130 likes | 375 Views
من هم الشراكسة ( الأد يغة) ؟؟؟. لقد تطورت الحياة وامتزجت الشعوب فقد كان هناك أناس يتساءلون عن الشراكسة من هم ؟ ومن أين جاؤوا ؟ فدفعني ذلك إلى إعطاء لمحة عنهم وعن عاداتهم التي يُساءُ فهمها فأرجو أن أوفق في ذلك ولا تنسوني من دعوةٍ صالحة. موطن الشراكسة القفقاس. لمحة عن بلاد القفقاس.
E N D
لقد تطورت الحياة وامتزجت الشعوب فقد كان هناك أناس يتساءلون عن الشراكسة من هم ؟ ومن أين جاؤوا ؟ فدفعني ذلك إلى إعطاء لمحة عنهم وعن عاداتهم التي يُساءُ فهمها فأرجو أن أوفق في ذلك ولا تنسوني من دعوةٍ صالحة .
لمحة عن بلاد القفقاس تقع بلاد القفقاس بين الشاطئ الشرقي للبحر الأسود والشاطئ الغربي لبحر قزوين. فهي بهذا الموقع ممر للأمم التي تنحدر من الشمال إلى الجنوب، أو تصعد من الجنوب إلى الشمال أثناء غزواتهم وفتوحاتهم،الأمر الذي جعل سكان هذه البلاد معرضين لحروب ضارية ومتواصلة وهم لكي يدافعوا عن أوطانهم ويحموها من شر الغزاة الطامعين الذين يفوقونهم بالعدة والعدد، ادخلوا في جميع عناصر حياتهم، ومقومات وجودهم، بل وفي حياتهم اليومية، تقاليد وعادات لها اتصال مباشر بالرجولة والفروسية، فعرفوا بهذه الخصال بين شعوب العالم. وأكبرت هذه الشعوب شجاعتهم وبسالتهم وشدة مراسهم في أوقات الحرب والسلم على السواء وعرف سكان هذه البلاد المسلحين ( بالشراكسة ) وهم مؤلفون من عدة قبائل يشترك جميعهم باللباس والعادات والأماندر، ويتفرقون باللغات إذ لهم لغاتهم الخاصة لبعضهم لهجات قريبة من بعضهم الآخر. وكما أن طبيعة بلادهم تساعدهم على الحرب، إذ أن أكثرها جبلية، ويبلغ ارتفاع بعضها ما لا يقل عن (5640 قدما) وهي مكسوة بالأحراش السندسية، والأشجار المثمرة الطبيعية، والمناجم الحديدية والنحاسية، وأما سهولها فغنية التربة، اشتهرت بوفرة المحصول وقد كانت بلادهم عرضة لهجمات الغازين الطامعين في أراضيها الخصبة الجميلة،يدمرون قراها، وينهبون خيراتها غير أنهم لم يتمكنوا من قهر وإذلال أهاليها كما حدث في غزوات اليونان والرومان والمغول والتتر وحروبهم سنين طويلة مع الإمبراطورية الروسية التي تسببت بهجرة الملايين من سكانهم لأنهم لم يكنوا ولم يرضخوا لعيشة الذل والخنوع أبداًً.
