600 likes | 773 Views
بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب الطب. الفرقة:الرابعة دراسات إسلامية. عرفي الطب؟. الطب بالكسر يقال بالاشتراك للمداوى وللتداوي وللداء أيضا فهو من الأضداد، ويقال أيضا للرفق والسحر, لأن الأصل أن الطبيب: الحاذق في كل شيء، وخص به المعالج عرفا، والجمع في القلة أطبة وفي الكثرة أطباء. .
E N D
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الطب الفرقة:الرابعة دراسات إسلامية
عرفي الطب؟ • الطب بالكسر يقال بالاشتراك للمداوى وللتداوي وللداء أيضا فهو من الأضداد، ويقال أيضا للرفق والسحر, لأن الأصل أن الطبيب: الحاذق في كل شيء، وخص به المعالج عرفا، والجمع في القلة أطبة وفي الكثرة أطباء.
أصول الطب الواردة في القرآن الاحتماء عن المؤذي (الحمية) حــفــظ الـصـحــة استفراغ المادة الفاسدة قوله تعالى [وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ] [البقرة:196] فإنه أشير بذلك إلى جواز حلق الرأس الذي منع منه المحرم لاستفراغ الأذى الحاصل من البخار المحتقن في الرأس. قال تعالى [ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ] [البقرة:184] وذلك أن السفر مظنة النصب وهو من مغيرات الصحة، فإذا وقع فيه الصيام ازداد فأبيح الفطر إبقاء على الجسد. قوله تعالى: [وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ] [النساء:29]. فإنه استنبط منه جواز التيمم عند خوف استعمال الماء البارد.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فأما طب القلوب، فمسلَّم إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ولا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم وعلى أيديهم، فإن صلاح القلوب أن تكون عارفةً بربها وفاطرها، وبأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه، وأن تكون مؤثرةً لمرضاته ولمحَابِّه، متجنبةً لمنَاهيه ومَسَاخطِه، ولا صحة لها ولا حياةً البتة إلا بذلك، ولا سبيل إلى تلقِّيه إلا من جهة الرسل، وما يُظنّ: - من حصول صحة القلب بدون اتِّباعهم – فغلط ممن يَظن ذلك، وإنما ذلك: حياةُ نفسه البهيمية الشهوانية، وصحتُها وقوَّتُها، وحياةُ قلبه وصحته وقوته عن ذلك بمعزل، ومن لم يميز بين هذا وهذا، فليبك على حياة قلبه: فإنه من الأموات، وعلى نوره: فإنه منغمس في بحار الظلمات.
ثم قال: فإن القلب متى اتصل برب العالمين، وخالق الداء والدواء ومدبر الطبيعة ومصرِّفها على ما يشاء -: كانت له أدوية أخرى غيرُ الأدوية التي يُعانيها القلبُ البعيدُ منه، المعرضُ عنه، وقد عُلم أن الأرواح متى قويتْ وقويتْ النفسُ والطبيعةُ: تعاونا على دفع الداء وقهره؛ فكيف يُنكر لمن قويتْ طبيعتُهُ ونفسُه، وفرحت بقربِها من بارئها وأنسِها به، وحبِّها له، وتنعُّمِها بذكره، وانصرافِ قواها كلها إليه، وجَمعِها عليه، واستعانتِها به، وتوكلِها عليه – أن يكون ذلك لها من أكبر الأدوية، وتُوجبَ لها هذه القوةُ دفعَ الألم بالكلية؟! ولا يُنكِرُ هذا إلا أجهلُ الناس، وأعظمُهم حجاباً، وأكثفُهم نفساً، وأبعدُهم عن الله وعن حقيقة الإنسان، فقد أزالت قراءةُ الفاتحة داء اللدغة عن اللديغ،التي رُقي بها فقام حتى كان ما به قلبة. القلبة: الداء أو الألم الذي يتقلب منه صاحبه. .
