التعليم عن بعد فى الشرق الأوسط (الدول العربية)

التعليم عن بعد فى الشرق الأوسط (الدول العربية) دور تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى تلبية إحتياجات المؤسسات التعليمية والدارسين وهيئات الإعتماد تقديم : عادل رزق مدير عام منظومة جاما التعليمية GamaLearn - الإمارات العربية المتحدة عضو مجلس إدارة الإتحاد العربي للنشر الإلكتروني مستشار الشبكة العربية للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد

التعليم عن بعد فى الدول العربية .. إلى أين ؟

مقدمة سريعة • تتزايد الحاجة إلى استخدام الأنماط المختلفة من استراتيجيات التعلم الذاتي، وذلك لمقاومة القصور المتزايد فى الإمكانيات المادية و الكفاءات المهنية لأعضاء هيئات التدريس الجامعية مقارنة بأعداد الطلبة الهائلة .وعلى الرغم من النتائج المتوقعة من استخدام نظم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، فإن الكثير من العقبات مازالت تواجه تفعيل هذه الأنظمة في عدد من المؤسسات التعليمية في الشرق الأوسط.يمكننا القول بأن التعليم عن بعد بأشكاله وأنماطه المختلفه يعتمد فى نجاحه وبشكل كبير على كفاءة المحتوى التعليمي الخاص بالبرنامج الأكاديمي المستخدم

ولكى نصل إلى نموذج يمكن أن نبنى عليه فى مجال التعليم عن بعد ، لابد أن نستعرض الواقع الذى يحيط بنا فى الدول العربية ويؤثر فى التعليم عن بعد بشكل مباشر أو غير مباشر • موضحين بعض التجارب الناجحة فى الدول العربية وجامعاتها بالإضافة إلى الإقتراب أكثر من هيئات الإعتماد والجودة ومتطلباتها من مؤسسات التعليم عن بعد • والدور الذى تلعبه تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى هذا المجال وأثرها على ممارسات التعليم عن بعد وعلى صناعة المحتوى الإلكتروني وتعتبر شرطا ضروريا من الشروط التى تصر عليها هيئات الإعتماد والجودة

ثم نحاول أن نستعرض أهم المعوقات التى تعترض سبل تطبيق التعليم عن بعد وصناعة المحتوى الإلكتروني فى الجامعات العربية . • كما نوضح بعض المشاريع والمبادرات التى تنفذ على الأرض حاليا فى البلدان العربية فى الشرق الأوسط لدعم التعليم عن بعد وكذلك لدعم عمليات الإعتماد والجودة بالجامعات العربية بالإشتراك مع بعض الشبكات والمؤسسات التعليمية المختلفة

محاور العرض • واقع التعليم عن بعد فى الجامعات العربية • متطلبات الاعتماد الأكاديمي لمؤسسات التعليم عن بعد • العلاقة بين التعليم الذاتي والتكنولوجيا الحديثة • مشاكل ومعوقات تطبيق التعليم عن بعد وصناعة المحتوى الرقمي • مشاريع ومبادرات لدعم التعليم عن بعد والإعتماد والجودة بالجامعات العربية

واقع التعليم عن بعد فى الجامعات العربية • لازالت الدول العربية عموما في المراحل الأولى لاعتماد أو تطبيق هذه التجربة • هناك عدم وضوح وتباين فى المفاهيم الخاصة بالتعليم عن بعد بين المؤسسات التعليمية التى تقدم برامجه من حيث آليات التطبيق والتنفيذ • عدم وجود مرجعيةضمن كل هيئات الإعتماد الأكاديمي بالدول العربية التى مازالت حديثة العهد بتطبيق معاير الجودة والإعتماد على المؤسسات التعليمية وبرامجها الأكاديمية فى التعليم التقليدي • هناك إختلافات فى تلك المعايير بين هيئات الإعتماد والجودة فى الدول العربية المختلفة

