Download
1 / 61
800 likes | 1.64k Views
بسم الله الرحمن الرحيم. العولمة وتحدياتها التقنية والسياسية ودور التربية في مواجهة هذه التحديات. عناصر المحاضرة (2 ـ 1 ). العولمة والتحديات التقنية : ــ العولمة التقنية . ــ الهوة (الفجوة) الرقمية . ــ الاستخدام التجاري . ــ احتلال الفضاء المعلوماتي .
E N D
بسم الله الرحمن الرحيم العولمة وتحدياتها التقنية والسياسية ودور التربية في مواجهة هذه التحديات
عناصر المحاضرة (2 ـ 1 ) • العولمة والتحديات التقنية : ــ العولمة التقنية . ــ الهوة (الفجوة) الرقمية . ــ الاستخدام التجاري . ــ احتلال الفضاء المعلوماتي . ــ مدى توافر المعلومات ومصداقيتها . ــ أمن المعلومات . ــ السيطرة التقنية . ــ تحديات أخرى . ــ عوائق الاستفادة من الشبكة العنكبوتية . ــ دور التربية في مواجهة هذه التحديات .
عناصر المحاضرة (2 ـ 2 ) • العولمة والتحديات السياسية : ــ العولمة السياسية . ــ العولمة وسيادة الدولة. ــ إيجاد أنماط جديدة من التبعية وتوسيع مجالاتها . ــ دعاوي الديمقراطية وحقوق الإنسان و.. . ــ دور التربية في مواجهة هذه التحديات. ــ
العولمة للعولمة آثار تطول كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفلسفية والتقنية والتربوية . إلا أن ما يتعرض له أي جانب من جوانب الحياة لآثار العولمة سلباً لابد من أن ينعكس على التربية باعتبارها أي التربية تختص بجانب السلوك الإنساني وبالطبع فكل هذه الجوانب هي ما يهتم الإنسان به ويمارسه ويتأثر به سلباً أو إيجاباً أثناء حياته كلها .
العولمة التقنية لقد دفعت البشرية جمعاء ثمناً باهظاً جراء هذه النظرة الضيقة للتقانة على أنها مجرد أداة أو وسيلة معزولة عند سياقها الاجتماعي والبيئي. مقطوعة الصلة عن الاعتبارات الأخلاقية. فهي ليست مجرد الأداة أو الوسيلة التي يستخدمها الإنسان في حل مشاكله والتحكم في ببيئته، بل هي العملية الواسعة التي تشمل الظروف الاجتماعية التي أفرزت هذه الأداة أو الوسيلة..
العولمة التقنية وإذا كان لدعاة العولمة التأكيد على آثار العولمة الإيجابية على المستوى التقني، فإن هذه الإيجابيات تنخفض عندما تسيطر جهة واحدة على مصادر المعلومات وطبيعتها ومستوى ما يتاح منها ، واستخدامها ذراعاً للسيطرة على الشعوب مما يجعل هذه الأداة التي يمكن أن تكون مصدر خير للشعوب وعامل تقدم للمجتمعات أداة للتهديد والابتزاز والاستغلال والاستثمار غير المشروع.
العولمة التقنية ففي النظام الرأسمالي كان القرار لرأس المال، كان من يملك يسيطر من لا يملك أما الآن في عصر المعرفة العلمية والتقنية فإن القاعدة هي أن من يعرف يسيطر من لا يعرف. وبذلك لم يعد العالم ينقسم إلى أغنياء يملكون وفقراء لا يملكون وإنما أصبح العالم ينقسم إلى أغنياء يعرفون وفقراء لا يعرفون.
الثورة التكنولوجية التطور الهائل في التكنولوجيا مكن الإنسان من أن يسمع من مسافات بعيدة جداً ، ويستشعر بأصوات وذبذبات لم يكن يعلم حتى بوجودها . مع التكنولوجيا أمكن للإنسان الانتقال لمئات بل لآلاف الكيلومترات في الساعة الواحدة. وأصبحت فعاليته لدى أداء أي عمل أعلى، كان يمكنه رفع أوزان محدودة ، الآن بإمكانه أن يرفع وينقل مئات الأطنان ، كان يلزمه حائط مكتبة البيت بكامله ليحفظ ملايين المعلومات ، الآن يستطيع أن يحفظ المعلومات في حيز صغير لا يتعدى المليمترات المربعة.
