من الغزل العذري- أبو صخر الهذلي وجميل بثينة اعداد رلى جمل

من الغزل العذري- أبو صخر الهذلي وجميل بثينة • اعداد رلى جمل

تاريخ الغزل في الشعر العربيإن تاريخ الغزل في الشعر العربي يعود – كما يبدو- إلى امرئ القيس الجاهلي الذي وضع نظاما وقوالب ومضامين اتبعها الشعراء من بعده. وغزله كان ماديا إباحيا في مقطوعات قصيرة، فجاء بكثير من الأوصاف الحسية للمرأة: إذ تغزل بها ونسب وتشبّب وأفحش غالبا، وحكى مغامراته في قصص طريفة. وغير هذا مما نجد له صدى واضحا وعميقا في شعر عمر بن أبي ربيعة

وما أن جاء العصر الأموي إلا والمجتمع يسير بخطى نحو التحضر واختلاط الأجناس والثقافات المختلفة: لذلك ازدهر الغزل ازدهارا سريعا، وصار يستأثر بالقصيدة الكاملة التي تتخذ شكل القصة القصيرة. ووجد الشعراء أنفسهم يرثون من امرئ القيس أوصافا مشهورة للمرأة- كما ذكرنا- فضلا عن حكايات مماثلة لحكاياته.

أنواع الغزل في الشعر العربي – في صدر الإسلام والدولة الأمويةمع حلول العصر الأموي كانت قد تشكلت اتجاهات ثلاثة في الغزل وهي: الغزل التقليدي، • الغزل العذري • والغزل الصريح الإباحي العمري.

1- الغزل التقليدي : تعد المقدمة الطللية (الوقوف على الأطلال) من أعرق الظواهر الفنيّة التي أرساها شعراء الجاهلية، وحرصوا على مراعاتها والحفاظ عليها. وكان لتعدد الموضوعات – أيضا- نفوذ لا بأس به. فرأينا الغزل يأخذ حيزا من القصيدة العربية التي حافظت على قواعدها وعناصره الصارمة، وهذا الغزل _ في صدر الإسلام والدولة الأموية – تمشّى والقصيدة التقليدية الجاهلية. وخاصة ما جاء به ملك الشعراء (امرئ القيس) من تعدد للموضوعات، ووقوف على الأطلال، وغير ذلك من مميزات القصيدة الجاهلية. ولم يكن هذا الغزل مستقلا استقلالا تاما: وإنما جاء بين طيّات القصيدة القديمة كجزء وعنصر من عناصر القصيدة القديمة: وهذا يعني أن هذا الغزل كان ثانويا يمهّد به للغرض الأساس، هذا مع الحفاظ على قوالب الألفاظ الشعرية التي ابتدعها الجاهليون، وعلى رأسهم: ملك الشعراء.

كان هذا الغزل ماديا يتعرض للمرأة واصفا جسدها وأعضاءها في تجرّج يذكر، ذلك أن الإسلام كان ضامنا لأعراض الناس، فلا تمادٍ في الوصف ولا غلوّ. ومن أشهر شعراء الغزل في هذا العصر جرير والفرزدق والأخطل، فالشعراء في هذا العصر جعلوا من الغزل مقدمة لغرضهم الأساسي من نظم القصيدة.

وإذا أردنا أن نحدد خصائص هذا اللون من الشعر فإننا نخرج بما يلي:* النسيب، وذكر الأحبة والأطلال وديار المحبوبة.* ذكر المكان والزمان، وأسماء المحبوبات والحسّاد.* تصوير الألم والشكوى من نقض العهود والمواعيد.* بكاء أيام الشباب والحنين إلى هذه الأيام وذم الشيب.

