E N D
بسم الله الرحمن الرحيم • قال تعالى :( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1 الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ 2 الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ 3)سورة الملك 1-3 • (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا 9) سورة الإسراء 9 • وقال النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ “ رواه البيهقي
الوحدة الأولى • الجودة الشاملة ..المفهوم العام والمنظور الإسلامي :- 1- المفاهيم الأساسية لإدارة الجودة الشاملة . 2- المفهوم العام للجودة في الإسلام . 3- الإسلام ..هو الجودة . الجودة تعني العمل الصحيح بشكل صحيح من أول مرة وفي كل مرة
قصة الجودة الشاملة • يسود اعتقاد خاطئ بأن " إدارة الجودة الشّاملة " Total Quality Management نظرية إدارية يابانية الأصل والفصل؛ بينما يجزم تاريخ الفكر الإداري المعاصر، بأن إدارة الجودة الشاملة نظرية أمريكية المنشأ والهويّة؛ وإن نمت واستوت على سوقها في اليابان. في أقصى غرب الأرض، وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية، إبّان الحرب العالمية الثانية، كان أستاذ الإدارة الأمريكي "إدوارد ديمنج" W.Edward Deming (1900-1994م) ينادي بنظريّته التي أسماها في ذلك الحين "الرقابة الإحصائيّة على الجودة". وبحسب تلك النظرية في ذلك الوقت فأنه: "بالجودة وحدها وبالتركيز عليها، قبل أي شيء آخر، تتحقّق الإنتاجية، وتكون المنافسة، ويوجد الابتكار، وبالتالي تتحقق الربحية كهدف أساسي لأيّة منظمة" .والجودة – حسب نظرية ديمنج – تعني في أشمل معانيها :إتقان السلعة أو الخدمة عند تقديمها للمستفيد أو المستهلك وبصفة دائمة وبسعر مناسب. ومن منظور إداري خالص فالجودة الشاملة تتلخص في انتهاج أسلوب إداري معين، يهدف إلى تحقيق النجاح طويل الأمد، من خلال إرضاء الزبائن أو المستفيدين بصفة دائمة ومستمرة ومطّردة.وُصمت فكرة الجودة الشاملة بأنها ارتداد فكري إداري إلى الماضي وإلى الخلف؛ خصوصا بعد أن ظهرت اتجاهات جديدة في الإدارة كالوظيفية والسلوكية وسواها • اهتدت الحكومية اليابانية عام 1950م، في سبيل محاولاتها تحقيق معادلة النهوض الصعبة، إلى إستراتيجية قامت على تقديم التشجيع الكبير والحوافز المغرية للشركات الأمريكية، بغية جذبها للاستثمار. فرافق ذلك هجرة عدد كبير من أساطين الإدارة الأمريكيين إلى اليابان؛ خصوصا المفكّرين الذين مازالوا متمسكين بمبادئ الإدارة العملية وتأكيدها على ضرورة الجودة وإتقان العمل، والذين لم يجدوا حظوة بأفكارهم في أمريكا، ليجدوا ترحيبا حافلا واعتناقا كليا لأفكارهم في أوساط اليابانيين؛ ومن أشهر أولئك الأمريكان وعلى رأسهم كان الدكتور إدوارد ديمنج وزميله جوزيف جوران .في اليابان وجد ديمنج مناخا خصبا لتطوير أفكاره واختبارها اختبار عمليا تطبيقيا ميدانيا، فتطور مفهوم ديمنج للرقابة الإحصائية على الجودة، إلى اسم ياباني هو " رقابة الجودة الشاملة "Total Quality Control ، كما ظهرت "برامج حلقات الجودة " Quality Circles Programs الشهيرة. ويقوم هذان المفهومان اليابانيان المنبثقان من أفكار ديمنج، على أهمية تقدير العنصر البشري العامل في المنظمة، والأخذ برأيه في جو مفعم بالحرية والتقدير واحترام الرأي، بغرض تحسين المنتج أو الخدمة المقدمة إلى المستهلك أو العميل، وذلك عن طريق تقليل الأخطاء في العمل والحد من العيوب في السلعة أو الخدمة ومعالجة القصور فيها إلى أدنى حد ممكن؛ تمهيدا لكسب رضا المستهلك أو العميل، وضمان الربحية والمنافسة، وبالتالي تحقيق الجودة بمفهومها الشامل.
