1 / 24

الألوان والقرآن الكريم اعداد : أمال كمال الجيار اشراف : أ. رشا عطا لله

الألوان والقرآن الكريم اعداد : أمال كمال الجيار اشراف : أ. رشا عطا لله. الألوان والقرآن الكريم. فقه الألوان في القرآن. دلالات القرآن المذكورة في القرآن. هل الأبيض والأسود لون. خروج. ختاماً. المقدمة:.

evan
Download Presentation

الألوان والقرآن الكريم اعداد : أمال كمال الجيار اشراف : أ. رشا عطا لله

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. الألوان والقرآن الكريماعداد :أمال كمال الجياراشراف :أ. رشا عطا لله

  2. الألوان والقرآنالكريم فقه الألوان في القرآن دلالات القرآن المذكورة في القرآن هل الأبيض والأسود لون خروج ختاماً

  3. المقدمة: خلق الله تعالى كل ما في الكون وسخره لخدمة الإنسان ولتحقيق راحته وسعادته، وشاءت القدرة الإلهية على أن تكون المخلوقات جميلة مع كونها نافعة، فيفيد الإنسان وينتفع، وفي الوقت ذاته يستمتع بجمال المخلوقات وتعدد ألوانها… ذلك الجمال الرائع المنبث في لوحة الكون بديعة الصنع. ولقد دعانا المولى عز وجل إلى التأمل في الكون، وفي ما خلق من إنسان وحيوان ومن نباتٍ وجماد كي نفكر ونعقل ونتدبر. وقد ذكر الله في محكم آياته بعضاً من الألوان التي نحكم عليها بفكرنا الحديث أنها ألوان طبيعية أو ألوان أساسية، كما نعتبر أن بعضاً منها ألواناً ثانوية، فذكر (الأحمر ـ الأصفر ـ الأزرق ). وهي من الألوان التي نطلق عليها أساسية، وذكر من الألوان الثانوية "الأخضر" وهو من الألوان المركبة

  4. وكذلك تم ذكر الأبيض والأسود. يقول سبحانه وتعالى (وَمِنَ آيَتِهِ خَلقُ السَّمَواتِ والأرْضِ واختِلَافُ ألسِنَتِكُم’ وأَلْوَانِكُم’إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ للعالِمِينَ ) سورة الروم 22 • وقال تعالى (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ) سورة النحل13 • وهنا وان كانت لفظة ألوانه بمعنى أجناسه فإذا أخذنا اللفظ على ظاهره نرى أن الله عز وجل قد جعل اختلاف الألوان بمثابة الأصل. ووضع جملة ( مختلف ألوانه ) عامة ولم يحددها ليوحي بتعدد ألوان النبات والحيوان فتكون عبرة وعظة وتذكرة . ثم ذكر الله بعد ذلك في آيات عديدة بعضاً من الألوان كل على حدة. • ورد لفظ ألوان ومشتقاته في سبع آيات فقط من القرآن الكريم، فقد ذكر لفظ ألوان وهو جمع كلمة (لون) في القرآن الكريم في مواضع سبعة أيضاً ولكن في ست آيات، كإشارة من المولى عز وجل إلى الأطياف اللونية السبعة المعروفة التي يتكون منها الضوء الأبيض، كما جاء ذكر لفظ لون مفردة مرتين في آية واحدة من آيات القرآن الكريم.

  5. أولاً لفظ لون: • (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) البقرة 69 • ثانياً لفظ ألوان: • (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) النحل 13 • (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 • )وَمِنَ آيَتِهِ خَلقُ السَّمَواتِ والأرْضِ واختِلافُ ألسِنَتِكُم’ وأَلْوَانِكُم’إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ للعالِمِينَ) الروم 22 • )أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) فاطر 27

  6. ) (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) فاطر 28 • أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأوْلِي الأَلْبَابِ) الزمر 21 • والألوان هنا قد تأتي للتعبير عن النوع " الأصناف " و" الأجناس " أو الهيئات " اللون" قال الطبري في تفسيره للفظ ألأوان: يعني أنواعاً وأصنافاً مختلفة من بين حنطة وشعير وسمسم وأرز ونحو ذلك من الأنواع المختلفة ,أو قد تأتي لتدلل على اختلاف الطعم كما في سورة النحل الآية 69 ( ...... يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ) • وقال الزمخشري ألوانها: أجناسها من الرمان والتفاح والتين والعنب وغيرها مما لا يحصر، أو هيئاتها من الحمرة والصفرة والخضرة ونحوها. الصفحة الرئيسية

