590 likes | 799 Views
التوحد. إعــداد : الجوهرة الشيبي سمــية شرف إشراف سعادة أ.د / سوزان بسيوني. قال تعالى :
E N D
التوحد إعــداد : الجوهرة الشيبي سمــية شرف إشراف سعادة أ.د / سوزان بسيوني
قال تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) ( البقرة : 155-157 )
يعتبر الاهتمام بالطفولة إحدى مؤشرات حضارة الأمم وتقدمها . فهو مطلب رئيس تقتضيه الحاجة إلى مواجهة التخلف , والتحديات العلمية , والصحية , والتكنولوجية , التي تواجه كل أمة تريد لنفسها البقاء والاستقلال والسيادة . فلو هيئت البيئة السليمة التي تساعد الأطفال على النمـــو السوي عقليا , واجتماعيا , وانفعاليا , وخلقيا , لأصبح من السهل على هذه الطاقات البشرية أن تنطلق في دور بناء لخدمة مجتمعها . ومصطلح الطفولة لا يقتصر على الأطفال العاديين الطبيعيين بل يتخطى ذلك ليشمل الأطفال من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين والموهوبين . و تعد التوحدية Autism من الحالات التي تندرج تحت الفئات التي تحتاج إلى التربية الخاصة , والخدمات المساندة , وتوفير إمكانيات النمو الشامل للأطفال المصابين بها في كافة الجوانب , أما إهمال هذه الفئة فإنه يؤدي إلى تفاقم مشكلاتهم وتضاعف إعاقاتهم , و يصبحون بالتالي عالة على أسرهم ومجتمعاتهم .
تعتبر إعاقة التوحد نوع من أنواع الإعاقات التي تصيب الأطفال في المراحل العمرية المبكرة , حيث أنها تعد بمثابة اضطراب نمائي حاد يظهر على الطفل خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره , و تؤثر على التواصل اللغوي والاجتماعي لديه مع من هم حوله . إن تشخيص هذه الإعاقة لا يزال من أكبر المشكلات التي تواجه الباحثين والعاملين في مجال الطفولة , وذلك لأنها غالبا ما تتداخل وتتشابه مع اضطرابات أخرى . ولهذا يتعين الحصول على معلومات دقيقة حتى يتم تشخيص الأعراض بدقة , وبالتالي تميز الأطفال التوحديين عن غيرهم من المصابين باضطرابات أخرى . كما توصف التوحدية بالإعاقة الغامضة , و ذلك نظرا إلى أنه لم تتوصل البحوث العلمية التي أجريت إلى نتائج قطعية حول السبب المباشر لها أو طرق مباشرة لعلاجها بطريقة قطعية .
لوحظ مؤخرا انتشار حالات هذه الإعاقة بشكل كبير , حيث أصدر مركز أبحاث كمبردج ببريطانيا تقريرا يشير إلى ارتفاع نسبة المصابين بالتوحد , حيث أصبحت (75) حالة في كل (10000) طفل , وذلك في الفترة العمرية ما بين 5-11 سنة . وتعتبر هذه النسبة كبيرة عن ما كان معروفا سابقا , حيث أنها كانت لا تتعدى ظهور أربع أو خمس حالات . ومن المهم أن نشير إلى أنه ليس كل المصابين بالتوحد نسبة ذكائهم منخفضة وذلك لما جاء في الإحصائيات , حيث أن ربع الأطفال التوحديين نسبة ذكائهم في المعدلات الطبيعية . هنالك دراسات توصلت إلى أن معدل الإصابة بالتوحد هو ما يقارب طفل في كل (250) طفلا , لمن هم في سن العاشرة أو ما دون ذلك في أمريكا , هذا يعنى أن ( 5,1 ) مليون أمريكي يعانون من اضطرابات التوحد , حيث أن معدل الانتشار هذا قد يجعل من التوحدية ثالث أكثـر الاضطرابات النمائية شيوعا , بل و أنه يعد أكثر شيوعا من زملة أعراض داون Dawn Syndrome , و يقدر ارتفاع نسبة التوحد السنوية بما يقارب 10-17 % , وذلك استناداً على الإحصائيات التي أشارت لها وزارة التربية الأمريكية والوكالات الحكومية الأخرى , حيث يعتقد بأن انتشار التوحد قد يصل إلى (4) مليون أمريكي العام المقبل , كما أن انتشارها عند البنين يزيد عن انتشارها عند البنات بنسبة 4 : 1 .