الثورة التكنولوجية وعادة ما يشار إلى شبكة الإنترنت باعتبارها رمزاً للثورة التكنولوجية والاتصالية، والتي هي حالياً من أبرز علامات العولمة والاتصالية ويكفي أن نشير إلى ما يسمى بالتجارة الإلكترونية والتي وصل حجم تعاملاتها إلى أحجام كبيرة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
الثورة التكنولوجية إذن اليوم وفي عالم الاختزان الثقافي: أصبحت الصورة السمعية والبصرية هي وسيلة السيطرة على العقول وليست الكلمة فقط. فأصبح تعطيل فاعلية العقل والتشويش على نظام القيم بهدف تكريس نوع معين من الاستهلاك الهدف الكبير للعولمة
الثورة التكنولوجية أما المجال الآخر من هذه الثورة فهو التطورات المثيرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي تتيح للأفراد والدول والمجتمعات للارتباط بعدد لا يحصى من الوسائل التي تتراوح بين الكبلات الضوئية،والفاكسات ومحطات الإذاعة، والقنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية، التي تبث برامجها المختلفة عبرالعديد من المحطات الفضائية،بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر،والبريد الإلكتروني،وشبكة المعلومات الدولية،التي تربط العالم بتكاليف أقل،وبوضوح أكثر على مدار الساعة، لقد تحولت تكنولوجيا المعلومات إلى أهم مصدر من مصادر الثروة،أو قوة من القوى الاجتماعية والسياسية والثقافية الكاسحة في عالم اليوم.
الثورة التكنولوجية وستمثل خدمات المعلومات قريباً واحداً من أهم موارد الدخل القومي وستكون شبكة الإنترنت معقل اقتصادي صحيح.. لحماية ومصالح الدول. ولكنها بالتأكيد تؤثر في العالم ككل ولا تستطيع الادعاء بأنها وجدت لضربنا وإذا حصّنّا أنفسنا ضدها ورفضناها ولم نتعامل مع هذه المعلومات والمعارف والعلوم، فما هو البديل؟
الهوة (الفجوة) الرقمية المقصود بـ "الفجوة الرقمية" هي الهوة الفاصلة بين الدول المتقدمة والنامية في المعرفة و الوصول إلى مصادر المعلومات والقدرة على استغلالها ، بذلك تبدو الفجوة الرقمية مرتبطة بعدد من الملامح يمكن بها قياس مدى قوة وقدرة العطاء الرقمي وتوظيفه في المجالات المختلفة، الاقتصادية التجارية/المعلوماتية العلمية والمعرفية وغيرها.
الهوة (الفجوة) الرقمية إن وجود حاسبات آلية في المؤسسات العلمية والتعليمية أو حتى بعض الدوائر الحكومية، لا يعني أننا قد عبرنا هذه الفجوة، وإنما يتم التعبير عن الفجوة الرقمية من خلال مجموعة من المؤشرات منها: عدد الهواتف ، الأجهزة ، وعدد الحاسبات الآلية الشخصية، وعدد مواقع الإنترنت وعدد مستخدمي الشبكة منسوبة إلى إجمالي عدد السكان ، باعتبارهما أكثر دلالة على مستوى التنمية المعلوماتية، حيث تعبر تلك المؤشرات بصورة أدق عن مدى تجاوب المجتمع مع تقانة المعلومات والاتصالات·
الهوة (الفجوة) الرقمية بتفصيل أكثر تشير الأرقام والإحصاءات إلى حقيقة موقع الدول العربية من العصر الرقمي فيقدر عدد المستخدمين للإنترنت في العالم العربي15مليون شخص بنسبة 4% من عدد سكان المنطقة العربية، بينما بلغ عدد مستخدمي الإنترنت بالولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس 2003 حوالي 116 مليون أميركي، بنسة63% من مجموع عدد الأميركيين الذين تزيد أعمارهم عن ثمانية عشر عاما
الهوة (الفجوة) الرقمية ولا يتجاوز عدد المواقع العربية على شبكة الإنترنت نسبة 1% من جملة المواقع بالشبكة علما بأن العرب يمثلون قرابة 5 % من سكان العالم تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2002 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
