E N D
بسم الله الرحمن الرحيموالحمد لله رب العالمينوالصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وآله وصحبه المنتجبينرب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قوليأهلاً وسهلاً بكم في ورشة العمل(( الاتصال الفعال في العلاقات الأسرية ))ونسألكم الدعاءأخوكمالأخصائي النفسي / أحمد حسن آل سعيدبالعيادة السلوكية بإدارة المراكز الصحية بقطاع القطيف
قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم(( إن الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ))صدق الله العلي العظيم
فكروا في شخص ما لا تحبون أن تتكلموا معه ولا البوح بما في قلوبكم إليه يا هل ترى ما السبب؟هل لقلة صبره وعصبيته أو أنه لا يهتم بالآخرين أم أنه ينتقد الآخرين كثيراًأو أنه غير محبوب من قبلكم لأنه ثرثار وفضولي أو نمام؟
فكروا في شخص تحبون أن تتكلموا معه وتبوحون بما في قلوبكم إليه يا هل ترى ما السبب؟هل لأنه يهتم بالآخرين ولأنه ساعدكم عندما واجهتكم مشكلة ما أم لأنه صبور وهادئ أو أنه لا ينتقد كثيراً أو غير ثرثار أو فضولي أو نمام؟
أكيد ستختارون شخص تتكلمون معه لأنه..متفهم للأموروموثوق عندكمولا ينتقد تصرفاتكمويقدم المشورة لكم بكل سرورويستطيع دخول عالم الآخرين ويتقبل عواطفهم الجياشة
الكل منا ينشد..عن التفهم وعن التقبلوعن المداراة في التعاملوعن المحبة وعن الاحتراموعن الصفاء وعن الصراحة
وهناك من يبحث عن من يقدره ويتقبله ويحترمه ويسمع له ويخلص له ويخاف عليه وعن من يضحي معه ويتفهم ظروفه ويتفهم مشاعره وعن من يكون صديق له ويتناسب معه فكرياًوالكل منا يبحث عن الطريقة الحسنة في التعامل والمريحة في الكلام والتواصل الفعال معه.
فمن اجل أن ينعم الأبناء بالحياة الأسرية السعيدة والاستقرار الأسري ومن اجل أن ننعم بهذه النعمة التي وهبنا الله إياها وهي نعمة الأبناء لا بد من التواصل الايجابي معاً والتي يمثل فيها الوالدان العمود الفقري للتواصل الفعال في العلاقات الأسرية والأساس لاستقرار العائلة وهما القدوة الحسنة للأبناء لذا نحن بحاجة لإتقان مهارات الاتصال الفعالة مع جميع أفراد الأسرة..
إذاً علينا..إتاحة الفرصة لأفراد أسرتنا صغار وكبار وأزواج للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم و حسن الاستماع لهم وتقبلهم.يعتبر الاتصال الفعال في العلاقات الأسرية من أهم عوامل التماسك الداخلي للأسرة السليمة المستقرة وينعكس على الأسرة بالطمأنينة والسكينة في علاقاتها في ما بينهاوالاتصال الفعال في أي علاقة أسرية يعكس لنا أن حياة هذه الأسرة حياة متزنة انفعالياً واجتماعياً وتعكس لنا أن هناك علاقة الحميمة فيما بين أفرادها.
وعلينا ايضاً.. كآباء وأمهات ومربين كي نجعل من ابنائنا يتواصلون معنا علينا أن نعطي الفرصة للتواصل عن طريق السماع والإنصات لهم وأيضا محاوله الأخذ والرد معهم والحوار حين يتحدثون أو يلعبون أو في إي حركة وسلوك وعدم إفحامهم ومحاولة إحباطهم وتقليل رغبتهم في التواصل معنا عن طريق عدم اهتمامنا لما يقولون أو ما يفعلون او عدم تفاعلنا معهم بشكل سليم.
لو سألنا أحد الوالدين " هل تتحدث مع طفلك ؟ ” لأجاب " أكيد أنا أتحدث مع طفلي ” إلا أن أكثر الآباء عادة ما يكون حديثهم مع الطفل يكون غالبيته مكوناً من النقد والتذكير والتهديد والإلحاح أو المحاضرة والاستجواب والوعظ والتوبيخ وهكذا وأن كانت مدفوعة بنية حسنة إلا أنها تضعف بدلاً من أن تحسن التواصل وتزيد من توتر العلاقة .
ما هو دورك عندما يعبر طفلك عن مشاعره ؟سواء كانت مشاعر الغضب أو الخيبة أو الخوف وربما تكون هذه مشاعر خاطئة فلابد من البعد عنها ومع ذلك فأن الكثير منا لا يعرف كيف يتصرف إزاء هذه المشاعر عندما يقوم أحد أطفالنا بالإفصاح عنها وكثيراً ما نستجيب لهذه الانفعالات بالأدوار التالية.. دور المحقق أو الضابط أو دور الأخلاقيأو دور العالم الفاهم أو دور القاضي أو المنتقد أو دور الأخصائي النفسي أو الاجتماعي..