وقال في موضع آخر: وليس طبه كطب الأطباء، فإن طب النبي متيقنٌ قطعيٌ إلهيٌ: صادرٌ عن الوحي، ومِشكاة النبوة، وكمال العقل، وطب غيره أكثره حدسٌ وظنونٌ وتجاربٌ، ولا ينكر عدمُ انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول واعتقادِ الشفاء له، وكمال التلقي له: بالإيمان والإذعان، فهذا القرآنُ – الذي هو شفاء لما في الصدور – إن لم يُتلقَّ هذا التلقيَ: لم يحصل به شفاءُ الصدور من أدوائها، بل لا يزيد المنافقين إلا رجساً إلى رجسهم، ومرضاً إلى مرضهم، وأين يقع طب الأبدان منه؟ فطلب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة: كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة، والقلوب الحية، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع، وليس ذلك لقصور في الدواء، ولكن لخبث الطبيعة وفساد المحل وعدمِ قبوله.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً". روايات الحديث: • الرواية الأولى: رواية: "يا أيها الناس تداووا". • الرواية الثانية: "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا". • الرواية الثالثة: "إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء، فتداووا" • الرواية الرابعة: "تداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، إلا داء واحدا الهرم". • وفي لفظ: "إلا السام". يعني الموت. • وفي رواية زيادة: "علمه من علمه وجهله من جهله". • ورواية: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى". • وفي رواية: "إن الله جعل لكل داء دواء فتداووا، ولا تداووا بحرام". وفي مجموع هذه الألفاظ ما يعرف منه المراد بالإنزال.
فوائد الحديث بألفاظه المختلفة • في قوله (ولا تداووا بحرام) التقييد بالحلال فلا يجوز التداوي بالحرام. • (فإذا أصيب دواءً الداء برأ بإذن الله تعالى)، ففيه الإشارة إلى أن الشفاء متوقف على الإصابة بإذن الله، وذلك أن الدواء قد يحصل معه مجاوزة الحد في الكيفية أو الكمية فلا ينجع، بل ربما أحدث داء آخر. • ومن فوائد الحديث أيضاً (علمه من علمه وجهله من جهله) الإشارة إلى أن بعض الأدوية لا يعلمها كل أحد. • وفيها كلها إثبات الأسباب. • وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله لمن اعتقد أنها بإذن الله وبتقديره، وأنها لا تنجع بذواتها بل بما قدره الله تعالى فيها. • وأن الدواء قد ينقلب داء إذا قدر الله ذلك، وإليه الإشارة بقوله في حديث جابر "بإذن الله" فمدار ذلك كله على تقدير الله وإرادته. • فيه أيضاً أن التداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب، وكذلك تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار وغير ذلك. • ويدخل في عمومها أيضا الداء القاتل الذي اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له، وأقروا بالعجز عن مداواته.
ما المراد بالإنزال في قوله :"ما أنزل الله..“؟ المراد بالإنزال في حديث الباب: 1- إنزال علم ذلك على لسان الملك للنبي مثلا. 2- أو عبر بالإنزال عن التقدير. فسري قوله (جهله من جهله)؟ يدخل في قوله " جهله من جهله " ما يقع لبعض المرضى أنه يتداوى من داء بدواء فيبرأ ثم يعتريه ذلك الداء بعينه فيتداوى بذلك الدواء بعينه فلا ينجع، والسبب في ذلك الجهل بصفة من صفات الدواء فرب مرضين تشابها ويكون أحدهما مركبا لا ينجع فيه ما ينجع في الذي ليس مركبا فيقع الخطأ من هنا، وقد يكون متحدا لكن يريد الله أن لا ينجع فلا ينجع ومن هنا تخضع رقاب الأطباء.