2- الغزل العذري : ينسب هذا الغزل إلى بني عذرة من قضاعة. وسبب التسمية أن شعراء هذه القبيلة أكثروا من هذا اللون الغزلي، ولم تكن هذه الظاهرة الشعرية في بني عذرة فحسب، بل كانت شائعة في بوادي نجد والحجاز، وبخاصة بين بني عامر. في هذا اللون من الغزل يعبّر الشاعر عن حب طاهر عفيف. يتسامى فيه عن المتع الحسية الجسدية في الغالب، ويصف ما يكابده من لوعة الحب واليأس والقنوط. وقد كانت ثمّة عوامل اجتماعية وحضارية وسياسية ودينية وراء ظهور هذا واللون وانتشاره منها أن أهل البوادي لم يتأثروا بالحياة الجديدة التي عليها الترف والمجون. ومن أشهر شعراء هذا اللون الغزلي: جميل بن معمر صاحب بثينة، وقيس بن الملوّح صاحب ليلى وكثيّر بن عبد الرحمن صاحب عزّة وقيس بن ذريح صاحب لبنى. وقد قصر كل منهم شعره على محبوبته فارتبط اسمه باسمها وعُرف به فقالوا: جميل بثينة، ومجنون ليلى، وكثيّر عزة، وقيس لبنى وهكذا...

وقصص شعراء هذا الحب متشابهة في مضمونها تقريبا، إذ يبدأ الحب عند لقاء الحبيبين في المرعى، أو أثناء السفر، أو عند مرور الشاعر بديار المحبوبة، وكان ينتهي في أحيان قليلة بالزواج وهو نادر، وينتهي الأمر بين المحبين نهاية حزينة، وفي هذا تجسيد للموتيف العذري.في هذا النوع من الغزل يشيع ما يكابده الشاعر من ألم الفراق، ويأس من الوصول إلى محبوبته، وما أصابه من مرض واعتلال بسببه، وفيه يعبّر الشاعر عن حب طاهر عفيف، يكتفي فيه المحب بالوعود والآمال ويصبر على الهجر والحرمان، وفيه يشكو الشاعر فراق محبوبته، ويصوّر حزنه لهذا الفراق، ويتعهّد لمحبوبته بالمحافظة على حبل الودّ بينه وبينها، كل هذا دون أن يتعرّض الشاعر لما يصيب محبوبته بسوء.

من خصائص هذا اللون من الغزل:* عفّة الحب عند الشاعر. فلا وصف للجسد أو الجوارح، وإنما يكون الوصف خُلقيا عفيفا عذريا نتيجة التّأثّر بالإسلام.* الوقوف الشاعر على ذكر محبوبة واحدة لا غير.* ديمومة الحب فهو لا يتعرّض للملل.* ذكر اللوم والفراق والشوق والحنين والبكاء. * البساطة والوضوح في الألفاظ والمعاني.* صدق العاطفة وقوتها. * العذاب الشديد في سبيل الحب والمحبوبة والذي قد يؤدي إلى الجنون والهيام والموت أحيانا. * الوحدة الموضوعية: فالقصيدة كلّها في الغزل ولا وجود لأغراض أخرى، بعكس القصيدة التقليدية.

* العنصر القصصي في القصيدة.3- الغزل الصريح/الإباحي/ العمري : هو غزل حسّي، كان شعراؤه يتتبّعون جمال المرأة، وقد دفعهم هذا على ترصّد النّساء، والتّغزّل بهنّ غزلا مكشوفا في بعض الأحيان. فوصفوا المرأة وصفا حسيّا مباشران وتحدّثوا عن مغامراتهم معها، حديثا صريحا. ولهذا نجد الشاعر منهم قد تغزّل بنساء كثيرات على عكس شعراء الغزل العذري. شاع هذا اللون من الغزل في حواضر الحجاز ومكة والمدينة والطائف. وساعد على انتشاره الثراء والفراغ، واختلاط الأجناس وكثرة المغنّين والمغنّيات. ويعدّ عمر بن أبي ربيعة أشهر شعراء الغزل الصريح. ولا بدّ من الإشارة أن الغزل يحمل بين طياته نوعين من الغزل. فإذا توقف الشاعر عند الوصف الروحاني الخُلقي النبيل سمّي غزلا عفيفا عذريا. وإذا توقف عند الوصف المادي الحسّي سمّي غزلا إباحيا. وغزل عمر بن ابي ربيعة يقع في دائرة النوع الثاني من الغزل، حيث أنّ الإباحية طغت على شعره. ومن شعراء هذا اللون من الغزل: الأحوص والعرجي.

