1.07k likes | 1.62k Views
دورة للداعيات. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين، و بعد مرحبا بكم في الدورة التي تتناول العقبات التي تواجه المرأة الداعية، و كيفية مواجهة هذه العقبات، إضافة إلى بعض المعالم و المحاذير في طريق الداعيات .
E N D
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين، و بعد مرحبا بكم في الدورة التي تتناول العقبات التي تواجه المرأة الداعية، و كيفية مواجهة هذه العقبات، إضافة إلى بعض المعالم و المحاذير في طريق الداعيات. و هذه الدروس مختصرة من كتاب " المرأة الداعية“ لفضيلة الشيخ محمد موسى الشريف، و بعضا من الكتب المتعلقة بالمرأة كعودة الحجاب لمحمد المقدم، والمرأة المسلمة المعاصرة: إعدادها و مسؤليتها في الدعوة ، لمحمد أبا بطين و بعضا من المقالات المتعلقة بالدعوة. هذه الدروس ليست لكل النساء :و إنما للآتي انضممن إلى قافلة الدعاة إلى الله تعالى، الذين يقول فيهم “و من أحسن قولاً ممن دعا إلى الله و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين".
هذه الدروس لمن اتخذت من وظيفة النبيين و المصلحين من بعدهم، وظيفة لها و الحمد لله تعالى أن ظهر في هذا الزمن جماعات من الداعيات، و كثير منهن لهن جهد يشكرن عليه، بل إن بعضهن قدمن للدعوة ما لم يقدمه الكثير من الرجال و ليس من العجيب سمو أنثى *** على رجل ترجله الثيابُنساء غير أن لهن نفساً *** إذا همت تسهلت الصعابُفإن تلق البحار تكن سفينا *** و إن ترد السما فهي الشهابُضعافٌ غير أن لهن رأياً *** يسدده إلى القصدِ الصوابُ
:يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فضل أمنا خديجة رضي الله تعالى عنها إنها أول من أجاب إلى الإسلام، و دعا إليه – بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم- " و أعان على ثبوته بالنفس و المال و التوجه التام، فلها مثل أجر من جاء "بعدها، و لا يقدر قدر ذلك إلا الله تعالى :فنبدأ على بركة الله تعالى أمام المرأة الداعية –للأسف- عقبات كثيرة، و هي بحاجة إلى التعامل معها بصبر و حكمة من أجل تذليلها و تخطيها و هذا يعظم لها الأجر لأنها تعاني ما لا يعاني منه الرجل في هذه المسألة . و الثواب –إن شاء الله تعالى- على قدر المشقة تنقسم الدروس الى ثلاثة أقسام رئيسية وهي كالتالي العقبات التي تواجه المرأة الداعية وكيفية مواجهة هذه العقبات معالم تهتدي بها الداعيات محاذير موجهة للداعيات
العقبات التي تواجه المرأة الداعية و كيفية مواجهة هذه العقبات معالم تهتدي بها الداعيات محاذير موجهة للداعيات
العقبات التي تواجه المرأة الداعية و كيفية مواجهة هذه العقبات العـــقــبــات -1 الأجتـــــمــاعـــــيــــة العـــقــبــات-3 النــــفـــســـيـــة العـقـــبـات الــعــلـمــيــة-2 و الفـــكـــــريــــة و الـــثــقـــافــــيـــة العـــقــبــات-4 المـــــالــــــيــــــة
العـــقــبــات الأجتـــــمــاعـــــيــــة عقبة الأولاد-5 عقبة البيئة الفاسدة-1 عقبة الزواج-2 الجمع بين متطلبات-6 الدعوة و وظيفة البيت عقبة الزوج غير الملتزم-3 أو الملتزم التزاماً أعوج عقبة الجمع بين-7 الوظيفة و الدعوة عقبة الزوج الداعية-4
1-عقبة البيئة الفاسدة : من الداعيات من تعيش في بيئة يغلب خيرها شرها، و فسادها مستور محتقر و من الداعيات من تعيش في بيئة يغلب شرها خيرها، و فيها فساد ظاهر ملحوظ و هنا يعظم البلاء و يشتد الخطب على أولئك النسوة العاملات، و قد يعاديهن من في تلك البيئة و يرميهن عن قوس واحدة، و في هذا من الفتنة و الابتلاء ما فيه، لكن ليس أمام الأخت الداعية إلا الصبر و الاعتصام بالله تعالى و لتتذكر الداعيات الأوائل اللواتي كن يعشن في البلاد العربية في النصف الأول من القرن الفائت و كيف كن يواجهن عواصف الشيوعية و الاشتراكية، و موجات الإلحاد و المادية، و كيف كن يعانين من أمور كثيرة تعد اليوم من التاريخ و ذكريات الماضي، و بعضهن تعرضن لسجن طويل و اضطهاد عظيم، فإن تذكرت كل ذلك، و تذكرت ما أعد الله تعالى للصابرات العاملات من أجر عظيم هان عليها ما تجد من أعراض و ثلج صدرها، و اضمحلّ همها، و أقبلت على دعوتها و هي ممتلئة حماساً و تفاؤلا و هنا مسألة مهمة يكثر دورانها في البيئات الفاسدة أو التي يغلب خيرها شرها ألا و هي قلة التجاوب و ضعف التأثير من قبل المدعوات، و هذا أمر طبيعي في مثل تلك البيئات و ليس أمام المرأة الداعية الحصيفة إلا أن تصبر و تحتسب، و تحاول أن تجدد العهد ببعض أساليب الدعوة المبتكرة الجديدة و لتحاول أن تصلح ما قد يكون فيها من عيوب تصد الأخريات عنها و لتضع في ذهنها دوماً أن الله تعالى سائلها عن عملها و ليس عن النتائج فهي موكولة إليه، مأمولة منه جل جلاله . و هو أعلم بالزمن التي تظهر فيه نتائج الأعمال و تثمر جهود العمال
2-عقبة الزواج: الزواج للمرأة أمر مهم دعت إليه الشريعة، و قررته الفطرة السوية، و الزواج للمرأة الداعية :قد يكون أكثر أهمية للأسباب التالية أ – وجود الزوج الملتزم الفاهم الذي تستشيره في خاصة أمرها و في شؤونها الدعوية و يخفف عنها شيئاً من عنائها في الخارج، و تجد لديه السكن و الرحمة، و تعفه و يعفها ب – بناء الأسرة المسلمة التي طالما نادت بها المرأة الداعية، و حثت على إيجادها ج – المرأة الداعية ما لم تتزوج يظل كلامها أقرب إلى التنظير منه إلى الواقع، أما إن تزوجت فستتعرف عن قرب على مشكلات الزواج، و تعاني من الزوج و الأولاد ما ينضج تجربتها، و يحسن رؤيتها، و يقرب القول من العمل، و يلصق التجربة بالمقال د – المرأة الداعية إن تزوجت تصبح أكثر قدرة على الحركة، و أقدر على التخلص .من رقابة الأهل اللصيقة، و يستفيد منها المجتمع أكثر و لا شك هذا كله يحكم بأهمية الزواج للمرأة الداعية، و فاقرة الظهر أن تترك هذه المرأة بدون تزويج -خاصة في المجتمعات المغلقة المحافظة- فيكبر سنها، و من ثم يضغط عليها أهلها لأجل الزواج بأول طارق، و قد يكون غير ملتزم أو غير واع فيكدر عليها حياتها، و يفسد عليها صفو دعوتها، و يعطل سيرها، . و قد تكون من الداعيات البارزات فيفقدها المجتمع و العياذ بالله
