكام العقلية والشرعية، فإذا روعي القياس وركب تركيبا صحيحا أنتج نتائج صحيحة. وتعريفه: هو لفظ تركب من قضيتين فأكثر يلزم عنهما لذاتهما قول آخر. وينقسم بإعتبار مقدماته إلى:بسيط ومركب. فإن تركب من قضيتين سمي قياسا بسيطا، وإن تركب بأكثر من ذلك سمي قياسا مركبا. مثال الأول: العالم متغير، كل متغير حادث،يلزم عنه: العالم حادث. مثال الثاني:النباش آخذ للمال خفية،كل آخذ للمال خفية سارق،كل سارق تقطع يده، يلزم عنه: النباش تقطع يده. بابٌ في القيَاسِ
ثُـمَّ القِيَاسُ عِنْدَهُمْ قِسْمَانِ فَـمِـنْـهُ مَــا يُـدْعى بِـالاقْـتِرانـيثُـمَّ القِيَاسُ عِنْدَهُمْ قِسْمَانِ فَـمِـنْـهُ مَــا يُـدْعى بِـالاقْـتِرانـي ينقسم القياس باعتبار صورته إلى: اقتراني وشرطي أو استثنائي. الأول:الاقتراني، سمي بذلك لاقتران القضايا فيه واتصال بعضها من غير فصل بأداة استثناء أو استدراك . والثاني: الاستثنائي أو الشرطي، سمي استثنائي لكون التالي مشتملا على حرف استثناء، وسمي شرطيا لكون المقدم مشتملا على أداة شرط.
وَهْوَ الَّذي دَلَّ على النَتيجَــةِ بِــقُـــوَّةوَاخْــتـــصَّبـالـحَـمْـلِـيَّـةِ عرفوا القياس الاقتراني بأنه: مادل على النتيجة بالقوة. أي: دل على النتيجة بمعناها أو بمادتها لاصورتها، فتكون أجزاء النتيجة مذكورة في مقدمات القياس. مثاله في الحملية:العالم متغير، كل متغير حادث، العالم حادث. وفي الشرطية:كلما رؤي هلال رمضان دخل شهر الصيام وكلما دخل شهر الصيام وجب الصوم، كلما رؤي هلال رمضان فقد وجب الصوم. وأما قول الناظم: ”واختص بالحملية“ معناه أن الحملية مقصورة عليه دون الاستثنائي، بخلاف الشرطية فيركب منها الاقتراني والاستثنائي كما سيأتي.
فَــإِنْ تُــرِدْ ترْكـيـبَـهُ فَـرَكِّـبـــا مُـقَـدِّمـاتِـهِ عَــلــى مَــا وَجَــبَـــافَــإِنْ تُــرِدْ ترْكـيـبَـهُ فَـرَكِّـبـــا مُـقَـدِّمـاتِـهِ عَــلــى مَــا وَجَــبَـــا وَرَ تِّـبِ المُقَـدِّمـاتِ وَانْـظُـــرا صَحِيحَـهَـا مِــنْ فَـاسِدٍ مُخْـتَـبِـرا فَــــإِنَّ لازِمَ الـمُـقَـدِّمــــــاتِ بِـــحَـسَــبِ الــمُــقَـــدِّمـــاتِ آتِ الشروط التي يجب أن تتوفر في القياس الإقتراني هي المذكورة في هذه الأبيات وهي: - أن تركب مقدماته على وجه صحيح، وعلى ما وجب من أن يكون الجامع بين طرفي النتيجة –ويسمى الحد الأوسط- مناسبا لهما يقضي بربطهما. - أن يرتب المقدمات فيميز بين صحيحهاوفاسدها للتأكد من صدقها، ومن سلامة تركيبها، لأن النتيجة لازم، واللازم بحسب ملزومه، فالنتيجة صحيحة إن كان كل من المقدمتين صحيحا وإلا ففاسدة.
القياس يتكون من مقدمات توصل إلى نتائج. فالمقدمة الأولى يطلق عليها الصغرى، والمقدمة الثانية يطلق عليها الكبرى وأجزاء القضية أو المقدمة كما سبق هي: الموضوع و المحمول في الحملية، والمقدم والتالي في الشرطية. فالموضوع أوالمقدم من المقدمة الصغرى يسميان (الحد الأصغر) والمحمول أو التالي من المقدمة الكبرى يسميان (الحد الأكبر) والجزء الذي يتكرر في القضايا يسمى ( الحد الأوسط)
القياس مقدمة صغرى مقدمة كبرى موضوع محمول موضوع محمول مقدم تالي مقدم تالي حد أصغر حد أوسط حد أكبر نتيجة
وَما مِـنَ المُقَدِّمـــاتِ صُغْـرَى فَيَـجِـبُ انْدِراجُـهـا فِي الْـكُـبْـرىوَما مِـنَ المُقَدِّمـــاتِ صُغْـرَى فَيَـجِـبُ انْدِراجُـهـا فِي الْـكُـبْـرى وَذاتُ حَدٍ أَصْغَـــرٍ صُغْـراهُمـا وَذاتُ حَـــــدٍّ أَكْــبَـــرٍ كُـبْـراهُـمــا وَأَصْـغَــرٌ فَــذاكَ ذُو انْــــدِراجِ وَوَسَـــطٌ يُـلْـغَـى لَـدَى الإِنْــتــاجِ لما كان الحد الأصغر غالبا ما يكون أخص وأقل أفرادا من الحد الأكبر، قال الناظم بوجوب إندراج المقدمة الصغرى في المقدمة الكبرى. وهو يريد إندراج الحد الأصغر بالأوسط لأنه الوسيلة إلى الجكم بالحد الأكبر على الحد الأصغر كما صرح في البيت الأخير. مثاله:النبيذ مسكر، كل مسكر حرام، النبيذ حرام. ”فالنبيذ“ مندرج في ”مسكر“ الذي وقع بهالحكم ”حرام“ على النبيذ.