250 likes | 363 Views
أنــــا أريد ..... أنـا أقـدر الدكتور/ محمد أحمد نابلسي 5 يوليو 2007. أنــــا أريد ..... أنـا أقـدر أنا أريد إذاً أنا قادر ... ولكن شرط أن أعرف ما أريده فعلاً وأن أتخلص من شبح فكرة " لا أقدر". وغالباً ما يحتاج المرء لمن يعينه على تحديد ما يريده فعلاً وعلى التخلص من الفكرة الشبح.
E N D
أنــــا أريد ..... أنـا أقـدر الدكتور/ محمد أحمد نابلسي 5 يوليو 2007
أنــــا أريد ..... أنـا أقـدر • أنا أريد إذاً أنا قادر ... ولكن شرط أن أعرف ما أريده فعلاً وأن أتخلص من شبح فكرة " لا أقدر". وغالباً ما يحتاج المرء لمن يعينه على تحديد ما يريده فعلاً وعلى التخلص من الفكرة الشبح. • أنا أريد إذاً أنا قادر ... يعني أن أحقق طموحاتي بتسخير عقلي وطاقاته لتحقيقها. • أنا أريد إذاً أنا قادر ... معادلة تتطلب التدرب على الخطوات التالية: • الشفاء من شبح فكرة " لا أقـدر". • إستعادة قدرة التأثير على العالم من حولي وتطويرها. • تطوير القدرة على الربط بين الأحداث ومسبباتها وتسلسلها. • تجهيز الظروف المشجعة لإستقبال الفرص وعدم إضاعتها. • إجتياز المسافة بين الفرصة والصدفة. • تحريك عدوانية الإنجاز غير المؤذية. • الخلاص من القناعة المدمرة " الحظ يخالفني".
تفيد المقولة الذهبية لديكارت "أنـا أفكر إذاً أنا موجود!" ولكن هل يكفي فعل التفكير كي يستشعر المرء خصوصيته وفرادته وهويته؟. هل تكفي الأفكـار كي نستشعر كينونتنا؟. وماذا عن جسمنا؟. والأهم ماذا عن توظيف أفكارنا وفعاليتها؟. وماذا عن الجهد الذي نحتاجه لتحريك أجسامنا وغيرها من الجهود غير الفكرية التي لا نستطيع الحياة بدونها؟. مقولات فكرية عديدة حاولت اكمال المقولة الديكارتية دون نفيها. وهذه المقولات ترى أن شخصية الإنسان وهويته لا تتحدد فقط من خلال الأفكار بل هي تتحدد أيضاً من خلال ميولنا ومن خلال قدرتنا في التأثير. وهنا يعايش الإنسان التجربة الأقسى لوجوده وهي تجربة العجز عن التأثير والذي تختصره كلمة "لا أقدر".
إنتشار شعور العجز... لا أقــدر يلاحظ الباحثون الإجتماعيون الإنتشار الواسع لمشاعر العجز والشعور بانعدام القدرة اللذان يستتبعان الشعور بالإحباط. كما يلاحظ الباحثون زيادة هذه المشاعر العاجزة في المجتمعات الصناعية والغنية. بل أن الباحث سيلمان (M.Selman) يعتبر هذا العجز مكوناً رئيسياً لحالة تكبيل العقل. حيث الخضوع للبيروقراطية التي تسيرها تركيبة تسلسلية مدروسة (تكنوقراطية) تجعل الأمور محسوبة ومحسومة مسبقاً. وهذا ما يدفع المرء لحالة من الإستسلام لهذه الخطط المحبوكة الهادفة لتسيير العمل والمجتمع بصورة مفروضة مسبقاً. ومن هنا الإنطباع بأن الفرد يخضع لعملية تسيير بالريموت كونترول. وبذلك فان تأثير الشخص على الأحداث وقدرته على التغيير محدودة أو شبه معدومة. ويمكن تفسير حالات التمرد الفردي والجماعي على أنها ردود فعل على هذا القهر المتمثل بانعدام القدرة والرغبة باكتسابها. لكنننا نلحظ ردود فعل سلبية غالباً على هذا العجز كمثل تناول المهدئات أو المكيفات أو الإنتحار الإحتجاجي. بعض الباحثين الإجتماعيين يبدون قلقاً على جيل الشباب التي تعاني من غياب المشاريع. فالشباب يحتاج للمبادرة ولأهداف يحددها كي يحققها. وبدون هذه الغايات تفقد حياة الشاب معناها فينغمس في الوجودية العدمية وفي مواقف الرفض.