و إليكن هذه الحوادث الصعبة أخت داعية عاملة تقدم بها العمر و لم يأتها كفؤها من الدعاة، و تقدم لها أحد الملتزمين فقبلته، فلما زفت إليه حملت معها مكتبتها، فلما رأى بعض ما فيها من كتب ألزمها أن تخرج عدداً منها فلا تحتفظ بها لأن رأيه يخالف آراء هؤلاء، ثم ألزمها بمجموعة من الإلزامات الفكرية و الثقافية عليه زوجها من كان من جرائها أن تركت الداعية قناعاتها الدعوية و الفكرية المعتدلة و اتبعت ما هَوَج فكري و هوس دعويّ و أخت داعية أخرى اضطرت للزواج برجل عاميّ، و كانت من الداعيات العاملات فألزمها بالبقاء في بيتها و الانقطاع عن دعوتها، فكان من جراء ذلك أن انقلبت الداعية امرأة كسائر النساء، و هذه الحادثة مثال و إلا فهناك حالات كثيرة مثل حال هذه المرأة المسكينة التي لم تجد معيناً و لا و لا ناصراً بسبب تقاعس الأخوة الصالحين عن الاقتران بمثلها و أخت ثالثة خطبها أحد الدعاة الذين لا يعذرون المخالف، و لا يطيقون اختلاف الرأي، فاشترط عليها الا تدخل مقر الجماعة التي تؤمن بأفكارها الدعوية و التي يخالفها في الرأي أن تقطع صلتها بها، فرفضته و لم ترتضه، و حُق لها ذلك. لذلك على العقلاء من الدعاة أن يسارعوا بالاقتران بالداعيات و ألا يتركوهن نهباً للوساوس و عذاب الانتظار، و أن يتواصوا فيما بينهم بهذا، فأحق من يكافؤ بالزواج مثل هذه الداعية التي جردت نفسها لربها و دينها، فكيف تترك هكذا؟!! و قد يُعد هذا من نقص مروءات الدعاة و قلة اكثراثهم بنفسية الداعيات و مشكلاتهن، و المجتمع الاسلامي لا يكون هكذا أبدا
3-عقبة الزوج غير الملتزم، أو الملتزم التزاماً أعوج: المرأة الداعية تعاني كثيرا من زوجها إذا لم يفهم رسالتها في الحياة و هدفها السامي، فقد يمنعها من الخروج لتفقد المدعوات، أو يمنعها من استقبالهن في بيتها، و قد يمنعها من قضاء جزء من وقتها منفردة لتخطط لدعوتها أو لتفكر في أحوالها و تراجع أمرها، و هذا قد يكون منه نوعاً من التعسف يضايقها إلى الغاية، أو يحبطها، أو قد يتعب نفسيتها تعباً قد تتوقف معه عن الدعوة، :و هذه مشكلة حقيقية بل هي أكبر مشكلة تهدد المرأة الداعية، و هذه بعض الحلول العملية أ – ابتداءً ينبغي على المرأة أن تحسن اختيار الزوج الذي يساعدها على المضي قُدماً . في دعوتها، و هذا حق لها كفله الإسلام . ب – فإن لم تستطع التحكم في اختيارها، أو أنها التزمت بعد الزواج من زوج غير ملتزم فعليها أن تداري زوجها بكل أنواع المداراة، و توضح له ما ترغب فيه، فإن لم يستجب ج – تخاطب العقلاء من أهله، فإن لم يكن من أهله عاقل يتفهم فالعقلاء من أصحابه حتى يثنوه عن صنيعه، فإن لم يحصل بهذا كله، فعلى المرأة أن هـ - تبتهل إلى الله بالدعاء، و الدعاء سلاح ماض، و الله تعالى المسؤول أن يقشع عنها هذه الغمة و يرفع عنها هذا الكرب و على المرأة أن ترضى بعد ذلك بما قسم الله تعالى لها حتى لا تتحطم حياتها و تتدمر أسرتها، و يضيع أطفالها
(أن تمارس الدعوة من بيتها عن طريق شبكة المعلومات (الانترنت المرأة قد تستطيع أو أن تشارك في برنامج عبر الهاتف للنصائح الدعوية و الاجتماعية أو وسيلة غير ذلك، و إليكن أخواتي قصة هذه المرأة الداعية التي حيل بينها و بين الدعوة لكنها لم تستسلم،، "صانعات المآثر" و فعلت كل ما في وسعها، على لسان أحد الدعاة و هي من شريط للشيخ خالد بن إبراهيم الصقعبي هي قصة لامرأة أعرفها تمام المعرفة ، كما تقول هذه الأخت : هي امرأة لكنها ليست كالنساء الكادحات الكالحات ، بل ملكة متوجة ، خريجة قسم أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى ، وهي متزوجة ، تدير شؤون مملكتها بنفسها ، ترعى حق الله تعالى ، وحق زوجها وأهله ، تقوم على خدمتهم وترعى شئونهم صابرة محتسبة ، تقوم بأعباء المنزل ولا خادمة ، مع قيامها بحق أم زوجها المسنة ، لكن ، لم يهنأ لها بال وهي ترقب السالكين والسالكات في في طريق الدعوة إلى الله تعالى ، نعم ، كانت ترقبهم بطرف حزين ، لم يكن ليهنأ لها بال وهي لم تدلي بدلوها بين دلاء الداعيات إلى الله تعالى ، لتأخذ على إثر ذالك نصيبها من الخير كانت تحاول أن تجد لها موضعا ، فما كانت لترضى العيش في الأسافل دون الأعالي يتراوح له :قول الشاعر إذا ما عُد من سقط المتاع *** وما للمرء خير في حياة
ولكن هذه الرغبة اصطدمت برفض زوجها لخروجها إلى ميادين الدعوة على اختلافها ، لكن ما زال الهم في قلبها يكبر ويكبر مع مرور الأيام ، فعزمت على المضي على شق الطريق مهما توغل، في الوعورة ، لكن مع رضى زوجها ، وفكرةً بعد فكرة ، وخاطرةً بعد خاطرة ، ومع الدعاء والتضرع هداها الله عز وجل إلى فكرةٍ وضاءة تجمع فيها بين رضا خالقها ورضا زوجها ، إنها الدعوة بالمراسلة هي وسيلة لا تحتاج إلى كبير جهد ، ومع ذالك فهي عظيمة النفع والأثر ، ولكن تصدت لفكرتها عقبة كؤود كادت تتهاوى عليها قوارب الأحلام إنها المادة عصب الحياة ، من أين لها تأمين مستلزمات صدقه الله تعالى هذه الرسائل ، مع قيمة إرسالها ؟؟ لكن العبد إذا صدقت نيته وتقصر دون مبلغهن حالي أرى نفسي تتوق إلى أمور ومالي لا يبلغني فعالي تطاوعني ببخلٍ فنفسي لا ثم عادت إلى التفكير والدعاء مرة أخرى ، فطريق الأنبياء تريده بأي ثمن ، حينها تذكرت قصة عائشة رضي الله تعالى عنها أم المساكين زينب رضي الله تعالى عنها، التي قالت عنها أمنا “: " كانت تعمل بيديها وتتصدق فاتخذت من صنع يديها عملاً يدر عليها ربحاً وإن قل ، فالشأن كل الشأن في البركة حينها توصلت إلى ما تحتاجه ، فهي تحتاج إلى جهاز للحاسب الآلي ، مع طابعته ، وآلة تصوير ،، وجهاز للفاكس ، ولكن من أين ذالك ؟ فتأملت ذهباً عندها ، ووجدت أن قيمته يكفي بعض ما تحتاجه فكلمت زوجها بذالك فأكمل لها المبلغ مع قلة ذات اليد ، حينها بدأت بطباعة بعض الرسائل ، مقابل مبلغ مادي تتقاضاه ، ثم تستثمر ثمن ذالك في الدعوة إلى الله عز وجل ،
وكان من نتاج ذالك مئة وعشرون رسالة دعوية ، تحصلت على عناوينها من خلال إذاعة القرآن الكريم تتراوح هذه الرسائل ما بين مطوية وكتب صغيرة ومتوسطة تتعلق بموضوعات العقيدة الصحيحة وهي ما كانت تحرص عليه ، ثم هي مع ذالك تقوم بشراء بعض الكتيبات من مكاتب توعية الجاليات وتقوم بنشرها على الطبيبات والممرضات في المستوصفات والمستشفيات ، حتى أخذت رسائل المسترشدين تتوافد على غرفتها الصغيرة ، فهذا يطلب مصحفاً وآخر كتاباً وآخر مطوية كان جهد المقل ، مع ذالك فكم أحيا الله بهذا العمل اليسير قلوباً غافلة ، وأنار بصائر مستغرقة كانت رسائل خير ونور رائعة وأروع منها اليدان اللتان قدمتهما وصاغتهما أحرفاً من نور تضيء للسالكين الطريق.
