260 likes | 585 Views
النهى عن السباب. إعداد جنات عبد العزيزدنيا. عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : “ سباب المسلم فسوق وقتاله كفر “ متفق عليه . السب في اللغة الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه . والفسق في اللغة : الخروج . والمراد به في الشرع الخروج
E N D
النهى عن السباب إعداد جنات عبد العزيزدنيا
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :“سباب المسلم فسوق وقتاله كفر“ متفق عليه. السب في اللغة الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه . والفسق في اللغة : الخروج . والمراد به في الشرع الخروج عن الطاعة . وأما معنى الحديث فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم . حذرت النصوص الشرعية من السب والشتم.. ودلت على أمر المسلم بحفظ لسانه ونبهت على خطره، فقال صلى الله عليه وسلم: ”وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.”رواه الترمذي.
قال الله تعالى " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا " الأحزاب . وقال صلى الله عليه وسلم:“ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولاالفاحش ولا البذيء.”رواه أحمد وغيره. وقد جاء في الحديث : " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ يَشْتُمَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَهَلْ يَشْتُمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَشْتُمُ أَبَاهُ ، وَيَشْتُمُ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ " [ متفق عليه ].
وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ”لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك“ رواه البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ”المتسابان ما قالا فعلى البادي منهما حتى يعتدي المظلوم ”رواه مسلم . والمعنى أنه إذا تسابا إثنان فالإثم على البادئ منهما؛ لأن الثاني سب الأول اقتصاصا منه وانتصارا، والاقتصاص والانتصار حق له كما قال تعالى: {وَلَمَنِانْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} المائدة /24
فالساب الأول ظالم والثاني مظلوم، إلا إذا اعتدى المظلوم وهو الثاني بأن تجاوز قدر الانتصار، وزاد على سب الأول له بأن يقول للبادئ أكثر مما قال له،قال تعالى : {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون}الشورى / 39. ومع هذا فالصبر والعفو أفضل ، قال الله تعالى :{ ولمن صبر وغفر إن ذلك لمنعزم الأمور}الشورى / 43. والحديث" ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا " .
حديث أبي بكر -رضي الله عنه - حينما سبه رجل فسكت عنه أبو بكر، فسبه الثانية فسكت عنه أبو بكر، فسبه الثالثة فرد عليه، فقام النبي -عليه الصلاة والسلام- فلحقه أبو بكروقال: “يا رسول الله قمت، قال: نعم إنه كان ملك يدفع عنك، فلما رددت عليه حضر الشيطان، فلم أكن لأجلس وقد حضرالشيطان“ فهذا يبين أن من اعتدى عليه إنسان، وكان قادرا على الانتصار فسكت وأعرض عنه فإنه ربما يؤيد ويكون مجلسه مجلس خير، فإذا رد حضر الشيطان. جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب قال:
“ اضربوه قال أبو هريرة فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله قال لا تقولوا هذا لا تعينوا عليه الشيطان .”رواه البخاري. وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا ؛ يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. عن أبي موسى رضي الله عنه قال :قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل ”قال من سلم المسلمون من لسانه ويده ” صحيح البخارى.
وعند أحمد بإسناد صحيح من رواية عياض بن حمار مجاشع – رضي الله عنه": المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان ” المستبان شيطانان، يتهاتران، يقولان الهتر وهو القول الباطل، ويتكاذبان، فذكر ثلاث صفات كلها محرم، وأعظمها أنهما شيطانان، ولا يجوز التشبه بالشياطين، سواء كانوا من شياطين الإنس أومن شياطين الجن، لأن الشيطان من شطن إذا بعد عن الخير أو من شاط إذا احترق بالذنوب والمعاصي، فكله بعدٌ عن الخير، ولهذا بين أن التهاتر والتكاذب هو من صفة الشياطين وأن هذا لا يجوز.
من رمى أخاه بالكفر: عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَاْ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ : (يَا كَافِرُ) فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ؛ إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلا رَجَعَتْ عَلَيْهِ " .مُتَّفِقٌ عَلَيهِ فِي الصَّحيحِ. اللعن : اللَّعْنُ : الطرد والإبعاد من الخير ، واللَّعْنَةُ : الاسم ، والجمع لِعانٌ ولَعَناتٌ . [ مختار الصحاح ] . لا يجوز لعن المسلمين لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” لعن المؤمن كقتله ”خرجه البخاري في صحيحه . لأن ارتكابه للذنوب لا يخرجه من الملة ، فهو مسلم ولو ارتكب المعصية ،
ولكن ينقص إيمانه بارتكاب المعصية ، ولا يجوز لعنه بها ، ومن لعن مؤمناً وهو لا يستحق اللعن ، رجعت اللعنة على صاحبها ، فاللعن الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى ، واللعن من كبائر الذنوب ، لأنه فيه أذية لمن لُعن ، واللهتعالى يقول : " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً " [ الأحزاب 58 ] . وعن أبي الدَّرْدَاءَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” [ أخرجه مسلم ] .
وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَلاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ وَلابِغَضَبِهِ وَلا بِالنَّارِ” [ أخرجه أبو داود والترمذي ، وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] . خطورة اللعن والسباب : لا شك أن اللسان سبب للنجاة من النار ، أو سبب للوقوع فيها ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ترك اللسان على غاربه ، في العصيان والطغيان ، وأنه سبب لانتقاص صاحبه أمام الناس في الدنيا ، ونقيصة وعيب في الآخرة ، فَعنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " [ متفق عليه ] ،
وعن أبي الدَّرْدَاءَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ“ [ أخرجه مسلم ] .وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَلاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ وَلا بِغَضَبِهِ وَلا بِالنَّارِ " [ أخرجه أبو داود والترمذي ، وقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ،
وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيَقْعُدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصَّ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " [ أخرجه مسلم واللفظ للترمذي ، وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] ، فهذه خطورة اللسان وما ينطق به من لعن أو سب أو قذف للناس بغير وجه حق ، أن تكون عاقبته أخذ من سيئات غيره فتطرح عليه ثم يطرح في النار والعياذ بالله . وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أنه قد أتي بابا من الكبائر] . رواه الطبراني بإسناد جيد [
ومن خطورة اللعن لشيء معين ، حديث أَبَي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا ، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا ، ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا ، رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ ، فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا ، وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا " [ أخرجه أبو داود ] . فيجب على العبد أن يحفظ لسانه من بذيء القول لا سيما اللعن خاصة ،
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " [ أخرجه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ ] . وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِي اللَّه عَنْه ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ ، وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ ،إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ ”[ أخرجه البخاري ]. ولقد عقد البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باباً :بَاب حِفْظِ اللِّسَانِ ؛يقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ " ، وقالِ تَعَالَى : " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "(ق/18).
فلا شك أن العبد مؤاخذ بما يقول ، للآية السابقة ، فكل إنسان على كتفيه ملكان يكتبان كل ما يقوله ، وجميع أعضاء الجسد كل يوم تعاتب اللسان ، بأن يتق الله فيها ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه رَفَعَهُ قَالَ : " إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ ، فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ ، فَتَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ فِينَا ، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا ، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا ” [ أخرجه الترمذي وأحمد ] .
لعن الكفار: لعن الإنسان المعين لا يجوز بحال لمن هو على قيد الحياة ، لكن منمات وهو كافر فهذا عليه لعنة الله ولا شك في ذلك ، قال تعالى : "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون " [ البقرة 161-162 ] فمن مات من الكفار فيجوز لعنه ، كفرعون وهامان وقارون وأبو جهل ،وغيرهم . أما لعن المعين الذي هو على قيد الحياة لا يجوز ، إلا أن يعمه ضمن جمع ، فيقول : لعنة الله على الكافرين ، فهذا جائز ، لأن الكافر المعين ربما يسلم فيحسن إسلامه ، وينفع الله به ، فلا يجوز لعنه ،
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا ، أَنَّ يَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ فَقَالَتْ عَائِشَةُ عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَالَ مَهْلًا يَا عَائِشَةُ عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ قَالَتْ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ " [ متفق عليه ] .
سب الأموات : إذا مات الميت فقد قامت قيامته ، وقد أفضى لما قدم ، فيجب أن يُدعى له بالمغفرة والرحمة ، إن كان مسلماً ، ولا يجوز أن يُسب أو يُلعن ، لأنه لا يستطيع أن يستزيد من أعمال البر والخير ، بل انقطع عمله من هذه الدنيا ، فهو بأمس الحاجة لمن يدعو له بالرحمة وغفران الذنوب . عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا ” [ أخرجه البخاري ] .
سب الصحابة: جاء فى صحيح مسلم كتاب البروالصلة-باب النهى عن السباب - سب الصحابة :الصحابة هم صحابة رسول اله صلى الله عليه وسلم ورفقاء دعوته الذين أثنى الله عزّ وجلّ عليهمفي مواضع كثيرة من القرآن قال تعالى: {والسَّابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار والَّذين اتَّبعوهم بإحسان رَّضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنَّات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم}(التوبة/100 ).و قال تعالى:{مُحمَّدٌ رسول الله والَّذين معه أشداء على الكفاررُحماء بينهم تراهم رُكّعاً سُجَّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً }(الفتح / 29 ). ومن سبهم بعد هذه الآيات فهو مكذب بالقرآن.
والواجب نحوهم محبتهم والترضي عنهم والدفاع عنهم، ورد من تعرض لأعراضهم، ولا شك أن حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان، وقد أجمع العلماء على عدالتهم، أما التعرض لهم وسبهم وازدراؤهم فقد قال ابن تيمية: من كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهو كافر. وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: « من سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » [السلسلة الصحيحة 2340[ .وقال صلى الله عليه وسلم: « لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحداً أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه » [رواه البخاري[.
سب الدهر: جاء فى صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ،قال : ” لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر“،و قوله سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى : ”يسب ابن آدم الدهر ، وأنا الدهر بيدي الليل والنهار“ وفي رواية قال الله تعالى عز وجل :“ يؤذيني ابنآدم ، يسب الدهر ، وأنا الدهر ، أقلب الليل والنهار ”وفي رواية ” يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة الدهر ، فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر ، أقلب ليله ونهاره ، فإذا شئت قبضتهما ”وفي رواية : ”لا تسبوا الدهر، فإن الله هوالدهر” .
وأما قوله عز وجل : ( وأنا الدهر )؛ فالعرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك ، فيقولون : يا خيبة الدهر ، ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي لا تسبوا فاعل النوازل ، فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى ؛ لأنه هو فاعلها ومنزلها . وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له ،بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى . ومعنى ." فإن الله هو الدهر " أي فاعل النوازل والحوادث ، وخالق الكائنات . والله أعلم .
فيجب على المسلم أن يتجنب السب ويهجر الشتمرجاء أن يسلم من عقاب الله جل وعلا وينظر لأخيه بمنظار الحسن والكمال والأدب ولا يذكر له عيوبا ولا يذكر له قبائح خشية عذاب الله فكل شيءيصدر من العبد محاسب عليه ويكون كما قال الشاعر : كنت إذا فاه السفيه بسب عرضي كـرهت أن أكـون لـه مجيبـا يزيــد سـفاهة وأزيـد حلمـا كعــود زاده الإحــراق طيبـا
ويقول آخر : وأحفظ لسانك واحترز من لفظه فالمرء يسلم باللسان ويعطب وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن ثرثار في كل ناد تخطب gannatdonya@gmail.com