820 likes | 2.36k Views
بطريركية الاقباط الارثوذكس الاسكندرية اللجنة المركزية لاعداد الخدام. روحانية الصلاة بالأجبية. يرفض البعض صلاة الأجبية لأنها صلوات محفوظة .. ويرغبون في الصلاة في أي وقت دون التمسك بتوقيتات خاصة للصلاة ..
E N D
بطريركية الاقباط الارثوذكس الاسكندريةاللجنة المركزية لاعداد الخدام
يرفض البعض صلاة الأجبية لأنها صلوات محفوظة .. ويرغبون في الصلاة في أي وقت دون التمسك بتوقيتات خاصة للصلاة .. كلمة " أجبية " معناها Ajp أي بمعنى " ساعة " باللغة القبطية .. أي هي صلوات السواعي .. إن معلمنا داود النبي الذي أتى قبل مجئ المسيح بحوالي 1100 سنة يقول { سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك } ( مز 119 : 164) .. والكنيسة ترغب أن تصنع من كل واحد داود .. تريد أن تجعلك على منهجه صلاة الأجبية تجعلنا جميعاً وإن كنا نمكث في أماكن متفرقة إلا أننا نصلي بنفس الكلمات وفي نفس الوقت ونفس الروح .. فبلاشك هي صلاة نافعة .. صلاة تُعلم الإنسان كيف يصلي .. تخيل الرب وهو يسمع شعبه وهو يصلي صلاة واحدة في نفس الوقت .. وفي كل المسكونة ( إنجلترا ، أستراليا ، أسوان ، القاهرة ) .. الجميع يصلي نفس الصلاة وبنفس الروح .. الله يحب أن تكون الكنيسة كلها نفس واحدة .
لاحظ أن الفكر البروتستانتي يعتمد في الصلاة على مبدأ الفردية .. أي الصلاة حسب الطريقة التي يرغبها وفي الوقت الذي يريده .. أيضاً في الصوم الكل يصوم حسب رغباته وطريقته الخاصة – الصوم الذي يعتمد على الإمتناع عن كل ما هو مرغوب لدى الفرد – مبدأ وِحدة .. ولكن الكنيسة ترغب أن يمتنع الجميع عن الطعام معاً .. والجميع يأكل معاً نفس الطعام .. وكأننا نجلس جميعاً على مائدة واحدة .. إن الكنيسة الأرثوذكسية ترغب في التوحيد بين أعضاءها الله يريد أن يسمع المجموعة معاً .. يُقال عن الكنيسة في سفر الأعمال كلمة " كانوا معاً "( أع 2 : 44 ) .. إن صلاة الأجبية تُحقق وحدة الكنيسة وتُكوِّن جماعة واحدة رسولية .
أولاً: صلاة الأجبية تجعلك تُطيل من الفترة التي تمكُث فيها في حضور ربنا .. وتعرف كيف تتكلم مع الله وتتكلم مع الله بالأسلوب الذي يحبه .. أي تتكلم مع الله بكلامه .. أكثر ما يريد الله سماعه أن نتكلم بكلامه وشهاداته .. كلام الأجبية هو كلام وُضِع بالروح القدس لذلك يحبه الله . عندما تدافع عن متهم أمام قاضي عليك أن تدافع عن المتهم بالقانون الذي وُضِع من قِبَل القضاة والمُشرعين .. هكذا نحن أمام الله علينا أن نكلمه بكلامه ( قانونه ) .. تُدرب لسانك وقلبك على الحديث مع الله .. تتعلم كيف تشكر وتطلب وكيف تنسحق أمامه .. تصلي بحب .. تُعلمك التسبيح والتمجيد .. تأمل في صفات الله .. تتكلم في تفاصيل عديدة تُعبر عن الضعف والهم والخاطئ والمسرور .. أي أن في كل حالاتك تجد الأجبية تُعبر عنك .
ثانياً: • إنها تُشركنا في المناسبات المقدسة .. • في باكر تتذكر البداية ( التجسد ) .. إشراق النور .. • الساعة الثالثة تتذكر حلول الروح القدس .. • السادسة تتذكر الصليب .. • التاسعة تسليم الروح { يارب يا من ذاق الموت ..... } • الحادية عشر تتذكر إنزاله من على الصليب ونهاية اليوم وكيف أدخل مع الله مع أصحاب الساعة الحادية عشر .. • وصلاة النوم أتذكر الموت والفناء والدينونة { هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل.... } .. صلاة نصف الليل نتذكر المجئ الثاني .. • فإن الصلاة تعيِّشك مع المسيح كل يوم .