4-عقبة الزوج الداعية: قد يكون الزوج الداعية عقبة كبيرة أمام امرأته الداعية، على الوجه التالي أ – قد يمنعها من الدعوة بحجة العناية بالأولاد و البيت، و العناية به و إجابة مطالبه ب – قد يضيق عليها في خروجها و دخولها حتى يصير هذا التضييق كأخي المنع قال بعض الإخوة إن بعض الدعاة لا يريد لزوجه أن تدرس في مدارس تحفيظ القرآن المسائية، و يشترط عليها أن تبحث عن مدرسة صباحية،و السبب أنه يريد إذا عاد من عمله في العصر أن يتنغص بترك زوجه للبيت آنذاك و لو لدراسة القرآن أو تدريسه، أن يجدها بجواره فلا يريد و هذا من حقه و لا شك لكن ينبغي له أن يتنازل قليلاً حتى يرتقي بزوجه و بعلمها و عملها، ليتخلص من أثرته و أنانيته حتى أنه اشتهر أن الداعية المتزوجة رجلاً داعية أيضاً قلما تشارك في الأنشطة العامة أو تذهب بأولادها إليها، و هذا بسبب أنانية زوجها و تسلطه، أو عدم كمال فهمه لوظيفة زوجه الداعية و ليس أمام الزوجة التي ابتليت بمثل هذا إلا أن تصارح زوجها، و تنبهه إلى أهمية العمل الذي تقوم به و أنه لا يقل أهمية عن عمله، و تحاول بكل السبل أن تذكره بمثل الدعوة العليا، فإن لم يستجب بعد ذلك فعليها أن تسلك معه المسالك التي ذُكرت في العقبة السابقة،. .و الله أعلم
5-عقبة الأولاد: هناك شد و جذب كبيران في مسألة الأولاد لكن الأمر المتفق عليه أن الأولاد تتعلق مسئوليتهم بالوالدين كليهما و ليس الوالدة فقط، و الأمر المتفق عليه أيضاً أن تعلق المسؤولية بالوالدة أكبر و أعظم، فكما أن البر مصروف ثلاثة فكذلك ينبغي أن تكون مسؤولية الوالدة أكبر "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك" أرباعه إلى الوالدة، و أعظم لأن الغنم بالغرم، و لأن الوالدة أقدر بحكم عاطفتها و توهج مشاعرها أن تتولى رعاية أولادها و النظر في شؤونهم و حياطتهم بحنانها، هذه المسؤولية لا تستطيع المرأة حتى لو كانت داعية أن، :تتملص منها، أو أن تتهاون في شأنها لكن هناك نقاط تستضيء بها المرأة الوالدة الداعية :المعونة على قدر المؤونة – أ و هذه المقولة صالحة رائعة، و معناها – هنا – أن الله تعالى سيعين هذه الوالدة على قد مشقتها و ما يتعلق بها من أعمال و مسؤوليات، و لا تنسى قول الله تعالى (و الذين جَاهدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا، و إنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ ) (العنكبوت: 69 ) فالمرأة التي تستعين بالله تعالى و تبذل جهدها مع أولادها و دعوتها سيوفقها الله تعالى و يعينها على الاستمرار في دروب هذه الحياة الشائكة بهداية أولادها أو على الأقل يعينها بأن تُكفى مشكلاتهم و شرورهم، فإن لم يوفّق أولادها للعمل الصالح فعليها أن تصبر ، و سيأتي مزيد بيان لهذه المسألة
الموازنة بين حاجة الأولاد و حاجة الدعوة –ب فبعض الداعيات ترى أنها ينبغي أن تعطي القدر الأكبر لأولادها و الأقل لدعوتها خارج المنزل، و بعضهن يرين العكس، و لا بأس بهذا أو ذاك لكن المهم أن توجد هذه الموازنة عند الأخت الداعية بحيث لا تُتهم بالتقصير في هذا أو ذاك، فهي أدرى بضبط المسألة، و الأعرف بحاجة أولادها و مستواهم الإيماني و الفكري و الثقافي، و هي الأدرى بقدرة الزوج على مساعدتها على تربية أولادها، فإن استطاعت أن توفق بين كل ذلك فقد فتح لها أبواب من السعادة عظيمة – ج التسليم لقضاء الله تعالى في الأولاد أمور الله تعالى لا تجري على مراد العبيد و رغباتهم، و إنما تُقضى وفق حكمة عظيمة قد يعلمها البشر و قد يجهلونها، فقد يرزق الله تعالى إمرأة صالحة ذرية صالحة، و قد يهب الله تعالى المرأة الطالحة ذرية صالحة، و يهب الله تعالى الطالح طالحين، و قد يهب الصالح طالحين، و هذه أربع صور للهبات الإلهية موجودة متداولة بين الناس، و هي صور من الأقدار التي هي خير للعبد في دينه و دنياه و إن جهل الحكمة منها
لكن من الحالات السالفة الذكر حالة صعبة مؤلمة، وقعها على النفوس شديد و أثرها عظيم، ألا و هي الحالة التي تُرزق فيها المرأة الصالحة الداعية ذرية طالحة كلها أو بعضها طالح، حينئذ أن ترضى و تسلم تسليما، و لا يبدر منها علائم الاعتراض على الأقدار فعليها التي تغيب الحكمة من ورائها، و تتعلل بقوله تعالى (الشورى: 49 ) [للهِ مُلكُ السماواتِ و الأرضِ يخلقُ ما يشاءُ ] : و قوله تعالى (القصص: 68 ) [و رَبٌّكَ يَخْلُقُ مَا يشاءُ و يختارُ، ما كانَ لهُمُ الخِيَرَةُ ] و بعد أن تبذل الوالدة الداعية جهدها في بيتها و أولادها و تقوم بما يجب عليها من العناية بهم، و تربيتهم و تعليمهم شؤون دينهم، و تنشئهم على حب الإسلام و الإلتزام، بعد أن تقوم بكل ذلك فلتتوكل على الله تعالى في إنجاز ما تتطلع إليه ، و لترض بقضاء الله تعالى فيهم بعد ذلك، لأن البعض يُصبن باليأس و الإحباط، و يشعرن بالإخفاق في الوصول إلى أهدافهن، و هذه مشكلة تقضي على جهود الداعية و تحطم نفسيتها، لكن عليها أن تنظر إلى حكمة الله تعالى في قضائه و قدره، و لتنظر إلى الحوادث التاريخية لتعلم أنها ليست هي وحدها التي ابتليت بهذا، فقد ابتلي به عظام في التاريخ البعيد و القريب فهذا نبي الله نوح عليه السلام من الأنبياء العظام و أولي العزم من الرسل حاول أن يهدي ابنه لكنه لم يستجب له و أصر على كفره و ضلاله كما أخبرنا الله تعالى في كتابه الحكيم و لا يمكن أن يتهم أحد هذا النبي العظيم بالتقصير في التربية أو الضعف في أساليب الدعوة، و هو في الوقت نفسه كان حريصا على قومه مكثرا من دعوتهم إلى الحق و الرشاد،
