340 likes | 818 Views
اقتدي بنبيك في التعامل مع المرأة. إعداد جنات عبد العزيز دنيا. وإنك لعلى خلق عظيم. قال الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} ( الأحزاب21 ).
E N D
اقتدي بنبيك في التعامل مع المرأة إعداد جنات عبد العزيز دنيا
وإنك لعلى خلق عظيم قال الله تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَوَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}(الأحزاب21). إذا استعرضنا المواقف الخلافية بين النبي وأزواجه فسنجد تصرفاته نموذجاً ينبغي على كل مسلم أن يهتدي به حتى ينال السعادة في الدنيا والآخرة . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حليم فى غضبه، في عصر تمتد فيه أيدي الأزواج إلى نسائهم إذا ما أخطأوا ، ننظر إلى حكمة الرسول ورقته ولطفه في التعامل مع نسائه إذا ما حدث أي خلاف بينه وبين زوجاته : فقد حدث خلاف بين النبي وعائشة ـ رضي الله عنهما ،
وإنك لعلى خلق عظيم فقال لها منترضين بيني وبينك .. أترضين بعمر؟قالت: لا أرضي عمر قط "عمر غليظ". قالأترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء قال الرسول : تتكلمين أم أتكلم؟ قالت:تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي ، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا. فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول : ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم وقال: لقد كنتمن قبل شديدة اللزوق( اللصوق ) بظهري - إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفا من ضرب أبيها لها -، ولما عاد أبو بكر ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في دربكما". (رواه الحافظ الدمشقي) .
وإنك لعلى خلق عظيم وعندما يشتد الغضب يكون الهجر في أدب النبوة أسلوباً للعلاج ، فلم يمد الرسول الكريم أبدا يده على أي من زوجاته ، فقد هجر الرسول زوجاته يوم أن ضيقن عليه في طلب النفقة.. غيرة أزواج النبى وكيف تعامل معهن : كانت زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم حزبين ؛ حزب عائشة وفيه حفصة و سودة وصفية في جانب، وحزب زينب وأم سلمة وفيه أم حبيبة وجويرية وميمونة في جانب، وكان الأنصار حول بيوتات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، يكثرون إلطاف رسول الله -صلى اللهعليه وآله وسلم- بالهدايا، فإذا كان عند أحدهم هدية يريد أن يهديها أخّرها حتى إذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيبيت عائشة أرسل هديته إليه عندها، لما عرفوا من حبه لها.
وإنك لعلى خلق عظيم فاجتمع الحزب الأول إلى أم سلمة، وكانت أكبرهن وقلن لها: كلّمي رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- يكلم الناس فيقول: من أراد أن يهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم -هدية فليهدها إليهحيث كان من بيوت نسائه، فلما وافى اليوم الذي يكون فيه رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- عند أم سلمة قالت له: يا رسول الله، إن صواحبي اجتمعوا إليّ فقالوا: إن الناس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نحب ما تحب عائشة، فمُرِالناس يهدوا لك حيثما كنت، فأعرض عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يردّ عليها شيئاً، فلما اجتمع إليها صواحبها سألنها: ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما قال لي شيئاً، قلن لها:
وإنك لعلى خلق عظيم فكلّميه، فكلمته فى يومها فلم يقلْ لها شيئاً، فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئاً، فقلن لها: كلّميه ،فكلمته للمرة الثالثة، فقال لها: "يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه - والله- ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها"، فقالتأم سلمة: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله.فأرسلن إلى فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهى أحب الناس عنده، فكلمْنها أن تأتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فتقول: إن أزواجك ينشدنكالعدل في بنت ابن أبي قحافة، فمكثت فاطمة أياماً لا تفعل ذلك، حتى جاءتها زينب بنت جحش فكلمتها، فقالت فاطمة: أنا أفعل، فجاءت إلى رسول الله -صلى الله عليهوسلم-، فاستأذنت عليه وهو في بيت عائشة، فأذن لها،