شهدت السنوات الأخيرة انطلاق عدة تجارب ناجحة للتعليم عن بعد: • الجامعة الافتراضية السورية التي تقدم برامج تعليمية متعددة • جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية فى الإمارات بثلاثة كليات متخصة • الجامعة المصرية الإلكترونية كجامعة حكومية للدراسات العليا • تفتقد برامج التعليم عن بعد إلى إستراتيجيات للتقييم وقياس المخرجات المتوقعة . • تميل معظم الجامعات العربية إلى الأخذ بنظم التعليم المدمج Blended حيث طبقت نسب مزج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني تتراوح بين 30% إلى 70% .

خلال جائحة إنفلوانزا الخنازير أعطت الدول العربية مزيدا من الإهتمام لتعزيز دور ومساحة إستخدام أدوات التعليم عن بعد وخاصة فى المرحلة ماقبل الجامعية ثم مالبثت أن تلاشت !! • تتعاون بعض الجامعات العربية مع دول أخرى فى مجال الدراسات عن بعد وخاصة فى مجال الدراسات العليا ، إلا أنها لم تصل للإعتراف بالشهادات العلمية الناتجة عن ذلك مما يستلزم النظر إلى منظومة الإعتراف والمعادلة للشهادات والدرجات العلمية مرة أخرى .

متطلبات الاعتماد الأكاديمي لمؤسسات التعليم عن بعد ينبغي إعادة دراسة أقسام تكنولوجيا المعلومات على ضوء الوصف الوظيفي والمهام الجديدة في حالات التعليم عن بعد

العلاقة بين التعليم الذاتي والتكنولوجيا الحديثة • تتغير وتتطور صور و أنماط التعليم عن بعد بتزايد نمو و تطور تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبروز أنماطا جديدة أكثر فعالية وسهولة فى الاستخدام. • أصبح استخدام النظم المتعددة للاتصالات و المعلومات و التعليم عن بعد من العناصر الجوهرية المستقرة والمتنامية في منظومة التعليم المتكاملة في المجتمعات المتقدمة • توفير الإمكانيات والتخطيط بروية والإختيار من بين الأنماط المتعددة للتعليم عن بعد وتقنيات الاتصالات و المعلومات يمكن أن يساهم بقدر كبير فى الارتقاء والاصلاح المستهدف لنسق التعليم في البلدان النامية عوضا عن إنتاج أنماطا لنظم تعليم عن بعد مشوهة ومنخفضة الفاعلية(د. نادر فرجاني)

الاستغلال الجيد للتقنيات الحديثة في مجال المعلومات والاتصالات في نظم التعليم عن بعد، يمثل تحديا ليس بالهين في بناء تلك الانظمة لما له من تأثير كبير على نجاح أو فشل محاولة تفعيل استخدام تلك الانظمة بالمؤسسات التعليمية . • التعليم عن بعد يشتمل على مجموعة كبيرة من تطبيقات الحاسب ووسائط الاتصال الحديثة كالأقمار الصناعية و كذا الاتصال الهاتفي وتوصيل البث الإذاعي و المرئي، صوتا وصورة، لمواقع نائية دون إضافة عبء تكلفة لإقامة شبكات بنية أساسية أرضية.

الهندأعتمدت كثيرا ومنذ فترة طويلة على تطويع التكنولوجيا ومستجداتها لتوسيع فرص التعليم للقرى النائية فيها ولأهل الجبال إعتماد على التعليم عن بعد والذى يدار من خلال مجموعة من الجامعات الهندية منها جامعة إنديرا غاندي الوطنية المفتوحة IGNOU للدراسة عن بعد . • كوريا الجنوبية ضمن مشروعها للتعليم عن بعد فى الجامعات الكورية المختلفة ومنها الجامعة الكورية الوطنية المفتوحة KNOU على التوسع فى إستخدام وتفعيل التعليم بإستخدام الموبايل M-Learning وتوفر شبكة وطنية تربط بين الجامعات الكورية لإنتاج موادا تعليمية تناسب تلك الوسيلة مع التوسع فى إضافة الخدمات المختلفة بإستخدام الموبايل .