كيف نوفق بين حديث الباب: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء ..." الحديث وبين أن هناك بعض الأمراض ليس لها دواء؟ 1ـ بعض العلماء حمل الحديث على التخصيص، فقال: إن في الخبر حذفا تقديره: لم ينزل داء يقبل الدواء إلا أنزل له شفاء. 2-الأولى والأرجح أن الحديث باقٍ على عمومه ولكن الدواء علمه من عمله وجهله من جهله، وهذا ما أشار إليه حديث ابن مسعود: (وجهله من جهله). ما وجه الاستثناء في رواية:(الا السام) و(إلا الهرم )في رواية أخرى ؟ استثناء الموت واضح، ولعل التقدير إلا داء الموت، أي المرض الذي قدر على صاحبه الموت. واستثناء الهرم في الرواية الأخرى إما لأنه جعله شبيها بالموت والجامع بينهما نقص الصحة، أو لقربه من الموت وإفضائه إليه. ويحتمل أن يكون الاستثناء منقطعا والتقدير: لكن الهرم لا دواء له، والله أعلم.
هل يؤمر المرضى بالتداوي؛ أو يؤمرون بعدم التداوي، أم في ذلك تفصيل؟ الجواب :قال بعضالعلماء:تركالتداوي أفضل ولا ينبغي أن يتداوى الإنسان، واستدلوا لذلك بما يلي: • 1/أن النبي صلّى الله عليه وسلّم «لما مرض وأغمي عليه وَلَدُّوه أمر بأن يُلَدَّ جميع من كان حاضراً إلا العباس بن عبد المطلب»(أخرجه البخاري (5712)؛ ومسلم (2213)، قالوا: وهذا دليل على أنه كره فعلهم. واللدود: هوالدواءالمُسْقي في أحد لَدِيدَي الفَمِ ; وهما شِقَّاه وقد لَدّه يُلَدّه .(الفائق للزمخشري) 2 ـأن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ «لما مرض، وقيل له: ألا ندعو لك الطبيب؟ قال: إن الطبيب قد رآني، فقال: إني أفعل ما أريد» ، وأبو بكر هو خير الأمة بعد نبيها وهو قدوة وإمام.
وقال بعض العلماء: بل يسنّ التداوي لما يلي: 1 ـأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك. 2 ـ أنه من الأسباب النافعة. • 3 ـأنَّ الإِنسان ينتفع بوقته، ولا سيما المؤمن المغتنم للأوقات، كل ساعة تمر عليه تنفعه. 4 ـ أن المريض يكون ضيق النفس، لا يقوم بما ينبغي أن يقوم به من الطاعات، وإذا عافاه الله انشرح صدره وانبسطت نفسه، وقام بما ينبغي أن يقوم به من العبادات، فيكون الدواء إذاً مراداً لغيره فيسنّ.
وقال بعض العلماء:إذا كان الدواء مما علم أو غلب على الظن نفعه بحسب التجارب فهو أفضل، وإن كان من باب المخاطرة فتركه أفضل. لأنه إذا كان من باب المخاطرة فقد يحدث فيه ما يضره، فيكون الإِنسان هو الذي تسبب لنفسه بما يضره، ولا سيما الأدوية الحاضرة(العقاقير) التي قد تفعل فعلاً مباشراً شديداً على الإِنسان بسبب وصفة الطبيب الخاطئة.
وقال بعض العلماء: إنه يجب التداوي إذا ظُن نفعه. والصحيح: أنه يجب إذا كان في تركه هلاك، مثل: السرطان الموضعي، فالسرطان الموضعي بإذن الله إذا قطع الموضع الذي فيه السرطان فإنه ينجو منه، لكن إذا ترك انتشر في البدن، وكانت النتيجة هي الهلاك، فهذا يكون دواء معلوم النفع؛ لأنه موضعي يقطع ويزول، وقد خَرَّبَ الخَضِرُ السفينةَ بخرقها لإِنجاء جميعها، فكذلك البدن إذا قطع بعضه من أجل نجاة باقيه كان ذلك واجباً.
وعلى هذا فالأقرب أن يقال ما يلي: 1 ـ أن ما عُلم، أو غلب على الظن نفعه مع احتمال الهلاك بعدمه، فهو واجب. 2 ـأن ما غلب على الظن نفعه، ولكن ليس هناك هلاك محقق بتركه فهو أفضل. 3 ـأن ما تساوى فيه الأمران فتركه أفضل؛ لئلا يلقي الإِنسان بنفسه إلى التهلكة من حيث لا يشعر.
