التعليم في الدولة الأموية

1. المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية العلوم الاجتماعية - إدارة وتخطيط تربوي التعليم في الدولة الأموية إشراف الدكتور مشعل العدواني العنزي تغريد السويل - بدرية القحطاني - نورة التميمي المستوى الأول/ شعبة ج

2. التعليم في الدولة الأموية نبذة تاريخية الدولة الأموية أو الخِلافَةُ الأُمَوِيَّة هي ثاني خلافة في تاريخ الإسلام وأكبر دولة في تاريخ الإسلام وكانت عاصمتها دمشق وامتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح إفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وماوراء النهر ، وكان بنو أمية أولى الأسر المسلمة الحاكمة ،وحكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م).

3. التعليم في الدولة الأموية المؤسسات التعليمة في العصر الأموي أولاً الكتاتيب: هو مكان مخصص لتعليم صغار الصِّبية القرآن الكريم ومبادئ الدين الحنيف ومبادئ القراءة والكتابة والحساب. وكان مكان الكُتَّاب يقع خارج المسجد، خوفاً من عبث الصِّبية بحرمة المسجد ، لأن رواده كانوا من الصبية الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والسادسة عند الالتحاق بها. • أنواع الكتاتيب: • 1- كتاتيب تعلم القراء والكتابة فقط. • 2- الكتاتيب القرآنية.

4. التعليم في الدولة الأموية • طرق أساليب التعليم في الكتاتيب: • إن التعليم في الكتاتيب كان عن طريق التلقين فهو الأسلوب السائد آنذاك، أي أن يقول المعلّم شيئاً ويردد الطلاب وراءه ما يقوله بصوت عال . • اليوم الدراسي أو الأسبوع الدراسي: • كان يتم التدريس في الكتاب على النحو الأتي: • أ- يدرس الصبيان القران الكريم من أول النهار في وقت مبكر حتى الضحى. • ب- يتعلمون الكتابة من الضحى إلى الظهر. • ج- ينصرف الصبيان إلى بيوتهم لتناول الغداء ويعودون بعد صلاة الظهر. • د- تدرس بقية العلوم كالنحو والعربية والشعر وأيام العرب والحساب، من بعد الظهر إلى آخر النهار. • وكان يوم الجمعة يوم راحة "فيوم الجمعة معظّم عند المسلمين كما جرت به العادة" • وكذلك الحال بالنسبة للأعياد كعيد الفطر والأضحى ويكون تقدير أيام الراحة فيها يختلف من مكان لآخر ومن زمن لآخر حسب العرف.

5. التعليم في الدولة الأموية • سن التعليم: • الواقع أنه لم يكن هناك سن معينة لبدء التعليم " وإنما كان الأمر متروكًا لتقدير أباء الصبيان ، فإن وجدوا أن الطفل بدأ في التمييز والإدراك دفعوا به إلى الكتاب. • وكانوا يكرهون اختلاط الذكور مع الإناث ، يقول القابسي " أكره للمعلم أن يعلم الجواري ويخلطهن مع الغلمان لأن ذلك فساد لهن". • أماكن وجود الكُتَّاب: • نظراً لبساطة الكُتَّاب ، وسهولة تأسيسه ، فقد انتشر في جميع أنحاء الدولة الإسلامية ، فقد وجد الكتَّاب في مكة ، المدينة ، الطائف ، دمشق ، الكوفة ، القيروان و أيضاً في اليمامة ، وأدى الكُتَّاب دوراً هاماً في نشر التعليم الأَولي في مشرق العالم الإسلامي ومغربه لانتشار الكتاتيب في القرى النائية كانتشارها في المدن الكبيرة . وساعد على ذلك بساطة مبنى الكُتّاب الذي لم يكن معقداً بل تكفيه حجرة من منزل وبأثاث لا يتعدى حصير يطرح على الأرض في الحجرة ، ويجلس فوقه المعلم ويتحلق حوله الصبية الصغار يستمعون إليه.

6. التعليم في الدولة الأموية ثانياً المساجد • أهمية المساجد: • تعتبر المساجد بمثابة المعاهد التي يتلقى فيها الناس العلم في مختلف فنون المعرفة، فقد كان المكان الرئيسي لنشر الثقافة الإسلامية، وهو خاص بمرحلة ما فوق الكُتَّاب، أي بالطلبة المدركين لأهمية المسجد (من عمر عشر سنوات فما فوق). • حلقات العلم في المساجد: • كان التعليم في المساجد يتم عن طريق الحلقات، فقد كان كل شيخ يستند إلى عمود من أعمدة المسجد ويتحلق حوله الطلاب على شكل دائرة ( حلقة).

7. التعليم في الدولة الأموية • أنواع الحلقات: • أ- مجالس أو حلقات الإقراء • ب- مجالس الإفتاء • ج- مجالس الحديث • د- مجالس اللغة • هـ - مجالس القصص والوعظ • طريقة الدراسة في المساجد: • امتاز التعليم في المساجد بالحرية، فقد كان الطلبة يختارون المواد الدراسية والشيوخ الذين يلتحقون بهم بإرشاد من أقاربهم أو من الأساتذة الذين يثقون بهم. "وكانت العادة المتبعة، ليكون المرء عالما بالفرع الذي يريد التخصص في أنه يستمع إلى محاضرات العالم الثقة في الفرع المذكور، ومتى أحسن الاستماع، ونجح في الامتحان أمام أستاذه ، أجازه أو سمح له بتعليم الفرع الذي درسه وأتقنه".

8. التعليم في الدولة الأموية • وقت التعليم: • كانت الحلقات تعقد في أي وقت بالليل أو النهار حسب رغبة المعلمين، وهناك من يقول أن المدرسين هم الذين كانوا يقرون متى يعقد الدرس وكم مرة في الأسبوع”. فأشهر حلقات العلم كانت تعقد يومياً في المساجد من بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس ( الغَدَاة ) ، ومن بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس (العَشِي) . • مدة الدراسة: • كانت تختلف مدة الدراسة تبعا للعالم والمتعلم فلم تكن هناك مدة محدودة للدراسة، غير إن طبيعة المواد التي تدرّس في المسجد ( علوم القرآن والحديث والفقه ) تستوجب من الطالب قضاء وقت طويل يلازم فيها أستاذه ويأخذ العلم عنه، تتراوح من ثماني سنين إلى عشرين سنة.

9. التعليم في الدولة الأموية أشهر المساجد المسجد الحرام في مكة: مكانته عظيمة في نفوس المسلمين، ومن أهم الحلقات مجلس عبد الله بن عباس ( ت 68هـ/687م) كان يُخصص لكل فرع من فروع العلم يوماً دراسياً كاملاً كان يجلس يوماً لا يذكر فيه إلا الفقه ، ويوماً التأويل ، ويوماً المغازي ، ويوماً الشعر ، ويوماً أيام العرب … ". المسجد النبوي في المدينة: شهدت أروقته حلقات فقهية لمشاهير العلماء فيها ، من أمثال : جابر بن عبد الله الخزرجي الأنصاري (ت 78هـ/697م) ، وسعيد بن المسيّب المخزومي ( ت 94هـ/712م)

10. التعليم في الدولة الأموية أشهر المساجد • الجامع الأموي في دمشق: • أصبح أهم مكان لتعلم المسلمين فشهدت أروقته الكثير من مجالس العلم في جميع الفنون العلوم وسطعت شمس كثير من علماء ذلك العصر من خلال حلقات العلم التي كانت تعقد فيه. • المسجد الأقصى ( بيت المقدس ): • كان له مكانه في نفوس المسلمين فهو أولى القبلتين وثالث المساجد في الإسلام، وكان موئِلاً للعلم وطلبته فتسارع إليه العلماء من جميع أرجاء العالم ينشرون العلم من خلاله فكان منار للعلم والعلماء.

11. التعليم في الدولة الأموية أشهر المساجد مسجد قرطبة في قرطبة: تأسس المسجد في سنة 92هـ عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة لملكهم، وكان مسجد قرطبة أشبه ما يكون بجامعة عصرية، تقدم العلوم الدينية، مثل الفقه والتفسير والحديث وعلوم القرآن، وأيضا العلوم الطبيعية مثل الفلك والرياضيات والفيزياء والكيمياء والجغرافيا والمنطق والأدب، وفي علوم الحديث، ووصل عدد طلاب العلم في جامع قرطبة إلى 4000 طالب، و تم توفير الخدمات المختلفة لهم مثل الإقامة والطعام، وصرفت لهم ولشيوخهم الرواتب.

12. التعليم في الدولة الأموية ثالثاً قصور الخلفاء والأمراء • أولاً: التعليم الخاص بأبناء الخلفاء والولاة : • اهتم بنو أُمية اهتماماً كبيراً بتعليم أبنائهم وتأديبهم ، وكانوا يحرصون على أن يشاركهم في هذه المهمة مشاهير الفقهاء والعلماء والأدباء المسلمين. وذلك من أجل أن يُعدّوا هؤلاء الأبناء إعداداً جيداً يتناسب مع ما ينتظرهم من مهمات مستقبلية . وكان يطلق على من يقوم بهذه المهمة لقب: المؤَدِّب. وكان المؤّدِّب يقيم في ركن خاص به من قصر الخليفة ( أو الوالي ) ، ويجرى عليه من الأرزاق والأُعطيات ما يكفل له حياة طيبة. وبناء على ذلك ظهرت طبقة جديدة تسمى بطبقة المؤدبين. • مناهج الدراسة لأبناء الخلفاء والولاة : • بلغ من شدة حرص بعض خلفاء بني أُمية على تعليم أبنائهم أنهم كانوا يشاركون بأنفسهم في وضع مخطط إرشادي يسير المؤدبون بموجبه أثناء تثقيفهم لهؤلاء الأبناء .

13. التعليم في الدولة الأموية ثانياً: مجالس الخلفاء: إن الخلفاء كانوا يعدون أنفسهم حماة للعلم، ويرون أن قصورهم مركز تشع منه الثقافة والفنون، فاتخذوا من قصورهم مجالس للأدب والعلم وعقدوا بها الندوات والمناقشات والمناظرات. لقد كانت قصور الخلفاء تحوي العديد من مجالس العلم في شتى العلوم والفنون وتعددت أغراضها وأهدافها من خليفة لأخر، ومن نماذج هذه المجالس: أ-مجالس تختص بالحديث والفقه. ب-مجالس أدبية. ج-مجالس يستمع فيها الخلفاء إلى أخبار العرب وغيرهم من الملوك.

14. التعليم في الدولة الأموية رابعاً: منازل العلماء: كانت طريقة العلماء في التعليم هي الجلوس في المساجد في الغالب، أو في منازلهم أحيانا إذ لم تكن هناك مبانٍ مخصصة للمدارس وكان طلاب العلم يأتونهم فيسألونهم كل ما يحتاجونه ويهتمون به، رغم أن المسلمين لم يعدوا المنازل مكانا صالحا للتعليم العام لافتقارها للسكون والراحة غير أن وطأة الحاجة دعت إلى قيام حلقات تعليمية بالمنازل الخاصة. خامساً: البادية. سادساً:التعليم في أوساط الجند المرابطين في الثغور وأهالي البلاد المفتوحة.

15. التعليم في الدولة الأموية أهداف التعليم وطرق التدريسفي عصر الدولة الأموية أولا أهداف التعليم في العصر الأموي: الهدف العام من التعليم كان تخريج الإنسان المسلم العارف بدينة والمتصف بالأخلاق التي دعا إليها القران الكريم والسنة النبوية، فقد اعتبر العلماء في ذلك العصر إن نشر العلم وتفقيه الناس أمانة يجب أن يبلغها للناس، وخلاصة القول أن الهدف الديني كان بارزًا وواضحًا وكان القصد من تعليم الناس الدين علما وعملا، فهذا الهدف في ذاته يتضمن أهدافا أخرى ثانوية كانت نتيجة له .

16. طرق التدريس: التعليم في الدولة الأموية • طريقة التلقين. • طريقة الإملاء. • طريقة القراءة والعرض. • طريقة القصة. • طريقة الترغيب والترهيب. • طريقة السؤال والجواب.

17. المواد الدراسية في العصر الأموي التعليم في الدولة الأموية • العلوم الدينية: 1- القران الكريم. 2-علم التفسير. 3-علم الحديث. 4-علم الفقه. • العلوم التاريخية: 1-السيرة والمغازي. 2-علم الأنساب والإخبار. • العلوم اللغوية: 1-علم النحو واللغة. 2-الشعر والأدب. 3-الكتابة. • العلوم العقلية: 1- علم الطب 2-علم الكيمياء. 3- علم الحساب 4-علم الجغرافيا 5- الهندسة المعمارية 6-علم الترجمة 7- علم الفلك. 8-علم الكلام.

18. تمويل التعليم في العصر الأموي التعليم في الدولة الأموية • أولاً: الإنفاق الحكومي: • مجالات الإنفاق على التعليم: 1- النفقة على تأديب أولاد الخلفاء. 2- أجور ومكافآت العلماء والفقهاء. 3- هبات الخلفاء للشعراء والأدباء. 4- النفقات على المؤسسات التربوية: • الإنفاق على المساجد. • الإنفاق على الكتاتيب. - الإنفاق على تدوين العلوم. • الإنفاق على الترجمة.

19. تمويل التعليم في العصر الأموي التعليم في الدولة الأموية • ثانياً: إنفاق العلماء. • ثالثاً: إنفاق الطلاب. • رابعاً: الإنفاق من الهبات والإعانات. • خامساً: الإنفاق من الوقف.

20. خاتمة قال ريتشارد كوك” فى كتابه “مدينة السلام”قال (إن أوروبا لتدين بالكثير لاسبانيا العربية فقد كانت قرطبة سراجا وهاجاً للعلم والمدنية في فترة كانت أوروبا لا تزال ترزخ تحت وطأة القذارة والبدائية وقد هيا الحكم الاسلامي في اسبانيا مكانة جعلها الدولة الوحيدة التي أفلتت من عصور الظلام)