تعد الإحصائية غير الرسمية لانتشار التوحد بالمملكة العربية السعودية والتي أقرها مجلس الوزراء السعودي مابين ( 30000 - 42500 ) حالة توحد , منها ما لا يقل عن (8200 ) حالة توحد كلاسيكي شديد . وقد أجريت دراسة مكثفة لتحديد إحصائيات التوحد داخل المملكة في السنوات الأخيرة بصورة رسمية , وأطلق على هذه الدراسة مسمى ( المشروع الوطني لبحث التوحد و اضطرابات النمو المماثلة لدى الأطفال السعوديين لعام 2002 - 2005 ميلادية ) , وقد حددت الدراسة ( 13) منطقة مختلفة من مناطق المملكة , بالإضافة إلى (785) طفلا ً توحديا ً ما دون سن (16) سنة من الجنسين , وشملت الدراسة مختلف الطبقات الاجتماعية في الريف و الحضر بكل منطقة . وقد أظهرت أحد نتائج الدراسة انتشار اضطرابات التوحد في منطقة مكة المكرمة بنسبة ( 1.0) , وهي أعلى نسبة انتشار لاضطرابات التوحد في مناطق المملكة . كما يقدر عدد الأطفال التوحديين المتواجدين في المعاهد والمدارس بالمملكة ما يقارب (203) طالبا ً , حيث أن ( 193) منهم ذكور و(10) من الإناث .
ما هو التوحـــــــــــد ؟ ؟ ومن هم الأطفــــال التوحديين ؟؟ تعرف الجمعية الأمريكية للتوحدAutism Society of American التوحدية كنوع من أنواع الاضطرابات النمائية التي تظهر خلال السنوات الأولى الثلاثة من عمر الطفل , وتكون نتيجة للاضطرابات النيرولوجية التي تؤثر على وظائف المخ ؛ وبالتالي تؤثر على مختلف نواحي النمو , بحيث تظهر صعوبات في التواصل الاجتماعي , والتواصل اللفظي و غير اللفظي , ويستجيب الأطفال التوحديين للأشياء أكثر من الأشخاص , وتظهر عليهم علامات الرفض لآي تغيير يحدث في بيئتهم , بالإضافة إلى التكرار و النمطية في الحركات الجسدية أو مقاطع الكلمات (وتتفق الجمعية السعودية للتوحد مع هذا التعريف ) . الأطفال التوحديين هم الأطفال المصابون بإعاقة التوحد والذي يعرف بأنه اضطراب النمو العصبي ويؤثر على التطور في ثلاثة مجالات أساسية وهي التواصل , والمهارات الاجتماعية , واللعب والتخيل .
وكما هو ملحوظ فهنالك العديد من التعريفات التي تقترح مفهوم مشترك لمتلازمة التوحد , وقد يشير هذا المفهوم إلى أمور عديدة أبرزها : التوحد أحد أنواع الاضطرابات النمائية الشاملة Pervasive Developmental Disorders ( ( PDDS . والتي تشترك جميعها في صفات التأخر الشديد , بالإضافة إلى العجز والقصور في مهارات التفاعل الاجتماعي , ومهارات التواصل اللغوي , وعدم القدرة على التخيل, وقد حدد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات الذهنية في إصداره الرابع والمنقح خمسة اضطرابات نمائية وهي اضطراب طيـف التوحــد Autistic Disorder , متـلازمة اسبرجـرAsperger Syndrome , متـلازمة ريتRett Syndrome , اضطراب الانتـكاس الطـفولي Childhood Disintegrative Disorder (CDD) , الاضطرابات النمائية الشاملة وغير المحددة. 2
2) يتضح وجود النمو غير الطبيعي لدى الأطفال المصابين بالتوحد قبل إتمام عمر الثلاث سنوات . 3) يتميز التوحديون باضطراب الاستجابة للمثيرات الحسية . 4) يتميز التوحديون بشخصية مغلقة , والتفات حول الذات , و وجود أنماط سلوكية متكررة وغير مقبولة , وانشغال كامل بالحاجات و الرغبات الخاصة . 5) يعاني التوحديون من ضعف في مهارات التفاعل الاجتماعي و إقامة العلاقات الاجتماعية , و مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين . 6) تؤثر إعاقة التوحد على أغلب القدرات العقلية لدى المصابين بها .
و تظل الأمور السابقة متلازمة مع الطفل المصاب بالتوحد طوال حياته , وقد يتحسن مستوى هذا الطفل بالتدخل الإرشادي أو العلاجي. وفيما يتعلق بماهية التوحد و تصنيفه كمرض أو إعاقة أو اضطراب , فقد أجمع الكثير من العلماء والخبراء على أن التوحد اضطراب يؤدي إلى إعاقة , وهو غير قابل للعلاج حتى هذه اللحظة , أما أسباب كونه اضطرابا ً؛ فلأنه يحدث نتيجة لاضطراب أحد مناطق المخ مما يؤدي إلى عدم التوافق و التكيف لدى المصاب بها , كما يعد الطفل التوحدي معاقا ًإدراكيا ًو اجتماعيا ًمع وجود بعض الاضطرابات اللغوية
أسباب الإصابة بالتــــوحد ؟؟ و فيما يلي أبرز و أهم العوامل والفرضيات التي يفترض علاقتها بإصابة الأطفال بأعراض التوحد : عوامل جينية :أظهرت نتائج بعض الدراسات ارتباط الإعاقة الغامضة بالوراثة وشذوذ الكروموسومات . عوامل بيولوجية : تنحصر هذه العوامل في الأسباب التي تؤدي للإصابة في الدماغ قبل الولادة أو أثنائها , ونعني بذلك إصابة الأم ببعض الأمراض المعدية , أوالتعرض لنزيف حاد , أو تناول بعض العقاقير الطبية خلال الشهور الثلاثة الأولى من فترة الحمل , أو تعرضها أثناء الولادة لبعض المشكلات مثل نقص الأكسجين . عوامل متعلقة بالجهاز العصبي :أظهرت نتائج بعض الدراسات ارتباط الإعاقة الغامضة بالكهرباء الزائدة في المخ , وموجات مضطربة في رسم الدماغ والأشعة المقطعية , ونوبات صرع , و فشل في التجنب المخي , و الاستجابة السمعية المستثارة من فرغ المخيخ لدى الأطفال .