باب هل يداوي الرجل المرأة، والمرأة الرجل؟
5679-عن رُبَيّع بنت معوذ بن عفراء قالت: "كنا نغزو مع رسول الله نسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة". س/ لماذا ترجم البخاري على صيغة سؤال؟ لعله لأن هذا الحديث ترد عليه عدة احتمالات لذلك لم يجزم بالحكم فجعله على صورة سؤال. س/ لماذا ترجم البخاري للباب بذلك رغم أنه لا يوجد في حديث الباب ما يدل على المداواة؟ • إما لأنه يدخل في عموم قولها "نخدمهم" , أو لأنه ورد الحديث المذكور بلفظ "ونداوي الجرحى ونرد القتلى" أخرجه في "باب مداواة النساء الجرحى في الغزو" من كتاب الجهاد فجرى البخاري على عادته في الإشارة إلى ما ورد في بعض ألفاظ الحديث. س/ ما حكم مدواة الرجل للمرأة والعكس؟ وأما حكم المسألة فتجوز مداواة الأجانب عند الضرورة(1) وتقدر بقدرها فيما يتعلق بالنظر والجس باليد وغير ذلك. (1) الضرورة ما يترتب على عدمها موت أو فقد عضو.
5680- عن ابن عباس رضي الله عنها قال: "الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي" رفع الحديث. مواضع الحديث: • الموضع الأول:في هذا الباب. • الموضع الثاني:في باب الدواء بالعسل: وفيه حديث جابر بن عبدالله بلفظ: «إن كان في شيء من أدويتكم – أو يكون في شيء من أدويتكم – خير ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي». • الموضع الثالث:باب من اكتوى أو كوى غيره، وفضل من لم يكتو. عن جابر عن النبي قال: «إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم، أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي». • الموضع الرابع:باب الحجامة من الشقيقة والصداع: عن جابر عن عبدالله قال: سمعت النبي : «إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شربة عسل أو شرطة محجم، أو لذعة من نار، وما أحب أن أكتوي».
قال الخطابي انتظم هذا الحديث على جملة ما يتداوى به الناس، وذلك أن الحجم يستفرغ الدم وهو أعظم الأخلاط، والحجم أنجحها شفاء عند هيجان الدم، وأما العسل فهو مسهل للأخلاط البلغمية، ويدخل في المعجونات ليحفظ على تلك الأدوية قواها ويخرجها من البدن، وأما الكي فإنما يستعمل في الخلط الباغي الذي لا تنحسم مادته إلا به، ولهذا وصفه النبي ثم نهى عنه، وإنما كرهه لما فيه من الألم الشديد والخطر العظيم، ولهذا كانت العرب تقول في أمثالها " آخر الدواء الكي"، وقد كوى النبي سعد بن معاذ وغيره، واكتوى غير واحد من الصحابة.
يؤخذ من الجمع بين كراهته للكي وبين استعماله له أنه لا يترك مطلقا ولا يستعمل مطلقا، بل يستعمل عند تعينه طريقا إلى الشفاء مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن الله تعالى.
باب الرُّقَى بِالْقُرْآنِ وَالْمُعَوِّذَات
(1) هذه خصوصية ليد الرسول صلى الله عليه وسلم. (2) السائل معمر. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ (وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا)(1)".فَسَأَلْتُ (2)الزُّهْرِيَّ كَيْفَ يَنْفِثُ قَالَ كَانَ يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ". قوله (باب الرقى): الرقى لغة: بضم الراء وبالقاف مقصور: جمع رقية بسكون القاف، يقال رقي بالفتح في الماضي يرقى بالكسر في المستقبل، ورقيت فلانا بكسر القاف أرقيه، واسترقى طلب الرقية، والجمع بغير همز، وهو بمعنى التعويذ بالذال المعجمة.
