كيف نحب الله ونشتاق إليه

كيف نحب الله ونشتاق إليه فوائد منتقاه من الكتاب الرائع مجدي الهلالي

يقول ابن رجب : وقد علم أن العبادة إنما تنبني على ثلاثة أصول: الخوف والرجاء والمحبة، وكل منها فرض لازم، والجمع بين الثلاثة حتم واجب، فلهذا كان السلف يذمون من تعبد بواحد منها وأهمل الآخرين. • يقول ابن تيمية: فاتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع شريعته هي موجب محبة الله، كما ان الجهاد في سبيله، وموالاة أوليائه، ومعاداة اعدائه هو حقيقتها، كما في الحديث:“أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله“ حسن ،حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة(998)

ويقول ابن تيمية : فمن لا يحب الشيء لايمكن أن يحب التقرب إليه، إذ التقرب إليه وسيلة، ومحبة الوسيله تبع لمحبة المقصود.

من ثمار محبة الله تعالى • أولا : الرضى بالقضاء : عندما يتعرف الواحد منا على مدى حب ربه له وحرصه عليه فإن هذا من شأنه أن يدفعه دوما للرضى بقضائة . ” مايصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه.“ متفق عليه وقال تعالى : ( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) 27 الشورى وكان عامر بن قيس يقول: أحببت الله حبا سهل علي كل مصيبة، ورضاني بكل قضية، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه وما أمسيت.

من ثمار محبة الله تعالى • ثانيا : التلذذ بالعبادة وسرعة المبادرة إليها : قال أحد الصالحين: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وماذاقوا أطب مافيها. قيل: وما أطيب مافيها؟ قال: محبة الله تعالى ومعرفة ذكره. وقال آخر: إنه لتمر بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.

من ثمار محبة الله تعالى • ثالثا: الرجاء والطمع فما عنده: وكان سفيان الثوي يقول: ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي، ربي خير لي من والدي. وقال ابن المبارك: أتيت سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبته وعيناه تهملان فبكيت، فالتفت إلي فقال: ماشأنك؟ فقلت: من أسوأ اهل الجمع حالا؟ قال: الذي يظن أن الله لايغفر له.

من ثمار محبة الله تعالى • رابعاً : الحياء من الله: فالمحب الصادق في حبه لله عز وجل يستحي أن يراه حبيبه في وضع مشين، مكان لايحب أن يراه فيه، فإذا ماوقع في مصيبة أو تقصير سارع بالإعتذار إليه واسترضائه بشتى الطرق.

وكيف لا نحب الله تعالى؟ • قال تعالى في الحديث القدسي : وماترددت في شيء انا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وانا اكره مساءته ولا بد له منه. رواه البخاري (6502) وعلق ابن تيمية على ذلك فيقول : فبين سبحانه أنه يتردد ( عن قبض نفس عبده المؤمن) لأن التردد تعارض إرادتين، وهو سبحانه يحب مايحبه عبده، ويكره مايكرهه، وهو يكره الموت فهو يكرهه كما قال (وانا اكره مساءته) وهو سبحانه قضى بالموت، ويريد له ان يموت، فسمى ذلك، ثم بين انه لابد من وقوع ذلك.

وكيف لا نتوب؟ • روى مسلم : ” والله، لله اشد فرحا بتوبة عبده من رجل كان في سفر، في فلاه من الأرض فأوى إلى ظل شجرة فنام تحتها، واستيقظ فلم يجد راحلته، فأتى شرفاً فصعد عليه، فلم ير شيئاً، ثم اتى آخر، فأشرف فلم ير شيئاً، فقال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأكون فيه حتى اموت، فذهب، فإذا براحلته تجر خطامها، فالله أشد فرحا بتوبة عبده من هذا براحلته“

كيف نحب الله تعالى ونشتاق إليه؟ (وسائل عملية) • قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: (من سره أن يحب الله ورسوله، فليقرأ في المصحف) حسنه الألباني في صحيح الجامع (6289) • يقول ابن رجب: سماع القرىن ينبت القرآن في القلب كما ينبت الماء البقل. • يقول ابن رجب: ومما يستجلب المحبة: تلاوة القرآن بالتدبر والتفكر لاسيما الآيات المتضمنة للأسماء والصفات والافعال الباهرات ومحبة ذلك يستوجب به العبد محبة الله، ومحبة الله له فتتحقق (يُحِبُهُم وَيُحِبُونَه)

الحمد لله رب العالمينإعداد : ملتقى طالبات العلم

كيف نحب الله ونشتاق إليه