فرضية الأم الثلاجة : تشير إلى أن السبب في حدوث اضطراب التوحد يرجع إلى انهيار الارتباط القائم بين الأم و طفلها , فالأم التي لا تزود طفلها بالدفء الكافي و الحنان هي أم باردة ( وقد ثبت قطعية فساد هذه النظرية وخطها بعد ذلك ) . وهنالك العديد من النظريات التي مازالت في طور الخروج بالتفسير والتحليل لمظاهر التوحد وسلوكياته .
ما هي سمات الطفل التوحدي ؟ 1) ضعف أو قصور في مهارات اللغة و التواصل تأخر في تطور اللغة و فقدان كلي لها . الفشل في الربط و التنسيق بين الحديث الصادرعن النفس والحديث الصادر عن الآخرين . استخدام ذخيرة تكرارية أو نمطية من الكلمات . استخدام بعض الكلمات و الأصوات غير المفهومة . العجز في فهم الكلمات المنطوقة و الحديث الموجه . غالبا ما يرتبط الكلام ( إن وجد ) بالاحتياجات الأساسية . ضعف التميز بين الضمائر مثل ( أنا , أنت , نحن ) . الصعوبة في التعبير و بناء الجمل البسيطة . فقدان المقدرة على استخدام اللغة الرمزية مثل التسمية . فقدان المقدرة على تقليد و محاكاة الأفعال و الأقوال الصادرة عن الآخرين .
2) ضعف أو قصور في القدرة علىاللعب و التخيل , مع وجود السلوكات, والاهتمامات , والنشاطات المحدودة . الانشغال بأنواع محددة من الاهتمامات . تعلق غير طبيعي ببعض السلوكات و العادات الروتينية . حركات جسدية نمطية و متكررة مثل الرفرفة باليدين و هز الرأس . الانشغال المفرط بأجزاء الأشياء . تشتت الانتباه وعدم التركيز . مقاومة التغير في الروتين . اللعب بطريقة شاذة و غريبة . اللعب بصورة متكررة و معتادة . فقدان الخيال و الإبداع في أثناء اللعب . عدم التوافق الحركي .
3) ضعف أو قصور في مهارات التفاعل الاجتماعي . قصور واضح في استخدام السلوكات للتواصل اللفظي وغير اللفظي في المواقف الاجتماعية المختلفة , مثل التواصل البصري , والإيماءات و تعبيرات الوجه , والأوضاع الجسدية مثل العناق . الفشل في المبادرة لتكوين العلاقات الاجتماعية و الصداقات المناسبة مع الآخرين وفقاً للمستوى النمائي لديهم . فقدان المقدرة التلقائية في المحاولة لمشاركة الآخرين , والتعاون معهم , والاهتمام بهم , والالتفات حولهم . العلاقة الوسيلية بين الطفل ووالديه و خاصة الأمهات . العزلة الاجتماعية و اللامبالاة . فقدان المقدرة على التبادل العاطفي أو الاجتماعي . فقدان اللعب الاجتماعي .
ما هي أنواع التوحـــد ؟ ( حقيقة علمية مسلمة ) من النادر أن يوجد طفلان مصابان بالتوحد يمتلكان سلوكات متماثلة في الحدة و الدرجة , لذلك يجمع المختصون على عدم وجود نمط موحد للطفل التوحدي
ما هي أنواع التوحـــد ؟ • حدد سيفن وآخروننظاما ًتصنيفيا ًلاضطراب التوحد في أربع مجموعات وهي كالتالي : • المجموعة التوحدية الشاذة : يظهرأفراد هذه المجموعة القليل من خصائص التوحدية بالإضافة إلى مستوى أعلى من الذكاء . • المجموعة التوحدية البسيطة : يظهرأفراد هذه المجموعة مشكلات اجتماعية , ومظاهر روتينية شديدة , مع تخلف عقلي بسيط مصحوبا ًباللغة الوظيفية .
المجموعة التوحدية المتوسطة : يظهرأفراد هذه المجموعة استجابات اجتماعية محدودة , ومظاهر شديدة من السلوكات الروتينية والنمطية , ولغة وظيفة محدودة و مرفقة بتخلف عقلي . المجموعة التوحدية الشديدة : أفراد هذه المجموعة منعزلون اجتماعيا ً, ولا توجد لديهم مهارات تواصلية واجتماعية وظيفية , بالإضافة إلى وجود التخلف العقلي في مستوى ملحوظ , حيث تكتمل في هذه المجموعة ثالوث الأعراض , وتسمى مجموعة التوحد الكلاسيكي أو التقليدي .