من خصائص هذا اللون من الغزل:* عدم الإخلاص لمحبوبة واحدة.* تعدد العشيقات.* عدم صدق العاطفة.* الوصف الجسدي لمفاتن المرأة.* السرد القصصي: (وهو من اهم الخصائص).* ذكر الرّسل بين الشاعر والمرأة التي يتغزل بها.* الحوار القصصي .* الوحدة الموضوعية.* اتخاذ البحور الشعرية القصيرة الرقيقة والتي تنفع للغناء والرقص.* سهولة اللفظ ورقتها.* شيوع بعض المظاهر الحضارية في هذا الشعر كالأدوات والملابس وغيرها.* الشاعر هو محور الغزل، وهو المعشوق لا العاشق.* التّأثر بشعراء الغزل القدامى الجاهليين كامرئ القيس والأعشى.

أسباب ظهور الغزلظهر الغزل لعدّة أسباب منها:1- نتيجة الفتوحات الإسلامية واتساع البلاد الإسلامية وتفرغ الناس.2- نتيجة كثرة المال التي حصل عليها المسلمون في فتوحاتهم مما أدى إلى اللهو والإسراف والمغنين...

الابيات:

أما والذي أبكى وأضحك والذيأمات وأحيا والذي أمره الأمر لقد تركتني احسد الوحش أن أرىأليفين منها لا يروعهما الذعرفيا حبها زدني جوى كل ليلةويا سلوة الأيام موعدك الحشرعجبت لسعي الدهر بيني وبينهافلما انقضى ما بيننا سكن الدهروما هو إلا أن أراها فجاءةفابهت لا عرف لدي ولا نكر

شرح الأبيات

والذي – واو القسم / الذي أمره الأمر – كناية عن الله/ أليفين – حبيبين / يروّع – يفزع.يقسم الشاعر بالله ويقول: بحق الله الذي بيده الحزن والسرور والإحياء والإماتة والذي بيده كل شيء لقد تركتني حبيبتي وأصبحت أتأمل الوحوش وأحسدها في تآلفها وانسجامها. من المعلوم أن الوحوش تفتقر إلى التآلف والانسجام، إلا أن وضع الشاعر النفسي القاتل، جعله يرى الوحوش المتنافرة، متآلفة فيما بينها. ومن جهة أخرى يمكننا القول إن الشاعر رأى الأزواج مآلفة فيما بينها.

إنّ لفظة "أحسد" تدل على قوة الألم عند الشاعر، ذلك أنه تمنى زوال التآلف بين الوحوش، وانتقاله إليه كي يرى محبوبته ويتآلف معها. وفي هذا تصوير للمأساة العظيمة التي يشعر بها.* أسلوب القسم في البيت الأول (والذي) والغرض منه التأكيد على حزنه نتيجة بعد المحبوبة عنه.* تكرار :كلمة (والذي) وفي تكرار القسم تأكيدا على ما يقول وإضفاء موسيقى للشعر.

* كناية (الذي يُبكي ويُضحك) كناية عن الله (والذي يميت ويُحيي) كناية عن الله أيضا، (والذي أمره الأمر) أيضا هو الله.* تجانس صوتي (أمره الأمر) يضفي موسيقى على القصيدة.* الطباق والمقابلة في البيت الأول (أبكى وأضحك) (أمات وأحيا) وذلك من أجل توضيح وتقريب وتجسيد المعاناة، والصراع المتضارب والمتلاطم الذي يعصف* تضمين حيث أن القسم في البيت الأول أما جواب القسم فهو في البيت الثاني وقد اعتبر التضمين عيبا من عيوب الشعر في الشعر العربي وخاصة في العصور القديمة إذ كانوا يعتمدون على استقلالية البيت الشعري.

* التأثر من القرآن الكريم فالألفاظ في البيت الأول مستوحاة من سورة النجم قال تعالى: (وأن إلى ربّك المُنتهى وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى) وكما ذكرنا من مميزات الغزل العذري أن المعاني الإسلامية لا بدّ وأن تنتشر بين ثنايا الحروف والألفاظ.وفي البيت الثاني الألفاظ مستوحاة مت سورة التكوير • (وإذا العِشار عُطّلت وإذا الوحوش حُشرت)

3) الجوى – حرقة القلب / سلوة – نسيان / الحشر- يوم القيامةيتوجه الشاعر مناجيا باكيا طالبا أن تتعاظم حرقة القلب لديه، بل ويطلب من حبه أن يزيد ويكثر، فيقول: يا جبها زدني حرقة حزنا وتعاسة كل ليلة، وكأنه يشعر باللذة الألمية في جسده،، وهذا من خصائص العدريين والشعر العذري الذي يجد الشاعر فيه الألم والمصائب لذة ومتعة (التلذذ بالألم).ونراه يطالب أن يُزاد الجوى ليلة بعد ليلة، وفي هذا تعاظم في الألم والتمتع به ويُتابع مناديا ومناجيا سلوة الأيام وبعدها عن محبوبته ويقول بأن الموعد معها يوم الحشر.

هناك تأويلان لقول الشاعر (موعدنا الحشر):1. الشاعر يتعزى بيوم الحشر حيث يمكنه أن يرى محبوبته، وفي هذا عزاء عظيم له.2. إن يوم الحشر هو الفاصل بينه وبين سلوة الأيام، وكأنه يريد أن يختصم الأيام أمام الله عزّ وجّل كي يقتصّ منها.ولا شك أن كثيرا من الشعراء الذي اتسم شعرهم بالعذرية، رأوا يوم الحشر عزاء لهم من سلوة الأيام. * التأثر بالإسلام فالشاعر استخدم المعاني الإسلامية الواضحة (يوم الحشر). وهذا من مميزات الشعر العذري.

* النداء (يا حبها) (يا سلوة) والغرض منه التعبير عن انفعال الشاعر.* تكرار النداء (يا حبها) (يا سلوة) والتكرار هنا جاء لتلبية حاجة الشاعر التي تريد أن تنفس عن معاناتها المتصاعدة الدّائمة.* تشخيص (يا حبها زدني جوى) ( يا سلوة الأيام موعدك الحشر) فهو يشخص الحب وسلوة الأيام بصورة شخص يمكن التحدث معه والاستماع إليه.* استعارة (يا سلوة الأيام موعدك الحشر) فهو ضرب موعدا مع سلوة الأيام.

4) سعى – مشى في طريق الوشاية وتفريق الناس عن بعض عن طريق زرع البغضاء في قلوبهم.يتعجب الشاعر من الدهر وسعيه جاهدا كي يفرق بينه وبين محبوبته حيث كانت أيام الوصل قصيرة جدا، فلما تمّ للدهر ما يريده تنفس الصعداء، وأصبح مرتاحا سعيدا.من خلال هذا البيت يتوجه الشاعر إلى الدهر متهما إياه أنه هو الذي فرّق بينه وبين محبوبته، ويأتي جمال الصورة، حينما نشعر أن الدهر كان همّه الأول والأخير أن يفرق بين الشاعر ومحبوبته، فلما أنجز مهمته أصبح عاطلا عن العمل لا همّ لديه، فكان أن هدأ واستكان.

* إن استخدام كلمة (الدهر) لدى الشعراء هو من الاستخدامات التي لا بدّ منها من أجل تصوير المعاناة والشقاء، فالدهر هو المسؤول الأول والأخير عن المصائب والمحن، والعجز الذي يصيب الشعراء.* استعارة (سعى الدهر بيني وبينها) استعارة مكنية فقد شبّه في التعبير الأول الحب بالإنسان القادر على الزيادة.* تشخيص (سعى الدهر) جعل الدهر إنسانا يسعى لعمل شيء ما وهنا جعله يفرق بين الأحباب.* كناية (سعى الدهر بيني وبينها) كناية على أنه فرّق بينها.* تكرار كلمة (الدهر) وذلك للتأكيد والتشديد على أن الدهر هو المسؤول الأول والأخير عن مصائبه ومشاكله مع محبوبته.

* أسلوب الشرط • (فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر) والغرض من إظهار النتيجة والتشديد عليها وهي هدوء الدهر وسعادته بعد أن فرق الشاعر عن محبوبته.5) أُبهت – أحتار / عُرف – صالح / نُكر – طالح

يظهر في هذا البيت حلم العذري وطموحه الذي يحلم بتحقيقه، هذا من جهة ومن الجهة الأخرى يصوّر ما يطرأ على العذري عندما يرى محبوبته من غير موعد فيقول: إنني إذا رأيتها فجأة، فإن الأمور تختلط على، فلا أستطيع التفريق بين المُنكر والمعروف، المر الذي يجعلنا نتصور الحالة الجنونية التي تسربله من أوله إلى آخره. وفي هذا البيت تجسيد للشوق المتوقد الذي يحمله بين ثناياه.إن غاية العذري إن يرى هذه المحبوبة، ولو للحظات قصار، فيجنّ فرحا، فإذا ما تمّ ذلك، فإن تكوينه النفسي يتلاطم فيصبح كالمجنون الذي تستوي عنده الأمور. فلا فرق بين الحلال والحرام، ولا فرق بين الظلمة والنور، وفي هذا تجسيد للموتيف العذري إلى الموت، أو التشرد، أو الجنون.

