E N D
رسالة من محببقلم / عبد الله الغامديإمام جامع أم القرى الصفا الشعله ، جدهرسالــــــــــــــه ..الى من احب .. نعم رساله : اهديها إلى من احب .. ممزوجة بالحب .. مقرونة بالود .. أحذره فيها من الخطر .. لانه عندي بملئ السمع والقلب والبصر.. انه من احب الناس إلى قلبي .. اخترته برسالتي ..من بين هذا الوجود .. ولو اغتاض بحبه الحقود والحسود.. أشفقت عليه كما أشفقت على نفسي .. وأضمرت له الخير كما أضمرت لنفسي .. .. احدثه بحديث .. قد لا يرغب في سماعه .. أو قد لا يكون مهيئا لسماعه .. ولكن لعل ديني واخوتي ولغتي تشفع لي عنده .. وتكون جواز سفر لي .. لاشرع في تسطير ما يجول بخاطري ويجيش في صدري.. .. تجاهه.. نعم تجاه من احب.. فاسلامي امرني بمحبته شئت أم أبيت .قال صلى الله عليه وسلم.( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) إنني سابدا ولا ادري من أين أبدا وكيف سأبدا .. والى أي الشواطئ سترسو بي سفينتي.. وتحط بي مخيلتي.. وأنا احدث شخصا لم يكن بيني وبينه يوما من الأيام خطا موصولا .. أو جسرا ممدودا .. ولكنني أقول: ســــــــلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا ،، فضلا أقلب الصفحة ،، ص 1
فيامن أحببت ....وعليه أشفقت .. اهدي إليك نصحي. • . فارع لي سمعك .. وافتح لي مغاليق قلبك .. • . أخى : إن المرء المنشد للسعادة • لا يهدى له بال حتى يرتقي بنفسه فلا يرى لها قرارًا إلا بجوار الرحمن في جنة الرضوان. . • . وان النفس الخاطئة المؤمنة إذا وقعت في حبائل الشيطان, • واستجابت له في لحظة ضعف, قامت من ذنبها بقلبٍ يملأه الإيمان, • ونفسٍ لسعتها حرارة المعصية, نعم أذنبت ولكن قام في قلبها مقام التعظيم • لمن عصت, فتحشرجت في صدرها سؤالات • وكيف أعصيه وهو المنعم الخالق! كيف أعصيه وهو الرازق الواهب؟ • كيف أعصيه وقد نهاني؟ كيف أعصيه وقد كساني وآواني؟! • أما خشيت مكره .. اما خشيت بطشه .. كيف حالي في موتي . • . وكيف حالي في قبري .. وكيف حالي في نشري . • .قال تعالى " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ” • أي ذكروا مقامهم بين يدي الله تعالى وقت السؤال والحساب • ،،، ص 2،،
إن الخشية الحقة هي التي تربي القلب حتى لا يفرق بين معصية وأخرى, فلا ينظر إلى صغر المعصية، ولكن ينظر إلى عظمة من عصى, قال الله سبحانه ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ) إن المنتفعين بالذكرى, المستفيدين من النذارة والبشارة هم أهل الخشية والمراقبة قال تعالى ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) . نعم كانوا يدعون الله رغبة في جنته و رهبة من ناره . كانوا يعملون الأعمال الصالحة ويكثرون منها ومع ذلك يخافون اشد الخوف من عذاب الله تعالى ويخافون أن لا تقبل منهم قال تعالى " والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجله " ص 3
واما المقصرون .. فيقدمون على المعاصي دون خوف أو وجل من مكر الله تعالى • .. وقد يباغتهم الموت فجاه .. وقد تحل بهم الأمراض والمصائب • .. بما كسبت أيديهم .. وقد يحرمون الخير بسوء أعمالهم وهم في غفلة معرضون • قال تعالى (( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون .. • ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون .. لاهية قلوبهم )) .. • وقال صلى الله عليه وسلم .. إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .. • نعم يحرم العافية .. المال .. الأولاد .. الراحة .. السعادة.. • كل ذلك قد يحرم منه العبد بسبب إعراضه عن ربه وخالقه • .. قال تعالى (( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )). • .والضنك هو القلق والهم والغم والضيق .وغير ذلك من انكاد الدنيا .. • ص4
وفي المقابل (( من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه ولنجزينهم اجرهم باحسن ماكانوا يعملون )) قال العلماء :: الحياه الطيبه .. هي السعاده التي ينشدها اكثر الناس اليوم .. ولا تتاتى لاحد الا بالعمل الصالح .. كما اخبر بذلك ربنا سبحانه وتعالى وهو القائل سبحانه (( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) بلى .. بلى .. بلى .. هو سبحانه الذي يعلم مايسعدنا وما يشقينا ... فله الحمد على ان بين لنا ذلك . ص5
اخي الحبيب :: ماذا بعد هذه الحياه .. انه الموت ..إنها حقيقة الموت وما بعد الموت، الموت الذي سيذوقه كل واحد منا فقيرًا كان أو غنيًا، صحيحًا كان أو سقيمًا، كبيرًا كان أو صغيرًا، رئيسًا أو مرؤوسًا، ولن ينجو من الموت أحد، ولو فر إلى مكان بعيد، أو برج عالٍ، أو وادٍ سحيق، قال تعالى( أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ )... ترى الشاب الممتلئ صحة وعافية، والشجاع الذي يصرع الأبطال في لحظة يسيرة قد استحال جثة هامدة وصار جسمًا لا حراك به، فذهب ذلك الشباب، وتلاشت تلك القوة، وتعطلت حواسه، تعطل سمعه وبصره وشمه، وخرس لسانه، وقد يكون عالمًا ضليعًا، أو أديبًا بليغًا، أو طبيبًا ماهرًا، أو مخترعًا بارعًا، ولكن هيهات أن يمنع ذلك قبضَ الأرواح إذا انقضت الأعمار، قال تعالى ( إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ).. كان عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود رحمه الله يرتقي المنبر ويقول: "كم من مستقبل يومًا لا يستكمله، ومنتظر غدًا لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره" ص6
. بينما يتمتع الإنسان بصحته، وينعم بعافية، ويرتع ويلعب ويتيه عجبًا، ويشمخ أنفًا، ويأمر وينهى، إذا بمرض الموت قد هجم عليه هجومَ الأسد على فريسته، فيضعف جسده، ويخفت صوته، وترتخي مفاصله، وتضمحل قواه، وتُطوى صحف أعماله بعد أن يرحل عن دنياه، فما أقرب الموت، كل يوم يدنو منا ونحن ندنو منه، وليس بيننا وبينه إلى أن يبلغ الكتاب أجله، فإذا نحن في عداد الموتى. فما الأعمار في الحقيقة إلا أزهار تتفتح ثم تذبل، أو مصباح ينير ثم ينطفئ، أو شهاب يضيء ثم يصير رمادًا، ص7
ليبحث المرء فوق رمال القبور المبعثرة، وبين أحجارها المتهدمة المتساقطة، ليبحث أربابُ المطامع وطلابُ الدنيا ليعلموا أن طريق الشهوات والملذات المحرمة، وإن كانت مخضرة مزدانة بالأزهار، فإنها تؤدي في نهايتها إلى هذا المصير الذي صار إليه المقبورون، فطوبى لمن أتاه بريد الموت بالأشخاص قبل أن يفتح ناظريه على هؤلاء الأشخاص، إن ما نراه في المقابر أعظم وأكبر معتبر، فحامل الجنازة اليوم محمول غدًا، ومن يرجع من المقبرة إلى بيته سيُرجع عنه غدًا، ويُترك وحيدًا فريدًا مرتهنًا بعمله، فإن خيرًا فخير وإن شرًا فشر. . جدير بمن الموت صارعه، والتراب مضجعه، والقبر مقره، وبطن الأرضمستقره، والقيامة موعده، والجنة أو النار مورده، أن يتذكر الموت، ويستعد له ويتدبر فيه، حقيق بأن يعد نفسه من الموتى، ويراها من أهل القبور ص8
فإن كل ما هو آت قريب. إن ملك الموت إذا جاء لم يمنعه منك مالك ولا كثرة احتشادك. • أين الذين بلغوا المنى، فما لهم في المنى منازع، جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا، بنوا مساكنهم فما سكنوا • ، ولكننا ننسى الموت،ونسبح في بحر الحياة, وكأننا مخلدون في هذه الدار. • .إننا حين نتذكر الموت لنحسن الاستعداد لما بعد الموت بالعمل والطاعة، والاجتهاد في العبادة، • الاستعداد للموت بهجر المنكرات وترك المعاصي،ورد المظالم والحقوق إلى أهلها • .الاستعداد للموت بإزالة الشحناء والبغضاء والعداوة من القلوب، • الاستعداد للموت ببر الوالدين وصلة الرحم وقيل: من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة: تعجيل التوبة، • وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوجل بثلاثة تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، • والتكاسل بالعبادة"فمتى يستعد للموت من تظلله سحائب الهوى، ويسير في أودية الغفلة؟! • ص9
متى يستعد للموت من لا يبالي بأمر الله في حلال أو حرام؟! متى يستعد للموت من هجر القرآن، ولا يعرف صلاة الفجر مع الجماعة، مَن أكل أموال الناس بالباطل، وأكل الربا وارتكب الزنا .. واستمع الى الغنا .. اشتغل بمزمار الشيطان.. واعرض عن ذكر الرحمن ؟! كيف يكون مستعدًا للموت من لوث لسانه بالغيبة والنميمة، وامتلأ قلبه بالحقد والحسد، وضيع أوقات عمره في تتبع عورات المسلمين والوقوع في أعراضهم؟ عندالموت وشدته، والقبر وظلمته، وفي القيامة وأهوالها يكون الناس فريقين: فريقًا يُثبت عند المصائب، ويؤمَّن من المخاوف، ويُبشَّر بالجنة، وفريقًا يكابد غاية الخزي والإذلال تتنزل الملائكة على المؤمنين أهل الاستقامة عند موتهم، وفي قبورهم وبعثهم، مطمئنة لأنفسهم، مؤمِّنة لهم من مخاوف الآخرة وفزعها، يقولون لهم: ( لا تخافوا مما تقدمون إليه، ولا تحزنوا على ما خلفكم في الدنيا من الأهل والولد والمال، نحن أولياؤكم في الآخرة، نؤنسكم من الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، نؤمنكم يوم البعث والنشور). ص 10
وحينما يحمل هذا الميت على النعش يقول (( قدموني قدموني )) لا يريد الدنيا لا يريد أموالها وان كان غنيا… لقد رأى عند الاحتضار ما أغناه عن هذا كله رأى الجنه والنعيم الذي أعده الله له .. فهنيئا له .. فهنيئا له . ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون )) لقد أهلكت كثيرًا من الناس الأماني، إيمان بلا أثر، وقول بلا عمل، ترى فيهم رجالا ولا ترى عقولا، وتسمع حسيسًا ولا ترى أنيسًا، عرفوا ثم أنكروا، وحرموا ثم استحلوا. يقول الحسن البصري رحمه الله: أمؤمنون بيوم الحساب هؤلاء؟!! كلا، كذبوا ومالك يوم الدين. لا يدخل الجنة إلا من يرجوها، ولا يسلم من النار إلا من يخافها . الدار باب وكل الناس داخلــــه ياليت شعري بعد الدار مالباب الدار جنة عدن ان عملت بما يرضي الاله وان فرطت فالنــار ص 11
مع تحيات أخوك أبو ريان إمام جامع أم القرى بحي الصفا مخطط الشعلة جده