350 likes | 922 Views
يوم دراسي حول التربية التحضيرية بثانوية محمد الأخضر الفيلالي غارداية الأحد :26 / 02 / 2006. تنظيم الفضاء في مؤسسات التربية ما قبل المدرسية. مخطط العــــــرض. * لماذا الاهتمام بتنظيم الفضاء بالمؤسسة؟. * ما هي أشكال التنظيمات المختلفة بالفضاء وانعكاساته التربوية؟. * كيف ننظم القسم؟.
E N D
يوم دراسي حول التربية التحضيرية بثانوية محمد الأخضر الفيلالي غارداية الأحد :26 / 02 / 2006
تنظيم الفضاء في مؤسسات التربية ما قبل المدرسية
مخطط العــــــرض * لماذا الاهتمام بتنظيم الفضاء بالمؤسسة؟ * ما هي أشكال التنظيمات المختلفة بالفضاء وانعكاساته التربوية؟ * كيف ننظم القسم؟ * كيف نستثمر الفضاءات المحيطة بالقسم؟
لماذا الإهتمام بالتنظيم الفضائي للمؤسسة؟ يعبر تنظيم الفضاء التربوي على المقاربة التربوية التي يود المربي تطبيقها. و يعكس ذلك التنظيم تلك المقاربة، ويحدد مواقف المربي التربوية وسلوكات الأطفال على حد سواء . يعتبر تنظيم الفضاء الذي يتوفر عليه كل مربي أداة رئيسية للفلسفة التربوية التي تعتمد في بناء أسسها على المعطيات العلمية لنمو الطفل. فإقامة أركان الألعاب والو رشات التربوية داخل هذا الفضاء، إنما هو سبيل لإشباع حاجات الأطفال الصغار، ووسيلة تربوية لتحقيق أهداف التربية ما قبل المدرسية.
لماذا الإهتمام بالتنظيم الفضائي للمؤسسة؟ إن الأماكن التي تأوي الأطفال لمدة ساعات طوال في كل يوم، لابد أن تخضع لتنظيم ملائم يمكن الأطفال من التمرن على مختلف أنشطة التفتح والاستكشاف، ويتيح لهم فرص التعلم واللعب والحركة في فضاء القسم بيسر، دون أن تشكل تجهيزاته عائقا بالنسبة لهم. هذا ما يحتم على المربي، علاوة على ما سبق ذكره، أن يحول العلاقة التربوية في قسمه، من وضع ملقن ومتلق إلى علاقات أكثر تفاهما وتسامحا مع الأطفال، وأن يقيم شبكة تواصل ليس من اللازم أن يكون دائما هو مركزها.
لماذا الإهتمام بالتنظيم الفضائي للمؤسسة؟ فالأركان الخاصة بالألعاب والو رشات التربوية التي تعد من المكونات الأساسية لتنظيم الفضاء، تسعى إلى بلورة نوع من العلاقة التي تساعد الأطفال على التبادل بين المربي والأطفال من جهة وبين الأطفال مع بعضهم البعض من جهة أخرى.
ما هي حاجات الأطفال في سن ما قبل التمدرس؟ كلما وفرنا للطفل بنية تربوية ما قبل مدرسية تكون مكوناتها المادية والتنظيمية والبشرية والتربوية منسجمة مع خصوصياته ومستجيبة لحاجاته الضرورية، كلما ساعدناه على النمو السوي.