مشاكل ومعوقات تطبيق التعليم عن بعد والمحتوى الرقمي • يعانى التعليم عن بعد من انخفاض المكانة الاجتماعية نظرا لغياب الثقافة المجتمعية الداعمة له، حيث مازال يُعد من وجهة نظر الكثيرين تعليما من الدرجة الثانية. • تمثل ضعفالبنية التحتية التكنولوجية فى بعض الدول العربية - اللازمة للنظم التعليمية والتدريبية الإلكترونية وكذلك لنظم الدعم المرتبطة معها- تحديا كبيرا لتنفيذ برامج التعليم عن بعد وماترتب عليها من عدم الإستفادة من التطبيقات الجيدة

تمثل تكلفة صناعة وتشييد البنية الأساسية والمعدات والبرمجيات اللازمة لتطبيق أنظمة التعليم عن بعد خاصة التفاعلي منها ميزانية مرتفعة بدرجة كبيرة قد تكون معوقة فى بعض الأحيان(فى الوقت الذي تعانى فيه الأنظمة التعليمية فى كثير من الدول العربية من قصور حاد فى الامكانيات المادية) . • عدم وجود برامج التدريب الفعالة والصيانة المستمرةيترتب عليه تضاؤل استخدام المعدات الحديثة إلى جانب طفيف من إمكانياتها .

وعلى السياق التنظيمي والإداري قد تصطدم نظم التعليم عن بعد بالأنظمة الإدارية التقليديةإذ إن نسق التعليم عن بعد أعقد من التعليم التقليدي، ومن ثم يحتاج لأنظمة أكفأ وإدارة أرقى • ويكمن نجاح التعليم عن بعد في اللامركزية ومرونة القيادات التعليمية ، والتى في العادة تكون أكثر جمودا وتمسكا بالسلطة واغترابا عن فكرة نظم التعليم عن بعد ومحتواها التقني من الأجيال الأصغر في المؤسسة التعليمية. • عدم توافق النظم الإدارية والتنظيمية للمؤسسات التعليمية مع معايير الجودة والاعتماد ، وعدم وجود أنظمة دعم ومتطلبات مختلفة عن التعليم التقليدي تجعلها تفشل فى الحصول على "الاعتراف" اللازم للمؤسسة العاملة في ميدان التعليم عن بعد.

مشاكل ومعوقات تطبيق التعليم عن بعد والمحتوى الرقمي • يتخذ أعضاء الهيئات التدريسية من التعليم عن بعد موقفا سلبيا وتشوب صناعة المحتوى التعليمي الخاصة به سلبيات متعددة نذكر منها : • الاعتراض الضمني أوالصريح وذلك بالنسبة لتطبيق نظام التعليم عن بعد ،حيث تبين من خلال المناقشات فى الكليات ذات الأعداد الكبيرة أن الإعتراض مرده إلى إعتماد عضو هيئة التدريس على توزيعه للكتاب التقليدي المطبوع على دارسيه خلال الفصل / العام الدراسي ، مما جعله يناصب الفكرة العداء فى بعض الأحيان أو يقرر عدم التجاوب مع متطلبات تنفيذ خطة التحديث المطلوبة سواء على مستوى المنهج التعليمي أو المادة التعليمية • وتعتبر عدم الرغبةلدى بعض أعضاء الهيئات التدريسية فى إخضاع المنهج الأكاديمي الذى يقوم بتدريسه للمراجعة والإعتماد والخلط بين محتوى المادة من ناحية وطرق التدريس من ناحية أخرى احد أبرز مشاكل ومعوقات تكوين وبناء المحتوى التعليمي لمشاريع التعليم عن بعد المقترحة من قبل بعض الجامعات العربية ..

