341 likes | 1.08k Views
المعلم. احتل المعلم مكانة مرموقة في الفكر التربوي الإسلامي وذلك لشرف الرسالة التي يحملها وهي الرسالة التي قام بها النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم خير قيام.
E N D
احتل المعلم مكانة مرموقة في الفكر التربوي الإسلامي وذلك لشرف الرسالة التي يحملها وهي الرسالة التي قام بها النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم خير قيام. قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وقد أخبر النبي عليه السلام عن قيامه بهذه المهمة فقال: }إنما بعثت معلما{.
وقبل أن يكون التعليم حرفة أو مهنة فقد كان عملا دينيا يستوحي دافعه من قوله تعالى: }وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ { وقد أرسل صلى الله عليه وسلم عددا من الصحابة إلى الأقطار المختلفة لتعليم الناس الإسلام. وهكذا سار الخلفاء من بعده صلى الله عليه وسلم فأرسلوا القراء والفقهاء والقضاة إلى أنحاء شتى من الدولة الإسلامية لشرح الدين ونشر العدل وهداية الناس.
فأنتشر العلم وأصبح هناك المتخصصون في العلوم الإسلامية من فقه وتفسير وحديث في بادئ الأمر وبعد ذلك في علوم اللغة وغيرها من العلوم النافعة للأمة. واتخذ العلماء من المساجد مقرا للتعليم ومع تطور الحياة في الدولة الإسلامية ظهرت الكتاتيب والمدارس وغيرها من المؤسسات. ولم يكن القيام بمهمة التعليم عملا احترافيا للتكسب بل كان تطوعيا ابتغاء مرضاة الله تعالى.
أولا: المواصفات الدينية: 1- أن يكون عارفا بأمور دينه متمسكا بها: ينبغي أن يكون المعلم محافظا على تأدية الشعائر أمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لا يخشى في الله لومة لائم أخذا في نفسه بأحسن الأفعال وأكمل الأخلاق, لأن الاطفال يكتسبون أخلاقهم بالقدوة أكثر من اكتسابها بالتلقين والوعظ. والاسلام لا يرضى عن العلم النظري الذي لا يرى أثره في سلوك صاحبة. المواصفات الدينية والخلقية والمهنية للمعلم:
ينبغي مراعاة المعلم للعرف الاجتماعي وعدم لإتيان ما يستنكره الناس حتى وإن كان جائزا باطنا لئلا ينفروا منه فلا يقتنعوا بعلمه. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجلين لما رأياه يتحدث مع صفية (زوجته) فوليا, فقال:} على رسلكما إنها صفية. ثم قال: إن الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فخفت أن يقذف في قلوبكما شيئا فتهلكا{, وذلك درء للشبهات وسدا لمسالك الشيطان. 3- أن يكون مخلصا لله: وهذا يتطلب من المعلم أن يجعل تدريسه ابتغاء وجه الله تعالى. 2- أن لا يفعل شيئا مما يستنكره الناس:
1- العناية بالمظهر العام: المعلم قدوة للتلاميذ فيجب عليه أن يبدوا دائما لتلاميذه بصورة طيبة دون مغالاة وأن يظهر لهم دائما بالمظهر المناسب من حيث نظافته ونظافة ثيابه وتطيبه لإزالة كريه الرائحة. 2- الرفق في معاملة التلاميذ والصبر عليهم: إن المتتبع لسيرة الرسول صلى الله علية وسلم يجد أن فيه رفقه ولين جانب في معاملة المسلمين كوسيلة ناجحة تجعل قلب وعقل المسلم يتجهان اليه, ولذا أنزل الله سبحانه وتعالى قولة :}بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ{ ثانيا: الصفات الخلقية والشخصية للمعلم:
فيجب على المعلم أن يجعل علاقته بتلاميذه مبنية على أساليب الود بعيدا عن أساليب القهر والعنف وفرض الآراء, والتفاعل معهم في حل المشاكل التي تواجههم ومساندة التلاميذ في نموهم جسميا ونفسيا واجتماعيا حتى يصلوا إلى أعلى درجات الكمال في هذه الجوانب. ويرى النووي أن على المعلم تجاه تلميذه أن يحنوا عليه ويعتني بمصالحه كاعتنائه بمصالح نفسه وولده ويجريه مجرى ولده في الشفقة عليه والاهتمام بمصالحه.