ما هي حاجات الأطفال في سن ما قبل التمدرس؟ من ضمن حاجات الطفل في مرحلة ما قبل التمدرس : * الحاجات الفيزيولوجية : من أكل وشرب ونوم وراحة... * الحاجات الانفعالية : (العاطفية) كالشعور بالحب والاطمئنان وحسن التفهم... * الحاجات الحركية : كالجري، واللعب، والمناولة والاستكشاف... * الحاجة إلى التواصل : كالتحدث والإصغاء والإنشاد والقصة والإيماء... * الحاجات الاجتماعية : كإهداء واقتسام شيء ما، والتعاون، والانتماء إلى مجموعة واحترام القواعد... * الحاجة إلى التخيل : كالحلم والإبداع والاختراع والاعتقاد... * الحاجة إلى الاستقلالية : كالقيام بشيء دون تدخل الآخر أو الانزواء في مكان... * الحاجة إلى المعرفة : كالملاحظة والتكرار، والتعلم والاكتشاف... * الحاجة إلى هوية : كمعرفة الهوية والأصل، والتموضع المكاني والزماني...
ما هي المبادئ التي يجب العمل بها لتنظيم الفضاء؟ سعيا إلى تمكين الطفل من نموه الشامل والمتجانس وبغية إقرار تنشيط تربوي غني، يتحتم على المربي أن يحترم جملة من المبادئ : المبدأ الأول : يتعلق المبدأ الأول بتنظيم فضاء القسم بكيفية لا تعيق حركة الأطفال داخل الفصل، وتيسر تنقلهم بكل حرية من مجموعة عمل إلى أخرى، ومن ركن إلى آخر. هذا التنظيم من شأنه أن يساعد الطفل تدريجيا على إدراك الحد الفاصل بين حرية التنقل وضرورة الاستقرار في مكان معين. هكذا يتعود الطفل أيضا على إنجاز عمله إلى نهايته، دون إزعاج الآخرين أو عرقلة سير نشاطهم.
ما هي المبادئ التي يجب العمل بها لتنظيم الفضاء؟ المبدأ الثاني : يتعلق المبدأ الثاني بإشراك الأطفال في إعداد القسم وتنظيمه. يمكنهم مثلا تزيين جدران الحجرة بإنجازاتهم (رسوم، صباغة، ملصقات) أو بكتابات المربي. كما يمكنهم إحضار أشياء مسترجعة أو عناصر من الطبيعة، كالأغراس أو الورود، وكذلك المساهمة ببعض المواد الضرورية لبناء ركن من أركان اللعب : قنينات الحليب، كؤوس ”لياوورت“ الفارغة، أو معلبات وصناديق من الورق المقوى المستعملة، أو ألبسة بالية. هذا يقتضي بالطبع الإلحاح على مساهمة الأطفال الفعلية في بناء كل ركن من الأركان، لأن مشاركة الأطفال في هذا العمل تساعد المربي على خلق جو جماعي يشعر فيه الطفل بمسؤوليته إزاء مشروع المجموعة، بحيث يمتلك حيزه من الفضاء معتبرا إياه مكانا ثانيا للعيش بعد بيت أسرته.
ما هي المبادئ التي يجب العمل بها لتنظيم الفضاء؟ المبدأ الثالث : ينطلق هذا المبدأ من ضرورة إشراك الأطفال في التدبير اليومي للقسم. وبما أن العمل التربوي، من وجهة هذا المنظور الجديد، لم يبق مرتكزا على الدرس الملقن، بل أصبح يتمحور حول تنشيط مختلف الأعمال التربوية اليومية، فعلى المربي أن يتقيد بتوضيح كل مرحلة من مراحل المشروع المقترح على الأطفال بطريقة جلية ومنطقية، ملتمسا مساهمتهم في تنفيذه. فمن الضروري إذن، أن يتعلم الأطفال ترتيب الأدوات (اللعب التربوية، الملفات، الكتب، الأقلام اللبادية، المقص...)، وإرجاعها إلى أماكنها حتى يتسنى لهم العثور عليها بدون عناء في الحصة، أو في اليوم الموالي. ويجب عليهم أن يتعلموا أيضا تنظيف الطاولات بعد كل نشاط قد تنتج عنه أوساخ، ومساعدة المربي في الحفاظ على نظام ونظافة الفضاء التربوي.