وتختلف المشاكل فى الجامعات التى لديها برامج للتعليم عن بعد فبعض تلك المؤسسات تقدم موادا تعليمية قديمة ولم تحدث منذ عشرة أعوام مضت بنيت أساسا كنسخة إلكترونية من الكتاب الأصلى. • هنا تبرز أهمية "التصميم الموجه أو المبرمج " للمادة العلمية Instructional Designوالذى يعنى بتصميم بنية المحتوى التعليمي لمادة ما بحيث يتم توجيه وإرشاد الدارس إلى الأهداف المرجوة من خلال خطوات مقصودة ومحددة مسبقا • لا يوجد تنسيق وتعاون بين المؤسسات التعليمية والإتحادات والشبكات العربية لدعم وإنتاج محتوى رقمي عربي جامعي وهناك أعمال فردية متفرقة ولاتوجد صناعة عربية حقيقية حتى الآن .

مشاريع ومبادرات لدعم التعليم عن بعد • أطلقت منظومة جاما التعليمية خلال 2010 مبادرتين لدعم مؤسسات التعليم العالى بالدول العربية بالتعاون مع تكتلات عربية وإقليمية هما : • "تعليم وتواصل" • “تقييم وبرامج“

مبادرةتعليم وتواصل للمؤسسات التعليمية العربية • أطلقت منظومة جاما التعليمية مبادرتها "تعليم وتواصل” فى إجتماعات الشبكة العربية للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد وكذلك فى مؤتمر منظمة الإسكوابدمشق والهادفة إلى تيسير ودعم وتطوير التعليم من خلال توفير نظم متكاملةلإدارة التعليم والتدريبوالإعتماد للمؤسسات التعليمية العربية.

كما تم التأكيد عليها وتطويرها فى كوالالمبور بماليزيا فى إبريل 2010 على هامش مؤتمر صياغة معايير الجودة والإعتماد للتعليم عن بعد فى الجامعات الماليزية لتطرح بصورة مجانيةداخل الجامعات العربيةوالإسلامية غير الربحية المختارة

وبموجب هذه المبادرة ، تحصل المؤسسات التعليمية غير الربحية فى العالمين العربي والإسلامي من منظومة جاما التعليمية على النظم التعليمية المتكاملة SmartZone-GSATوبدون أن تتحمل أى تكلفة فى شراء حق إستخدام تلك النظم:

ستتولى المنظومة تمويل تكلفة ذلك ضمن مبادرة "تعليم وتواصل" ، كما يتم إصدار رخصة تشغيل سنوية للنظام الأساسي بمقابل 1 دولار أمريكي فقط وتكون تكلفة الحصول على حساب تعليمي لكل طالب لكل مادة فى الفصل التعليمي مقابل 1 دولار أمريكي فقط.

Get exercises from instructor Add comments and useful note, get it back anytime anywhere Chatting area Arabic/English between students

SmartZone-GSAT

مبادرةتقييم وبرامجلبناءبرامجأكاديميةمعتمدة • طرحت مبادرة تقييم وبرامج فى إجتماعات الشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي بعمان فى يناير 2010

تهدف إلى بناء ”برامج أكاديميةمشتركة معتمدة“ بين مجموعة من الجامعات برعاية ومراجعة وإعتماد هيئات الإعتماد الموجودة فى بلدان الجامعات . • عمل حوسبة لنظم الإعتماد والتقييم لتنفيذ الجزء الأكبر من إجراءات المراجعة والإعتماد للبرامج والمؤسسات التعليمية بشكل إلكتروني إلى جانب الجزء البشري .

لتحقيق الأهداف السابقة تستهدف المبادرة : • تحقيق شراكة مع الجامعات العربية وهيئات الإعتماد الأكاديمي ذات الصلة بها • توفير بنية وآلية إلكترونية يمكن للمؤسسات التعليمية من خلالها تقديم الخدمات الداعمة لطرح البرنامج الأكاديمي .