وإنك لعلى خلق عظيم فقالت: إن نساءك أرسلنني يسألنك العدل في بنت ابن أبي قحافة، فقالصلى الله عليه وسلم: "زينب أرسلتك؟" فقالت فاطمة: زينب وغيرها، فقال: "أهي التي وليت ذلك"، قالت: نعم. فتبسم رسول الله –صلىالله عليه وسلم- ثم قال: "أي بُنيَّة، ألست تحبين ما أُحب؟" قالت: بلى يا رسول الله، فقال:"فأحبي هذه"، وأشار لعائشة، فقامت فاطمة حينسمعت ذلك فرجعت إلى أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلن لها: يا بنت رسول الله، ما نراك أغنيت عنا من شيء، فارجعي إلى رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل فيبنت ابن أبي قحافة،
وإنك لعلى خلق عظيم فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبداً. فطلب النساء من زينب أن تذهبإليه وذلك لقرابتها من رسول الله -صلى اللهعليه وسلمفهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب- ولحظوتها، فجاءت زينب فاستأذنت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مع عائشة، فأذن لها فدخلت عليه وهي غضبى، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة ابن أبي قحافة، ثم وقعت بعائشة فاستطالت عليها، وعائشة ساكتة ترقب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقرأ في ملامح وجهه وطرف عينه وقع كلام زينب،حتى رأته ينظر إليها ، وعرفت أنهلا يكره أن تنتصر، وتدافع عن نفسها، فاستقبلت زينب تردّ عليها، فلم تلبث أن تغلّبت عليها، وأفحمتهاحتى يبس ريقها في فمها، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وإنك لعلى خلق عظيم وجعل يقول ووجهه يتهلل:"إنها ابنة أبي بكر"!!. إن رسول الله -صلىالله عليه وآله وسلم- وهو الذي أُلقيت عليه المهابة، وكان في موقع القيادة والقوامة على الأمة كلها يفسح مساحة واسعة في بيوته لحركةالمشاعر وانفعالات النفوس، ولذا تكلمت أم سلمة وكرّرت، وناشدت زينب وغاضبت وخاصمت، وقدكان يكفي في منع ذلك – لو أراد - نظرة غاضبة أو كلمةزاجرة، ولكنه لم يكن يعامل بالكبت ولا بالقهر، وإنما بالسماحة واليسر؛ ولذا تظهر المشاعر والانفعالات الوقتية في حينها، ويحتويها رفق الرسولالذي أحب الرفق وأمر به، وبهذه السماحة تشعر الزوجة بكمالها الإنساني، ولا تترسب الانفعالات المكتومة إلى أحقاد ومشاعر سلبية.
وإنك لعلى خلق عظيم ولذلك فإن أزواجه - صلى الله عليه وسلم- كن يتورّعن أن يتجاوز ذلك إلى ما يؤذي رسولالله -صلى الله عليهوسلم-، فأقصرت أم سلمة عندما قال لها: "لا تؤذيني فيعائشة"، وقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله. - صورة أخرى من صور الغيرة وكيف تعامل معها رسول الله صلى الله عليه وسلم:تحدث [أم سلمة] أنها أرسلت بطعام في صحفة لها إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم، وكان عند عائشة، فجاءت عائشة ومعها فهر- أيحجر ناعم صلب - ففلقت به الصحفة فجمع النبي صلى الله عليه وسلم الطعام بين فلقتي الصحفةوقال: كلوا ،
وإنك لعلى خلق عظيم يعنى أصحابه ، [كلوا غارت أمكم غارتأمكم ]ثمأخذ -عليه الصلاة والسلام - صحفة سليمة من عند عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة"، .(صحيح – الألبانى ). انظر للحكمة وانظر لحسن التعامل لم يؤدب النبي - صلى اللهعليه وسلم- عائشةوبين أنها غارت مع أنها كسرت الإناء، ومع أنها تصرفت أيضا أمام أصحابه هذا التصرف ولكنه تعامل مع هذا الموقف بحكمة؛حقا(وإنك لعلى خلق عظيم) . تصور لو أن هذا الموقف حصل معك كيف سيكون حالك أيهاالزوج.؟ ، كيف ستكون نفسيتك وكيف سيكون التصرف ؟ إذن فالعفو والصفح إذا قصرت الزوجة وشكرها والثناء عليها إن أحسنت .