يعني أنه كان متوازنا كما ينبغي للرسول أن يكون، لكن في النهاية سلم لأمر الله تعالى و رضي . بقضائه و يمكن أن تتفكر المرأة فيما يمكن أن تكون الحكمة من وراء هذا القدر العظيم، فلعلها ابتليت بهذا الولد الطالح أو الأولاد الطالحين ليعظم بذلك أجرها إن صبرت و رضيت، قال تعالى (الزمر:10 ) [إنّما يُوَفّى الصابرونَ أجرَهمْ بغيرِ حِسَاب ] و لعله إنما رُزقت به لرفعة مكانتها و عظيم منزلتها عند ربها، و لا بد لهذه الرفعة و المنزلة من الابتلاء الواقع و البلاء الحاصل، ألم يقل النبي صلى الله عليه و سلم "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، كل يبتلى على قدر دينه" أخرجه البخاري معلقا ، و الترمذي و قد قال تعالى : (العنكبوت: 2 ) [أَحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقٌولوا آمنّا و هُمْ لا يُفْتَنُون ] و لعل من ابتليت بأولاد طالحين إنما ابتليت بهم لذنوب اقترفتها و هي لا تدري بعاقبتها فلتتب إلى الله تعالى
و الوالدة – عادة- ينالها من الأذى بسبب ضلال الأولاد أضعاف ما ينال الوالد، الوالد، فالوالد مشغول بأعماله و الوالدة هي التي تواجه مشكلات هؤلاء الأولاد في البيت و تعاني منها أكثر مما يعانيه الوالد، فلتتق الله تعالى كل والدة، و لتحرص على ضبط شؤونها حتى تتفق مع أوامر الله تعالى و نواهية. و لتعلم هي و زوجها أن الله تعالى ليس بينه و بين أحد من خلقه سبب و لا نسب، و أنه تعالى يعاقب العصاة من الصالحين كما أنه تعالى يعاقب العصاة من غير الصالحين، و أنه ليس أحد بكريم على الله تعالى إلا بقدر تقواه و استقامته على الجادة . و بعده عن الإصرار على الذنوب و فزعه إلى الاستغفار و التوبة و العمل الصالح : لكن الزوجين إن رُزقا بأولاد ضالين – نسأل الله تعالى السلامة و العافية – عليهما فعل التالي أولاً الدعاء ، و هو سلاح ماض، و الإلحاح فيه و الاستكانة و التضرع و الانكسار : قد يعجل بالفرج، و يأتي بما يشتهي الوالدان و يحبان ثانياً : النصح الدائم لهؤلاء الأولاد، و إظهار الشفقة عليهم، و بيان الخطر الذي هم مقبلون عليه الحرص على توفير صحبة صالحة لهم، و منعهم من الاختلاط بأصحاب السوء ثالثاً : بكل وجه ممكن من الترغيب و الترهيب رابعاً : إن أصر الأولاد بعد هذا على ما هم عليه فينبغي على الوالدين أن يميزا بين بين الصالحين من أولادهما و الطالحين، فيمنعان الخلطة بينهما ما أمكن.
عدم السماح لهؤلاء الأولاد بممارسة معاصيهم في البيت كائنا ما كان الأمر : خامساً و إجبارهم على مراعاة حرمة البيت : إظهار الامتعاض الشديد من تصرفات هؤلاء الأولاد و الحرص على إنكارها سادساً و عدم التهاون في ذلك أبداً : سابعاً الهجر الجزئي أو الكلي لهؤلاء الأولاد حتى يشعروا بفداحة ما صنعوه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : : إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول” “يا هذا اتق الله و دع ما تصنع، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه أن يكون أكيله و شريبه و قعيده أخرجه الترمذي، و أبو داود و ابن ماجة "لو كانت هذه داعية جيدة لما كان أولادها كذلك" : و ينبغي على الجهلة أن يكفوا عن لومها بقولهم و هذا منهم جهل و تعدٍ، إذ لا أحد يعلم ما بذلته الأخت الداعية من أجل أولادها فلا يجوز أن تتهم على هذا الوجه المجحف المتسرع نعم هناك داعيات يقصرن مع أولادهن لكن الحديث هنا مع من بذلت و أعطت ما عندها و ما تستطيعه، فلا تحرن و لا تنكسر بعد ذلك إذا كان القضاء المقدور جرى على غير ما تحبه و تشتهيه لأولادها، خاصة و نحن نرى أن عدداً من الوالدات غير الملتزمات . يكون أولادهن آية في الخلق و الدين و السلوك
كم حسرة لي في الحشا *** من ولدي و قد نشا كـنـا نشـاء رشـده *** فما نشا كما نشـا و قال أحد الشعراء و سميته صالحا فاغتدى *** بضد اسمه في الورى سائرا و هذا الإمام ابن الجوزي صاحب الوعظ الرائق، و التأثير الفائق، و ممن اهتدى على يديه عشرات الآلاف من الناس، و اليوم هناك دراسات علمية في الجامعات تحوم حول النظريات التربوية التي سطرها في كتبه، هذا الإمام الذي قلّ نظيره في الوعظ و التذكير كان له ولد عاق، اسمه عليّ، سرق مصنفات والده و باعها لما ابتلي ابن الجوزي و أصابته محنة من قبل الحاكم و أخرج من بغداد لمدة خمس سنوات، فانتهز الفرصة و باع الكتب، و صار في صف المعادين لوالده الذي كان قد هجره قبل المحنة بسنوات
6-عقبة الجمع بين متطلبات الدعوة و وظيفة البيت : و هذا من أعسر الأمور على المرأة الداعية العاملة، و هو أن تجمع بين عملها في الدعوة و عملها في البيت، و بعض النسوة وفقن في هذا إلى حد كبير، لكن أكثرهن استسلمن لعمل البيت و تركن الدعوة كلاً أو بعضاً، فكم سمعنا عن نساء داعيات كن مشاركات بقوة في العمل الدعوي فتزوجن و أتى الله تعالى لهن بأولاد فشغلن بهم أيما شُغل،، خاصة إن لم تُرزق بزوج متفهم، فها هنا الطامة، و المجتمع الإسلامي في أمس الحاجة إلى هذه المرأة الداعية، إذ أن عدد الداعيات من النساء قليل و نسبتهن إلى دعاة الرجال ضئيلة، و الهجمة على المرأة شرسة، لذلك كله عظمت الحاجة إلى كل امرأة داعية، و ها هي بعض الخطوات العملية في هذه المسألة أ الأصل أن ترعى المرأة بيتها و أولادها، فإن فضل وقت فيمكن إنفاقه في الدعوة - و عليها أن تلجأ و إن عَسُر عليها توفير وقت للدعوة فلا تضيع أولادها و زوجها لتخرج إلى دعوتها :إلى بدائل أخرى سنذكرها لاحقاً إن شاء الله تعالى، هذا و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم و المرأة راعية على أهل بيت زوجها و ولده و هي مسؤولة عنهم ..." متفق عليه” يجب على المرأة الداعية ابتداءً نفي المقولة القائلة إنه عليها الاقتصار على أولادها و زوجها – ب و ترك دعوتها، فهذا لا يصلح لمثلها، فإن الآمال –بعد الله تعالى- معلقة بمثلها، و تركها الدعوة هو تخلٍّ عن ثغرة مهمة