ماذا تعني الجودة الشاملة ؟ • لقد تعددت وتباينت التعريفات عن الجودة ،في وضع عريف محدد لمعنى ومضمون الجودة وأبعادها المختلفة ، ونكتفي هنا ببعض التعاريف ( المشهورة ) التي تناولت الجودة ومنها : 1- تعريف المعهد الفيدرالي الأمريكي للجودة (1991م) بأنها : ” القيام بالعمل الصحيح بشكل صحيح من أول مرة مع الاعماد على تقييم العميل في معرفة مدى التحسن في الأداء ” . 2- أما هتشن G-Hutchins فعرفها بأنها :“ مدخل الإدارة المنظمة الذي يرتكز على الجودة ويبني على مشاركة جميع العاملين بالمنظمة ويستهدف النجاح طويل المدى من خلال رضا العميل وتحقق منافع للعاملين بالمنظمة وللمجتمع ككل ” . 3- وأخر ” شكل تعاوني لأداء الأعمال يعتمد على القدرات المشتركة لكل من الإدارة والعاملين ، بهدف تحسين الجودة وزيادة الإنتاجية بصفة مستمرة من خلال فرق العمل . 4- وعرفها عبد الرحمن المديرس 2000م بأنها :“ أسلوب إداري يضمن قيمة للعميل الداخلي والخارجي من خلال تحسين وتطوير مستمرين للعمليات الإدارية بشكل صحيح من أول مرة وفي كل مرة بالاعتماد على احتياجات ومتطلبات العميل .
العناصر الأساسية لنظام إدارة الجودة الشاملة
المفهوم العام للجودة في الإسلام • الإسلام هو النظام الإلهي والمنهج الرباني الشامل الكامل ، الذي ختم الله تعالى به الشرائع السماوية ، وارتضاه لخلقه ...ليحققوا عبادته في الأرض ، ولتنظيم شؤونهم في جميع نواحي الحياة . ونصف الإسلام بأنه ... أساس الجودة والإتقان في العبادات والمعاملات وفي عموميات الحياة وفروعها وتفاصيلها . الإسلام ... هو الجودة شمول وتميز وحضارة
مفهوم الجودة من منظور إسلامي : • لا بد أن ندرك أن ديننا الإسلامي الحنيف أشار إليها أشارات واضحة من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة قبل أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان ، فقال عز من قائل ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) 2 تبارك . وقال تعالى في سورة يوسف عليه السلام عندما اصطفاه طلب الملك منه أن يوليه خزائن مصر لأنه أدرى وأقدر على إجادة عمله ، وعبر عن ذلك بصفتي الحفظ والعلم كأساس لنجاح عمله وسبب جودته وإتقانه ( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) 55 يوسف . كما أورد سبحانه وتعالى في آية أخرى أهمية التحلي بصفتي القوة والأمانة فقال تعالى ( قالت إحداهما يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) . ويلاحظ أن مفهوم هاتين الصفتين يدور حول محاسن العمل وإتقانه . وقال عليه الصلاة وأتم التسليم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " والإتقان يعنى الجودة في أكمل صورها . غير أنه لم يكن ثمة تعريف محدد لمفهوم إدارة الجودة الشاملة ، بل كثرت تعريفاتها وتعددت مفاهيمها وذلك بحسب النظر إليها من جوانب متعددة ، شانها في ذلك شأن جميع مفاهيم العلوم الإنسانية ، ومن كل التعاريف المختلفة التي أطلقتها المنظمات المتخصصة في إدارة الجودة الشاملة والمهتمون بها ، أرى أن دلالات الكلمات المكونة لهذا المفهوم تعني الآتي : ـ • الإدارة : هي القدرة على التأثير في الآخرين لبلوغ الأهداف المرغوبة . • الجودة : تعني الوفاء بمتطلبات المستفيد وتجاوزها . • الشاملة : تعني البحث عن الجودة في كل جانب من جوانب العمل ، ابتداء من التعرف على احتياجات المستفيد وانتهاء بتقويم رضا المستفيد من الخدمات أو المنتجات المقدمة له . • كما أننا نستطيع القول بأن إدارة الجود الشاملة تعني في مجملها " أنها نظام يتضمن مجموعة من الفلسفات الفكرية المتكاملة والأدوات الإحصائية والعمليات الإدارية المستخدمة لتحقيق الأهداف ، ورفع مستوى رضا العميل والموظف على حد سواء ، وذلك من خلال التحسين المستمر للمؤسسة وبمشاركة فعَّالة من الجميع من أجل منفعة الشركة والتطوير الذاتي لموظفيها، وبالتالي تحسين نوعية الحياة في المجتمع .