العلاقة مع المحيط.... علاقة صراع نلاحظ أن لدى الطفل إضافة الى حاجته للتكيف مع شروط المحيط رغبة في تغيير هذا المحيط والتأثير فيه. وهو ما ظهر له من خلال نهمه في إستطلاع محيطه المادي والإجتماعي. وأيضاً من خلال تجارب الطفل لإختبار تأثيره على محيطه والناس من حوله وكذلك تجاربه لإمتحان تأثير المحيط عليه. مثال ذلك أن الطفل قد يكسر عفواً أحد الأكواب فإذا ما هو لاحظ غضب الأهل وانزعاجهم فهو يحس بقدرته على التأثير فيهم. وعندها يكسر عمداً كوباً آخر ليختبر قدرته على التأثير فيهم. فإذا ما أبدى الأهل الإنزعاج الذي ينتظره الطفل فإنه يضحك ضحكة المنتصر المؤثر. إنها ضحكة القادر الذي سيقضي حياته باحثاً عنها!. وبالتالي عن قدرته. فنحن نعيش حياتنا باحثين عن للحفاظ على الأمل وعلى رغبة الفعل. ونحن بحاجة دائمة للتأكد من قدرتنا على التأثير في مجريات الأمور من حولنا. ولعل واحدة من أكبر مسراتنا في الحياة هي شعورنا بأنفسنا كأشخاص قادرين وجديرين.
وعندما نستطيع ايجاد الروابط السببية بين الأحداث فإننا نستشعرها بشكل مختلف عن كونها أحداثاً منفصلة. وعندما ننجح في إكتشاف العلاقة بين الأحداث وندرك إيقاع تسلسل هذه الأحداث فاننا نتحول من الرؤية المشوشة والقلقة الى الرؤية الواضحة والواثقة. مثال ذلك أن صوت الرعد يخيف الذين لا يعرفون أنه يأتي بعد البرق. على عكس الذين يتوقعون صوت الرعد لمجرد رؤيتهم للبرق. وتتعقد الأمور في الحياة الإجتماعية من هذا المثال الساذج الى أمثلة غاية في التعقيد. كمثل التعرف على العلاقة السببية بين تهديدات الحروب وارتفاع أسعار الذهب... الخ. وإذا تفكر كل منا في تجربته لوجد العديد من الأحداث التي كانت تربكه قبل أن يكتشف لها علاقتها ببعضها البعض أو بمسبباتها أو الإثنين معاً. عندما يتوصل الإنسان الى اكتشاف العلاقات السببية بين الأحداث وطريقة تسلسل الأحداث فإنه يصبح أقدر على مواجهتها ويراها بوضوح وبكامل الثقة. وإن كنا غالباً ما نكتشف مثل هذه العلاقات عن طريق التجربة. فعندما نسافر الى بلد ما للمرة الأولى يكون لدينا الكثير من الإرباك الذي ينخفض في الزيارة الثانية ويكاد يختفي في بقية الزيارات وقس عليه.
صنــاعة الإحباط كثيراً ما توجه الينا ،نحن معشر الأطباء النفسيين، أسئلة من نوع اريد تقوية ثقتي بنفسي... أحس ان ثقتي بنفسي متدنية... أحس باني ضعيف الثقة بالنفس... وتختلف العبارات التي تقود الى معنى واحد هو الشعور بالعجز حتى عن التغيير الداخلي في الذات. هذا الإحباط نصنعه لأنفسنا بأنفسنا ولهؤلاء نقول أن الثقة بالنفس ليست شيئاً آخر سوى الشعور بالقدرة على التأثير والفعل. وفقدانها يعني الإحباط الذي أثبتت التجارب امكانية صناعته وبالتالي امكانية علاجه. بداية فان هنالك حالات من الفشل المتكرر في مواجهة أزمة ما أو نوع معين من الأزمات. وهذا الفشل المتكرر يتحول الى الشعور بالعجز وبعدم القدرة. وهذا الشعور هو الإحباط الذي نصنعه لأنفسنا بأيدينا.
