بسم الله الرحمن الرحيم الجامعة الإسلامية – غزة كلية التربية ضمان الجودة في الجامعات العربية

1. بسم الله الرحمن الرحيم الجامعة الإسلامية – غزة كلية التربية ضمان الجودة في الجامعات العربية (المفهوم وآليات التطبيق) إعداد الأستاذ الدكتور / عليان عبد الله الحولي أستــاذ أصــول التـربـيـــة عميد كليـة التربيـة الجامعة الإسلامية غزة- فلسطين

2. مقدمة : تعتبر الجامعات منظمة إستراتيجية تؤثر وتتأثر بالمجتمع المحلي والعالمي بما فيه من قوي وفرص وتهديدات ، والجامعة منظومة مركبة من مجموعة كبيرة من المتغيرات الأساسية التابعة والمستقلة لذلك لا يمكن إدارة الجامعة بأساليب تقليدية أو أدوات روتينية عادية، ومن أهم متغيرات وثوابت الجامعة : الطلاب، الأساتذة، المباني، المعامل، الكتب، الامتحانات، المكتبات، مراكز الكمبيوتر، الاستثمارات، التشريعات والقوانين، اللوائح وطرق العمل، الموارد البشرية المسئولة عن تدوير دولاب العمل الجامعي . وسعياً لتجاوز التعليم العالي في البلدان العربية لهذه التحديات، وللحد من المشكلات الداخلية والخارجية والتي تواجهه وتعيق تقدمه ومساهمته الفاعلة في التنمية الشاملة جاء البحث للتعرف إلى مفهوم ضمان الجودة في التعليم الجامعي، واقتراح آليات تطبيقه في الجامعات العربية من خلال محاولة الإجابة عن السؤالين التالين : ماهية ضمان الجودة في التعليم الجامعي ؟ ما الآليات المقترحة لتطبيق ضمان الجودة في الجامعات العربية ؟ مستخدماً المنهج الوصفي التحليلي

3. بالنسبة لماهية ضمان الجودة في التعليم الجامعي ؟ الجودة في التعليم العالي مفهوم ديناميكي، متعدد الأبعاد والمستويات، يعتمد إلى حد كبير على السياق الذي يطبق فيه نظام الجودة ، وعلى رسالة المؤسسة وأهدافها والظروف والمستويات داخل النظام وليس ممكناً التوصل إلى مجموعة واحدة من المستويات للجودة تطبق على كل الدول التي يتم تقييم المؤسسات في ضوئها . يستهدف ضمان الجودة في الجامعات تحقيق جودة التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع والوفاء برساله الجامعة، وتوضع الأهداف العامة لتحسين جودة هذه البرامج، تليها تحديد الأهداف الخاصة واستخدامها كمؤشرات للأداء لقياس النجاح في تحقيق الأهداف العامة والخاصة .

4. من تعريفات ضمان الجودة : • السياسات والعمليات الموجهة نحو توفير كل من يساعد على تحقيق الجودة والمحافظة عليها والإرتقاء بها . - طريقة لوصف كل النظم والمصادر والمعلومات التي تستخدمها مؤسسات التعليم العالي للمحافظة وتحسين المستويات وتعلم الطلاب والمنح الدراسية والبحث . - الوسيلة أو الوسائل التي تستخدمها المؤسسة التعليمية لضمان التعهد بأن مستويات جودة الخدمات التعليمية تتحقق وتزداد نحو عمل أفضل . - مصطلح عام وشامل يشير إلى عملية تقويم مستمرة(تقييم، ضبط، ضمان، صيانة، تحسين) لجودة نظام التعليم العالي ومؤسساته وبرامجه، وكآلية تنظيمية، ضمان الجودة يركزعلى المسئولية أوالمحاسبة، والتحسين وتقديم المعلومات وإصدار الأحكام من خلال عملية متفق عليها، ومعايير جيدة التكوين. وكثير من النظم تميز بين ضمان الجودة الداخلية(الممارسات المؤسسية لضبط وتحسين جودة التعليم العالي )، وضمان الجودة الخارجية(المشاريع الخارجية لضمان جودة مؤسسات التعليم العالي ). وأنشطة ضمان الجودة تعتمد على وجود آليات خاصة بثقافة الجودة وإدارة الجودة، وزيادة الجودة، وضبط الجودة، وتقييم الجودة، كلها وسائل لضمان الجودة، ويتحدد مجال ضمان الجودة حسب شكل وحجم نظام التعليم العالي.

5. وبسبب التوسع الكبير في عدد المؤسسات التعليمية الجامعية في الدول العربية، لا بد من تامين جودة التعليم العالي على مستوي مؤسسات التعليم العالي ، وعلى المستوي الوطني، ولأن الجودة مسئولية الجميع يجب أن يسودها روح الفريق والعمل المؤسسي المتناغم نقترح الآليات التالية لتطبيق – أو تفعيل– ضمان الجودة في الجامعات العربية :- أولاً : إنشاء هيئة أو مجلس لضمان جودة التعليم العالي في كل البلدان العربية : أهداف وصلاحيات هذه الهيئة ويمكن بيان بعضها كالتالي: - - وضع أسس ومعايير اعتماد مؤسسات التعليم العالي وتعديلها وتطويرها في ضوء السياسة العامة للتعليم العالي. - مراقبة أداء مؤسسات التعليم العالي والتزامها بالأسس والمعايير المعتمدة. - التأكيد على تحقيق مؤسسات التعليم العالي لأهدافها باتخاذ الإجراءات المناسبة لتقييم برامجها بأدوات القياس المختلفة.