مفاهيم وصيغ الجودة الإدارية : الإحسان العمل الصالح الرقابة الإتقان المهارة العمل الجماعي : المطابقة ( معيار جودة الأداء ) الإسلام ... هو دين وعقيدة وعبادة وخلق وسلوك وتشريع ، إنه منهج متكامل ونظام شامل لجميع شؤون الحياة ، يحقق مطالب الإنسان وحاجات المجتمع كافة .
مبدأ العمل الصالح. مبدأ الرقابة الذاتية. مبدأ المحافظة على الوقت. مبدأ التغيير. مبدأ التمكين: ( بمعنى اختيار الأصلح لأداء العمل ) مبدأ تنمية الموارد المتاحة. مبدأ الإلزام الخلقي . مبدأ التعاون والعمل الجماعي. مبدأ العلاقات الإنسانية في الإسلام. مبدأ القيادة والمسؤولية. مبدأ التحسين. مبدأ تنمية الموارد البشرية. مبدأ التحفيز. مبادئ الجودة الإدارية في الإسلام : إن غاية الإلزام الخلقي في الإسلام تحقيق السعادة الدنيوية والأخروية للناس ، فالأخلاق جاءت لحماية العقول والأنفس والأموال والأعراض ...جاءت لتنقل البشرية إلى حياة مشرقة بالفضائل والآداب .
مراحل بناء نظام إدارة الجودة الشاملة وتطبيقه • تختلف طرق بناء نظام إدارة الجودة الشاملة وتشغيله في المنشآت باختلاف إمكانياتها وباختلاف رسالتها وثقافة الأفراد فيها عن النظام ومدى حماسهم للقادم الجديد ، فلا توجد طريقة قياسية موحدة يتحقق من خلالها النظام وتظهر نتائجه ، وبصفة عامة فإنه يمكننا الاسترشاد في تطبيق هذا النظام بالمراحل الأساسية التالية: 1- التخطيط الاستراتيجي المحكم المتكامل للجودة. 2- تشكيل مجلس إدارة الجودة. 3- نشر مفهوم وبناء الثقافة التنظيمية. 4- التدريب العملي المنظم. 5- توثيق نظام الجودة وتطبيقه. من الضروري أن ندرك جميعاً بأن نظام والمبادرات الإبداعية الهادفة إلى تحسين العمليات الإنتاجية أو الخدمية النابعة من المنشأة ذاتها . الجودة الشاملة هو في الحقيقة مظلة لكافة البرامج التطويرية
التخطيط الاستراتيجي المحكم المتكامل للجودة • يعني تصور الرؤى المستقبلية للمنشأة ورسم رسالتها وتحديد غاياتها على المدى البعيد وتحديد أبعاد العلاقات المتوقعة بينها وبين بيئتها بما يسهم في إيضاح نقاط القوة والضعف المميزة لها وبيان فرص التحسين الممكنة ، وذلك بهدف اتخاذ القرارات الاستراتيجية المؤثرة في المدى البعيد ومراجعتها وتقويمها، ولكي يحقق الأهداف المرجوه منه ، ولتقديم الدعم المناسب وتهيئة المتطلبات الأساسية لتطبيق النظام، فإن إدارة المنشأة هي المسؤولة عن التخطيط والإشراف العام على تطبيق النظام.