قوله: (بالقرآن والمعوذات) • أولاً: هو من عطف الخاص على العام، لأن المراد بالمعوذات سورة الفلق والناس والإخلاص، فيكون من باب التغليب. • ثانياً: أو المراد الفلق والناس وكل ما ورد من التعويذ في القرآن كقوله تعالى: ﴿وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ﴾. [المؤمنون:97]، ﴿فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم﴾. [النحل:98]. وغير ذلك، والأول أولى. • وقد أخرج الترمذي وحسنه والنسائي من حديث أبي سعيد " كان رسول الله يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذات فأحذ بها وترك ما سواها". وصححه السيوطي في الجامع الصغير، والألباني في صحيح الجامع، ح: 4902. • قال الحافظ: "وهذا لا يدل على المنع من التعوذ بغير هاتين السورتين، بل يدل على الأولوية، ولاسيما مع ثبوت التعوذ بغيرهما، وإنما اجتزأ بهما لما اشتملتا عليه من جوامع الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا".
س/ ما الدليل على جواز الرقية بغير ما ورد مع توفر الشروط؟ الدليل الأول:حديث عوف بن مالك قال: " كنا نرقى في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ". رواه مسلم. وقد استنبط العلماء من هذا الحديث أنه من الممكن أن يرقى بغير الوارد مع الوارد بالشروط السابق ذكرها. والدليل الثاني: حديث جابر " نهى رسول الله عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم فقالوا: يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب، قال: فعرضوا عليه فقال: ما أرى بأسا، من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه". واستنبط العلماء من حديث جابر أن هذا الحديث أصل في جواز أن يرقي الإنسان غيره.
س/ما حكم الرقى؟ اختلف العلماء في حكم الرقى وذلك لأن الرسول نهى عنها في موضع، ثم إنه حصرها في الرقى من العين والحمة-اسم العقرب وقيل كل ذات سم من حية وعقرب-، وفي موضع أذن بها ما لم تكن شركاً. • اختلف العلماء فقوم قالوا بالعموم فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ولو لم يعقل معناها، لكن دل حديث عوف أنه مهما كان من الرقى يؤدي إلى الشرك يمنع، وما لا يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك فيمنع احتياطا، والشرط الآخر لا بد منه:أن لا يعتقد فيها. • وقال قوم بالحصر، أي لا تجوز الرقية إلا من العين والحمة لحديث عمران بن حصين "لا رقية إلا من عين أو حمة".باب ”من اكتوى
س/ كيف نرد على من قال بالحصر؟ • 1 ) أجيب بأن معنى الحصر فيه أنهما أصل لكل ما يحتاج إلى الرقية، فيلتحق بالعين جواز رقية من به خبل أو مس ونحو ذلك لاشتراكها في كونها تنشأ عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني، ويلتحق بالسم كل ما عرض للبدن من قرح ونحوه من المواد السمية. • وقد وقع عند أبي داود في حديث أنس مثل حديث عمران وزاد "أو دم " -ينظر شرحها-وفي مسلم من طريق يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أنس قال: "رخص رسول الله في الرقى من العين والحمة والنملة" (1). • 2 ) وقيل المراد بالحصر معنى الأفضل، أي لا رقية أنفع كما قيل: لا سيف إلا ذو الفقار. • النملة قروح تخرج في الجنب وغيره من الجسد.
3 ) وقال قوم: المنهي عنه من الرقى ما يكون قبل وقوع البلاء، والمأذون فيه ما كان بعد وقوعه، وهذا مردود: فقد ثبت في الأحاديث استعمال ذلك قبل وقوعه في " باب المرأة ترقى الرجل " من حديث عائشة أنه " كان إذا أوى إلى فراشه ينفث بالمعوذات ويمسح بهما وجهه " الحديث، وفي أحاديث الأنبياء روى البخاري حديث ابن عباس أنه " كان يعوذ الحسن والحسين بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة " الحديث. وحديث خولة بنت حكيم مرفوعا "من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يتحول " وعند أبي داود والنسائي بسند صحيح عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن رجل من أسلم " جاء رجل فقال: لدغت الليلة فلم أنم، فقال له النبي : لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك. • ويمكن توجيه قول من قال أن الرقى لا تكون إلا بعد وقوع البلاء: بأنه يحتمل أن يقال: إن الرقى أخص من التعوذ، وإلا فالخلاف في الرقى مشهور، ولا خلاف في مشروعية الفزع إلى الله تعالى والالتجاء إليه في كل ما وقع وما يتوقع. • وقال ابن التين: الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى، فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني وتلك الرقى المنهي عنها التي يستعملها المعزم وغيره ممن يدعي تسخير الجن له فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ بمردتهم
س/ هل هناك تعارض بين قوله في هذه الرواية " كان ينفث على نفسه". "كان يأمرني أن أفعل ذلك "؟ ليس بينهما معارضة لأنه محمول على أنه في ابتداء المرض كان يفعله بنفسه وفي اشتداده كان يأمرها به أو تفعله هي من قبل نفسها.