بعض الباحثين النفسيين درسوا مشاعر العجز هذه لدى الحيوانات. فدرس سيلغمان (Seligman) هذا الشعور لدى الكلاب فقام بتعريض كلاب لصدمات عن طريق كهربة أرض القفص. فكانت الكلاب تحتج وتعوي في البداية. ومع الوقت أصبحت تتلقى الصدمة الكهربائية بخضوع دون ابداء ردة فعل. وبعدها اعاد التجربة على كلاب جديدة وضعها في اقفاص ذات حجرتين واحدة مكهربة والأخرى غير مكهربة. فكانت الكلاب تهرب من الحجرة المكهربة وتحتمي في غير المكهربة. وعندما نقل الكلاب المحبطة الى اقفاص الحجرتين وجد انها لا تقفز الى الحجرة غير المكهربة فقد إعتادت الخضوع للكهربة. وحتى عندما كانت تقفز بالصدفة الى الحجرة غير المكهربة فهي لم تكن تدرك ان هروبها هو الذي أراحها من الكهرباء لذلك كانت تعود الى الحجرة المكهربة. في مرحلة ثانية حاول سليغمان إغراء الكلاب المحبطة بقطعة من اللحم وضعها في الحجرة غير المكهربة علها تجذب الكلب الى الحجرة الآمنة. وفوجيء الباحث ان الكلاب كانت تقفز لتأخذ اللحم وتعود الى الحجرة المكهربة. هكذا خرج سليغمان بنظرية صناعة الإحباط سواء عن طريق التدخل الخارجي أو بالتجربة الذاتية حيث يصنع كل إنسان إحباطاته بنفسه.
لا أقدر ... كلمة تقودك الى الإكتئاب قام سليغمان بمتابعة نتائجه وتطبيقها على البشر ليجد تشابهاً كبيراً بين سلوك الأشخاص الذين يعانون من شعور العجز وعدم القدرة وبين سلوك الأشخاص المصابين بمرض الإكتئاب النفسي. ووجد أن إكتئاب ردة الفعل (الذي يأتي نتيجة تعرض الشخص لتجارب عنيفة) يصيب بصورة أسهل المحبطين. أي اؤلئك الذين تعرضوا لجملة مشاكل صادمة غير متوقعة وغير ممكنة التجنب. والإكتئاب الرد فعلي يمكنه أن يأتي إثر فقدان عزيز أو خسارة مالية أو عقب فشل مهني أو مدرسي أو غيره... وإنتقل سليغمان الى ملاحظة أخرى ليجد أن الطلاب الأميركيين يصابون بكثرة بمشاعر العجز وعدم القدرة. ووجد ذلك متعارضاً مع الدعم المقدم لهم. إذ يحظى الجيل الأميركي الحالي بدعم لم يتوفر للأجيال السابقة. فما هو السر في انتشار شعور العجز بين أبناء هذا الجيل وهم الذين تتاح لهم قدرات وحريات وإمكانيات كان يجب أن تدعمهم وتدعم شعورهم بالقدرة؟. وبعد البحث وجد سليغمان أن هؤلاء الطلاب يتبقون الدعم بصورة غير مشروطة أي غير مرتبطة بتأثيرهم. فهم يحصلون على الدعم دون أن يكون لهم دور في الحصول عليه. أي دون أن يشعروا بانهم حصلوا عليه بقدرتهم. وتالياً فإنه لا يزيد شيئاً الى شعورهم بالقدرة كونهم لا يقومون بأي جهد للحصول عليه.