عناصر التخطيط : • 1- إعداد دراسة ميدانية ( عملية مسح لبيئة المنشأة ). • 2- وضع تصور واضح للرؤية المستقبلية لنشاط المنشأة. • 3- إعداد رسالة واضحة للمنشأة المطبقة لنظام الجودة . • 4- إيضاح سياسة الجودة في المنشأة المطبقة للنظام. • 5- تحديد الأهداف القريبة والبعيدة المدى المراد تحقيقها. • 6- تحديد آفاق التغير وفرص التحسين المستمر والتطوير القريب والبعيد المدى في الأداء والإنجاز وفق الإمكانيات . • 7- صياغة وإعداد معايير رقمية ومقننة لقياس مستوى الأداء. • 8- الإجابة على التساؤلات التالية :( ماذا نريد تحقيقه ؟ولماذا؟وكيف يتحقق ؟ ومتى ؟ وأين ؟ ).
تشكيل مجلس إدارة الجودة • تُشكل إدارة المنشأة مجلساً يسمى ( مجلس إدارة الجودة )يتكون من 8-10 أعضاء يمثلون إدارة المنشأة وبعض العاملين فيها. • ويقوم المجلس بالمهام الآتية : 1- الإشراف العام على تطبيق النظام والعمل على تحقيق أهدافه . 2- العمل على تهيئة بيئة العمل وتوفير المستلزمات الأساسية . 3- التخطيط لنشر مفهوم الجودة وتنظيم برامج التدريب. 4- التخطيط لتوظيف القوى البشرية العاملة. 5- التخطيط لجودة الخدمات والعمليات المقدمة للمستفيدين داخل وخارج . 6- الدعم والمساندة والتحفيز للمشاركين. 7- التقويم المستمر لما تحقق وتقديم التغذية الراجعة. 8- تهيئة فرص التواصل المستمر مع الموردين والمراكز والمنشآت الأخرى.
نشر المفهوم وبناء الثقافة التنظيمية • يراد بنشر المفهوم التعريف بالجودة وسماتها وخصائصها وأهدافها وأبعادها وخلفيتها التاريخية ومراحل تطورها، ومتطلبات تطبيق النظام والفوائد العائدة على المنشأة من التطبيق الناجح لنظام إدارة الجودة الشاملة ونحوها. • أما الثقافة التنظيمية : فتتألف من مجموعة من الأفكار والقيم الأساسية لنظام الجودة وهي (التصور التراكمي الأفضل للطريقة التي يتعامل بها المديرين .
التدريب العملي المنظم • تنظيم برامج تدريبية هادفة تتناول : 1- تزويد العاملين بالطرق الحديثة التي تعزز خبراتهم ومهاراتهم في مجال تخصصاتهم . 2- تزويد الإداريين والعاملين بالمعارف والمهارات وبالاحتياجات التدريبية ( بأسلوب عملي ). *مجالات التدريب : 1- بناء العلاقات وإدارة الاجتماعات . 2- القيادة والإبداع وإدارة التغيير . 3- تشكيل فرق التحسين المستمر وتدريبها. 4- المراجعة الداخلية لنظام الجودة الشاملة . 5- التعريف بأدوات التحسن والتدريب عليها .