عليها أن تتفق مع عدد من مثيلاتها من الداعيات أن يتوزعن العمل بينهن بحيث يخف عليها – ج العبء شيئاً ما، و عليها الاقتصار في خروجها من بيتها على الحاجة التي لا بد منها – د يمكنها إلحاق أبنائها بالمراكز الإسلامية و حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، فتضمن وجود وجود أولادها في أيدٍ أمينة، و ليتوفر لديها بعضاً من الوقت للدعوة إذا اتفقنا على أن شخصية الأخت المسلمة لا بد أن تتربى على الجوانب الثلاثة: الثقافي و السلوكي و الحركي و أن الكل مطلوب، إذن فسلوك الزوجة يظهر في معاملتها لزوجها و أولاده و ثقافتها تظهر عند القيام بواجباتها و طاعتها، أما حركتها فهي إعداد البيت المسلم و معاونة زوجها على أداء واجبه الدعوي بجانب مساهمتها في توصيل دعوة الله تعالى لبنات جنسها، إذن فدورها تجاه الدعوة و البيت مطلوب دون إهمال لأي منها، و حتى لا يكون هناك تقصير :فإنه ينبغي للأخت أن تراعي الحرص على كسب خبرات الأخريات في الإدارة المنزلية و أمور الطهي و سرعة الأداء * الحرص على أداء واجبات و رغبات الزوج بحيث لا يؤثر عملها في الدعوة على أداء هذه الواجبات * ... و لا بد أن تعرف الداعية أنه كلما زادت المودة بين الزوجين كلما تيسر لها أداء واجبات الدعوة دون استياء الزوج التركيز على تربية الأولاد خاصة في الفترة الأولى من عمرهم * و تعويدهم الاعتماد على النفس في بعض التصرفات البسيطة.
7-عقبة الجمع بين الوظيفة و الدعوة : المرأة الداعية إن احتاجت أن تعمل خارج بيتها في وظيفة ما فإن العبء يكون ضخماً عليها، فإذا اجتمع إلى ذلك كونها ذات زوج و أولاد فقد تضاعف عليها العبء أضعافاً مضاعفة فماذا تصنع حينئذ؟ :إليكِ أختي بعض الخطوات التي قد تحل شيئاً من هذا الإشكال أ – إذا كانت الوظيفة ذات طبيعة دعوية، مثل أن تكون المرأة مدرسة أو وكيلة مدرسة أو مديرتها أو ما شابه هذا من الأعمال فإنها قد تعد كافية في مزاولة المرأة دعوتها، و عليها بعد ذلك أن تتفرغ لبيتها و أولادها، و لا تخرج إلا لغرض دعوي مُلحٍ لا يقوم بدونها. ب – و إن لم تكن الوظيفة ذات طابع دعوي فإن على المرأة الداعية العاقلة أن تنظر في أمر الاستمرار فيها إلى أن تجد وظيفة أخرى أنسب و الصق بدعوتها. و إن لم يمكن إيجاد وظيفة أخرى فإنه يمكن النظر من قبل بعض أصحاب الأموال من أجل تفريغها و تعويضها بمال مناسب كريم يحقق لها حاجتها، و في الوقت نفسه يحفظ للمجتمع جهدها في الدعوة، و كفالة الداعية من .أمر معروف متداول، فلم لا يكون الأمر نفسه متحققاً للمرأة الرجال ج – و هناك من الوظائف ما يمكن أن يكون في البيت، و في ذلك أفكار متعددة، كأن تعمل في ما يمكن شبكة المعلومات (الإنترنت) موظفة في موقع معين، أو منسقة لبعض الهيئات، إلى آخر .أن يتفتق الذهن عنه من أعمال منزلية لها صبغة دعوية و تدر مالاً مناسباً يقضي حاجة المرأة. تلك كانت بعض العقبات الاجتماعية التي قد تقف حائلاً بين المرأة و دعوتها وجدها و اجتهادها فيها، و قد ذُكرت بعض الحلول لكن المشكلة تظل قائمة تفتقر إلى توفيق إلهي و معونة ربانية، .بحيث تستطيع المرأة تجاوز العقبات و التحرك الجيد الإيجابي النافع، و الله الموفق.
عقبة ضعف العلم الشرعي العقبات العلمية و الفكرية و الثقافية عقبة ضعف المهارات و قلة التدريب عقبة ضعف الثقافة
ثانيا: العقبات العلمية و الفكرية و الثقافية هناك بعض العقبات أمام المرأة الداعية ناشئة من ضعف العلم الشرعي أو ضعف الجوانب الثقافية 1- عقبة ضعف العلم الشرعي : العلم الشرعي حصن حصين للمرأة الداعية، يقيها شر الانتكاس، و حمأة الارتكاس، و يقوي دينها، و يعظم يقينها، و يطلعها على اساسيات لا بد لها من فهمها إن أرادت ضبط دعوتها و إحسان عملها. و كثيرات هن الداعيات اللواتي يعانين من ضعف في العلم الشرعي و قلة في تحصيله، و يستطعن أن يحصلن طرفاً صالحاً منه إن حضرن الدروس الشرعية و حافظن عليها، و بسماع الدروس الشرعية و حافظن عليها، و بسماع الدروس المسجلة للمشايخ المعتبرين، و بسؤال أهل العلم عما يشكلعليهن، كل هذا يساعد في تحصيل القدر المطلوب، و لا نعني بهذا أن تصبح عالمة، لا، و الدعوة لا تشترط هذا لكن أن يكون لديها قدر معقول من العلم الشرعي تستطيع به السير الصالح في دروب الحياة، و تمتلك به السلاح الذي يعينها على دعوتها و النجاح فيها، فإن أكثر النساء ينجذبن نحو من تملك العلم الشرعي أو طرفاً جيدا منه، و قد تكون الداعية متميزة في طرحها الدعوي ذات شخصية قوية مؤثرة لكن بسبب ضعفها في مسائل من العلم الشرعي مهمة و حيوية و حيوية فإنها تفقد جزءاً من تأثيرها و بريقها لدى الأخريات، و قد تستولي على قلوبهن امرأة أخرى أقل شأناً منها و أضعف تأثيرا و مكانة، و قد تكون مشوشة ثقافياً و فكرياً و دعوياً فحلّت هذه مكانها لكن هذا بسبب تقصير تلك المرأة في تحصيل ما تحتاجه من العلم الشرعي.