من هو الفريق المكلف بتشخيص التوحد ؟ إن الخطأ في تشخيص التوحد من الأمور الواردة نظرا ً لتعقيد هذا الاضطراب , و قلة عدد الأشخاص المؤهلين لتشخيصه بشكل علمي ومهني صحيح , و يحتاج تشخيص هذه الإعاقة إلى ملاحظة دقيقة لسلوك الطفل و مهارات التواصل لديه , ومقارنتها بالمستويات الطبيعية المعتادة من النمو والتطور , ومن هنا تتشكل ضرورة وجود فريق متعدد التخصصات العلمية ليتم التشخيص بشكل دقيق وسليم , ويضم هذا الفريق أخصائي في الأعصاب , أخصائي نفسي , أخصائي لغة وأمراض نطق , أخصائي تربية خاصة , أخصائي اجتماعي , أخصائي علاج وظيفي , طبيب أطفال .
يتم التعرف على العلامات المبكرة لحدوث اضطراب التوحد من خلال تقسيم العلامات إلى المراحل التالية والتي تم تقسيمها وفقا للعمر الزمني: - المرحلة الأولى: إن الطفل الرضيع وفي المرحلة العمرية(0ـ3 شهور) يربط عاطفته بالحركات التي يقوم بها فهو عند سماعه لصوت اسمه أو عندما تقوم ألام بالابتسام في وجهه فانه يحرك رأسه باتجاه أمه ، على العكس من ذلك فان الطفل ألتوحدي لا يظهر هذه الاستجابات لأنه لا يستطيع إن يربط بين مشاعره وأحاسيسه بالاستجابات الحركية. إن ما يفسر هذه المشكلة هو عدم قدرة الطفل ألتوحدي على القيام بالحركات الضرورية والهادفة مثل التحرك لمعانقة أمه وكذلك عدم قدراته على تنسيق هذه الحركات.إن الطفل التوحدي في هذه المرحلة لا يستطيع إن يربط بين الخبرات الحسية والعاطفية والحركية. - المرحلة الثانية: وتمتد هذه المرحلة بين (2-5 شهور) حيث يعجز الطفل التوحدي في هذه المرحلة العمرية عن التعبير عن أحاسيسه بتصرفات مفهومه، فمثلا لا يستطيع إن يعبر عن سعادته بابتسامة أو بتعابير وجه تظهر سروره.
- المرحلة الثالثة: تبدأ المرحلة الثالثة من مراحل ظهور علامات التوحد في الفترة العمرية ما بين (4-10 شهور) حيث تظهر الصفات التوحدية بشكل أكثر وضوحا من خلال عدم قدرة الطفل التوحدي على الاستجابة والتفاعل مع الآخرين وخاصة الوالدين خلال أوقات اللعب، حيث لا يقوم الطفل بالمبادرة في اللعب وإظهار سعادته لمشاركة الآخرين في لعبه.- المرحلة الرابعة: يظهر الأطفال التوحديون في هذه المرحلة والتي تمتد للفترة العمرية مابين (10-18 شهر) الكثير من العلامات المميزة لحدوث اضطراب التوحد واهم هذه العلامات عدم القدرة على حل المشكلات (Problem solving) والتفاعل الاجتماعي وظهور السلوكيات النمطية والتكرارية. - المرحلة الخامسة والسادسة والمتقدمة: تبدأ هذه المرحلة ما بين الفترة العمرية (18-30 شهر) وتتميز هذه المرحلة باستخدام الطفل التوحدي لكلمات غير مفهومة وبدون معنى وبتكرار للكلمات بشكل غير طبيعي وبدون فهم وهو ما يسمى بالمصاداة (Echolalia).
- المقاييس المستخدمة في تشخيص التوحد : إن جميع المقاييس المستخدمة في تشخيص التوحد تعتمد في أبعادها و محكاتها على البنود والمحكات الواردة في تشخيص أعراض التوحد طبقا ًللدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النمائية ((DSM , والصادرعن جمعية الأطباء النفسيين الأمريكية (APA) , حيث تتمثل هذه المحكات في القصورالنوعي في التفاعل الاجتماعي , والقصور النوعي في التواصل , وظهور السلوك النمطي, والذخيرة المحدودة من الأنشطة و الاهتمامات . ومتى ما توفرت ست نقاط من المهارات المدرجة خلف المحكات السابقة يثبت بأن الطفل يعاني من أعراض التوحد
- المقاييس المستخدمة في تشخيص التوحد : • وفيما يلي عرض لأهم المقاييس الأجنبية الشائعة لتشخيص اضطرابات التوحد لدى الأطفال : • قائمة تشخيص للأطفال المضطربين سلوكياً ( مقياس ريملاند ) . • وهي قائمة اختيار من متعدد واستبانه للوالدين لتقدير وتشخيص التوحد لدى الأطفال , و تركز على الأداء الوظيفي للطفل , والتطور المرضي لديه , واستعادة الأحداث الماضية التي مر بها الطفل , وقد تم إصدار الطبعة الثانية منها عام 1984م . • أداة تقدير السلوك للأطفال التوحديين والعاديين . • وهي عبارة عن ثمانية بنود يجاب عليها من الملاحظة مباشرة للخصائص السلوكية لدى الطفل التوحدي , وهي تتطلب أخصائيين متدربين , حيث تم تعريف كل سلوك إجرائيا .