خصائص هذا النوع من الغزل الشعر:

العفة والطهارة: فنرى الشاعر يعبّر عن حب صادق وإحساسه بالعذاب واللوعة وينعدم في القصيدة الوصف الحسي لجسم المحبوبة.2- الديمومة: إذ أن الشاعر يكرر القسم والنداء ويصر على حبه ويطرد عنه فكرة السلوة والنسيان • (يا سلوة... موعدك الحشر)3- التّأثر في الإسلام: وظهر هذا بشكل واضح في الاعتراف بيوم القيامة واستعماله كلمة الحشر والقسم بالله والألفاظ المستوحاة من القرآن مثل (أبكى وأضحك) • (أمات وأحيا) (أمره الأمر).4- تحمّل العذاب في سبيل المحبوبة ونرى الشاعر يستدعي العذاب لنفسه فيقول • (يا حبها زدني جوى كل ليلة)

5- وحدة الموضوع: فالقصيدة كلها تتحدث عن موضوع واحد، لا تتطرق إلى غيره. وهنا ترابط لغوي في حروف العطف بين الأبيات. • 6- سهولة الألفاظ: فالألفاظ سهلة لا غريب فيها بعيدة عن التفخيم اللفظي.معاناة "أبو صخر الهذلي"

الوحدة والبعد والحنين، وحسد الحيوان في تآلفه. (بيت 1+2)• التعلق بالمحبوبة رغم الفراق الطويل. (بيت 3)• الرجاء والأمل في يوم القيامة. (بيت 3)• عدم النسيان والتغني والتلذذ بالألم. (بيت 3)• أيام الوصل كانت قصيرة جدا. (بيت 4)• سعي الدهر لتنفيذ مخططه. (بيت 4)• شوقه لرؤية محبوبته ولو للحظة، الأمر الذي يشعر المحب بالسعادة والغامرة والجنون والإغماء والشقاء. (البيت الأخير)

جميل بثينةجميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي (ت. 82 هـ/701 م) شاعر ومن عشاق العرب. كان فصيحاً مقدماً جامعاً للشعر والرواية. وكان في أول أمره راوية لشعر هدبة بن خشرم، كما كان كثير عزة راوية جميل فيما بعد.نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة من حمير بن سبأ من قحطان من العرب من شعراء العصر الأموي وكان جميلا حسن الخلقة، كريم النفس، باسلاً، جواداً، شاعراً، مطبوعاً, مرهف الحس رقيق المشاعر والذي هام حباً ببثينة والتي انطلق يقول فيها الشعر حتى وفاته.

المناسبة التي قيلت فيها القصيدة: • افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية، من فتيات قومه. خطبها من أبيها فرده لاشتهار حبه لها وزوجها من رجل آخر لكن جميلا ظل متعلقا بها حتى ضاق به أهلها وشكوه إلى الوالي فأهدر لهم دمه. وكان أهله يلجون في الإقلاع عن حبّه اليائس لبثينة ويعرضون عليه الزواج من أي فتاة يختارها فيأبى ذلك لأنه لا يستطيع أن ينسى بثينة وكانت نساء قومه يأتين إليه ويتحدثن عن غدر بثينة وخيانتها إلا أن هذا كان يزيده هياما لها، فتناقل الناس أخبارهما.