ما هي المبادئ التي يجب العمل بها لتنظيم الفضاء؟ المبدأ الرابع : اعتبار أن التنظيم الفضائي للقسم عملية دائمة التطور، يجب تكييفها مع إيقاع تقدم الأطفال، ومشروع القسم، ومع كل نشاط جديد. فالأركان مثلا، منها ركن الطبيب، أو ركن السير على الطرق، تقام لمدة من الزمن تكفي المربي لتحقيق جملة من الأهداف. وبعد بلوغ هذه الأهداف، واستنفاذ اهتمام الأطفال بها، يمكن تعويضها بأركان جديدة. إذا سار المربي على هذا النهج، فإنه سيتمكن من تنويع الأنشطة التي يقترحها على الأطفال مناوبا الأنشطة الفردية والجماعية والأنشطة الحرة والموجهة، سواء داخل القسم أو خارجه. لاشك أن في المزج بين هذه الإمكانيات التربوية وسيلة تؤدي إلى أغناء تجارب الأطفال وتقوية طاقاتهم الخيالية، بالإضافة إلى تنمية علاقاتهم ومؤهلاتهم الاجتماعية مع تجنب أي عياء محتمل أو كلل قد يصيبهم. ولعله من نافلة القول التذكير بأن المربي يلعب دورا أساسيا في هذا التنظيم الذي يتحكم في نوعية نمو الطفل، كما أن نجاح المشروع التربوي رهين بانسجام عناصره : فالتناوب بين العمل الفردي والجماعي، وتتابع النشاط الحر والمعلمات الثابتة التي لا يجوز تجاوزها، والتعاقب بين أوقات اللعب والراحة وفترات الأشغال الموجهة، كل هذا يؤثر في نمو الطفل ويساهم في هيكلة شخصيته.
ما هي المبادئ التي يجب العمل بها لتنظيم الفضاء؟ المبدأ الخامس : الحرص على أن يكون إعداد القسم مسايرا للإيقاعات الفيزيولوجية للطفل واطمئنانه العاطفي، بمعنى أن على المربي أن يهيئ أمكنة هادئة، آمنة وموحية بطمأنينة الأطفال الصغار الذين تظهر عليهم علامات العناء. وذلك بتوفير الراحة لمن يريد أن يخلد إليها، أو تيسير وقت القيلولة لمن يريد أن يقيل، وبتنظيم أنشطة مهدئة كاللعب في ركن منزو، أو قراءة حكايات، أو الاستمتاع بصور مألوفة...
ما هي المبادئ التي يجب العمل بها لتنظيم الفضاء؟ المبدأ السادس : الحرص على جعل تنظيم القسم يعكس القواعد التي تسير عليها المؤسسة قصد تحسيس الطفل بالقوانين وتعويده على احترامها. ومن أجل تطبيق ذلك، يسهر المربي على تنظيم أنشطة تربوية منسجمة مع الضوابط والمبادئ التي تم إقرارها في المشروع التربوي، باتفاق مع الأطفال وباشتراك الفريق التربوي للمؤسسة. وينبغي ترجمة هذه القواعد والمبادئ، في حد ذاتها، إلى أنشطة تزاول مع الأطفال، قصد مساعدتهم على استيعابها ودمجها في سلوكا تهم اليومية.
ما هي المبادئ التي يجب العمل بها لتنظيم الفضاء؟ المبدأ السابع : الحرص على تنظيم الفضاء الداخلي والخارجي بكيفية لا تعرض الأطفال للخطر بل تضمن سلامتهم. من أجل ذلك، لابد أن يختار المربي الوسائل والمواد الجيدة لبناء الأركان داخل القسم، ولإقامة مجالات اللعب الخارجية. كما يتعين عليه من جهة أخرى تنظيم أنشطة موافقة لمؤهلات الأطفال، لأن دور المربي لا ينحصر في دعم أو تشجيع إنتاجهم والثناء عليهم، بل كذلك في اجتناب كل الأعمال التي تفوق طاقاتهم والمحفوفة بالمخاطر الجسمية.