قائمة سلوك التوحد . • وهي قائمة سلوكية تهدف لتمييز الأطفال التوحديين عن الأطفال ذوي التخلف العقلي الشديد , وذوي الصمم و المكفوفين , وهي جزء من بطارية قياس كبيرة , و يوجد بها عبارات تختص بالصحة النفسية , كما أنها قائمة مصممة للاستخدام في المدارس العادية. • مقياس تقدير التوحد الطفولي . • وهو نظام تقدير يهدف لمراقبة سلوك الطفل و نشاطه ضمن مهام معينة في سن ما قبل المدرسة , وهو أكثرالمقاييس انتشارا ًواستخداما ًلتحديد اضطرابات التوحد و شدتها . ويتطلب هذا المقياس تدريبا ًمن قبل مستخدميه , ويوجد منه نسخة معدله تصلح لتقييم الكباروالمراهقين. • مقياس الملاحظة السلوكية . • يهدف المقياس إلى الملاحظة المباشرة لسلوك الطفل حتى يمكن تمييزه عن المتخلفين والطبيعيين في سن ما قبل المدرسة , و يتطلب تدريبا ًعلى الملاحظة , و تحديد السلوكات المراد ملاحظتها بشكل موضوعي , ثم يتم تحليل الدرجات الخام عن طريق الحاسب الآلي .
وهنالك بعض المقاييس العربية المستخدمة لتشخيص التوحد لدى الأطفال, ومنها مقياس الطفل التوحدي : وهو مقياس يحتوي على (28) عبارة تحاكي سمات الطفل التوحدي , و يطبقها الأخصائي أو أحد الوالدين . فإذا انطبقت (14) عبارة من أصل (28) فالطفل يعاني من اضطرابات التوحد . الدليل التشخيصي الكلينيكي للأوتزم : وهو مقياس يقاس به أوجه العجز و القصور لدى الطفل التوحدي من مرحلة الرضاعة إلى سن (11) سنة . وقد توزعت عباراته وفق أبعاد مختلفة وهي الاضطراب الحركي , واضطراب الاستجابة للأشياء والموضوعات , واضطراب اللغة , والإضطراب الانفعالي , والاضطراب في التفاعل الاجتماعي
ما هي الطرق العلاجية والإرشادية المستخدمة للتخفيف من أعراض التوحد ؟ ( حقيقة علمية مسلمة ) ( حتى الآن لا يوجد علاج شافي للاضطرابات التي تحدث لدى الأطفال المصابين بالتوحد , حيث أن أفضل الطرق للعلاج تعتمد على مساعدة هؤلاء الأطفال في تحقيق التكيف قدر الإمكان مع الأعراض المصاحبة لهذه الإعاقة . ومن وجهه أخرى فإن غالبية الأطفال التوحديين سوف يستمرون في إظهار بعض أعراض التوحد إلى حد ما طوال فترة حياتهم(
( حقيقة علمية مسلمة ) يستجيب الأطفال التوحديين بشكل جيد لبرامج التدخل الإرشادية و العلاجية و التدريبية , والتي تهتم غالبا ًبتلبية الاحتياجات الفردية , وحل المشكلات السلوكية و التواصلية , وتنمية المهارات المختلفة مثل مهارات التفاعل الاجتماعي , والمهارات الاستقلالية والذاتية , والمهارات اليومية وغيرها برامج العلاج بالتخاطب , وتهدف إلى تحقيق النمو اللغوي والقدرة على التواصل .
ما هي الطرق العلاجية والإرشادية المستخدمة للتخفيف من أعراض التوحد ؟ أنواع برامج التدخل : برامج العلاج الطبية و الدوائية . برامج العلاج بالتخاطب , وتهدف إلى تحقيق النمو اللغوي والقدرة على التواصل . برامج العلاج النفسي والتربوي , وتهدف إلى مواجهة ضعف الانتباه , والقصور في الذاكرة , والقصور في الإدراك و التخيل و التقليد . برامج العلاج النفسي السلوكي , وتهدف إلى مواجهة الآثار النفسية والسلوكية المترتبة على نواحي العجز و القصور لدى الطفل التوحدي , وتنمية المهارات المختلفة لديه . برامج المساندة الأسرية , وتهدف إلى تعليم و تدريب أفراد الأسرة للمشاركة في العملية العلاجية للطفل التوحدي.