مشاركة الجامعات من خلال البرنامج الأكاديمي المناظر بالجامعة للبرنامج المختار ، مع التنسيق بين الأطراف المشتركة لتحديد المكونات التعليمية التى تقوم بها كل جامعة ضمن مراحل بناء البرنامج الأكاديمي . • شاركت حتى الآن الجامعة الإفتراضية السورية وجامعة البلقاء للعلوم التطبيقية بالأردن وجامعة أسيوط بمصر.

مشاركةهيئات الإعتماد والجودة من خلال توفير وإستخدام وتطبيق المعايير الخاصةبها فى مجالات كل من الفعالية التعليمية والقدرة المؤسسية وكذلك توفير نماذج التقييم ودليلالمؤشراتوالتقارير الموحدة . • شاركت حتى الآن هيئات الإعتماد فى كل من الإمارات والأردن والسعودية .

مشاركة الشبكه العربية لضمان الجوده في التعليم العالي تتمثل فى التنسيقمع هيئات الإعتماد بالدول العربية المختلفة لتذليل الصعاب التى تظهر أمام المشروع خلال تطبيق مراحله المختلفة.

كيف تنفذالمبادرة؟ Bahrain Egypt Libya UAE تنفذ المبادرة بمشاركة هيئات الإعتماد المختلفة فى الدول العربية Palestine Sudan Jordan Kuwait Oman KSA ويتم التنسيق بينهم من خلال الشبكة العربية لضمان الجودة

المؤشراتالمشتركة المؤدية إلى هذه العناصر يتم حصر وتجميع كل من : العناصر المشتركة تحت كل معيار المعاييرالمشتركة المستعملة في البلاد العربية وكذلك نماذج التقييم والإستبيان وجمع البيانات ذات الصلة

على مستوى هيئات الجودة هناك العديد من الجامعات المعنية بطلب الإعتماد لبرامجها الأكاديمية المختلفة سواء الجديد منها أو القديم

توفر المبادرة مناطق عمل مشتركة رئيسية ولهيئات الإعتماد والجامعات التابعة لها مع نظم لبناء البرنامج الأكاديمي وإعتماده وفقا للمعايير

منطقة عمل هيئة الإعتماد والجودة منطقة عمل الجامعة منطقة عمل الجامعة منطقة عمل الجامعة SmartZone GSAT SmartZone GSAT SmartZone GSAT برنامج أكاديمي مشترك أهداف تعليمية خاصة بكل جامعة تعمل فيها بشكل فردي وذلك حسب رؤيتها ورسالتها أهداف تعليمية مشتركة بين كل الجامعات ويتم العمل فيها بشكل جماعي

الإشتراك والتسجيل من خلال الموقع www.GamaLearn.com الإستفسارات حول مبادرة ”تعليم وتواصل“ taleem@gamalearn.com الإستفسارات حول مبادرة ”تقييم“ taqeem@gamalearn.com

الخاتمة والتوصيات • لقد تجاوز العالم اليوم مسألة مناقشة أهمية التعليم عن بعد ومبرراته وضرورة الأخذ به وصار التركيز ينصب اكثر فأكثر على مسألة تجويد نوعيته وتحسين كفاءة مخرجاته ليرتبط ارتباطا عضويا باحتياجات الدارسين وسوق العمل ومستلزمات التنمية . • ورغم المحاولات الجادة فى العديد من الدول العربية لتفعيل نظم التعليم عن بعد إلا أنه لم يصل لمرحلة الثبات والإعتراف به فى كل الأقطار العربية ومازال ينظر إليه نظرة ريبة وحذر من المسؤولين القائمين على التعليم وذلك يرجع لمجموعة أسباب ذكرناها ضمن النقاط السابقة • لن يتم إحداث إختراق فى المفاهيم السائدة الآن وتفعيل كامل لتلك النوعية من نظم التعليم مالم تتكون مجموعات وتكتلات إقليمية تعمل على محاوره المختلفة ضمن منظومة عمل واحدة تهدف أولا إلى توحيد المعايير اللازمة للجودة والإعتماد لكل من المؤسسات التعليمية والبرامج الأكاديمية وإلى الأخذ بمبدأ المشاركة فى الإنتاج للمحتوى التعليمي الإلكتروني وغيره سواء على مستوى إنتاج المقررات المطلوبة وصولا إلى إنتاج برامج أكاديمية كاملة تتشارك فى إنتاجه وإستخدامه وتطبيقه المؤسسات التعليمية المختلفة .