أصل الشراكسة الشركس شعب عريق قديم أصلهم من شمال القفقاس التي تشكل اليوم عدة جمهوريات اتحادية ضمن الاتحاد الروسي،وبلادهم من أجمل بقاع العالم،وإليها ينسب العرق الأبيض المعروف بالقوقازي وهم حلقة الوصل بين قارتي آسيا وأوربا ومعبر معظم الغزوات التي عبرت مضائقها الإستراتيجية مثل مضيق دربند وداريال وسواحل البحر الأسود.فيها أعلى قمة جبلية في أوربا اسمها أوشحه مافه (إلبروز)التي يبلغ ارتفاعها 5652م ضمن سلسلة جبال القفقاس الشهيرة. معظمهم من المسلمين،وقد اشتهروا في التاريخ كأبرز الشعوب شجاعة وفروسية وإقداماً وهذه المزايا ناشئة عن طبيعتهم وطبيعة بلادهم الجبلية. والشركس يسمون أنفسهم الأديغة،وهم الشعوب الأصيلة في شمال القفقاس، يجزم بعض المؤرخين بأنهم من أعقاب الحثيين وهناك البعض الآخر يربطهم بالسومريين،قاوموا كل الغزاة مثل الهون والمغول والتتار وخانات القرم حلفاء الدولة العثمانية،وكان آخرهم قياصرة روسيا،فقد دافعوا واستبسلوا عن بلادهم قروناً كثيرة وضحوا بكل غالٍ ونفيس مما جلب الٳعجاب والإكبار للشركس،وشهد بذلك كتاب الغرب وكبار كتاب الروس أنفسهم أمثال تولوستوي وبوشكين وليرمنتوف وغيرهم كثير. وعلى سبيل المثال فقد ارتكب قياصرة روسيا وجنرالاتهم كثيرا ً من المجازر بحق الشراكسة الذين استمروا في الدفاع عن وطنهم ضد الغزو الروسي الاستيطاني لأكثر من قرن ونصف.
أصل الشراكسة وقامت القوات القيصرية بتدمير وإحراق وتشتيت بلاد القبرطاي الشراكسة مما اضطر كثير من القبرطاي إلى الهجرة إلى أدغية ”شراكسة“ الكوبال ليقوموا معاً بالاستمرار في الصراع من أجل الحرية والاستقلال فأنتقل صراع الروس مع شراكسة الكوبال فقام كثير من الجنرالات الروسية بتدمير القرى وإحراقها وقامت بأفظع الأعمال العدوانية مما أدى إلى تهجير قرى الشراكسة وقامت أيضاً بحرق الغابات ونهب الماشية وقتل السكان بلا رحمة أو هوادة فيعتبر تهجير الشراكسة من بلادهم من أكبر عمليات التهجير السكاني القسري في التاريخ الإنساني الطويل, حيث تم اقتلاع مايقارب المليونين شركسي ”نجوا من الإبادة المستمرة“ وقد اجبر مايعادل تسعة أعشار أمة عريقة بكل ما بالكلمة من معنى على ترك وطنهم إلى بلدان بعيدة ,وقد تم تهجيرهم جماعياً في ظروف غاية في السوء عبر مرافئ البحر الأسود غير المهيأة للتعامل مع ذلك الكم الهائل الذي حشد على السواحل الشركسية دون مأوى أو تموين أو دواء ويقدر عدد الذين هلكوا من الشراكسة أثناء وبعد التهجير أكثر من نصف مليون شخص من جراء الغرق والمرض والأوبئة التي انتشرت على تلك السواحل وعلى متن السفن أيضا ً وهذا كله يشبه تماما ً ما يفعله الصهاينة في فلسطين الحبيبة اليوم فاحتلت الجيوش القيصرية بلاد الشراكسة بالتدريج بعد حروب طويلة مستمرة ,حتى إعلان نائب القيصر الروسي ميشيل كرندوك انتهاء الحروب الروسية الشركسية في 21/5/1864م .وفي حزيران من نفس العام عاد وأعلن في بيانه مايلي : ( على سكان بلاد الشركس أن يغادروا أماكنهم خلال شهر واحد من تاريخ هذا البيان ,وفي حال عدم تركهم البلاد يعتبرون أسرى حرب وسينفون إلى سيبيريا ) وأرغم الشراكسة على هجر أوطانهم منذ تلك الأيام على شكل موجات متعاقبة دامت أكثر من أربعين عاما ً,فرحلوا إلى سواحل البحر الأسود إلى سواحل الدولة العثمانية , وعند رحيلهم عنها قال أحد قباطنة تلك السفن الإنكليزية (كنا لانستخدم البوصلة بل نتبع الجثث الشركسية العائمة على طريقنا ) ووصلوا إلى السواحل التركية وعندها كان الوضع أشد وأدهى .