استدل ابن حجر بهذا الحديث على التبرك بالرجل الصالح وسائر أعضائه وخصوصاً اليد اليمنى.[وهذا مردود]. الرد على ابن حجر في قوله في شرح باب وضوء العائد للمريض: (ولا يخفى أن محله إذا كان العائد بحيث يتبرك المريض به). • من عقيدة أهل السنة والجماعة أن البركة كلها من الله، وأنها لا تطلب إلا منه تعالى، وأن طلبها من غيره شرك بالله سبحانه وتعالى. • وقد دل الكتاب والسنة على أن الله تعالى اختص بعض الأشياء من الأعيان والأقوال والأفعال بما شاء من الفضل والبركة فجعلها مباركة، ولكن لا يجوز التبرك بشيء من الأشياء إلا بإذن من الشرع، وعلى أساس أنه سبب للبركة وليس واهباً لها، وإنما واهبها الله تعالى الذي بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير. • ويفهم من هذا أن التبرك قد يكون مشروعاً، وقد يكون ممنوعاً، وكل ذلك موقوف على بيان من الشارع، كما جاء في الكتاب والسنة وفهمه سلف الأمة، لكن كثيراً من متأخري الأمة لم يلتزموا بفهم السلف في هذا الأمر، فجرّهم ذلك إلى حظيرة البدع والخرافات، وأوقعهم في حمأة الجهل والشركيات. • وممن خالف منهج السلف في هذا الموضوع الحافظ ابن حجر في كتابه "فتح الباري"، حيث أجاز التبرك بآثار الصالحين وفضلاتهم الطاهرة على الإطلاق، وذلك في مواضع عديدة من "الفتح" بلغت – فيما تتبعت – أربعة وعشرين موضعاً، منها هذا الموضع المذكور.
اعتمد الحافظ ابن حجر رحمه الله على الأحاديث التي تدل على أن الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا يتبركون بالنبي ، ففهم من ذلك جواز التبرك بغيره من الصالحين، ولا شك أن هذه الأحاديث وأحاديث أخرى غيرها تدل دلالة ظاهرة على أن التبرك بالنبي وبآثاره مشروع، فإن النبي مبارك في ذاته وآثاره وأفعاله، وكان صحابته الكرام يعرفون ذلك، وأقرهم النبي عليه. • ولكن هل يقاس على النبي غيره من الصالحين فيُتبرك به وبآثاره كما ذهب إليه الحافظ ابن حجر؟ • الواقـع أنه لا يوجد هناك أي دليل على جواز التبرك بغير النبي ، فلم يؤثـر عن النبي أنه تبرك بغيره من الصحابة رضي الله عنهم أو غيرهم، سواء بذواتهم، أو بآثارهم، أو أرشد إلى شيء من ذلك، وكذا لم يُنقل حصول هذا النوع من التبرك من قبل الصحابة رضي الله عنهم بغيره ، لا في حياته ، ولا بعد مماته عليه الصلاة والسلام. • ولهذا ذهب المحققون من علماء أهل السنة والجماعة إلى أن التبرك بذوات الصالحين وبآثارهم غير مشروع، بل هو من التبرك الممنوع. • وقد علق الشيخ العلامة ابن باز – رحمه الله – على معظم المواضع التي ذكر فيها الحافظ جواز التبرك بذوات الصالحين وبآثارهم، وبين – رحمه الله – أن ذلك غلط، وأنه من وسائل الشرك، فيجب منعه سداً للذريعة، وحماية لجناب التوحيد.