إرشادات التعامل مع الطفل التوحدي ؟ 1) التعامل مع الطفل على أنه شخص عادي , مع مراعاة النزول إلى مستوى تفكيره و خياله , مع عدم الازدراء و السخرية أو التضجر منه , و أخذ ما يقوله بجدية , والحرص على الاستماع إلى حاجاته ورغباته . 2) تجنب التفضيل بين الطفل التوحدي و بين أخوانه و إخوته . 3) العمل على تقوية الروابط الاجتماعية والوجدانية لدى الطفل . 4) تدريب الطفل على اكتشاف البيئة المحيطة به, وذلك بتوظيف كل ما لديه من خبرات و قدرات وإمكانيات . فمثلا ًتساعد الأم طفلها على إدراك ما حوله و ذلك بتقديم شرح مبسط , وتكرار هذا الشرح كل ما سمحت الفرصة . 5) حث الطفل على التعاون و المشاركة في اللعب والأنشطة الاجتماعية المختلفة.
إرشادات التعامل مع الطفل التوحدي ؟ • 6) توفير روتين محدد قائم على تسلسل الأحداث اليومية والأسبوعية , و تحديد الأنشطة التي يقوم بها الطفل , و خطواتها , و مدتها , والمواد , والأشخاص المساهمين بها.
7) تجنب المواقف التي تثير غضب الطفل . 8) تحقيق رغبات الطفل كلها أو جزء منها , وذلك على سبيل التعزيز الذي يمنح له نتيجة لقيامه بالسلوك المطلوب منه . 9) تشجيع الطفل على الاندماج في المجتمع الخارجي من حوله , وذلك من خلال الحرص على دخول الطفل في البرامج التدريبية الموجودة في المدرسة أو مراكز الرعاية و التأهيل . حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أهمية الدمج وفوائده بالنسبة للأطفال التوحديين و أسرهم , وأكدت على أن الفرص التربوية والاجتماعية للتعليم والتدريب السلوكي لهؤلاء الأطفال تصبح أكثر ايجابية واستمرارية في المواقف الاجتماعية المختلفة , ولا تتم فوائد الدمج إلا بالتخطيط الناجح للبرامج , وتدريب الوالدين والمعلمين على كيفية تحقيق أهداف الدمج , واستخدام الأساليب السلوكية اللازمة و المناسبة للتعامل مع أطفالهم . 10) تشجيع الطفل على الهدوء و النظام , وعدم العبث أو التخريب في الممتلكات الموجودة بالمنزل أو خارجه .
11) مساعدة الطفل على الانهماك في أداء عمل يحبه . 12) تقديم مكافآت فورية للمهارة التي تعكس السلوك الايجابي الاجتماعي المرغوب لدى الطفل . 13) الحرص على التعامل الصريح والمباشر مع طفل , وذلك بإتباع ما يلي : - مخاطبته بعبارة ( نعم ) و التي تعكس مشاعر الرضا و القبول . - مخاطبته بعبارة ( لا ) و التي تعكس مشاعر الرفض و الانزعاج . 14) تشجيع و تطوير المواهب المختلفة لدى الطفل . مع مراعاة توظيف خبراته السابقة في تعلم المهارات الجديدة . 15) تعليم و تدريب الطفل على المبادرة الاجتماعية , مثل: إلقاء التحية , وطلب المساعدة , والتعبيرعن الرغبة في تناول الطعام أو الشراب , والتعبير عن الرغبة في اللعب المشترك , والتعبيرعن العواطف والمشاعر بصورة صحيحة مرافقة لتعبيرات الوجه المناسبة , مع الحـــرص على تكرار مثل هذه المبادرات يوميا ً.
إرشادات التعامل مع الطفل التوحدي ؟ 16) الحرص على تنمية المهارة المطلوبة لدى طفل في سن مبكر , وذلك حتى يمكن مساعدته في عمليه التطبيع والدمج الاجتماعي . 17) عرض الطفل على أخصائي اللغة و التخاطب ؛ لتطوير المستوى اللغوي لديه , مع الحرص على الاستمرار في التحدث معه حتى وإن كانت استجابته ضعيفة . 18) استخدام اللعب كوسيلة لتنمية التواصل اللفظي وغير اللفظي لدى الطفل . 19) تجنب الأصوات المرتفعة التي قد تؤذي الطفل . 20) الاعتماد على حاسة اللمس لدى الطفل , وذلك لتعليمه الأنشطة البسيطة مثل كيفية تناول الطعام . 21) التركيز على تقدير التواصل بين المدرب و الطفل , فمثلا ً إذا طلب منه كوبا ًيعطيه كوبا ً, ويكمن الهدف هنا في تعليم وتدريب الطفل أنه متى طلب شيء بإشارة أو كلمة فسوف يودي ذلك إلى حدوث شيء ما .