إذاً ما هي الخصائص الرئيسية المشتركة بين الشعور بعدم القدرة المكتسب وبين الحالة الإكتئابية؟. هذا السؤال طرحه سليغمان فكان عماد نظريته النفسية في دراسة الإكتئاب وأسبابه وعلاجه. فماذا وجد من خصائص مشتركة بين المكتئبين وغير القادرين؟. السلبية: هي الصفة المشتركة الأولى حيث المكتئب يفقد الدافعية والحافز ليقوم بأي عمل مهما يكن. فهو يعاني من صعوبة التركيز ومن نقص الدافعية ويمكن وصف سلبيته بانها نوع من شلل الإرادة. حيث الأشخاص الميالون للإستسلام لمصائرهم أكثر عرضة للوقوع في الإكتئاب. وذلك على عكس أؤلئك الإراديون الذين يعتقدون بأن لهم دور في تقرير مصائرهم ونتائج أعمالهم. إنخفاض تقدير الذات: وهي واحدة من عناصر صناعة الفشل الذاتي. حيث ينظر الاكتئابيون نظرة سلبية الى كل ما يفعلونه. إنهم يقللون من شأن نشاطاتهم. إنهم يعتقدون أن فشلهم غير قابل للشفاء وأنهم خاسرون بالطبيعة. لذلك فهم يخلقون جبالاً من الوهم لأي عمل يطلب منهم او امام اية صعوبة تعترضهم. تماماً كما رأينا الكلاب عاجزة عن ادراك نجاحها في الهرب من الحجرة المكهربة.
مشاعر الإستسلام: لاحظنا أن عدوانية الحيوان المحبط تنخفض لدرجة ان الكلب يتوقف عن الاحتجاج والعواء ويخضع لصدمة الكهرباء بسكون وهذا منتهى الإستسلام. حتى أن قدرة هذه الكلاب على المواجهة مع كلاب اخرى تنخفض وتتحول الى إستسلام أيضاً. وهذا التراجع الإستسلامي مشترك أيضاً بين المكتئبين وبين غير القادرين. حيث يوجه المكتئب عدوانيته نحو ذاته عوضاً عن توجيهها نحو الخارج. وذلك عبر إستقالته من طموحاته وأدواره وتسليمه بعدم فعاليته. فقـدان الثقـة بالنفس: إن الشعور بعدم القدرة مثله مثل الإكتئاب قابل للتحول الى مزمن. فهو يترسخ تدريجياً مع الوقت. إلا أنه وعلى عكس الحيوانات المتعرضة للصدمات يبقى قابلاً للتراجع والشفاء. وذلك من خلال إستعادة الشخص لإيمانه بقدرته على التأثير والفعالية. وبدونها يدخل الشخص في الحالة التي تسمى بالعامية ب "فقدان الثقة بالنفس". وهي حالة لانعترف بها في الطب النفسي لأن الفرد يحتفظ بشعوره بالقدرة ولو في ميادين محدودة. وبدونها يموت الشخص أو يقدم على الإنتحار. والمؤسف أن البعض يكتفي من مشاعر القدرة بحالة سلبية من إنتظار الحظ أو الحلول التلقائية التي ينسبها للحظ في حال حصولها. بدلاً من الشعور بأنه مسؤول ومؤثر في ما يحصل له.
الأفكـار المدمرة: لعل المشكلة الأساس في تعثر أي شخص هي تلك الكامنة في قناعاته الخاطئة. وهي قناعات يصعب تعريفها وتحديد كيفية إنغراسها في تفكير الشخص. لكنه من المؤكد أن الخلاص من أية قناعة خاطئة هو شيء إيجابي ومساعد على تحقيقنا لأهدافنا ومزيل لعوائق عديدة تعترض سعادتنا. وأخطر ما في هذه القناعات الخاطئة أننا نكبتها ونخفيها ولا نناقشها. ولو فعلنا لأدركنا خطأها. وبالنظر لصعوبة تعريفها فاننا ننتقي بعض القناعات المتطرفة في خطئها علها تعطينا المثال. ومنها ما يقوله الساحر في المجتمعات البدائية لأحد الأشخاص إذ يخبره انه سيكون الميت القادم في الجماعة. فتستحوذ الفكرة على الشخص حتى يموت فعلاً. وهذا مثال على القناعات الخاطئة التي يمكنها أن تكون مميتة!.