وإنك لعلى خلق عظيم كل ذلك من شيم الرجال ومن محاسن الأخلاق،وبعض الأزواج قد يختلق المشاكل ويَنفخ فيها وقد تنتهي هذه المشاكلبحقيقة مرة وهي الطلاق . كانت السيدة عائشة أكثر الزوجات غيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛تقول السيدة عائشة :لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى اللهعليهوسلم فيها عندي، وظن اني قد رقدتفخرج...فانطلقت على أثرهوقد ظننت انه ذهب الى احدى نسائه فتبعته ،حتى جاء البقيعثم انحرففانحرفت فاسرع وأسرعت ،وهرول فهرولت فسبقته..فدخل فقال :مالكياعائش حشيا رابيه؟؟(أى يخفق صدرك كثيرا)فاخبرته... فقال :أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟(أى يظلمك).
وإنك لعلى خلق عظيم وبلغت الغيرة بالسيدة عائشة انها لم تقتصر علي الزوجات بل كانت شديدة الغيرةمن السيدة خديجة رغم انها ليست موجودة علي قيد الحياة، ولكنه صلي الله عليهوسلم كان يذكرها كثيراً، ويثني عليها وعلي مواقفها معه بل انه كان إذا ذبح شاةأرسل لصديقاتها وعندما كانت السيدة عائشة تعترض كان يقول إن بر صديقاتها بر لها وهي تستحق هذا.. وكانت عائشة تقول عنهاانها ما كانت إلا امرأة عجوز، وتؤكد لهأن الله أبدله بها من هي خير منها، فيقول صلي الله عليه وسلم: [والله ما أبدلنيخيراً منها.. فقد آمنت بي حين كذبني الناس. وأعطتني مالها حين حرمني الناس،ورزقت منهاالولد وحرمتهمن غيرها].
وإنك لعلى خلق عظيم بقي أن نعلم أن أمهاتنا أمهات المؤمنين اللاتي كان يجريهذا بينهن بحكم غلبة الطبيعة البشرية كن على غاية النقاء القلبي، فهذه زينب التي جرت منها هذه المخاصمة لعائشة والغيرة البالغةمنها تقول عندما سُئلت عنها في حادثة الإفك: أحمي سمعي وبصري، ما علمت عليها إلاّ خيراً. وهذه عائشة تتحدث عن زينب، فتقول: لم أرَ امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله -عز وجل- وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به،ما عدا سَورة من حدة تسرع منها الفيئة. تعلم أيها الزوج الكريم من نبيك الحبيب فن التعامل مع المرأة،
وإنك لعلى خلق عظيم تعلم من نبيك: 1- إظهار المشاعر الجميلة للمرأة:فحب النبي -صلى الله عليهوسلم- لعائشة لم يكن خافياً ولا مُخفى، ولكن ظهر واشتهر حتى علم به الصحابة .لقد كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يظهر هذه العاطفة الجميلة؛ لأنها مطلب فطري، وكمال إنساني، واستواء في العواطف والمشاعر، ولذا كان الحب في عصر النبوة يتنفس في الهواء الطلق، ثم خلفت خلوف درست فيها معالم هذا الهدي النبوي، فصار ذكر اسمالزوجة، معرّة وإشهار حبها عاراً. وفي الوقت الذي يرى فيه بعض الرجال أن مجرد ذكر اسم زوجته أمام الآخرين ينقص من قيمته ، نجدرسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع. فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -:
وإنك لعلى خلق عظيم "أي الناس أحب إليك. قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها".(رواهالبخاري) . وكان - صلى الله عليه وسلم - يمتدح زوجته ويشكر فيها:عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام .(صحبح – مسلم ). - ولم يكن الحال مع عائشة فقط ، ففي موقف آخرتحكي لنا السيدة صفية بنت حيي إحدى زوجات الرسول : "أنها جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر منرمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت لتنصرف، فقام النبي- صلى الله عليه وسلم - معها يوصلها، حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فقال لهما: "على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي". (رواه البخاري) .