ملاحظات مهمة بعض الداعيات يستغرقن جل وقتهن في دقائق علم معين، -1 .فالأفضل الجمع قد لا يحتجنه في دعوتهن، بعض الداعيات يصيبهن شيء من الزهو و الاعتداد بأنفسهن بسبب تحصيلهن طرفاً من العلم -2 الشرعي، و تغدو ملطخة بقدر غير قليل من التعالم و التعالي، و هذه المسكينة لم تفهم أن المراد من العلم هو العمل، و أنها بدون عمل يصبح العلم الشرعي حجة عليها لا لها، .فنعوذ بالله تعالى من الخذلان و تلاعب الشيطان عدد من النسوة الداعيات ممن تعلمن العلم الشرعي لم يفهمنه حق الفهم، و لم يهذبهن العلم -3 الشرعي حق التهذيب، فانقلبن يؤثمن المخالف، و صرن يبدعن و يفسقن بدون وجه حق، و نسين أن أس الدعوة و أصلها هو مراعاة أدب الخلاف، و الحرص على جمع الصف و اجتماع الكلمة، و كان يمكن لهن أن يستفدن من علمهن الشرعي في شد الأواصر الاجتماعية، و تعميق الأخوة الإيمانية. لكنهن اخترن سبيل المخالفة، و طريق الشقاق فنبذتهن القلوب، ومجَّتهن الأنفس، و انفضت عنهن جملة من النساء كن بأمس الحاجة إليهن و إلى علمهن و فقههن، و الله المستعان
عقبة ضعف الثقافة : -2 تحصيل قدر مناسب من الثقافة شرط مهم لنجاح الأخت الداعية في دعوتها ،و الثقافة قسمان: ثقافة إسلامية و ثقافة عالمية، فالثقافة الإسلامية تحصن الأخت من الشبهات و تفهمها دينها على وجه تعتز به و تدفع عنه، و تحسن به رعاية زوجها و أولادها، و تجيد به التعامل مع الأخريات، و كذلك ثقافتها الإسلامية تسمح لها بالاطلاع على أمهات الكتب المؤثرة و التي تستطيع أن تملأ بأحاديثها المجالس و المنتديات أما الثقافة العالمية فهي مهمة لتنجح في دعوتها على وجه مقبول خاصة إذا أرادت أن تدعو مثقفات متميزات أو متعلمات تعليماً عالياً، و الثقافة العالمية تعمق فهم المرأة فيما يدور حولها من أحداث، و ما يقوم من دول و أنظمة، و مؤسسات، بحيث تستطيع الحصول على المعلومات المهمة التي تستطيع بها المقارنة بين شريعتها و كمالها، و بين شرائع الآخرين و نقصها على وجه و كذلك القول في معرفتها للمذاهب الفكرية الهدامة كالحداثة مثلاً، و معرفتها للفرق الضالة و الغزو الفكري، و المكر اليهودي، و التخطيط الصليبي، و التنصير المسمى زوراً بالتبشير، و هكذا فمن لم تفقه هذا كله،فماذا فهمت و ماذا عرفت؟ و ماذا ستقول لبنات جنسها إن لقيتهم؟
و الناظر لحال النساء الداعيات يرى أن كثيراً منهن يفتقدن الحد الأدنى لهذه الثقافة، و لا يكدن يعرفن ماذا يدور حولهن معرفة مناسبة، و لا يفهمن مسائل في الإسلام هن بأمس الحاجة إلى فهمها خاصة ما يتعلق بالنساء، و الشبهات الدائرة حول الأحكام المتعلقة بهن لا سيما .في هذا العصر، أي نستطيع أن نقول إن وعيهن ضعيف أو أقرب إلى الضعف و تبعاً لذلك ترى كثيرا ممن يٌسَمَينَ داعيات لا يستطعن ابتداء الحديث اللبق في المجالس و لا المشاركة الجيدة عندما يثار نقاش ما، و إذا أردت معرفة الأسباب فسيكون ذلك ضعف الحصيلة الثقافية إلى حد مفزع، و الاعتماد على مكنون سابق قد قلّت جدواه منذ زمن طويل نعم إن النساء قد يستهويهن الحديث العاطفي الوعظي القصصي أكثر من الحديث الثقافي الفكري لكن لابد من الاستزادة من الثقافة و المزج بينها و بين أحاديث العاطفة حتى تستطيع المرأة بناء شخصية متوازنة
ملاحظة على الجانبين السابقين: ضعف العلم الشرعي و ضعف الثقافة من المناسب علاجاً لهذين الأمرين أن تنشر رسائل و كتب خاصة موجهة للمرأة * لتعميق علمها و ثقافتها و فهمها لدينها و أن تنشر الرسائل الجامعية و غيرها التي تؤلفها النساء –بعد أن يتخير النافع منها- * .على نطاق واسع، فهي أدرى بكيفية مخاطبة بنات جنسها .و أن تكون هناك رابطة للنساء المثقفات اللواتي يجمعن بين الفهم و الوعي و الدين * إقامة ندوات و ديوانيات في البيوت و المؤسسات الثقافية و الخيرية و التربوية لنشر * .الثقافة الإسلامية و العلم الشرعي المناسب للنساء
3-عقبة ضعف المهارات و قلة التدريب: على الداعية الواعية أن ترتقي بنفسها دوماً، و أن تعمل على استكمال جوانب القوة في قدراتها و شخصيتها و تجنب أسباب الضعف، و ذلك يتحقق في ضوء تدريب متواصل، و التحاق بدورات متنوعة تساعدها و تأخذ بيدها، بيدها، و لأضرب مثالاً واقعياً على هذا ألا و هو التعامل مع وسائل التقنية الحديثة؛ إذ هي من أبواب إحسان الدعوة و ضبطها و إيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الناس، فمن ذلك أن عليها أن تتقن التعامل مع الحاسب الآلي –الكمبيوتر- الإتقان المناسب الذي يهيئ لها الاستفادة منه في دعوتها، و كذلك يجدر بها إتقان التعامل مع شبكة المعلومات –الإنترنت- و في ذلك خير كبير، و تواصل مع معلومات مهمة لا غنى لها عنها و لا تتيحها وسائل الإعلام المعتادة غالباً، و أيضاً يمكن التنسيق مع عدد من المؤسسات الخيرية و المشاهد أن الكثرة الكاثرة من الداعيات لم يستطعن إتقان و الثقافية عبر شبكة المعلومات هذه مع هذه الوسائل و مثيلاتها إلى الآن، و لعل ذلك بسبب قلة ذات اليد، أو الانشغال التام لكن لابد مما ليس منه بد، و عليها أن تبذل جهدها حتى تصل إلى إحسان استخدام هذه الوسائل التي يستخدمها أعداء الإسلام في بث كيد كبير و مكر ضخم فلا بد من مواجهتهم و قد رأينا بعض النساء قد أحسنّ استخدام الوسائل التقنية في دعوتهن فعادت عليهن و على و اليوم قد انتشرت معاهد التدريب على المهارات المتنوعة، و سهل الالتحاق بها، الدعوة بخير كبير
و لم يعد للداعية عذر في الجهل بهذه المهارات و لا بعد الأخذ بوسائل الارتقاء بالقدرات فلتمض قدماً في تعلم كل ما تحتاجه من فنون الدعوة و آلاتها و لوازمها حتى تلج دعوتها القلوب بيسر و سهولة، و و تحوم حولها المحبات و المعجبات بسمتها و هديها و طريقتها
عقبة الشعور-1 بالتقصير عقبة الشعور-2 بالقصور عقبة الأمراض القلبية العقبات النفسية عقبة الخوف-3 من الرياء عقبة الشعور-5 بالكسل عقبة الشعور-4 بالخجل
ثالثاً: العقبات النفسية 1-عقبة الشعور بالتقصير: و هذا مرض صعب، و الداعية إذا غلب عليها هذا الشعور أحبطها، و أيأسها، و قنّطها من نجاح دعوتها، لكن ليكن هذا الشعور مثل ملح الطعام الذي يكسبه مذاقاً سائغاً و لا يتضرر الطعام به، و ليكن هذا الشعور مثل اللذعات التي يستيقظ بها النائم و يتنبه بها الغافل، فهذا هو المطلوب؛ إذ رضاها عن نفسها بالكامل مرض و المبالغة في الشعور بالتقصير و جلد الذات هو مرض أيضاً، و الأمر الوسط الخيار هو أن تكون بين هذين الأمرين و وسطاً بين نقيضين