أكد علماء الفكر التربوي الإسلامي على ضرورة تفاعل المعلم مع مجتمعه ومخالطته للناس والوقوف على القضايا التي تهمهم. ولقد حرص أبو حنيفة على تربية تلاميذه على معايشة العصر فكرا وثقافة 4- العدل بين التلاميذ: وقد حث عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة على العدل كقوله: } وإن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين, الذين يعدلون في حكمهم واهليهم{ 3- التفاعل مع المجتمع:
ولذا نبه الفقهاء والمفكرين التربويين إلى أهمية ذلك في معاملة المعلم للتلاميذ, وفي ذلك يقول ابن سحنون:( إذا قوطع المعلم على الأجرة فلم يعدل بينهم –أي الصبيان- كتب من الظلمة) كما حذر ابن جماعة بأن عدم العدل بين التلاميذ يؤدي إلى نفور قلب المتعلم ووحشة وكراهية المعلم لذلك فإن عليه أن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة أو اعتناء, مع تساويهم في الصفات من سن وديانه أو فضيلة فإن ذلك ربما يوحش منه الصدر, وينفر القلب وعليه ألا يقدم أحدا في نوبة غيره أو يؤخر عن نوبته إلا إذا رأى في ذلك مصلحة تزيد على مصلحة مراعاة النوبة.
ونادى القابسي وابن سحنون وابن سينا إلى اهمية العدل بين أغنياء التلاميذ و فقرائهم والقوي والضعيف وبينوا أن عدم العدل بين التلاميذ قد لا يظهر أثره في الحال ولكنهما يظلان منقوشين في ذهن الطفل يعطيان صورة عن المعلم الجائر المتميز.
1- احترام شخصية التلميذ: وذلك بمراعاة حاجاته واهتماماته وحقوقه وأيضا معرفة قدراته وإمكانياته ليمكن توجيهه على أساس ذلك. وينبغي احترام حريته في اللعب والحركة وتقدير رأيه حتى لا نجعل منه جبانا خاملا, وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في احترام شخصية الصغير وابداء الرأي وذلك فيما رواه البخاري ومسام من أنه صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء (أي الأشياخ). فعلمه صلى الله عليه وسلم الأدب وفي الوقت نفسه يحترم شخصيته فيستأذن منه دون اجبار أو اهمال. ثالثا: المواصفات المهنية للمعلم الجيد:
يقتضي تفاوت القدرات التي جعلها الله بين خلقه أن يسعى المعلم إلى ابتكار أساليب تعليمية جديدة ومتنوعة تتناسب مع الفروق الفردية بين التلاميذ فقد يستطيع بعض التلاميذ أن يفهم من المعلم عرض الفكرة لأول مرة بينما يحتاج بعضهم إلى إيضاحها بالصورة والتجسيد والتكرار والتدرج. 2- مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ:
ومن هذا المنطلق رأى النووي أنه يجب على المعلم أن يفهم كل واحد من المتعلمين بحسب فهمه وحفظه فلا يعطيه مالا يحتمله ولا يقصر به عما يحتمله بلا مشقة ويخاطب كل واحد على قدر درجته وبحسب مهمته وهمته فيكتفي بالإشارة لمن يفهمها فهما محققا ويوضح العبارة لغيره ويكررها لمن لا يحفظها الا بتكرار.
