مقرر النثر في العصر الحديث

مقرر النثر في العصر الحديث

مراحل تطور النثر العربي الحديث مرحلة الانتقال أو الإرهاصة بدأت في عهد محمد علي ويمثلها الشيخ حسن العطار , وحسن قويدر , والخشاب وعدد من الكتاب تميزت كتابتهم بالجمود أي أنها كانت حافلة بالسجع والمحسنات البديعية .

أسباب الجمود 1-استعانة محمد علي بطبقة من الأتراك في المناصب الكبرى . 2- حكم المصريين حكماً مستبداً كبتت فيه الحريات . 3- اضطهاد اللغة العربية في عهد عباس ، حيث قدمت اللغة التركية عليها وكانت لغة المكاتبات الرسمية والمنشورات .

مرحلة النهضة يمثلها رفاعة الطهطاوي بواعث النهضة لبعثته إلى باريس أثر كبير في تحوله إلى منحى جديد في الكتابة 1- عكف على تدوين مذكراته عن هذه الرحلة فكان لجدة الموضوع أثر على أسلوبه ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز )

2- اشتغاله بالترجمة , وتطويعه العربية لاستيعاب ألفاظ الحضارة . 3- ترجمته لقصة تليماك تعد تطوراً للنثر لأنها أول قصة تترجم إلى الأدب العربي بأسلوب قوي , فضلاً عن أنها أول محاولة لنقل الأدب الأسطوري اليوناني إلى الأدب العربي .

4- ترجم كتاب (قلائد المفاخر) وكتاب (بداية القدماء وهداية الحكماء) وتعرض في هذين الكتابين لمباحث جديدة فنية وأدبية واجتماعية وتاريخية وأسطورية متحدثاً عن (الأسطورة) عند المصريين القدماء. 5- ألف كتاباً جديداً في موضوعه، تربوي الطابع هو كتاب ”مناهج الآلباب المصرية في مباهج الآداب العصرية ” بأسلوب متطور بعيد عن التقعر .

6- ألف كتاب ( المرشد الأمين للبنات والبنين) ألفه بتكليف رسمي حين عزمت السلطات في ذلك الوقت على السماح بفتح مدارس للبنات , جمع فيه بين المباحث التربوية الوطنية بأسلوب مزدوج يجمع بين السجع والترسل .

حالة النثر في الأقطار العربية في العراق ،عاصر الطهطاوي، محمود الألوسي أبو الثناء , وهو صاحب التفسير المشهور (روح المعاني ) وله مقامات معروفة وكان يكتب على النمط التقليدي البديعي ..

في الشام : 1- فقد كان للظروف التي أحاطت به من انتشار للإرساليات التنصرية, واحتكاك بالحضارة الغربية الفرنسية ما ساعد على تطور أسلوب النثر , ومع هذا ظل أسيراً لأسلوب المقامات كما عرفت عند الهمذاني والحريري . 2- وكان معاصراً للطهطاوي كتاب ناصيفاليازجي (مجمع البحرين ) الذي يحتوي على ما يقرب من ستين مقامة , وكان مع هذا معروفاً بترسله في الكتب الأخرى .

تعدد الفنون النثرية الطور الثاني الفنون النثرية الحديثة 1- فن المقالة . 2- فن القصة . 3- فن الرواية . 4- فن المسرحية . الفنون النثرية القديمة 1- فن الخطابة . 2- فن الرسالة . 3- فن المقامة . 4- فن التراجم .

فن الخطابة

ما هو تعريف الخطابة ؟؟ فن أدبي ،معتمد على القول الشفوي في الاتصال بالناس ؛لإبلاغهم رأياً من الآراء حول مشكلة ذات طابع جماعي .

ما تاريخ الخطابة ؟ وما مراحل تطورها ؟ 1- الخطابة من الفنون القديمة عند مختلف الأمم وبخاصة اليونان في طورها الأول . 2- كانت محررة من التقاليد والقواعد . 3- تحولت إلى فن له أسسه وأصوله على يد سقراط وأفلاطون وأرسطو .

4- اهتم العرب منذ الجاهلية بها , لأنها كانت ضرورة اجتماعية وتطور دورها بعد الإسلام. 5- تحدث عنها الجاحظ في البيان والتبيين , وقدامة في (نقد النثر) كما اهتم الفيلسوفان العربيان ابن سينا في المشرق , وابن نباتة في المغرب بكتاب الخطابة لأرسطو وترجماه ولخصاه .

ما الشروط التي ينبغي توفرها في الخطيب ؟؟

1- قوة الشخصية والجرأة : روت لنا كتب الأدب الكثير عن خطباء تهيبوا المنابر , إذ أثر عن عبد الملك بن مروان قوله شيبني صعود المنابر مخافة اللحن , ونقل أبو هلال العسكري عن حكماء الهنود أن أول آلات الخطابة رباطة الجأش وسكون الجوارح .

2- سرعة البديهة والتذكر : روى لنا تاريخ الخطابة أن بعض خلفاء العباسيين ارتقى المنبر فسقطت على وجهه ذبابة وضايقته فأرتج عليه فلم يجد غير آية من القرآن الكريم ينقذ بها الموقف : (يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ) . فاستحسن الناس منه ذلك التخلص .

3- الثقافة : يشترط في الخطيب أن يكون ملماً بالثقافة العامة , وقد روي عن ميرابو خطيب الثورة الفرنسية أنه كان واسع الثقافة إلى حد كبير وكان ذلك سبباً من أسباب نجاحه .

4- إلمام الخطيب بنفسية مستمعيه : ويضرب مثلاً لذلك خطبة أبي بكر الصديق في سقيفة بني ساعدة حين اجتمع الأنصار لتولية سعد بن عبادة .

5- حسن الخلق وقوة الحجة .

الخطيبات المشهورات في الاسلام : عكرشة بنت الأطرش , وأم الخير بنت الحريش والزرقاء بنت عدي الهمدانية وصفية بنت هشام المنقرية . الخطيبات المشهورات في العصر الحديث : مي زيادة .

أجزاء الخطبة يعتبر أرسطو أول من وضع القوانين والقواعد للخطابة , فالخطبة تتكون من مقدمة يفتتح بها الحديث , وعرض لأهم الأفكار التي تتضمنها الخطبة , والخاتمة خلاصة مركزة لما جاء في الخطبة لأنها آخر ما يعلق بأذهان السامعين .

يشترط في المقدمة : 1- أن تكون مدخلاً تمهيدياً للموضوع . 2- أن تكون واضحة الدلالة على الغرض . 3- مرتبطة بما بعدها متلاحمة معه .

يشترط في العرض : 1- الترابط بين الأفكار والترتيب بين الأجزاء . 2- الوضوح وعدم الاضطراب والغموض . 3- الإقناع والتأثير والبعد عن الزيف .

يشترط في الخاتمة : 1- قوية مؤثرة لأنها الأثر الباقي في أذهان الجمهور ووجداناتهم . 2- قصيرة موجزة فإن طالت اعتورها الفتور . 3- قد تكون تلخيصاً وتوكيداً لما جاء من أفكار في الخطبة .

تقاليد وشروط الخطبة : 1- ينبغي أن تفتتح بالتحميد والتمجيد والصلاة على رسول الله ( عليه الصلاة والسلام ) . 2- الخطبة التي لا تبدأ بالتحميد بتراء، والتي لم توشّح بالقرآن شوهاء وسميت خطبة زياد بن أبيه في البصرة بالبتراء لأنها لم يحمد فيها الله . 3- عمد الخطباء العرب إلى الاستشهاد بالقرآن الكريم أو الشعر .

أسلوب الخطبة : تختلف الخطبة في أسلوبها باختلاف موضوعها وجمهورها : 1- بعضها يحتاج إلى الأدلة العقلية المنطقية مثل : الخطب القضائية والعلمية والمناظرات والجدل . 2- بعضها يحتاج إلى تحريك العاطفة والوجدان مثل : خطب الحرب ، والخطب الحماسية. 3- أجود أنواع الخطب التي تجمع بين العقل والعاطفة.

4- يشترط في الخطبة أن يكون أسلوبها واضحاً سهل الألفاظ قصير الجمل فيه شيء من الإيقاع الناجم عن حسن اختيار الكلمات والمزاوجة بين الجمل , ولا بأس من السجع الخفيف إذا جاء عفو الخاطر دون تكلّف . 5- من الخطب التي اشتهرت بقصر جملها وتوفر الإيقاع فيها خطبة صفية بنت هشام على قبر ابن عمها الأحنف بن قيس وخطب قس بن ساعدة والمأمون الحارثي في العصر الجاهلي , وخطب منذر بن سعيد في الأندلس .

6- في العصر الحديث فقد عرف عن الزعيم مصطفى كامل أنه كان يطيل الجمل في أول عهده بالخطابة وخصوصاً عندما خطب في الإسكندرية عام 1896م غير أنه ما لبث أن اهتم بصياغة جمله القصيرة الموقعة . 7- أما عبد الله النديم الذي كان يرتجل خطبه فكانت كلماته ملتهبة , ذات إيقاع موسيقي عذب , وكان يعمد إلى التهويل والمبالغة , ويلجأ إلى الإيحاء ويكثر من الشعر والحديث والاقتباس من القرآن الكريم .