ما هي المبادئ التي يجب العمل بها لتنظيم الفضاء؟ المبدأ الثامن : الحرص على إشراك أولياء الأطفال في تنظيم القسم، ليس فقط قصد الاستفادة من مساعدتهم المادية واستغلالهم كمصادر لتوفير مواد تجهيز القسم، وإنما لإقرار جو تعاوني وتبادلي يكون الطفل المستفيد الأول منه. إن هذا التبادل مع أولياء الأطفال يساعد المربي، طوال السنة، على توضيح منهجيته ومشاريعه ومناقشتها معهم. فعندما يتم إشراك أولياء الأطفال في الحياة اليومية للمؤسسة غالبا ما يسهل عليهم إدراك عمل المربي بكيفية أعمق والمساهمة فيه بكل تلقائية.
خلاصة القول تبرز هذه المبادئ المذكورة ضرورة إعطاء الأهمية القصوى من قبل المربي : * لتنظيم الفضاء، استجابة لمتطلبات المشاريع التربوية المراد تنفيذها، والأهداف والغايات التي يسعى إلى تحقيقها. * لمختلف إيقاعات الأطفال وسرعة تطورهم في هذه المرحلة العمرية. * لمتطلبات العمل المتنوعة، والتي تختلف حسب اختلاف الإمكانيات المتوفرة (المقرات، التجهيزات، الأدوات التربوية...). * لمساهمة أولياء الأطفال، ولحثهم على المشاركة الفعلية في حياة القسم والمؤسسة.
ما هي أشكال التنظيمات المختلفة للفضاء وانعكاساتها التربوية؟ * النوع الأول : التعليم المدرسي وجها لوجه. * النوع الثاني : التعليم المدرسي بالمجموعات. * النوع الثالث : التنشيط التربوي وإقامة الو رشات التربوية ومجالات للعب.
تنظيم القسم النوع 1
الإنعكاسات التربوية للنوع 1 *المربي هو المصدر الوحيد. *يخاطب المربي جميع الأطفال في آن واحد. *يتعامل الطفل أساسا مع المربي. * يقوم كل الأطفال بنفس النشاط في نفس الوقت. * يوجد الطفل دائما في وضعية الجلوس. * الطفل متعلم عديم الحركة، لا يشغل سوى طاقته الفكرية وقدراته الاستظهارية. * السبورة هي الدعامة التربوية الأساسية. * تملأ الطاولات كل فضاءات القسم. * تنقل الأطفال يكاد يكون محظورا. * التواصل بين الأطفال جد صعب.
تنظيم القسم النوع 2
الإنعكاسات التربوية للنوع 2 *يخاطب المربي جميع الأطفال في أن واحد، ولكن بإمكانه تكوين ثلاث مجموعات للعمل. *يمكن لكل طفل أن يتحدث مع صديقه على اليمين وعلى الشمال. *لم تبق السبورة هي الدعامة التربوية الوحيدة. * لا زال الطفل في وضعية الجلوس. * لا يشجع هذا التنظيم التربوي على الحركة وتنقل الأطفال بيسر. * التواصل بين الأطفال في تحسن نسبي بمقارنة مع الوضعية السالفة الذكر.
حصائر حصائر م ل ص ق ا ت مــلــصـقـات وظـيـفـيـة ت ر ت ي ب تنظيم القسم ركن التجمع النوع 3 ركن المكتبة رفــوف فــرديــة طاولات فردية ب ا ب س ب و ر ة و ر ش ة الــتــرتــيـب ركن اللعب ترتيب ترتيبT ماء ورشة Aملصقات ت . تشكيلية
الإنعكاسات التربوية للنوع 3 *يمكن للأطفال أن يتنقلوا من مكان لآخر. *يمكن للأطفال أن يغيروا وضعيات أجسامهم (من حالة الجلوس إلى الوقوف، الاستلقاء أو على ركبتيهم أو متربعين...). *يمكن للمربي أن يشتغل مع جميع أطفال القسم كمجموعة كبرى أو في مجموعات صغيرة، أو يركز نشاطه على كل طفل على حدة، وبالتناوب. * يمكن للأطفال أن ينتظموا في أنشطة خارج المراقبة المباشرة للمربي. * الوسائل التربوية الداعمة متنوعة (الأركان موجودة). * يمكن للأطفال أن يتواصلوا. * يمكن للمربي أن ينمي علاقة انفرادية مع كل طفل على حدة. * لا يقوم الأطفال بنفس المهمة أو النشاط في نفس الوقت.