توثيق نظام الجودة وتطبيقه • يعمل مجلس إدارة الجودة في المنشأة والإدارة العليا للنظام بمشاركة كافة العاملين على توثيق وتطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة جنباً إلى جنب وفق العمليات التالية : 1- الإعلام عن تبني المنشأة لنظام إدارة الجودة ( إبراز الرؤية- الرسالة – الأهداف – سياسة الجودة – وثيقة الالتزام ). 2- تصنيف المستفيدين من منتجات / خدمات المنشأة: 3- الخدمات المقدمة للمستفيدين :(تنظيم استبيانات-اللقاءات الفردية والرمزية والجماعية – صندوق المقترحات-استطلاع الرأي- استخدام التقنية الحديثه- تحليل الشكاوي-قياس مستوى الرضا). 4- بناء قاعدة من المعلومات والبيانات عن المنشأة . 5- الاستفادة من التقنية الحديثة والخدمات المعلوماتية . 6- وضع خطة عمل قابلة للقياس. 7- توظيف العمليات والعمل بها وفق نظام إدارة الجودة (حصر العمليات وتحليلها وتحديدها وخطوات إجراءات التحسين والتطبيق لما تم تحسينه والتقويم المستمر وتقديم التغذية الراجعة. 8- صياغة إجراءات عملية واضحة قابلة للتنفيذ ( اسم الإجراء- الغرض- مجال التنفيذ- .....). 9- الآخذ بمنهجية معيار الأعطال صفر: (الالتزام العملي :العمل الكتابي- التقني- الإداري / صعوبات أداء العمل/ عدم تكرار الأخطاء/ توضيح الخطوات والإجراءات الصحيحة). 10- تشجيع البرامج التطويرية والطرائق الحديثة والمبادرات الإبداعية. 11- الأخذ بمنهجية التحسين المستمر. 12- فتح وتنظيم وفهرسة سجلات الجودة. 13- صياغة آلية محددة للمتابعة والمراجعة الداخلية .
الثقافة التنظيمية المدرسية : • وإذا كان ثمة اختلاف في شكل أداء المنظمات وطريقتها تبعاً لثقافة كل منظمة ، فيمكن القول إن المنظمات التربوية لها ثقافتها الخاصة ، والتي تتكون من القيم والمبادئ والتقاليد والتوقعات التي تصف التفاعل الإنساني مع النظام ، والتي تبدو بوضوح في المستوى الإجرائي المتمثل بثقافة المدرسة . • إن الثقافة التنظيمية المدرسية تخضع أساساً لعاملين أساسيين وهما1- الثقافة العامة للمجتمع ،2- والفلسفة التربوية التي ينبع عنها الأهداف التربوية المقررة من قبل السلطات العليا والتي يشتق منها الثقافة التنظيمية. وقد أكد باول هكمان أن الثقافة المدرسية تكمن في المعتقدات التي يحملها المعلمون والطلاب والمديرون . وعرفها العالمان ديل وبيترسون بأنها نماذج عميقة من القيم والمعتقدات والتقاليد التي تشكلت خلال تاريخ المدرسة . وقد عرفها ستولب وسميث بأنها النماذج المنقولة تاريخياً والتي تتضمن المبادئ والقيم والمعتقدات والاحتفالات والشعائر والعادات والتقاليد والأساطير المفهومة بدرجات مختلفة من قبل أعضاء المجتمع المدرسي .
الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية التعليمية
الجودة الشاملة في الإدارة التربوية : • أما الجودة الشاملة في الإدارة التربوية هي جملة الجهود المبذولة من قبل العاملين في المجال التربوي لرفع مستوى المنتج التربوي وهو )الطالب ) بما يتناسب مع متطلبات المجتمع، وبما تستلزمه هذه الجهود من تطبيق مجموعة من المعايير والمواصفات التعليمية والتربوية اللازمة لرفع مستوى المنتج التربوي من خلال تظافر جهود كل العاملين في مجال التربية. ومن هنا يقصد بإدارة الجود الشاملة في المجال التربوي التعليمي : أداء العمل بأسلوب صحيح متقن وفق مجموعة من المعايير التربوية الضرورية لرفع مستوى جودة المنتج التعليمي بأقل جهد وكلفة محققا الأهداف التربوية التعليمية ، وأهداف المجتمع وسد حاجة سوق العمل من الكوادر المؤهلة علميا . • ويعرف ( رودز ) الجودة الشاملة في التربية بأنها عملية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي توظف مواهب العاملين وتستثمر قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لضمان تحقيق التحسن المستمر للمؤسسة. • ويعرفها أحمد درياس بأنها " أسلوب تطوير شامل ومستمر في الأداء يشمل كافة مجالات العمل التعليمي، فهي عملية إدارية تحقق أهداف كل من سوق العمل والطلاب ، أي أنها تشمل جميع وظائف ونشاطات المؤسسة التعليمية ليس فقط في إنتاج الخدمة ولكن في توصيلها ، الأمر الذي ينطوي حتما على تحقيق رضا الطلاب وزيادة ثقتهم ،وتحسين مركز المؤسسة التعليمية محليا وعالميا . ويعرفها رودس : أنها عملية إستراتيجية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي نتمكن في إطارها من توظيف مواهب العاملين واستثمار قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر للمنظمة. • ومن التعاريف السابقة نستنتج أنه من الضروري بمكان تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية ، ومشاركة جميع الجهات والإدارات والأفراد في العمل كفريق واحد ، والعمل في اتجاه واحد وهو تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في النظام التربوي التعليمي ، وتقويم مدى تحقيق الأهداف ، ومراجعة الخطوات التنفيذية التي يتم توظيفها . ويعتبر إدوارد ديمنج رائد فكرة الجودة الشاملة حيث طور أربعة عشر نقطة توضح ما يلزم لإيجاد وتطوير ثقافة الجودة ، وتسمى هذه النقاط " جوهر الجودة في التعليم " وتتلخص فيما يلي :
جوهر الجودة في التعليم • 1ـ إيجاد التناسق بين الأهداف . • 2 ـ تبني فلسفة الجودة الشاملة . • 3 ـ تقليل الحاجة للتفتيش . • 4 ـ أنجاز الأعمال المدرسية بطرق جديدة . • 5 ـ تحسين الجودة ، الإنتاجية ، خفض التكاليف . • 6 ـ التعليم مدى الحياة . • 7 ـ القيادة في التعليم . • 8 ـ التخلص من الخوف . • 9 ـ إزالة معوقات النجاح . • 10 ـ خلق ثقافة الجودة . • 11 ـ تحسين العمليات . • 12 ـ مساعدة الطلاب على النجاح . • 13 ـ الالتزام . • 14 ـ المسئولية.
فوائد تطبيق الجودة الشاملة : • للجودة الشاملة فوائد كثيرة ومتعددة تظهر نتائجها من خلال المؤسسات التي تقوم بتطبيقها ، ولكننا سنكتفي في هذا المقام برصد فوائدها في مجال التربية والتعليم : 1ـ تحسين العملية التربوية ومخرجاتها بصورة مستمرة . 2 ـ تطوير المهارات القيادية والإدارية لقيادة المؤسسة التعليمية . 3 ـ تنمية مهارات ومعارف واتجاهات العاملين في الحقل التربوي . 4 ـ التركيز على تطوير العمليات أكثر من تحديد المسؤوليات . 5 ـ العمل المستمر من أجل التحسين ، والتقليل من الإهدار الناتج عن ترك المدرسة ، أو الرسوب . 6 ـ تحقيق رضا المستفيدين وهم ( الطلبة ، أولياء الأمور ، المعلمون ، المجتمع ) . 7 ـ الاستخدام الأمثل للموارد المادية والبشرية المتاحة. 8 ـ تقديم الخدمات بما يشبع حاجات المستفيد الداخلي والخارجي. 9 ـ توفير أدوات ومعايير لقياس الأداء. 10 ـ تخفيض التكلفة مع تحقيق الأهداف التربوية في الوسط الاجتماعي.