ومما يساعد على ضبط الفصل ملاحظة التلاميذ وعدم ترك السأم يتخلل إليهم. 4-أن يكون المعلم محبا لمهنته مهتما بها: فحينما يكون المعلم مولعا بمهنته موقنا برسالته فإنه يؤدي عمله بشوق وشغف ونشاط فسوف يتابعه تلاميذه بنفس الشوق والنشاط. 5- المحافظة على مواعيد المدرسة واحترام لوائحها: 3- القدرة على ضبط الفصل:
ينبغي أن يكون المعلم مرنا متفهما لمتطلبات مهنته وواقع تلاميذه مقدرا للفروق الفردية بينهم. 7- الاعتدال وعدم الاسراف في معاقبة التلميذ: وفي هذا يقول الإمام الغزالي: (لا نكثر القول عليه بالعتاب في كل حين فانه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام في قلبه). والرفق بالمخطئ ليس معناه السكوت على خطئه وإلا تمادى بل ننبه على الخطأ ولكن بحكمه. 6- المرونة:
وذلك بالشكر والثناء والقبول والاستحسان وغير ذلك مما يدفع التلميذ الى المزيد من النجاح. 9- ألا يكتفي بتدريس مادة الكتاب النظرية معزولة عن تطبيقاتها في الحياة العملية: بل نضيف اليها النشاطات التي يمكن بواسطتها تحويل معلومات الكتاب النظرية إلى سلوكيات عملية. 10- تزويد الدرس بمروحات عن النفس: كالمرح والطرائف وبعض المزاح لإنعاش التلاميذ وبث روح الحيوية فيهم وتجديد نشاطهم على أن يتم ذلك بدون إسراف أو إسفاف. 8- تشجيع التلميذ على حسن الأدب والجد والاجتهاد في الدراسة:
ينبغي المام المعلم بطرق التدريس واستراتيجياته التي تثير الفكر وتجذب الانتباه وتشوق التلاميذ إلى الدرس. أدوار المعلم: أولا: المعلم مرب ووالد: ينبغي أن يكون المعلم مع طلابه كوالد مع أبنائه, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: }إنما أنا لكم مثل الوالد لولده أعلمكم{ وهذا يتطلب حسن الرعاية والحفظ والعدل بين الطلاب. 11- معرفته بطرق التدريس:
وهذا يتطلب من المعلم أن يعنى بالنمو المهني المستمر فتكون لديه قراءة واعية للحاضر والمستقبل. ثالثا: المعلم مراعيا لقدرات طلابه واستعداداتهم: وفي ذلك نجاح لرسالته يقول النبي صلى الله عليه وسلم:} نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم ونكلمهم على قدر عقولهم{, لذا كان على المعلم أن يراعي قدرات طلابه وحاجاتهم. ثانيا: المعلم باحث حريص على الاستمرار في التعلم والتزود بالجديد منه:
المعلم الناجح هو الذي يساعد طلابه على حل مشكلاتهم وإرشادهم إلى كيفية اكتساب المعرفة والمهارات. خامسا: المعلم ناصح أمين وصديق حميم: المعلم الناجح هو الذي يكسب قلوب تلاميذه ويتودد اليهم ويفتح صدره لهم ويتعرف على مشاكلهم ويساعدهم على حلها, ويجعل من نفسه ناصحا أمينا وأخا شفوقا حنونا, ويحاور في هدوء ويقنع بأدب ولا يتخذ أسلوب الآمر الناهي. رابعا: المعلم مرشد وموجه:
المعلم الناجح هو الذي يتمتع بمهارات إبداعية وطاقة فكرية هائلة تنتج عن يقينه برسالته وكثرة قراءاته واطلاعه واتساع افقه ومرونته وهذه الطاقة الابداعية تنعكس على طلابه فيحفزهم على الابداع ويطوره لديهم. سابعا: المعلم عنصر بناء في مجتمعه: المعلم عنصر في المجتمع ينقل لطلابه الأفكار والقيم التي ينهض بها المجتمع وفي الوقت ذاته يلبي حاجات مجتمعه ومتطلباته إزاء مهنته, لذا كان لابد عليه من الإلمام بثقافة مجتمعه وقيمه وعاداته والانفعال بقضايا أمته آمالها وآلامها, وعلى المعلم أن يكسب الطلاب عادات حب المجتمع والانتماء اليه ويكشف لهم خطورة نبذ المجتمعات وفي الوقت ذاته يبصرهم بحقوق المواطنة وواجباتها سادسا: المعلم مبدع ومرغب في الابداع: