191 likes | 529 Views
( فضل أيام العشر من ذي الحجة) بقلم/ أ .عدنان عبد الهادي حسان. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد : إن من فضل الله ومنته على عباده الصالحين أن جعل لهم مواسم يستكثرون فيها الخير والعمل الصالح
E N D
(فضل أيام العشر من ذي الحجة) بقلم/ أ.عدنان عبد الهادي حسان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد : إن من فضل الله ومنته على عباده الصالحين أن جعل لهم مواسم يستكثرون فيها الخير والعمل الصالح وهي متعددة وكثيرة ومنها أيام العشر الأوائل من ذي الحجة , فقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة:
أولاً/ من القرآن الكريم : 1/ قال تعالى: {وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ}. [الفجر1-2] وجه الدلالة: قال ابن عباس رضي الله عنه يعني فجر يوم النحر ,لأن الله جل ثناؤه جعل لكل يوم ليلة قبله , إلا يوم النحر لم يجعل له ليلة قبله ولا بعده لأن يوم عرفة له ليلتان ليلة قبله وليلة يعده فمن أدرك الموقف ليلة بعد عرفة فقد أدرك الحج إلى طلوع الفجر , فجر يوم النحر وهو قول مجاهد . 1/ قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}. [الحج28] وجه الدلالة: قال ابن عباس رضي الله عنه أيام العشر من ذي الحجة , وعن أبي يوسف ومحمد بن الحسن من الحنفية: أنه لا فرق بين المعلومات والمعدودات المذكورة هي أيام التشريق بلا خلاف ولا شك أحد بأن المعدودات لا تتناول أيام العشر وهذا ما قاله ابن عباس رضي الله عنه (القرطبي :الجامع لأحكام القرآن (2/140))
ثانياً السنة : عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صبى الله عليه وسلم قال: (ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة ) قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله في سبيل الله عز وجل ثم لم يرجع من ذبك بشيء) . (البيقيهي :سنن ح(1452/785) رواه الجماعة إلى مسلم والنسائي ) وجه الدلالة: ظاهر في أفضلية الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة .
نصيحة : حري بك أخي المسلم أن تستقبل هذه الأيام بالتوبة الصادقة , وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي ؛ فأن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه , وتظلم القلب وتقطعه عن مولاه عز وجل قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت69] وقال سبحانه: [وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . [آل عمران 133] أخي المسلم: الدنيا أيام قلائل ونحن في دار العمل وغداً في دار العمل وغداً دار الجزاء والحساب والجنة والنار فكن ممن قال الله فيهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} . [الأنبياء 90]
أولاً/الصلاة : أحرص على أداء الصلاة المكتوبة في كل أوقاتها في كل وقت وحين من عمرك وأكثر من النوافل فإنها من أفضل القربات إلى مولانا جل في علاه فعن ثوبان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عليك بكثرة السجود لله ,فإنك لا تسجد لله سجدة إلى رفعك بها درجة , وحط عنك بها خطيئة ) حديث صحيح واجعل لنفسك من صلاة الليل نصيباً ولو ركعتين قبل النوم .
ثانياً الصيام : لدخوله في عموم الأعمال الصالحة لذا فإن الصوم فيها مستحب لغير الحاج وإليك أحكام صيامها بالتفصيل :
1/ حكم صوم الأيام التسع كلها : فعن هنيدة بن خالد عن إمرته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ) . ”رواه أبو داود وحسنه الألباني“ قال الإمام النووي رحمه الله عن صوم العشر الأوائل من ذي الحجة: (أنه مستحب استحبابا شديداً لفعله صلى الله عليه وسلم) .
2/ صوم يوم عرفة : يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت من أحاديث صحيحة منها عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ؟ فقال: (يكفر السنة الماضية والباقية) وفي رواية قال: (احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله , والسنة التي بعدها) . رواه مسلم 1162
3/ يوم النحر (عيد الأضحى ) : فهو يوم يغفل عن فضله كثير من المسلمين ,وإليك أقوال العلماء في فضله: القول الأول: بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى أنه عندهم أفضل من يوم عرفة . قال ابن القيم رحمه الله (خير الأيام عند الله يوم النحر , وهو يوم الحج الأكبر) وجاء في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر , ثم يوم القر) حديث حسن ويوم القر هو أول أيام التشريق ويسمى يوم الاستقرار في منى للحاج لنحر الهدي .
القول الثاني: قيل يوم عرفة أفضل منه ؛ لأن صيامه يكفر سنتين وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر من يوم عرفة ولأنه سبحانه يدنو فيه من عبادة فيباهي بهم ملائكته في هذا الموقف .
الترجيح: وذهب بعض أهل العلم إلى أن القول الأول هو الصواب لأن الحديث دال على ذلك ولا يعارضه شيء سواء كان يوم النحر أفضل أم يوم عرفة فاحرص أخي المسلم على إدراك فضل هذه الأيام واغتنم فضلها وأجرها .
4/ أما حكم صوم يوم النحر (الأضحى ): فيحرم صوم يومي العيدين الفطر والأضحى لما يلي :- 1/ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم) . حديث صحيح, (رواه البخاري 1990) 2/ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين : (يوم الفطر , ويوم الأضحى) . (مالك في الموطأ 688) 3/ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر والنحر) . حديث صحيح (رواه البخاري ومسلم 1137)
4/ حكم صوم أيام التشريق الثلاثة : 1/ قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام , ثلاثة عشر) . حديث صحيح رواه النسائي وصححه ابن حبان 2/ أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أنها تصوم أيام منى وكان أبوها يصومها (أبو بكر رضي الله عنه ) . 3/ وعنهما وعن ابن عمر رضي الله عنه قالا: (لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي) وهذا خاص بالحاج وعليه ؛فإنه يحرم صيامها تطوعاً وأجاز بعض أصحاب الشافعية صيام أيام التشريق فيمن له سبب كصيام كفارة أو نذر.
ثالثاً/ التكبير والتهليل والتحميد: لثبوت ذلك عن الصحابة والتابعين: 1/ أخرج البخاري: (أن ابن عمر وأبا عمر رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ) . 2/ وقال أيضاً: (كان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون , وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه , وفي فسطاطه , ومجلسه ,وممشاه و تلك الأيام جميعاً) ويستحب الجهر بالتكبير لفعلهم رضي الله عنهم . 3/ وعند أحمد وغيره عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام أعظم عند الله سبحانه وأحب إلى الله العمل فيهن من الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) . حديث حسن
صيغة التكبير : ورد فيها صيغ مروية عن الصحابة والتابعين منها : 1/ الله أكبر ,الله أكبر ,الله أكبر كبيرا . 2/ الله أكبر ,الله أكبر, لا اله إلا الله ,والله أكبر ,الله أكبر ,ولله الحمد . 3/ الله أكبر ,الله أكبر, الله أكبر,لا إله إلا الله ,والله أكبر ,الله أكبر ,ولله الحمد .
التهنئة بالعيد : قولنا: (تقبل الله منا ومنكم ) ؛ لثبوت ذلك عن السلف الصالح .