الابيات لقد لامني فيها أخ ذو قرابةحبيب إليه، في ملامته رشدي وقال: أفق، حتى متى أنت هائمببثنة، فيه قد تعيد وقد تبديفقلت له: فيها قضى الله ما ترىعلي، وهل فيما قضى الله من ردفان كان رشدا حبها أو غواية،فقد جئته ما كان مني على عمد فلا وأبيها الخير، ما خنت عهدهاولا لي علم بالذي فعلت بعديأفي الناس أمثالي أحب ، فحالهم كحالي أم أحببت من بينهم وحديوهل هكذا يلقى المحبون مثل ما لقيت بها، أم لم يجد أحد وجدي

شرح الأبيات

ذو قرابة – من الأقرباء / رشدي - هدايتييقول الشاعر أن لائما محبا له قد لامه لأنه يريد إرشاده. هذا اللائم هو بمثابة الأخ الحريص على أن يكون أخوه من الراشدين العقلاء. 2) هائم – عاشق ولهان / بثنة – تصغيرها بثنية وهي الأرض السهلة سميت بها المرأة الحسناء.قال له اللائم: يتوجب عليك أن تفيق من غيبوبة الحب التي تلازمك ليلا ونهارا، وأن تخفف من حدّة الهيام التي تسيطر عليك، ذلك انك لا تنقطع عن ذكر بثينة التي تذكرها وتكرر اسمها، وفي هذا صورة من صور الحب العذري الذي يجعل من عهد المحبوبة عهدا لا ينفصم.

• أسلوب الأمر: (أفِقْ) وذلك لملاءمة أسلوب الخطاب.• الاستفهام البلاغي: (حتى متى أنت هائم...) للتعبير عن الانفعال • 3) ردّ – دفع، إرجاع، رفضيجيب الشاعر اللائم الذي يلومه ويقول له بأن حبه لها هو قضاء الله وقدره ولا يمكنه أن يردّ أو يغيّر فضاء الله. وفي هذا توكيد للمعاني الإسلامية من حيث الإيمان بالقضاء والقدر. فكأن الشاعر يلوم من يلومه ويسأله: ÷ل تستطيع أن تردّ قضاء الله؟ فالإجابة قاطعة: كلا. * الاستفهام الاستنكاري/البلاغي (وهل فيما قضى الله من ردّ) والغرض منه التوكيد على رأي السائل وهو الشاعر حيث يؤكد أنه لا يمكن رد قضاء الله في حبها أي أنه سيظل يحبها.

* أسلوب الحوار فاللائم يسأل والشاعر يجيب اللائم* أسلوب التضمين (له) الهاء تعود للائم الأخ ذي القربة.* تظهر لنا ميزة من ميزات شعر الغزل العذري وهي التأثر في الإسلام وذلك في حديث الشاعر عن قضاء الله وقدره.

4) رشدا – هداية / غواية – ضلاليستطرد الشاعر قائلا ومؤكدا أقواله فيقول: إن كان حبها رشدا أو غواية فإنه قدري وقد وصلت إلى درب حبها دون أن أقصد لأنني لم أكن أنا الذي اخترت هذا الدرب إنما القدر. وهنا نرى تجسيد لنظرية القدر ذلك أن الإنسان لا بدّ وأن يقع عليه قدره دون أن يخطط ذلك.* أسلوب الطباق (رشدا – غواية) والغرض منه التأكيد على حبه لها مهما كانت نتيجة هذا الحب.* أسلوب الشرط (فإن كان ... فقد جئته.....) والغرض منه التأكيد على جواب الشرط وهو رضاه في ما قضى الله عليه من حبها.* أسلوب التضمين (حبها) الهاء تعود لبثينة.

5) وأبيها – أي يقسم بأبيها الواو للقسميتابع الشاعر مقسما أنه ما خان عهدها أبدا بل أنه لا علم لديه بما فعلته بعدما فارقته دونما عودة، وفي هذا تجسيد للعذرية، حيث أن العذري لا يخون العهد، ولا يحاول أن يمس شرف محبوبته ولو بالسؤال عنها بعدما انتقلت إلى بيت غيره,ومن جهة أخرى يجسّد هذا التساؤل مدى ألم ومعاناة وصراع الشاعر إذ: هل ما زالت المحبوبة حافظة عهدها مثلما هو حافظ عهده.