الجودة الشاملة والتدريس النشط الفعال : ـ • من خلال المفاهيم المتعددة لإدارة الجودة الشاملة ومدى تطبيقها في مجال التدريس النشط والفعال يمكننا القول أنه يمكننا تحقيق الآتي : ـ • 1 ـ مشاركة الطلاب للمدرس في التخطيط لموضوع الدرس ، وتنفيذه بما يحقق مبدأ الإدارة التشاركية ، الذي على أساسه يكون المعلم والمتعلم على حد سواء مسؤولين عن تحقيق التدريس النشط . • 2 ـ تطبيق مبدأ الوقاية خير من العلاج : والذي يقضي تأدية العمل التدريسي من بدايته حتى نهايته بطريقة صحيحة تسهم في تجنب وقوع الأخطاء وتلافيها . • 3 ـ يقوم التدريس النشط والفعال على أساس مبدأ التنافس والتحفيز الذي يستلزم ضرورة توافر أفكار جديدة ، ومعارف حديثة من قبل المعلم والمتعلم على حد سواء. • 4 ـ لتحقيق التدريس النشط الفعال عندما نطبق مبدأ المشاركة التعاونية ، يتطلب مبدأ المشاركة الذاتية إتاحة الفرصة كاملة أمام جميع المتعلمين لإبداء الرأي والمشاركة الإيجابية في المواقف التعليمية التعلمية
مظاهر التدريس النشط : • 1- شمول جميع أركان التدريس في المواقف التعليمية التعلمية. 2- تحسن مستمر في أساليب التدريس والأنشطة التربوية. 3-تخطيط وتنظيم وتحليل الأنشطة التعلمية التعلمية. 4- فهم الطلاب لجميع جوانب المواقف التدريسية والمشاركة في تنفيذها. 5-تعاون فعال بين التلاميذ بعضهم البعض، وبينهم وبين المعلم. 6-ترابط وتشابك كل أجزاء الدرس. 7-مشاركة في إنجاز الأعمال، وأداء جاد واثق لتحقيق أهداف الدرس. 8-تجنب الوقوع في الخطأ وليس مجرد اكتشافه. 9-إحداث تغيير فكري وسلوكي لدى التلاميذ بما يتوافق مع مقومات العمل التربوي الصحيح. 10-اعتماد الرقابة السلوكية أو التقويم الذاتي في أداء العمل. 11-تحسن العمل الجماعي المستمر وليس العمل الفردي المتقطع. 12-تحقيق القدرة التنافسية والتميز. 13- مراعاة رغبات التلاميذ وتلبية احتياجاتهم. 14-تحقق جودة جميع جوانب الأداء التدريسي. 15- ترابط وتكامل تصميم الموقف التدريسي وتنفيذه.
المزايا التي تتحقق من تطبيق مفهوم الجودة الشاملة في التدريس: • 1 ـ الوفاء بمتطلبات التدريس. • 2 ـ تقديم خدمة تعليمية علمية تناسب احتياجات الطلاب . • 3 ـ مشاركة الطلاب في العمل ووضوح أدوارهم ومسئولياتهم . • 4 ـ الإدارة الديمقراطية للصف دون الإخلال بالتعليمات الرسمية . • 5 ـ التزام كل طرف من أطراف العملية التعليمية التعلمية بالنظام الموجود وقواعده • 6 ـ تقليل الهدر التعليمي في المواقف التدريسية . • 7 ـ وجود نظام شامل ومدروس ينعكس ايجابياً على سلوك الطلاب . • 8 ـ تحقيق التنافس الشريف بين الطلاب . • 9 ـ تأكيد أهمية وضرورة العمل الفريقي الجمعي. • 10ـ تفعيل التدريس بما يحقق الأهداف التربوية المأمولة . • 11 ـ ساهمة التلاميذ ومشاركتهم في أخذ القرارات . • 12 ـ التركيز على طبيعة العمليات والنشاطات وتحسينها وتطويرها بصفة مستمرة بدلاً من التركيز على النتائج والمخرجات. • 13 ـ اتخاذ قرارات صحيحة بناء على معلومات وبيانات حقيقية واقعية، يمكن تحليلها والاستدلال منها . • 14 ـ التحول إلى ثقافة الإتقان بدل الاجترار وثقافة الجودة بدل ثقافة الحد الأدنى، ومن التركيز على التعليم إلى التعلم وإلى توقعات عالية من جانب المعلمين نحو طلابهم. • 15 ـ التحول من اكتشاف الخطأ في نهاية العمل إلى الرقابة منذ بدء العمل ، ومحاولة تجنب الوقوع فيه