كيف تكتسب الشعور بالقدرة وتودع... لا أقــدر يجب أن نعرف أن الشعور بعدم القدرة ليس شعوراً شاملاً أي أنه لا يطال كل نواحي حياة الشخص ونشاطاته. بل هو ينحصر في مجالات ،وأحيناً بمواقف، بعينها. وقبل البدء بخطوات التخلص من عبارة "لا أقـدر" على الشخص أن يحدد بدقة مجالات عدم قدرته والمواقف التي تدفعه لأن يقف مكتوف اليدين مردداً "لا أقـدر". وإذا كان البعض يجد صعوبة في تحديد مجالات عدم قدرته ويستشعر الحاجة للمساعدة كي يكتشفها فإننا سنبدأ بخطوة أولية لتقديم هذه المساعدة.
إكتشف نواحي عجـزك • في العادة يستطيع الإنسان الإشارة الى مجالات عجزه ومصادر الصعوبات التي تعترضه. لكنه يحدد بصعوبة أكبر تلك المواقف التي بعلن فيها عدم قدرته. خاصة وأن عبارة "لا أقـدر" لا تنطق عادة بل يقولها الشخص لنفسها في حوار داخلي لا يسمعه أحد. ومن هنا كبتها وأحياناً صعوبة تذكرها. وتزداد الصعوبة لو حاول الشخص البحث عن نجاحات له في المجالات التي يصنفها مصادر عجز. وذلك لأنه لا يعتبر هذه النجاحات إنجازات بل هو يعتبرها نتيجة صدف أو ربما نتيجة حظ عابر. • قد تساعدنا الأسئلة التالية على تحديد مواقف ال"لا أقـدر": • ماهي المجالات التي تعتبر نفسك محظوظاً فيها؟. • في أي المجالات تعتمد على الحظ بصورة أساسية؟. • ما هي المجالات التي تشعر بأن الحظ يفارقك فيها؟. • هل إعتدت تسليم أمورك الهامة للحظ أو للصدف؟. • هل تعتمد على شخص ،أومجموعة أشخاص، في إنجاز أمورك؟. • هل يضع هؤلاء الأشخاص الشروط لمساعدتك؟
أطلق حدســك إن ما يصطلح على أنه عقلاني ومنطقي من معادلات التفكير الآلي هو مجرد قيود لكبح جماح الحدس ( Intuition ) وتحرمنا من معطياته. ولكي تعرف قيمة هذا الحدس المفقود يكفي ان تنظر الى الأشخاص الذين يعتمدون على حدسهم بصورة أساسية في شؤونهم اليومية. فهؤلاء يكونوا قد دربوا حدسهم فبات يساعدهم ويعطيهم الشعور بالقدرة على اختيار الصواب. وصحيح أن الحدس قد يخطيء لكن هؤلاء الناس لا يخافون هذا الخطأ لإن فوائد الحدس بالنسبة لهم أكبر كثيراً من أضراره. والحدس له مكون ينتمي للحاسة السادسة إلا أن له أيضاً مكوناً قابلاً للتفسير العلمي. وهو إعتماد الحدس على تجارب الشخص الماضية في المواقف الشبيهة. حيث يؤدي تدريب الحدس الى التداعي السريع لذكريات المواقف الشبيهة.