  7. هل " الأبيض والأسود " لون: • ويرى الباحث أن نظرية اللون تتجلى في قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ) فاطر 27 • فكما هو معلوم أن قيمة اللون هي الإسم الذي نطلقه على الإنارة والإعتام لتدرج التألق اللوني، كما تعني كلمة " القيمة " في الواقع كمية الضوء التي يمكن لأي سطح أن يعكسها .. وكذلك فإن الأبيض يكون النهاية العليا لهذا المدى . أما الأسود فيكون في أسفل المدى ..وتقع جميع التألقات الأخرى اللونية وغير اللونية فيما بينهما . ويطلق اللوين " على الفرق بين الزرقة والحمرة والصفرة ... وهكذا . • ويذكر " روبرت جيلام سكوت " في كتابه ( أسس التصميم ) أن كل شيء له لوين يكون لونياً، في حين أن الصبغات المحايدة، بما في ذلك الأسود والأبيض، ليست لونية. • ويرى الباحث هنا أن الله عز وجل قد ذكر لفظ " بيض " وهي الدالة على شدة البياض، كما ذكر لفظ "سود" والتي تدل على شدة السواد دون اقترانهما بلفظ لون أو ألوان على عكس كلمة " حمر" والتي أتت في صيغة الجمع وقد اقترنت بلفظ ألوانها، بل زد على ذلك فقد أتت مقترنة بمختلف ألوانها، كما أن اختلاف الألوان أتى بين "بيض" ـ النهاية العليا للمدى ـ و"سود" ـ أسفل المدى ـ كما ورد سابقاً . مما يؤكد أن هذه الآية يتجلى فيها بوضوح نظرية اللون، وتؤكد على أن الأبيض والأسود ليسا من الألوان. الصفحة الرئيسية

  8. دلالات الألوان التي ذكرت في القرآنالكريم : اللون الأحمر اللون الأسود اللون الأبيض اللون الأزرق اللون الأخضر اللون الأصفر الصفحة الرئيسية

  9. اللون الأبيض: يتميز اللون الأبيض عن سائر الألوان في و وظيفته و طبيعته ، و رمزه و دلالته ، فهناك شبكة من العلاقات التي تربط بين هذا اللون و سلوك الإنسان ، و كثيراً ما نستخدم في حياتنا اليومية مثل الأيادي البيضاء و الوجه الأبيض و الراية البيضاء ، و قد استخدم القرآن هذا اللون وحده في أكثر من موضع في سياق الآيات القرآنية ، أو استخدمه مقترنا مع اللون الأسود ، لما لهذين اللونين من ارتباط شديد بين بعضهما ، فقد ذكر اللون الأبيض مفردا في سياق تحدي موسى عليه السلام لفرعون ، في أكثر من موضع ، حيث يطلب إليه إدخال يده في جيبه لتخرج بيضاء من غير سوء و هي تعتبر من المعجزات ، قال الله تعالى) ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين) الشعراء 33 ، و قوله تعالى( واضمم يدك الى جناحك تخرج بيضاء ) طه 22 ، وقد يكون اللون الأبيض ذا دلالة كبيرة ، إذ يستخدم في تصوير حالة من حالات العمى الذي يسببه الحزن و الكمد ، كما هو الحال في قصة يوسف عليه السلام ، في قوله تعالى ( وتولى عنهم و قال يا أسفي على يوسف ، و ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) ، يوسف 84 ، و النص القرآني اذ يختار اللون الأبيض لتصوير الحالة التي أصابت العين ، إنما هو بسبب ما يحمله هذا اللون من دلالة على الصمت و السكون و الإحساس بالفراغ المرافق لحالة الحزن و كظم الغيظ ، و قد وصف الله تعالى حمرة أهل الجنة بالبياض أيضاً لما له من تأثير يبعث على المتعة و الجمال ، و لما يحمله اللون الأبيض من دلالة على الصفاء و النقاء فقال تعالى ( بيضاء لذة للشاربين) ، كما ورد في سياق الحديث عن أهل الجنة ، و ما أعده الله لهم في جنات النعيم . وقد يحذف اللون و يستدل عليه من خلال التشبيه كما في قوله تعالى (كأنهن بيض مكنون ) و إذا كانت الآية تحمل في معانيها معنى الطهر و النقاء الذي يختص به الحوريات ، فهي تحمل أيضاً صفة الجمال المتمثل بالبياض الناصع. العودة