( حقيقة علمية ) إن الاشتراك القائم بين البرامج المقدمة للأطفال و البرامج المقدمة لأسرهم تظهر نجاحا ً يشير إلى تقدم هؤلاء الأطفال بصورة ملموسة , حيث أن حالات الأطفال التوحديين التي أشارت إلى تقدم ملحوظ حتى الآن ؛ لم تكن مبنية على النجاح الذي حققه الطفل في المدرسة فقط , بل كانت بمشاركة الأسرة بصورة مباشرة , والتي أدت إلى تقدم حالة الطفل بشكل واضح , و في بعض الحالات يحرز الطفل تقدما ًهائلا ًيسمح برفع تشخيص التوحد عنه
الطرق العلاجية والإرشادية المستخدمة للتخفيف من أعراض التوحد : • لقد تعددت طرق علاج التوحد Treatment of Autism بتعدد النظريات والأسباب المفسرة لهذا الاضطراب . حيث أن اختيار العلاج المناسب يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على نمو الطفل , وخفض السلوكات الفوضوية , والأعراض التوحدية لديه . • ويمكن القول بأنه لا يتوفر حتى الآن علاج شافي للاضطرابات التي تحدث لدى الأطفال المصابين بالتوحد , حيث أن أفضل الطرق للعلاج تعتمد على مساعدة هؤلاء الأطفال في تحقيق التكيف قدر الإمكان مع الأعراض المصاحبة لهذه الإعاقة . ومن وجهه أخرى فإن غالبية الأطفال التوحديين سوف يستمرون في إظهار بعض أعراض التوحد إلى حد ما طوال فترة حياتهم.
ومن أبرز الاتجاهات العلاجية والإرشادية التي تهتم بعلاج ومساندة الطفل التوحدي وأسرته العلاج السلوكي Behaviour Therapy , العلاج باللعب Play Therapy , العلاج بالفن Art Therapy , علاج اللغة والاتصال Language and Communication Therapy , الـعـلاج الطبي Medical Treatment وغيرها . هـذا بالإضافـة إلى طـُرق الإرشـاد الأســري Family Counselling , مثل الإرشاد الجماعي Group Counselling • وتسعى جميع الطرق العلاجية والإرشادية إلى تحقيق هدفين رئيسين وهما: • دفع الطفل لمزيد من النمو في سياق محاولات مستمرة لتعديل سلوكه . • معاونة الوالدين في تعلم طرق و أساليب التواصل و التعامل مع الطفل و الإسهام في علاجه وذلك من خلال جهودهم داخل المنزل وخارجه
وتعد أبرز مراحل الإرشاد و العلاج لسلوكات الأطفال التوحديين ما يلي : وصف السلوك المشكل . البحث عن تاريخ السلوك . الإجابة عن الأسئلة التالية : إلى أي حد يجب تعديل السلوك ؟ في أي لحظة يبدأ الطفل بإظهار السلوك ؟ ماذا يعني الطفل عندما يظهر هذا السلوك ؟ ما هو المستوى العام لنمو الطفل للتعرف على مدى كفاءته في الموقف الحالي ؟ تحديد الموقف , وتقدير وقت التدخل , وكيفيته .
تنمية المهارات لدى الأطفال التوحديينمن خلال برامج التدخل الإرشادية والعلاجية: • لقد أثبتت الدراسات فعالية و كفاءة برامج التدخلات السلوكية لحل المشكلات الصادرة من الأطفال التوحديين , حيث أن المعالجة والتدريب باستخدام الأساليب السلوكية الفعالة لمثل هذه المشكلات ؛ تعمل على خفض السلوك المسبب للمشكلة مما يؤدي إلى إغفالها وعدم ظهورها . كما تعمل التدخلات السلوكية على تحديد ثلاث جوانب رئيسة لحل المشكلات , و تتمثل هذه الجوانب في: • التعرف على نوع السلوك المستهدف • والهدف الذي يصبو إليه المعالج . • والطريقة السلوكية المراد التدخل بها للحد من ظهور هذا السلوك
وقد قطعت برامج التدخل التعليمية والسلوكية شوطا ًكبيرا ًفي تدريب و تنمية مهارات الطفل التوحدي , و في التخفيف من الأعراض والاضطرابات التي تتباين من طفل لآخر . وتقوم فكرة البرامج المقدمة للطفل التوحدي وأسرته على تهيئة الطفل للبيئة التعليمية الخاصة به , مما يسمح له بالتعلم بصورة سريعة وفق لقدراته وإمكانياته , مع ضرورة التركيز على الأنشطة والموضوعات والأساليب التعليمية المناسبة له , حتى يمكن تعويض القصور الذي يفرضه عليه إصابته بالتوحد إلى حد ما
وتعد برامج التدخل التي تقصد مهارات التفاعل الاجتماعي هي المرحلة التمهيدية لبرامج التدخل الأخرى , حيث أنها تضمن تسهيل عملية التعليم التبادلي الاجتماعي بين الطفل وبين المحيطين به ؛ مما يؤهله للخروج من المنزل إلى المدرسة ثم إلى المجتمع الخارجي وتختلف برامج التدخل باختلاف أهدافها , والنظريات القائمة عليها , وباختلاف المكان الذي يتم فيه التدخل , والفئة المتناولة بالتدخل أيضا ً, وعلى الرغم من اختلاف أنواع هذه البرامج إلا أنها تشترك جميعها في هدف واحد وهو التركيز على أهمية التواصل مع هؤلاء الأطفال في مختلف مراحل حياتهم
أنواع برامج التدخل من حيث النظريات التي يقوم عليها البرنامج : • برامج العلاج بالتخاطب , وتهدف إلى تحقيق النمو اللغوي والقدرة على التواصل . • برامج العلاج النفسي والتربوي , وتهدف إلى مواجهة ضعف الانتباه , والقصور في الذاكرة , والقصور في الإدراك و التخيل و التقليد . • برامج العلاج النفسي السلوكي , وتهدف إلى مواجهة الآثار النفسية والسلوكية المترتبة على نواحي العجز و القصور لدى الطفل التوحدي , وتنمية المهارات المختلفة لديه . • برامج المساندة الأسرية , وتهدف إلى تعليم و تدريب أفراد الأسرة للمشاركة في العملية العلاجية للطفل التوحدي.