الكنيسة هدفها من أولادها أن يعيشوا المسيح .. تعيش المسيح في اليوم .. وفي الأسبوع .. وفي الشهر والسنة .. إن المسيح بالنسبة لنا ككنيسة ليس ماضي بل حاضر .. إنك تعيش أيامه التي عاشها في زمن معين مع ناس معينة .. بل هو حاضر معنا نأخذ جسده ودمه ويقول لنا " خذوا كلوا " كما قال لهؤلاء في الماضي .. إنه قال ذلك لكل الأجيال .. نحن نعيش الكنيسة لأنه موجود معنا .. نعيش حضوره وبركته وفِكره وكلامه وحياته ومنهجه .
إن الله يحب أن شعبه في أيام معينة ومناسبات معينة أن نقف أمامه .. مثال على ذلك قوله { اُذكر يوم السبت لتقدسه } ( خر 20 : 8 ) .. الله أراد من الشعب كله أن يتقدس في وقت معين .. { هذه مواسم الرب المحافل المقدسة التي تُنادون بها في أوقاتها } ( لا 23 : 4) " عيد الفصح ، عيد الفطير ، عيد الحصاد " .. نقرأ في سفر العدد بعد خروجهم من أرض مصر عملوا الفصح .. قديماً عندما كان يوجد في بيت ميت يُحرم من تقديم الفصح حسب الشريعة فذهبوا إلى موسى حتى يحل لهم هذه المشكلة .. فسأل موسى الرب عن هؤلاء فقال له أن يقدموا الفصح الشهر التالي في نفس اليوم .. وهذا دليل على أن الله يريد إحترام مواسم السنة والإحتفال بها .
أيضاً الله أحب أن يسمع صلوات محفوظة .. عندما طلب منه تلاميذه أن يُعلمهم كيف يصلوا قال لهم متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات ( لو 11 : 2 ) .. في كل مرة وأنت تصلي قل " أبانا الذي في السموات " .. أمر من ربنا يسوع المسيح أن يكرروا صلاة محفوظة .. إن المشكلة ليست في الصلاة المحفوظة وإنما المشكلة في الذي يقولها والذي يشعر بهذه الكلمات .. هناك صلوات محفوظة تُتلى في أوقات معينة وهي صلوات محفوظة مثل مزامير تُسمى مزامير المصاعد تُتلى وهم صاعدين إلى الهيكل – محفوظة – .. الله كان يحب أن يسمع صلوات محفوظة .
معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولى لكورنثوس يقول { متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور } ( 1كو 14 : 26 ) .. تعلَّم كيف تعيش الإنجيل .. { مُكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مُترنمين ومُرتلين في قلوبكم للرب } ( أف 5 : 19 ) .. لذلك وضعت الكنيسة مزامير خاصة لكل ساعة .. وكأنها تريد أن تعيِشَك يوم داود وفِكره مُرنم إسرائيل الحلو .. فِكره سينتقل إليك لأن قلبه ملئ بالإشتياق إلى الله .. يقول داود { بالليل تُنذرني كليتاي } ( مز 16 : 7 ) وكأن ملاك الرب يُوقظ داود .. يعوِّدك كيف تقف أمام الله .. ويقول { بالغداة أقف أمامك وتراني } .. إن أجمل شئ في الصلاة عندما أشعر إني أقف في حضرة الرب .. وفي صلاة نصف الليل يقول { في الليالي ارفعوا أيديكم إلى القدس وباركوا الرب } ( مز 134 : 1 – 2 ) .. { في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك } .. إن وضع المزمور يُناسب الساعة التي وُضِع فيها وليس كوقت فقط بل كحدث .. صلاة الأجبية في فِكر الإنجيل .. والقديسين صلاة معمول بها .