دور المدرسة في تعزيز الجودة في التدريس: • • على المدرسة أن تعتمد الجودة كنظام إداري والعمل على تطوير وتوثيق هذا النظام. • • تشكيل فريق الجودة والتميز الذي يضم فريق الأداء التعليمي. • • نشر ثقافة التميز في التدريس. • • تحديد وإصدار معايير الأداء المتميز ودليل الجودة. • • تعزيز المبدأ الديمقراطي من خلال تطبيق نظام الاقتراحات والشكاوي. • • التجديد والتدريب المستمر للمعلمين. • • تعزيز روح البحث وتنمية الموارد البشرية. • • إكساب مهارات جديدة في المواقف الصفية. • • العمل على تحسين مخرجات التعليم. • • إعداد الشخصية القيادية. • • إنشاء مركز معلوماتي دائم وتفعيل دور تكنولوجيا التعليم. • • التواصل مع المؤسسات التعليمية والغير تعليمية. • • تدريب الطلاب على استقراء مصادر التعلم. • • توجيه الطلاب للأسئلة التفكيرية المختلفة. • • إكساب الطلاب القدرة على تنظيم الوقت. • • الاستفادة من تجارب تربوية محلياً وعربياً وعالمياً.
فوائد تطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم : • في ضوء المبررات السابقة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم فإن إدارة الجودة الشاملة في التعليم يمكن أن تحقق الفوائد التالية للتعليم وهي : • 1 ـ ضبط وتطوير النظام الإداري في أي مؤسسة تعليمية نتيجة لوضوح الأدوار وتحديد المسئوليات بدقة . • 2 ـ الارتقاء بمستوي الطلاب في جميع الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية والروحية . • 3 ـ زيادة كفايات الإداريين و المعلمين والعاملين بالمؤسسات التعليمية ورفع مستوي أدائهم . • 4 ـ زيادة الثقة والتعاون بين المؤسسات التعليمية والمجتمع . • 5 ـ توفير جو من التفاهم والتعاون والعلاقات الإنسانية السليمة بين جميع العاملين بالمؤسسة التعليمية مهما كلن حجمها ونوعها . • 6 ـ زيادة الوعي والانتماء نحو المؤسسة من قبل الطلاب والمجتمع المحلي . • 7 ـ الترابط والتكامل بين جميع الإداريين والعاملين بالمؤسسة التعليمية للعمل بروح الفريق . • 9 ـ تطبيق نظام الجودة الشاملة يمنح المؤسسة المزيد من الاحترام والتقدير المحلي والاعتراف العالمي.
مقاييس التعليم • * مدى التحصيل المعرفي عند الطالب . • * مدى رضا الطلبة وأولياء أمورهم . • * مستوى خريجي المدرسة . • * مستوى الإداريين والمعلمين . • * مدى رضا الإداريين والمعلمين . • * الخدمات التي تقدمها المدرسة . • * الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية . • * خدمة المجتمع .
المراجع • مبادئ الجودة الإدارية في الإسلام ( خليفة بن عبد الله الفواز ). • الجودة الشاملة والتميز في المؤسسات التعليمية د.عبد الرحمن المد يرس • الجودة الشاملة في التعليم أ . محمد بن صالح الشدوي • الجودة الشاملة والمدرسة د . محمد يوسف أبو ملوح • مفهوم الجودة الشاملة أ . محمد علي حلواني • إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم أ . زبن بن عيضة الثبيتي • النجاح والفشل في إدارة الجودة الشاملة م . عرف سمان • ـ إدارة المؤسسات التربوية أ . حافظ أحمد
النهاية انتهى والحمد لله إعـــداد المشرف التربوي / نيف محمد الشمري إدارة التربية والتعليم بمحافظة عفيف