440 likes | 1.46k Views
قال "جان كوكتو : إنّ الفيلم هو كتابة بالصور <br>لقد أصبح الفيلم حسب النظرية النقدية الأمريكية المعاصرة جنسا خطابيا يوازي الخطاب الأدبي بنوعيه، بل أقوى شعبية و أكثر عمقا، حيث يستخدم عدّة شفرات و أنظمة علاماتية مكثفة : كاللّغة و الصوت و الملبس .....<br>ولدراسة تلك العلامات و الدلالات يجب وضع المادة البحثية على مائدة السيميولوجية البصرية للتحقيق في نظام العلامات المحمل في ذات الفيلم مهما كان نوعه وكنموذج لهذه الدراسة قمنا بإخضاع الفيلم الكرتوني منطقة مغلقة الشهير و الذي حدث حوله جدل كبير مازال قائم إلى اليوم . <br>
E N D
جامعة جلالي اليابس سيدي بلعباسمعهد الآداب واللغة العربية ، قسم الآداب و اللغة العربية ، ميدان الفنون LMD السداسي الأولى ماستر : نقد سينمائي و سمعي بصري مقياس : السيمياء البصرية تحت إشراف الأستاذ :محياوي2012 / 2013 عرض : تحليل سيميائي لفيلم كرتونيمنطقة مغلقة من إعداد : أحمــــد شريكي بن حاج مختار
خطة البحث -1 – المقدمة -2– تقديم الفيلم الكرتوني – فيلم منطقة مغلقة – عرض الفيلم – صاحب الفيلم – أسلوب الفيلم -3– تحليل الفيلم -4 – مستويات التحليل الفيلم • 5 –الخاتمة • 6– قائمة المصادر و المراجع
-1 - المقدمة مقدمة البحث: قال "جان كوكتو : إنّ الفيلم هو كتابة بالصور لقد أصبح الفيلم حسب النظرية النقدية الأمريكية المعاصرة جنسا خطابيا يوازي الخطاب الأدبي بنوعيه، بل أقوى شعبية و أكثر عمقا، حيث يستخدم عدّة شفرات وأنظمة علاماتية مكثفة : كاللّغة و الصوت و الملبس ..... ولدراسة تلك العلامات و الدلالات يجب وضع المادة البحثية على مائدة السيميولوجية البصرية للتحقيق في نظام العلامات المحمل في ذات الفيلم مهما كان نوعه وكنموذج لهذه الدراسة قمنا بإخضاع الفيلم الكرتوني منطقة مغلقة الشهير و الذي حدث حوله جدل كبير مازال قائم إلى اليوم .
-2 - تقديم الفيلم الكرتونيمنطقة مغلقة الفيلم الفيلم الكرتوني منطقة مغلقة من إنتاج مركز الدفاع عن حرية الحركة المعروف باسم ( مسلك ) ( GAISHA ) يروي الفيلم قصة فتى غزي تُغويه فكرة ملاحقة عصفور ، يُحلق في الجو غير أن هذه الرغبة سَتحُول دون تحقيقها حواجز أشار إليها صاحب الفيلم عبر استعارة رمزية، هذا الفيلم وفي دقيقة و عشرون ثانية فقط صور لنا مأساة سكان قطاع عزة ومعاناتهم من أهوال الحصار الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الغزاوي .
-2 - تقديم الفيلم الكرتونيمنطقة مغلقة عرض الفيلم
-2 - تقديم الفيلم الكرتونيمنطقة مغلقة صاحب الفيلم فيلم منطقة مغلقة من إخراج يونيغودمانالإسرائيلي الحائز على جائزة الغولدنغلوب ، و المرشح لجائزة الأوسكار عن فيلمه الكرتوني ( فالس و بشير )
-2 - تقديم الفيلم الكرتونيمنطقة مغلقة أسلوب الفيلم أثار فيلم منطقة مغلقة جدلا كبيرا عند صدوره ونجاحه كان على صعيد الطرح و الأسلوب معاً ، حيث أن صاحبه وظف بشكل جيد الاستعارات الرمزية المفهومية التي بإمكانها التأثير بمستوى ما تمثله على موازين الآلة التأويلية ، كما جمع هذا الفيلم بين نوعين من الدعامات الدالة : دعامات واقعية : كالصور المماثلة للحقيقة مثل ( المباني / التضاريس / الأيدي / دخان القصف / معبر رفح / القفص / ملحقات البيت / الجريدة ) ودعامات كرتونية : مثل ( الفتى / العصفور / القارب ) .….التماس المخرج الحياد حيث جاء الفيلم صامت و خالي من التعليقات الكتابية و حتى ملامح الفتي كانت تجمع بين الطفولة و البلوغ و من الصعب تحديد هوية البطل مباشرة .
