160 likes | 494 Views
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. إعداد جنات عبد العزيز دنيا. لغو الكلام. اللغو عند أهل اللغة: هو ما لا يعتد به من كلام وغيره، ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع . و لغو الكلام: هو ما يبدر من اللسان ولا يراد معناه . عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
E N D
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ إعداد جنات عبد العزيز دنيا
لغو الكلام اللغو عند أهل اللغة: هو ما لا يعتد به من كلام وغيره، ولا يحصل منهعلى فائدة ولا نفع . و لغو الكلام: هو ما يبدر من اللسان ولا يراد معناه . عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” (صححه الألبانى ). فإذا حسن إسلام العبد ترك ما لا يعنيه من الأقوال والأفعال. فإن الإسلاميقتضى فعل الواجبات وترك المحرمات. وأكثر مايراد بترك ما لا يَعنىٍ حفظُ اللسان من لغو الكلام.
قال صلى الله عليه وسلم ”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت“( صحيح الجامع). وقد وقعت الإشارة فى القرآن إلى هذا المعنى فى قوله تعالى : {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق 18] . وقد نفى الله سبحانه الخير عن كثيرمما يتناجى به الناس بينهم فقال { لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}[النساء 114]. وقد روى عن الحسن البصرى رحمه الله أنه قال: من علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه، خذلاناً من الله تعالى .
قال تعالى {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كلأولئك كانعنه مسئولاً} [الإسراء 36] . { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } (المؤمنون3). قال ابن كثير فى تفسيره :وَقَوْله " وَاَلَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْو مُعْرِضُونَ” أَيْ عَنْ الْبَاطِل وَهُوَ يَشْتَمِل الشِّرْك كَمَاقَالَهُ بَعْضهمْ وَالْمَعَاصِي قَالَهُ آخَرُونَ وَمَا لا فَائِدَة فِيهِ مِنْ الأقْوَال وَالأفْعَال كَمَا قَالَ تَعَالَى{ وَإِذَا مَرُّوابِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا }. قَالَ قَتَادَة : أَتَاهُمْ وَاَللَّه مِنْ أَمْر اللَّه مَا وَقَفَهُمْ عَنْ ذَلِكَ .
قال تعالى :{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا }(الفرقان72). جاء فى تفسير الميسر أى والذين لا يشهدون بالكذب ولا يحضرون مجالسه، وإذا مروا بأهل الباطل واللغو من غير قصد مرُّوا معرضين منكرين يتنزهون عنه، ولا يرضونه لغيرهم. وقال تعالى : {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ } (القصص55) .
وقال ابن كثير فى تفسير هذه الآية أَيْ لَا يُخَالِطُونَ أَهْله وَلَا يُعَاشِرُونَهُمْ بَلْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّواكِرَامًا " وإِذَا سَفِهَ عَلَيْهِمْ سَفِيه وَكَلَّمَهُمْ بِمَا لَا يَلِيق بِهِمْ الْجَوَاب عَنْهُ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَلَمْ يُقَابِلُوهُ بِمِثْلِهِ مِنْ الْكَلَام الْقَبِيح وَلَا يَصْدُر عَنْهُمْ إِلَّا كَلَام طَيِّب . وَلِهَذَا قَالَعَنْهُمْ إِنَّهُمْ قَالُوا :" لَنَا أَعْمَالنَا وَلَكُمْ أَعْمَالكُمْ سَلَام عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ " أَيْ لَا نُرِيد طَرِيق الْجَاهِلِينَ وَلَا نُحِبّهَا.
كفارة المجلس عن ابي هريرة قال: قال رسول الله”من جلس مجلسا فكثر فيهلغطه فقال قبل ان يقوم من مجلسه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك الا كفر الله له ماكان في مجلسه ذلك ” ( قال الترمذي حديث حسن صحيح). وفي حديث آخر انه إن كان في مجلس خير كان كالطابع له وانكان في مجلس تخليط كان كفارة له.وفي السنن عن ابي هريرة عن النبي ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه الا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة .
وعن ابن عمر قالقلما كان رسول الله يقوم من مجلس حتى يدعوا بهؤلاء الكلمات لأصحابه“ اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتكومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينامضار الدنيااللهم امتعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنافي ديننا ولا تجعل الدنيا اكبرهمنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا(قال الترمذي حديث حسن ).
اليمين اللغو واليمين المنعقدة قال تعالى :{لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [ البقرة 225]. { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ }[ سورة المائدة: 89 ] . { وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [ النحل92].
قال تعالى :{ وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (النحل 94). { قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }(التحريم 2). { وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } (الفرقان 72) .
لغو اليمين: هو الذي لم يعقد عليه القلب، مثل قول القائل: لا والله وبلى والله، وقد اختلف الفقهاء في بيان حقيقة اليمين اللغو فيرى بعضهم انها التي يسبق لسان المرء اليها من غير قصد منه، واليه ذهب الشافعية، لقول الله تعالى: { لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم}، إذ روى عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: انزلت هذه الآية “لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم” في قول الرجل: لا والله وبلى والله”، ومعنى هذاان اللغو من اليمين هو: الذي سبق لسان الحالف اليه من غير قصد منه اليه .
وروى عطاء عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: “اللغو في اليمين هو كلام الرجل في بيته: لا والله، وبلى والله”(سُنَنُ أبي دَاوُد روى عن عائشة موقوفا)،، حيث افاد الحديث ان من قال فيحالة لجاج أو عجلة منه أو منغير قصد: لا والله وبلىوالله،فإن يمينه لغو وغير منعقدة، ويرى فريق آخر من الفقهاء اناليمين اللغو هي ان يحلف المرء على امر ماض أو حاضرعلى ظن انه كذلك، وهو بخلاف ما ظنه، روي هذا عنبعض الصحابة والتابعين وتابعيهم، واليه ذهب جمهور الحنفية،وهو مذهب المالكية، ومن ادلتهم قول الله سبحانه: { لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان}، حيث افادت الآية ان اليمين المؤاخذ عليها هي اليمين المنعقدة أي المقصودة.
وقد اتفق جمهور الفقهاء - منهم الحنفية والمالكية وجمهور الشافعية والحنابلة،والظاهرية -على ان اليمين اللغو لا تجب فيها كفارة، وقالابن المنذروابن قدامة: ان هذا قول اكثر أهل العلم. وحكى ابن عبدالبر اجماع المسلمين عليه، لقول الله تعالى: { لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم}، حيث نفت الآية الكريمة المؤاخذة على اليمين اللغو، ونفي المؤاخذة عليها يقتضي أنه لا إثم فيها على الحالف ولا كفارة، ولأن يمين اللغو يمين غير منعقدة فلم تجب بها كفارة، كاليمين الغموس.
واما اليمين المنعقدة فهي: التي ينعقد قلب الحالف فيها على فعل أمر يمكن حصوله في المستقبل .واليمين التي فيها الكفارة بإجماع المسلمين، هي التي على المستقبل من الافعال، وقد اتفق الفقهاء على ان هذه اليمين يجب في الحنث بها كفارة في الجملة، فإنامتنع المرء عن فعل ما حلف على فعله، أو اقدم على فعل ما حلف على الامتناع عنه، كان حانثا ولزمه بذلك كفارة. ومما استدل به لوجوبها قول اللهتعالى: { لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُإِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. أَيْ بِمَا صَمَّمْتُمْ عَلَيْهِ مِنْهَاوَقَصَدْتُمُوهَا فَكَفَّارَته إِطْعَام عَشَرَة مَسَاكِين يَعْنِي مَحَاوِيج مِنْ الْفُقَرَاء وَقَوْله" مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ" قَالَ اِبْن عَبَّاس وَسَعِيد بْن جُبَيْروَعِكْرِمَة أَيْ مِنْ أَعْدَلِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ . gannatdonya@gmail.com