باب الرقى بفاتحة الكتاب
وَيُذْكَرُ(1) عنْ ابن عباسٍ عنْ النبيِّ : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ فَقَالُوا هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ فَقَالُوا إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا وَلَا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعاً مِنْ الشَّاءِ فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ فَقَالُوا لَا نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وَقَالَ وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ ". (1) هذا من المعلقات والمعلق هو ما أسقط البخاري فيه شيخه أو السند كله عدا الصحابي، وقد وصله البخاري في الباب الذي بعده،باب الشروط في الرقية بقطيع من الغنم ح5737.
مفردات الحديث: • قوله: (أن ناساً): مبهم متن، وقد اعتنى ابن حجر ببيان المبهمات ولكن هنا قال لم أقف على اسم أحد منهم سوى أبي سعيد رضي الله عنه. • قوله: (لم يقروهم): لم يضيفوهم. • جُعلاً = الجُعل ما يعطى على عمل (الرقية). واجبة. حكم ضيافة النازل: [قرى الضيف]؟ • والسبب في عدم قيامهم بقرى أولئك النفر سيدهم، فعوقب سيدهم بأن لدغته العقرب. • واللدغ/ نوع من العقوبة لأنه هو السبب في عدم قيام قومه بواجب القرى.. • قوله: (هل معكم دواء أو راقي؟) فيه: • أن التدواي موجود ومعروف عند العرب من قبل الإسلام. • أن الله أحوجهم إلى من قصروا معهم ليأخذوا حقهم منهم.
وتدل الروايات أن الراقي هو أبو سعيد الخدري وأبهم نفسه تواضعاً منه. من الراقي ؟ قوله: (يجمع بزاقه ويتفل) نوع من أنواع الرقية لأن الرقية فيها النفث والنفخ، والبزاق في هذه الحالة ريق مبارك بأثر القرآن. قوله: (فجعل يقرأ بأم القرآن): قال ابن القيم: إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع فما الظن بكلام رب العالمين ثم بالفاتحة التي لم ينزل في القرآن ولا غيره من الكتب مثلها لتضمنها جميع معاني الكتاب، فقد اشتملت على ذكر أصول أسماء الله ومجامعها وإثبات المعاد وذكر التوحيد والافتقار إلى الرب في طلب الإعانة به والهداية منه، وذكر أفضل الدعاء وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم المتضمن كمال معرفته وتوحيده وعبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه والاستقامة عليه، ولتضمنها ذكر أصناف الخلائق وقسمتهم إلى منعم عليه لمعرفته بالحق والعمل به، ومغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته، وضال لعدم معرفته له، مع ما تضمنته من إثبات القدر والشرع والأسماء والمعاد والتوبة وتزكية النفس وإصلاح القلب، والرد على جميع أهل البدع، وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يستشفى بها من كل داء، والله أعلم.
س/ إذن ما هي الشروط للانتفاع بالرقي عموماً والفاتحة خصوصاً؟ • الذي يقرأ عليه محل قابل يؤمن ويصدق ولا يجرب. • والقارئ فاعل عازم موفق. • مقروء به [القرآن – الأدعية الواردة – المجرب] من الرقى بالشروط السابق ذكرها.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ أَوْ أَمَرَ أَنْ يُسْتَرْقَى مِنْ الْعَيْنِ". عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ" الحديث الأول فيه أمر بالرقية، أمَّا الثاني فقد أمر بالاسترقاء للجارية التي بها نظرة. قوله: (باب رقية العين): أي رقية الذي يصاب بالعين، من باب إضافة الشيء إلى سببه أي رقية الإنسان المريض بسبب العين، والعين: نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر. فالذي يخرج من عين العائن سهم معنوي إن صادف البدن لا وقاية له أثر فيه، وإلا لم ينفذ السهم، بل ربما رد على صاحبه كالسهم الحسي سواء. [لا يشترط أن تنفذ النظرة، فقد تنفذ الكلمة بمجرد وصف الشيء لمن لم يره]. قوله: (قالت أمرني النبي ، أو أمر أن يسترقى من العين) أي يطلب الرقية ممن يعرف الرقى بسبب العين.