تحليل الفيلم الطائر بطيرانه الحر في السماء يقوم بإرسال فكرة ، مفادها أنني حر ، فالحرية إذا موضوع القيمة التي يفتقدها من لا يملك تلك الحرية ، و منه : الطائر يلعب دور المرسل . و الحرية هي موضوع القيمة . المنزل يحيلنا إلى أن الطرف المعني هو من ساكنة هذا المكان ، بما له من خصوصية .
تحليل الفيلم الطائر يشد انتباه الفتى فور خروجه من المنزل. كلما اقترب الفتى من الطائر توطدت العلاقة بينهما و تطورت إلى ما يسمى بعلاقة وصل، ما دام الطائر جاثم على الغصن .
تحليل الفيلم طيران الطائر (المرسل) يشكل دعوى للفتى لاكتشاف موضوع القيمة ( الحرية ) . الموضوع يقابله الذات ضمن المستوى الدلالي وبينهما يتشكل محور الرغبة . من خلال جري الفتى ( الذات ) وراء الطائر (المرسل) تمتلك ( الذات ) وظيفة التحري حول موضوع القيمة ،
تحليل الفيلم تَحدد الهدف بالنسبة للفتى كذات ترغب في التواصل مع قيمة الموضوع لكن هذه المهمة ليست سهلة فهناك عموما عوامل مساعدة كما أن هناك عوامل معيقة فالأولى وظيفتها تسهيل سيرورة الرغبة و التواصل المنشود ، و تعمل الثانية على خلق معوقات تقف ضد تحقيق الرغبة و حصول التواصل. قبول البطل لدعوة الطائر للتحرك جعلته يكتشف وظيفة المنع التي يؤديها الجدار ، ثم ما يلبث أن يكتشف وهمية هذا المنع بعد أن يُرفع الجدار بتدخل يد بشرية و يثير في نفسه فكرة خرق الحدود .
تحليل الفيلم في هذا الفيلم أراد المخرج أن يكشف لنا حقيقة الجدار العازل ، الذي لا يصفه بمواد بنائه كالخرسانة المسلحة و الأسلاك الشائكة ، بل بالورق المكتوب عليه قرارات عزل مدينة غزة عن محيطها ، فمن الشرق و الشمال إسرائيل ومن الغرب سواحل البحر المسيطرة عليه إسرائيل ومن الجنوب مصر وفق ما تريد إسرائيل .
تحليل الفيلم البطل يحاول تجسيد اختراق الحدود التي لا يراها على صعيد الملموس . حينها تتدخل يد بشرية غير معروف صاحبُها، وتمنع الفتى من التقدم رغم المحاولات العديدة . فشله هذا يجعله يتراجع خائب الأمل .
تحليل الفيلم في هذه المرحلة يظهر الطائر مرة أخرى ليعيد بعث فكرة الحرية من جديد . وهنا يلعب الطائر دور المساعد المؤقت ، حين قام بإغراء الفتى نحو محاولة ركوب البحر بدل المحاولة مع الحدود البرية المحكمة .
تحليل الفيلم إن تجربة اتخاذ المسلك البحري المقترح من طرف (المرسل و المساعد المؤقت) تعوقه يد تعمل عمل المعيق لكن بشيء من الليونة في صورة التنبيه و التوجيه إلى العودة مقابل العناد الطفولي للفتى . اليد وكفعل ردعي تصنع تسونامي من خلال نزع سدادة ( بلوعة افتراضية) تجعل قارب الفتى يدور حول نفسه بدل التقدم .
تحليل الفيلم أراد المخرج أن يصنع وضع درامي ساخر من خلال عقاب الفتى المعاند و جعل قاربه يقذفه إلى اليابسة بشكل مهين ويتمرغ وجهه على التراب . ينتبه الفتى لوجود معبر رفح فيبدي فرحه من خلال ابتسامة عريضة ويبادر بالتوجه مسرعا نحو المعبر .
تحليل الفيلم الفتى في مسعاه للوصول إلى معبر رفح تستوقفه يد بِكُم يحمل ألوان العلم المصري هذه اليد تبدو أكثر لينا في التعامل مع الفتى تتدخل يد قادمة من الأعلى كقوة أكبر، هذه اليد لها كُم يحمل ألوان العلم الإسرائيلي، تمارس الهيمنة المعتادة، وتلعب دور دعم حالة الفصل المزمن بين البطل وموضوع القيمة ( الحرية )
تحليل الفيلم بعد أن اشتد القصف تحول البحث عن الحرية من مجرد الرغبة الإرادية إلى ضرورة حتمية . في الوقت الذي يكون فيه البطل منشغلا بتحقيق موضوع القيمة ، تنطلق صواريخ من القطاع المحاصر ، ما يعمق حالة الفصل عن الموضوع عند الفتى ما جعله منزعج بدليل ملامحه .