الهوة (الفجوة) الرقمية نسبة إسهام البلدان النامية في الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات بلغت ( 2 % ) ، مع العلم أن هذه البلدان تضم حوالي ( 80 % ) من سكان العالم. دراسة أجراها البنك الدولي عام 1991 م
الاستخدام التجاري إن الاستخدام التجاري للإنترنت في العالم العربي مازال دون المطلوب ، حيث أن حجم التجارة الإلكترونية العربية لا يتجاوز 3 مليارات دولار تمثل 2% من مجموع المبادلات التجارية الإلكترونية العالمية دراسة أعدها في عام 2002 النادي العربي لتقنية المعلومات والإعلام
احتلال الفضاء المعلوماتي وإذا أضفنا إلى كل هذه العوامل، إلى ما يطلق عليه استعمار أو احتلال الفضاء المعلوماتي ، ندرك مدى خطورة هذه الفجوة، فكما حدث بالنسبة إلى مجال موجات الأثير في الاتصال اللاسلكي، والاختلال الشديد في توزيع موجاته ما بين الدول المتقدمة والنامية، هناك من يُنذر حالياً باستعمار جديد للفضاء المعلوماتي تسود فيه القوى العالمية المتقدمة معظم مناطقه وشعبه ومدنه وجماعاته، وتستقطب مواقعها على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) معظم الزوار .
مدى توافر المعلومات ومصداقيتها إن استخدام قواعد البيانات ذات الاسترجاع الفوري بهدف الحصول على البيانات المطلوبة هو قضية هامة وملحة في الظروف المعاصرة ولكن ما نلاحظه أن التباين بين العالمين المتقدم والنامي يفضي إلى " فقر المعلومات " ، وتتعرض لهذه المشكلة بلدان نامية كثيرة، كعدم توافر الحقائق الكافية للتخطيط الناجح ــ أرشفة المعلومات رقمياً ــ ومدى القيود المفروضة عليها .
مدى توافر المعلومات ومصداقيتها ويلاحظ في غالبية البلدان النامية غياب أو ندرة المعلومات الموثوقة في هذا ما يؤدي إلى مشكلات كبيرة متعلقة بإدارة كثير من المؤسسات العامة والشركات الخاصةإن الحصول على معلومات خاطئة أو مغلوطة أو ناقصة أو منقوصة – تحت أي سبب - هو الخطأ الفادح الذي ترتكبه كثير من مراكز المعلومات، وتتجاوز أثاره السلبية الفرد لتصل إلى الدولة والأمة، وإن سياج السرية الذي ضربته بعض مراكز المعلومات حول ما تملكه من وثائق ومعلومات – ما هو إلا حجر عثرة تعيق التوجه إلى المعلوماتية وولوج العصر الرقمي.إننا أحوج ما نكون في هذا الوقت إلى التداول المستمر للمعلومات من أجل دعم اتخاذ القرار، ومن أجل بناء التكامل المعلوماتي .
أمن المعلومات ــ أمن حفظ البيانات و المعلومات. ـــ أمن نقل البيانات و المعلومات. ـــالبحث عن مصادر الخطر المتوقعة على المعلومة لمكافحتها( الاختراق ـ الفيروسات ).
السيطرة التقنية إن أقدر الناس على التخطيط والتعامل مع الأشياء هو من يتملك المعلومات بشتى صورها وأشكالها، فبقدر ما يحوزه الأشخاص أو الدول من معلومات بقدر ما يكونوا في مواقع أكثر قوة وأقدر على التصرف، إن أي نشاط بشري نمارسه سواء أكان صناعياً أم تجارياً أم غير ذلك يعتمد في أساسه على المعلومات.
السيطرة التقنية وبنظرة عابرة للدول الصناعية المتقدمة نجد أنها هي صاحبة القرار وهي المسيطرة على أرجاء كثيرة من العالم، وبحجم ما لديها من المعلومات عن الدول والأشياء تكون قوتها وسيطرتها. والمعلومات هي التي أنتجت لنا الصناعات المتطورة الحديثة من طائرات وقاطرات ونظم آلية متقدمة وغير ذلك من منجزات هذا العصر (عصر المعلومات ) .