6. ثانياً : تشكيل وحدة أو دائرة لضمان الجودة في كل جامعة أو مؤسسة تعليم عالي عربية . وفي هذا الإجراء يمكن اقتراح التالي:- 1. تتبع هذه الوحدة أو الدائرة مباشرة لرئاسة الجامعة وتمنح الصلاحيات كعمادة مستقلة. 2. تتشكل من مجموعة من الأكاديميين والإداريين بالجامعة من ذوي الخبرة يمثلون دوائر الجامعة المختلفة. 3. تتشكل لجان جودة فرعية في كل كلية ودائرة في الجامعة. 4. ويمكن تحديد بعض مهام الوحدة على النحو التالي [ رسم السياسة العامة للجودة في الجامعة والإشراف على تنفيذها- اعتماد خطط ومتطلبات تطبيق الجودة بالجامعة- إقرار السياسات العامة لنشر ثقافة الجودة بالجامعة ونقل التجارب الرائدة المحلية والعالمية- إعداد تقارير نتائج التطبيق بشكل دوري وعرضها على إدارة الجامعة.... ) .

7. ثالثاً : نشر ثقافة الجودة : وثقافة الجودة هي تكوين مستوي عال من آليات تقييم الجودة الداخلية لمؤسسات التعليم العالي، والتطبيق المستمر للنتائج ، وهي قدرة المؤسسة أو البرنامج على تطوير ضمان الجودة عبر الأعمال اليومية للمؤسسة، وإجراء تقييم دوري من أجل ضمان الجودة بصفة مستمرة. وثقافة الجودة تشير إلى مجموعة من النماذج المقبولة والمتكاملة للجودة التي يجب أن توجد في الثقافات التنظيمية ونظم إدارة المؤسسات والوعي والالتزام بضمان جودة التعليم العالي، وكذلك توافر ثقافة الأدلة، والإدارة الفاعلة للجودة . ولبناء ثقافة الجودة في المؤسسة ينبغي تطبيق الاستراتيجية التالية : 1- معرفة التغيرات المطلوب إحداثها، وتحديدها وإعداد قائمة بها . 2- بناء خطة مفصلة لتنفيذ التغيرات المطلوبة . 3- إقناع العاملين في المؤسسة بأهمية التغيير الذي سيتم إحداثه. 4- تقديم التشجيع والتحفيز للأفراد الذين سيتأثرون بعملية التغيير في المؤسسة .

8. رابعاً : التأكيد على دور الإدارة العليا في الدعم المعني والمادي لتوجهات الجودة في الجامعة : ويتمثل دور الإدارة العليا في أربعة أبعاد رئيسة هي : 1. توفر الرؤيا لما يجب أن تكون عليه الجامعة مستقبلاً، رؤيا تعكس فلسفة مفهوم ومبادئ الجودة. 2. التزام الإدارة العليا لمدي طويل بتطبيق إدارة الجودة الشاملة. وأن تبدى قناعتها وجديتها في هذا الجانب . 3. ممارسة النمط القيادي المناسب لإدارة الجودة الشاملة ولإدارة التغيير في الجامعة . 4. متابعة التنفيذ ودعمه على مستوي الجامعة .

9. خامساً : جودة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة : ويتطلب هذا :- 1. حسن الاختيار لأعضاء هيئة التدريس الأمر بناء على معايير أكاديمية، ومقابلات نزيهة، وتمكن علمي . 2. النمو المهني المستمر لأعضاء الهيئة التدريسية من خلال التدريب بناء على الاحتياجات التدريبية في المجالات المطلوبة واقترح هنا عناوين لدورات تدريبية في (مفاهيم الجودة في التعليم- إعداد وثيقة التقييم الذاتي- فرق التقييم الخارجي- التخطيط الاستراتيجي- تكنولوجيا التعليم – مهارات التدريس الجامعي- التقويم في الجامعة- تنمية التفكير... 3. تهيئة البيئة الجامعة الداعمة – المادية والمعنوية- للأستاذ الجامعي. 4. التقييم الدوري لأعضاء هيئة التدريس وأقترح أدوات أربعة لتقييم أداء عضو هيئة التدريس وبأوزان نسبية محددة [ رأي الطالب في أداء عضو هيئة التدريس بوزن نسبي (60%)، رأي رئيس القسم في أداء عضو هيئة التدريس بوزن نسبي (20%)، رأي عميد الكلية بوزن نسبي (10%)، التقرير السنوي لعضة هيئة التدريس وبوزن نسبي (10%). ويتم إجراء التقييم بناء على نماذج محددة ].

10. سادساً : تقييم الأداء في الجامعة : تقويم الأداء يعني التوصل إلى أحكام قيمية محددة للأنشطة والبرامج الجامعية من خلال استخدام بعض المقاييس المرجعية التي تساعد على فهم وإدراك العلاقة بين مختلف العناصر الخاصة بالتقويم، فالتقويم بناء على ذلك يستند إلى معايير محددة تخضع لها جميع مكونات العمل الجامعي التي يمكن قياسها بحيث يمكن من خلال هذه المعايير الحكم على أداء الجامعة ومدي قدرتها على النهوض برسالتها المحددة في أهدافها المعلنة الأساسية.