  10. اللون الأسود أما اللون الأسود فقد ذكر مفردا أيضا في سياق الحديث عن كراهية أهل الجاهلية للأنثى، قال تعالى ) و إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا و هو كظيم ) النحل 58 ، فكأن كظم الغيظ و الحزن و الضيق يجعل النفس سوداوية ، وهذه السوداوية تلتمس في الوجه. على أن للسواد دلالة خاصة في القرآن عندما يتصف به أولئك المشركون ، فنهايتهم سواد الوجوه و مثواهم النار ، قال تعالى ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) الزمر 60 ، و قد يستخدم اللون الأبيض في القرآن الكريم للدلالة على ظهور الفجر و اللون الأسود للتعبير عن ظلمة الليل و سواده ، قال تعالى )و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) و مما يزيد النص روعة و جمال ما يحمله اللونان من تضاد . العودة

  11. اللون الأخضر اللون الأخضر في الإسلام له دلالة خاصة تجعله مميزا عن باقي الألوان و مقدما عليها ، إذ هو من الألوان المحببة لأنه لون الجنة و لون الحياة و القيامة ، حيث ضرب الله مثل القيامة من اخضرار المزارع في الربيع بعد أن كانت كالموات ، وقد وعد المسلمون المتقون بالجنة ، حيث السندس و الإستبرق الأخضر و الظلال الخضر في كل أرجاء الجنة و جوانبها ، و اللون الأخضر هو اللون المفضل عند النبي صلى الله عليه و سلم . قال الله تعالى ( الم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ) الحج 63،( وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شي فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ) الأنعام 99،والملاحظ أن اللون الأخضر كثيرا ما يستعمل في القرآن الكريم مرتبطا برموز الموت للأرض ثم حياة الأرض بعد ذلك بتعبير اللون الأخضر . و قد ورد في سورة يوسف استعمال اللون الأخضر للتعبير عن حياة السنابل الخضر، قال تعالى ( و قال الملك أني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ، و سبع سنبلات خضر و أخر يابسات) . و في سورة يس نلاحظ هذا الربط القوي بين اللون الأخضر و اللون الأحمر في قوله تعالى ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) يس 80 ، لما يحمله كل من اللونين من حيوية. و قد ذكر اللون الأخضر في أكثر من موضع عند الحديث عن المتقين و ما أعده الله لهم في الجنة ، فقال تعالى ( أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من ذهب و يلبسون ثيابا خضرا من سندس و إستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب و حسنت مرتفقا ) الكهف 31 ، فهم يلبسون ثيابا خضرا لأن الخضرة أحسن الألوان تأثيرا في النفس ، لذلك يقال ثلاثة مذهبة للحزن الماء و الخضرة و الوجه الحسن . العودة

  12. اللون الأحمر لم يرد ذكر هذا اللون سوى مرة واحدة في سورة فاطر ، و ذلك في سياق تقريع الكافرين الذين كذبوا رسلهم ، و تذكيرهم بنعمة ربهم. قال تعالى ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ، و من الجبال جدد بيض و حمر مختلف ألوانها و غرابيب سود ) فاطر 27 ، و في الآية تقرير لقدرة الله و وحدانيته من خلال ذكر الجبال و ألوانها و الصخور و أنواعها . العودة

  13. اللون الأصفر : على الرغم من أن اللون الأصفر قليل الاستعمال في الأديان و خاصة في الدين الإسلامي لأنه غير مستحب ، فقد استخدم في وصف جهنم ، إلا أننا نشاهد هذا اللون يتكرر في أكثر من موضع في القرآن ، قال تعالى (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها ، قال انه يقول أنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين( البقرة 69 ، و سرور الناظرين لا يتم إلا أن تقع أبصارهم على حيوية و نشاط و التماع في تلك البقرة المطلوبة ، فاختيار الأصفر الفاقع هنا يزيد البقرة جمالاً ،و يبهج الناظر إليها ، و يشير المفسرين إلى أن الأصفر من الألوان السارة ، و لهذا كان علي كرم الله وجهه ، يرغب في النعال الأصفر و يقول من لبس نعلاً أصفر قل همه . أما في سورة المرسلات فقد استخدم اللون الأصفر في وصف جهنم ، قال تعالى (إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر) المرسلات 32 ، والملاحظ في هذه السورة أنها تعرض مشاهد لجهنم تميزها عن غيرها من السور ، و قد ذكر أيضا اللون الأصفر أيضا أكثر من مرة في سياق الحديث عن إحياء الأرض بعد موتها ، قال تعالى (ألم ترى أن الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ، ثم يهيج فتراه مصفراً ، ثم يجعله حطاما أن في ذلك لذكرى لأولي الألباب) الزمر 21 . العودة