تخيل عندما يُقال {صعد بطرس على السطح ليُصلي نحو الساعة السادسة } ( أع 10 : 9 ) .. { وصعد بطرس ويوحنا معاً إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة } ( أع 3 : 1 ) .. تخيل أنك تصلي نفس صلاة القديس أنطونيوس .. والقديس مكاريوس .. باخوميوس .. البابا كيرلس .. الجميع كان يصلي نفس صلوات الأجبية .. جميل أن نعيش بنفس فِكر الآباء .. ويسلمها كل جيل للجيل الآخر .. لذلك قيل في العهد القديم { لا تنقل التخم القديم الذي وضعهُ آباؤك } ( أم 22 : 28 ) .
أرض الميعاد عندما دخلوها ليُقسِّموها على " 12 " سبط فجاء يشوع وعمل قرعة وكل سبط أخذ قطعة وعملوا حدود فيها ليعرف كل سبط مكانه وحدوده وسلَّم كل جيل الأجيال القادمة ولم يأتي أحد في جيل وطلب أن يحرك الحدود ليحصل على شئ زائد أو ناقص .. كذلك صلاة الأجبية هذه موضوعة في فِكر الآباء وروح الآباء لأن بها كل ما يناسبك وكل ما يُعبر عن لسانك .. في الخطية تجد نفسك تقول له { إلى متى يرتفع عدوي عليَّ } ( مز 13 : 2 ) .. وفي الضيق تقول له { لماذا أنتِ حزينة يا نفسي .. ولماذاتئنين فيَّ } ( مز 42 : 11 ) .. تحتاج تبكيت قل { يارب لا تبكتني بغضبك } ( مز 6 : 1 ) .. { ارحمني يارب فإني ضعيف .. اشفني يارب فإن عظامي قد اضطربت ونفسي قد انزعجت جداً .. وأنت يارب فإلى متى .. عد ونج نفسي } ( مز 6 : 2 – 4 ) .. إتكلم مع الله بإسلوب يحب هو أن يسمعه .. تكلم معه بالكلام الذي توِّب ناس كثيرة .. فعَّال .
القديس أثناسيوس الرسول يقول { أن التسبيح بالمزامير هو دواء لشفاء النفس } .. صلي المزامير بإحساس داود .. وشعورك بالوقوف أمام الرب وأنت تشعر بالكلام ومتفاعل معه .. القديس أغسطينوس يقول { شكِّل روحك بكلام المزمور .. فإن كان مملوء تنهداً تنهد .. وإن كان مملوء صلاة صلي .. وإن كان مملوء شكر أُشكر إلى أن تصير أنت نفسك مزموراً } . إن الذي أحب صلاة الأجبية والمزامير أصبحت جزء من وجدانه .. جزء من غذاؤه .. أكله .. قُوته وسنده في الطريق .. شكِّل روحك بكلامه .. وإن كان هناك كلمات إستوقفتك لا تتركها بل إعلم إن لك فيها كنز مخفي فكررها .. لأن المزامير تعبير روحي عالي جداً .. جميل وأنت تصلي أن ترفع صليب صغير تمسك به .. إشرِك حواسك الجسدية مع كلمات الصلاة .. إرفع عينك مثلاً وأنت تمجد الله .. واقرع على صدرك وأنت تطلب رحمة – وهكذا – حتى تصير أنت نفسك مزمور .. أصبحت أنت نفسك تسبحة .
أما عن السرحان والتشتت .. فإن عدو الخير أكثر الأوقات التي يسوق عليك الأفكار الغريبة هو وأنت تصلي .. كل الأفكار المُقلقة لأنها ساعة مجيدة لا يتركك وأنت تقف تطلب وجه الله .. لذلك قل للرب وأنت تقف " تجمعي يا كل حواسي " لكي تنتهر بنعمة ربنا كل الأفكار .
قديماً قال الرب لإبراهيم أنه سيعطيه أرض له ولنسله وظل عشرون سنة فطلب إبراهيم من الله أن يتأكد من هذا فقال له الرب أنه سيفعل ميثاق بينه وبين إبراهيم .. قديماً كان الميثاق يحدث بين إثنان للصلح أو للإتفاق بأنهم يأتوا بذبائح تُشق من النصف .. كل نصف يقابله نصف آخر .. ذبيحة .. إثنين أو ثلاثة أو أربعة ذبائح هكذا وينشأ في المنتصف طريق ويمر منه الإثنان وكأن العهد هذا موثق بالدم والذبائح .. فطلب الله من إبراهيم أن يذبح الذبائح ويُقيم الممر ويمر الله مع إبراهيم بينهم .. ففعل إبراهيم هكذا وانتظر أن يأتي الرب ولكن لم يأتي ولكن جاءت طيور جارحة تأكل من الذبائح هذه الموضوعة على الأرض وكان إبراهيم ينتهرها ( نسر ، غراب ) .. ينتهرهم من على الذبيحة الخاصة به ( تك 15 : 11 ) .. الآباء القديسين يقولون { أنت تُقدم ذبيحة صلاة لله .. إعلم أن هناك طيور جارحة سوف تزورك .. كن يقظ وازجرها } .