إكتشف حاجـاتك هل أنت تريد الوصول فعلاً الى الأهداف التي رسمتها لنفسك؟. سؤال ندعوك لطرحه على نفسك يومياً. فالكثيرون إكتشفوا بعد بلوغ غاياتهم بتضحيات كبيرة ،وبإرهاق غير عادي، أنهم لا يريدون فعلاً هذه الأهداف. وانما هم دفعوا اليها على سبيل المتافسة أو المقارنة أو لإرضاء الآخرين أو لغيرها من الأسباب. وهؤلاء إكتشفوا بعد الجهد وربما بعد فوات الأوان أنهم كانوا يريدون أشياء أخرى!؟. فهل سألت نفسك إن كنت تريد فعلاً بلوغ ما تعتبرها أهدافك؟. هنا لا بد من ملاحظة أن الدفاع عن هدف أو قضية من غير قناعة كافية يمكنه أن يكون سبب الفشل ومعه مشاعر العجز وعدم القدرة. لذلك فاننا بحاجة لإستكشاف حاجاتنا الفعلية ومراجعة كافة أهدافنا على ضوء هذه الحاجات. بل أن إستكشاف الحاجات غالباً ما يوصلنا الى تغيير بعض أهدافنا وإستبدالها بأهداف أخرى. وحتى في حال تطابق أهدافنا مع حاجاتنا الفعلية فإن إستكشاف هذه الحاجات سوف يساعدنا على تحديد جدول اولويات لأهدافنا. بمعنى أن نسعى لتحقيق الأهداف الأكثر إلحاحاً وإستجابة لحاجاتنا الأكثر ضرورة.
راقب المحيط والعالم من حولك لو أنك أمعنت النظر في العالم من حولك لأكتشفت أنك تجهل معظم تفاصيله. ولوجدت أن أشياء كثيرة فيه كان يمكنها أن تتغير دون أن تلاحظها. وفي ذلك إهمال ونقص في معايشة العالم من حولك. وهذه المعايشة لا تجعلك فقط أكثر معرفة بهذا العالم بل هي تعمق علاقتك بمحيطك وبالناس من حولك وتجعلك تنظر لهم بطريقة مختلفة. وتذكر وأن تراقب هذا العالم أن نيوتن اكتشف قانون الجاذبية بمراقبته لتفاحة تسقط عن الشجرة. والمقصود بهذا المثال أن تهتم بكل التفاصيل مهما بدت لك غير مهمة أو عادية. عندها ستلاحظ وجود قائمة طويلة من الأحداث المترابطة مهما كانت درجة أهميتها. كأن تلاحظ مثلاً أن ساعة مغادرتك للمنزل تتطابق مع قائمة من الحوادث التي تتكرر يومياً ولم تكن تلاحظها سابقاً.
أيضاً فانك ستكتشف أن صوراً عديدة كانت غائبة عنك لانك لم تكن تلاحظها. وبهذا تمرن ذاكرتك البصرية التي اعتدت على اهمالها باختصار الصور بالحقل الذي يهمك. ويكفي هنا ان تلاحظ تفوق إمرأتك في هذا المجال. فالنساء يلتقطن التفاصيل أسهل من الرجال. إستمع الى امرأتك لدى العودة من زيارة ما لترى كم من الأشياء لاحظتها وصورتها دون ان تنتبه انت اليها. وبالمناسبة فان الأطفال يملكون الذاكرة البصرية الأفضل. لذلك فهم يملكون الخيال أكثر من البالغين. ولعل الأهم من اكتشاف العلاقة بين الحوادث ومن الذاكرة البصرية هو القدرة على إلتقاط الفرص. فعندما تنظر الى العالم من حولك بامعان فإنك سوف تفاجأ لكثرة المصادفات التي سترصدها وكذلك من كثرة الفرص التي لا تلحظها عندما تنظر الى ما حولك نظرة عابرة غير مهتمة.
خطط للنجاح بدل تخطيطك للفشل قد يفاجأنا القول بأن فشلنا إنما هو من صنع أيدينا فهل صحيح أن الشخص يصنع فشله بنفسه؟. البعض يذهب الى أبعد من ذلك فيقول أن مستقبلك مرسوم في عقلك الباطن!. فكيف يمكن لشخص أن يخطط فشله بيده؟. الأمثلة كثيرة وإن لم تكن مباشرة فالشخص يسلك سلوك الفشل والضرر ولكن على أمل ألا يصل اليهما. فالشخص الذي يقود سيارته بسرعة جنونية وذلك الذي يتعاطى مكيفات مؤثرة على صحته ومريض السكري وغيره ممن لا يلتزمون بتناول العلاج وبالنظام الغذائي... الخ. كل هؤلاء يغامرون ويسيرون نحو الفشل ونحو الخطر بتخطيط منهم. وكثيراً ما يخونهم مبدأ "أن الأمور السيئة تصيب الآخرين ولا تصيبنا". والآن فان مراجعتك للسبيل الذي تسلكه لتحقيق ما تريد ستبين لك أنك شريك في كل المعوقات التي إعترضت أو أخرت وصولك الى ماتريد. فهل تملك الشجاعة الأدبية للإعتراف بمسؤوليتك في هذه المجالات وأن تدونها وتراجعها يومياً حتى لاتكررها؟. ولكن عليك أن تفعل ذلك دوأن تكبل نفسك باللوم وبمشاعر الذنب. فكل ما عليك هو الإقلاع عن العادات والتصرفات وأساليب التعاطي مع الآخرين ومع المحيط بشكل يعوق وصولك الى ما تريده.