كيف ننظم القسم؟ إن التنظيم الفضائي للقسم والمنهجية التربوية شيئان مرتبطان، بمعنى أن الحجرات والوسائل التربوية الموضوعة رهن إشارة الأطفال والمربي، تلعب دورا مهما في نجاح أو إخفاق مشروع تربوي. وبمعنى آخر، أن سوء توظيف وتدبير فضاء القسم، يعيق حتما العلاقة المتبادلة بين المربي والأطفال. وعلى النقيض من ذلك، فالأقسام التي تستغل جيدا تتيح للأطفال فرصة إشباع حاجاتهم في التحرك والتنقل من مكان إلى آخر بدون إزعاج أو تضايق متبادل، وتجنب المربي حصر دوره في النهي والمراقبة الدائمة لحركة الأطفال وتعبيرهم. لذلك يجب علينا أن نعمل على إدخال نمط جديد في تنظيم فضاء القسم، استجابة لحاجات الأطفال في التعبير والتعلم والتحرك.
ترتيب تجهيزات القسم إن التجهيزات التقليدية من مقاعد وطاولات وسبورات، المنبثقة عن النمط المتبع في المدرسة الأساسية، لا تستجيب لحاجات الطفل في سن ما قبل التمدرس. هذا النوع من التجهيز، الذي نصادفه في معظم المؤسسات التي تستقبل الأطفال في سن ما قبل التمدرس يعيق كل محاولات المربي لإدخال تجديدات تربوية وأنشطة تلبي بالفعل حاجات الطفل، وتتلائم مع اهتماماته. إن نوعية العلاقة التربوية الوحيدة التي يتيحها هذا النمط في تنظيم القسم وترتيب تجهيزاته هي العلاقة التي تنجم عن نمط تعليمي مدرسي صرف، يرتكز أساسا على الترديد الآلي والحفظ عن ظهر قلب للدروس الملقنة تلقينا من قبل المربي، بحيث لا يحق للطفل أن يبرح مكانه حتى نهاية الحصة الصباحية أو الزوالية. إن أي إرساء لعلاقة تربوية جديدة، يقتضي تغيير وضعية تجهيزات القسم حسب سن الأطفال وحسب الأهداف التربوية المتوخاة. وهذا يعني أن على المربي أن يضم الطاولات بعضها إلى البعض لتمكين الأطفال من العمل في مجموعات صغيرة، ثم يحاول تدريجيا تدبير عمله التربوي بإدخال وسائل تربوية أخرى كالألعاب، مثلا، حول الأركان، أو الأنشطة داخل الورشات التربوية، أو الخرجات، أو التربية البدنية، أو النفس الحركية... وأن يعي أيضا بأن السبورة ليست الدعامة التربوية الوحيدة لكل الأنشطة.