إذاً ما هو الاتصال الفعال؟هو كل سلوك يقوم به الفرد مع الآخرين بعيد عن.. العنف أو التذمر أو التهديد ويشعرهم.. بالراحة النفسية والقبول ويحدث تبادل من الاحترام بين الطرفينومن مهارات الاتصال الفعال في العلاقات الأسرية..
1- مهارة الإصغاء وحسن الاستماع..الإصغاء هو الإنصات والتنبه وتقاطع العينان وعدم مقاطعة الحديث وهناك شيء آخر ألا وهو لغة الجسد فأحياناً الجسد يتكلم قبل اللسان فعندما نكون مصغين بشكل جيد فإننا سنشعر ونحس ونرى ما هي وضعية المتحدث.والنظر بهدوء إلى عين الطفل وعدم التحديق فيه.والاستماع إلى الكلمات بالاهتمام المناسب. والانتباه إلى الإشارات الجسمية.. مكان العين والشفاه المشدودة وحركة اليد والرجل المتوترة وكذلك تغيرات الوجه. والانتباه إلى نبرة صوت المتحدث.وتقليل المقاطعات قدر الإمكان.
2- مهارة اللباقة في الحديث..قال تعالى.. (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)وهذا درس تربوي من أفضل دروس التعامل مع الآخرين.واللباقة ليست بالانفعال وبفرض الرأي وعدم الإصغاء.
3- مهارة احترام الرأي.. مما هو محبب لدى أي إنسان أنك تحترم رأيه واختلاف الرأي كما يقال لا يفسد بالود قضية فلا يمكنني أن أتواصل مع أي شخص كائناً من كان إذا كنت لا أبالي برأيه وانظر له نظره دونية أو احتقار أو عدم تقبل فكل هذا يلغي التواصل فيما بيننا أما إذا كان هناك احترام متبادل في الاستماع لرأي الآخر فأكيد سيختلف الأمر وسيصبح التفاعل سليماً مئة بالمائة.
4- مهارة التقبل وتفهم المشاعر.من أفضل ما يقوم به الزوجان تجاه شريك حياتهماوكذلك الآباء والأمهات تجاه أبنائهم هو بأن يتفهموا مشاعرهم وهل هم بحاجة ماسة للحديث معهم أم أنهم لا يرغبون ذلك أم غير قادرين على الكلام الآن وفي هذه اللحظة بالذات.ومتى ما تمكنا من تفهم مشاعر زوجاتنا وأزواجنا وكذلك أبنائنا كسبناهم والعكس صحيح وهو متى ما لم نراعي ذلك فسنخسرهم.
5- مهارة المداراة..المداراة وما أدراك ما المداراة فهي نصف العقل كما يروى عن أهل البيت عليهم السلام حيث أن الحكمة في الحديث تنطلق من المداراة فهي ليست مجاملة ربما يفهما البعض أو نفاقاً وإنما هي عملية توازن في الحديث خاطبو الناس على قدر عقولهم كما يقال وليس بأعلى كتكبر أو نظرة دونية أو فوقية وأن نداري في حديثنا مع الآخرين بأن لا نجرح مشاعرهم وان نقول الكلام المناسب معهم ومجاراتهم.
6- مهارة الحوار الايجابي..وهي علي أن اعرف من أين أبدأ ومتى وكيف وأتقن فن الحوار الايجابي الفعال وعدم استخدام الحوار اسلبي أو الجدال الغير حسن.
7- مهارة السؤال..هناك مهارة وفن لطرح السؤال بأن يكون السؤال غير مزعجاً ولا يكون على شكل تحقيق وإنما للعلم والتفاهم والتفهم والتواصل السليم فصيغة السؤال وطريقة طرح السؤال ومضمون السؤال وتوقيت السؤال مهم أن يكون مناسباً.
8- مهارة التوقيت.. هو أن أقول ما يناسب في الوقت المناسب وحسب استعداد الشخص الآخر فمثلا قد تكون هناك مشكلة لأحد الأولاد بالمدرسة وما إن يدخل الزوج المنهك من عمله وإذا بالزوجة المسكينة توجه وابلا من الكلام الناقد واللاذع وقد يعود عليها وعلى ابنها بالأسوأ.
9- مهارة الصراحة والمصداقية.. الصراحة والمصداقية لابد أن تبنى على أسس صحيحة وأهمها الصدق وعدم المراوغة واللف والدورانوكما يقال الصراحة راحة.
10- مهارة تجاوز الأخطاء والتسامح.. اقبل عذر أخيك وان ظننته مخطأ والعفو من شيم الكرامومن عفا وأصلح فأجره على اللهفما بالك بشريك حياتك أو بابنك لهذا التجاوز مهارة جدا مهمة في استمرار التواصل مع الآخرين وبها تدوم العلاقات الأسرية فغفران الزلات نوع من الكرم المحمود.
(( إن الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ))صدق الله العلي العظيم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمينوصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبينوشكراً لكم جميعاً على الحضور والاهتمام والتفاعل معنا فيورشة العمل عن الاتصال في العلاقات الأسريةونسألكم الدعاءأخوكم.. الأخصائي النفسي / أحمد حسن آل سعيدبالعيادة السلوكية بإدارة مراكز الرعاية الصحية الأولية بالقطيف