نموذج للخطبة : من خطبة مصطفى كامل : ليس مصاب الشرقيين واحداً في هذا الزمان . ليس مصابهم الوحيد أن يكونوا مستبعدين خاضعين للأجنبي , بل هناك مصاب آخر لا يقل عن هذا في أهميته وهو اعتقاد الملايين من بني الإنسان أننا لا نصلح لشيء وأن الرقي بيننا محال . وأننا العضو الأشل في الجسم وأن موتنا خير من حياتنا . وإننا مهما قلنا للأمم المتمدنة والشعوب السائدة إن لنا تاريخاً يثبت ضد ذلك, ولنا ديناً يدعو إلى التقدم والحضارة ويأمر بطلب العلم من المهد إلى اللّحد , لا نقنعهم بما نقول لأن البرهان المحسوس هو سقوطنا وتأخرنا قائم حجة علينا ولأن الإقناع لا يكون بالأقوال بل الأعمال .

فكونوا أيها السادة الدعاة إلى الحق والهدى . قولوا لآولئك الأمراء الغافلين أن قوموا من رقدتكم وانهضوا من غفلتكم فإنكم سكارى بمظاهر الملك . ولكن هذا الاضمحلال الذي يؤدي بأممكم يهدم يوماً ما سلطانكم ولا ينفع الندم يومئذ أحداً . قولوا لأولئك الأغنياء الذين أسرفوا في الموبقات والمهالك وحبسوا أموالهم عن الأمة وخيرها أن أفيقوا من هذا الحال , فإنكم لستم عظماء إلا بالأمة , وسقوطها سقوط لكم وسموها سمو لكم , والمال سُمَّ إذا كان واسطة للفساد . ونعمة وبركة إذا كان عامل الخير والرشاد . قولوا للشعوب إنها ما خلقت لتعيش عيشة الأغنام , بل لتحيا وتعمل وتستثمر الأرض وما فيها , إنها لو طلبت النجاح لأدركته لأن إرادتها أكبر قوة في العالم .

سجلي ملاحظاتك النقدية ؟؟

الخصائص والملاحظات النقدية : 1- التكرار الذي يقصد به التأثير والتقرير . 2- استخدام الأدلة العقلية التقريرية . 3- المراوحة بين الإنشاء والخبر والتركيز . 4- الجمل طويلة في بعض الأحيان وقصيرة . 5- هناك نوع من الإيقاع الخفي الناجم . 6- الترابط واضح في الخطبة .

فن المقال

ما هو تعريف المقال ؟؟ فن نثرى ،يتناول قضية من القضايا في شؤون المجتمع أو الفكر أو الثقافة أو السياسة أو الدين أو التأمل، أو غير ذلك مبرزا رأى الكاتب في تلك القضية ،ورؤيته الخاصة لجوانبها المختلفة.

تعريف المقال عند الغرب : ويعرفها الدكتور (جونسون) بأنها :“نزوة عقلية لا ينبغي أن يكون لها ضابط من نظام،هي قطعة لا تجري على نسق معلوم، ولم يتم هضمها في نفس كاتبها، وليس الإنشاء المنغم من المقالة الأدبية في شيء“. -كما يعرفها (بيـكون)بقوله: المقالة ملاحظات مختصرة كتبت من غير اعتناء. وهذان التعريفان يعكسان تصور صاحبيهما للمقالة،ولا يقدمان صورة حقيقية محددة لها.

وقال (ادموند جوس) في دائرة المعارف البريطانية :“المقالة باعتبارها فناً من فنون الأدب ،هي قطعة إنشائية ذات طول معتدل تكتب نثرا، و تلم بالمظاهر الخارجية للموضوع بطريقة سهلة وسريعة ، ولا تعنى إلا بالناحية التي تمس الكاتب عن قرب ”.

تعريف المقال عند العرب : وحاول الدكتور محمد يوسف نجم أن يجمع بين هذه التعريفات ،ليخرج بتعريف للمقالة يكاد يشمل هذه التعريفات جميعا-على حد قوله-في قوله:“المقالة الأدبية قطعة نثرية محدودة في الطول والموضوع،تكتب بطريقة لغوية سريعة خالية من الكلفة والرهق،وشرطها الأول أن تكون تعبيرا صادقا عن شخصية الكاتب.

وقيل :المقالة بحث موجز يتناول بالعرض والتحليل قضية من القضايا أو جانبا منها،وقد يطول فيبلغ حجم كتاب عادي. -وقيل : المقالة بحث في سطور أو صفحات معدودة ، شاعت كتابته بعد انتشار الجرائد والمجلات. -وقيل المقالة هي الرأي الذي يبديه الكاتب أو المفكر، ويكون عادة معبرا عن موقف خاص به.