إستعادة قدرة التأثير على المحيط من حولك وتطويرها. قلنا أن الطفل يكسر الأشياء لا ليثير غضب الأهل بل ليمتحن قدرته في التأثير عليهم. وهو يشعر بنشوة عندما يستطيع اغضابهم لأنه هو المؤثر فيهم المثير لغضبهم. انها حاجة فطرية لدى افنسان وهي شرط اساسي لتأكيد الذات ولبناء ما يسمى ب "الثقة بالنفس". ابدأ منذ الآن باختبار قدرتك على التأثير. ولا بأس من ممارسة التأثير الإيجابي. فالإنسان يشعر بالسعادة عندما يستطيع إسعاد الذين يحبهم. حاول مفاجأة ابنك وزوجتك بهدايا انت تتذكر انهم يحبونها أو يحتاجون لها. وعندها سترى انك تنفق عادة أضعاف هذه المبالغ دون أن تشعر بتأثيرك. وذلك لأنك إعتدت على ذلك الانفاق فبات روتيناً دون معنى. الآن إنتقل الى التأثير الفاعل وراجع بعض حقوقك البسيطة التي إعتدت السكوت عليها أو نسيتها وحاول تحصيلها (شرط عدم إثارة المشاكل) وستدرك أنك قادر على التأثير وانك لست مضطراً لإعتماد السلبية سبيلاً للراحة.
تجهيز الظروف المشجعة لإستقبال الفرص وعدم إضاعتها. إضافة للخطوات المعروضة أعلاه فإن تجهيز الظروف المشجعة لإستقبال الفرص وعدم اضاعتها يقتضي منك أن تتخلص من حجة ضيق الوقت. فالفرصة تقتضي ان تكون متفرغاً لها. وهي تفوتك ان لم تعطيها الوقت الكافي. إن إلتقاط الفرصة لا يعترف بقائمة الأسباب والحجج المعتادة من ضيق الوقت الى التعب الى التشويش والإنشغال بمشاكل وأمور اخرى. ولعل الخطوة الأهم للحصول على الصفاء اللازم لمعايشة فاعلة لحياتك وممارسة سعادتك والتقاطك للفرص هي خطوة التخلص من أفكار ما قبل النوم. وهي الأفكار التي تراودك قبل أن تغمض عينيك. فالمرء يتذكر عادة منغصاته قبل النوم. وهذه الأفكار غالباً ما تكون من النوع المنغص والسلبي. وعليك مراجعتها فاذا وجدتها فعلاً مكنغصة فاعلم انها بحاجة لحلول سريعة وللإستبدال بأفكار ايجابية اذا اردت الوصل للصفاء وان تكون جاهزاً لإلتقاط الفرص.