وإنك لعلى خلق عظيم 2- الواقعية في التعامل مع الخطأ: كان عليه الصلاة والسلام يتفهمأسباب الخطأ،وهو الغيرة بين الزوجات والتي دافعها الحقيقي شدة حبهن له -صلى الله عليه وآله وسلم-، ولذا لم يواجههن بغضب وحدة بل يضعه في حجمه الطبيعي. فما أحوجنا إلى تربية أنفسنا على إجراء الكلام على سياقته، وتفهّم بواعثه ودوافعه، وخاصة في بيوتنا بين الزوج وزوجه حين تبدر بعضفلتات الألسن فتُفتح لها محاضر التحقيق، وجلسات الاستجواب، ويكون لها ما بعدها، مع أنها لو أُجريت في سياقها مرّت وما ضرّت. 3- تفهم نفسية المرأة وطبيعتها:عن أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم : ”استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء“.(صحيح البخارى).
وإنك لعلى خلق عظيم والحديث ليس على سبيل الذم كمايفهم العامة بل لتفهيم وتعليم الرجال.وفي الحديث فهم عجيب لطبيعةالمرأة وفيه إشارة إلى إمكانيةترك المرأةعلى إعوجاجها في بعضالأمور المباحة ، وألا يتركها على الإعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليهمن النقص كفعل المعاصي وتركالواجبات . 4 - إستشارة الزوجة في أدق الأمور:ومن ذلك استشارته -صلى الله عليه وسلم -لأم سلمة في صلح الحديبية :روت أم سلمة أنه قال لأصحابه : قوموا فانحروا واحلقوا ، قالت : فوالله ما قام منهم رجل ، حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد ، قام فدخل على أم سلمة ، فذكر ذلك لها ،
وإنك لعلى خلق عظيم فقالت أم سلمة : يا نبي الله ! اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم بكلمة ، حتى تنحر بدنك وتدعو حلاقك فتحلق ! فقام فخرج فلم يكلم منهم أحدا ، حتى فعل ذلك ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما.(الراوي: أم سلمة – متواتر – تفسيرالطبري ). 5 - معرفته صلى الله عليه وسلم مشاعر زوجاته وأحاسيسهن : كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة : إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى . قالت فقلت : ومن أين تعرف ذلك ؟ قال : أماإذا كنت عني راضية ، فإنك تقولين : لا ورب محمد ! وإذا كنتغضبى ، قلت : لا ورب إبراهيم!قالت:قلت:أجل ، والله- يا رسول الله - ما أهجر إلا اسمك .
وإنك لعلى خلق عظيم وفي رواية :إلى قوله : لا ورب إبراهيم . ولم يذكر ما بعده. (الراوي: عائشة صحيح - مسلم – المسندالصحيح ). وفي موقف آخر يحاول الرسول الكريم أن يهدأ من الحالة السيئة لإحدى زوجاته ، فقد دخل الرسول ذات يوم على زوجته السيدة (صفية بنت حيي) ـ رضي الله عنها ـ فوجدها تبكي، فقال لها :مايبكيك؟ قالت: حفصة تقول: إني ابنة يهودي؛ فقال صلى الله عليه وسلم : إنك لابنة نبيوإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك؟ ثم قال : [اتقيالله يا حفصة ](رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح ). وهكذا نرى كيف يحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الخلاف بكلمات بسيطة وأسلوب طيب.