كيف نستثمر الفضاءات المحيطة بالقسم؟ في معظم مؤسسات التربية ما قبل المدرسية، يقتصر المربون والأطفال على استغلال الفضاء الداخلي للقاعة أو للقاعات المتوفرة. وهذا ناتج بالطبع عن نوع العلاقات السائدة في هذه المؤسسات بحيث لا يعير القائمون عليها اهتماما كبيرا للممرات والساحات الداخلية ولا الخارجية عندما تكون موجودة (ولا تستغل إلا في أوقات الاستراحة). والحالة أن هذه المرافق لا تخلوا من فائدة تربوية، لأنها تكون مجالا لتنشيط حصص تربوية، ولإشباع حاجات الأطفال إلى الحركة والتنقل والنشاط. وعلى ضوء ما قيل، يمكن تثبيت لوحات من الخشب المعاكس (كونتربلاكي) على جدران الممرات، واتخاذها مجالا لممارسة أنشطة الصباغة. هكذا يستطيع الطفل، من جهة، مزاولة الصباغة واقفا، مما يحرر حركة ذراعه، ثم يشارك، من جهة أخرى، في الصباغة الجماعية، الأمر الذي يخدم تنشئته الاجتماعية.
كيف نستثمر الفضاءات المحيطة بالقسم؟ تستعمل الساحة الداخلية بدورها، أو الساحات، في حصص التربية البد نية أو أنشطة الألعاب الحرة أو الغنائية أو المقننة. كما يمكن استغلال الساحات المجاورة أو البقع الفارغة، والاستعانة بالآباء، لإقامة بساتين الخضر فيها، أو أكواخ ومتاهات بالعجلات المطاطية، وأراجيح بالحبال، وألعاب التوازن بجذوع الأشجار... ومن البديهي أن يبحث كل مرب عن حلول مناسبة للوضعية الخاصة بمؤسسته، فلا يتردد، مثلا، في التماس العون والمساعدة من الأطفال والآباء، وحتى من السلطات المحلية للحصول مثلا على رخصة استغلال ساحة فارغة تابعة للمصالح البلدية، ليتخذها مكانا للعب أو لممارسة أنشطة تربوية أخرى.
إعداد الأركان يمكن للمربي أن ينتقي وسائل متعددة لبناء ركن من الأركان تجدون بعض النماذج منها في البطاقات التقنية في العدد الثاني من الدليل، كأن يتخذ مثلا من زيارة مع الأطفال إلى السوق مناسبة لبناء ركن الدكان، أو ركن بائع الفواكه، ومن زيارة للحي فرصة لبناء ركن الخياط أو الحلاق أو ركن المستوصف، أو أن ينطلق من موضوع مألوف لدى الأطفال كركن المطبخ أو الاستراحة أو بيت الضيوف... كما يمكنه أن ينطلق في إعداد هذه الأركان من المشروعات التي ينوي الاشتغال عليها مع الأطفال خلال السنة. من هذه المشروعات، مثلا، ما يدخل في محور : * الفصول * مراحل الحياة * التربية الخلقية * التربية من أجل الصحة * الخ. ومن الضروري الحرص على تجديد الأركان التي تشغل حيزا من القسم، حتى يستطيع الأطفال باستمرار التصرف في فضاءاته للعمل والنشاط، وامتلاك أدوات للتناول والاشتغال، ومواضيع تحث على التعبير بمختلف أشكاله. وهذا النوع من التنظيم يساعد المربي على العمل مع كل طفل على حدة، أو في إطار مجموعات، أو مع جميع الأطفال في آن واحد.
خلاصة القول يتمثل في دور المربي بالنسبة للأركان، يعتبر دور المربي أساسا دور منشط ومصاحب. ومن واجبه توجيه الأطفال في نشاطهم عن طريق توفير الشروط المادية والتربوية الكفيلة باستقطاب اهتمامهم، وبعث رغبة الاستكشاف والتعلم لديهم. ولا يتدخل إلا لمساعدة الأطفال على التفكير، وطرح الأسئلة المناسبة لتنمية تعبيرهم ومخيلتهم وذكائهم... أما فيما يخص بناء أركان الألعاب، يجب أن يحرص المربي على إشراك الأطفال في جميع مراحل هذا البناء، بغية تمكينهم من الشعور بأن الأركان ومواردها ملك لهم، وبأنهم مسئولون عن صيانتها.