وإذا ما أخذنا الإعلام كمكون ثقافي نجده يشكل بوسائله هيمنة أحادية على عالم الثقافة والإعلام، ويتضح لنا ذلك في أشكال الهيمنة الآتية ذكرها: • معظم مواد وتجهيزات الصناعة التقليدية والإعلام بيد الدول المصنعة (الورق، الحبر، آلات الطباعة، آلات التصوير). • جميع مواد وتجهيزات الاتصال الحديثة بيد المجموعة نفسها ويتحكم فيها كلياً مركز واحد للهيمنة. • جميع تجهيزات المعلوماتية والحاسوبية وغزو الفضاء، وكذلك المواد الثقافية والمرجعية والمكتبات وبنوك المعلومات بيد مركز الهيمنة. • معظم مصادر البث الإعلامي والأقمار الصناعية، ومواد تصنيعها بيد الجهة نفسها، وكذلك طرق تجارتها، والأشكال القانونية التي تنظمها.
تحديات أخرى ـ موضوعات الملكية الفكرية . ـ منع الاستخدام السيئ لتكنولوجيا الاتصالات .
عوائق الاستفادة من الشبكة العنكبوتية: ـ الغياب النسبي للبنى التحتية الجيدة مع ارتفاع كلفة إنشاء البنية التحتية لطرق المعلومات فائقة السرعة ، وقلة المنافسة والنقص في المضمون العربي على الإنترنت . ـ سرعة تغير تقنيات المعلومات والاتصال يزيد من صعوبة التخطيط التقاني . ـ ضعف إمكانات المعلوماتية والاتصال محلياً، فمعظم أدوات المعلوماتية مستوردة من الخارج، والتى تؤثر بدورها على صناعة البرمجيات العربية من حيث الاعتماد الكلى على لغات البرمجة العالمية. ـ نقص الأيدي الماهرة والمدربة القادرة على التعامل مع تلك البرمجيات، بالإضافة إلى ضعف مستوى التعليم . ـ اللغة حيث يؤكد الخبراء أن اللغة تعد من أوضح عوائق استعمال الإنترنت في العالم العربي، إذ أن الإنترنت تحلق في فضاء اللغة الإنجليزية التي يظهر بها80% من المواقع على الشبكة الدولية للمعلومات · ـ عدم ثقة المستهلكين في التسوق الإلكترونى، مع عدم توافر التدريب الكافي للمستثمرين .
دور التربية في مواجهة هذه التحديات : الاهتمام بالأجيال الجديدة وجذبها إلى المعلوماتية، وهو ما يتطلب تطويرا نوعيا في التعليم العربى، ،وتشجيع هذه الأجيال على إدماج اللغة العربية في تطبيقات المعلوماتية، وتنشيط البحوث الخاصة باللغة العربية وتفعيل مجامع اللغة العربية.
دور التربية في مواجهة هذه التحديات : توفير بيئة للبحث والتنمية بمساعدة الحكومات والقطاع الخاص سوف يؤدى إلى تشجيع نشر التكنولوجيا، وإيجاد فرص عمل جديدة وتحسين انتقال التكنولوجيا بين القطاعين العام والخاص، وتأكيد الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص .
دور التربية في مواجهة هذه التحديات : إعادة هيكلية المدرسة بمساعدة تكنولوجية المعلومات والاتصال ، فيمكن أن تجلب المدرسة أنواع المصادر والمواد المختلفة والأصول الفكرية من المجتمع المحلى والأجزاء المختلفة من العالم لمساندة التدريس والتعليم المتميزين في كل فصل، ولكل معلم، ولكل طالب .
دور التربية في مواجهة هذه التحديات : تعزيز التعليم الإلكتروني و متابعة المستجدات التقنية وما يتعلق منها بالاتصالات واستغلالها لتطوير عمليتي التعليم والتعلم وتطوير مهارات استخدام التقنيات لدى المعلم والمتعلم .
دور التربية في مواجهة هذه التحديات : ــ تزويد المناهج الدراسية بأنشطة تكنولوجية تكسب القدرة على الاستخدام المفيد للمعلومات في غرس سلوكيات حب الاستطلاع العلمي لديه . ــ العمل على محو الأمية التكنولوجية لطلاب التعليم العالي .