ما الحكم المستنبط من الحديث؟ قوله: (رأى في بيتها جارية) لم أقف على اسمها، ووقع في مسلم قال لجارية في بيت أم سلمة. قوله: (في وجهها سفعة). السفعة: لون يخالف لون الوجه. قوله: (فإن بها النظرة) بسكون الظاء المعجمة. وفي رواية مسلم " فقال إن بها نظرة فاسترقوا لها " يعني بوجهها صفرة، يقول ابن حجر: "وهدا التفسير ما عرفت قائله إلا أنه يغلب على ظني أنه الزهري، وقد أنكره عياض من حيث اللغة". ما المراد بالنظرة؟ واختلف في المراد بالنظرة فقيل: عين من نظر الجن، وقيل من الإنس وبه جزم أبو عبيد الهروي. الراجح: والأولى أنه أعم من ذلك وأنها أصيبت بالعين فلذلك أذن في الاسترقاء لها، وهو دال على مشروعية الرقية من العين على وفق الترجمة. في هذا الحديث مشروعية الرقية لمن أصابه العين، وقد أخرج الترمذي وصححه والنسائي من طريق عبيد بن رفاعة " عن أسماء بنت عميس أنها قالت: يا رسول الله إن ولد جعفر تسرع إليهم العين أفأسترقي لهم؟ قال: نعم " الحديث، وله شاهد من حديث جابر أخرجه مسلم قال: " رخص رسول الله لآل حزم في الرقية. وقال لأسماء: ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة؟ أتصيبهم الحاجة؟ قال: لا، ولكن العين تسرع إليهم، قال: ارقيهم، فعرضت عليه فقال: ارقيهم " وقوله: " ضارعة " بمعجمة أوله أي نحيفة، وورد في مداواة المعيون أيضا ما أخرجه أبو داود من رواية الأسود عن عائشة أيضا قالت: " كان النبي يأمر العائن أن يتوضأ ثم يغتسل منه المعين " ستأتي كيفية اغتساله في شرح حديث الباب الذي بعد هذا.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: "الْعَيْنُ حَقٌّ وَنَهَى عَنْ الْوَشْمِ”.. قوله: (باب العين حق) أي الإصابة بالعين شيء ثابت موجود، أو هو من جملة ما تحقق كونه صفة الاغتسال :وقعت في حديث سهل بن حنيف عند أحمد والنسائي وصححه ابن حبان من طريق الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف " أن أباه حدثه أن النبي خرج وساروا معه نحو ماء إذا كانوا بشعب الخرار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف - وكان أبيض حسن الجسم والجلد - فنظر إليه عامر بن ربيعة فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فلبط - أي صرع وزنا ومعنى - سهل فأتى رسول الله فقال: هل تتهمون به من أحد؟ قالوا: عامر بن ربيعة. فدعا عامرا فتغيظ عليه فقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟ هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت. ثم قال: اغتسل له، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم يصب ذلك الماء عليه رجل من خلفه على رأسه وظهره ثم يكفأ القدح؛ ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس ليس به بأس. صفة الاغتسال من العين
س/ ما الموقف من العائن الذي عرف عنه الإصابة بالعين؟ ونقل ابن بطال عن بعض أهل العلم أنه ينبغي للإمام منع العائن إذا عرف بذلك من مداخلة الناس وأن يلزم بيته، فإن كان فقيرا رزقه ما يقوم به، فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر رضي الله عنه بمنعه من مخالطة الناس كما في بابه، وأشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور الجماعة. قال النووي: وهذا القول صحيح متعين لا يعرف عن غيره تصريح بخلافه.