أصل الشراكسة أسكن الشراكسة في بادئ الأمر في مدن : ( نيش – كوسوفا – برشتينا – فيدين – صوفيا – لوفي – ني بولو- زيشتوفي ) وغيرهم. وقد أشترك ثلاثون ألفا ً من شباب الشراكسة المهجرين ,مع الجيش العثماني في حربهم ضد التحالف الروسي البلقاني عام 1877 م وفي نفس العام ساقت الدولة العثمانية إلى الجيش /19/ ألف شركسي من منطقة طرابزون وحدها وبعد حروب ومعاهدات كثيرة تم ترحيل /150/ ألف شركسي من البلقان . نذكر منها العائلات التي رحلت إلى المنطقة العربية : • إلى حلب عشرة آلاف عائلة شركسية . • إلى دمشق /5000/ عائلة شركسية . • إلى قبرص /2000/ عائلة شركسية . • إلى الإسكندرون /1000/ عائلة شركسية . • إلى الجزائر /100/ عائلة شركسية . • إلى ليبيا /1000/ عائلة شركسية . إن معظم الشراكسة في سورية لم يأتوا مباشرة من بلادهم الأصلية (شمال القفقاس) إلى الجولان وغيرها من بلاد الشام بل أتوا بعد طردهم من قبل القياصرة الروس إثر حروب طويلة دامية حيث قام الباب العالمي العثماني بتوزيعهم على بعض أنحاء الدولة العثمانية , في الروملي الشرقية (البلقان حالياً) وفي الشمال الغربي من تركيا وفي هضبة الأناضول وفق مخططاتهم.
أصل الشراكسة ولقد استخدم العثمانيون الشراكسة في الحروب الروسية العثمانية بضراوة حتى أن الروس في مؤتمر برلين /1878 م/ فرضوا إدخال بند في المعاهدة ينص على منع الشراكسة من الإقامة في بلغاريا وسائر دول البلقان وبالفعل فقد نغذت الدولة العثمانية هذا البند بكل أمانة وهكذا كان على الشراكسة المهجرين إلى البلقان أن يقبلوا التهجير مرة أخرى وفق احتياجات وأهواء الحكومة العثمانية التي وزعت بعضهم في بلاد الشام على طول خطوط المعمورة بين الفرات ونهر الأردن بل إلى فلسطين. وكان هناك موجات أخرى قد توقفت في تركيا لعدة سنوات حيث تم تهجيرهم مرة أخرى إلى سوريا بحدود عام /1870 م/ وما بعدها ، وما أن وصل المهجرون الشراكسة إلى سورية حتى وزعتهم على النحو التالي: لواء اسكندرون :أسس الشراكسة فيها تسعة قرى لم يبق منها سوى : قرية حران ، يني شهر ، الريحانية ، بدركة . * محافظة حلب : قرية منبج ، خناصر ، عين دقنه ، أبو هريرة وقرية الرقة التي تقلصت إلى حارة الشركس بعد أن أصبحت محافظة . * محافظة حماه : قرية تل سنان ، تل عدا ، ذيل العجل (دير عجل) . *محافظة حمص : قرية تل عمري ، تليل ،عسيلة ، عين النسر ، أبو همامة ، مريج الدر ، جصين ، دير فول. * محافظة ريف دمشق : مرج السطان ، حوش الدوير. * محافظة اللاذقية :سكن الشراكسة في جبلة وعدة قرى ساحلية بقي منها قرية عرب الملك. * محافظة درعا: قرية بلي ، بويضان ، مل عواميد وبراق.
إشراف الآنسة رائدة الهزاز تقديم غالية حمزة الصف الحادي عشر الأدبي مدرسة عبد الحميد الحراكي • توثيق المراجع : • التدوقا ، محمد خير //مقتطفات من المجتمع الشركسي // عام 1964 • مطابع دار الجامعة دمشق • بقاعي ، إيمان // الوطن في أدب الشراكسة // • خفروقة ، محمد خير // الشراكس أصلهم تاريخهم عاداتهم تقاليدهم // • مجلة إلبروز – العدد السادس عشر – كانون الثاني 2003 .