وإنك لعلى خلق عظيم - كانت صفيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان ذلك يومها ، فأبطأت في المسير ، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليهوسلم وهى تبكى ، وتقول حملتنى على بعير بطئ ، فجعل رسول الله صلى اللهعليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويسكتها . (رواه النسائي) - كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفها وقال : " اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها ، و أعذها من الفتن " . فرغم المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي يتمتع بها الرسول الكريم فإن رقته في التعامل مع زوجاته تفوق الوصف.. فلا تتعلل بمسئولياتك أيها الزوجالكريم وكن كما كان محمد لتكون زوجتك كما كانت خديجة وعائشة وصفية .
وإنك لعلى خلق عظيم ويؤكد العلماء على أنه ليس حسن الخلق مع الزوجة كف الأذى عنهافقط ، بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن اليوم إلى الليل، وراجعت امرأة عمر رضي الله عنه فقال: أتراجعينني؟ فقالت: إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يراجعنه وهو خير منك . 6- كان لا يتأفف من ظروف زوجته : عن عائشة قالت : ”كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض “( يعنى أسرح) شعره وأنا حائض .(البخارى). وتقول رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم : ”كان يتكىء في حجري وأنا حائض ، ثم يقرأ القرآن “.(البخارى)
وإنك لعلى خلق عظيم 7- كان النبى يساعد فى أعمال بيته :سٌـئلت السيدة عائشة - رضى الله عنها- ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت : كان يفلي ثوبه ، و يحلب شاته ، و يخدم نفسه ( الالبانى – صحيح). يمسي ويصبح عليه الصلاة والسلام فيمهنة أهله ، وهو سيد الرجالجميعاً وقائد الأمة الإسلامية ، وزعيم البشرية ، وقالت ايضا : كان يخيط ثوبه ، و يخصف نعله ، و يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ( صحيح – الالبانى ). فما المانعأيها الزوج الكريم أن تساعد زوجتك في القيام ببعض أعمال المنزل ، فإن هذا وربيمن أعظم أسباب زيادة المحبة بين الزوجين ، 8 - التجمل والتزين للمرأة:عن عائشة قالت:(كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم بأطيب ما يجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته) .
وإنك لعلى خلق عظيم - وقال [ابن عباس]: إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لى وما أحب أنأستطف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها عليَّ لأن الله تعالى يقول: [ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف]. - وقد دخل على الخليفة عمر زوج أشعت أغبر ومعه امرأته وهي تقول: لا أنا ولا هذا (لا تريده )، لا أنا ولا هذا ، ما هو السبب ؟ عرف كراهية المرأة لزوجها فأرسل الزوج ليستحم ويأخذ من شعر رأسه ويقلم أظافره فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته فاستغربته ونفرت منه ثم عرفته فقبلت به ورجعت عن دعواها .تراجعت إذن عن طلب الطلاق فقال عمر: وهكذا فاصنعوالهن ، فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم . فلنتعلم فنون صناعة الحب من رسولنا الحبيب و من زوجاته و صحابته و التابعين .
وإنك لعلى خلق عظيم كم هي الحياة الزوجية جميلة لو كان الزوجان يتعاملان بهذه النفسية ، وما أحوجنا إلى فتح صفحات التاريخ النبويوالإسلامي لنكتشف أجمل النظريات في الفنون الزوجية. 9 - مداعبة النبى لزوجاته:لقد كان صلى الله عليه وسلم يُطعم زوجاته ويسقيهن بيديهالكريمتين الشريفتين الطاهرتين ، يقول لسعد بن أبي وقاص رضي اللهعنه لمازاره في بيته وهو مريض ، قالله " حتى اللقمة تضعها في في امرأتك يكون لك بها صدقة " . - لقد كان عليه الصلاة والسلام يشارك أزواجه في الشراب منكأس واحدة ، بمعنى : أنه يشرب مما تشرب منه زوجته - عليه الصلاة والسلام..