كذلك نوصي بالقيام بحملات إعلامية مشتركة وعلى مستوى الدول العربية لخلق نوع من الوعي والإدراك لتقبل مبدأ التعليم عن بعد بإعتباره الخيار المتاح أمام تلك الأعداد الكبيرة المتزايدة ممن يرغبون فى التعليم وخاصة الجامعي منه فى ظل الظروف الإقتصادية للعديد من الدول العربية. • كما نقترح أيضا تنظيم البرامج التدريبية المتخصصة الموحدة لإعداد وتأهيل المزيد من المتخصصين فى التعليم عن بعد سواء من محاضرين أو مصممي محتوى تعليمي . • صناعة المحتوى التعليمي العربي مازالت تحتاج لعناية ورعاية متواصلة وهى صناعة مكلفة ولايمكن قياسا على ماظهر فى الأسواق إلا الجزم بأن لدينا صناعة وليدة تحتاج إلى مزيد من الخبرات والتطبيق الفعلي للمعايير الخاصة بها ، كما أنها ليس لها تواجد يذكر بالمقارنة لمثيلتها غير العربية سواء على مستوى الموضوع أو جودة العرض .

لذلك نوصي بأن يتم التعاون بين كل من رجال المال والأعمال والأكاديميين والفنيين ذوى الإختصاص بأنواعهم المختلفة وذلك لتكوين تحالفات كبيرة وقوية تهتم بصناعة المحتوى التعليمي العربي على مستوى أقليمي وليس قطري وأن تشملها رعاية حكومية مسهلة لها الصعاب التى تعترضها بغية الوصول إلى كيانات كبيرة مؤثرة تتحول مع الوقت إلى رافد جيد لمدخولات مميزة بالإضافة إلى تحقيقها للأهداف الأساسية المتمثلة فى دفع وتنشيط نظم التعليم عن بعد فى المؤسسات التعليمية بما فى ذلك من أبعاد سياسية وإقتصادية تمثل أهدافا إستراتيجية لدى الحكومات العربية . • كما نوصي بتكوين مساقات أكاديمية وبرامج تدريبية متخصصة فى صناعة المحتوى التعليمي تكون رافدا جيدا ومستمرا للصناعة مبني على أسس علمية وخبرات وأنشطة تطبيقية متراكمة . • نوصي أيضا بدعم الهيئات الدولية لفكرة نشر الصناعة وتحفيزها وإقامة العديد من الفعاليات والمسابقات التى تصب فى تنمية المهارات وزيادة القدرة التنافسية سواء على مستوى الدارسين أنفسهم وكذلك أعضاء الهيئات التدريسية . • نوصي بتوحيد المعايير الخاصة بالإعتماد والجودة خاصة فى المحتوى التعليمي حتى يمكن البناء على ذلك والأخذ بمبدأ المشاركة فى الإنتاج للمحتوى التعليمي الإلكتروني تتشارك فى إنتاجه وإستخدامه وتطبيقه المؤسسات التعليمية المختلفة .

لإقتراحاتكم وملاحظاتكم أشكركم ،،، adel.rizk@GamaLearn.com

التعليم عن بعد فى الشرق الأوسط (الدول العربية)