الربط الإلكتروني إتاحة فرص التعلم مدى الحياة مواطنون يمتلكون معرفة أفضل إمكانية المنافسة في مجتمع الاقتصاد المعرفي تطوير محتوى التعلم محلياً بالاطلاع على التجارب العالمية مجتمع مدني رفيع الثقافة اقتصاد مزدهر ثقافة ديناميكية متجددة
التحول التربوي: الرؤية والتحدي الطلبة سيصبحون فعالين مبتكرين للمعرفة والمهارات، وباحثين عن فرص التعلم مدى الحياة لتحقيق الرؤية المنشودة وستتاح لهم فرص الوصول إلى التقنيات المختلفة التي تدعم نموهم وتجعلهم قادرين على المشاركة في الاقتصاد المعرفي استثمارات البنية التحتية استثمارات التنمية البشرية
العولمة السياسية إن تكريس الانقسام بين الدول الغنية والفقيرة وسيادة دولة واحدة أو مؤسسات محدودة طامعة على شئون العالم وإضعاف قوة الدولة وهيبتها وقراراتها مما يشجع على تفتيت الدولة ويضعف من التماسك الداخلي وبالتالي يجعل من تحقيق الأهداف الوطنية مجرد شعارات للتغني بها فقط .
العولمة السياسية والدولة القومية هي نَقيض العولمة، كما أن السياسة ونتيجة لطبيعتها ستكون من أكثر الأبعاد الحياتية مقاومة للعولمة التي تتضمن انكماش العالم وإلغاء الحدود الجغرافية وربط الاقتصادات والثقافات والمجتمعات والأفراد بروابط تتخطى الدول وتتجاوز سيطرتها التقليدية على مجالها الوطني والمحلِّي
العولمة السياسية إن الدولة التي كانت دائماً الوحدة الارتكازية لكل النشاطات والقرارات والتشريعات أصبحت الآن مجرد وحدة ضمن شبكة من العلاقات والوحدات الكثيرة في عالم يزداد انكماشاً وترابطاً ، فالقرارات التي تتخذ في عاصمة من العواصم العالمية سرعان ما تنتشر انتشاراً سريعاً إلى كل العواصم، والتشريعات التي تخص دولة من الدول تستحوذ مباشرة على اهتمام العالم بأسره، والسياسات التي تستهدف قطاعات اجتماعية في مجتمع من المجتمعات تؤثر تأثيراً حاسماً في السياسات الداخلية والخارجية لكل المجتمعات القريبة والبعيدة.
العولمة وسيادة الدولة إن تأثير العولمة على سيادة الدولة يتمثل في أن قدرات الدول تتناقص تدريجياً بدرجات متفاوتة فيما يتعلق بممارسة سيادتها في ضبط عمليات تدفق الأفكار والمعلومات والسلع والأموال والبشر عبر حدودها. فالثورة الهائلة في مجالات الاتصال والمعلومات والإعلام حدّت من أهمية حواجز الحدود والجغرافية. كما أن قدرة الدولة سوف تتراجع إلى حد كبير خاصة في ظل وجود العشرات من الأقمار الصناعية التي تتنافس على الفضاء.
العولمة وسيادة الدولة فالعولمة إذن نظام يقفز على الدولة والوطن والأمة، العولمة تقوم على الخصخصة، إي نزع ملكية الأمة والوطن والدولة ونقلها إلى الخواص في الداخل والخارج.... كما أن توظيف التكنولوجيا الحديثة في عمليات التبادل التجاري والمعاملات المالية يحد أيضاً من قدرة الحكومات على ضبط هذه الأمور، مما سيكون له تأثير بالطبع على سياساتها المالية وقدرتها على محاربة الجرائم المالية والاقتصادية.