أنواع برامج التدخل من حيث المكان المقدمة فيه : • البرامج المنزلية : • وهي البرامج التي تهدف إلى تنمية المهارات اليومية اللازمة للطفل التوحدي , وذلك باعتبار أن مثل هذه المهارات لا يمكنه الاستغناء عنها , فهي جوانب حياتيه أساسية , و إتقانها يعزز ثقة الطفل بنفسه , و يحثه على الاعتماد على ذاته في تلبية احتياجاته ويقوم بمثل هذه البرامج أفراد الأسرة تحت إشراف المتخصصين , ويمكن أن يقوم بها متخصص من خارج الأسرة , مع الحرص على مساعدة أفرادها واشتراكهم في تعليم الطفل ومساعدته على الاندماج الاجتماعي . ويمكن استخدام البرامج المنزلية من سن السنتين أي قبل أن يلتحق الطفل بالمدرسة أو المركز
البرامج المدرسية : • هي البرامج المقدمة للطفل التوحدي في المراكز و المدارس المتخصصة , حيث تهدف مثل هذه البرامج إلى تنمية مهارات الطفل المختلفة , وذلك من خلال تقديم برنامج متكامل يشمل خطة تربوية فردية , وعلاج طبي دوائي , وتنظيم برنامج غذائي , وتنظيم برنامج التعاون المشترك بين المختصين والأسر, ويقوم بتقديم البرامج المدرسية المختصون , والمعلمون , والخبراء في المركز أو دار الرعاية
أنواع برامج التدخل من حيث الفئة المتناولة بالتدخل : 1) برامج التدخل التي يقصد بها الأطفال التوحديين بشكل مباشر : هي برامج التدخل السلوكي Behavioral Intervention التي تهدف إلى وضع نظام تعليمي مكثف و محدد للطفل , حيث أن هنالك معلم خاص يقوم بتدريب الأطفال على المهارات المطلوبة مثل التعرف على الإشارات , التعرف على كيفية تناول الطعام , وتنظيف الأسنان وغيرها
2) برامج التدخل التي يقصد بها أقران الأطفال التوحديين • هي برامج التدخل السلوكي التي تهدف إلى إرشاد وتدريب الأطفال الطبيعيين من الأقران إلى كيفية التبادل الاجتماعي و التعامل مع الأطفال التوحديين . وتعد مثل هذه البرامج أحدث الطرق الناجحة , والتي تعمل على اكتساب المهارات المختلفة لدى هؤلاء الأطفال , وتساعدهم على تحقيق التكيف والاندماج مع المجتمع الخارجي من حولهم . • ولقد أظهرت العديد من الدراسات أهمية برامج التدخل التي تدعم اشتراك الأقران من الأنداد أو الأخوان في علاج الطفل التوحدي , وقد أثبتت فعاليتها في خفض السلوك الفوضوي , وزيادة اكتساب المهارات , و تشجيع السلوكات الاجتماعية المرغوبة .
3) برامج الإرشاد الأسري و التي تقصد بالتدخل أسر الأطفال التوحديين و والديهم • هي برامج التدخل السلوكي التي تهدف إلى إرشاد و تدريب والدي الطفل التوحدي أو احدهما إلى كيفية التعامل مع الطفل , وتدريبه على الأساسيات والضروريات الهامة في حياته , مثل التدريب على دخول الحمام , و التعرف على كيفية ارتداء الملابس , أو التدرب على اكتساب وتنمية بعض المهارات مثل مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي , ومهارات التفاعل الاجتماعي , والمهارات الذاتية و غيرها .
وتأتي أهمية برامج الإرشاد الأسري من منطلق الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في تقدم الطفل وتدريبه , حيث أن ساعات العمل في المدرسة لا تتعدى منتصف النهار , بينما يقضي الطفل النصف الآخر في المنزل بالإضافة إلى عطل نهاية الأسبوع و المناسبات , مما يستلزم تكثيف البرامج الموجهة للآباء والأمهات و تهيئتهم لحضور الدورات التدريبية , و الحرص على التعاون مع معلمي الطفل في المدرسة , والعمل على تهيئة البيئة التعليمية المناسبة له في المنزل , حيث يساعد ذلك في تعميم الخبرات المكتسبة , والوصول إلى التكيف والنجاح بقدر الإمكان