2-عقبة الشعور بالقصور : و هذا مرض منتشر، و أسميه التواضع الكاذب و الخجل الخادع، و هو مشكلة كبيرة في حياة الرجال و النساء على السواء، لكنه في النساء أكثر؛ إذا يقل فيهن من تشعر بالقوة و الجدارة للتصدر و الإفادة، و يكثر فيهن المنسحبات من الصف و الاعتذار بشتى الأعذار، و الدليل هو النقص الكبير المشاهد في صفوف النسوة الداعيات مع وفرة أعداد المتخرجات منهن في كليات الشريعة و الدعوة و أصول الدين و العجيب أنه بسبب أن أكثر المتخرجات في تلك الكليات قد تخلين عن مهمتن برزت نسوة داعيات من كليات الطب و العلوم و الإدارة و الاقتصاد و غيرها لكنه قصور من أولئك ليتسلمن الراية و يتصدرن الصفوف، و هذا ليس بعيب المجتمع النسوي و نشر الدعوة فيه اللواتي كن الأجدر –بحكم تخصصاتهن- بقيادة. تقبل على الدعوة و العمل؛ و لا خيار أمام المرأة الداعية إلا أن تنفي عنها هذا الشعور المميت، و و لتقدم ما عندها و لا تلتفت إلى مثل هذه العوائق، و لتعزم و لتتوكل على الله تعالى .و لتقبل فإن الحال لا يحتمل التأخير و النكوص
3-عقبة الخوف من الرياء: وهو عائق نفسي ينشأ عن المبالغة في التحسس من الرياء، والخوف من الوقوع في النفاق ، نتيجة لعدم فهم النصوص الشرعية، مع الورع الناشيء من عدم التمييز بين ما تتناوله النصوص، وما لا يدخل فيها , فيفضي ذلك ، لدى كثير من الصالحات، إلى ازورار، وانسحاب، وإزراءٍ بالغ على النفس يمنعها من العطاء والمشاركة ؛ بل ربما منعهن ذلك من فعل بعض العبادات الخاصة ،ولابد أن تتيقن المؤمنة أن كثيراً من شرائع الدين لا تتم إلا علانية، و لا بد أن ينتدب لها من يقوم بها قدر الطاقة، وإلا تعطلت مقاصد الشريعة، وفروض الكفايات، وأثم الجميع , والواجب على المؤمن والمؤمنة تصحيح نيته الأولى ، وعدم الالتفات إلى المزعجات الشيطانية التي تتلبس بلبوس الورع الكاذب، عن أبي ذرٍ رضي الله عنه، .فتفوت على العبد مصالحه، وعلى الأمة رسالتها أرأيت الرجل يعمل العمل الخير، ويحمده الناس عليه ؟ :قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :وقال رواه مسلم ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) قال رواه أحمد والترمذي، وقال: حسن صحيح غريب ( من سرته حسناته،وساءته سيئاته فذلك المؤمن) ترك العمل من أجل الناس رياء, وقال الفضيل بن عياض، رحمه الله .والعمل من أجل الناس شرك, والإخلاص أن يعافيك الله منهما
4-عقبة الشعور بالخجل: :وهو نوع من أنواع الحياء غيرُ محمود,وأصل الحياء،كما قال الجرجاني انقباض النفس من شيء، وتركه حذراً من اللوم فيه ,وهو نوعان : نفساني : وهو الذي خلقه الله تعالى في النفوس كلها؛ كالحياء من كشف العورة، وإيماني : وهو أن يمنع المؤمن من فعل المعاصي خوفاً من الله تعالى التعريفات :126. فالخجل، إذاً، نوع من الحياء يمنع المؤمن من فعل بعض الطاعات، أو من تحصيل بعض المصالح، خوفاً من الخَلق , وقد قالت عائشة، رضي الله عنها في نساء الأنصار: (نعم النساء نساء الأنصار؛ لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ) ومن شواهد الخجل المذموم ، عند بعض الأخوات، تخاذلها عن إنكار المنكر في المناسبات العامة، كحفلات الأعراس، ونحوها، وعدم الاحتساب على بنات جنسها في الأسواق والمتنزهات، مما يؤول بها إلى أحد حالين : إما الانسحاب من الحياة العامة، أو استمراء المنكر، وغض الطرف عنه
فينبغي للأخت الموفقة أن تتخطى حواجز الخجل ، وأن تكتسب الجرأة الأدبية، والشجاعة المعنوية ، والدربة على الإلقاء، والمحاضرة، والحوار، والمجادلة بالتي هي أحسن , ولا بأس في هذا الصدد أن تنمي قدراتها عن طريق الالتحاق بدورات المهارات الشخصية فإن العلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم .
zzZZ 5-عقبة الشعور بالكسل: الكسل آفة توهن النفس، وترخي البدن ؛ فإذا بضحيته يستصعب السهل، ويستطيل الطريق، ويكثر الاحتمالات، ويقع في دوامة التسويف، فيصبح أمره فرطاً؛ لذلك كان النبي صلى الله عليه و سلم في الأحاديث الثابتة عنه يتعوذ من الكسل.وعلاج هذا الداء العزيمة، والتوكل، والاستعانة بالله، وإصلاح التفكير, و قراءة سير العظماء من العلماء و الدعاة و المصلحين.
6- عقبة الأمراض القلبية (النفسية): مثل الكبر و الغرور و التعالي، و الحسد، و الغل، و الحقد، و سوء الظن، و التشاؤم إلى آخر تلك القائمة السوداء التي قد تصاب الداعية بشيء منها مما يؤدي إلى إخفاقها و ربما إنهاء حياتها الدعوية، فلتعتصم الأخت بالله، و لتحرص على نفي كل تلك الأمراض عنها حتى تثمر دعوتها و يفلح عملها.
رابعاً: العقبة المالية و هي عقبة كؤود تتحطم لديها الجهود، و تتبخر معها الآمال، فكم من داعية يمتلئ رأسها بأفكار كثيرة، و مشروعات نافعة، و لديها من الهمة و الحماس و الرشد ما يكفل نقل تلك الأفكار و المشروعات من عالم المثاليات إلى عالم الواقع ماثلة للأنظار لكن المشكلة هي قلة المال –أو ندرته- اللازم لتحقيق ذلك، و هذا أمر واقع تعاني منه النساء خاصة في الدول الفقيرة، حيث يكابد الدعاة و يجاهدون من أجل توفير الحد الأدنى من المال اللازم لتحقيق ما لا بد من تحقيقه من أمور الدعوة، أما في الدول الغنية فإن مشكلة الكثرة الكاثرة من المتبرعين أنهم يريدون بناء المساجد – و لو في بلد فيها من المساجد ما يفيض عن حاجتها الآنية و المستقبلية- و يريدون كفالة الأيتام و بناء المدارس، و كل ذلك حسن، لكن المتبرع لنقل أفكار الدعاة إلى مشاريع مهمة عدد قليل جداً، و ليس أمام الداعية الحصيفة إلا أن تتصل بعدد من الوجيهات و المؤثرات اللواتي يملكن المال و من ثم تحسن عرض بضاعتها عليهن، و تعمل كل ما في وسعها لإقناعهن بأهمية عملها، و لتتوصل إلى ذلك بكل من يمت إليهن بصلة حتى تتمكن من الوصول إلى عقولهن و قلوبهن، و ليس من بأس أن تحاول الداعية أن توصل كل ما عندها من مشاريع و أفكار إلى ذوي الأموال من الرجال عسى أن يلتفت إليها واحد منهم و يجود عليها بشيء يمكنها من تحقيق ما تصبو إليه.