ونظراً للقوة الاقتصادية والمالية التي تمثلها الشركات متعددة الجنسية يجدر بنا في هذا المجال التذكير ببعض الآثار السياسية والأمنية لهذه الشركات على الدول: 1 ـ ممارستها للأدوار المختلفة التأثير على السياسات الوطنية للدولة المضيفة. 2 ـ إن هذه الشركات تلعب دوراً في عملية صنع السياسة الخارجية لدولها. 3 ـ تكرار التهديدات التي تمارسها حكومات هذه الشركات ضد الدول المضيفة والناجمة عن عزم تلك الحكومات على تطبيق قوانينها الخاصة على هذه الشركات مما يعد تدخلاً في الشؤون الداخلية للدول المضيفة. 4 ـ استهداف الأنظمة السياسية المناهضة لسياسات حكومات الشركات أو السعي إلى المحافظة على أنظمة سياسية معينة وتثبيتها في السلطة.
العولمة وسيادة الدولة وعلى الرغم من القيود التي تفرضها العولمة على الدول القومية والتي تحد من قدرتها على ممارسة سيادتها بالمعنى التقليدي، وعلى الرغم من أن الدولة لم تعد هي الفاعل الوحيد أو الأقوى في النظام العالمي، إلا أنه لا يوجد ما يدل على أن هذه التحولات ستؤدي إلى إلغاء دور الدولة أو خلق بديل لها، حيث سيبقى للدولة دور مهم في بعض المجالات .
إيجاد أنماط جديدة من التبعية وتوسيع مجالاتها : ومن بعض الأنماط : ـ تبعية في مجال الاقتصاد وبشكل عام تمثلت في مديونية رسمية للخارج وبخاصة للغرب ومؤسساته المالية. ـ تبعية غذائية تمثلت في انخفاض نسبة الاكتفاء الذاتي العربي في تأمين الغذاء وتزايد نسبة الاعتماد على الخارج لتأمينه. ـ تبعية أمنية ناجمة أساساً عن حالة التمزق والتشرذم العربيين.
إيجاد أنماط جديدة من التبعية وتوسيع مجالاتها : وتحقق ذلك من خلال عالم من دون دولة ومن دون وطن ومن دون أمة، إنه عالم المؤسسات والشبكات العالمية الذي يجعل من الفضاء والمعلوماتية الذي تضعه شبكات الاتصال وطناً له يسيطر ويوجه الاقتصاد والسياسة والثقافة .
دعاوي الديمقراطية وحقوق الإنسان و.. لعل من أهم التحديات التي تطرحها العولمة قضايا التحول الديمقراطي، واحترام حقوق الإنسان، وتقوية المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية على صعيد الخطاب السياسي الرسمي وبعض الممارسات العملية
دعاوي الديمقراطية وحقوق الإنسان و.. ورغم أن طرح هذه القضايا غالبا ما يتسم بطابع انتقائي، إلا أن التعامل مع هذه القضية يتسم بنوع من البرجماتية والانتهازية السياسية التي تتجلى أبرز صورها مع المعايير المزدوجة التي يتم تطبيقها بهذا الخصوص، وعدم التردد في التضحية بقيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان في حالة تعارضها مع المصالح الاقتصادية والتجارية.
دعاوي الديمقراطية وحقوق الإنسان و.. وهكذا يتبين لنا أن مراكز الهيمنة لا تتبنى قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان كرسالة أخلاقية عالمية بل تتخذها كأداة لخدمة مصالحها وسياستها الخارجية... إلا أن اهتمام الدول الإسلامية بهذه القضايا لا ينبع من حرصها على تنفيذ ما تقوله قوى العولمة، ولكن لأنه مهم بالنسبة لقدرتها على التعامل مع ظاهرة العولمة .
دعاوي الديمقراطية وحقوق الإنسان و.. ونجد أن العولمة تركز على الوسائل دون الغايات وتهتم بسرعة وكم الإنجاز على حساب النوع والكيفية . ونجد أن الإسلام جاء متممًا لمكارم الأخلاق، فما من خير وجده الإسلام إلا واستبقاه ونماه، وهو ما جعل فكرة التواصل الحضاري والديني والأخلاقي والإنساني أصلاً من أصول الإسلام.
دعاوي الديمقراطية وحقوق الإنسان و.. فبدلاً من أن نبحث في كنوز ديننا وتراثنا عما نسهم به في تطوير الحضارة المعاصرة نقف منبهرين أو جالدين لذاتنا. وقد تبلغ الذلة والخنوع ببعضنا إلى حد الضيق بهذا الدين أو ببعضه لمجرد أن فيه ما يخالف النموذج السائد .