  14. اللون الأزرق ورد هذا اللون مرة واحدة في سياق الحديث عن المتكبرين على دين الله ، قال تعالى (يوم ينفخ في الصور و نحشر المجرمين يومئذ زرقا) طه 102 ، و قد اختلف في تفسير الآية ، ففسرها بعضهم على انهم يحشرون و عيونهم زرقاء و البعض الآخر على أن وجوههم زرقاء . العودة

  15. فقه الألوان في القرآن الكريم التالي الصفحة الرئيسية

  16. فقه الألوان في القرآن الكريم تحدث القرآن العظيم عن علم الألوان ، وأشار إليه إشارات عابرة يدركها أولوا الألباب والبصائر، ما لو جمعت هذه الآيات لكادت كافية بالغرض، مبينة وموضحة لكل خفايا وزوايا هذا العلم الذي بدأت كثير من جوانبه تتشكل وتتبلور في عصرنا. من الإشارات القرآنية إلى هذا العلم، قوله تعالى: {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}البقرة69 . نلحظ في الآية الكريمة الإشارة القرآنية إلى اللون الأصفر، وأنّ البقرة التي امتحن الله بها بني إسرائيل لذبحها، بعد أن شددوا على أنفسهم في السؤال والتنطع والتكلف، كعادتهم، فشدد الله عليهم، وطلب منهم – عز وجل- أن تكون هذه البقرة ذات لون أصفر، فاقعا، تسر الناظرين!!. التالي

  17. فقه الألوان في القرآن الكريم ومن الثابت علميًا أن اللون الأصفر هو أقوى الألوان وأبرزها وأظهرها وأنفذها، على الإطلاق، كما أنّ في اللون الأصفر إيحاءات نفسية في الانجذاب إليه والحب له، ولذا يحرص الباعة وتجار الإعلانات على استخدام هذا اللون في إعلاناتهم لما له من جذب وتقبل في نفس المستهلك، دون غيره. يقول العلامة القرطبي: في قوله: ”صفراء“جمهور المفسرين أنها صفراء اللون، من الصفرة المعروفة، قال مكي عن بعضهم: حتى القرن والظلف. (الجامع لأحكام القرآن: 1/450.( وردّ العلامة القرطبي قول الحسن البصري أن المراد بالصفرة هنا السواد، فقال: ” شاذ لا يستعمل مجازا إلا في الإبل، قال الله تعالى: (كأنه جمالة صفر) [ المرسلات: 33 ] وذلك أن السود من الإبل سوادها صفرة. )الجامع لأحكام القرآن: 1/450.( ولست أدري كيف ذهب الشيخ طنطاوي جوهري - المعروف بعلميته وفكره المستنير- في كتابه التحرير والتنوير، إلى القول بأنه إنما كان السرور بالبقرة ذات اللون الأصفر، نافياً السرور بذات اللون الأصفر، حيث قال: "وهذا اللون من أحسن ألوان البقر فلذلك أسند فعل {تسر} إلى ضمير البقرة لا إلى ضمير اللون، فلا يقتضي أنّ لون الأصفر مما يسر الناظرين مطلقاً" (التحرير والتنوير: 1/341). التالي

  18. فقه الألوان في القرآن الكريم وهو استنباط حسن، معتمد على لغة العرب وبيان القرآن العظيم، إلا أنّ ما رآه الشيخ طنطاوي جوهري، أحسب أنه غير وجيه، لأنّ الله تعالى بيّن في غير ما آية من كتابه الكريم، أنّ اللون الأصفر يعد سبباً للسرور والانشراح والانجذاب، ومجموع الآيات الآتية تدلنا على أنّ ثمة خاصية وتأثيراً للون الأصفر على النفس البشرية، يجب الوقوف عنده، كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ} الزمر21. وقال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} الحديد20 التالي