وأنت تقف في الصلاة يأتي إليك طائر جارح يريد أن يأخذ جزء من الذبيحة التي ترغب في تقديمها .. وجاء الله في صورة نار وسحاب واجتاز في وسط الذبيحة ولكن بعدما جاهد أبونا إبراهيم وتعب كثيراً في الحفاظ على ذبيحته .. ومرَّ الله بدون إبراهيم لأننا كبشر ننقض عهودنا مع الله .. فالله فقط هو الذي لا ينقُض عهده مع الإنسان . القديس مارأفرآم يقول { يارب ما من طِلبة ووعد وعدتك به إلا وكذبت .. فاذكر طِلبِة من عاهدك أن يُرضيك وكِذب } .. لذلك نقول وأنت تصلي إن جاءتك أفكار ما فاحرص على أن تزجرها .. أحد القديسين يقول { إن محاولتك في البعد عن هذه الأفكار والإنتصار على الملل والضجر والأفكار .. فعليك أن تعرف أن أجر المحاولة أعظم من أجر الصلاة ( أجر المقاومة ) لأنك تجاهد وتكافح } .
الصلاة بالأجبية تُعبر عن حب .. إشتياق .. شخص يرغب أن يجلس في حضرة الله ويُطيل الوقوف أمامه والملائكة تُسانده .. الصلاة بالأجبية تُثبت العقيدة داخلك لأنك تعرف فيها أن تخاطب الثالوث القدوس .. الآب والابن والروح القدس .. تجد نفسك تخصص في كلامك مثال على ذلك القداس الباسيلي نقول " يا الله العظيم الأبدي الذي جبل الإنسان على غير فساد " .. هنا نخاطب الآب .. وفي القداس الغريغوري نقول " أيها الكائن .. الخالق الشريك مع الآب " .. هنا نخاطب الابن .
في الأجبية تدخل في شركة الثالوث .. " لك تجب البركة .. لك يحق التسبيح .. لك ينبغي التمجيد أيها الآب والابن والروح القدس الكائن منذ البدء " .. عبارات لاهوتية عميقة .. تفهمك العقيدة .. عندما تقول " أيها الثالوث المقدس ارحمنا " وكأنك تُخاطب الآب والابن والروح القدس .. في الأجبية نجد قانون الإيمان ( عقيدة ) .. أيضاً " نُعظمِك يا أم النور الحقيقي ونمجدك " وكأنك في الأجبية تُعبر عن الحقائق الإيمانية .. تحب الست العدرا وتؤمن بالشفاعة .. فتشعر كأنك تصلي في وجودها .. وأيضاً شركة القديسين " لكي نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين " .. هي صلاة شاملة جداً .. إجتهد بأن تصلي بها .. تذكر أن ربنا يسوع موجود في كل وقت وكل مكان .. الله يريد منك أن تشعر أنك في وقت صلبه .. أو في وقت حلول الروح القدس .. أو في وقت إسلام روحه .. يرغب أن نشترك معه فيها .. إجتهد .
أجمل شئ في بيوتنا أن نحترم مواعيد صلاة الأجبية ونقف نصلي .. من الأشياء المؤسفة التي نجدها في بيوتنا أن وقفتنا غير راسخة .. يعتقد غير المسيحيين أننا لا نصلي في بيوتنا بل في الكنيسة فقط .. وهذا دليل على أننا نحن الذين أعطيناهم هذا الفكر بأننا لا نصلي في البيوت .. في بيوتنا يجب أن يكون لدينا عبادة خاصة .. وركن للصلاة .. أجبية مفتوحة .. واشتياقات لربنا .
بطريركية الاقباط الارثوذكس الاسكندريةاللجنة المركزية لاعداد الخدام