و هناك بعض المؤسسات الخيرية و الثقافية و التربوية • يمكن أن تتبنى بعض المشروعات • الجيدة كلاً أو جزءاً فلتحرص الأخت الداعية على إيصال فكرتها • إلى القائمين على تلك المؤسسات • . • - و هناك بعض المشروعات يصح إعطاء الزكاة • لتحقيقها كلها أو شيء منها • –على اختلاف في الفتوى في هذه المسألة- • فلتحرص أيضاً الأخت الداعية على الاستفادة من أموال الزكاة • حينئذ فإن النفوس بها أسخى.
معالم تهتدي بها الداعيات القدرة على-7 التأثير و التوجيه تنسيق العمل-1 النسائي و ترتيبه المشاركة في-8 وسائل الإعلام استغلال زمن-2 الحرية و الأمن دعوة الوجيهات-9 و المؤثرات كيفية طَرْق-3 الموضوعات الحساسة العناية بصغيرات السن -10 تحصيل الشهادات العليا-4 العناية بالترفيه والترويح-11 المبادرة إلى التأليف -5 توريث الدعوة-12 امتلاك القدرة الخطابية -6
معالم تهتدي بها الداعيات هناك معالم في طريق الدعوة قد تفيد معرفتها و الأخذ بها أخواتنا الداعيات، و تعظم من أثر دعوتهن و هي كثيرة لكن سنعرج على بعضها لما لها من أهمية في هذا العصر، فمن تلك المعالم الهاديات 1- تنسيق العمل النسائي و ترتيبه : هناك بلاد إسلامية فيها عمل نسائي منظم قوي، له ضوابط و قواعد، و هيكل و عوايد، و مثل هذا العمل تكون المرأة الداعية فيه لبنة من بناء، و جزءاً من كل، فهذه تكمل عمل تلك، و واحدة تدفع عن الأخرى و تقوم مقامها إن قامت الحاجة لذلك في ظل تخطيط محكم و تنسيق منضبط، بعيد عن العشوائية و الفوضى و العفوية و المزاجية التي تقتل العمل.
أما البلاد التي ليس فيها مثل ذلك التنظيم و التنسيق فإنه قد يعسر على المرأة فيها الاستمرار في دعوتها على وجه قوي منضبط، و قد تشعر أنها مثل جزيرة منقطعة في محيط خضم، و هذه الداعية قد تبدأ في دعوتها و جهدها لا عند انتهاء جهد الأخريات بل تبدأ من حيث بدأن، و ليس هذا من جهل بأصول الدعوة لكنها جهلت أعمال الأخريات و جهدهن، و ذلك بسبب عدم وجود عمل دعوي قوي مرتب منظم يأخذ بعضه بحجز بعض، و يظل في تصاعد تراكمي إلى أن يؤتي ثماره، و الحل في هذه المشكلة أن تتداعى الداعيات إلى ترتيب العمل فيما بينهن و ينسقنه و ينظمنه حتى ينفع الله تعالى بجهدهن على وجه جيد متكامل ، و يمكن للمؤسسات الخيرية أو الدعوية أو التربوية أن تبتدئ مثل هذا الترتيب و التنسيق، و تدعو الداعيات إلى الانتظام في هذا السلك المبارك. و لا بأس أن يساعد الرجال النساء في وضع بذور العمل المؤسسي المنظم فإنهم أسبق إلى هذا و أعرف به، و أكثر ضبطاً و ممارسة.
و لقد وجدنا من الآثار النافعة لترتيب العمل النسائي في البلاد العربية و الإسلامية ما يشجع على سلوك هذا المسلك، و دخول هذا المعترك فالهجمة على النساء المسلمات عظيمة، و جهود الأعداء لإفسادها هائلة، و معظم تلك الجهود تنبعث من تنظيم قوي و تكتل متكامل يساعد بعضه بعضاً، فكيف نواجه ذلك بجبهة مفككة –إن صح أن يطلق على العمل النسائي غير المرتب جبهة- و نفسيات محبطة، و لا يوجد شيء قوي يشد من أزر النساء العاملات الداعيات، فيبصرن به الضياء القادم و الأمل المنتظر. وترتيب العمل النسائي و تنسيقه ضامن لإيصال الدعوة إلى المجتمعات النسائية ، و ضامن لتأسيس عبادة الشورى، و تحقيق الطاعة و الانضباط، كما أنه يتجاوز عقبة مهمة تعاني منها بعض الداعيات، و هي عدم تجاوب بعض الداعيات معها في همها الدعوي، و انشغالهن بأمور مرجوحة، و هذه العقبة يمكن أن تقضي على جهد الداعية و حماسها و انطلاقتها، فإن اندرجت في عمل مؤسسي منظم تجاوزت هذه العقبة، و شعرت بتعاون أخواتها معها و مساعدتهن و مؤازرتهن.
2 - استغلال زمان الحرية و الأمن هناك بلدان عربية وإسلامية وعالمية تتمتع بقدر لا بأس به من حرية الدعوة إلى الله تعالى, وهناك بلدان ابتليت بتضييقات لا حصر لها. و الله يبتلي من شاء بما شاء سبحانه، لكل أفعاله حكمة جل جلاله، فمن كانت من النسوة الداعيات فى بلاد تتمتع بحرية العمل و الانطلاق, فإنه ينبغى لها أن تنتهز الفرصة للعمل على التمكين لدين الله تعالى, ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، :و بكل الوسائل المتاحة، وذلك للأسباب التالية أ – شكر النعمة : إن دعوة الداعية و انطلاقتها تعد من جملة شكر نعمة الله تعالى عليها أن مكنها، و مهد لها قلوب العباد؛ إذ كم من امرأة مسلمة صالحة عاملة تشكو إلى الله تعالى من تسلط الطغاة و الظلمة في بلادها، الذين وصل بهم الحال –كما في تونس- إلى منع الحجاب في المدارس و الجامعات و أماكن العمل، فالداعية التي تعيش في أماكن كهذه يعسر عليها أمر الدعوة جداً. .فالداعية في بلاد آمنة عليها أن تشكر نعمة الله تعالى عليها و تقوم على الدعوة خير قيام
ب – مسابقة تغير الزمان : فإن الزمان دائم التحول، و الأحوال سريعة التقلب، و لا يدري أحد أتطول مدة الأمن و الأمان و الحريات المفسوحة في بلد ما أم تقصر، فلهذا كان لزاماً على الأخوات الداعيات فهم هذه المسألة، و المسارعة إلى الدعوة و العمل قبل أن يدهمهن ما لم يكن في حسبانهن. و أمريكا أقرب مثال على ذلك، فقد كانت هي البلاد المثالية في حرية الدعوة و العمل و التحرك، فلما ابتلى الله تعالى المسلمين في تلك البلاد بما ابتلاهم به صاروا يتحسرون على الأيام الخوالي. فالعاقلة إذاً هي من تسارع للدعوة و لتمكين دين الله تعالى في الأرض قبل تغير الزمان و فساد الأحوال