  19. فقه الألوان في القرآن الكريم حيث جعل سبحانه وتعالى الدنيا ذات الألوان المصفرة، سببا للغرور والفتنة، مما يدل بوضوح وجلاء أنّ القرآن العظيم إنما اختار اللون الأصفر، لأنه محل سرور النفس وراحتها وبهجتها , بخلاف غيره من الألوان، مما يجعل لهذه الألوان مذاقاً جديداً وإحساساً فريداً يأخذ بمجامع النفس والروح، لا يدركه إلا من ذاق لذة التدبر والتأمل في كتاب الله الكريم. ومن المهم هنا إضافة إلى ما سبق، الإشارة في هذا السياق إلى أنَ للّون الأصفر استعمالات ودلالات كثيرة في القرآن العظيم، كالتوهج المنذر بالخوف والهلع والجزع والإحاطة من كل مكان، كما قال تعالى: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ }الروم51. التالي

  20. فقه الألوان في القرآن الكريم فتأمل ما في اللون الأخضر من الموحيات العظيمة الدالة على الحيوية والنعمة والجمال والسؤدد والبركة والخير والسعادة، التي لا توصف. إن الألوان المختلفة والمتعددة التي لا تحصى ولا تعد لهي دليل قاطع على قدرة الله وعظمته، الذي نوّعها وعدّدها وشكّلها فصوّرها وأبدعها، فأحسن تصويرها وإبداعها، فتبارك الله أحسن الخالقين، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }الروم22. ولله در الإمامين محمد الأمين الشنقيطي والشهيد سيد قطب، فقد كشفا شيئا من اللثام عن موضوع الألوان في القرآن العظيم، وهناك طرفا مما قالاه: قال العلامة صاحب أضواء البيان: "لا شك أنّ اختلاف الألوان والمناظر والمقادير والهيئات وغير ذلك فيه الدلالة القاطعة على أن الله جل وعلا واحد، لا شبيه له ولا نظير ولا شريك، وأنه المعبود وحده، وفيه الدلالة القاطعة على أن كل تأثير بقدرة وإرادة الفاعل المختار، وأن الطبيعة لا تؤثر في شيء إلا بمشيئته جل وعلا". (أضواء البيان: 2/472( التالي

  21. فقه الألوان في القرآن الكريم ومن الضرب السابق أيضاً قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } الكهف31. وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}الأنعام99. وكقوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ }الرحمن76. التالي

  22. فقه الألوان في القرآن الكريم أما شهيد الإسلام سيد قطب فقد أسهب في ظلاله إسهابا طويلاً في الحديث عن علم الألوان ودلالاته الإيمانية فقال كلاما رائعا وعظيماً، ومن ذلك بعض ظلاله العلمية والأدبية، في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} فاطر27. حيث قال طيب الله ثراه في الآية الأنفة الذكر: "إنها لفتة كونية عجيبة من اللفتات الدالة على مصدر هذا الكتاب، لفتة تطوف في الأرض كلها تتبع فيها الألوان والأصباغ في كل عوالمها، في الثمرات، وفي الجبال، وفي الناس، وفي الدواب والأنعام، لفتة تجمع في كلمات قلائل، بين الأحياء وغير الأحياء في هذه الأرض جميعاً , وتدع القلب مأخوذاً بذلك المعرض الإلهي الجميل الرائع الكبير الذي يشمل الأرض جميعاً" . (ظلال القرآن: 149/6). ويستطرد سيد قطب، فيقول: "وألوان الثمار معرض بديع للألوان يعجز عن إبداع جانب منه جميع الرسامين في جميع الأجيال، فما من نوع من الثمار يماثل لونه لون نوع آخر، بل ما من ثمرة واحدة يماثل لونها لون أخواتها من النوع الواحد، فعند التدقيق في أي ثمرتين أختين يبدو شيء من اختلاف اللون..! " (ظلال القرآن: 6/149( الخلاصة

  23. خلاصة فقه الألوان في القرآن الكريم تقرير حقيقة كبرى وهي أنّ الجمال بالألوان والأشكال والطعوم والخلق والإبداع حقيقة مقصودة في خلق الكون والإنسان والحياة. العودة

  24. الخاتمة ولعلّ الزمن القادم يفصح عن بعض الأسرار التي كشفها القرآن العظيم، عن الألوان وما فيها من بديع صنع الله وقدرته وآلائه، وبعض جماله وجلاله وكماله، وما أودعها –عز وجل- من أسراره ولطائفه، سبحانه وتعالى. الصفحة الرئيسية

More Related