* أسلوب القسم (وأبيها) والغرض من القسم هنا التأكيد على أنه سوف لا يخونها.*تكرار (لا) للتأكيد على عدم نسيانها وخيانتها.6) يتساءل الشاعر حزينا : هل يوجد من بين الناس من أحب بهذه الصورة مثله أم أنه الوحيد الذي أحب مثل هذا الحب وعانى هذه المعاناة؟ أسلوب الاستفهام (أفي الناس أمثالي أحب...) والغرض منه إظهار مدى حبه لها بحيث أنه لا يوجد إنسان يحب مثله.* أسلوب التشبيه (حالهم كحالي) الغرض منه أن يظهر لنا أن حبه لها يختلف عن حب الآخرين من الناس الذين يحبون. )

7) يلقى المحبون – المقصود ما يلاقوه من التعب والعذاب / يجد – يحزن يتألم بشوقيتابع متسائلا: هل يفعل الحب بالمحبين هذا الفعل، وهل يلقى المحبون مثل ما لقيت من مآس، وأحزان ولوعة وهيام أم أنه لم يعشق أحد مثلما عشقت أنا؟* أسلوب الاستفهام (هل هكذا يلقى....) الغرض منه أظهار أنه بلغ من الحب أكثر مما بلغه غيره.

* أسلوب التضمين (بها) الهاء تعود لبثينة.ملاحظات عن القصيدة:1- أسلوبه بعيد عن التفخيم اللفظي ووعورة الكلمات وتكاد تخلو من الصور البيانية فيما عدا التشبيه في البيت السادس.2- نرى الأبيات مرتبطة ببعضها البعض فنجدها موصولة ببعضها بواسطة حروف العطف وغيرها من الحروف وبواسطة الضمائر العائدة والتضمين.3- أسلوب الحوار حيث أن الأبيات عبارة عن أسئلة من اللائم وإجابة الشاعر عليها.

ملامح المعاناة عند جميل بثينة- عدم نسيان المحبوبة ومعاناة الفراق. (بيت 1+2)- المعاناة هي قضاء وقدر لا يمكن رده. (بيت 3)- العذاب الدائم في خوفه: هل ما زالت المحبوبة محافظة على عهدها؟ (بيت 5)- الحال التي وصل إليها نتيجة لهذا الحب.(بيت 6+7)- الوجد والعذاب الذي يشعر به.(بيت 6+7)

اسئلة وردت في امتحانات بجروت سابقة!

أ) يتحدث الشاعران عن معاناتهما في الحب، وضح ملامح تلك المعاناة وبين أي الشاعرين نجح في التعبير عن عاطفته اكثر – علل.ملامح تلك المعاناة الألم والشوق وتباريح الغرام والملامة والإصرار على التمسك بالحب والإخلاص للعشيقة مهما كلف الأمر من ثمن، والإصرار على الحب وبث لواعج الغرام وشرح عذابه وتباريحه، والتأثر بالإسلام في قوله " قضى الله "

نجد أن أبيات جميل أكثر حيوية ففيها اللوم والرد على اللائم بشكل حوار داخلي. واستخدامه لألفاظ القول قال فقلت والتوجه إلى الناس بالسؤال والدفاع عن النفس. وأسلوبه بعيد عن التفخيم اللفظي، ووعورة الكلمات وتكاد تخلو من الصور البيانية ما عدا تشبيه واحد. والترابط اللغوي بين أبيات القصيدة من خلال حروف العطف. فالمعاني في تسلسل واضح فيسهل حفظها ويضعها في إطار الوحدة الكاملة.

ب) اكتب عن ابرز خصائص هذا النوع من الغزل كما تنعكس في النصين ومستعينا بما تعرفه عن حياة الشاعرين؟1 – العفة: حب صادق ويعبر عن إحساس الشاعر بالعذاب واللوعة وينعدم الوصف الحسي للمحبوبة.2 - الإخلاص: يتغزل الشاعر بفتاة واحدة طوال حياته حتى لو تزوجت من غيره مثل قيس وليلى وجميل بثينة، فجميل ظل مخلصا محبا لبثينة حتى بعد أن تزوجت من غيره.3 – الديمومة: فهو مقتنع بقدسية حبه وهو يعيش على ذكر المحبوبة.

4 – التأثر بالإسلام في الاعتراف بيوم القيامة والإيمان بالقضاء والقدر بقوله وقضى الله.5 – تحمل العذاب في سبيل المحبوبة ( فيا حبها زدني جوى كل ليلة …)6 – غزل تقليدي والمعاني واضحة ومتسلسلة فيسهل حفظها ويضعها في إطار الوحدة الكاملة.

من الغزل العذري- أبو صخر الهذلي وجميل بثينة اعداد رلى جمل