تحليل الفيلم تمارس اليد وظيفة الحد من حركة الفتى وهو هارب من قنابل القصف لكن هذه المرة لا تظهر لها أكمام فلا يمكن تحديد هويتها كما في اللقطات السابقة
تحليل الفيلم تكرس أيدي عديدة فعل الغلق وإحكام الحصار المفروض على كل شخص من غزة و تعزيز فكرة الفصل بين الذات ( الفتى ) و الموضوع ( الحرية ) . يظهر الطائر من داخل هذا الحصار ويرتفع كأنه يؤكد على ضرورة الالتفات إلى موضوع القيمة( الحرية) التي لا كرامة من دونها .
تحليل الفيلم تتدخل اليد وتضع الطائر المنبه لموضوع القيمة في كل مرة ، وتضعه في القفص في إشارة إلى اعتقال الفكر المدبر و المنبه كتكملة لسياسة الحصار ، على جانب القفص توجد جريدة فيها أم تبكي وهي تحتضن ولدها وهو شاحب الوجه الصورة تعبر عن نفسها .
تحليل الفيلم عنوان الفيلم ذُو دلالة مباشرة منطقة مغلقة باللفظ العسكري وليس لفظ سياسي أرض محاصرة و هذا للدلالة على القوة العسكرية المستخدمة في الحصار . بعد عرض الفيلم و التدقيق فيه تبين أن الأدوار كانت موزعة فيه على الشكل التالي : الفتى : الذات الطائر : المرسل / المساعد المؤقت الحرية : موضوع القيمة الحواجز : المعيق اليد : المرسل إليه محور التواصل المرسل موضوع المرسل إليه محور الغاية المساعد الذات المعيق
مستويات التحليل الفيلمي يميز رولانبارثفي الصورة السينمائية بين ثلاثة مستويات للتحليل هي : المستوى الإخباري ، المستوى الرمزي ، مستوى المعانيالمضمرة. المستوى الإخباريو يعرف بمستوى التواصل. المستوى الرمزيهو مجموع الإحالات الرمزية. مستوى المعانيالمضمرة و يعتبر من أصعب هذه المستويات لكونه لا تصريح فيه و يعتمد الباحث عنده اعتمادا على رصيده الثقافي و المعرفي كي يتوصل لفهم الحقائق المضمرة .
مستويات التحليل الفيلمي بصفة عامة ومن خلال الفيلم الكارتوني وعلى مستوى الإخباري فيمكننا القول أن : أن الفيلم كان يحكي قصة طفل غزي محاصر من كل الجهات وهو يبحث عن وسيلة لفك هذا الحصار . وعلى صعيد المستوى الرمزي فيمكننا القول أن : صاحب الفيلم اهتدى إلى توظيف رموز عديدة في إشارة إلى معاني بينّة كالحرية بالطائر و القفص بالسجن وما إلى ذالك من الرموز . وعلى صعيد مستوى المعاني المستترة ( المضمرة ) القول أن : الفيلم كان بسيط بساطة الأفلام الكرتونية رغم ذلك حمله صاحبه معاني مستترة كسيطرة إسرائيل على مصر في وضع الأيدي و الجدار العازل الذي كان قرار جائر أكثر منه شكل من أشكال الحدود ، كما كان لون الطائر أزرق و أبيض وهما ألوان العلم الإسرائيلي ربما لدلالة على أن فكرة الحث على الحرية تغذيها إسرائيل وكذا تمنع الوصول إليها لمجرد الترويح على الفرد المحاصر .
الخاتمة فيلم منطقة مغلقة يثير قضية الحصار و من يُحَاصِر ومن المُحَاصَر وحدود هذا الحصار وكل هذا بشكل كرتوني ساخر يعري القضية ويعيد عرضها من وجهة نظر مواطن إسرائيلي متعاطف مع المُحَاصَر كإنسان يجب أن ينعم بحرية الحركة ، وناقم على الكيان الذي يمارس الحِصَار بحجج واهية كالخوف من الهَجَمَات التي لم يحدها منها هذا الحِصَار ، وتواصلت هذه الهَجَمَات في صورة القصف المتكرر كما يطرح الفيلم تشكيلاً بصريا يمثل الدولة العربية المسلمة الوحيدة المجاورة للقطاع المُحَاصَر و يظهرها في وضع مخزي بجعل القوة الإسرائيلية جاثمة و مسيطرة عليها .
المصادر و المراجع 1- نسخة من الفيلم الكرتوني ... موجهة للجمهور 2- خريستوتودوروف ، نقد المفاهيم عند رولان بارث ، ترجمة د.حسين جمعة 3- عبد النبي ذاكر ، سيميائية الصورة الثقافية ، كلية الآداب و العلوم الإنسانية أكادير المغرب 4 - الدكتور أحمد طالب ، السيميائية من نظرية المحاكاة إلى النظرية الشكلية ، كلية الآداب - جامعة تلمسان شكرا على حسن الإصغاء و المتابعة