وإنك لعلى خلق عظيم لا بد أن تتنازل أخي الزوج عن العنجهية الخرقاء والأغلاط المفهومة التي ربماحملت شيئا منها في ذهنك ، اسمع إلى أمك أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنهاتحكي حالها وواقعها مع زوجها الكريمصلى الله عليه وسلم ، ماذا تقول ؟ . - تقول رضيالله عنها : كنت أشرب وأنا حائض ، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه (أي فمه ) على موضع فيَّ فيشرب عليه الصلاة والسلام ، الله أكبر ما هذهالمعاملة الحسنة ؟؟ أيُ روعة يضربه لنا عليه الصلاة والسلام من هذا الموقف . هكذا كان في إظهار المحبة والمودة لأزواجه عليه الصلاة والسلام ، بل كان يضع رأسه عليه الصلاة والسلام في حضنها وهيحائضة ، فقل لي بربك من أنت أيها الزوج ؟؟ نعم .. من أنت حين تعامل زوجتك هذه المعاملة ؟ أأنت أفضل من هذا النبي الطاهر الزكي الباهر ؟؟
وإنك لعلى خلق عظيم وانظر إلى حبيبك ونبيك صلى الله عليه وسلم كيفكان يعامل عائشة رضي الله تعالى عنها ، قالت : أهوى النبي صلى الله عليه وسلمليقبلني فقلت : إني صائمة ، فقال : وأنا صائم ، فقبلني [ رواه الترمذي ] وفيلفظ آخر " قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يظل صائما ، فيقبل ما شاء منوجهي “ - كان يدلل عائشة ويختار لها أحسن الأسماء:كان يقول لها ياعائش و يا حميراء ، والحميراء تصغير حمراء يراد بهاالبياض- عند العرب (صحيح – فتح البارى لابن حجر ) .أنظرإلى كلمات الغزل العفيف وعبارات الحب اللطيف التي كان يسوقها علي بن أبيطالب رضي الله عنه لمحبوبتهوزوجته فاطمة؟ هاهو يدخل عليها رضي الله عنه يوما من الأيام ليجد زوجته فاطمة تستاك بعود أراك ، فأحبّ أن يلاطِفها
وإنك لعلى خلق عظيم فسحب عودَالأراك من فمها ووضعه أمام عينيه وهو يقول : حضيتَ يا عودَ الآراك بثغرها أما خِفتَ يا عودَ الآراك أراك لو كنتَ من أهل القتالِ قتلتك ما فازَ مني يا سواكُ سـواكَ سبحان الله .. كم لهذه الكلمات من أثر عميق في نفس الزوجة ، وكم ستحدث منالترابط والمودة بين الزوجين فأين أنت منهم أيها الزوج ؟ وقد كانوا سادة العالموقادته ؟ وهم من هم ؟ وأنت من أنت ؟ 10- التعاون فى أمور العبادة:كالتعاون في قيام الليل ، فهاهوينادي صلىالله عليه وسلم كل زوجين مسلمين قائلا " رحم الله رجلاً قام منالليل فصلى وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء " (حسّنه الألباني) .و يقول عليه الصلاة والسلام : " إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتينجميعاً كتبا في الذاكرين والذاكرات “. ( صححه الألباني في الترغيب ).
وإنك لعلى خلق عظيم هذه كانت معاملة قائد الأمة لزوجاته أمهات المؤمنين تعامل معهن بالرفق والإحسان والموده فتسابقن على إرضائه. اذا فتحنا كتب السيرة و الكتب التى تتحدث عن زوجات الرسول- صلى الله عليه و سلم - سوف نجد بأن أكثر تلك الكتب قد وصفت زوجات الرسول بصفة مشتركة فيهن جميعا ... " الصوّامة القوّامة" ... اذن فهن كن يتمتعن بقرب شديد من الله و بمناجاته فى الليل .... و لذلك استحققن هذا الشرف العظيم.. استحققن أن يكنّ أمهات المؤمنين ، زوجات الحبيب المصطفى فى الدنيا و الآخرة أصلحن ما بينهن و بين الله فأصلح الله لهن أمر دنياهم و اّخرتهم.... gannatdonya@gmail.com