تحريك عدوانية الإنجاز غير المؤذية. أن توجه عدوانيتك نحو ذاتك يعني أنك تصيب نفسك بالشلل وانك تهدد نفسك بنفسك. بل أن توجيه العدوانية نحو الذات غالباً ما يترجم بامراض جسدية مثل القرحة وارتفاع الضغط وغيرها. أما أن تفقد عدوانيتك فذلك هو المستحيل لأن استمرارية الحياة مرتبطة بالعدوانية. المطلوب اذاً هو ان توجه عدوانيتك في الإتجاه الصحيح. وألولى معالمه أن توجهها للدفاع عن نفسك. فإنت بحاجة لأن تقول "لا" في بعض المواقف دفاعاً عن نفسك. وهذه ال "لا" غالباً ما تحتاج الى قدر من العدوانية. وعليك ان تعرف انك بحاجة لجرعة أكبر من العدوانية عندما تنتقل من الدفاع الى الهجوم. أي الى مرحلة تحقيق الذات والأهداف. فذلك يحتاج للمنافسة وقد يحتاج لخوض الصراعات. فإذا افتقدت عدوانيتك فانك ستخرج عاجزاً عن تحقيق ما تريده. وبطبيعة الحال فان العدوانية المقصودة هي العدوانية المعتادة اجتماعياً وغير المؤذية.
الخلاص من القناعة المدمرة " الحظ يخالفني". إن ذاكرتنا تحتفظ بالتجارب السيئة ونحن بحاجة لنسيان هذه التجارب. لذلك فاننا نميل بطبعنا الى تجنب تذكرها. إلا أننا في المقابل نعود لتذكرها في المواقف السلبية. وعندها نقفز الى ذهننا الأفكار السلبية فنردد عبارات من نوع " لم أنجح..." لن أتوصل الى ذلك..." لقد حاولت ولم اتوصل..." و "لا أقـدر". علينا أن نعلم أن ترديدنا لهذه العبارات في أوقات الكرب يحولها من مجرد شكوى الى قناعة. وهي قناعة تدفعنا لربط فشلنا بسوء الحظ. وبذلك تترسخ لدينا قناعة لا أقدر ومعها قناعة أن الحظ يخالفني ويعاكسني. ان هذه القناعات المدمرة لا معنى لها سوى رغبات لا واعية بالانتقام من الذات. لذلك تجنب بكل الحذر تكرار العبارات السلبية المشيرة لسوء الحظ والعجز. وخاصة في المواقف السيئة كي لا تتحول الى قناعات سلبية جديدة تعزز قناعات قديمة مثيلة لها. ويمكنك أن تامل با، تجنبك لهذه العبارات سوف ينسيك العبارات السلبية القديمة مع قناعاتها السيئة السابقة.
إجتياز المسافة بين الفرصة والصدفة. • هذه الخطوة قد تكون خاتمة المطاف لخروجك من حالة "لا أقـدر" الى غير رجعة. في ما يلي خمسة مفاتيح تساعدك على تحويل الصدفة الى فرصة. • تصرف كما لو انها احدى الألعاب وانظر جيداً حولك وراقب بدقة فاحصة ثم: • احضر مفكرة صغيرة لتسجل عليها كل المصادفات التي تحصل لك. وستلاحظ انها سوف تتكاثر كلما دونتها. لأن كل مصادفة تدونها ستستدعي مصادفات أخرى. وهذا سيساعدك على ملاحظة أكثر دقة لوجودك ويجعلك اكثر تكاملاً فيه. وستصبح أكثر قدرة على ملاحظة المصادفات وإلتقاطها. • لا تخضع للمنطق ما تدونه. كأن تقول انها مصادفة غير هامة أو ان لا معنى لها..الخ بل سجل كل ما تراه مصادفة في مفكرتك. صحيح ان ما ستصادفه لن يكون كله ملفتاً ولكن إحرص على تدوين كل المصادفات.
أرتبط بمحيطك وتصرف على انك منفعل ومتفاعل معه وانسى منطق الأشياء المنفصلة والتي لا علاقة لبعضها بالبعض الآخر. وعد الى التجارب الروحية التي تربط الأشياء ببعضها وفق تناغمية مشتركة. • حدد حاجاتك الأساسية. وهنا عليك ان تكون صادقاً مع نفسك أميناً لها وان تحدد ما أنت بحاجة اليه فعلاً. وكلما كنت صادقاً في التحديد تجد تلبية الحاجة أسرع. • راجع ما دونته لمدة عشر دقائق كل يوم ثم تمدد في حالة من افسترخاء وتفكر في أهدافك ومشاكلك وستجد النتيجة غير منتظرة.