أسباب تطور المقال : 1- نشأة الصحافة العربية , وكثرة عدد الصحف والمجلات المنتشرة في ربوع الوطن العربي . 2- العودة إلى التراث العربي في عصور ازدهاره . 3- الاتصال بالأدب الغربي الحديث . 4- نشأة المطابع وانتشارها بسرعة في الوطن العربي . 5- ما جد على الأمة العربية من أحداث , وتغيرات , وتطورات اجتماعية وسياسية وثقافية وعلمية . 6- توافر عدد كبير من كتاب المقالة البارزين في ربوع الوطن العربي.

أنواع المقال المقالة الموضوعية المقالة الذاتية

تعريف المقالة الذاتية : هي المقالة التي تعبر عن مشاعر الكاتب وأحاسيسه تجاه مشهد من المشاهد أو حدث من الأحداث، أو قضية من القضايا، وتعكس في وضوح وصراحة رؤية صاحبها الخاصة للموضوع الذي تتناوله المقالة.

أنواع المقالة الذاتية : المقالة الاجتماعية تعريفها : هي اللون الذي يدور حول مشكلات المجتمع، ويحاول وضع الحل المناسب لها، أو القضاء على ما فسد من عادات المجتمع وتقاليده. وليس ثمة اختلاف حول تحديد مفهوم المقالة الاجتماعية، إذ أن أكثر الدارسين يذهب إلى التأكيد على أنها المقالة التي تعالج أدواء المجتمع وأمراضه، مثل الجهل والفقر والعادات والتقاليد.

فهي المقالة التي تسلط الأضواء على عادات المجتمع وتقاليده التي ثبتت جذورها مع الزمان، بما يكشف عما يراه الكاتب فيها من محاسن ومساوئ.

الهدف من كتابة المقالة الاجتماعية : هو تغيير ما ترسب في مجتمع الكاتب من بالي العادات والتقاليد مما لا يعد مناسبا، ليحل محله ما هو مناسب للمجتمع، وظروف الحياة فيه.

موضوع المقالة الاجتماعية : يُعالج كل ما يطرأ على المجتمع من مستحدثات الحضارة في الأزياء، والعادات، والأخلاق، ووسائل اللهو والتسلية، أو ما يحتدم فيه من صراع بين القديم والجديد في فترات الإنتقال من جيل إلى جيل، كذلك الذي يحدث بين الآباء والأبناء.

لماذا وجدت المقالة الاجتماعية من الكتّاب عناية خاصة ؟؟ - كان يعتني كثير من كتاب المقالة في الأدب العربي الحديث عناية خاصة بالمقالة الاجتماعية، لأنها تربطهم بمجتمعهم وجمهورهم ربطاً قوياً. - لأنها تدل على عمق مشاركتهم في قضايا مجتمعهم ومشكلاته. - لأنها مجال خصب لأقلامهم، وتعرض فيه أفكارهم وخواطرهم. - لأن القضايا الإجتماعية تتطور أحداثها، وتتنوع أشكالها مع تطور الناس، ولكل زمان مشاكله وظواهره، فلا بد من متابعة هذا التطور.

مميزات المقالة الاجتماعية : - تتميز المقالة الاجتماعية بالوجدانية الصادقة التي تعبر عن شعور الكاتب الاجتماعي، فهو لا يعبر عن شعوره فحسب، بل يعبر كذلك عن شعور أفراد مجتمعه، فيشاركهم في معاناتهم وبؤسهم وشقائهم، في ظل ما يسود المجتمع من أوضاع اجتماعية سيئة. - يعتبر هذا النوع من المقالات من أعمق الألوان الأدبية في تناول مشكلات المجتمع وأبعدها أثراً في نفوس المتلقين، لسرعة نشرها في الصحف وسرعة تناولها، ولأن لغتها في الغالب سهلة واضحة، تناسب أذواق القرّاء.

أبرز كتّاب المقالة الاجتماعية : من الكُتّاب المصريين : أحمد أمين ، والمازني، والعقاد، وطه حسين، وهيكل، والرافعي، والمنفلوطي، وقاسم أمين. من الكُتّاب السعوديين : صالح محمد جمال، وعبد الله الخطيب، وعبد الله جِفري، ومحسن باروم، وعبد الله باخشوين، ومحمد سعيد عبد المقصود خوجة، ومحمد حسن عواد، وأحمد السباعي، وعبد الكريم الجهيمان، وعبدا الله بن خميس، وغيرهم.

ما هي ملاحظاتك النقدية على المقالات الاجتماعية المنشورة في الصحف ؟؟؟

مقرر النثر في العصر الحديث